- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱلْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ۗ والله عليم حكيم
- عربى - التفسير الميسر : الأعراب سكان البادية أشد كفرًا ونفاقًا من أهل الحاضرة، وذلك لجفائهم وقسوة قلوبهم وبُعدهم عن العلم والعلماء، ومجالس الوعظ والذكر، فهم لذلك أحق بأن لا يعلموا حدود الدين، وما أنزل الله من الشرائع والأحكام. والله عليم بحال هؤلاء جميعًا، حكيم في تدبيره لأمور عباده.
- السعدى : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
يقول تعالى: {الْأَعْرَابِ} وهم سكان البادية والبراري {أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} من الحاضرة الذين فيهم كفر ونفاق، وذلك لأسباب كثيرة: منها: أنهم بعيدون عن معرفة الشرائع الدينية والأعمال والأحكام، فهم أحرى {وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} من أصول الإيمان وأحكام الأوامر والنواهي، بخلاف الحاضرة، فإنهم أقرب لأن يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله، فيحدث لهم ـ بسبب هذا العلم ـ تصورات حسنة، وإرادات للخير، الذي يعلمون، ما لا يكون في البادية.
وفيهم من لطافة الطبع والانقياد للداعي ما ليس في البادية، ويجالسون أهل الإيمان، ويخالطونهم أكثر من أهل البادية، فلذلك كانوا أحرى للخير من أهل البادية، وإن كان في البادية والحاضرة، كفار ومنافقون، ففي البادية أشد وأغلظ مما في الحاضرة. ومن ذلك أن الأعراب أحرص على الأموال، وأشح فيها.
- الوسيط لطنطاوي : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
ثم بعد الحديث الطويل عن النفاق والمنافقين ، أخذت السورة الكريمة ، فى الحديث عن طوائف أخرى منها الصالح ، ومنها غير الصالح ، وقد بدأت بالحديث عن الأعراب سكان البادية ، فقال - تعالى - : ( الأعراب أَشَدُّ . . . . غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
قال صاحب المنار : قوله ، سبحانه : ( الأعراب أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً ) . بيان مستأنف لحال سكان البادية من المنافقين ، لأنه مما يسأل عنه بعد ما تقدم فى منافقى الحضر من سكان المدينة وغيرها من القرى .
والأعراب : اسم جنس لبدو العرب ، واحده : أعرابى ، والأنثى أعرابية ، والجمع أعاريب ، والعرب : اسم جنس لهذا الجيل الذى ينطق بهذه اللغة ، بدوه وحضره ، واحده : عربى .
والمراد بالأعراب هنا : جنسهم لا كل واحد منهم ، بدليل أن الله . تعالى . قد ذم من يستحق الذم منهم ، ومدح من يستحق المدح منهم ، فالآية الكريمة من باب وصف الجنس بوصف بعض أفراده .
وقد بدأ ، سبحانه ، بذكر المنافقين من الأعراب قبل المؤمنين منهم ، إلحاقا لهم بمنافقى المدينة الذين تحدثت السورة عنهم قبل ذلك مباشرة حديثاً مستفيضاً ، وبهذا الترتيب الحكيم تكون السورة الكريمة قد واصلت الحديث عن منافقى الحضر والبدو .
والمعنى : " الأعراب " سكان البادية ( أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً ) من الكفار والمنافقين الذين يسكنون الحضر والقرى .
وذلك ، لأن ظروف حياتهم البدوية ، وما يصاحبها من عزلة وكفر فى الصحراء ، وخشونة فى الحياة . . . كل ذلك جعلهم أقسى قلوباً ، وأجفى قولا ، وأغلظ طبعا ، وأبعد عن سماع ما يهدى نفوسهم إلى الخير من غيرهم سكان المدن .
وقوله : ( وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ الله على رَسُولِهِ ) معطوف على ما قبله لتعديد صفاتهم الذميمة .
قال القرطبى : قوله : " وأجدر " عطف على " أشد " ومعناه : أخلق ، وأحق ، يقال : فلان جدير بكذا ، أى : خليق به . وأنت جدير أن تفعل كذا ، والجمع جدراء وجديرون ، وأصله من جدر الحائط وهو رفعه بالبناء فقوله : هو أجدر بكذا ، أى : أقرب إليه وأحق به .
