- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُۥ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ بِٱلْقِسْطِ ۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍۢ وَعَذَابٌ أَلِيمٌۢ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إليه مرجعكم جميعا ۖ وعد الله حقا ۚ إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط ۚ والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون
- عربى - التفسير الميسر : إلى ربكم معادكم يوم القيامة جميعًا، وهذا وعد الله الحق، هو الذي يبدأ إيجاد الخلق ثم يعيده بعد الموت، فيوجده حيًا كهيئته الأولى، ليجزي مَن صَدَّق الله ورسوله، وعمل الأعمال الحسنة أحسن الجزاء بالعدل. والذين جحدوا وحدانية الله ورسالة رسوله لهم شراب من ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ويقطِّع الأمعاء، ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم وضلالهم.
- السعدى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
فلما ذكر حكمه القدري وهو التدبير العام، وحكمه الديني وهو شرعه، الذي مضمونه ومقصوده عبادته وحده لا شريك له، ذكر الحكم الجزائي، وهو مجازاته على الأعمال بعد الموت، فقال: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} أي: سيجمعكم بعد موتكم، لميقات يوم معلوم.
{إنه يبدأ الخلق ثم يعيده} فالقادر على ابتداء الخلق قادر على إعادته، والذي يرى ابتداءه بالخلق، ثم ينكر إعادته للخلق، فهو فاقد العقل منكر لأحد المثلين مع إثبات ما هو أولى منه، فهذا دليل عقلي واضح على المعاد. وقد ذكر الدليل النقلي فقال: {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا} أي: وعده صادق لا بد من إتمامه {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} بقلوبهم بما أمرهم الله بالإيمان به.
{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} بجوارحهم، من واجبات، ومستحبات، {بِالْقِسْطِ} أي: بإيمانهم وأعمالهم، جزاء قد بينه لعباده، وأخبر أنه لا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} بآيات الله وكذبوا رسل الله.
{لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ} أي: ماء حار، يشوي الوجوه، ويقطع الأمعاء. {وَعَذَابٌ أَلِيمٌ} من سائر أصناف العذاب {بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} أي: بسبب كفرهم وظلمهم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون.
- الوسيط لطنطاوي : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
ثم بين - سبحانه - أن مرجع العباد جميعا إليه ، وأنه سجازي كل إنسان بما يستحق .
فقال - تعالى - ( إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ الله حَقّاً ) .
أى : إلى الله - تعالى - وحده مرجعكم جميعا بعد الموت ليحاسبكم على أعمالكم ، وقد وعد الله بذلك وعدا صدقا ، ولن يخلف الله وعده .
قال أبو حيان : وانتصب ( وَعْدَ الله ) و ( حَقّاً ) على أنهما مصدران مؤكدان لمضمون الجملة ، والتقدير وعد الله وعداً ، فلما حذف الناصب أضاف المصدر إلى الفاعل ، وذلك كقوله " صبغة الله " و " صنع الله " والتقدير فى ( حقا ) : حق " ذلك حقا " .
وقوله : ( إِنَّهُ يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ) كالتعليل لما أفاده قوله - سبحانه - ( إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ) فإن غاية البدء والإِعادة هو الجزاء المناسب على الأعمال الدنيوية .
أى : إن شأنه - سبحانه - أن يبدأ الخلق عند تكوينه ثم يعيده إلى الحياة مرة أخرى بعد موته وفنائه .
ثم بين - سبحانه - الحكمة من الإِعادة بعد الموت الموت فقال : ( لِيَجْزِيَ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات بالقسط والذين كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ) .
والقسط - كما يقول الراغب - النصب بالعدل . يقال : قسط الرجل إذا جار وظلم .
ومنه قوله - تعالى - ( وَأَمَّا القاسطون فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) ويقال أقسط فلان إذا عدل ، ومنه قوله - تعالى - ( وأقسطوا إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين ) والحميم : الماء الذى بلغ أقصى درجات الحرارة ، قال - تعالى - ( وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ ) أي : فعل ما فعل سبحانهن من بدء الخلق وإعادتهم ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بعدله الجزاء الطيب الذى أعده لهم ، وأما الذين كفروا فيجزيهم - أيضاً - بعدله ما يستحقونه من شراب حميم يقطع أمعاءهم ، ومن عذاب مؤلم لابدانهم ، وذلك بسبب كفرهم واستحبابهم العمى على الهدى .
وقوله : ( بالقسط ) حال من فاعل ( ليجزي ) ليجزيهم ملتبسا بالقسط .
ويصح أن يكون المعنى : فعل ما فعل ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجزاء الحسن بسبب عدلهم وتمسكهم بتكاليف دينهم ، وأما الذين كفروا فلهم شراب من حميم وعذاب أليم بسبب كفرهم .
قال الجمل ما ملخصه : وقال - سبحانه - ( والذين كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ . . . ) بتغيير فى الأسلوب للمبالغة فى استحقاقهم للعقاب . وللتنبيه على أن المقصود بالذات من الإِبداء والإِعادة هو الإِثابة . والعذاب وقع بالعرض . وأنه - تعالى - يتولى إثابة المؤمنين بما يليق بلطفه وكرمه ، ولذلك لم يعينه ، وأما عقاب الكفرة فكأنه داء ساقه إليهم سوء اعتقادهم وسوء أفعالهم .
