- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلْعَٰبِدُونَ ٱلْحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلْءَامِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ۗ وبشر المؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : ومن صفات هؤلاء المؤمنين الذين لهم البشارة بدخول الجنة أنهم التائبون الراجعون عما كرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه، الذين أخلصوا العبادة لله وحده وجدوا في طاعته، الذين يحمدون الله على كل ما امتحنهم به من خير أو شر، الصائمون، الراكعون في صلاتهم، الساجدون فيها، الذين يأمرون الناس بكل ما أمر الله ورسوله به، وينهونهم عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، المؤدون فرائض الله المنتهون إلى أمره ونهيه، القائمون على طاعته، الواقفون عند حدوده. وبشِّر -أيها النبي- هؤلاء المؤمنين المتصفين بهذه الصفات برضوان الله وجنته.
- السعدى : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
كأنه قيل: من هم المؤمنون الذين لهم البشارة من اللّه بدخول الجنات ونيل الكرامات؟ فقال: هم {التَّائِبُونَ} أي: الملازمون للتوبة في جميع الأوقات عن جميع السيئات.
{الْعَابِدُونَ} أي: المتصفون بالعبودية للّه، والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت، فبذلك يكون العبد من العابدين.
{الْحَامِدُونَ} للّه في السراء والضراء، واليسر والعسر، المعترفون بما للّه عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، المثنون على اللّه بذكرها وبذكره في آناء الليل وآناء النهار.
{السَّائِحُونَ} فسرت السياحة بالصيام، أو السياحة في طلب العلم، وفسرت بسياحة القلب في معرفة اللّه ومحبته، والإنابة إليه على الدوام، والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربات، كالحج، والعمرة، والجهاد، وطلب العلم، وصلة الأقارب، ونحو ذلك.
{الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ} أي: المكثرون من الصلاة، المشتملة على الركوع والسجود.
{الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} ويدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات.
{وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وهي جميع ما نهى اللّه ورسوله عنه.
{وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ} بتعلمهم حدود ما أنزل اللّه على رسوله، وما يدخل في الأوامر والنواهي والأحكام، وما لا يدخل، الملازمون لها فعلا وتركا.
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} لم يذكر ما يبشرهم به، ليعم جميع ما رتب على الإيمان من ثواب الدنيا والدين والآخرة، فالبشارة متناولة لكل مؤمن.
وأما مقدارها وصفتها فإنها بحسب حال المؤمنين، وإيمانهم، قوة، وضعفا، وعملا بمقتضاه.
- الوسيط لطنطاوي : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
ثم وصف الله - تعالى - هؤلاء المؤمنين الصادقين بجملة من الأوصاف الكريمة فقال : ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون . . . ) .
قال الجمل ما ملخصه : ذكر الله - تعالى - فى هذه الآية تسعة أوصاف للمؤمنين ، الستة الأولى منها تتعلق بمعاملة الخالق ، والوصفان السابع والثامن يتعلقان بمعاملة المخلوق ، والوصف التاسع يعم القبيلتين .
وقوله : ( التائبون ) فيه وجوه من الأعراب منها : أنه مرفوع على المدح . فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوباً للمبالغة فى المدح أى : المؤمنون المذكورون التائبون ، ومنها أن الخبر هنا محذوف ، أى : التائبون المصوفون بهذه الأوصاف من أهل الجنة . .
والمعنى : " التائبون " عن المعاصى وعن كل ما نهت عنه شريعة الله ، " العابِدون " لخالقهم عبادة خالصة ولجهه ، " الحامدون " له - سبحانه - فى السراء والضراء ، وفى المنشط والمكره ، وفى العسر واليسر ، " السائحون " فى الأرض للتدبر والاعتبار وطاعة الله . والعمل على مرضاته ( الراكعون الساجدون ) لله - تعالى - عن طريق الصلاة التى هى عماد الدين وركنه الركين " الآمرون " غيرهم " بالمعروف " أى : بكل ما حسنه الشرع " والناهون " له " عن المنكر " الذى تأباه الشرائع والعقول السليمة ، ( والحافظون لِحُدُودِ الله ) أى : لشرائعهم وفرائضه وأحكامه وآدابه . . هؤلاء المتصفون بتلك الصفات الحميدة ، بشرهم . يا محمد . بكل ما يسعدهم ويشرح صدورهم ، فهم المؤمنون حقاً ، وهم الذين أعد الله - تعالى - لهم الأجر الجزيل ، والرزق الكريم .
ولم يذكر - سبحانه - المبشر به فى قوله : ( وَبَشِّرِ المؤمنين ) ، للاشارة إلى أنه أمر جليل لا يحيط به الوصف ، ولا تحده العيارة .
ولم يذكر - سبحانه - فى الآية لهذه الأوصاف متعلقاً ، فلم يقل " التائبون " من كذا ، لفهم ذلك من المقام ، لأن المقام فى مدح المؤمنين الصادقين الذين أخلصوا نفوسهم لله ، تعالى . فصاروا ملتزمين طاعته فى كل أقوالهم وأعمالهم .
وعبر عن كثرة صلاتهم وخشوعهم فيها بقوله . ( الراكعون الساجدون ) للاشارة إلى أن الصلاة كأنها صفة ثابتة من صفاتهم ، وكأن الركوع والسجود طابع مميز لهم بين الناس . وإنما عطف النهى عن المنكر على الأمر بالمعروف للإِيذان بأنهما فريضة واحدة لتلازمهما فى الغالب ، أو لما بينهما من تباين إذ الأمر بالمعروف طلب فعل ، والنهى عن المنكر طلب ترك أو كف .
وكذلك جاء قوله . ( والحافظون لِحُدُودِ الله ) بحرف العطف ومما قالوه فى تعليل ذلك . أن سر العطف هنا التنبيه على أن ما قبله مفصل للفضائل وهذا مجمل لها ، لأنه شامل لما قبله وغيره ، ومثله يؤتى به معطوفاً ، نحو زيد وعمرو وسائر قبيلتهما كرماء ، فلمغايرته لما قبله بالإِجمال والتفصيل والعموم والخصوص عطف عليه .
هذا ، وما ذركناه من أن المراد بقوله : " السائحون " أى : السائرون فى الأرض للتدير والاعتبار والتفكر فى خلق الله ، والعمل على مرضاته .
. هذا الذى ذكرناه رأى لبعض العلماء . ومنهم من يرى أن المراد بهم الصائمون ومنهم من يرى أن المراد بهم : المجاهدون .
قال الآلوسى : وقوله : " السائحون " أى الصائمون . فقد أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ذلك فأجاب بما ذكر ، وإليه ذهب جماعة من الصحابة والتابعين . وجاء عن عائشة : " سياحة هذه الأمة الصيام " .
وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد أن السائحين هم المهاجرون ، وليس فى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - سياحة إلا الهجرة .
وعن عكرمة أنهم طلبة العمل ، لأنهم يسيحون فى الأرض لطلبه .
وقيل : هم المجاهدون فى سبيل الله ، لما أخرج الحاكم وصححه والطبرانى وغيرهما ، " عن أبى أمامة أن رجلا استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى السياحة فقال : إن سياحة أمتى الجهاد فى سبيل الله " . والذى نراه أقرب إلى الصواب أن المراد بالسائحين هنا : السائرون فى الأرض لمقصد شريف ، وغرض كريم . كتحصيل العلم ، والجهادفى سبيل الله ، والتدبر فى ملكوته - سبحانه - والتفكر فى سنته فى كونه ، والاعتبار بما اشتمل عليه هذا الكون من عجائب .