والمعنى : الأعراب أشد كفرا ونفاقا من أهل الحضر الكفار والمنافقين ، وهم كذلك أحق وأخلق من أهل الحضر بأن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ، بسبب ابتعادهم عن مجالس رسول الله . صلى الله عليه وسلم . وعدم مشاهدتهم لما ينزل عليه . صلى الله عليه وسلم . من شرائع وأداب وأحكام .
وقوله : ( والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) أى : " عليم " بأحوال عباده الظاهرة والباطنة لا يخفى عليه شئ من صفاتهم وطباعهم " وحكيم " فى صنعه بهم ، وفى حكمه عليهم ، وفيما يشرعه لهم من أحكام ، وفيما يجازيهم به من ثواب أو عقاب .
هذا ، وقد ذكر المفسرون هنا أمثلة متعدد لجفاء الأعراب وجهلهم ، ومن ذلك قول الإِمام ابن كثير :
قال الأعمش عن ابراهيم قال : جلس أعرابى إلى زيد بن صومان ، وهو يحدث أصحابه ، وكانت يده قد أصيبت يوم " نهاوند " فقال الأعرابى : والله إن حديثك ليعجبنى وإن يدك لتريبنى!! فقال زيد : وما يريبك من يدى؟ إنها الشمال!! فقال الأعرابى : والله ما أدرى اليمين يقطعون أو الشماء!! فقال زيد : صدق الله إذ يقول : ( الأعراب أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ الله على رَسُولِهِ ) .
وورى الأَمام عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى السلطان افتتن " .
وورى الإِمام مسلم " عن عائشة قال : قدم ناس من الاعراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : أتقبلون صبيانكم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - نعم . فقالوا : لكنا والله ما نقبل!! فقال - صلى الله عليه وسلم - " وما أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة " " .
- البغوى : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
( الأعراب ) أي : أهل البدو ، ( أشد كفرا ونفاقا ) من أهل الحضر ، ( وأجدر ) أخلق وأحرى ، ( ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) وذلك لبعدهم عن سماع القرآن ومعرفة السنن ، ( والله عليم ) بما في قلوب خلقه ( حكيم ) فيما فرض من فرائضه .
- ابن كثير : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
أخبر تعالى أن في الأعراب كفارا ومنافقين ومؤمنين ، وأن كفرهم ونفاقهم أعظم من غيرهم وأشد ، وأجدر ، أي : أحرى ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ، كما قال الأعمش عن إبراهيم قال : جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان وهو يحدث أصحابه ، وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوند ، فقال الأعرابي : والله إن حديثك ليعجبني ، وإن يدك لتريبني فقال زيد : ما يريبك من يدي ؟ إنها الشمال . فقال الأعرابي : والله ما أدري ، اليمين يقطعون أو الشمال ؟ فقال زيد بن صوحان صدق الله : ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله )
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن أبي موسى ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى السلطان افتتن " .
ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من طرق ، عن سفيان الثوري ، به وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الثوري .
ولما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي لم يبعث الله منهم رسولا وإنما كانت البعثة من أهل القرى ، كما قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) [ يوسف : 109 ] ولما أهدى ذلك الأعرابي تلك الهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه أضعافها حتى رضي ، قال : " لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي ، أو ثقفي أو أنصاري ، أو دوسي " ؛ لأن هؤلاء كانوا يسكنون المدن : مكة ، والطائف ، والمدينة ، واليمن ، فهم ألطف أخلاقا من الأعراب : لما في طباع الأعراب من الجفاء .
حديث [ الأعرابي ] في تقبيل الولد : قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة وابن نمير ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أتقبلون صبيانكم ؟ قالوا : نعم . قالوا : ولكنا والله ما نقبل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأملك أن كان الله نزع منكم الرحمة ؟ " . وقال ابن نمير : " من قلبك الرحمة "
وقوله : ( والله عليم حكيم ) أي : عليم بمن يستحق أن يعلمه الإيمان والعلم ، ( حكيم ) فيما قسم بين عباده من العلم والجهل والإيمان والكفر والنفاق ، لا يسأل عما يفعل ، لعلمه وحكمته .
- القرطبى : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
قوله تعالى الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم
قوله تعالى الأعراب أشد كفرا ونفاقا فيه مسألتان :
الأولى : لما ذكر جل وعز أحوال المنافقين بالمدينة ذكر من كان خارجا منها ونائيا عنها من الأعراب ; فقال كفرهم أشد . قال قتادة : لأنهم أبعد عن معرفة السنن . وقيل : لأنهم أقسى قلبا وأجفى قولا وأغلظ طبعا وأبعد عن سماع التنزيل .
