- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءَانِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ ۚ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ۚ يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ۖ وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ۚ ومن أوفى بعهده من الله ۚ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ۚ وذلك هو الفوز العظيم
- عربى - التفسير الميسر : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم في مقابل ذلك الجنة، وما أعد الله فيها من النعيم لبذلهم نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه لإعلاء كلمته وإظهار دينه، فيَقْتلون ويُقتَلون، وعدًا عليه حقًا في التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، والإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، والقرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ولا أحد أوفى بعهده من الله لمن وفَّى بما عاهد الله عليه، فأظهِروا السرور-أيها المؤمنون- ببيعكم الذي بايعتم الله به، وبما وعدكم به من الجنة والرضوان، وذلك البيع هو الفلاح العظيم.
- السعدى : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
يخبر تعالى خبرا صدقا، ويعد وعدا حقا بمبايعة عظيمة، ومعاوضة جسيمة، وهو أنه {اشْتَرَى} بنفسه الكريمة {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} فهي المثمن والسلعة المبيعة.
{بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التي فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين من أنواع اللذات والأفراح، والمسرات، والحور الحسان، والمنازل الأنيقات.
وصفة العقد والمبايعة، بأن يبذلوا للّه نفوسهم وأموالهم في جهاد أعدائه، لإعلاء كلمته وإظهار دينه فـ {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} فهذا العقد والمبايعة، قد صدرت من اللّه مؤكدة بأنواع التأكيدات.
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} التي هي أشرف الكتب التي طرقت العالم، وأعلاها، وأكملها، وجاء بها أكمل الرسل أولو العزم، وكلها اتفقت على هذا الوعد الصادق.
{وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا} أيها المؤمنون القائمون بما وعدكم اللّه، {بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ} أي: لتفرحوا بذلك، وليبشر بعضكم بعضًا، ويحث بعضكم بعضًا.
{وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الذي لا فوز أكبر منه، ولا أجل، لأنه يتضمن السعادة الأبدية، والنعيم المقيم، والرضا من اللّه الذي هو أكبر من نعيم الجنات، وإذا أردت أن تعرف مقدار الصفقة، فانظر إلى المشتري من هو؟ وهو اللّه جل جلاله، وإلى العوض، وهو أكبر الأعواض وأجلها، جنات النعيم، وإلى الثمن المبذول فيها، وهو النفس، والمال، الذي هو أحب الأشياء للإنسان.
وإلى من جرى على يديه عقد هذا التبايع، وهو أشرف الرسل، وبأي كتاب رقم، وهي كتب اللّه الكبار المنزلة على أفضل الخلق.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وبعد أن بين - سبحانه - أنواع المتخلفين عن غزوة تبوك ، تبع ذلك بالترغيب فى الجهاد وفى بيان فضله فقال - تعالى - : ( إِنَّ الله اشترى . . ) .
قال الفخر الرازى : أعلم الله - تعالى - لما شرع فى شرح فضائح المنافقين وقبائحهم لسبب تخلفهم عن غزوة تبوك ، فلما تمم ذلك الشرح والبيان وذكر أقسامهم وفرع كل قسم ما كان لائقا به ، عاد إلى بيان فضيلة الجهاد وحيقته فقال - تعالى - : ( إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين ) الآية .
وقال القرطبى : " نزلت هذه الآية فى البيعة الثانية ، وهى بيعة العقبة الكبرى وهى التى أناف فيها رجال الأنصار على السبعين ، وذلك أنهم اجتمعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة ، فقال عبد الله بن رواحة للنبى - صلى الله عليه وسلم - : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - : أشترط لربى أن تعبدوه ولا تشكروا به شيئا ، وأشترط لنفسى أن تمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم قالوا : فإذا فعلنا فمالنا؟ قال :
"
لكم الجنة " قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقبل فنزلت هذه الآية " .ثم هى بعد ذلك عامة فى كل مجاهد فى سبيل الله من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة . تثميل للثواب الذى منحه الله - تعالى - للمجاهدين فى سبيله .
فقد صور - سبحانه - جهاد المؤمنين ، وبذل أموالهم وأنفسهم فيه ، وإثابته - سبحانه - لهم على ذلك بالجنة ، صور كل ذلك بالبيع والشراء .
أى : أن الله - تعالى - وهو المالك لكل شئ ، قد اشترى من المجاهدين أنسهم وأموالهم التى بذلوها فى سبيله ، وأعطاهم فى مقابل ذلك الجنة .
قال أبو السعود : الآية الكريمة ترغيب للمؤمنين فى الجهاد . . وقد بلوغ فى ذلك على وجه لا مزيد عليه ، حيث عبّر عن قبول الله - تعالى - من المؤمنين أنفسهم وأموالهم التى بذلوا فى سبيله - تعالى - وإثباته إياهم بمقابلتها الجنة بالشراء على طريقة الاستعارة التبعية . ثم جعل المبيع الذى هو العمدة والمقصد فى العقد : أنفس المؤمنين وأموالهم ، والثمن الذى هو الوسيلة فى الصفقة : الجنة .
ولم يجعل الأمر على العكس بأن يقال : إن الله باع الجنة من المؤمنين بأنفسهم وأموالهم؛ ليدل على أن المقصد فى العقد هو الجنة ، وما بله المؤمنون فى مقابلتها من الأنفس والأمول وسيلة إليها ، إيذانا بتعليق كمال العناية بهم وبأوالهم .
ثم إن لم يقل " بالجنة " بل قل : ( بِأَنَّ لَهُمُ الجنة ) مبالغة فى تقرير وصول الثمن إليهم " واختصاصه بهم " فكأنه قيل : بالجنة الثابتة لهم ، المختصة بهم .
وقوله : ( يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) جملة مستأنفة جئ بها لبيان الوسيلة التى توصلهم إلى الجنة وهى القتال فى سبيل الله .
أى : أنهم يقاتلون فى سبيل الله ، فمنهم من يقتل أعداء الله ، ومنهم من يقتل على أيدى هؤلاء الأعداء ، وكلا الفريقين القاتل والمقتول جزاؤه الجنة .
وقرأ حمزة والكسائى " فيقتلون ويقتلون " بتقديم الفعل المبنى للمفعول على الفعل المبنى للفاعل .
وهذه القراءة فيها إشارة إلا أن حرص هؤلاء المؤمنين الصادقين على الاستشهاد أشد من حرصهم على النجاة من القتل؛ لأن هذا الاستشهاد يوصلهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، وإلى الحياة الباقية الدائمة . .
وقوله : ( وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التوراة والإنجيل والقرآن ) تأكيد للثمن الذى وعدهم الله به .
أى : أن هذه الجنة التى هى جزاء المجاهدين ، قد جعلها - سبحانه - تفضلا منه وكرما ، حقا لهم عليه ، وأثبت لهم ذلك فى الكتب السماوية التى أنزلها على رسله .
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله : " وعدا عليه " مصدر مؤكد لمضمون الجملة وقوله " حقا " نعت له ، وقوله " عليه " فى موضع الحال من قوله " حقا " لتقدمه عليه ، وقوله : ( فِي التوراة والإنجيل والقرآن ) متعلق بمذحوف وقع نعتا لقوله " وعدا " أيضاً .
أى : وعدا مثبتاً فى التوراة والإِنجيل كما هو مثبت فى القرآن فالمراد إلحاق مالا يعرف بما يعرف . إذ من المعلوم ثبوت هذا الحكم فى القرآن . ثم إن ما فى الكتابين إما أن يكون أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بذلك ، أو أن من جاهد بنفسه وماله . من حقه ذلك ، وفى كلا الأمرين ثبوت موافق لما فى القرآن . .