- البغوى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
( إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا ) صدقا لا خلف فيه . نصب على المصدر ، أي : وعدكم وعدا حقا ( إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ) أي : يحييهم ابتداء ثم يميتهم ثم يحييهم ، قراءة العامة : ( إنه ) بكسر الألف على الاستئناف ، وقرأ أبو جعفر " أنه " بالفتح على معنى بأنه ( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط ) بالعدل ، ( والذين كفروا لهم شراب من حميم ) ماء حار انتهى حره ، ( وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) .
- ابن كثير : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
خبر تعالى أن إليه مرجع الخلائق يوم القيامة ، لا يترك منهم أحدا حتى يعيده كما بدأه . ثم ذكر تعالى أنه كما بدأ الخلق كذلك يعيده ، ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) [ الروم : 27 ] .
( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط ) أي : بالعدل والجزاء الأوفى ، ( والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) أي : بسبب كفرهم يعذبون يوم القيامة بأنواع العقاب ، من ( سموم وحميم وظل من يحموم ) [ الواقعة : 42 ، 43 ] . ( هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج ) [ ص : 57 ، 58 ] . ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن ) [ الرحمن : 43 ، 44 ] .
- القرطبى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
قوله تعالى إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون
إليه مرجعكم جميعا رفع بالابتداء . ( جميعا ) نصب على الحال . ومعنى الرجوع إلى الله الرجوع إلى جزائه .
وعد الله حقا مصدران ; أي وعد الله ذلك وعدا وحققه حقا صدقا لا خلف فيه . وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة " وعد الله حق " على الاستئناف .
قوله تعالى إنه يبدأ الخلق أي من التراب . ثم يعيده إليه . مجاهد : ينشئه ثم يميته ثم يحييه للبعث ; أو ينشئه من الماء ثم يعيده من حال إلى حال . وقرأ يزيد بن القعقاع " أنه يبدأ الخلق " تكون ( أن ) في موضع نصب ; أي وعدكم أنه يبدأ الخلق . ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ الخلق ; كما يقال : لبيك أن الحمد والنعمة لك ; والكسر أجود . وأجاز الفراء أن تكون ( أن ) في موضع رفع فتكون اسما . قال أحمد بن يحيى : يكون التقدير حقا إبداؤه الخلق .
قوله تعالى ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط أي بالعدل .
والذين كفروا لهم شراب من حميم أي ماء حار قد انتهى حره ، والحميمة مثله . يقال : حممت الماء أحمه فهو حميم ، أي محموم ; فعيل بمعنى مفعول . وكل مسخن عند العرب فهو حميم .
وعذاب أليم أي موجع ، يخلص وجعه إلى قلوبهم بما كانوا يكفرون أي بكفرهم ، وكان معظم قريش يعترفون بأن الله خالقهم ; فاحتج عليهم بهذا فقال : من قدر على الابتداء قدر على الإعادة بعد الإفناء أو بعد تفريق الأجزاء .
- الطبرى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: إلى ربكم الذي صفته ما وصَفَ جل ثناؤه في الآية قبل هذه ، معادُكم ، أيها الناس ، يوم القيامة جميعًا. (21) ( وعد الله حقا ) ، فأخرج ( وعد الله ) مصدَّرًا من قوله: ( إليه مرجعكم ) ، لأنه فيه معنى " الوعد "، ومعناه: يعدكم الله أن يحييكم بعد مماتكم وعدًا حقًّا، فلذلك نصب (وعد الله حقا) ، ( إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ) يقول تعالى ذكره: إن ربكم يبدأ إنشاء الخلق وإحداثه وإيجاده ، ( ثم يعيده )، يقول : ثم يعيده فيوجده حيًّا كهيئته يوم ابتدأه ، بعد فنائه وبَلائِه. (22) كما:-
17548- حدثني محمد بن عمرو، قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( يبدأ الخلق ثم يعيده )، قال: يحييه ثم يميته ، قال أبو جعفر: وأحسبه أنا قال: " ثم يحييه ".
17549- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد: ( يبدأ الخلق ثم يعيده )، قال: يحييه ثم يميته، ثم يحييه.
17550- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( إنه يبدأ الخلق ثم يعيده )، : يحييه ، ثم يميته، ثم يبدؤه ، ثم يحييه.
17551- . . . . قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، بنحوه.
* * *
وقرأت قراء الأمصار ذلك: ( إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ )، بكسر الألف من (إنه) ، على الاستئناف.
* * *
وذكر عن أبي جعفر الرازي أنه قرأه ( أَنَّهُ ) بفتح الألف من ( أنه ).
* * *
، كأنه أراد: حقًّا أنه يبدأ الخلق ثم يعيده، ف " أنّ" حينئذ تكون رفعًا، كما قال الشاعر: (23)
أحَقًّــا عِبَـادَ اللـهِ أَنْ لَسْـتُ زَائِـرًا
رُبَــى جَنَّــة إِلا عَــلَيَّ رَقِيــبُ (24)
* * *
وقوله: (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط)، يقول: ثم يعيده من بعد مماته كهيئته قبل مماته عند بعثه من قبره ، ( ليجزي الذين آمنوا) ليثيب من صدّق الله ورسوله وعملوا ما أمرهم الله به من الأعمال ، واجتنبوا ما نهاهم عنه ، على أعمالهم الحسنة (25) ، (بالقسط) يقول: ليجزيهم على الحسن من أعمالهم التي عملوها في الدنيا الحسنَ من الثواب ، والصالحَ من الجزاء في الآخرة ، وذلك هو " القسط" ، و " القسط" العدلُ والإنصاف، (26) كما:-
17552- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (بالقسط) ، بالعدل.