ولعل ما يؤيد ذلك أن لفظ " السائحون " معناه السائرون ، لأنه مأخذو من السيح وهو الجرى على وجه الأرض ، والذهاب فيها . وهذه المادة تشعر بالانتشار ، يقال : ساح الماء أى جرى وانتشر .
وما دام الأمر كذلك فمن الأولى حملا للفظ على ظاهره ، ما دام لم يمنع مانع من ذلك ، وهنا لا مانع من حمل اللفظ على حقيته وظاهره .
أما الأحاديث والآثار التى اشتشهد بها من قال بأن المراد بالسائحين الصائمون فقد ضعفها علماء الحديث .
قال صاحب المنار : وأقول : وروى ابن جرير من حديث أبى هريرة مروفوعاً وموقوفاً حديث : " السائحون هم الصائمون " لا يصح رفعه . .
وفضلا عن كل هذا ، فإن تفسير السائحين بأنهم السائرون فى الأرض لكل مقصد شريف ، وغرض كريم . . . يتناول الجهاد فى سبيل ، كما يتناول الرحلة فى طلب العلم ، وغير ذلك من وجوه الخير .
وما أكثر الآيات القرآنية التى حضت على السير فى الأرض ، وعلى التكفر فى خلق الله ، ومن ذلك قوله تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض ثُمَّ انظروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذبين ) وقوله تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور ) قال الإِمام الرازى : للسياحة أثر عظيم فى تكميل النفس لأن الإِنسان يلقى الأكابر من الناس ، يفتخر نفسه فى مقابلتهم ، وقد يصل إلى المرادات الكثيرة فينتقع بها ، وقد يشاهد اختلاف أحوال الدنيا بسبب ما خلق الله . تعالى . فى كل طرف من الأحوال الخاصة بهم فتقوى معرفته . وبالجلمة فالسياحة لها آثار قوية فى الدين .
- البغوى : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
ثم وصفهم فقال : ( التائبون ) قال الفراء : استؤنفت بالرفع لتمام الآية وانقطاع الكلام . وقال الزجاج : التائبون رفع للابتداء ، وخبره مضمر . المعنى : التائبون - إلى آخر الآية - لهم الجنة أيضا . أي : من لم يجاهد غير معاند ولا قاصد لترك الجهاد ، لأن بعض المسلمين يجزي عن بعض في الجهاد ، فمن كانت هذه صفته فله الجنة أيضا ، وهذا أحسن ، فكأنه وعد الجنة لجميع المؤمنين ، كما قال : " وكلا وعد الله الحسنى ( النساء - 95 ) ، فمن جعله تابعا للأول كان الوعد بالجنة خاصا للمجاهدين الموصوفين بهذه الصفة .
قوله تعالى : ( التائبون ) أي : الذين تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق ، ( العابدون ) المطيعون الذين أخلصوا العبادة لله عز وجل ( الحامدون ) الذين يحمدون الله على كل حال في السراء والضراء .
وروينا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء " . ( السائحون ) قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما : هم الصائمون .وقال سفيان بن عيينة : إنما سمي الصائم سائحا لتركه اللذات كلها من المطعم والمشرب والنكاح .
وقال عطاء : السائحون الغزاة المجاهدون في سبيل الله . روي عن عثمان بن مظعون ، رضي الله عنه ، أنه قال : يا رسول الله ائذن لي في السياحة ، فقال : "
إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " .وقال عكرمة : السائحون هم طلبة العلم .
( الراكعون الساجدون ) يعني : المصلين ، ( الآمرون بالمعروف ) بالإيمان ، ( والناهون عن المنكر ) عن الشرك . وقيل : المعروف : السنة ، والمنكر : البدعة . ( والحافظون لحدود الله ) القائمون بأوامر الله . وقال الحسن : أهل الوفاء ببيعة الله . ( وبشر المؤمنين )
- ابن كثير : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
هذا نعت المؤمنين الذين اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بهذه الصفات الجميلة والخلال الجليلة : ( التائبون ) من الذنوب كلها ، التاركون للفواحش ، ( العابدون ) أي : القائمون بعبادة ربهم محافظين عليها ، وهي الأقوال والأفعال فمن أخص الأقوال الحمد ؛ فلهذا قال : ( الحامدون ) ومن أفضل الأعمال الصيام ، وهو ترك الملاذ من الطعام والشراب والجماع ، وهو المراد بالسياحة هاهنا ؛ ولهذا قال : ( السائحون ) كما وصف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله تعالى : ( سائحات ) [ التحريم : 5 ] أي : صائمات ، وكذا الركوع والسجود ، وهما عبارة عن الصلاة ، ولهذا قال : ( الراكعون الساجدون ) وهم مع ذلك ينفعون خلق الله ، ويرشدونهم إلى طاعة الله بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، مع العلم بما ينبغي فعله ويجب تركه ، وهو حفظ حدود الله في تحليله وتحريمه ، علما وعملا فقاموا بعبادة الحق ونصح الخلق ؛ ولهذا قال : ( وبشر المؤمنين ) لأن الإيمان يشمل هذا كله ، والسعادة كل السعادة لمن اتصف به .
[ بيان أن المراد بالسياحة الصيام ] :
قال سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود قال : ( السائحون ) الصائمون . وكذا روي عن سعيد بن جبير ، والعوفي عن ابن عباس .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : كل ما ذكر الله في القرآن السياحة : هم الصائمون . وكذا قال الضحاك ، رحمه الله .
وقال ابن جرير : حدثنا أحمد بن إسحاق ، حدثنا أبو أحمد ، حدثنا إبراهيم بن يزيد ، عن الوليد بن عبد الله ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : سياحة هذه الأمة الصيام .
وهكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والضحاك بن مزاحم ، وسفيان بن عيينة وغيرهم : أن المراد بالسائحين : الصائمون .
وقال الحسن البصري : ( السائحون ) الصائمون شهر رمضان .
وقال أبو عمرو العبدي : ( السائحون ) الذين يديمون الصيام من المؤمنين .
وقد ورد في حديث مرفوع نحو هذا ، وقال ابن جرير : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، حدثنا حكيم بن حزام ، حدثنا سليمان ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السائحون هم الصائمون "
[ ثم رواه عن بندار ، عن ابن مهدي ، عن إسرائيل ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أنه قال : ( السائحون ) الصائمون ] .
وهذا الموقوف أصح .
وقال أيضا : حدثني يونس ، عن ابن وهب ، عن عمر بن الحارث ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السائحين فقال : " هم الصائمون " .
وهذا مرسل جيد .
فهذه أصح الأقوال وأشهرها ، وجاء ما يدل على أن السياحة الجهاد ، وهو ما روى أبو داود في سننه ، من حديث أبي أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله ، ائذن لي في السياحة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " .
وقال ابن المبارك ، عن ابن لهيعة : أخبرني عمارة بن غزية : أن السياحة ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبدلنا الله بذلك الجهاد في سبيل الله ، والتكبير على كل شرف " .
وعن عكرمة أنه قال : هم طلبة العلم . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هم المهاجرون . رواهما ابن أبي حاتم .
وليس المراد من السياحة ما قد يفهمه بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض ، والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري ، فإن هذا ليس بمشروع إلا في أيام الفتن والزلازل في الدين ، كما ثبت في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ، ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن " .
وقال العوفي وعلي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( والحافظون لحدود الله ) قال : القائمون بطاعة الله . وكذا قال الحسن البصري ، وعنه رواية : ( والحافظون لحدود الله ) قال : لفرائض الله ، وفي رواية : القائمون على أمر الله .