وقوله : ( وَمَنْ أوفى بِعَهْدِهِ مِنَ الله ) جملة معترضة مسوقة لتأكيد مضمون ما قبلها من حقية الوعد وتقريره : والاستفهام للنفى .
أى : لا أحد أوفى بعهده من الله - تعالى - لأنه إذا كان خلف الوعد لا يكاد يصدر من كرام الخلق مع إمكان صدوره منهم ، فكيف يكون الحال من جانب الخالق - عز وجل - المنزه عن كل نقص ، المتصف بكل كمال .
وقوله : ( فاستبشروا بِبَيْعِكُمُ الذي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم ) تحريض على القتال ، وإعلام لهم بأنهم رابحون فى هذه الصفقة .
والاستبشار : الشعور بفرح البشرى ، شعورا تنبسط له أسارير الوجه .
أى : إذا كان الأمر كذلك فافرحوا ببيعكم الذى بايعتم به غاية الفرح ، وارضوا به نهاية الرضى ، فإن ذلك البيع هو الفوز العظيم الذى لا فوز أعظم منه .
قال بعض العلماء : ولا ترى ترغيبا فى الجهاد أحسن ولا أبلغ من هذه الآية لأنه أبرزه فى صورة عقد عقده رب العزة ، وثمنه مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ولم يجعل المقعود عليه كونهم مقتولين فقط بل إذا كانوا قاتلين أيضاً لإعلاء كلمته ، ونصر دينه ، وجعله مسجلا فى الكتب السماوية ، وناهيك به من صك .
وجعل وعده حقاً ، ولا أحد أوفى من وعده فنسيئته أقوى من نقد غيره ، وأشار إلى ما فيه من الربح والفوز العظيم وهو استعارة تمثيلية ، حيث صور جهاد المؤمنين ، وبذل أموالهم وأنفسهم فيه وإثباة الله لهم على ذلك الجنة ، بالبيع والشراء وأتى بقوله : " يقاتلون " . . بيانا لمكان التسليم وهو المعركة وإليه الإِشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم - " الجنة تحت ظلال السيوف " ، ثم أمضاه بقوله ( وَذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم ) .
ويروى عن الحسن البصرى أنه قرأ هذه الآية فقال : انظروا إلى كرم الله . تعالى . أنفس هو خالقها ، وأموال هو رازقها ، ثم يكافئنا عليها متى بذلناها فى سبيله بالجنة .
- البغوى : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
قوله تعالى : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) الآية . قال محمد بن كعب القرظي : لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفسا ، قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت .
فقال : أشترط لربي عز وجل : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي ، أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم .
قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟
قال : الجنة ، قالوا : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) .
وقرأ الأعمش : " بالجنة " .
( يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) قرأ حمزة والكسائي : " فيقتلون " بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا ، ويقتل الباقون . وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل . ( وعدا عليه حقا ) أي : ثواب الجنة لهم وعد وحق ( في التوراة والإنجيل والقرآن ) يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد ، وبينه في هذه الكتب . وقيل : فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أمروا بالجهاد على ثواب الجنة ، ثم هنأهم فقال : ( ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ) فافرحوا ( ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) قال عمر رضي الله عنه : إن الله عز وجل بايعك وجعل الصفقتين لك .
وقال قتادة : ثامنهم الله عز وجل فأغلى لهم .
وقال الحسن : اسمعوا إلى بيعة ربيحة بايع الله بها كل مؤمن . وعنه أنه قال : إن الله أعطاك الدنيا فاشتر الجنة ببعضها .
- ابن كثير : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
خبر تعالى أنه عاوض عباده المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم إذ بذلوها في سبيله بالجنة ، وهذا من فضله وكرمه وإحسانه ، فإنه قبل العوض عما يملكه بما تفضل به على عباده المطيعين له ؛ ولهذا قال الحسن البصري وقتادة : بايعهم والله فأغلى ثمنهم .
وقال شمر بن عطية : ما من مسلم إلا ولله ، عز وجل ، في عنقه بيعة ، وفى بها أو مات عليها ، ثم تلا هذه الآية .
ولهذا يقال : من حمل في سبيل الله بايع الله ، أي : قبل هذا العقد ووفى به .
وقال محمد بن كعب القرظي وغيره : قال عبد الله بن رواحة ، رضي الله عنه ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني ليلة العقبة - : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ! فقال : " أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم " . قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال : " الجنة " . قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل ، فنزلت : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) الآية .
وقوله : ( يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) أي : سواء قتلوا أو قتلوا ، أو اجتمع لهم هذا وهذا ، فقد وجبت لهم الجنة ؛ ولهذا جاء في الصحيحين : " وتكفل الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي ، وتصديق برسلي ، بأن توفاه أن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه ، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " .
وقوله : ( وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ) تأكيد لهذا الوعد ، وإخبار بأنه قد كتبه على نفسه الكريمة ، وأنزله على رسله في كتبه الكبار ، وهي التوراة المنزلة على موسى ، والإنجيل المنزل على عيسى ، والقرآن المنزل على محمد ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
وقوله : ( ومن أوفى بعهده من الله ) [ أي : ولا واحد أعظم وفاء بما عاهد عليه من الله ] فإنه لا يخلف الميعاد ، وهذا كقوله تعالى : ( ومن أصدق من الله حديثا ) [ النساء : 87 ] ( ومن أصدق من الله قيلا ) [ النساء : 122 ] ؛ ولهذا قال : ( فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) أي : فليستبشر من قام بمقتضى هذا العقد ووفى بهذا العهد ، بالفوز العظيم ، والنعيم المقيم .
- القرطبى : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم
فيه ثمان مسائل :
الأولى : قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم قيل : هذا تمثيل ; مثل قوله تعالى : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى . ونزلت الآية في البيعة الثانية ، وهي بيعة العقبة الكبرى ، وهي التي أناف فيها رجال الأنصار على السبعين ، وكان أصغرهم سنا عقبة بن عمرو ; وذلك أنهم اجتمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة ، فقال عبد الله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ; فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم . قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : الجنة . قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل ; فنزلت : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة الآية . ثم هي بعد ذلك عامة في كل مجاهد في سبيل الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة .
الثانية : هذه الآية دليل على جواز معاملة السيد مع عبده ، وإن كان الكل للسيد لكن إذا ملكه عامله فيما جعل إليه . وجائز بين السيد وعبده ما لا يجوز بينه وبين غيره ; لأن ماله له وله انتزاعه .
الثالثة : أصل الشراء بين الخلق أن يعوضوا عما خرج من أيديهم ما كان أنفع لهم أو مثل ما خرج عنهم في النفع ; فاشترى الله سبحانه من العباد إتلاف أنفسهم وأموالهم في طاعته ، وإهلاكها في مرضاته ، وأعطاهم سبحانه الجنة عوضا عنها إذا فعلوا ذلك . وهو عوض عظيم لا يدانيه المعوض ولا يقاس به ، فأجرى ذلك على مجاز ما يتعارفونه في البيع والشراء فمن العبد تسليم النفس والمال ، ومن الله الثواب والنوال فسمي هذا شراء . وروى الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فوق كل بر بر حتى يبذل العبد دمه فإذا فعل ذلك فلا بر فوق ذلك . وقال الشاعر في معنى البر :
الجود بالماء جود فيه مكرمة والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وأنشد الأصمعي لجعفر الصادق رضي الله عنه :
أثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
بها تشترى الجنات إن أنا بعتها بشيء سواها إن ذلكم غبن
لئن ذهبت نفسي بدنيا أصبتها لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن
قال الحسن : ومر أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم فقال : كلام من هذا ؟ قال : كلام الله . قال : بيع والله مربح لا نقيله ولا نستقيله . فخرج إلى الغزو واستشهد .