* * *
وقوله: (والذين كفروا لهم شَرَاب من حميم)، فإنه جل ثناؤه ابتدأ الخبر عما أعدَّ الله للذين كفروا من العذاب، وفيه معنى العطف على الأول. لأنه تعالى ذكره عمَّ بالخبر عن معادِ جميعهم ، كفارهم ومؤمنيهم ، إليه. ثم أخبر أن إعادتهم ليجزي كلَّ فريق بما عمل المحسنَ منهم بالإحسان ، والمسيءَ بالإساءة. ولكن لما كان قد تقدم الخبر المستأنفُ عما أعدّ للذين كفروا من العذاب ، ما يدلُّ سامعَ ذلك على المرادِ ، ابتدأ الخبر ، والمعنيُّ العطف فقال: والذين جحدوا الله ورسولَه وكذبوا بآيات الله ، ( لهم شراب ) في جهنم (من حميم) وذلك شراب قد أُغلي واشتدّ حره ، حتى إنه فيما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليتساقطُ من أحدهم حين يدنيه منه فروةُ رأسه، وكما وصفه جل ثناؤه: كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ، [سورة الكهف: 29].
* * *
وأصله : " مفعول " صرف إلى " فعيل "، وإنما هو " محموم ": أي مسخّن، وكل مسخَّن عند العرب فهو حميم، (27)
ومنه قول المرقش:
وَكُـــلُّ يَـــوْمٍ لَهَــا مِقْطَــرَةٌ
فِيهَـــا كِبَــاءٌ مُعَــدٌّ وَحَــمِيمْ (28)
يعني ب " الحميم " ، الماء المسخَّن.
* * *
وقوله: (عَذَابٌ أَلِيمٌ)، يقول: ولهم مع ذلك عذاب موجع، (29) سوى الشراب من الحميم، بما كانوا يكفرون بالله ورسوله.
---------------------------
الهوامش :
(21) انظر تفسير " المرجع " فيما سلف 12 : 287 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(22) انظر تفسير " البدء " و " العود " فيما سلف 12 : 382 - 388 .
(23) لم أعرف قائله .
(24) في المطبوعة : " أبا حبة إلا على رقيب " ، وهو تحريف لما في المخطوطة ، وهو فيها هكذا ، غير منقوط : " رباحه " ، وصواب قراءته ما أثبت .
(25) انظر تفسير " الجزاء " فيما سلف من فهارس اللغة ( جزى ) .
(26) انظر تفسير " القسط " فيما سلف 12 : 379 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(27) انظر تفسير " حميم " فيما سلف 11 : 448 ، 449 .
(28) سلف البيت وتخريجه وشرحه 11 : 448 ، وروايته هناك : " في كل ممسي " .
(29) انظر تفسير " أليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( ألم ) .
- ابن عاشور : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
وقع أمرهم بعبادته عقب ذكر الجزاء إنذاراً وتبشيراً ، فالجملة كالدليل على وجوب عبادته ، وهي بمنزلة النتيجة الناشئة عن إثبات خلقه السماوات والأرض لأن الذي خلق مثل تلك العوالم من غير سابق وجود لا يعجزه أن يعيد بعض الموجودات الكائنة في تلك العوالم خلقاً ثانياً . ومما يشير إلى هذا قوله : { إنه يبدأ الخلق ثم يعيده } ، فبَدء الخلق هو ما سبق ذكره ، وإعادتُه هي ما أفاده قوله : { إليه مرجعكم جميعاً } ولذلك فصلت عن التي قبلها لما بينهما من شبه كمال الاتصال ، على أنها يجوز كونها خبراً آخر عن قوله : { إن ربكم } [ يونس : 3 ] ، أو عن قوله : { ذلكم الله ربكم } [ يونس : 3 ].
وقد تضمنت هذه الجملة إثبات الحشر الذي أنكروه وكذبوا النبيءَ صلى الله عليه وسلم لأجله .
وفي تقديم المجرور في قوله : { إليه مرجعكم } إفادة القصر ، أي لا إلى غيره ، قطعاً لمطامع بعضهم القائلين في آلهتهم { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] يريدون أنهم شفعاء على تسليم وقوع البعث للجزاء ، فإذا كان الرجوع إليه لا إلى غيره كان حقيقاً بالعبادة وكانت عبادة غيره باطلاً .
والمرجع : مصدر ميمي بمعنى الرجوع . وقد تقدم في قوله : { إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون } في سورة [ العقود : 105 ].
و { جميعاً } حال من ضمير المخاطبين المضاف إليه المصدر العامل فيه .
