- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۚ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍۢ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ۚ ما على المحسنين من سبيل ۚ والله غفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : ليس على أهل الأعذار مِن الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يملكون من المال ما يتجهزون به للخروج إثم في القعود إذا أخلصوا لله ورسوله، وعملوا بشرعه، ما على مَن أحسن ممن منعه العذر عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ناصح لله ولرسوله من طريق يعاقب مِن قِبَلِه ويؤاخذ عليه. والله غفور للمحسنين، رحيم بهم.
- السعدى : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
لما ذكر المعتذرين، وكانوا على قسمين، قسم معذور في الشرع، وقسم غير معذور، ذكر ذلك بقوله:
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} في أبدانهم وأبصارهم، الذين لا قوة لهم على الخروج والقتال. {وَلَا عَلَى الْمَرْضَى}.
وهذا شامل لجميع أنواع المرض الذي لا يقدر صاحبه معه على الخروج والجهاد، من عرج، وعمى، وحمى، وذات الجنب، والفالج، وغير ذلك.
{وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ} أي: لا يجدون زادا، ولا راحلة يتبلغون بها في سفرهم، فهؤلاء ليس عليهم حرج، بشرط أن ينصحوا للّه ورسوله، بأن يكونوا صادقي الإيمان، وأن يكون من نيتهم وعزمهم أنهم لو قدروا لجاهدوا، وأن يفعلوا ما يقدرون عليه من الحث والترغيب والتشجيع على الجهاد.
{مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} أي: من سبيل يكون عليهم فيه تبعة، فإنهم ـ بإحسانهم فيما عليهم من حقوق اللّه وحقوق العباد ـ أسقطوا توجه اللوم عليهم، وإذا أحسن العبد فيما يقدر عليه، سقط عنه ما لا يقدر عليه.
ويستدل بهذه الآية على قاعدة وهي: أن من أحسن على غيره، في [نفسه] أو في ماله، ونحو ذلك، ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف، أنه غير ضامن لأنه محسن، ولا سبيل على المحسنين، كما أنه يدل على أن غير المحسن ـ وهو المسيء ـ كالمفرط، أن عليه الضمان.
{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ومن مغفرته ورحمته، عفا عن العاجزين، وأثابهم بنيتهم الجازمة ثواب القادرين الفاعلين.
- الوسيط لطنطاوي : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم ذكر - سبحانه - الأعذار الشرعية المقبولة عنده وعند رسوله ، والتى تجعل صاحبها لا حرج عليه إذا ما قعد معها عن القتال ، فقال ، تعالى : ( لَّيْسَ عَلَى الضعفآء . . . . مَا يُنْفِقُونَ ) .
ذكر المفسرون فى سبب نزول هاتين الآيتين روايات ، منها ما جاء عن زيد بن ثابت أنه قال كنت أكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أكتب " براءة " ، فإنى لواضح القلم على أذنى ، إذ أمرنا بالقتال ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه ، إذ جاء أعمى فقال : كيف بى يا رسول الله وأنا أعمى؟ فنزلت ( لَّيْسَ عَلَى الضعفآء وَلاَ على المرضى ) الآية .
وروى العوفى عن ابن عباس " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الناس اني نبعثوا غازين معه . فجاءته عصابة من أصحابه فيهم عبد الله بن مقرن المزنى ، فقالوا : يا رسول الله ، احملنا . فقال لهم : " والله لا أجد ما أحملكم عليه " ، فتولوا وهم يبكون وعز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقة ولا محلا ، فلما رأى الله حرصهم على محبته ومحبة رسوله ، أنزل عذرهم فى كتابه فقال : ( لَّيْسَ عَلَى الضعفآء وَلاَ على المرضى ) . . " الآية .
وقال محمد بن إسحاق - فى سياق غزوة تبوك - ثم : " إن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم البكاءون وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم . . فاستحملوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكانوا أهل حاجة فقال : " لا أجد ما أحملكم عليه " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون " .
والضعفاء : جمع ضعيف ، وهو من ليس عنده القوة على القيام بتكاليف الجهاد ، كالشيوخ والنساء والصبيان .
والمرضى : جمع مريض ، وهم الذين عرضت لهم أمراض حالت بينهم وبين الاشراك فى القتال ، وهؤلاء عذرهم ينتهى بزوال أمراضهم .
والمعنى : ( لَّيْسَ عَلَى الضعفآء ) العاجزين عن القتال لعلة فى تكوينهم ، أو لشيخوخة أقعدتهم ، ( وَلاَ على المرضى ) الذى حالت أمراضهم بينهم وبين الجهاد ( وَلاَ عَلَى الذين لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ ) وهم الفقراء القادرون على الحرب ، ولكنهم لا يجدون المال الذين ينفقونه فى مطالب الجهاد ، ولا يجدون الرواحل التى يسافرون عليها أرض المعركة ، ليس على هؤلاء جميعا ( حَرَجٌ ) أى : إثم أو ذنب بسبب عدم خروجهم مع النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك لقتال الكافرين . .
وقوله : ( إِذَا نَصَحُواْ للَّهِ وَرَسُولِهِ ) : بيان لما يجب عليهم فى حال قعودهم .