ولذلك قال الله تعالى في حقهم : ( وأجدر ) أي أخلق . ( ألا يعلموا ) ( أن ) في موضع نصب بحذف الباء ؛ تقول : أنت جدير بأن تفعل وأن تفعل ؛ فإذا حذفت الباء لم يصلح إلا ب ( أن ) ، وإن أتيت بالباء صلح ب ( أن ) وغيره ؛ تقول : أنت جدير أن تقوم ، وجدير بالقيام . ولو قال : أنت جدير القيام كان خطأ . وإنما صلح مع ( أن ) لأن ( أن ) يدل على الاستقبال فكأنها عوض من المحذوف . ( حدود ما أنزل الله ) أي فرائض الشرع . وقيل : حجج الله في الربوبية وبعثة الرسل لقلة نظرهم . ولما كان ذلك ودل على نقصهم وحطهم عن المرتبة الكاملة عن سواهم ترتبت على ذلك أحكام ثلاثة : أولها : لا حق لهم في الفيء والغنيمة ; كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث بريدة ، وفيه : ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا عنها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين .
وثانيها : إسقاط شهادة أهل البادية عن الحاضرة ; لما في ذلك من تحقق التهمة . وأجازها أبو حنيفة قال : لأنها لا تراعى كل تهمة ، والمسلمون كلهم عنده على العدالة . وأجازها الشافعي إذا كان عدلا مرضيا ; وهو الصحيح لما بيناه في ( البقرة ) . وقد وصف الله تعالى الأعراب هنا أوصافا ثلاثة : أحدها : بالكفر والنفاق . والثاني : بأنه يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر . والثالث : بالإيمان بالله وباليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ; فمن كانت هذه صفته فبعيد ألا تقبل شهادته فيلحق بالثاني والأول ، وذلك باطل . وقد مضى الكلام في هذا في ( النساء ) . وثالثها : أن إمامتهم بأهل الحاضرة ممنوعة لجهلهم بالسنة وتركهم الجمعة . وكره أبو مجلز إمامة الأعرابي . وقال مالك : لا يؤم وإن كان أقرأهم . وقال سفيان الثوري والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي : الصلاة خلف الأعرابي جائزة . واختاره ابن المنذر إذا أقام حدود الصلاة .
قوله تعالى : ( أشد ) أصله أشدد ; وقد تقدم . ( كفرا ) نصب على البيان . ( ونفاقا ) عطف عليه . ( وأجدر ) عطف على ( أشد ) ، ومعناه أخلق ; يقال : فلان جدير بكذا أي خليق به ، وأنت جدير أن تفعل كذا ، والجمع جدراء وجديرون . وأصله من جدر الحائط وهو رفعه بالبناء . فقوله : هو أجدر بكذا أي أقرب إليه وأحق به .
( ألا يعلموا ) أي بألا يعلموا .
والعرب : جيل من الناس ، والنسبة إليهم عربي بين العروبة ، وهم أهل الأمصار . والأعراب منهم سكان البادية خاصة . وجاء في الشعر الفصيح أعاريب . والنسبة إلى الأعراب أعرابي لأنه لا واحد له ، وليس الأعراب جمعا للعرب كما كان الأنباط جمعا لنبط ; وإنما العرب اسم جنس . والعرب العاربة هم الخلص منهم ، وأخذ من لفظه وأكد به ; كقولك : ليل لائل . وربما قالوا : العرب وتعرب أي تشبه بالعرب . وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابيا . والعرب المستعربة هم الذين ليسوا بخلص ، وكذلك المتعربة ، والعربية هي هذه اللغة . ويعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية ، وهو أبو اليمن كلهم . والعرب والعرب واحد ; مثل العجم والعجم . والعريب تصغير العرب ; قال الشاعر :
ومكن الضباب طعام العريب ولا تشتهيه نفوس العجم
إنما صغرهم تعظيما ; كما قال : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب كله عن الجوهري . وحكى القشيري وجمع العربي العرب ، وجمع الأعرابي أعراب وأعاريب . والأعرابي إذا قيل له يا عربي فرح ، والعربي إذا قيل له يا أعرابي غضب . والمهاجرون والأنصار عرب لا أعراب . وسميت العرب عربا لأن ولد إسماعيل نشأوا من عربة وهي من تهامة فنسبوا إليها . وأقامت قريش بعربة وهي مكة ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها .
- الطبرى : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
القول في تأويل قوله : الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الأعراب أشدُّ جحودًا لتوحيد الله، وأشدّ نفاقًا، من أهل الحضر في القرى والأمصار. وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك، لجفائهم، وقسوة قلوبهم، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير, فهم لذلك أقسى قلوبًا، وأقلُّ علمًا بحقوق الله.
* * *
وقوله: (وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنـزل الله على رسوله)، يقول: وأخلق أن لا يعلموا حدود ما أنـزل الله على رسوله، (19) وذلك فيما قال قتادة: السُّنن.
17092- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنـزل الله على رسوله)، قال: هم أقل علمًا بالسُّنن.
17093- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش, عن إبراهيم قال: جلس أعرابي إلى زيد بن صُوحان وهو يحدث أصحابه, وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوَنْد, فقال: والله إنّ حديثك ليعجبني, وإن يدك لَتُرِيبُني ! فقال زيد: وما يُريبك من يدي؟ إنها الشمال! فقال الأعرابي: والله ما أدري، اليمينَ يقطعون أم الشمالَ؟ فقال زيد بن صوحان: صدق الله: (الأعرابُ أشدُّ كفرًا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنـزلَ الله على رسوله). (20)
* * *
وقوله: (والله عليم حكيم)، يقول: (والله عليم)، بمن يعلم حدودَ ما أنـزل على رسوله, والمنافق من خلقه، والكافرِ منهم, لا يخفى عليه منهم أحد =(حكيم)، في تدبيره إياهم, وفي حلمه عن عقابهم، مع علمه بسرائرهم وخِداعهم أولياءَه. (21)
---------------------
الهوامش :
(19) انظر تفسير " حدود الله " فيما سلف 8 : 68 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(20) الأثر : 17093 - " عبد الرحمن بن مغراء الدوسي " ، ثقة ، متكلم فيه . مضى برقم : 11881 . وكان في المطبوعة : " عبد الرحمن بن مقرن " ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، فبدل من عند نفسه .
و "زيد بن صوحان العبدي " ، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، ثقة قليل الحديث ، مضى برقم : 13486 .
وهذا الخبر رواه ابن سعد في الطبقات 6 : 84 ، 85 من طريق يعلي بن عبيد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم.
(21) انظر تفسير " عليم " و " حكيم " ، فيما سلف من فهارس اللغة ( علم ) ، ( حكم ) .
- ابن عاشور : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
استئناف ابتدائي رجع به الكلام إلى أحوال المعذّرين من الأعراب والذين كذبوا الله ورسوله منهم ، وما بين ذلك استطراد دعا إليه قرن الذين كذبوا الله ورسوله في الذكر مع الأعراب . فلما تقضَّى الكلام على أولئك تخلص إلى بقية أحوال الأعراب . وللتنبيه على اتصال الغرضين وقع تقديم المسند إليه ، وهو لفظ ( الأعراب ) للاهتمام به من هذه الجهة ، ومن وراء ذلك تنبيه المسلمين لأحوال الأعراب لأنهم لبعدهم عن الاحتكاك بهم والمخالطة معهم قد تخفى عليهم أحوالهم ويظنون بجميعهم خيراً .
و ( أشد ) و ( أجدر ) اسما تفضيل ولم يذكر معهما ما يدل على مفضل عليه ، فيجوز أن يكونا على ظاهرهما فيكون المفضل عليه أهل الحضر ، أي كفار ومنافقي المدينة . وهذا هو الذي تواطأ عليه جميع المفسرين .
وازديادهم في الكفر والنفاق هو بالنسبة لكفار ومنافقي المدينة . ومنافقوهم أشد نفاقاً من منافقي المدينة . وهذا الازدياد راجع إلى تمكن الوصفين من نفوسهم ، أي كفرهم أمكن في النفوس من كفر كفار المدينة ، ونفاقهم أمكن من نفوسهم كذلك ، أي أمكن في جانب الكفر منه والبعدِ عن الإقلاع عنه وظهور بوادر الشر منهم ، وذلك أن غلظ القلوب وجلافة الطبع تزيد النفوس السيئة وحشة ونفوراً . ألا تعلم أن ذا الخويصرة التميمي ، وكان يدعى الإسلام ، لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الأقرع بن حابس ومن معه من صناديد العرب من ذهب قَسمَه قال ذو الخويصرة مواجهاً النبي صلى الله عليه وسلم «اعدل» فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " ويحك ومَن يعدل إن لم أعْدِل "
فإن الأعراب لنشأتهم في البادية كانوا بعداء عن مخالطة أهل العقول المستقيمة وكانت أذهانهم أبعد عن معرفة الحقائق وأملأ بالأوهام ، وهُم لبعدهم عن مشاهدة أنوار النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وآدابه وعن تلقي الهدى صباحَ مساءَ أجهلُ بأمور الديانة وما به تهذيب النفوس ، وهم لتوارثهم أخلاق أسلافهم وبعدهم عن التطورات المدنية التي تؤثّر سُمّوا في النفوس البشرية ، وإتقاناً في وضع الأشياء في مواضعها ، وحكمة تقليدية تتدرج بالأزمان ، يكونون أقرب سيرة بالتوحش وأكثر غلظة في المعاملة وأضيع للتراث العلمي والخلقي؛ ولذلك قال عثمان لأبي ذرّ لما عزم على سكنى الربذة : تَعَهَّد المدينةَ كيلا ترتَدَّ أعرابياً .