وانتصب { وعدَ الله } على المفعولية المطلقة توكيداً لمضمون الجملة المساوية له ، ويسمى موكِّداً لنفسه في اصطلاح النحاة ، لأن مضمون { إليه مرجعكم } الوعد بإرجاعهم إليه وهو مفاد وعد الله ، ويقدر له عامل محذوف لأن الجملة المؤكدة لا تصلح للعمل فيه . والتقدير : وعدَكم اللّهُ وعداً حقاً .
وانتصب { حقاً } على المفعولية المطلقة المؤكدة لمضمون جملة { وعد الله } باعتبار الفعل المحذوف . ويسمى في اصطلاح النحاة مؤكداً لغيره ، أي موكداً لأحد معنيين تحتملهما الجملة المؤكدة .
وجملة : { إنه يبدأ الخلق } واقعة موقع الدليل على وقوع البعث وإمكانه بأنه قد ابتدأ خلق الناس ، وابتداء خلقهم يدل على إمكان إعادة خلقهم بعد العدم ، وثبوت إمكانه يدفع تكذيب المشركين به ، فكان إمكانه دليلاً لقوله : { إليه مرجعكم جميعاً } ، وكان الاستدلال على إمكانه حاصلاً من تقديم التذكير ببدء خلق السماوات والأرض كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ].
وموقع ( إن ] تأكيد الخبر نظراً لإنكارهم البعث ، فحصل التأكيد من قوله : { ثم يعيده } أما كونه بدأ الخلق فلا ينكرونه .
وقرأ الجمهور { إنه يبدأ الخلق } بكسر همزة ( إنه )
. وقرأه أبو جعفر بفتح الهمزة على تقدير لام التعليل محذوفة ، أي حق وعده بالبعث لأنه يبدأ الخلق ثم يعيده فلا تعجزه الإعادة بعد الخلق الأول ، أو المصدر مفعول مطلق منصوب بما نصب به { وعْدَ الله } أي وَعَدَ الله وعداً بَدْءَ الخلق ثم إعادته فيكون بدلاً من { وعْد الله } بدلاً مطابقاً أو عطف بيان .ويجوز أن يكون المصدر المنسبك من ( أنَّ ) وما بعدها مرفوعاً بالفعل المقدر الذي انتصب ( حقاً ) بإضماره . فالتقدير : حَقَّ حقاً أنه يبدأ الخلق ، أي حق بدؤه الخلق ثم إعادته .
والتعليل بقوله : { ليجزى الذين آمنوا } الخ إبداءٌ لحكمة البعث وهي الجزاء على الأعمال المقترفة في الحياة الدنيا ، إذ لو أرسل الناس على أعمالهم بغير جزاء على الحسن والقبيح لاستوى المُحسن والمسيء ، وربما كان بعضُ المسيئين في هذه الدنيا أحسن فيها حالاً من المحسنين . فكان من الحكمة أن يلقَى كل عامل جزاء عمله . ولم يكن هذا العالم صالحاً لإظهار ذلك لأنه وُضع نظامه على قاعدة الكون والفساد ، قابلاً لوقوع ما يخالف الحق ولصرف الخيرات عن الصالحين وانهيالِها على المفسدين والعكس لأسباب وآثار هي أوفق بالحياة المقررة في هذا العالم ، فكانت الحكمة قاضية بوجود عالم آخر متمحض للكون والبقاء وموضوعاً فيه كل صنف فيما يليق به لا يعدوه إلى غيره إذ لا قبل فيه لتصرفات وتسببات تخالف الحق والاستحقاق . وقدم جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات لشرفه ولياقته بذلك العالم ، ولأنهم قد سلكوا في عالم الحياة الدنيا ما خلق الله الناس لأجله ولم يتصرفوا فيه بتغليب الفساد على الصلاح .
والباء في { بالقسط } صالحة لإفادة معنى التعدية لفعل الجزاء ومعنى العِوض . والقسط : العدل . وهو التسوية بين شيئين في صفة والجزاء بما يساوي المجْزي عليه . وتقدم في قوله : { قائماً بالقسط } في أول [ آل عمران : 18 ]. فتفيد الباء أنهم يُجزون بما يعادل أعمالهم الصالحة فيكون جزاؤهم صلاحاً هنالك وهو غاية النعيم ، وأن ذلك الجزاء مكافاة على قسطهم في أعمالهم في عَدلهم فيها بأن عملوا ما يساوي الصلاح المقصود من نظام هذا العالم .
والإجمال هنا بين معنيي الباء مفيد لتعظيم شأن جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات مع الإشارة إلى أنه جزاء مماثل لصلاح أعمالهم .
وإنما خص بذلك جزاء المؤمنين مع أن الجزاء كله عدل ، بل ربما كانت الزيادة في ثواب المؤمنين فضلاً زائداً على العدل لأمرين : أحدهما : } تأنيس المؤمنين وإكرامهم بأن جزاءهم قداستحقوه بما عملوا ، كقوله : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } [ النحل : 32 ]. ومن أعظم الكرم أن يُوهم الكريم أن ما تفضل به على المكرَم هو حقه وأن لا فضل له فيه .