- القرطبى : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
قوله تعالى التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : التائبون العابدون التائبون هم الراجعون عن الحالة المذمومة في معصية الله إلى الحالة المحمودة في طاعة الله . والتائب هو الراجع . والراجع إلى الطاعة هو أفضل من الراجع عن المعصية لجمعه بين الأمرين . " العابدون " أي المطيعون الذين قصدوا بطاعتهم الله سبحانه . " الحامدون " أي الراضون بقضائه المصرفون نعمته في طاعته ، الذين يحمدون الله على كل حال . السائحون الصائمون ; عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما . ومنه قوله تعالى : عابدات سائحات . وقال سفيان بن عيينة : إنما قيل للصائم سائح لأنه يترك اللذات كلها من المطعم والمشرب والمنكح . وقال أبو طالب :
وبالسائحين لا يذوقون قطرة لربهم والذاكرات العوامل
وقال آخر :
برا يصلي ليله ونهاره يظل كثير الذكر لله سائحا
وروي عن عائشة أنها قالت : سياحة هذه الأمة الصيام ; أسنده الطبري . ورواه أبو هريرة مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سياحة أمتي الصيام . قال الزجاج : ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض . وقد قيل : إنهم الذين يديمون الصيام . وقال عطاء : السائحون المجاهدون . وروى أبو أمامة أن رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السياحة فقال : إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله . صححه أبو محمد عبد الحق . وقيل : السائحون المهاجرون قاله عبد الرحمن بن زيد . وقيل : هم الذين يسافرون لطلب الحديث والعلم ; قاله عكرمة . وقيل : هم الجائلون بأفكارهم في توحيد ربهم وملكوته وما خلق من العبر والعلامات الدالة على توحيده وتعظيمه حكاه النقاش وحكي أن بعض العباد أخذ القدح ليتوضأ لصلاة الليل فأدخل أصبعه في أذن القدح وقعد يتفكر حتى طلع الفجر فقيل له في ذلك فقال : أدخلت أصبعي في أذن القدح فتذكرت قول الله تعالى : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل وذكرت كيف أتلقى الغل وبقيت ليلي في ذلك أجمع .
قلت : لفظ " س ي ح " يدل على صحة هذه الأقوال فإن السياحة أصلها الذهاب على وجه الأرض كما يسيح الماء ; فالصائم مستمر على الطاعة في ترك ما يتركه من الطعام وغيره فهو بمنزلة السائح . والمتفكرون تجول قلوبهم فيما ذكروا . وفي الحديث : إن لله ملائكة سياحين مشائين في الآفاق يبلغونني صلاة أمتي ويروى صياحين بالصاد ، من الصياح . الراكعون الساجدون يعني في الصلاة المكتوبة وغيرها . الآمرون بالمعروف أي بالسنة ، وقيل : بالإيمان . والناهون عن المنكر قيل : عن البدعة . وقيل : عن الكفر . وقيل : هو عموم في كل معروف ومنكر . والحافظون لحدود الله أي القائمون بما أمر به والمنتهون عما نهى عنه .
الثانية : واختلف أهل التأويل في هذه الآية هل هي متصلة بما قبل أو منفصلة فقال جماعة : الآية الأولى مستقلة بنفسها يقع تحت تلك المبايعة كل موحد قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وإن لم يتصف بهذه الصفات في هذه الآية الثانية أو بأكثرها . وقالت فرقة : هذه الأوصاف جاءت على جهة الشرط ، والآيتان مرتبطتان ؛ فلا يدخل تحت المبايعة إلا المؤمنون الذين هم على هذه الأوصاف ويبذلون أنفسهم في سبيل الله ؛ قاله الضحاك . قال ابن عطية : وهذا القول تحريج وتضييق ومعنى الآية على ما تقتضيه أقوال العلماء والشرع أنها أوصاف الكملة من المؤمنين ذكرها الله ليستبق إليها أهل التوحيد حتى يكونوا في أعلى مرتبة . وقال الزجاج : الذي عندي أن قوله : التائبون العابدون رفع بالابتداء وخبره مضمر ; أي التائبون العابدون - إلى آخر الآية - لهم الجنة أيضا وإن لم يجاهدوا إذ لم يكن منهم عناد وقصد إلى ترك الجهاد لأن بعض المسلمين يجزي عن بعض في الجهاد . واختار هذا القول القشيري وقال : وهذا حسن إذ لو كان صفة للمؤمنين المذكورين في قوله : اشترى من المؤمنين لكان الوعد خاصا للمجاهدين . وفي مصحف عبد الله " التائبين العابدين " إلى آخرها ; ولذلك وجهان : أحدهما الصفة للمؤمنين على الإتباع . والثاني النصب على المدح .
الثالثة : واختلف العلماء في الواو في قوله : والناهون عن المنكر فقيل : دخلت في صفة الناهين كما دخلت في قوله تعالى : حم . تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم . غافر الذنب . وقابل التوب فذكر بعضها بالواو والبعض بغيرها . وهذا سائغ معتاد في الكلام ولا يطلب لمثله حكمة ولا علة . وقيل : دخلت لمصاحبة الناهي عن المنكر الآمر بالمعروف فلا يكاد يذكر واحد منهما مفردا . وكذلك قوله : ثيبات وأبكارا . ودخلت في قوله : والحافظون لقربه من المعطوف . وقد قيل : إنها زائدة ، وهذا ضعيف لا معنى له . وقيل : هي واو الثمانية لأن السبعة عند العرب عدد كامل صحيح . وكذلك قالوا في قوله : ثيبات وأبكارا . وقوله في أبواب الجنة : وفتحت أبوابها وقوله : ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم وقد ذكرها ابن خالويه في مناظرته لأبي علي الفارسي في معنى قوله : وفتحت أبوابها وأنكرها أبو علي . قال ابن عطية : وحدثني أبي رضي الله عنه عن الأستاذ النحوي أبي عبد الله الكفيف المالقي ، وكان ممن استوطن غرناطة وأقرأ فيها في مدة ابن حبوس أنه قال : هي لغة فصيحة لبعض العرب من شأنهم أن يقولوا إذا عدوا : واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية تسعة عشرة وهكذا هي لغتهم . ومتى جاء في كلامهم أمر ثمانية أدخلوا الواو . قلت : هي لغة قريش . وسيأتي بيانه ونقضه في سورة ( الكهف ) إن شاء الله تعالى وفي ( الزمر ) أيضا بحول الله تعالى .
- الطبرى : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الله اشترى من المؤمنين التائبين العابدين أنفسهم وأموالهم = ولكنه رفع, إذ كان مبتدأ به بعد تمام أخرى مثلها. والعرب تفعل ذلك, وقد تقدَّم بياننا ذلك في قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ [سورة البقرة: 18]، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (1)
* * *
ومعنى: " التائبون "، الراجعون مما كرهه الله وسخطه إلى ما يحبُّه ويرضاه، (2) كما:-
17272- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام بن سلم, عن ثعلبة بن سهيل قال، قال الحسن في قول الله: (التائبون)، قال: تابوا إلى الله من الذنوب كلها. (3)
17273- حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال، حدثني أبي, عن أبي الأشهب, عن الحسن: أنه قرأ (التائبون العابدون)، قال: تابوا من الشرك، وبرئوا من النفاق.
17274- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة, عن أبي الأشهب قال: قرأ الحسن: (التائبون العابدون)، قال: تابوا من الشرك، وبرئوا من النفاق.
17275- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء، عن الحسن قال: التائبون من الشرك.
17276- حدثنا الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قرأ هذه الآية: (التائبون العابدون)، قال الحسن: تابوا والله من الشرك, وبرئوا من النفاق.
17277- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (التائبون)، قال: تابوا من الشرك، ثم لم ينافقوا في الإسلام.
17278- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن جريج: (التائبون)، قال: الذين تابوا من الذنوب، ثم لم يعودوا فيها.