قال الجمل : ومعنى النصح - هنا - أن يقيموا فى البلد ، ويحترزوا عن إنشاء الأراجيف ، وإثارة الفتن ، ويسعوا فى إيصال الخير إلى أهل المجاهدين الذين خرجوا إلى الغزو ، ويقوموا بمصالح بيوتهم ، ويخلصوا الإِيمان والعمل لله؛ ويتابعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فجملة هذه الأمور تجرى مجرى النصح لله ورسوله .
وقوله : ( مَا عَلَى المحسنين مِن سَبِيلٍ ) استئناف مقرر لمضمون ما قبله .
والمحسنون . جمع محسن ، وهو الذى يؤدى ما كله الله به على وجه حسن .
والسبيل : الطريق السهل المهد الموصل إلى البغية . ومن ، زائدة لتأكيد النفى .
أى : ليس لأحد أى طريق يسكلها لمؤاخذة هؤلاء المحسنين ، بسبب تخلفهم عن الجهاد ، بعد أن نصحوا لله ولرسوله ، وبعد أن حالت الموانع الحقيقة بنيهم وبين الخروج للجهاد .
قال الآلوسى : والجملة استئناف مقرر مضمون ما سبق على أبلغ وجه : وألطف سبك ، وهو من بليغ الكلام ، لأن معناه ، لا سبيل لعاتب عليهم ، أى : لا يمر بهم العاتب ، ولا يجوز فى أرضهم ، فما أبعد العتاب عنهم ، وهو جار مجرى المثل .
ويحتمل أن يكون تعليلا لنفى الحرج عنهم و ( المحسنين ) على عمومه . أى ليس عليهم حرج ، لأنه ما على جنس المحسنين سبيل ، وهم من جملتهم .
وقال صاحب المنار : " والشرع الإلهى يجازى المحسن بأضعاف إحسانه ، ولا يؤاخذ المسئ إلا بقدر إساءته ، فإذا كان أولئك المعذورون فى القعود عن الجهاد محسنين فى سائر أعمالهم بالنصح المذكور . انقطعت طرق المؤاخذة دونهم والإِحسان أعم من النصح المذكرو فالجملة الكريمة تتضمن تعليل رفع الحرج عنهم مقرونا بالدليل ، فكل ناصح لله ورسوله محسن ، ولا سبيل إلى مؤاخذة المحسن وإيقاعه فى الحرج وهذه المبالغة فى أعلى مكانه من أساليب البلاغة .
وقوله : ( والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) أى ، والله تعالى - واسع المغفرة ، كثير الرحمة ، يستر على عباده المخلصين ما يصدر عنهم من تقصير تقتضيه طبيعتهم البشرية .
- البغوى : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم ذكر أهل العذر ، فقال جل ذكره : ( ليس على الضعفاء ) قال ابن عباس : يعني الزمنى والمشايخ والعجزة . وقيل : هم الصبيان وقيل : النسوان ، ( ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون ) يعني الفقراء ( حرج ) مأثم . وقيل : ضيق في القعود عن الغزو ، ( إذا نصحوا لله ورسوله ) في مغيبهم وأخلصوا الإيمان والعمل لله وبايعوا الرسول . ( ما على المحسنين من سبيل ) أي : من طريق بالعقوبة ، ( والله غفور رحيم ) .
قال قتادة : نزلت في عائذ بن عمرو وأصحابه .
وقال الضحاك : نزلت في عبد الله ابن أم مكتوم وكان ضرير البصر .
- ابن كثير : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
م بين تعالى الأعذار التي لا حرج على من قعد فيها عن القتال ، فذكر منها ما هو لازم للشخص لا ينفك عنه ، وهو الضعف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد ، ومنه العمى والعرج ونحوهما ، ولهذا بدأ به . ما هو عارض بسبب مرض عن له في بدنه ، شغله عن الخروج في سبيل الله ، أو بسبب فقره لا يقدر على التجهز للحرب ، فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم ، ولم يرجفوا بالناس ، ولم يثبطوهم ، وهم محسنون في حالهم هذا ؛ ولهذا قال : ( ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم )
وقال سفيان الثوري ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي ثمامة - رضي الله عنه - قال : قال الحواريون : يا روح الله ، أخبرنا عن الناصح لله ؟ قال : الذي يؤثر حق الله على حق الناس ، وإذا حدث له أمران - أو : بدا له أمر الدنيا وأمر الآخرة - بدأ بالذي للآخرة ثم تفرغ للذي للدنيا .
وقال الأوزاعي : خرج الناس إلى الاستسقاء ، فقام فيهم بلال بن سعد ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا معشر من حضر : ألستم مقرين بالإساءة ؟ قالوا : اللهم نعم . فقال : اللهم ، إنا نسمعك تقول : ( ما على المحسنين من سبيل ) اللهم وقد أقررنا بالإساءة فاغفر لنا وارحمنا واسقنا . ورفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا .
وقال قتادة : نزلت هذه الآية في عائذ بن عمرو المزني .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عبيد الله الرازي ، حدثنا ابن جابر ، عن ابن فروة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن زيد بن ثابت قال : كنت أكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أكتب " براءة " فإني لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر ما ينزل عليه ، إذ جاء أعمى فقال : كيف بي يا رسول الله وأنا أعمى ؟ فأنزل الله ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ) الآية .
وقال العوفي ، عن ابن عباس في هذه الآية : وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، فجاءته عصابة من أصحابه ، فيهم عبد الله بن مغفل المزني فقالوا : يا رسول الله ، احملنا ، فقال لهم : والله لا أجد ما أحملكم عليه . فتولوا ولهم بكاء ، وعز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقة ولا محملا ، فلما رأى الله حرصهم على محبته ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه ، فقال : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج ) إلى قوله تعالى : ( فهم لا يعلمون ) .
- القرطبى : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم
فيه ست مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ليس على الضعفاء الآية . أصل في سقوط التكليف عن العاجز ; فكل من عجز عن شيء سقط عنه ، فتارة إلى بدل هو فعل ، وتارة إلى بدل هو غرم ، ولا فرق بين العجز من جهة القوة أو العجز من جهة المال ; ونظير هذه الآية قوله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وقوله : ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج . وروى أبو داود عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه . قالوا : يا رسول الله ، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة ؟ قال : حبسهم العذر . فبينت هذه الآية مع ما ذكرنا من نظائرها أنه لا حرج على المعذورين ، وهم قوم عرف عذرهم كأرباب الزمانة والهرم والعمى والعرج ، وأقوام لم يجدوا ما ينفقون ; فقال : ليس على هؤلاء حرج . ( إذا نصحوا لله ورسوله ) إذا عرفوا الحق وأحبوا أولياءه وأبغضوا أعداءه ، قال العلماء : فعذر الحق سبحانه أصحاب الأعذار ، وما صبرت القلوب ; فخرج ابن أم مكتوم إلى أحد وطلب أن يعطى اللواء فأخذه مصعب بن عمير ، فجاء رجل من الكفار فضرب يده التي فيها اللواء فقطعها ، فأمسكه باليد الأخرى فضرب اليد الأخرى فأمسكه بصدره وقرأ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل هذه عزائم القوم . والحق يقول : ليس على الأعمى حرج وهو في الأول . ولا على الأعرج حرج وعمرو بن الجموح من نقباء الأنصار أعرج وهو في أول الجيش . قال له الرسول عليه السلام : إن الله قد عذرك . فقال : والله لأحفرن بعرجتي هذه في الجنة إلى أمثالهم حسب ما تقدم في هذه السورة من ذكرهم رضي الله عنهم . وقال عبد الله بن مسعود : ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .
الثانية : قوله تعالى : إذا نصحوا النصح إخلاص العمل من الغش . ومنه التوبة النصوح . قال نفطويه : نصح الشيء إذا خلص . ونصح له القول أي أخلصه له . وفي صحيح مسلم عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدين النصيحة - ثلاثا - قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
قال العلماء : النصيحة لله إخلاص الاعتقاد في الوحدانية ، ووصفه بصفات الألوهية ، وتنزيهه عن النقائص والرغبة في محابه والبعد من مساخطه . والنصيحة لرسوله : التصديق بنبوته ، والتزام طاعته في أمره ونهيه ، وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه ، وتوقيره ، ومحبته ومحبة آل بيته ، وتعظيمه وتعظيم سنته ، وإحياؤها بعد موته بالبحث عنها ، والتفقه فيها والذب عنها ونشرها والدعاء إليها ، والتخلق بأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم . وكذا النصح لكتاب الله : قراءته والتفقه فيه ، والذب عنه وتعليمه وإكرامه والتخلق به . والنصح لأئمة المسلمين : ترك الخروج عليهم ، وإرشادهم إلى الحق وتنبيههم فيما أغفلوه من أمور المسلمين ، ولزوم طاعتهم والقيام بواجب حقهم . والنصح للعامة : ترك معاداتهم ، وإرشادهم وحب الصالحين منهم ، والدعاء لجميعهم وإرادة الخير لكافتهم . وفي الحديث الصحيح مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
الثالثة : قوله تعالى ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم من سبيل في موضع رفع اسم ( ما ) أي من طريق إلى العقوبة . وهذه الآية أصل في رفع العقاب عن كل محسن . ولهذا قال علماؤنا في الذي يقتص من قاطع يده فيفضي ذلك في السراية إلى إتلاف نفسه : إنه لا دية له ; لأنه محسن في اقتصاصه من المعتدي عليه . وقال أبو حنيفة : تلزمه الدية . وكذلك إذا صال فحل على رجل فقتله في دفعه عن نفسه فلا ضمان عليه ; وبه قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : تلزمه لمالكه القيمة . قال ابن العربي : وكذلك القول في مسائل الشريعة كلها .