الأمر الثاني : الإشارة إلى أن جزاء الكافرين دون ما يقتضيه العدل ، ففيه تفضل بضرب من التخفيف لأنهم لو جُوزوا على قدر جُرمهم لكان عذابهم أشد ، ولأجل هذا خولف الأسلوب في ذكر جزاء الذين كفروا فجاء صريحاً بما يعم أحوال العذاب بقوله : { لهم شراب من حميم وعذاب أليم } [ الأنعام : 70 ]. وخص الشراب من الحميم بالذكر من بين أنواع العذاب الأليم لأنه أكره أنواع العذاب في مألوف النفوس . { أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون }
في سورة [ الأنعام : 70 ]. والباء في قوله :
وشراب الحميم تقدم في قوله تعالى : { بما كانوا يكفرون } للعِوض .
وجملة : { والذين كفروا } إلى آخرها استئناف بياني لأنه لما ورد ذكر جزاء المؤمنين على أنه العلة لرجوع الجميع إليه ولم يذكر في العلة ما هو جزاء الجميع لا جرم يتشوف السامع إلى معرفة جزاء الكافرين فجاء الاستئناف للإعلام بذلك .
ونكتة تغيير الأسلوب حيث لم يعطف جزاء الكافرين على جزاء المؤمنين فيقال : ويَجزي الذين كفروا بعذاب الخ كما في قوله : { لينذر بأساً شديداً من لدنه ويُبشر المؤمنين } [ الكهف : 2 ] هو الإشارة إلى الاهتمام بجزاء المؤمنين الصالحين وأنه الذي يبادر بالإعلام به وأن جزاء الكافرين جدير بالإعراض عن ذكره لولا سؤال السامعين .
- إعراب القرآن : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
«إِلَيْهِ» متعلقان بالخبر المقدم المحذوف «مَرْجِعُكُمْ» مبتدأ مؤخر والكاف مضاف إليه «جَمِيعاً» حال «وَعْدَ» مفعول مطلق لفعل محذوف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «حَقًّا» مفعول مطلق لفعل محذوف «إِنَّهُ» إن واسمها والجملة تعليلية «يَبْدَؤُا الْخَلْقَ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة خبر «ثُمَّ يُعِيدُهُ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة «لِيَجْزِيَ» اللام لام التعليل ومضارع منصوب وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر باللام ومتعلقان بيعيده «الَّذِينَ» اسم موصول مفعول به «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «وَعَمِلُوا» الجملة معطوفة «الصَّالِحاتِ» مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «بِالْقِسْطِ» متعلقان بيجزي «وَالَّذِينَ» الواو استئنافية واسم موصول مبتدأ والجملة مستأنفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لَهُمْ» متعلقان بخبر مقدم «شَرابٌ» مبتدأ مؤخر والجملة خبر الذين «مِنْ حَمِيمٍ» متعلقان بصفة لشراب «وَعَذابٌ» معطوف على شراب «أَلِيمٌ» صفة «بِما» الباء حرف جر وما مصدرية «كانُوا» كان واسمها والباء وما بعدها في تأويل مصدر متعلقان بصفة ثانية لعذاب «يَكْفُرُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر
- English - Sahih International : To Him is your return all together [It is] the promise of Allah [which is] truth Indeed He begins the [process of] creation and then repeats it that He may reward those who have believed and done righteous deeds in justice But those who disbelieved will have a drink of scalding water and a painful punishment for what they used to deny
- English - Tafheem -Maududi : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ(10:4) To Him is your return. *8 This is Allah's promise that will certainly come true. Surely it is He Who brings about the creation of all and He will repeat it *9 so that He may justly reward those who believe and do righteous deeds; and that those who disbelieve may have a draught of boiling water and suffer a painful chastisement for their denying the truth. *10
- Français - Hamidullah : C'est vers Lui que vous retournerez tous c'est là la promesse d'Allah en toute vérité C'est Lui qui fait la création une première fois puis la refait en la ressuscitant afin de rétribuer en toute équité ceux qui ont cru et fait de bonnes œuvres Quant à ceux qui n'ont pas cru ils auront un breuvage d'eau bouillante et un châtiment douloureux à cause de leur mécréance
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Zu Ihm wird eure aller Rückkehr sein Das ist Allahs Versprechen in Wahrheit Er macht die Schöpfung am Anfang und wiederholt sie hierauf um es denjenigen die glauben und rechtschaffene Werke tun in Gerechtigkeit zu vergelten Für diejenigen die ungläubig sind wird es ein Getränk aus heißem Wasser und schmerzhafte Strafe geben dafür daß sie ungläubig gewesen sind
- Spanish - Cortes : Todos volveréis a Él ¡Promesa de Alá verdad Él inicia la creación y luego la repite para remunerar con equidad a quienes han creído y obrado bien En cuanto a quienes hayan sido infieles se les dará a beber agua muy caliente y sufrirán un castigo doloroso por no haber creído
- Português - El Hayek : A Ele retornareis todos A promessa de Deus é infalível Ele origina a criação e logo a faz reproduzir para recompensareqüitativamente os fiéis que praticam o bem Os incrédulos porém terão por bebida água fervente e um doloroso castigo por sua incredulidade