فأما في الأخلاق التي تحمد فيها الخشونة والغلظة والاستخفاف بالعظائم مثل الشجاعة؛ والصراحة وإباء الضيم والكرم فإنها تكون أقوى في الأعراب بالجبلة ، ولذلك يكونون أقرب إلى الخير إذا اعتقدوه وآمنوا به .
ويجوز أن يكون { أشد } و { أجدر } مسلوبَيْ المفاضلة مستعملين لقوة الوصفين في الموصوفِين بهما على طريقة قوله تعالى : { قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه } [ يوسف : 33 ]. فالمعنى أن كفرهم شديد التمكن من نفوسهم ونفاقهم كذلك ، من غير إرادة أنهم أشد كفراً ونفاقاً من كفار أهل المدينة ومنافقيها .
وعلى كلا الوجهين فإن { كفراً ونفاقاً } منصوبان على التمييز لبيان الإبهام الذي في وصف { أشد }. سلك مسلك الإجمال ثم التفصيل ليتمكن المعنى أكمل تمكن .
والأجدر : الأحق . والجَدارة : الأولوية . وإنما كانوا أجدر بعدم العلم بالشريعة لأنهم يبعدون عن مجالس التذكير ومنازل الوحي ، ولقلة مخالطتهم أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذفت الباء التي يتعدى بها فعل الجدارة على طريقة حذف حرف الجر مع ( أن ) المصدرية .
والحدود : المقادير والفواصل بين الأشياء . والمعنى أنهم لا يعلمون فواصل الأحكام وضوابط تمييز متشابهها .
وفي هذا الوصف يَظهر تفاوت أهل العلم والمعرفة . وهو المعبر عنه في اصطلاح العلماء بالتحقيق أو بالحكمة المفسرة بمعرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه ، فزيادة قيد ( على ما هي عليه ) للدلالة على التمييز بين المختلطات والمتشابهات والخفيات .
وجملة : { والله عليم حكيم } تذييل لهذا الإفصاح عن دخيلة الأعراب وخلقهم ، أي عليم بهم وبغيرهم ، وحكيم في تمييز مراتبهم .
- إعراب القرآن : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
«الْأَعْرابُ أَشَدُّ» مبتدأ وخبر «كُفْراً» تمييز والجملة مستأنفة «وَنِفاقاً» معطوف على كفرا «وَأَجْدَرُ» معطوف على أشد «أَلَّا» مركبة من أن الناصبة ولا النافية «يَعْلَمُوا» مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعله وأن وما بعدها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض «حُدُودَ» مفعول به «ما» موصولية في محل جر بالإضافة «أَنْزَلَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعل والجملة صلة «عَلى رَسُولِهِ» متعلقان بأنزل والهاء مضاف إليه «وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : The bedouins are stronger in disbelief and hypocrisy and more likely not to know the limits of what [laws] Allah has revealed to His Messenger And Allah is Knowing and Wise
- English - Tafheem -Maududi : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(9:97) These Bedouins are most stubborn in unbelief and hypocrisy,and, in all probability, will remain ignorant of the laws of the Way which Allah has sent down to His Messenger: *95 and Allah is All-Knowing, All-Wise.