الرابعة : قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم روي أن الآية نزلت في عرباض بن سارية . وقيل : نزلت في عائذ بن عمرو . وقيل : نزلت في بني مقرن - وعلى هذا جمهور المفسرين - وكانوا سبعة إخوة ، كلهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس في الصحابة سبعة إخوة غيرهم ، وهم النعمان ومعقل وعقيل وسويد وسنان وسابع لم يسم . بنو مقرن المزنيون سبعة إخوة هاجروا وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشاركهم - فيما ذكره ابن عبد البر وجماعة - في هذه المكرمة غيرهم . وقد قيل : إنهم شهدوا الخندق كلهم . وقيل : نزلت في سبعة نفر من بطون شتى ، وهم البكاءون أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ليحملهم ، فلم يجد ما يحملهم عليه ; ف تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون فسموا البكائين . وهم سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف وعلبة بن زيد أخو بني حارثة . وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار . وعمرو بن الحمام من بني سلمة . وعبد الله بن المغفل المزني ، وقيل : بل هو عبد الله بن عمرو المزني . وهرمي بن عبد الله أخو بني واقف ، وعرباض بن سارية الفزاري ، هكذا سماهم أبو عمر في كتاب الدرر له . وفيهم اختلاف . قال القشيري : معقل بن يسار وصخر بن خنساء وعبد الله بن كعب الأنصاري ، وسالم بن عمير ، وثعلبة بن غنمة ، وعبد الله بن مغفل وآخر . قالوا : يا نبي الله ، قد ندبتنا للخروج معك ، فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة نغز معك . فقال : لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون . وقال ابن عباس : سألوه أن يحملهم على الدواب ، وكان الرجل يحتاج إلى بعيرين ، بعير يركبه وبعير يحمل ماءه وزاده لبعد الطريق . وقال الحسن : نزلت في أبي موسى وأصحابه أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ليستحملوه ، ووافق ذلك منه غضبا فقال : والله لا أحملكم ولا أجد ما أحملكم عليه فتولوا يبكون ; فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاهم ذودا . فقال أبو موسى : ألست حلفت يا رسول الله ؟ فقال : إني إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني .
قلت : وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم بلفظه ومعناه . وفي مسلم : فدعا بنا فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى . . . الحديث . وفي آخره : فانطلقوا فإنما حملكم الله . وقال الحسن أيضا وبكر بن عبد الله : نزلت في عبد الله بن مغفل المزني ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله . قال الجرجاني : التقدير أي ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم و " قلت لا أجد " . فهو مبتدأ معطوف على ما قبله بغير واو ، والجواب تولوا .
تولوا وأعينهم تفيض من الدمع الجملة في موضع نصب على الحال . ( حزنا ) مصدر . ألا يجدوا نصب بأن . وقال النحاس : قال الفراء يجوز " أن لا يجدون " يجعل " لا " بمعنى ليس . وهو عند البصريين بمعنى أنهم لا يجدون .
الخامسة : والجمهور من العلماء على أن من لا يجد ما ينفقه في غزوه أنه لا يجب عليه . وقال علماؤنا : إذا كانت عادته المسألة لزمه كالحج وخرج على العادة لأن حاله إذا لم تتغير يتوجه الفرض عليه كتوجهه على الواجد . والله أعلم .
السادسة : في قوله تعالى : وأعينهم تفيض من الدمع ما يستدل به على قرائن الأحوال . ثم منها ما يفيد العلم الضروري ، ومنها ما يحتمل الترديد . فالأول كمن يمر على دار قد علا فيها النعي وخمشت الخدود وحلقت الشعور وسلقت الأصوات وخرقت الجيوب ونادوا على صاحب الدار بالثبور ; فيعلم أنه قد مات . وأما الثاني فكدموع الأيتام على أبواب الحكام ; قال الله تعالى مخبرا عن إخوة يوسف عليه السلام : وجاءوا أباهم عشاء يبكون . وهم الكاذبون ; قال الله تعالى مخبرا عنهم : وجاءوا على قميصه بدم كذب ومع هذا فإنها قرائن يستدل بها في الغالب فتبنى عليها الشهادات بناء على ظواهر الأحوال وغالبها . وقال الشاعر :
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
وسيأتي هذا المعنى في " يوسف " مستوفى إن شاء الله تعالى .
- الطبرى : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
القول في تأويل قوله : لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ليس على أهل الزمانة وأهل العجز عن السفر والغزو, (20) ولا على المرضى, ولا على من لا يجد نفقة يتبلَّغ بها إلى مغزاه = " حرج ", وهو الإثم، (21) يقول: ليس عليهم إثم، إذا نصحوا لله ولرسوله في مغيبهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم =(ما على المحسنين من سبيل) ، يقول: ليس على من أحسن فنصح لله ولرسوله في تخلّفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد معه، لعذر يعذر به، طريقٌ يتطرَّق عليه فيعاقب من قبله (22) =(والله غفور رحيم)، يقول: والله ساتر على ذنوب المحسنين, يتغمدها بعفوه لهم عنها =(رحيم)، بهم، أن يعاقبهم عليها. (23)
* * *
وذكر أن هذه الآية نـزلت في " عائذ بن عمرو المزني".
* * *
وقال بعضهم في " عبد الله بن مغفل ".
* * *
* ذكر من قال: نـزلت في " عائذ بن عمرو ".