* * *
وأما قوله: (العابدون)، فهم الذين ذلُّوا خشيةً لله وتواضعًا له, فجدُّوا في خدمته، (4) كما:-
17279- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (العابدون)، قوم أخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم.
17280- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن ثعلبة بن سهيل قال، قال الحسن في قول الله (العابدون)، قال: عبدوا الله على أحايينهم كلها، في السراء والضراء.
17281- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: (العابدون)، قال: العابدون لربهم.
* * *
وأما قوله: (الحامدون)، فإنهم الذين يحمدون الله على كل ما امتحنهم به من خير وشر، (5) كما:-
17282- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (الحامدون)، قوم حمدوا الله على كل حال.
17283- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن ثعلبة قال، قال الحسن: (الحامدون)، الذين حمدوا الله على أحايينهم كلها، في السرّاء والضرّاء.
17284- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: (الحامدون)، قال: الحامدون على الإسلام.
* * *
وأما قوله: (السائحون)، فإنهم الصائمون، كما:-
17285- حدثني محمد بن عيسى الدامغاني وابن وكيع قالا حدثنا سفيان, عن عمرو, عن عبيد بن عمير =
17286- وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث, عن عمرو, عن عبيد بن عمير قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن " السائحين " فقال: هم الصائمون. (6)
17287- حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع قال، حدثنا حكيم بن حزام قال، حدثنا سليمان, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السائحون " هم الصائمون.
17288- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا إسرائيل, عن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال: (السائحون)، الصائمون. (7)
17289- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله قال: (السائحون)، الصائمون. (8)
17290-...... قال، حدثنا يحيى قال، حدثنا سفيان قال، حدثني عاصم, عن زر, عن عبد الله, بمثله.
17291- حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال، حدثنا عبيد الله قال، أخبرنا شيبان, عن أبي إسحاق, عن أبي عبد الرحمن قال: السياحةُ: الصيام.
17292- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن عطية قال، حدثنا إسرائيل, عن أشعث, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: (السائحون)، : الصائمون.
17293- حدثني ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبيه = وإسرائيل، عن أشعث = عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: (السائحون)، الصائمون.
17294- حدثنا المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا إسرائيل, عن أشعث, عن سعيد بن جبير قال: (السائحون)، الصائمون.
17295- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل, عن أشعث بن أبي الشعثاء, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, مثله.
17296- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن عاصم، عن زر, عن عبد الله, مثله.
17297-...... قال، حدثنا أبي, عن أبيه, عن إسحاق, عن عبد الرحمن قال: (السائحون)، هم الصائمون.
17298- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (السائحون)، قال: يعني بالسائحين، الصائمين.
17299- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله, عن إسرائيل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: (السائحون)، هم الصائمون.
17300- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (السائحون)، الصائمون.
17301-...... قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قال: كل ما ذكر الله في القرآن ذكر السياحة، هم الصائمون. (9)
17302-...... قال، حدثنا أبي، عن المسعودي, عن أبي سنان, عن ابن أبي الهذيل, عن أبي عمرو العبدي قال: (السائحون)، الذين يُديمون الصيام من المؤمنين.
17303- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن ثعلبة بن سهيل قال، قال الحسن: (السائحون)، الصائمون.
17304- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن قال: (السائحون)، الصائمون شهر رمضان.
17305- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد, عن جويبر, عن الضحاك قال: (السائحون)، الصائمون.
17306-...... قال، حدثنا أبو أسامة, عن جويبر, عن الضحاك قال: كل شيء في القرآن (السائحون)، فإنه الصائمون.
17307- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم, عن جويبر, عن الضحاك: (السائحون)، الصائمون.
17308- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (السائحون)، يعني الصائمين.
17309- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير، ويعلى، وأبو أسامة, عن عبد الملك, عن عطاء قال: (السائحون)، الصائمون.
17310- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم, عن عبد الملك, عن عطاء, مثله.
17311-...... قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير, عن ابن عيينة قال، حدثنا عمرو: أنه سمع وهب بن منبه يقول: كانت السياحة في بني إسرائيل, وكان الرجل إذا ساح أربعين سنةً، رأى ما كان يرى السائحون قبله. فساح وَلَدُ بغيٍّ أربعين سنة، فلم ير شيئًا, فقال: أي ربِّ، أرأيت إن أساء أبواي وأحسنت أنا؟ قال: فَأرِي ما رَأى السائحون قبله = قال ابن عيينة: إذا ترك الطعام والشراب والنساء، فهو السائح.
17312- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة (السائحون)، قوم أخذوا من أبدانهم، صومًا لله.
17313- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إبراهيم بن يزيد, عن الوليد بن عبد الله, عن عائشة قالت: سياحةُ هذه الأمة الصيام. (10)
* * *
وقوله: (الراكعون الساجدون)، يعني المصلين، الراكعين في صلاتهم، الساجدين فيها، (11) كما:-
17314- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: (الراكعون الساجدون)، قال: الصلاة المفروضة.
* * *
وأما قوله: (الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر)، فإنه يعني أنهم يأمرون الناس بالحق في أديانهم, واتباع الرشد والهدى، والعمل (12) = وينهونهم عن المنكر، وذلك نهيهم الناسَ عن كل فعل وقول نهى الله عباده عنه. (13)
* * *
وقد روي عن الحسن في ذلك ما:-
17315- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: (الآمرون بالمعروف)، لا إله إلا الله =(والناهون عن المنكر)، عن الشرك.
17316- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن ثعلبة بن سهيل قال, قال الحسن في قوله: (الآمرون بالمعروف)، قال: أمَا إنهم لم يأمروا الناس حتى كانوا من أهلها =(والناهون عن المنكر)، قال: أمَا إنهم لم ينهوا عن المنكر حتى انتهوا عنه.
17317- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, عن أبي العالية, قال: كل ما ذكر في القرآن " الأمر بالمعروف "، و " النهي عن المنكر ", فالأمر بالمعروف، دعاءٌ من الشرك إلى الإسلام = والنهي عن المنكر، نهيٌ عن عبادة الأوثان والشياطين.
* * *
قال أبو جعفر: وقد دللنا فيما مضى قبل على صحة ما قلنا: من أن " الأمر بالمعروف " هو كل ما أمر الله به عباده أو رسوله صلى الله عليه وسلم, و " النهي عن المنكر "، هو كل ما نهى الله عنه عبادَه أو رسولُه. وإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن في الآية دلالة على أنها عُني بها خصوصٌ دون عموم، ولا خبر عن الرسول، ولا في فطرة عقلٍ, فالعموم بها أولى، لما قد بينا في غير موضع من كُتُبنا.
* * *
وأما قوله: (والحافظون لحدود الله)، فإنه يعني: المؤدّون فرائض الله, المنتهون إلى أمره ونهيه, الذين لا يضيعون شيئًا ألزمهم العملَ به، ولا يرتكبون شيئًا نهاهم عن ارتكابه، (14) كالذي:-
17318- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: (والحافظون لحدود الله)، يعني: القائمين على طاعة الله. وهو شرطٌ اشترطه على أهل الجهاد، إذا وَفَوا الله بشرطه، وفى لهم بشرطهم. (15)
17319- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (والحافظون لحدود الله)، قال: القائمون على طاعة الله.
17320- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن ثعلبة بن سهيل قال، قال الحسن في قوله: (والحافظون لحدود الله)، قال: القائمون على أمر الله.
17321- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: (والحافظون لحدود الله)، قال: لفرائض الله.