الرابعة : قال العلماء : كما اشترى من المؤمنين البالغين المكلفين كذلك اشترى من الأطفال فآلمهم وأسقمهم ; لما في ذلك من المصلحة وما فيه من الاعتبار للبالغين ، فإنهم لا يكونون عند شيء أكثر صلاحا وأقل فسادا منهم عند ألم الأطفال ، وما يحصل للوالدين الكافلين من الثواب فيما ينالهم من الهم ويتعلق بهم من التربية والكفالة . ثم هو عز وجل يعوض هؤلاء الأطفال عوضا إذا صاروا إليه . ونظير هذا في الشاهد أنك تكتري الأجير ليبني وينقل التراب وفي كل ذلك له ألم وأذى ، ولكن ذلك جائز لما في عمله من المصلحة ولما يصل إليه من الأجر .
الخامسة : قوله تعالى يقاتلون في سبيل الله بيان لما يقاتل له وعليه ; وقد تقدم .
فيقتلون ويقتلون قرأ النخعي والأعمش وحمزة والكسائي وخلف بتقديم المفعول على الفاعل ; ومنه قول امرئ القيس :
فإن تقتلونا نقتلكم . . . وإن تقصدوا لدم نقصد
أي إن تقتلوا بعضنا يقتلكم بعضنا . وقرأ الباقون بتقديم الفاعل على المفعول .
السادسة : قوله تعالى وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن إخبار من الله تعالى أن هذا كان في هذه الكتب ، وأن الجهاد ومقاومة الأعداء أصله من عهد موسى عليه السلام . و ( وعدا ) و ( حقا ) مصدران موكدان .
السابعة : قوله تعالى ومن أوفى بعهده من الله أي لا أحد أوفى بعهده من الله . وهو يتضمن الوفاء بالوعد والوعيد ، ولا يتضمن وفاء البارئ بالكل ; فأما وعده فللجميع ، وأما وعيده فمخصوص ببعض المذنبين وببعض الذنوب وفي بعض الأحوال . وقد تقدم هذا المعنى مستوفى .
الثامنة : قوله تعالى فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به أي أظهروا السرور بذلك . والبشارة إظهار السرور في البشرة . وقد تقدم . وقال الحسن : والله ما على الأرض مؤمن إلا يدخل في هذه البيعة .
وذلك هو الفوز العظيم أي الظفر بالجنة والخلود فيها .
- الطبرى : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
القول في تأويل قوله : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الله ابتاعَ من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة =(وعدًا عليه حقًّا) = يقول: وعدهم الجنة جل ثناؤه, وعدًا عليه حقًّا أن يوفِّي لهم به، في كتبه المنـزلة: التوراة والإنجيل والقرآن, إذا هم وَفَوا بما عاهدوا الله، فقاتلوا في سبيله ونصرةِ دينه أعداءَه، فقَتَلوا وقُتِلوا =(ومن أوفى بعهده من الله)، يقول جل ثناؤه: ومن أحسن وفاءً بما ضمن وشرط من الله =(فاستبشروا)، يقول ذلك للمؤمنين: فاستبشروا، أيها المؤمنون، الذين صَدَقوا الله فيما عاهدوا، ببيعكم أنفسكم وأموالكم بالذي بعتموها من ربكم به, فإن ذلك هو الفوز العظيم، (61) كما:-
17266- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يعقوب, عن حفص بن حميد, عن شمر بن عطية قال: ما من مسلم إلا ولله في عنقه بَيْعة، وَفى بها أو مات عليها، في قول الله: (إن الله اشترى من المؤمنين)، إلى قوله: (وذلك هو الفوز العظيم)، ثم حَلاهم فقال: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ، إلى: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ .
17267- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم)، يعني بالجنة.
17268-...... قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك, عن محمد بن يسار, عن قتادة: أنه تلا هذه الآية: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)، قال: ثامَنَهُم الله، فأغلى لهم الثمن. (62)
17269- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: أنه تلا هذه الآية: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم)، قال: بايعهم فأغلى لهم الثمن.
17270- حدثنا الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر, عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال عبد الله بن رواحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترط لربِّك ولنفسك ما شئت ! قال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا, وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسَكم وأموالكم. قالوا: فإذا فعلنا ذلك، فماذا لنا؟ قال: الجنة! قالوا: ربح البيعُ، لا نُقيل ولا نستقيل ! (63) فنـزلت: (إن الله اشترى من المؤمنين)، الآية.
17271-...... قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا عبيد بن طفيل العبسي قال، سمعت الضحاك بن مزاحم, وسأله رجل عن قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم)، الآية, قال الرجل: ألا أحمل على المشركين فأقاتل حتى أقتل؟ قال: ويلك! أين الشرط؟ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ . (64)
------------------------
الهوامش:
(61) انظر تفسير ألفاظ هذه الآية فيما سلف من فهارس اللغة .
(62) " ثامنت الرجل في المبيع " ، إذا قاولته في ثمنه وفاوضته ، وساومته على بيعه واشترائه .
(63) " أقاله البيع يقيله إقالة " ، و " تقايلا البيعان " ، إذا فسخا البيع ، وعاد المبيع إلى مالكه ، والثمن إلى المشتري ، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما . وتكون " الإقالة " في البيعة والعهد . و " استقاله " طلب إليه أن يقيله .
(64) الأثر : 17271 - " عبيد بن طفيل العبسي " ، هو " الغطفاني " ، " أبو سيدان " ، و " عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان " ، ولكنه في كتب الرجال " الغطفاني " . وقد مضى برقم : 2547 .
- ابن عاشور : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
استئناف ابتدائي للتنويه بأهل غزوة تبوك وهم جيش العُسْرة ، ليكون توطئة وتمهيداً لذكر التوبة على الذين تخلفوا عن الغزوة وكانوا صادقين في أيمانهم ، وإنْبَاءِ الذين أضمروا الكفر نفاقاً بأنهم لا يتوب الله عليهم ولا يستغفر لهم رسوله صلى الله عليه وسلم والمناسبة ما تقدم من ذكر أحوال المنافقين الذين تسلسل الكلام عليهم ابتداءً من قوله : { يأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض } [ التوبة : 38 ] الآيات ، وما تولد على ذلك من ذكر مختلف أحوال المخلفين عن الجهاد واعتلالهم وما عقب ذلك من بناء مسجد الضرار .
وافتتحت الجملة بحرف التوكيد للاهتمام بالخبر ، المتضمنة على أنه لما كان فاتحة التحريض على الجهاد بصيغة الاستفهام الإنكاري وتمثيلهم بحال من يُستنهض لعمل فيتثاقل إلى الأرض في قوله تعالى : { مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض } [ التوبة : 38 ] ناسب أن ينزل المؤمنون منزلة المتردد الطالب في كون جزاء الجهاد استحقاق الجنة .
وجيء بالمسند جملة فعلية لإفادتها معنى المضي إشارة إلى أن ذلك أمر قد استقر من قبل ، كما سيأتي في قوله : { وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن } ، وأنهم كالذين نسوه أو تناسوه حين لم يخفُوا إلى النفير الذي استنفروه إشارة إلى أن الوعد بذلك قديم متكرر معروف في الكتب السماوية .
والاشتراء : مستعار للوعد بالجزاء عن الجهاد ، كما دل عليه قوله : { وعداً عليه حقاً } بمشابهة الوعدِ الاشتراءَ في أنه إعطاء شيء مقابل بذل من الجانب الآخر .