- Français - Hamidullah : Les Bédouins sont plus endurcis dans leur impiété et dans leur hypocrisie et les plus enclins à méconnaître les préceptes qu'Allah a révélés à Son messager Et Allah est Omniscient et Sage
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Wüstenaraber sind mehr ungläubig und heuchlerischer und es paßt eher zu ihnen daß sie die Grenzen dessen was Allah auf Seinen Gesandten als Offenbarung herabgesandt hat nicht kennen Und Allah ist Allwissend und Allweise
- Spanish - Cortes : Los beduinos son los más infieles los más hipócritas y los más propensos a ignorar las leyes contenidas en la revelación de Alá a Su Enviado Alá es omnisciente sabio
- Português - El Hayek : Os beduínos são mais incrédulos e hipócritas e mais propensos a ignorarem os preceitos que Deus revelou ao seuMensageiro E Deus é Sapiente Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Бедуины оказываются самыми упорными в неверии и лицемерии Они больше других не признают ограничений которые Аллах ниспослал Своему Посланнику Воистину Аллах - Знающий Мудрый
- Кулиев -ас-Саади : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
Бедуины оказываются самыми упорными в неверии и лицемерии. Они больше других не признают ограничений, которые Аллах ниспослал Своему посланнику. Воистину, Аллах - Знающий, Мудрый.Бедуины, кочевые жители пустыни, являются более упорными в неверии и лицемерии, чем горожане. Это объясняется сразу несколькими причинами. Во-первых, они не осведомлены о религиозных законах, праведных поступках и мудрых предписаниях. Они более кого бы то ни было не признают законов, повелений и запретов, которые Аллах ниспослал Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует. В отличие от них, горожане лучше знакомы с предписаниями, которые Аллах ниспослал Посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, и приобретенные знания создают у них правильные представления о происходящем, пробуждая в них желание творить добро, о котором им известно гораздо больше, чем бедуинам. Во-вторых, горожане обладают более мягким нравом и соглашаются с проповедниками быстрее, чем жители пустыни. Горожане беседуют и встречаются с праведными людьми чаще, чем жители пустыни. И поэтому горожане больше подходили для добрых начинаний, нежели бедуины. Безусловно, неверующие и лицемеры были как среди кочевников, так и среди горожан, однако неверие и лицемерие кочевников было гораздо более упорным и необузданным. Все это усугублялось и тем, что бедуины были алчным и скаредным народом.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bedevilerin küfür ve nifakları her yönden daha ileridir Allah'ın Peygamberine indirdiğinin sınırlarını bilmemek onlara daha layıktır Allah bilendir hakimdir
- Italiano - Piccardo : I beduini sono i più ostinati nella miscredenza e nell'ipocrisia i più pronti a disconoscere le leggi che Allah ha fatto scendere sul Suo Messaggero Allah è sapiente saggio
- كوردى - برهان محمد أمين : زۆربهی عهرهبه کۆچهری و دێهاتی و بیابان نشینهکان له عهرهبه شارنشینهکان دڵ ڕهقترن له بارهی کوفرو دووڕووییهوه چونکه دوورن له سهرچاوهکانی زانست و مهدهنیهتهوه شایستهترن ئهو سنوورانه نهزانن که خوا ناردوویهتیه خوارهوه بۆ پێغهمبهرهکهی دهربارهی حهڵاڵ و حهرام خوای گهورهش زانا و دانایه به بهندهکانی
- اردو - جالندربرى : دیہاتی لوگ سخت کافر اور سخت منافق ہیں اور اس قابل ہیں کہ جو احکام شریعت خدا نے اپنے رسول پر نازل فرمائے ہیں ان سے واقف ہی نہ ہوں۔ اور خدا جاننے والا اور حکمت والا ہے
- Bosanski - Korkut : Beduini su najveći nevjernici i najgori licemjeri i razumljivo je što ne poznaju propise koje Allah Svome Poslaniku objavljuje A Allah sve zna i mudar je