* * *
وأما قوله: (وبشر المؤمنين)، فإنه يعني: وبشّر المصدِّقين بما وعدهم الله إذا هم وفَّوا الله بعهده، أنه مُوفٍّ لهم بما وعدهم من إدخالهم الجنة، (16) كما:-
17322- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا هوذة بن خليفة قال، حدثنا عوف, عن الحسن: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ، حتى ختم الآية, قال الذين وفوا ببيعتهم =(التائبون العابدون الحامدون)، حتى ختم الآية, فقال: هذا عملهم وسيرهم في الرخاء, ثم لقوا العدوّ فصدَقوا ما عاهدوا الله عليه.
* * *
وقال بعضهم: معنى ذلك: وبشر من فعل هذه الأفعال = يعني قوله: (التائبون العابدون)، إلى آخر الآية = وإن لم يغزوا.
* ذكر من قال ذلك:
17323- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني منصور بن هارون, عن أبي إسحاق الفزاري, عن أبي رجاء, عن الحسن: (وبشر المؤمنين)، قال: الذين لم يغزوا.
---------------------------
الهوامش :
(1) انظر ما سلف 1 : 330 ، 331 .
(2) انظر تفسير " تائب " فيما سلف من فهارس اللغة ( توب ) .
(3) الأثر : 17272 - " ثعلبة بن سهيل الطهوي " ، ثقة ، مضى برقم : 12273 . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 175 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 464 .
(4) انظر تفسير " العابد " فيما سلف من فهارس اللغة ( عبد ) .
(5) انظر تفسير " الحمد " فيما سلف 1 : 135 - 141 / 11 : 249 .
(6) الأثر : 17286 - قال ابن كثير في تفسيره 4 : 249 : " هذا مرسل جيد " ، وذكره السيوطي في الدر المنثور 3 : 281 ، من طريق عبيد بن عمير ، عن أبي هريرة ، ونسبه إلى الفريابي ، ومسدد في مسنده ، وابن جرير ، والبيهقي في شعب الإيمان . بيد أن ابن جرير لم يرفعه من هذه الطريق إلى أبي هريرة كما ترى .
(7) الأثران : 17287 ، 17288 - أولهما مرفوع ، والآخر موقوف على أبي هريرة ، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3 : 281 ، ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، وابن النجار ، مرفوعا ، وذكره السيوطي في تفسيره 4 : 248 ، وقال : " وهذا الموقوف أصح " .
(8) الأثر : 17289 - خرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 34 ، 35 ، عن عبد الله بن مسعود ، ثم قال : " رواه الطبراني ، وفيه عاصم بن بهدلة . وثقه جماعة ، وضعفه آخرون ، وبقية رجاله رجال الصحيح " .
(9) في المطبوعة ، حذف " ذكر " من قوله : " ذكر السياحة " . والعبارة مضطربة بعض الاضطراب . وانظر أجود منها في رقم : 17306 .
(10) الأثر : 17313 - " إبراهيم بن يزيد الخوزي " ، متروك الحديث ، مضى برقم : 7484 ، 16259 .
و " الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث " ، ثقة ، مضى برقم : 16259 ، ولم يدرك أن يروي عن عائشة ، فهو مرسل عن عائشة .
فهذا خبر ضعيف الإسناد جدا .
(11) انظر تفسير " الركوع " ، و " السجود " فيما سلف من فهارس اللغة ( ركع ) ، ( سجد ) .
(12) انظر تفسير " المعروف " فيما سلف ص : 347 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(13) انظر تفسير " المنكر" فيما سلف ص : 347 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(14) انظر تفسير " الحفظ " فيما سلف 5 : 167 / 8 : 295 / 10 : 562 / 11 : 532 .
= وتفسير " الحدود " فيما سلف : ص : 429 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(15) في المطبوعة : " إذا وفوا الله بشرطه ، وفى لهم شرطهم " ، وأثبت ما في المخطوطة .
(16) انظر تفسير " التبشير " فيما سلف ص : 174 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
اسماء الفاعلين هنا أوصاف للمؤمنين من قوله : { إن الله اشترى من المؤمنين } [ التوبة : 111 ] فكان أصلها الجر ، ولكنها قطعت عن الوصفية وجعلت أخباراً لمبتدأ محذوف هو ضمير الجمع اهتماماً بهذه النعوت اهتماماً أخرجها عن الوصفية إلى الخبرية ، ويسمى هذا الاستعمال نعتاً مقطوعاً ، وما هو بنعت اصطلاحي ولكنه نعت في المعنى .
ف { التائبون } مراد منه أنهم مفارقون للذنوب سواء كان ذلك من غير اقتراففِ ذنب يقتضي التوبة كما قال تعالى : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه } [ التوبة : 117 ] الآية أم كان بعد اقترافه كقوله تعالى : { فإن يتوبوا يك خيراً لهم } [ التوبة : 74 ] بعد قوله : { ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم } [ التوبة : 74 ] الآية المتقدمة آنفاً . وأول التوْبة الإيمان لأنه إقلاع عن الشرك ، ثم يدخل منهم من كان له ذنب مع الإيمان وتاب منه . وبذلك فارق النعت المنعوت وهو { المؤمنين } [ التوبة : 111 ].
و { العابدون } : المؤدّون لما أوجب الله عليهم .
و { الحامدون } : المعترفون لله تعالى بنعمه عليهم الشاكرون له .
و { السائحون } : مشتق من السياحة . وهي السير في الأرض . والمراد به سير خاص محمود شرعاً . وهو السفر الذي فيه قربة لله وامتثال لأمره ، مثل سفر الهجرة من دار الكفر أو السفر للحج أو السفر للجهاد . وحمله هنا على السفر للجهاد أنسب بالمقام وأشمل للمؤمنين المأمورين بالجهاد بخلاف الهجرة والحج .
و { الراكعون الساجدون } : هم الجامعون بينهما ، أي المصلون ، إذ الصلاة المفروضة لا تخلو من الركوع والسجود .
و { الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر } : الذين يَدْعون الناس إلى الهدى والرشاد وينهونهم عما ينكره الشرع ويأباه . وإنما ذكر الناهون عن المنكر بحرف العطف دون بقية الصفات ، وإن كان العطف وتركه في الأخبار ونحوها جائزين ، إلا أن المناسبة في عطف هذين دون غيرهما من الأوصاف أن الصفات المذكورة قبلها في قوله : { الراكعون الساجدون } ظاهرة في استقلال بعضها عن بعض . ثم لما ذكر { الراكعون الساجدون } علم أن المراد الجامعون بينهما ، أي المصلون بالنسبة إلى المسلمين . ولأن الموصوفين بالركوع والسجود ممن وعدهم الله في التوارة والإنجيل كانت صلاة بعضهم ركوعاً فقط ، قال تعالى في شأن داود عليه السلام : { وخر راكعاً وأناب } [ ص : 24 ] ، وبعض الصلوات سجوداً فقط كبعض صلاة النصارى ، قال تعالى : { يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } [ آل عمران : 43 ]. ولما جاء بعده { الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر } وكانا صفتين مستقلتين عطفتا بالواو لئلا يتوهم اعتبار الجمع بينهما كالوصفين اللذين قبلهما وهما { الراكعون الساجدون } فالواو هنا كالتي في قوله تعالى : { ثيبات وأبكاراً } [ التوبة : 112 ].
و { الحافظون لحدود الله } : صفة جامعة للعمل بالتكاليف الشرعية عند توجهها . وحقيقة الحفظ توخي بقاء الشيء في المكان الذي يراد كونه فيه رغبة صاحبه في بقائه ورعايته عن أن يضيع . ويطلق مجازاً شائعاً على ملازمة العمل بما يؤمر به على نحو ما أمر به وهو المراد هنا ، أي والحافظون لما عين الله لهم ، أي غير المضيعين لشيء من حدود الله .