ولما كان شأن الباء أن تدخل على الثمن في صِيغ الاشتراء أدخلت هنا في { بأن لهم الجنة } لمشابهة هذا الوعد الثمنَ . وليس في هذا التركيب تمثيل إذ ليس ثمة هيئة مشبهة وأخرى مشبه بها .
والمراد بالمؤمنين في الأظهر أن يكون مؤمني هذه الأمة . وهو المناسب لقوله بعد : { فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به }.
ويكون معنى قوله : { وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل } ما جاء في التوراة والإنجيل من وصف أصحاب الرسول الذي يختِم الرسالة . وهو ما أشار إليه قوله تعالى : { والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم إلى قوله ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل إلى قوله { ليغيظ بهم الكفار } [ الفتح : 29 ].
ويجوز أن يكون جميع المؤمنين بالرسل عليهم الصلاة والسلام وهو أنسب لقوله : { في التوراة والإنجيل } ، وحينئذٍ فالمراد الذين أمروا منهم بالجهاد ومن أمروا بالصبر على اتباع الدين من أتباع دين المسيحية على وجهها الحق فإنهم صبروا على القتل والتعذيب . فإطلاق المقاتلة في سبيل الله على صبرهم على القتل ونحوه مجاز ، وبذلك يكون فعل { يقاتلون } مستعملاً في حقيقته ومجازه .
واللام في { لهم الجنة } للملك والاستحْقاق .
والمجرور مصدر ، والتقدير : بتحقيق تملكهم الجنة ، وإنما لم يقل بالجنة لأن الثمن لما كان آجلاً كان هذا البيع من جنس السلم .
وجملة : { يقاتلون في سبيل الله } مستأنفة استئنافاً بيانياً ، لأن اشتراء الأنفس والأموال لغرابته في الظاهر يثير سؤال من يقول : كيف يبذلون أنفسهم وأموالهم؟ فكان جوابه { يقاتلون في سبيل الله } الخ .
قال الطيبي : «فقوله { يقاتلون } بيان ، لأن مكان التسليم هو المعركة ، لأن هذا البيع سَلَم ، ومن ثَم قيل { بأن لهم الجنة } ولم يقل بالجنة . وأتي بالأمر في صورة الخبر ثم ألزم الله البيع من جانبه وضمن إيصال الثمن إليهم بقوله : { وعداً عليه حقاً } ، أي لا إقالة ولا استقالة من حضرة العزة . ثم ما اكتفى بذلك بل عين الصكوك المثبت فيها هذه المبايعة وهي التوراة والإنجيل والقرآن» اه . وهو يرمي بهذا إلى أن تكون الآية تتضمن تمثيلاً عكس ما فسرنا به آنفاً .
وقوله : { فيَقتُلُون ويُقتلون } تفريع على { يُقاتلون } ، لأن حال المقاتل لا تخلو من أحد هذين الأمرين . وقرأ الجمهور { فيَقتلون } بصيغة المبني للفاعل وما بعده بصيغة المبني للمفعول . وقرأ حمزة والكسائي بالعكس . وفي قراءة الجمهور اهتمام بجهادهم بقتل العدو ، وفي القراءة الأخرى اهتمام بسبب الشهادة التي هي أدخل في استحقاق الجنة .
و { وَعدا } منصوب على المفعولية المطلقة من { اشترى } ، لأنه بمعنى وعد إذ العِوض مؤجل . و { حقاً } صفة { وعْداً }. و { عليه } ظرف لغو متعلق ب { حقاً } ، قُدم على عامله للاهتمام بما دل عليه حرف ( على ) من معنى الوجوب .
وقوله : { في التوراة } حال من { وعداً }. والظرفية ظرفية الكتاب للمكتوب ، أي مكتوباً في التوارة والإنجيل والقرآن .
وجملة : { ومن أوفى بعهده من الله } في موضع الحال من الضمير المجرور في قوله : { وعداً عليه حقاً } ، أي وعداً حقاً عليه ولا أحد أوفى بعهده منه ، فالاستفهام إنكاري بتنزيل السامع منزلة من يجعل هذا الوعد محتملاً للوفاء وعدمه كغالب الوعود فيقال : ومن أوفى بعهده من الله إنكاراً عليه .
و { أوفى } اسم تفضيل من وفّى بالعهد إذا فعل ما عاهد على فعله .
و { مِن } تفضيلية ، وهي للابتداء عند سيبويه ، أي للابتداء المجازي . وذُكر اسم الجلالة عوضاً عن ضميره لإحضار المعنى الجامع لصفات الكمال . والعهد : الوعد بحلف والوعد الموكد ، والبيعة عهد ، والوصية عهد .
وتفرع على كون الوعد حقاً على الله ، وعلى أن الله أوفى بعهده من كل واعد ، أنْ يستبشر المؤمنون ببيعهم هذا ، فالخطاب للمؤمنين من هذه الأمة . وأضيف البيع إلى ضميرهم إظهاراً لاغتباطهم به .
ووصفه بالموصول وصلته { الذي بايعتم به } تأكيداً لمعنى { بيعكم } ، فهو تأكيد لفظي بلفظ مرادف .
وجملة : { وذلك هو الفوز العظيم } تذييل جامع ، فإن اسم الإشارة الواقع في أوله جامع لصفات ذلك البيع بعوضيْه . وأكد بضمير الفصل وبالجملة الاسمية والوصف ب { العظيم } المفيد للأهمية .
- إعراب القرآن : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
«إِنَّ اللَّهَ» حرف مشبه بالفعل ولفظ الجلالة اسمه والجملة مستأنفة «اشْتَرى » ماض فاعله مستتر والجملة خبر «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» متعلقان باشترى «أَنْفُسَهُمْ» مفعول به والهاء مضاف إليه «وَأَمْوالَهُمْ» معطوف على أنفسهم «بِأَنَّ» الباء حرف جر وحرف مشبه بالفعل «لَهُمُ» متعلقان بالخبر المقدم «الْجَنَّةَ» اسم أن وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان باشترى «يُقاتِلُونَ» مضارع والواو فاعله «فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متعلقان بيقاتلون ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مستأنفة «فَيَقْتُلُونَ» الفاء عاطفة والمضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة معطوفة «وَيُقْتَلُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة «وَعْداً» مفعول مطلق لفعل محذوف «عَلَيْهِ» متعلقان بمحذوف صفة وعدا «حَقًّا» مفعول مطلق لفعل محذوف «فِي التَّوْراةِ» متعلقان بمحذوف صفة وعدا «وَالْإِنْجِيلِ» معطوف على التوراة «وَالْقُرْآنِ» معطوف على ما قبله
«وَمَنْ» الواو استئنافية ومن اسم استفهام مبتدأ والجملة مستأنفة «أَوْفى » خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «بِعَهْدِهِ» متعلقان بأوفى «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بأوفى «فَاسْتَبْشِرُوا» الفاء الفصيحة وفعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «بِبَيْعِكُمُ» متعلقان باستبشروا «الَّذِي» موصول في محل جر صفة «بايَعْتُمْ» ماض والتاء فاعله والجملة صلة «بِهِ» متعلقان ببايعتم «وَذلِكَ» الواو استئنافية واسم الإشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب والجملة مستأنفة «هُوَ» ضمير فصل «الْفَوْزُ» خبر المبتدأ «الْعَظِيمُ» صفة والجملة خبر ذلك.