17078- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله)، نـزلت في عائذ بن عمرو.
* * *
* ذكر من قال: نـزلت في " ابن مغفل ".
17079- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى)، إلى قوله: حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه, فجاءته عصابة من أصحابه، فيهم " عبد الله بن مغفل المزني", فقالوا: يا رسول الله، احملنا. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما أجد ما أحملكم عليه! فتولوا ولهم بكاءٌ, وعزيزٌ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد، (24) ولا يجدون نفقةً ولا محملا. فلما رأى الله حرصَهم على محبته ومحبة رسوله, أنـزل عذرهم في كتابه فقال: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج)، إلى قوله: فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ .
----------------------
الهوامش :
(20) انظر تفسير " الضعفاء " فيما سلف 5 : 551 8 : 19 .
(21) انظر تفسير " الحرج " فيما سلف 12 : 295 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(22) انظر تفسير " المحسن " و " السبيل " فيما سلف من فهارس اللغة ( حسن ) ، ( سبل ) .
(23) انظر تفسير " غفور " و " رحيم " فيما سلف من فهارس اللغة ( غفر ) ، ( رحم ) .
(24) في المطبوعة : " وعز عليهم " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو محض صواب .
- ابن عاشور : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
استئناف بياني لجواب سؤال مقدّر ينشأ عن تهويل القعود عن الغزو وما توجّه إلى المخلّفين من الوعيد . استيفاءً لأقسام المخلّفين من ملوم ومعذور من الأعراب أو من غيرهم .
وإعادة حرف النفي في عطف الضعفاء والمرضى لتوكيد نفي المؤاخذة عن كلّ فريق بخصوصه .
والضعفاء : جمع ضعيف وهو الذي به الضعف وهو وهن القوة البدنية من غير مرض .
والمرضَى : جمع مريض وهو الذي به مرض . والمرض تغيّر النظام المعتاد بالبدن بسبب اختلال يطرأ في بعض أجزاء المزاج ، ومن المرض المزمنُ كالعمى والزمانة وتقدم في قوله : { وإن كنتم مرضى أو على سفر } في سورة النساء ( 43 ).
والحرج : الضِيق ويراد به ضيق التكليف ، أي النهي .
والنصح : العمل النافع للمنصوح وقد تقدّم عند قوله تعالى : { لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم } في سورة الأعراف ( 79 ) وتقدّم وجه تعديته باللام وأطلق هنا على الإيمان والسعي في مرضاة الله ورسوله والامتثال والسعي لما ينفع المسلمين ، فإنّ ذلك يشبه فعل الموالي الناصح لمنصوحه .
وجملة : ما على المحسنين من سبيل } واقعة موقع التعليل لنفي الحرج عنهم وهذه الجملة نُظِمت نَظْم الأمثال . فقوله : { ما على المحسنين من سبيل } دليل على علّة محذوفة . والمعنى ليس على الضعفاء ولا على من عُطف عليهم حرج إذا نصحوا لله ورسوله لأنّهم محسنون غير مسيئين وما على المحسنين من سبيل ، أي مؤاخذة أو معاقبة والمحسنون الذين فَعلوا الإحسان وهو ما فيه النفع التامّ .
والسبيل : أصله الطريق ويطلق على وسائل وأسباب المؤاخذة باللوم والعقاب لأنّ تلك الوسائل تشبه الطريق الذي يصل منه طالب الحقّ إلى مكان المحقوق ، ولمراعاة هذا الإطلاق جُعل حرف الاستعلاء في الخبر عن السبيل دون حرف الغاية . ونظيره قوله تعالى : { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً } [ النساء : 34 ] وقوله : { فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً } كلاهما في سورة النساء ( 90 ). فدخل في المحسنين هؤلاء الذين نصحوا لله ورسوله . وليس ذلك من وضع المظهر موضع المضمر لأنّ هذا مرمَى آخر هو أسمى وأبعد غاية .
ومِنْ } مؤكّدة لشمول النفي لكلّ سبيل .
وجملة { والله غفور رحيم } تذييل والواو اعتراضية ، أي شديد المغفرة ومن مغفرته أن لم يؤاخذ أهل الأعذار بالقعود عن الجهاد . شديد الرحمة بالناس ومن رحمته أن لم يكلّف أهل الأعذار ما يَشق عليهم .
- إعراب القرآن : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
«لَيْسَ» فعل ماض ناقص. «عَلَى الضُّعَفاءِ» متعلقان بمحذوف خبر. «وَلا عَلَى الْمَرْضى ، وَلا عَلَى الَّذِينَ» أسماء معطوفة. «لا يَجِدُونَ» مضارع والواو فاعل ، ولا نافية لا عمل لها ، واسم الموصول «ما» مفعول به وجملة لا يجدون صلة الموصول وكذلك جملة «يُنْفِقُونَ».
«حَرَجٌ» اسم ليس. «إِذا» ظرف لما يستقبل من الزمان .. وجملة «نَصَحُوا» في محل جر بالإضافة.