وأطلقت الحدود مجازاً على الوصايا والأوامر . فالحدود تشمل العبادات والمعاملات لما تقدم في قوله تعالى : { تلك حدود الله فلا تعتدوها } في سورة البقرة ( 229 ). ولذلك ختمت بها هذه الأوصاف . وعطفت بالواو لئلا يوهم ترك العطف أنها مع التي قبلها صفتان متلازمتان معدودتان بعد صفة الأمر بالمعروف .
وقال جمع من العلماء : إن الواو في قوله : والناهون عن المنكر } واو يكثر وقوعها في كلام العرب عند ذكر معدود ثامن ، وسمَّوها واوَ الثَّمانية . قال ابن عطية : ذكرها ابن خَالويه في مناظرتِه لأبي علي الفارسي في معنى قوله تعالى : { حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها } [ الزمر : 73 ]. وأنكرها أبو علي الفارسي . وقال ابن هشام في «مغني اللبيب» «وذكرها جماعة من الأدباء كالحريري ، ومن المفسرين كالثعلبي ، وزعموا أن العرب إذا عَدّوا قالوا : ستة سبعة وثمانية ، إيذاناً بأن السبعة عدد تام وأن ما بعدها عدد مستأنف ، واستدلُّوا بآيات إحداها : { سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم إلى قوله سبحانه { سبعة وثامنهم كلبهم } [ الكهف : 22 ]. ثم قال : الثانية آيةُ الزمر ( 71 ) إذ قيل : { فُتحت } في آية النار لأن أبواب جهنم سبعة ، { وفتحت } [ الزمر : 73 ] في آية الجنة إذ أبوابها ثمانية . ثم قال : الثالثة : { والناهون عن المنكر } فإنه الوصف الثامن . ثم قال : والرابعة : { وأبكاراً } في آية التحريم ( 5 ) ذكرها القاضي الفاضل وتبجح باستخراجها وقد سبقه إلى ذكرها الثعلبي . . . وأما قول الثعلبي : أن منها الواو في قوله تعالى : { سبعَ ليال وثمانيةَ أيام حسوماً } [ الحاقة : 7 ] فسهو بيّن وإنما هذه واو العطف اه . وأطَال في خلال كلامه بردود ونقوض .
وقال ابن عطية «وحدثني أبي عن الأستاذ النحوي أبي عبد الله الكفيف المالقي وأنه قال : هي لغة فصيحة لبعض العرب من شأنهم أن يقولوا إذا عدّوا : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية ، تسعة ، عشرة ، فهكذا هي لغتهم . ومتى جاء في كلامهم أمر ثمانية أدخلوا الواو» اه .
وقال القرطبي : هي لغة قريش .
وأقول : كثر الخوض في هذا المعنى للواو إثباتاً ونفياً ، وتوجيهاً ونقضاً . والوجه عندي أنه استعمال ثابت ، فأما في المعدود الثامن فقد اطرد في الآيات القرآنية المستدَل بها . ولا يريبك أن بعض المقترن بالواو فيها ليس بثامن في العدة لأن العبرة بكونه ثامناً في الذكر لا في الرتبة .
وأما اقتران الواو بالأمر الذي فيه معنى الثامن كما قالوا في قوله تعالى : { وفُتحت أبوابها } [ الزمر : 73 ]. فإن مجيء الواو لِكون أبواب الجنة ثمانية ، فلا أحسبه إلا نكتة لطيفة جاءت اتفاقية . وسيجيء هذا عند قوله تعالى في سورة الزمر { حتى إذا جاءها وفتحت أبوابها } [ الزمر : 73 ].
وجملة : { وبشر المؤمنين } عطف على جملة { إن الله اشترى من المؤمنين } [ التوبة : 111 ] عطفَ إنشاء على خبر . ومما حسَّنه أن المقصود من الخبر المعطوففِ عليه العمل به فأشبه الأمر . والمقصود من الأمر بتبشيرهم إبلاغُهم فكان كلتا الجملتين مراداً منها معنيان خبريّ وإنشائي . فالمراد بالمؤمنين هم المؤمنون المعهودون من قوله : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } [ التوبة : 111 ].
والبشارة تقدمت مراراً .
- إعراب القرآن : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ» هذه أخبار متعددة لمبتدأ متقدم مرفوعة بالواو لأنها جمع مذكر سالم. «بِالْمَعْرُوفِ» متعلقان بالآمرون «وَالنَّاهُونَ» معطوف على ما قبله «عَنِ الْمُنْكَرِ» متعلقان بالناهون «وَالْحافِظُونَ» معطوف على ما قبله «لِحُدُودِ» متعلقان بالحافظون «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَبَشِّرِ» الواو استئنافية وأمر فاعله مستتر «الْمُؤْمِنِينَ» مفعول به منصوب بالياء والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : [Such believers are] the repentant the worshippers the praisers [of Allah] the travelers [for His cause] those who bow and prostrate [in prayer] those who enjoin what is right and forbid what is wrong and those who observe the limits [set by] Allah And give good tidings to the believers
- English - Tafheem -Maududi : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ(9:112Those who turn back to Allah over and over again; *108 those who worship Him, those who sing hymns in His praise, those who move about in the land for His sake, *109 those who bow down and prostrate before Him, those who enjoin virtue and forbid evil and strictly observe the limits prescribed by Allah *110 (are the Believers who make such a bargain with Allah;and O Prophet, give good news to such Believers.
- Français - Hamidullah : Ils sont ceux qui se repentent qui adorent qui louent qui parcourent la terre ou qui jeûnent qui s'inclinent qui se prosternent qui commandent le convenable et interdisent le blâmable et qui observent les lois d'Allah et fais bonne annonce aux croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : für die Gläubigen die in Reue Umkehrenden die Allah Dienenden die Lobenden die auf Allahs Weg Umherziehenden die sich Verbeugenden die sich Niederwerfenden die das Rechte Gebietenden und das Verwerfliche Verbietenden die Allahs Grenzen Beachtenden und verkünde den Gläubigen frohe Botschaft
- Spanish - Cortes : Quienes se arrepienten sirven a Alá Le alaban ayunan se inclinan se prosternan ordenan lo que está bien y prohíben lo que está mal observan las leyes de Alá ¡Y anuncia la buena nueva a los creyentes
- Português - El Hayek : Os arrependidos os adoradores os agradecidos os viajantes pela causa de Deus os genuflexos e os prostrados sãoaqueles que recomendam o bem proíbem o ilícito e se conservam dentro dos limites da lei de Deus Anuncia aos fiéis asboas novas
- Россию - Кулиев : Обрадуй верующих которые каются и поклоняются восхваляют и постятся или путешествуют кланяются и падают ниц повелевают совершать одобряемое и запрещают предосудительное и соблюдают ограничения Аллаха
- Кулиев -ас-Саади : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
Обрадуй верующих, которые каются и поклоняются, восхваляют и постятся (или путешествуют), кланяются и падают ниц, повелевают совершать одобряемое и запрещают предосудительное, и соблюдают ограничения Аллаха.Кто же относится к тем верующим, которые заслужили благую весть о Райских садах и почестях? Словно отвечая на этот вопрос, Всевышний Аллах сообщил о качествах этих правоверных. Они раскаиваются в совершенных прегрешениях и постоянно соблюдают условия своих покаяний. Они поклоняются Аллаху, выполняют Его повеления, регулярно выполняют обязательные или желательные предписания религии, и благодаря этим качествам они являются настоящими рабами Аллаха. А наряду с этим они восхваляют своего Господа в беде и в радости, когда им легко и когда им трудно. Они признают все зримые и незримые блага, которыми их облагодетельствовал Господь. Они славословят Аллаху, когда поминают Его милости и когда поминают Его самого в различные часы дня и ночи. Еще одно из их качеств выражается арабским словом «сийаха». Согласно одному толкованию, это означает, что они постятся. Согласно другому толкованию, это означает, что они отправляются в поездки для приобретения знаний. Согласно третьему толкованию, это означает, что они постоянно стремятся всей душой познать Аллаха, возлюбить Его и обратиться к Нему лицом. Согласно наиболее достоверному мнению, речь здесь идет о любых поездках с целью приблизиться к Аллаху. Это может быть поездка с целью совершить хадж или малое паломничество, принять участие в священной войне, приобрести знания или навестить родственников. А наряду с этим праведники часто совершают намаз, повторяя поясные и земные поклоны, призывают людей выполнять обязательные и добровольные предписания религии, удерживают их от всего, что запретили Аллах и Его посланник. Они также соблюдают Его ограничения и изучают законы, которые Он ниспослал Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует. Они различают между Божьими запретами и предписаниями для того, чтобы выполнять одни предписания и сторониться других. Аллах не конкретизировал благую весть, которую заслужили эти правоверные. А это значит, что им можно сообщить радостную весть о любом материальном и духовном вознаграждении, которое уготовано правоверным при жизни на земле и после смерти. Это также означает, что радостная весть распространяется на всех верующих. Однако ее содержание отличается в зависимости от деяний и силы веры правоверных.