- Россию - Кулиев : Все вы возвратитесь к Нему согласно истинному обещанию Аллаха Он создает творение в первый раз а затем воссоздает его чтобы по справедливости вознаградить тех которые уверовали и совершали праведные деяния Тем же которые не уверовали уготованы напиток из кипятка и мучительные страдания за то что они не уверовали
- Кулиев -ас-Саади : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
Все вы возвратитесь к Нему, согласно истинному обещанию Аллаха. Он создает творение в первый раз, а затем воссоздает его, чтобы по справедливости вознаградить тех, которые уверовали и совершали праведные деяния. Тем же, которые не уверовали, уготованы напиток из кипятка и мучительные страдания за то, что они не уверовали.Аллах соберет вас после вашей смерти на ристалище предопределенного дня. Таково истинное обещание Господа, которое непременно должно исполниться, ведь Он не только может создать творения в первый раз, но и способен воссоздать их. И если человек является очевидцем того, как Аллах создает творения в первый раз, а затем отрицает возможность их воскрешения после смерти, то он лишен здравого смысла, потому что признает существование одного явления и отрицает существование другого явления, подобного первому. После приведения этого убедительного логического аргумента в пользу правдивости воскрешения Аллах подтвердил существование Последней жизни доказательством из священных текстов. Он поведал о вознаграждении, которое ожидает праведников, которые всем сердцем уверовали в то, во что приказал уверовать Аллах, и совершают обязательные и необязательные праведные деяния. Это будет справедливая награда, которую они заслужили своей верой и своими деяниями. Это будет награда, о которой Всевышний Аллах сказал: «Ни один человек не знает, какие услады для глаз сокрыты для них в воздаяние за то, что они совершали» (32:17). Что же касается безбожников, которые отказались уверовать в своего Господа и отвергли Его посланников, то для них уготовано кипящее питье, которое обжигает лица и разрывает кишки, а также другие виды мучительного наказания, которые они заслужили, исповедуя неверие и творя несправедливость. Аллах не поступал с ними несправедливо - они сами были несправедливы к себе.
- Turkish - Diyanet Isleri : Hepinizin dönüşü O'nadır Allah'ın vadi haktır O önce yaratır sonra inanıp yararlı işler yapanların ve inkar edenlerin hareketlerinin karşılığını adaletle vermek için tekrar diriltir İnkarcılara inkarlarından ötürü kızgın bir içecek ve can yakıcı azab vardır
- Italiano - Piccardo : A Lui tutti ritornerete promessa di Allah veritiera È Lui che ha iniziato la creazione e la reitera per compensare secondo giustizia coloro che credono e compiono il bene Quanto a coloro che sono stati miscredenti saranno abbeverati con acqua bollente e avranno un castigo doloroso a causa di ciò che hanno negato
- كوردى - برهان محمد أمين : گهڕانهوهی ههر ههمووتان بۆ لای ئهو زاتهیه بهڵێنی خوا ههمیشه ڕاستهو دروستهو نهگۆڕه بهڕاستی خۆی سهرهتا دروست کراوان بهدی دههێنێت و دوایش وهک خۆیان لێدهکاتهوه تا لهقیامهتدا ئهوانهی کهباوهڕیان هێناوهو کارو کردهوه چاکهکانیان ئهنجامداوهبهدادپهروهری پاداشتیان بداتهوه ئهوانهش کهبێ باوهڕ بوون خواردنهوهی لهکوڵ و سزای بهئێش و ئازاریان بۆ ئامادهیه بههۆی ئهوهی کهباوهڕیان پێ نهئهکرد
- اردو - جالندربرى : اسی کے پاس تم سب کو لوٹ کر جانا ہے۔ خدا کا وعدہ سچا ہے۔ وہی خلقت کو پہلی بار پیدا کرتا ہے۔ پھر وہی اس کو دوبارہ پیدا کرے گا تاکہ ایمان والوں اور نیک کام کرنے والوں کو انصاف کے ساتھ بدلہ دے۔ اور جو کافر ہیں ان کے لیے پینے کو نہایت گرم پانی اور درد دینے والا عذاب ہوگا کیوں کہ خدا سے انکار کرتے تھے
- Bosanski - Korkut : Njemu ćete se svi vratiti – Allahovo je istinito obećanje – On doista iz ničega stvara On će poslije to ponoviti da bi pravedno nagradio one koji budu vjerovali i dobra djela činili A one koji ne budu vjerovali čeka piće od ključale vode i patnja nesnosna zato što su nevjernici bili
- Swedish - Bernström : Till Honom skall ni alla vända tillbaka enligt Guds sanningslöfte Han inleder skapelsen och skall när tiden kommer förnya den för att rättvist belöna dem som hade tron och levde rättskaffens; men de som framhärdade i att förneka sanningen skall bjudas en dryck av skållhett vatten och de skall få utstå ett svårt lidande för sitt [envisa] förnekande
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hanya kepadaNyalah kamu semuanya akan kembali; sebagai janji yang benar daripada Allah sesungguhnya Allah menciptakan makhluk pada permulaannya kemudian mengulanginya menghidupkannya kembali sesudah berbangkit agar Dia memberi pembalasan kepada orangorang yang beriman dan yang mengerjakan amal saleh dengan adil Dan untuk orangorang kafir disediakan minuman air yang panas dan azab yang pedih disebabkan kekafiran mereka