«لِلَّهِ» حرف الجر ولفظ الجلالة متعلقان بالفعل. «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم وما نافية لا عمل لها. «مِنْ سَبِيلٍ» من حرف جر زائد. «سَبِيلٍ» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر ، والجملة مستأنفة لا محل لها. «وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة كذلك.
- English - Sahih International : There is not upon the weak or upon the ill or upon those who do not find anything to spend any discomfort when they are sincere to Allah and His Messenger There is not upon the doers of good any cause [for blame] And Allah is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(9:91) There is no harm if the weak, the sick and those that have no means of providing for Jihad stay behind, provided they are sincerely faithful to Allah and His Messenger. *92 There is no cause of blame against such righteous people: and Allah is Forgiving and Compassionate.
- Français - Hamidullah : Nul grief sur les faibles ni sur les malades ni sur ceux qui ne trouvent pas de quoi dépenser pour la cause d'Allah s'ils sont sincères envers Allah et Son messager Pas de reproche contre les bienfaiteurs Allah est Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Kein Grund zur Bedrängnis wegen des Daheimbleibens ist es für die Schwachen für die Kranken und für diejenigen die nichts finden was sie ausgeben können wenn sie sich gegenüber Allah und Seinem Gesandten aufrichtig verhalten Gegen die Gutes Tuenden gibt es keine Möglichkeit sie zu belangen - Allah ist Allvergebend und Barmherzig -
- Spanish - Cortes : Si son sinceros para con Alá y con Su Enviado no habrá nada que reprochar a los débiles a los enfermos a los que no encuentran los medios No hay motivo contra los que obran con honradez Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Estão isentos os inválidos os enfermos os baldos de recursos sempre que sejam sinceros para com Deus e Seumensageiro Não há motivo de queixa contra os que fazem o bem e Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Нет греха на немощных больных и тех которые не находят средств на пожертвования если они искренни перед Аллахом и Его Посланником Нет оснований укорять творящих добро Воистину Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
Нет греха на немощных, больных и тех, которые не находят средств на пожертвования, если они искренни перед Аллахом и Его посланником. Нет оснований укорять творящих добро. Воистину, Аллах - Прощающий, Милосердный.После упоминания о том, что среди людей, которые просили разрешения остаться, были такие, которые имели уважительную причину, и такие, которые не имели ее, Всевышний сообщил о тех, кому разрешается не принимать участия в джихаде. К таким людям относятся немощные мужчины, физическое состояние и слабое зрение которых не позволяет им участвовать в походах и боевых действиях. К ним относятся больные люди, которые поражены недугом, не позволяющим им участвовать в походах и священной войне. Под такими недугами подразумеваются хромота, слепота, лихорадка, паралич и другие тяжелые заболевания. Также разрешается не принимать участия в джихаде тем, кто не имеет достаточно средств для приобретения провианта и средства передвижения. Все перечисленные категории людей не совершают греха, когда не отправляются на священную войну, если они искренне уверовали в Аллаха и Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует, имеют твердое намерение отправиться на войну при первой же возможности и делают все возможное для того, чтобы призывать окружающих к борьбе на Его пути. Праведники никогда не заслуживают порицания, потому что они исправно выполняют свои обязанности перед Аллахом и Его рабами. И если человек совершает благодеяния, на которые у него хватает сил, то он освобождается от ответственности за поступки, которые выше его возможностей. Из этого аята вытекает мудрое правило: если один человек намеревался оказать другому материальную или физическую помощь, в результате чего нанес ему ущерб, то он не несет ответственности за его возмещение, потому что он намеревался сделать доброе дело, а творящий добро никогда не заслуживает порицания. Но если человек собирался причинить вред или допустил небрежность, то он должен возместить причиненный ущерб. Среди прекрасных имен Аллаха - Прощающий и Милосердный. По Своей милости и снисходительности Аллах прощает всех, кто не имеет возможности совершать некоторые благодеяния, и вознаграждает их за твердое намерение так, как Он вознаграждает праведников, которые имели такую возможность и совершили эти благодеяния.