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'a tevbe eden kullukta bulunan O'nu öven O'nun uğrunda gezen rüku ve secde eden uygun olanı buyurup fenalığı yasak eden ve Allah'ın yasalarını koruyan müminlere de müjdele
- Italiano - Piccardo : [Lo avranno] coloro che si pentono che adorano che lodano che peregrinano che si inchinano che si prosternano che raccomandano le buone consuetudini e proibiscono ciò che è riprovevole coloro che si attengono ai limiti di Allah Dai la buona novella ai credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئهوانهی ئهو مامهڵهیه دهکهن پێشتر بهم سیفهته پیرۆزانه خۆیان ڕازاندۆتهوه تهوبهکارن و لهههڵهکانیان پهشیمانن خواپهرستن له ههموو ههڵس و کهوتیاندا سوپاسگوزارن لهسهر ههموو نازو نیعمهتێک گهڕۆکن لهسهر زهویدا ئهندێشهو بیرو هۆش بهکاردههێنن بۆ بیر کردنهوه له بونهوهرو دهوروبهر سوژدهبهرو کڕنوشبهرو نوێژ خوێنن فهرماندهرن بهههموو چاکهیهک قهدهغهی خراپهو ههموو نادروستیهک دهکهن و پارێزهرن بۆ سنوورهکانی خواو قهدهغهکراوهکانی ئینجا مژده بده بهئیمانداران ئهوانهی ئهو سیفاتانه له خۆیاندا دههێننه دی
- اردو - جالندربرى : توبہ کرنے والے عبادت کرنے والے حمد کرنے والے روزہ رکھنے والے رکوع کرنے والے سجدہ کرنے والے نیک کاموں کا امر کرنے والے بری باتوں سے منع کرنے والے خدا کی حدوں کی حفاظت کرنے والے یہی مومن لوگ ہیں اور اے پیغمبر مومنوں کو بہشت کی خوش خبری سنادو
- Bosanski - Korkut : Oni se kaju i Njemu klanjaju i Njega hvale i poste i molitvu obavljaju i traže da se čine dobra djela a od nevaljalih odvraćaju i Allahovih propisa se pridržavaju A vjernike obraduj
- Swedish - Bernström : De [får glädjas åt denna seger] som vänder tillbaka till Gud i ånger [när de har syndat] de som tillber och prisar [Honom] och som ständigt färdas [i Hans ärenden] de som böjer ryggarna och faller ned på sina ansikten [inför Honom] som anbefaller det som är rätt och förbjuder det som är orätt och som inte överskrider de gränser som Gud [har fastlagt] [Muhammad] Kungör detta glada budskap för de troende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka itu adalah orangorang yang bertaubat yang beribadat yang memuji yang melawat yang ruku' yang sujud yang menyuruh berbuat ma'ruf dan mencegah berbuat munkar dan yang memelihara hukumhukum Allah Dan gembirakanlah orangorang mukmin itu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
(Mereka itu adalah orang-orang yang bertobat) lafal at-taa'ibuuna dirafa'kan untuk tujuan memuji, yaitu dengan memperkirakan adanya mubtada sebelumnya; artinya mereka itu adalah orang-orang yang bertobat dari kemusyrikan dan kemunafikan (yang beribadah) orang-orang yang ikhlas karena Allah dalam beribadah (yang memuji) kepada Allah dalam semua kondisi (yang melawat) makna yang dimaksud adalah mereka selalu mengerjakan shaum/puasa (yang rukuk, yang sujud) artinya mereka adalah orang-orang yang salat (yang menyuruh berbuat makruf dan mencegah berbuat mungkar dan yang memelihara batasan-batasan Allah) yakni hukum-hukum-Nya dengan cara mengamalkannya. (Dan gembirakanlah orang-orang mukmin itu) dengan surga.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা তওবাকারী এবাদতকারী শোকরগোযার দুনিয়ার সাথে সম্পর্কচ্ছেদকারী রুকু ও সিজদা আদায়কারী সৎকাজের আদেশ দানকারী ও মন্দ কাজ থেকে নিবৃতকারী এবং আল্লাহর দেওয়া সীমাসমূহের হেফাযতকারী। বস্তুতঃ সুসংবাদ দাও ঈমানদারদেরকে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மன்னிப்புக்கோரி மீண்டவர்கள் அவனை வணங்குபவர்கள் அவனைப் புகழ்பவர்கள் நோன்பு நோற்பவர்கள் ருகூஃ செய்பவர்கள் ஸுஜூது செய்பவர்கள் தொழுபவர்கள் நன்மை செய்ய ஏவுபவர்கள் தீமையை விட்டுவிலக்குபவர்கள் அல்லாஹ்வின் வரம்புகளைப் பேணிப் பாதுகாப்பவர்கள் இத்தகைய உண்மை முஃமின்களுக்கு நபியே நீர் நன்மாராயம் கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้กลับเนื้อกลับตัว ผู้กระทำการอิบาดดะฮ์ ผู้กล่าวคำสรรเสริญ ผู้เดินทางเพื่อต่อสู้หรือแสวงหาวิชาความรู้ ผู้รุกัวะอ์ ผู้สุญูด ผู้กำชับให้ทำความดี ผู้ห้ามปรามให้ละเว้นความชั่วและบรรดาผุ้รักษาขอบเขตของอัลลอฮ์และจงแจ้งข่าวดีแก่บรรดาผู้ศรัทธาเถิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар тавба қилувчилар ибодат қилувчилар ҳамд айтувчилар рўза тутувчилар рукуъ қилувчилар сажда қилувчилар яхшиликка буюриб ёмонликдан қайтарувчилар Аллоҳнинг чегарасида турувчилардир Ва мўминларга хушхабар бер Бу ояти каримада мўмин кишининг бир неча сифатлари зикр қилинмоқда агар уларда бу сифатлар мавжуд бўлса мўминлик шарафига эришадилар ва Пайғамбаримиз с а в берадиган хушхабарга ҳақли бўладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们是忏悔的,是拜主的,是赞主的,是斋戒的,是鞠躬的,是叩头的,是劝善的,是戒恶的,是遵守主的法度的;你要向信道的人们报喜。
- Melayu - Basmeih : Mereka itu ialah orangorang yang bertaubat yang beribadat yang memuji Allah yang mengembara untuk menuntut ilmu dan mengembangkan Islam yang rukuk yang sujud yang menyuruh berbuat kebaikan dan yang melarang daripada kejahatan serta yang menjaga batasbatas hukum Allah Dan gembirakanlah orangorang yang beriman yang bersifat demikian
- Somali - Abduh : waa kuwa toobadkeena ee caabuda Eebe ee mahdiya ee saa'ixiinta ah Sooma oo Jahaada ee Rukuca ee Sujuuda ee fara wanaagga reebana xumaanta ee dhawra Xuduudda Eebe ee u Bishaaree Mu'miniinta
- Hausa - Gumi : Mãsu tũba mãsu bautãwa mãsu gõdẽwa mãsu tafiya mãsu ruku'i mãsu sujada mãsu umurni da alhẽri da mãsu hani daga abin da aka ƙi da mãsu tsarẽwaã ga iyãkõkin Allah Kuma ka bãyar da bushãra ga muminai
- Swahili - Al-Barwani : Kwa wanao tubia wanao abudu wanao himidi wanao kimbilia kheri wanao rukuu wanao sujudu wanao amrisha mema na wanao kataza maovu na wanao linda mipaka ya Mwenyezi Mungu Na wabashirie Waumini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Këta jën ata që pendohen për mëkatet e tyre që e adhurojnë Perëndinë dhe e falenderojnë Atë dhe agjërojnë dhe bëjnë ruqu dhe sexhde falin namazin urdhërojnë me vepra të mira e pengojnë prej të këqiave dhe të cilët ruajnë dispozitat e Perëndisë E sihariqoj besimtarët
- فارسى - آیتی : توبهكنندگانند، پرستندگانند، ستايندگانند، روزهدارانند، ركوع كنندگانند، سجدهكنندگانند، امر كنندگان به معروف و نهى كنندگان از منكرند و حافظان حدود خدايند. و مؤمنان را بشارت ده.