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
(Hanya kepada-Nyalah) yaitu Allah swt. (kalian semuanya akan kembali; sebagai janji yang benar dari Allah) lafal wa'dan dan lafal haqqan keduanya merupakan mashdar yang dinashabkan oleh fi'ilnya masing-masing yang keberadaannya diperkirakan. (Sesungguhnya Allah) huruf hamzah inna dibaca kasrah karena menjadi isti'naf, sedangkan jika dibaca fatah maka memakai huruf lam yang keberadaannya diperkirakan sebelumnya (menciptakan makhluk pada permulaan) artinya Dia mulai menciptakan makhluk dengan mengadakan mereka (kemudian menghidupkannya kembali) pada hari berbangkit (agar Dia memberi pembalasan) pahala (kepada orang-orang yang beriman dan yang mengerjakan amal saleh dengan adil. Dan untuk orang-orang kafir disediakan minuman air yang panas) artinya air yang panasnya luar biasa (dan azab yang pedih) sangat menyakitkan (disebabkan kekafiran mereka) sebagai pembalasan atas kekafirannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাঁর কাছেই ফিরে যেতে হবে তোমাদের সবাইকে আল্লাহর ওয়াদা সত্য তিনিই সৃষ্টি করেন প্রথমবার আবার পুনর্বার তৈরী করবেন তাদেরকে বদলা দেয়ার জন্য যারা ঈমান এনেছে এবং নেক কাজ করেছে ইনসাফের সাথে। আর যারা কাফের হয়েছে তাদের পান করতে হবে ফুটন্ত পানি এবং ভোগ করতে হবে যন্ত্রনাদায়ক আযাব এ জন্যে যে তারা কুফরী করছিল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நீங்கள் அனைவரும் அவனிடமே மீண்டு செல்ல வேண்டியிருக்கிறது; அல்லாஹ்வின் வாக்குறுதி மெய்யானது நிச்சயமாக அவன்தான் முதல் முறையாகப் படைத்தவன்; ஈமான் கொண்டு நேர்மையான முறையில் நற்கருமங்கள் செய்தவர்களுக்கு கூலி வழங்குவதற்காக படைப்பினங்களை மீ; ண்டும் உயிர்ப்பிப்பான் யார் நிராகரித்து விட்டார்களோ அவர்களுக்கு அவர்கள் நிராகரித்த காரணத்தினால் கொதிக்கும் நீரும் நோவினைத் தரும் வேதனையும் உண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ยังพระองค์เท่านั้นคือทางกลับของพวกท่านทั้งหลาย สัญญาของอัลลอฮ์นั้นเป็นจริงเสมอแท้จริงพระองค์นั้นทรงเริ่มการสร้าง แล้วพระองค์ก็ทรงให้มันบังเกิดขึ้นอีกครั้งหนึ่ง เพื่อทรงตอบแทนบรรดาผู้ศรัทธา และผู้ประกอบความดี โดยเที่ยงธรรม ส่วนบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธานั้น พวกเขาจะได้รับเครื่องดื่มที่ร้อนจัด และการลงโทษอันเจ็บแสบ เพราะพวกเขาปฏิเสธ ไม่ยอมศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Барчангизнинг қайтишингиз Унгадир Аллоҳнинг ваъдаси ҳақдир Албатта У аввал бошда барчани Ўзи яратади Сўнгра иймон келтирган ва яхши амал қилганларни адолатла мукофотлаш учун уларни қайтарур Кофир бўлганлар эса куфр келтирганлари учун уларга қайноқ сувдан шароб ва аламли азоб бордир
- 中国语文 - Ma Jian : 你们都只归于他,真主的诺言是真实的。他确已创造了万物,而且必加以再造,以便他秉公地报酬信道而且行善者。不信道者,将因自己的不信道而饮沸水,并受痛苦的刑罚。
- Melayu - Basmeih : KepadaNyalah kembalinya kamu semua sebagai janji Allah yang benar Sesungguhnya Dia lah yang memulakan kejadian sekalian makhluk kemudian Ia mengembalikannya hidup semula sesudah matinya untuk membalas orangorang yang beriman dan beramal soleh dengan adil; dan orangorang yang kafir pula disediakan bagi mereka minuman dari air panas yang menggelegak dan azab yang tidak terperi sakitnya disebabkan mereka ingkar dan berlaku kufur
- Somali - Abduh : Xaggiisaa laydiin Celin Dhammaan Yabooha Eebena waa Xaq Eebaa Billaaba Abuurka Haddana soo Celin inuu ku Abaal mariyo kuwa Rumeeyey Xaqa oo falay Camal Fiican si Caddaalada kuwa Gaaloobayna waxaa u Sugnaaday Cabbid kulul iyo Cadaab Daran Gaalnimadoodai Darteed
- Hausa - Gumi : zuwa gare Shi makõmarku take gabã ɗaya wa'adin Allah gaskiya ne Haƙĩƙa Shi ne Yake fara halitta sa'an nan kuma Ya mayar da ita dõmin Ya sãka wa waɗanda suka yi ĩmãni kuma suka aikata ayyukan ƙwarai da ãdalci kuma waɗanda suka kãfirta sunã da abin sha daga ruwan zãfi da azãba mai raɗaɗi sabõda abin da suka kasance sunã yi na kãfirci
- Swahili - Al-Barwani : Kwake Yeye tu ndio marejeo yenu nyote Hii ni ahadi ya Mwenyezi Mungu iliyo ya kweli Hakika Yeye ndiye aliye anzisha uumbaji na kisha ataurejesha ili awalipe kwa uadilifu wale walio amini na wakatenda mema Na walio kufuru wao watapata vinywaji vinavyo chemka na adhabu chungu kwa sababu ya walivyo kuwa wakikufuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : Tek Ai do të ktheheni të gjithë ju Premtimi i Perëndisë është i vërtetë Ai krijon prej fillimit prej kurrgjëje e pastaj e kthen atë në jetën e përhershme që t’i shpërblejë me të drejtë – ata që besojnë dhe punojnë vepra të mira E për ata që nuk besojnë ka pije nga uji i vluar dhe dënim të madh për shkak se kanë mohuar
- فارسى - آیتی : بازگشت همه شما به اوست. اين به يقين وعده خداست. او مخلوقات را بيافريند. آنگاه آنان را به سوى خود بازگرداند، تا كسانى را كه ايمان آورده و كار شايسته كردهاند از روى عدل پاداش دهد. و كافران را به جزاى كفرشان شرابى است از آب جوشان و عذابى است دردآور.