- Turkish - Diyanet Isleri : Güçsüzlere hastalara ve sarfedecek bir şeyi bulunmayanlara Allah ve Peygamberine bağlı kaldıkları müddetçe sorumluluk yoktur İyi davrananlara sorumluluk olmaz Allah bağışlayandır merhamet edendir
- Italiano - Piccardo : Non saranno ritenuti colpevoli i deboli i malati e coloro che non dispongono di mezzi a condizione che siano sinceri con Allah e col Suo Messaggero nessun rimprovero per coloro che fanno il bene Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : لاوازو نهخۆش و ئهوانهش که خهرجییان دهست ناکهوێت هیچ گوناهو گلهییهکیان لهسهر نیه له بهشداری نهکردنی غهزادا کاتێک دڵسۆز بن بۆ خواو پێغهمبهرهکهی لهسهر ئهو چاکهخواز و پاکانه هیچ جۆره گلهیی و ڕهخنهیهک نیه خوای گهوره لێخۆش بووه و میهرهبانیشه
- اردو - جالندربرى : نہ تو ضعیفوں پر کچھ گناہ ہے اور نہ بیماروں پر نہ ان پر جن کے پاس خرچ موجود نہیں کہ شریک جہاد نہ ہوں یعنی جب کہ خدا اور اس کے رسول کے خیراندیش اور دل سے ان کے ساتھ ہوں۔ نیکو کاروں پر کسی طرح کا الزام نہیں ہے۔ اور خدا بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : Neće se ogriješiti nemoćni i bolesni i oni koji ne mogu naći sredstva za borbu samo ako su prema Allahu i Njegovu Poslaniku iskreni Nema razloga da se išta prigovara onima koji čine dobra djela – a Allah prašta i samilostan je –
- Swedish - Bernström : De svaga och de sjuka skall inte klandras [för att ha stannat hemma] inte heller de som inte kunde bekosta [sin utrustning] om de har varit uppriktiga mot Gud och Hans Sändebud; [dessa] rättsinniga människor kan inte klandras och Gud är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tiada dosa lantaran tidak pergi berjihad atas orangorang yang lemah orangorang yang sakit dan atas orangorang yang tidak memperoleh apa yang akan mereka nafkahkan apabila mereka berlaku ikhlas kepada Allah dan RasulNya Tidak ada jalan sedikitpun untuk menyalahkan orangorang yang berbuat baik Dan Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Tiada dosa atas orang-orang yang lemah) yakni orang-orang jompo (atas orang-orang yang sakit) seperti orang buta dan orang yang sakit parah yang tak sembuh-sembuh (dan atas orang-orang yang tidak memperoleh apa yang akan mereka nafkahkan) untuk berjihad (apabila mereka berlaku ikhlas kepada Allah dan Rasul-Nya) sewaktu ia tidak pergi berjihad, yaitu tidak menimbulkan kekacauan dan rasa takut kepada orang-orang lain dan tetap menaati peraturan. (Tidak atas orang-orang yang berbuat baik) yakni orang-orang yang melaksanakan hal tersebut (jalan) alasan untuk menyalahkan mereka. (Dan Allah Maha Pengampun) kepada mereka (lagi Maha Penyayang) kepada mereka di dalam memberikan kelonggaran mengenai masalah tidak pergi berjihad ini.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : দূর্বল রুগ্ন ব্যয়ভার বহনে অসমর্থ লোকদের জন্য কোন অপরাধ নেই যখন তারা মনের দিক থেকে পবিত্র হবে আল্লাহ ও রসূলের সাথে। নেককারদের উপর অভিযোগের কোন পথ নেই। আর আল্লাহ হচ্ছেন ক্ষমাকারী দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பலஹீனர்களும் நோயாளிகளும் அல்லாஹ்வின் வழியில் செலவு செய்ய வசதியில்லாதவர்களும் அல்லாஹ்வுக்கும் அவனுடைய தூதருக்கும் உண்மையுடன் இருப்பார்களானால் இத்தகைய நல்லோர்கள் மீது எந்த குற்றமும் இல்லை அல்லாஹ் மன்னிப்பவன்; கிருபையுள்ளவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : “ไม่มีบาปใด ๆ แก่บรรดาผู้ที่อ่อนแอ และแก่ผู้ที่ป่วยไข้ และแก่บรรดาผู้ที่ไม่พบสิ่งที่จะบริจาค เมื่อพวกเขาได้แนะนำตักเตือนให้จงรักภักดีต่ออัลลอฮ์ และร่อซูลของพระองค์ ไม่มีทางใดที่จะกล่าวโทษแก่บรรดาผู้กระทำดีได้ และอัลลอฮ์นั้นคือผู้ทรงอภัยโทษ ผู้ทรงเอ็นดูเมตตา”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Заифҳолларга беморларга ва сарфхаражат қиладиган нарса топа олмаётганларга Аллоҳга ва Расулига ихлосли бўлсалар насиҳат қилсалар гуноҳ йўқ Чиройли амал қилувчиларни айблашга йўл йўқ Аллоҳ мағфиратли ва раҳмли зотдир Урушга ярамайдиган заифҳол кишилар беморлар ёки урушга бориш учун керак сарфҳаражатларни кўтара олмайдиган одамлар урушга бормай қолсалар айб эмас Гуноҳ ҳам бўлмайди Чунки Ислом инсонни тоқатидан ташқари нарсага таклиф қилмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 衰弱者、害病者、无旅费者,(他们不出征)都无罪过,如果他们忠于真主及其使者。行善的人们是无可非难的;真主是至赦的,至慈的。
- Melayu - Basmeih : Orangorang yang lemah dan orangorang yang sakit dan juga orangorang yang tidak mempunyai sesuatu yang akan dibelanjakan tidaklah menanggung dosa kerana tidak turut berperang apabila mereka berlaku ikhlas kepada Allah dan RasulNya Tidak ada jalan sedikitpun bagi menyalahkan orangorang yang berusaha memperbaiki amalannya; dan Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : dhib ma saara kuwa tabarta yar kuwa huka iyo kuwaan helayn waxay bixiyaan hadday u naseexeeyaan Diinta Eebe iyo Rasuulkiisa kuwa sama falana jid laguma leh Eebana waa Dambi dhaafe Naxariista