- tajeki - Оятӣ : Тавбакунандагонанд, парастандагонанд, шукргузоронанд, рӯзадоронанд, руқуъкунандагонанд, саҷдакунандагонанд, амркунандагон ба маъруф ва манъкунандагон аз мункаранд, ва ҳофизони ҳудуди Худоянд! Ва мӯъминонро хушхабар деҳ!
- Uyghur - محمد صالح : (گۇناھلىرىدىن) تەۋبە قىلغۇچىلار، (ئىخلاس بىلەن) ئىبادەت قىلغۇچىلار، (اﷲ قا) ھەمدۇسانا ئېيتقۇچىلار، روزا تۇتقۇچىلار، رۇكۇ قىلغۇچىلار، سەجدە قىلغۇچىلار، ياخشى ئىشلارغا دەۋەت قىلىپ، يامان ئىشلاردىن توسقۇچىلار، اﷲ نىڭ بەلگىلىمىلىرىگە رىئايە قىلغۇچىلار (يەنى اﷲ نىڭ بېكىتكەن پەرزلىرىنى ئادا قىلىپ، نەھيى قىلغان ئىشلىرىدىن يانغۇچىلار ھەم ئەھلى جەننەتتۇر)؛ مۆمىنلەرگە (جەننەت بىلەن) خۇش خەۋەر بەرگىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പശ്ചാത്തപിച്ചു മടങ്ങുന്നവര്, അല്ലാഹുവെ കീഴ്വണങ്ങിക്കൊണ്ടിരിക്കുന്നവര്, അവനെ കീര്ത്തി ച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നവര്, വ്രതമനുഷ്ഠിക്കുന്നവര്, നമിക്കുകയും സാഷ്ടാംഗം പ്രണമിക്കുകയും ചെയ്യുന്നവര്, നന്മ കല്പിിക്കുകയും തിന്മ വിലക്കുകയും ചെയ്യുന്നവര്, അല്ലാഹുവിന്റെ നിയമപരിധികള് പാലിക്കുന്നവര്, ഇവരൊക്കെയാണവര്. സത്യവിശ്വാസികളെ ശുഭവാര്ത്തല അറിയിക്കുക.
- عربى - التفسير الميسر : ومن صفات هولاء المومنين الذين لهم البشاره بدخول الجنه انهم التائبون الراجعون عما كرهه الله الى ما يحبه ويرضاه الذين اخلصوا العباده لله وحده وجدوا في طاعته الذين يحمدون الله على كل ما امتحنهم به من خير او شر الصائمون الراكعون في صلاتهم الساجدون فيها الذين يامرون الناس بكل ما امر الله ورسوله به وينهونهم عن كل ما نهى الله عنه ورسوله المودون فرائض الله المنتهون الى امره ونهيه القائمون على طاعته الواقفون عند حدوده وبشر ايها النبي هولاء المومنين المتصفين بهذه الصفات برضوان الله وجنته
*108) The Arabic word (atta-i-bun) literally means "those who repent" . But in the context it occurs it implies "those who possess repentance as their permanent characteristic", that is, they repent over and over again. Moreover, the literal meaning of (taubah) is "to turn to" or "to turn back" . Therefore its explanatory translation will be "....those who turn back to Allah over and over again" . This is the first and foremost characteristic of a true Believer because even a true Believer is liable to forget the bargain he makes with Allah by which he sells his life and property to Him. As this matter does not concern his sense organs but pertains to his mind and heart, he is liable to forget that these things are not really his property but they belong to Allah. Therefore, even the true believer occasionally forgets the bargain, and behaves in a way as if he were their owner. But as soon as he becomes conscious of this transitory lapse and realizes that he had violated the terms of his agreement, he feels sorry and ashamed of his conduct and turns to his God, begs His pardon and renews the terms of the bargain with Him, and pledges his allegiance to Him after every slip of its violation. This kind of repentance alone is the guarantee that one will always come back to one's Faith: otherwise it is not possible for man because of the inherent human weaknesses, to observe strictly and deliberately the terms of the bargain without ever falling a prey to negligence and error. That is why Allah says in praise of the true Believer that ".....he turns back to Allah over and over again" and not that "he never slips into error after making the bargain of obedience and service to Him" . And this is the greatest excellence that man can accomplish. Let us now consider the wisdom of placing this characteristics first in the list of the characteristics of the true Believers. It is to admonish those who had been guilty of crimes after the profession of their Faith, They have been told in v. III that the true Believers are those who sell their lives and property to Allah. After this they are being told that if they sincerely intend to become true Believers they should first of all create in themselves this characteristic and at once turn to Allah without showing any obduracy so that they should not deviate further into error.
*109) Some commentators are of the opinion that here (Assn `ihun) means " . . . those who observe fast" . As this is not the lexical meaning of the word but only its figurative sense, which has been based on an unauthentic tradition attributed to the Holy Prophet, we are of the opinion that there is no need to depart from its lexical meanings, that is,".....move about in the land (for His sake...,... "). For here the Arabic word does not mean merely to "...move about in the land" but "move about in the land for the sake of noble and high aims, e.g. to propagate Islam, to do Jihad, to emigrate from those places where the unbelievers are in power, and to reform the people, to seek True Knowledge, to earn a lawful livelihood and the like" . This characteristic of the Believers has been especially mentioned here to reprove those who had not gone forth to Jihad, in spite of their claim that they were "Believers" . They have been admonished that a true Believer is the one who goes forth into the land to raise high His Word, and exerts his utmost to fulfil the implications of his Faith, and not the one who stays behind when he is called upon to move about in the land.
*110) That is those who "strictly observe the limits prescribed by Allah . . . . . " in regard to the Articles of the Faith, worship-morality, social behaviour, culture, economics, politics, judiciary, peace and war- in short, in all the aspects of their individual and collective lives. They neither transgress these limits in order to follow their lusts nor invent laws nor replace the Divine Law by other laws. They establish these limits and prevent their violations. Hence, the true Believers are those who not only strictly observe the limits prescribed by Allah, but also do their very best to establish them and safeguard them so as to prevent their violation to the best of their powers and capabilities.