- English - Sahih International : Indeed Allah has purchased from the believers their lives and their properties [in exchange] for that they will have Paradise They fight in the cause of Allah so they kill and are killed [It is] a true promise [binding] upon Him in the Torah and the Gospel and the Qur'an And who is truer to his covenant than Allah So rejoice in your transaction which you have contracted And it is that which is the great attainment
- English - Tafheem -Maududi : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9:111) Indeed Allah has bought from the Believers their persons and their possessions in return for the Gardens; *106 they fight in the Way of Allah, kill and are killed. This promise (of the Gardensis the true pledge of Allah made in the Torah, the Gospel, and the Qur'an, *107 and who is more true in fulfilling his promise than Allah? So rejoice in the bargain you have made with Him; and this is the greatest success.
- Français - Hamidullah : Certes Allah a acheté des croyants leurs personnes et leurs biens en échange du Paradis Ils combattent dans le sentier d'Allah ils tuent et ils se font tuer C'est une promesse authentique qu'Il a prise sur Lui-même dans la Thora l'Evangile et le Coran Et qui est plus fidèle qu'Allah à son engagement Réjouissez-vous donc de l'échange que vous avez fait Et c'est là le très grand succès
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah hat von den Gläubigen ihre eigene Person und ihren Besitz dafür erkauft daß ihnen der Paradiesgarten gehört Sie kämpfen auf Allahs Weg und so töten sie und werden getötet Das ist ein für Ihn bindendes Versprechen in Wahrheit in der Tora dem Evangelium und dem Qur'an Und wer ist treuer in der Einhaltung seiner Abmachung als Allah So freut euch über das Kaufgeschäft das ihr abgeschlossen habt denn das ist der großartige Erfolg
- Spanish - Cortes : Alá ha comprado a los creyentes sus personas y su hacienda ofreciédoles a cambio el Jardín Combaten por Alá matan o les matan Es una promesa que Le obliga verdad contenida en la Tora en el Evangelio y en el Corán Y ¿quién respeta mejor su alianza que Alá ¡Regocijaos por el trato que habéis cerrado con É ¡Ése es el éxito grandioso
- Português - El Hayek : Deus cobrará dos fiéis o sacrifício de seus bens e pessoas em troca do Paraíso Combaterão pela causa de Deus matarão e serão mortos É uma promessa infalível que está registrada na Tora no Evangelho e no Alcorão E quem é maisfiel à sua promessa do que Deus Regozijaivos pois a troca que haveis feito com Ele Tal é o magnífico benefício
- Россию - Кулиев : Воистину Аллах купил у верующих их души и имущество в обмен на Рай Они сражаются на пути Аллаха убивая и погибая Таково Его обещание и обязательство в Таурате Торе Инджиле Евангелии и Коране Кто выполняет свои обещания лучше Аллаха Возрадуйтесь же сделке которую вы заключили Это и есть великое преуспеяние
- Кулиев -ас-Саади : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
Воистину, Аллах купил у верующих их души и имущество в обмен на Рай. Они сражаются на пути Аллаха, убивая и погибая. Таково Его обещание и обязательство в Таурате (Торе), Инджиле (Евангелии) и Коране. Кто выполняет свои обещания лучше Аллаха? Возрадуйтесь же сделке, которую вы заключили. Это и есть великое преуспеяние.Всевышний поведал истину о великой и важной сделке, которую Великодушный Господь заключил с правоверными. Он выкупил у них их жизни и имущество в обмен на Райские сады, где праведников ожидают славные удовольствия, распрекрасные гурии и величественные дворцы, доставляющие наслаждение душам и радость взорам. А для того, чтобы приобрести эти удовольствия, праведники должны жертвовать своими жизнями и своим имуществом в борьбе с врагами Аллаха за то, чтобы прославить имя Аллаха и Его религию. Эти праведники сражаются на пути Аллаха, убивают врагов и погибают сами. Они заключают с Аллахом сделку, которую Он скрепил обещанием и обязательством в Торе, Евангелии и Коране - самых славных, величественных и совершенных Писаниях, которые видел белый свет. Они были ниспосланы твердым духом посланникам - самым совершенным из посланников. И все они единодушно проповедовали это правдивое обещание Аллаха. О правоверные, которые выполняют условия этой сделки! Будьте уверены в обещании своего Господа, вдохновляйте друг друга на борьбу на Его пути и радуйте друг друга благой вестью. Вы добьетесь великого успеха. Ничьи достижения не будут более величественными и славными, потому что вы обретете вечное счастье и бесконечное блаженство, а также величайшее из всех райских удовольствий - благосклонность Аллаха. Если вы хотите оценить важность сделки, то посмотрите на покупателя, на товар и на цену. Вашим покупателем является преславный Аллах. Приобретаемым вами товаром является райское блаженство, самый славный из товаров. А ценой, которую вы должны заплатить за него, являются ваши жизни и ваше имущество, самые дорогие для человека вещи. Посмотрите также на тех, чьими руками заключена эта сделка: руками самых славных из Божьих посланников. И посмотрите на Писания, в которых записана эта сделка. Это - величайшие из Божьих писаний, ниспосланные лучшим из Божьих творений.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah şüphesiz Allah yolunda savaşıp öldüren ve öldürülen müminlerin canlarını ve mallarını Tevrat İncil ve Kuran'da söz verilmiş bir hak olarak cennete karşılık satın almıştır Verdiği sözü Allah'tan daha çok tutan kim vardır Öyleyse yaptığınız alışverişe sevinin; bu büyük başarıdır
- Italiano - Piccardo : Allah ha comprato dai credenti le loro persone e i loro beni [dando] in cambio il Giardino [poiché] combattono sul sentiero di Allah uccidono e sono uccisi Promessa autentica per Lui vincolante presente nella Torâh nel Vangelo e nel Corano Chi più di Allah rispetta i patti Rallegratevi del baratto che avete fatto Questo è il successo più grande