- tajeki - Оятӣ : Бозгашти ҳамаи шумо ба Ӯст. Ин барҳақ ваъдаи Худост. Ӯ махлуқотро биёфаринад. Он гоҳ ононро ба сӯи худ бозгардонад, то касонеро, ки имон оварда ва кори шоиста кардаанд, аз рӯи адл мукофот диҳад. Ва кофиронро ба ҷазои куфрашон шаробест аз оби ҷушону азобест дардовар.
- Uyghur - محمد صالح : (قىيامەت كۈنى) ھەممىڭلار اﷲ نىڭ دەرگاھىغا قايتىسىلەر، اﷲ نىڭ ۋەدىسى ھەقتۇر، شۈبھىسىزكى، مەخلۇقاتنى دەسلەپتە اﷲ ياراتقان، (ئۇلارنى ھالاك قىلغاندىن كېيىن، قىيامەت كۈنى) ئىمان ئېيتقانلارنى ۋە ياخشى ئەمەل قىلغانلارنى ئادىللىق بىلەن مۇكاپاتلاش ئۈچۈن قايتا تىرىلدۈرىدۇ، كاپىرلارنىڭ بولسا، ئۆزلىرىنىڭ كۇفرى تۈپەيلىدىن، (دوزاختىكى) ئىچىملىكى قاتتىق قاينىغان سۇ بولىدۇ ھەمدە ئۇلار قاتتىق ئازابقا دۇچار بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവനിലേക്കാണ് നിങ്ങളുടെയൊക്കെ മടക്കം. ഇത് അല്ലാഹുവിന്റെ തെറ്റുപറ്റാത്ത വാഗ്ദാനമാണ്. തീര്ച്ചയായും അവനാണ് സൃഷ്ടികര്മം ആരംഭിക്കുന്നത്. പിന്നെ അതാവര്ത്തിക്കുകയും ചെയ്യുന്നു. സത്യവിശ്വാസം സ്വീകരിക്കുകയും സല്ക്കര്മങ്ങള് പ്രവര്ത്തിക്കുകയും ചെയ്യുന്നവര്ക്ക് ന്യായമായ പ്രതിഫലം നല്കാനാണിത്. എന്നാല് സത്യനിഷേധികള്ക്ക് തിളച്ചുമറിയുന്ന പാനീയമാണുണ്ടാവുക. നോവേറിയ ശിക്ഷയും. അവര് സത്യത്തെ നിഷേധിച്ചുകൊണ്ടിരുന്നതിനാലാണിത്.
- عربى - التفسير الميسر : الى ربكم معادكم يوم القيامه جميعا وهذا وعد الله الحق هو الذي يبدا ايجاد الخلق ثم يعيده بعد الموت فيوجده حيا كهيئته الاولى ليجزي من صدق الله ورسوله وعمل الاعمال الحسنه احسن الجزاء بالعدل والذين جحدوا وحدانيه الله ورساله رسوله لهم شراب من ماء شديد الحراره يشوي الوجوه ويقطع الامعاء ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم وضلالهم
*8). The Prophet's teachings comprise two fundamental doctrines: (i) that God alone is man's Lord and hence man should worship Him, and (ii) that man is bound to return to his Lord in the Next Life wherein he will be made to render an account to his Lord. This particular verse focuses on the second of these two doctrines.
*9). This Qur'anic statement combines the enunciation of a basic doctrine with its supporting argument. The doctrine that is being enunciated here is that God will resurrect man. This is supported by the argument that it is God Who brought about the creation in the first place. All those who believe that the original creation was an act of God can neither consider it impossible nor
*10). The present verse sets forth the rationale of resurrection. The preceding verses had conclusively established that resurrection is possible, that there is no reasonable ground to dub it as a far-fetched idea. Drawing upon the above, the verse under consideration points out that the requirements of justice and reason can only be fulfilled by resurrection, and that this calls for a repetition of the original act of creation by God.
The point that is being made here is that those who accept God as their One and the Only Lord and truly live in service and devotion to Him deserve to be fully rewarded for their righteous conduct. Likewise, those who reject the truth and act according to their own whim deserve to be duly punished for their unrighteous conduct. The present life is so constituted that reward and punishment are not being meted out and cannot be meted out in the manner described above. This is a plain fact, and one which is evident to all except those who are obstinate, This being the case, reason and justice demand fresh creation in order that such reward and punishment be meted out. (For further