- Swedish - Bernström : [Många] ökenaraber går längre i förnekandet av sanningen och i hyckleriet [än de bofasta]; det är förklarligt att de inte så noga känner till de gränser som Gud har uppenbarat för Sitt Sändebud Gud är allvetande vis
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang Arab Badwi itu lebih sangat kekafiran dan kemunafikannya dan lebih wajar tidak mengetahui hukumhukum yang diturunkan Allah kepada RasulNya Dan Allah Maha mengetahui lagi Maha Bijaksana
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(Orang-orang Arab itu) yaitu penduduk daerah badui (lebih sangat kekafiran dan kemunafikannya) daripada penduduk daerah perkotaan; karena penduduk daerah badui berwatak keras dan kasar serta mereka jauh dari mendengarkan Alquran (dan lebih wajar) lebih patut (tidak mengetahui hukum-hukum yang diturunkan Allah kepada Rasul-Nya) berupa hukum-hukum dan syariat-syariat. Huruf allaa asalnya terdiri dari an dan laa kemudian keduanya digabungkan, sehingga jadilah allaa. (Dan Allah Maha Mengetahui) tentang makhluk-Nya (lagi Maha Bijaksana) di dalam mengatur penciptaan mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বেদুইনরা কুফর ও মোনাফেকীতে অত্যন্ত কঠোর হয়ে থাকে এবং এরা সেসব নীতিকানুন না শেখারই যোগ্য যা আল্লাহ তা’আলা তাঁর রসূলের উপর নাযিল করেছেন। বস্তুতঃ আল্লাহ সব কিছুই জানেন এবং তিনি অত্যন্ত কুশলী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : காட்டரபிகள் குஃபிரிலும் நிராகரிப்பிலும் நயவஞ்சத்திலும் மிகவும் கொடியவர்கள்; அல்லாஹ் தன்னுடைய தூதர் மீது அருளியிருக்கும் வேதத்தின் வரம்புகளை அவர்கள் அறியாதிருக்கவே தகுதியானவர்கள் இன்னும் அல்லாஹ் எல்லாம் அறிந்தவனாகவும்; ஞானமுடையவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาอาหรับชนบทนั้น เป็นพวกปฏิเสธศรัทธาและพวกกลับกลอกที่ร้ายกาจที่สุด และเป็นการสมควรยิ่งแล้ว ที่พวกเขาจะไม่รู้ขอบเขตในสิ่งที่อัลลอฮ์ทรงประทานให้แก่ร่อซูลของพระองค์และอัลลออ์นั้นเป็นผู้ทรงรอบรู้ ผู้ทรงปรีชาญาณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аъробийлар куфр ва нифоқда ашаддийроқ ва Аллоҳ Ўз Пайғамбарига нозил қилган нарсанинг чегараларини билмасликка лойиқроқдирлар Аллоҳ билгувчи ва ҳикматли зотдир Оятда аъробийларнинг асл табиатлари васф қилинмоқда Улар ўзлари яшаб турган муҳитга мослашиб қолганлар Улар куфр ва нифоқда ашаддий бўладилар Аъробийлар шафқатсиз табиий шароитда узоқ яшагани учун кўнгли қаттиқ қўпол табиатли бўлиб қоладилар Яна бунга ўхшаган сабаблар жуда ҳам кўп бўлиши мумкин
- 中国语文 - Ma Jian : 游牧的阿拉伯人是更加不信的,是更加伪信的,是更不能明白真主降示其使者的法度的。真主是全知的,是至睿的。
- Melayu - Basmeih : Orangorang A'raab lebih keras kufurnya dan sikap munafiknya dan sangatlah patut mereka tidak mengetahui batasbatas dan hukumhukum Syarak yang diturunkan oleh Allah kepada RasulNya Dan ingatlah Allah Maha Mengetahui lagi Maha Bijaksana
- Somali - Abduh : Reer baadiyahaa ugu daran Gaalnimada iyo Munaafaqnimada mudanna inayna waxba ka ogayn xuduudda Soohdimaha waxa Eebe ku soo Dejiyey Rasuulkiisa Eebena waa oge fal san
- Hausa - Gumi : ¡auyãwã ne mafi tsananin kãfirci da munãfinci kuma sũne mafi kamanta ga rashin sanin haddõjin abin da Allah Ya saukar a kan ManzonSa Kuma Allah ne Masani Mai hikima
- Swahili - Al-Barwani : Mabedui wamezidi sana katika ukafiri na unaafiki na wameelekea zaidi kutojua mipaka ya aliyo yateremsha Mwenyezi Mungu juu ya Mtume wake Na Mwenyezi Mungu ni Mjuzi Mwenye hikima
- Shqiptar - Efendi Nahi : Beduinët janë mohuesit dhe hipokritët më të mëdhenj se tjerët dhe është e kuptueshme që nuk i njohin dispozitat që ia ka shpallur Perëndia – Pejgamberit të Tij E Perëndia është i Plotëdijshëm dhe i Gjithëdijshëm
- فارسى - آیتی : عربهاى باديهنشين كافرتر و منافقتر از ديگرانند و به بىخبرى از احكامى كه خدا بر پيامبرش نازل كرده است سزاوارترند. و خدا دانا و حكيم است.