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی خوا گیان و ماڵی له ئیمانداران کڕیوه بهوهی که بهههشت بۆ ئهوانهو بهشیانه بهڕاستی پهروهردگارێکی بهخشندهیه ههر خۆی بهخشێنهری گیان و ماڵ و سامانه کهچی ئاوا مامهڵه دهکات لهگهڵ ئیماندارانداو نرخێکی نهبڕاوه نرخێکی زۆر گهورهی بۆ بڕیارداوه کاتێک له پێناوی ئهودا دهیبهخشن ئهوانه دهجهنگن له پێناوی ئاینی خوادا دوژمنانی ئاینی خوا دهکوژن له گۆڕهپانی جهنگدا یان دهکوژرێن و شههید دهکرێن ئهو پاداشت و بهڵێنه بهڕاستی لهسهر خوایه و باس کراوه له تهورات و ئینجیل و قورئاندا جا کێ ههیه به قهدهر خوا بهوهفاو بهئهمهک بێت بۆ جێ بهجێکردنی بهڵێنهکانی کهواته زۆر دڵخۆش و کامهران بن بهو مامهڵهیهی که ئهنجامتانداوه و بهو فرۆشتن و کڕینهی که لهسهری ڕێککهوتوون بێگومان ههر ئهوهشه سهرفرازی و سهرکهوتنی نهبڕاوه و بێ سنوور
- اردو - جالندربرى : خدا نے مومنوں سے ان کی جانیں اور ان کے مال خرید لیے ہیں اور اس کے عوض ان کے لیے بہشت تیار کی ہے۔ یہ لوگ خدا کی راہ میں لڑتے ہیں تو مارتے بھی ہیں اور مارے بھی جاتے ہیں بھی ہیں۔ یہ تورات اور انجیل اور قران میں سچا وعدہ ہے۔ جس کا پورا کرنا اسے ضرور ہے اور خدا سے زیادہ وعدہ پورا کرنے والا کون ہے تو جو سودا تم نے اس سے کیا ہے اس سے خوش رہو۔ اور یہی بڑی کامیابی ہے
- Bosanski - Korkut : Allah je od vjernika kupio živote njihove i imetke njihove u zamjenu za Džennet koji će im dati – oni će se na Allahovu putu boriti pa ubijati i ginuti On im je to zbilja obećao u Tevratu i Indžilu i Kur'anu – a ko od Allaha dosljednije ispunjava obećanje Svoje Zato se radujte pogodbi svojoj koju ste s Njim ugovorili i to je veliki uspjeh
- Swedish - Bernström : GUD HAR [slutit ett avtal] med de troende enligt vilket Han i utbyte för deras liv och egendom lovar dem paradiset; de kämpar för Guds sak och dödar eller dödas [Detta är] ett fast och klart löfte vars sanning Han har bekräftat i Tora och Evangeliet och i Koranen och vem uppfyller sina löften bättre än Gud Gläds därför över det avtal som ni har slutit detta är den stora den lysande segern
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Allah telah membeli dari orangorang mukmin diri dan harta mereka dengan memberikan surga untuk mereka Mereka berperang pada jalan Allah; lalu mereka membunuh atau terbunuh Itu telah menjadi janji yang benar dari Allah di dalam Taurat Injil dan Al Quran Dan siapakah yang lebih menepati janjinya selain daripada Allah Maka bergembiralah dengan jual beli yang telah kamu lakukan itu dan itulah kemenangan yang besar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(Sesungguhnya Allah telah membeli dari orang-orang mukmin diri dan harta mereka) lantaran mereka menginfakkannya di jalan ketaatan kepada-Nya, seperti untuk berjuang di jalan-Nya (dengan memberikan surga untuk mereka. Mereka berperang pada jalan Allah lalu mereka membunuh atau dibunuh) ayat ini merupakan kalimat baru yang menjadi penafsir bagi makna yang terkandung di dalam lafal fa yuqtaluuna wa yaqtuluuna, artinya sebagian dari mereka ada yang gugur dan sebagian yang lain meneruskan pertempurannya (sebagai janji yang benar) lafal wa`dan dan haqqan keduanya berbentuk mashdar yang dinashabkan fi`ilnya masing-masing yang tidak disebutkan (di dalam Taurat, Injil dan Alquran?) artinya tiada seorang pun yang lebih menepati janjinya selain dari Allah. (Maka bergembiralah) dalam ayat ini terkandung pengertian iltifat/perpindahan pembicaraan dari gaib kepada mukhathab/dari orang ketiga kepada orang kedua (dengan jual-beli yang telah kalian lakukan itu dan yang demikian itu) yaitu jual-beli itu (adalah kemenangan yang besar) yang dapat mengantarkan kepada tujuan yang paling didambakan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ ক্রয় করে নিয়েছেন মুসলমানদের থেকে তাদের জান ও মাল এই মূল্যে যে তাদের জন্য রয়েছে জান্নাত। তারা যুদ্ধ করে আল্লাহর রাহেঃ অতঃপর মারে ও মরে। তওরাত ইঞ্জিল ও কোরআনে তিনি এ সত্য প্রতিশ্রুতিতে অবিচল। আর আল্লাহর চেয়ে প্রতিশ্রুতি রক্ষায় কে অধিক সুতরাং তোমরা আনন্দিত হও সে লেনদেনের উপর যা তোমরা করছ তাঁর সাথে। আর এ হল মহান সাফল্য।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக அல்லாஹ் முஃமின்களின் உயிர்களையும் பொருள்களையும் நிச்சயமாக அவர்களுக்கு சுவனம் இருக்கிறது என்ற அடிப்படையில் விலைக்கு வாங்கிக் கொண்டான்; அவர்கள் அல்லாஹ்வின் பாதையில் போரிடுவார்கள் அப்போது அவர்கள் எதிரிகளை வெட்டுகிறார்கள்; எதிரிகளால் வெட்டவும் படுகிறார்கள் தவ்ராத்திலும் இன்ஜீலிலும் குர்ஆனிலும் இதைத் திட்டமாக்கிய நிலையில் வாக்களித்துள்ளான் அல்லாஹ்வை விட வாக்குறுதியைப் பூரணமாக நிறைவேற்றுபவர் யார் ஆகவே நீங்கள் அவனுடன் செய்து கொண்ட இவ்வாணிபத்தைப் பற்றி மகிழ்ச்சி அடையுங்கள் இதுவே மகத்தான வெற்றியாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงอัลลอฮ์นั้นได้ทรงซื้อแล้วจากบรรดาผู้ศรัทธา ซึ่งชีวิตของพวกเขาและทรัพย์สมบัติของพวกเขา โดยพวกเขาจะได้รับสวนสวรรค์เป็นการตอบแทน พวกเขาจะต่อสู้ในทางของอัลลอฮ์แล้วพวกเขาก็จะฆ่าและถูกฆ่า เป็นสัญญาของพระองค์เองอย่างแท้จริง ซึ่งมีอยู่ในคัมภีร์เตารอฮ์ อินญีล และกรุอาน และใครเล่าจะรักษาสัญญาของเขาให้ดียิ่งไปกว่าอัลลอฮ์ ดังนั้น พวกท่านจงชื่นชมยินดีในการขายของพวกท่านเถิด ซึ่งพวกท่านได้ขายมันไป และนั่นคือชัยชนะอันใหญ่หลวง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Аллоҳ мўминлардан уларнинг жонлари ва молларини жаннат эвазига сотиб олди Улар Аллоҳнинг йўлида жанг қиладилар ўлдирадилар ва ўлдириладилар Бу Тавротда Инжилда ва Қуръонда Унинг зиммасидаги ҳақ ваъдадир Аллоҳдан ҳам аҳдига вафодорроқ ким бор Ким Аллоҳга берган аҳдига вафо қилса бас қилган савдоларингиздан шод бўлаверинг Ана шунинг ўзи улкан ютуқдир Ушбу савдо алоқасида Аллоҳ таоло харидору мўмин инсон сотувчи Мўминмусулмон бўлиш билан инсон ўз жони ва молини Аллоҳга сотади Аллоҳ таоло эса мўмин мусулмон бандасига жонингни ва молингни Менинг йўлимга тиксанг Мен бунинг эвазига жаннатни бераман деб сотиб олади Албатта Аллоҳ мўминлардан уларнинг жонлари ва молларини жаннат звазига сотиб олди дегани шу маънони англатади Сотиб олди яъни савдо тугади Шунинг учун ҳеч бир мўминмусулмон шахс савдони бузмасликка Аллоҳга сотган жони ва молини беришга доим тайёр турмоғи лозим
- 中国语文 - Ma Jian : 真主确已用乐园换取信士们的生命和财产。他们为真主而战斗;他们或杀敌致果,或杀身成仁。那是真实的应许,记录在《讨拉特》、《引支勒》和《古兰经》中。谁比真主更能践约呢?你们要为自己所缔结的契约而高兴。那正是伟大的成功。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Allah telah membeli dari orangorang yang beriman akan jiwa mereka dan harta benda mereka dengan balasan bahawa mereka akan beroleh Syurga disebabkan mereka berjuang pada jalan Allah maka di antara mereka ada yang membunuh dan terbunuh Balasan Syurga yang demikian ialah sebagai janji yang benar yang ditetapkan oleh Allah di dalam Kitabkitab Taurat dan Injil serta AlQuran; dan siapakah lagi yang lebih menyempurnakan janjinya daripada Allah Oleh itu bergembiralah dengan jualan yang kamu jalankan jualbelinya itu dan ketahuilah bahawa jualbeli yang seperti itu ialah kemenangan yang besar