- Hausa - Gumi : Bãbu laifi a kan maraunana kuma haka majinyata kuma bãbu laifi a kan waɗanda bã su sãmun abin da suke ciyarwa idan sun yi nasĩha ga Allah da ManzonSa Kuma bãbu wani laifi a kan mãsu kyautatãwa Kuma Allah ne Mai gãfara Mai tausayi
- Swahili - Al-Barwani : Hapana lawama kwa wanyonge wagonjwa na wasio pata cha kutumia maadamu wanamsafia niya Mwenyezi Mungu na Mtume wake Hapana njia ya kuwalaumu wanao fanya wema Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nuk është mëkat mos të shkojnë në ushtri – të dobëtit fizikisht as të sëmurët as ata që nuk mund të sigurojnë shpenzimet nëse janë të sinqertë ndaj Perëndisë dhe Pejgamberit të Tij S’ka arsye t’u bëhet asnjë vërejtje bamirësve Se Perëndia është falës dhe mëshirues
- فارسى - آیتی : بر ناتوانان و بيماران و آنان كه هزينه خويش نمىيابند، هرگاه در عمل براى خدا و پيامبرش اخلاص ورزند گناهى نيست اگر به جنگ نيايند؛ كه بر نيكوكارن هيچ گونه عتابى نيست و خدا آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Бар нотавонону беморон ва онон, ки маводи ҷангии хеш намеёбанд, ҳар гоҳ дар амал барои Худову паёмбараш ихлос кунанд, гуноҳе нест, агар ба ҷанг наёянд, ки бар некӯкорон ҳеҷ гуна итобе нест ва Худо бахшояндаву меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : ئاجىزلار (يەنى ياشانغان بوۋايلار)، كېسەللەر، (جىھادقا چىقىشقا) خىراجەت تاپالمىغانلار اﷲ قا ۋە اﷲ نىڭ پەيغەمبىرىگە سادىق بولسىلا، جىھادقد چىقمىسا گۇناھ بولمايدۇ، ياخشى ئىش قىلغۇچىلارنى ئەيىبلەشكە يول يوقتۇر، اﷲ مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ദുര്ബിലരും രോഗികളും ചെലവു ചെയ്യാന് ഒന്നുമില്ലാത്തവരും യുദ്ധത്തില് നിന്ന് മാറിനില്ക്കുോന്നതില് തെറ്റില്ല; അവര് അല്ലാഹുവോടും അവന്റെ ദൂതനോടും കൂറുപുലര്ത്തുകന്നവരാണെങ്കില്. ഇത്തരം സദ്വൃത്തരെ കുറ്റപ്പെടുത്താന് ന്യായമൊന്നുമില്ല. അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും പരമകാരുണികനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ليس على اهل الاعذار من الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يملكون من المال ما يتجهزون به للخروج اثم في القعود اذا اخلصوا لله ورسوله وعملوا بشرعه ما على من احسن ممن منعه العذر عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ناصح لله ولرسوله من طريق يعاقب من قبله ويواخذ عليه والله غفور للمحسنين رحيم بهم
*92) This implies that even those people who are otherwise excusable because of disability, sickness or indigence will be pardoned only if they are sincerely and truly faithful to Allah and His Messenger. Without this fidelity, no one shall be pardoned merely because he was sick or indigent at the time when he was called upon to go forth for Jihad. For Allah dces not judge merely by appearances and treat alike and forgive all those who present "medical certificates" of their disability because of sickness, old age or some other physical defect. On the Day of Judgement, He will examine minutely the heart of each and everyone, and take into account his whole conduct, open and hidden, and will consider whether his excuse was of a faithful servant or of a traitor and rebel. It is obvious that each and every case, in spite of apparent similarity, requires a separate and different judgement. For instance, let us take the case of two men who suddenly fell ill on the eve of Jihad. One of them thanked his lucky stars for the timely disease, as if to say, "How lucky it is that I have fallen ill on the opportune moment! Otherwise, this calamity of Jihad could not have been avoided and I would have had to suffer it anyhow." On the contrary, the other man was filled with sorrow at his illness, and he cried in anguish, "Ah! what a bad luck! I have been attacked by this sudden disease at the time when I ought to have been in the battle-field instead of lying down here in bed !" One of them made his illness not only an excuse for exemption from Jihad but also tried to dissuade others from it. On the contrary, the other one, though lying in the sick-bed, went on urging his own dear relatives, friends and others to go forth to Jihad; nay, he entreated even those who were attending him, saying, "Leave me in the care of the Real Master, and go forth to Jihad. I am sure that the arrangements for my nursing will be made somehow or other: therefore you should not waste your precious chance for my sake but go forth and serve the Right Way." But the other, who stayed at home, spent all this time in spreading discontent and bad news and in damaging war efforts and in disrupting the affairs of the families of the fighters. The other man in similar circumstances did his very best to make the home front as strong as he could. Though these two men had similar excuses for exemption, they cannot be considered as equal in the sight of Allah: the second one only may expect Allah's pardon, and not the first man who was a traitor and rebel against Allah, though he might have had a genuine excuse for exemption.