- tajeki - Оятӣ : Арабҳои бодиянишин кофиртару мунофиқтар аз дигаронанд ва ба бехабарӣ аз ҳукмҳое, ки Худо бар паёмбараш нозил кардааст, сазовортаранд. Ва Худо донову ҳаким аст!
- Uyghur - محمد صالح : ئەئرابىلارنىڭ كۇفرى ۋە مۇناپىقلىقى تېخىمۇ زىيادىدۇر، اﷲ پەيغەمبىرىگە نازىل قىلغان شەرىئەت ئەھكاملىرىنى بىلمەسلىككە ئۇلار ئەڭ لايىقتۇر، اﷲ (مەخلۇقاتنىڭ ئەھۋالىنى) بىلگۈچىدۇر، ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഗ്രാമീണ അറബികള് കടുത്ത സത്യനിഷേധവും കാപട്യവുമുള്ളവരത്രേ. അല്ലാഹു തന്റെ ദൂതന്ന് ഇറക്കിക്കൊടുത്ത നിയമപരിധികള് അറിയാതിരിക്കാന് കൂടുതല് സാധ്യതയുള്ളതും അവര്ക്കായണ്. അല്ലാഹു എല്ലാം അറിയുന്നവനും യുക്തിമാനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : الاعراب سكان الباديه اشد كفرا ونفاقا من اهل الحاضره وذلك لجفائهم وقسوه قلوبهم وبعدهم عن العلم والعلماء ومجالس الوعظ والذكر فهم لذلك احق بان لا يعلموا حدود الدين وما انزل الله من الشرائع والاحكام والله عليم بحال هولاء جميعا حكيم في تدبيره لامور عباده
*95) As has already been stated in E.N. 90, the "Bedouins" here refers to those rustic Arabs of the desert who had settled in the suburbs of Al-Madinah.
The background which may help one to comprehend the meanings of the verse is this. Though these people had outwardly embraced Islam, they had not done so from conviction. When they saw the rising of the organized power of Islam in Al-Madinah, they were so overawed by it that they could not ignore it. So at first they adopted the attitude of the opportunists towards the conflict between Islam and kufr. But when the power of the Islamic Government spread over the major portions of Hijaz and Najd, and the power of its enemy clans began to decline, they thought it expedient to enter the fold of Islam. But there were very few among them who had sincerely accepted Islam from the conviction that it was the Right Way. That is why they did not make any sincere efforts to fulfil the implications of the true Faith, and observe the obligatory duties imposed by Islam. On the contrary, the majority of them had accepted Islam just because it was the best policy for them. They merely desired to take advantages of being "Muslims" in order to gain those benefits to which they were entitled as members of the ruling party, without performing those duties which became obligatory on them by the very acceptance of Islam. Therefore they were utterly averse to saying the prescribed Prayers, observing the Fast, paying the Zakat dues from their datepalm gardens and their herds of cattle. Moreover, they smarted under the discipline of the Islamic State and resented being subdued by any power for the first time in history. Above all, it was against their very nature to make sacrifices of their lives and wealth in the Way of Allah, as was being demanded by Islam, for they were accustomed to fight only for plunder and spoils. That is why they always invented one excuse or the other for exemption from the restrictions and obligations that were being imposed on them. For they had no interest in the Truth or the welfare of humanity; their only concern was their camels and their goats, that is, the narrow world around their tents. As regards anything higher than these, the only thing which they could believe in was irrational reverence for those who would guarantee their worldly welfare and protect them from calamities and give them amulets to safeguard them against haran and evil, and say prayers for them as a recompense for their offerings to them. Hut they were not prepared to accept any faith or belief that would bring under its moral and legal discipline every aspect of their cultural, social and economic life, and demand from them the sacrifices of lives and wealth for the cause of a universal reform.
In this verse, the above-mentioned mental and moral condition of the Bedouins has been described like this: "These Bedouins are more hypocritical than the urban Arabs and are more stubborn and obdurate in their denial of the Truth. This is because the urban people make use of the opportunities of meeting the learned and pious people and thus learn the laws and regulations of the Way. On the other hand, in all probability, the Bedouins will learn little about the Divine Way, because they get few opportunities for this. Moreover, they lead lives of "economic animals" rather than of human beings having moral and spiritual values; therefore they do not think of higher things than their animal urges.
It should also be noted that the main cause of the subsequent storm of rebellion and apostasy during the caliphate of Hadrat Abu Bakr two years after the revelation of these verses (97-99) was the same that has been mentioned therein.