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu kaga gatay Mu'miniinta Naftooda iyo Xoolahooda inay janno u ahaato ku dagaallami Jidka Eebe oy waxna dili iyana la dili waana yabooh ku sugan dhaba Tawreed iyo Injiil iyo Quraanka yaa ka oofin badan ballankiisa Eebe ku bishaaraysta gadiddii ood gaddeen kaasina waa uun Liibaanta wayn
- Hausa - Gumi : Lalle ne Allah Ya saya daga mummunai rãyukansu da dũkiyõyinsu da cẽwa sunã da Aljanna sunã yin yãƙi a cikin hanyar Allah sabõda haka sunã kashẽwa anã kashẽ su Allah Yã yi wa'adi a kanSa tabbace a cikin Attaura da Linjĩla da Alƙur'ãni Kuma wãne ne mafi cikãwa da alkawarinsa daga Allah Sabõda haka ku yi bushãra da cinikinku wanda kuka ƙulla da Shi Kuma wancan shi ne babban rabo mai girma
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Mwenyezi Mungu amenunua kwa Waumini nafsi zao na mali zao kwa kuwa wao watapata Pepo Wanapigana katika Njia ya Mwenyezi Mungu wanauwa na wanauwawa Hii ni ahadi aliyo jilazimisha kwa Haki katika Taurati na Injili na Qur'ani Na nani atimizae ahadi kuliko Mwenyezi Mungu Basi furahini kwa biashara yenu mliyo fanya naye Na huko ndiko kufuzu kukubwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia me të vërtetë ka blerë nga besimtarët e vet trupin dhe pasurinë e tyre për t’iu dhuruar xhennetin atyre Ata luftojnë në rrugën e Perëndisë vrasin dhe vriten Ky është premtimi i tij i vërtetë në Teurat Inxhil dhe Kur’an E kush është më i plotë më konsekuen se Perëndia në premtim Andaj gëzojuni kësaj shitjeje të juaj që e keni kontraktuar me Te dhe kjo është fitore e madhe
- فارسى - آیتی : خدا از مؤمنان جانها و مالهايشان را خريد، تا بهشت از آنان باشد. در راه خدا جنگ مىكنند، چه بكشند يا كشته شوند وعدهاى كه خدا در تورات و انجيل و قرآن داده است به حق بر عهده اوست. و چه كسى بهتر از خدا به عهد خود وفا خواهد كرد؟ بدين خريد و فروخت كه كردهايد شاد باشيد كه كاميابى بزرگى است.
- tajeki - Оятӣ : Худо аз мӯъминон ҷонҳову молҳояшонро харид, то биҳишт аз онон бошад. Дар роҳи Худо ҷанг мекунанд, чӣ бикушанд ё кушта шаванд, ваъдае, ки Худо дар Тавроту Инҷил ва Қуръон дода аст, ба ҳақ бар ӯҳдаи Ӯст. Ва чӣ касе беҳтар аз Худо ба аҳди худ вафо хоҳад кард? Ба ин хариду фурӯхт, ки кардаед, шод бошед, ки комёбии бузургест!
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، اﷲ مۆمىنلەردىن ئۇلارنىڭ جانلىرىنى، ماللىرىنى ئۇلارغا جەننەتنى بېرىپ سېتىۋالدى. ئۇلار اﷲ نىڭ يولىدا ئۇرۇش قىلىپ (دۈشمەنلەرنى) ئۆلتۈرىدۇ ۋە ئۆلتۈرۈلىدۇ (يەنى دۈشمەنلەر بىلەن جىھاد قىلىپ شېھىت بولىدۇ)، (جىھاد قىلغۇچىلارغا جەننەتنى ۋەدە قىلىش) تەۋراتتا، ئىنجىلدا ۋە قۇرئاندا زىكرى قىلىنغان (اﷲ نىڭ) راست ۋەدىسىدۇر، ۋەدىسىگە اﷲ تىنمۇ بەك ۋاپا قىلغۇچى كىم بار؟ (يەنى اﷲ تىنمۇ ۋاپادار ئەھەدى يوق) قىلغان بۇ سوداڭلاردىن خۇشال بولۇڭلار، بۇ زور مۇۋەپپەقىيەتتۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു സത്യവിശ്വാസികളില് നിന്ന് അവര്ക്ക് സ്വര്ഗുമുണ്ടെന്നവ്യവസ്ഥയില് അവരുടെ ദേഹവും ധനവും വിലയ്ക്കു വാങ്ങിയിരിക്കുന്നു. അവര് അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗയത്തില് യുദ്ധം ചെയ്യുന്നു. അങ്ങനെ വധിക്കുകയും വധിക്കപ്പെടുകയും ചെയ്യുന്നു. അവര്ക്ക് സ്വര്ഗ മുണ്ടെന്നത് അല്ലാഹു തന്റെ മേല് പാലിക്കല് ബാധ്യതയായി നിശ്ചയിച്ച സത്യനിഷ്ഠമായ വാഗ്ദാനമാണ്. തൌറാത്തിലും ഇഞ്ചീലിലും ഖുര്ആഷനിലും അതുണ്ട്. അല്ലാഹുവെക്കാള് കരാര് പാലിക്കുന്നവനായി ആരുണ്ട്? അതിനാല് നിങ്ങള് നടത്തിയ കച്ചവട ഇടപാടില് സന്തോഷിച്ചുകൊള്ളുക. അതിമഹത്തായ വിജയവും അതുതന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : ان الله اشترى من المومنين انفسهم بان لهم في مقابل ذلك الجنه وما اعد الله فيها من النعيم لبذلهم نفوسهم واموالهم في جهاد اعدائه لاعلاء كلمته واظهار دينه فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراه المنزله على موسى عليه السلام والانجيل المنزل على عيسى عليه السلام والقران المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولا احد اوفى بعهده من الله لمن وفى بما عاهد الله عليه فاظهروا السرورايها المومنون ببيعكم الذي بايعتم الله به وبما وعدكم به من الجنه والرضوان وذلك البيع هو الفلاح العظيم
*106) In this verse that aspect of the Islamic Faith which determines the nature of the relationship between Allah and His servants has been called a transaction. This means that Faith is not merely a metaphysical conception but is, in fact, a contract by which the servant sells his life and possessions to Allah and in return for this accepts His promise that He would give him the Garden in the Life-after-death. In order to comprehend the full implications of this transaction, Iet us first understand its nature.
We should note it well at the outset that, in reality, this transaction is not in regard to the actual selling of the life and possessions of the servant to AIlah in the literal sense, for Allah is in fact the real Owner of man's life and possessions. Allah alone has the right o ownership because He is the Creator of man and of everything he possesses and uses. Therefore there is no question at all of selling and buying in the worldly sense; for man possesses nothing of his own to sell, and Allah has no need to buy anything because everything already belongs to Him. However, there is one thing which has entirely been entrusted to man by Allah, that is, the freedom of will and the freedom of choice, and the transaction concerns that thing.
Of course, it is true that this freedom does not make any change in the real position of man with regard to the right of ownership to his own life and his possessions. They belong to Allah Who has delegated to him only the authority to use or abuse these things as he wills, without any coercion or compulsion from Him. This means that man has been given the freedom to acknowledge or not to acknowledge that Allah is the owner of his life and property. The transaction mentioned in v. 111 is concerning the voluntary surrender of this freedom to Allah's Will. In other words, Allah wills to test man whether he acknowledges the ownership of Allah over his life and property, in spite of that freedom, and considers himself to be their trustee only, or behaves as if he were their owner and so could do whatever he liked with them.
Thus, the terms of this transaction from Allah's side arc these: "If you voluntarily (and not by compulsion or coercion) agree to acknowledge that your life, your property and everything in this world, which in fact belong to Me, are Mine, and consider yourself only as their trustee, and voluntarily surrender the freedom I have given you to behave, if you so like, in a dishonest way and yourself become their master and owner, I will give you, in return, Gardens in the eternal life of the Next World". The one who makes this bargain with Allah is a Believer, for Faith is in fact the other name for making this bargain. On the other hand, the one who refuses to make this bargain, or after making it adopts the attitude of the one who has not made the bargain, is a kafir for, technically, kufr is the term applied to the refusal to make this bargain.
The following arc the implications of making this transaction:
(1) Allah has put man to two very hard tests in this matter. The first is whether he acknowledges the real Owner as owner, in spite of the freedom of choice given to him, or he refuses this and becomes ungrateful, treacherous and rebellious. The second test is whether he puts his trust in his God or not, and surrenders his freedom and sacrifices his desires and wishes in this present world in return for His promise of the Gardens and eternal bliss in the Next World, even though the world were to proclaim: "A bird in hand is worth two in the bush" .
(2) This matter helps to draw a clear line of demarcation between the legal conception of the Islamic Faith and the higher and spiritual one according to which Allah will judge one in the Hereafter.
According to its legal conception, the mere verbal profession of the articles of the Faith is a sufficient proof that one is legally a Muslim and after this no Jurist is authorized to declare such a one to be a disbeliever or to expel one from the fold of the Islamic Community, unless there is a definite and clear proof that the one made a false profession of the Faith. But this is not so with Allah: Allah considers the Faith of only that person to be true, who makes this bargain with Him and sells his freedom of thought and action to Him and gives up his entire claim to ownership in His favour. That is why a man might profess the articles of the Faith and observe the prescribed obligatory duties, but if he considered himself alone to be the master and owner of his body and soul, his heart and brain and his other faculties, his property and his resources and other things in his possession, and reserved to himself the right of expending them as he willed, he shall be regarded a disbeliever in the sight of Allah, even though he should be regarded a believer in the sight of the world. This is because such a man has not made that bargain with God which is the essence of the Faith according to the Qur'an. The very fact that a man does not expend his life and property in the way Allah approves of, or expends these in the way He disapproves, shows that the one who claimed to profess the Faith either did not sell these to AIIah or after having made the transaction still regarded himself to be their master and owner.
(3) The above conception of the Islamic Faith draws a clear line of demarcation between the attitude of a Muslim and that of a disbeliever towards life. The Muslim, who sincerely believes in Allah, surrenders himself completely to Allah's Will, and does nothing whatsoever which may show that he is independent in his attitude, except when he temporarily forgets the terms of the bargain he has made with Him. Likewise no community of the Muslims can collectively adopt an independent attitude in political, cultural, economic, social and international matters and still remain Muslim. And if sometimes it temporarily forgets its subordinate position and its voluntary surrender of its freedom, it will give up the attitude of independence and readopt the attitude of surrender, as soon as it becomes aware of its error. In contrast to this, if one adopts the attitude of independence towards Allah and makes decisions about all the affairs of life in accordance with on's own wishes, whims and caprices, one shall be regarded to have adopted the attitude of disbelief, even though one was a `Muslim' or a non-Muslim.
(4) It should also be noted well that the Will of God to which a man is required to surrender himself is that which is specified by Allah Himself and not the one which the man himself declares to be the will of God. For in the latter case one does not' follow God's Will but one's own will, which is utterly against the terms of the transaction. Only that person (or community) who adopts the attitude that conforms to the teachings of His Book and His Messenger, shall be deemed to have fulfilled the terms of the transaction.
From the above implications of this transaction, it also becomes clear why the fulfilment of the terms by Allah has been deferred to the Ncxt World after the termination of the life of this world. It is obvious that the Garden is not the return for the mere profession that the buyer has sold his life and property to Allah "but it is the actual surrender of these things in the worldly life and their disposal by him as a trustee of Allah according to His Will." Thus, this transaction will be completed only when the life of the buyer comes to an end in this world and it is proved that after making the bargain, he went on fulfilling the terms of the agreement up to his last breath. For then and then alone, he will be entitled to the recompense in accordance with the terms of the transaction.
It will also be worthwhile to understand the context in which this matter has been placed here. In the preceding passage, there was the mention of those people who failed in the test of their Faith and did not make the sacrifice of their time, money, life and interests for the sake of Allah and His Way, in spite of their professions, because of their negligence or lack of sincerity or absolute hypocrisy. Therefore after criticising the attitudes of different persons and sections, they have been told in clear words the implications of the Faith they had accepted: "This is not the mere verbal profession that there is God and He is One, but the acceptance of the fact that He is the Owner and the Master of your lives and possessions. Therefore, if you are not ready and willing to sacrifice these in obedience to the Command of Allah, but expend these and your energies and resources against the Will of Allah, it is a clear proof that you were false in your profession of the Faith. For the true Believers are those who have truly sold their persons and possessions to Allah, and consider Him to be their Owner and Master, and expend their energies and possessions without any reservations, where He commands them to expend, and do not expend the least of these where He forbids them to expend."
*107) Some critics say that the statement "this promise is contained in the Torah and the Gospel" is not confirmed by these Books. Their objection in regard to the Gospel is obviously wrong for even in the existing Gospels there are sayings of Prophet Jesus that confirm this verse. For instance:
"Blessed arc they which are persecuted for righteousness' sake: for theirs is the kingdom of heaven." (MAT. 5: 10).
"He that findeth his life shall lose it: and he that loseth his life for my sake shall fmd it." (MAT. 10: 39).
"And every one that hath forsaken houses, or brethren, or sisters, or father, or mother, or wife, or children, or lands, for my name's sake, shall receive an hundredfold and shall inherit everlasting life." (MAT. 19: 29).
It is, however, true that the matter of this transaction is not confirmed in its entirety by the existing Torah. For instance, there is a mention of the first part of the bargain at several places in one forth or the other:
. . .is not he thy father that hath bought thee? hath he not made thee, and established thee?" (DEUT. 32: 6).
"Hear, O Israel: The Lord our God is one Lord: And thou shalt love the Lord thy God with all thine heart, and with all thy soul, and with all thy might. " (DEUT. 6: 4-5).
But as regards the other part of the bargain, that is, the promise of the Gardens, they applied it to the land of Palestine:
"Hear therefore, O Israel, and observe to do it; that it may be well with thee, and that ye may increase mightily, as the Lord God of thy fathers hath promised thee, in the land that floweth with milk and honey." (DEUT. 6: 3).
This is because the Torah does not give any conception of the Life-after-death, the Day of Judgement, Rewards and Punishments in the Here-after, though this creed has always been an inseparable part of the Right Way. This does not, however, mean that the Torah did not originally contain this creed. The fact is that the Jews had become so materialistic during the period of their degeneration that they had no other idea of a reward from God than the well-being and prosperity in this world. Therefore they perverted all the promises made by God in return for man's service and obedience to Him and applied those to the land of Palestine.
In this connection, it should also be noted that the above-mentioned changes became possible because the original Torah had been tampered with in several ways. Some portions were taken away from it and others were added to it. Thus, the Torah in the existing form is not purely the Word of God but also contains the comments, etc. , of the Jewish scholars mixed up with it. So much so that at some places it becomes difficult to distinguish the Word of God from the Jewish traditions, their racial prejudices, their superstitions, their ambitions and ,wishes, their legal interpretations, etc., all of which have got mixed with the Word of God. (For further details please see E.N. 2 of AI-i-`Imran).