- عربي - نصوص الآيات عثماني : هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍۢ يَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ۚ ما خلق الله ذلك إلا بالحق ۚ يفصل الآيات لقوم يعلمون
- عربى - التفسير الميسر : الله هو الذي جعل الشمس ضياء، وجعل القمر نورًا، وقدَّر القمر منازل، فبالشمس تعرف الأيام، وبالقمر تعرف الشهور والأعوام، ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة، ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه، يبيِّن الحجج والأدلة لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق.
- السعدى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
تفسير الآيتين 5 و6 :ـ
لما قرر ربوبيته وإلهيته، ذكر الأدلة العقلية الأفقية الدالة على ذلك وعلى كماله، في أسمائه وصفاته، من الشمس والقمر، والسماوات والأرض وجميع ما خلق فيهما من سائر أصناف المخلوقات، وأخبر أنها آيات {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} و {لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}
فإن العلم يهدي إلى معرفة الدلالة فيها، وكيفية استنباط الدليل على أقرب وجه، والتقوى تحدث في القلب الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، الناشئين عن الأدلة والبراهين، وعن العلم واليقين.
وحاصل ذلك أن مجرد خلق هذه المخلوقات بهذه الصفة، دال على كمال قدرة الله تعالى، وعلمه، وحياته، وقيوميته، وما فيها من الأحكام والإتقان والإبداع والحسن، دال على كمال حكمة الله، وحسن خلقه وسعة علمه. وما فيها من أنواع المنافع والمصالح ـ كجعل الشمس ضياء، والقمر نورا، يحصل بهما من النفع الضروري وغيره ما يحصل ـ يدل ذلك على رحمة الله تعالى واعتنائه بعباده وسعة بره وإحسانه، وما فيها من التخصيصات دال على مشيئة الله وإرادته النافذة.
وذلك دال على أنه وحده المعبود والمحبوب المحمود، ذو الجلال والإكرام والأوصاف العظام، الذي لا تنبغي الرغبة والرهبة إلا إليه، ولا يصرف خالص الدعاء إلا له، لا لغيره من المخلوقات المربوبات، المفتقرات إلى الله في جميع شئونها.
وفي هذه الآيات الحث والترغيب على التفكر في مخلوقات الله، والنظر فيها بعين الاعتبار، فإن بذلك تنفتح البصيرة، ويزداد الإيمان والعقل، وتقوى القريحة، وفي إهمال ذلك، تهاون بما أمر الله به، وإغلاق لزيادة الإيمان، وجمود للذهن والقريحة.
- الوسيط لطنطاوي : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
وبعد أن بين - سبحانه - جانبا من مظاهر قدرته فى خلق السموات والأرض ، أتبع ذلك بذكر مظاهر أخرى لقدرته ، تتمثل فى خلق الشمس والقمر والليل والنهار فقال - تعالى - :
( هُوَ الذي جَعَلَ الشمس . . . ) .
ففى هاتين الآيتين - كما يقول الآلوسى - تنبيه على الاستدلال على وجوده - تعالى - ووجدته وعلمه وقدرته وحكمته . بآثار صنيعه فى النير بعد التنبيه على الاستدلال بما مر وبيان لبعض أفراد التدبير الذى أشير إليه إشارة إجمالية ، وإرشاد إلى أنه - سبحانه - حين دبر أمورهم المتعلقة بمعاشهم هذا التدبير البديع . فلأن يدبر مصالحهم المتعلقة بمعادهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب أولى وأحرى .
وقوله ( جعل ) يجوز أن يكون بمعنى أنشأ وأبدع ، فيكون لفظ ( ضياء ) حال من المفعول ، ويجوز أن يكون بمعنى صير فيكون اللفظ المذكور مفعولا ثانيا .
وقوله ( ضياء ) جمع ضوء كسوط وسياط ، وحياض ، وقيل هو مصدر ضاء يضوء ضياء كقام يقوم قياما ، وصام يصوم صياما ، وعلى كلا الوجهين فالكلام على حذف مضاف .
والمعنى : الله - تعالى - وحده هو الذى جعل لكم الشمس ذات ضياء ، وجعل لكم القمر ذا نور ، لكي تنتفعوا بهما فى مختلف شئونكم .
قال الجمل : " وخص الشمس بالضياء لأنه أقوى وأكمل من النور ، وخص القمر بالنور لأنه أضعف من الضياء ولأنهما إذا تساويا لم يعرف الليل من النهار ، فدل ذلك على أن الضياء المختص بالشمس أكمل وأقوى من النور المختص بالقمر " .
هذا دليل ، ومما يدل على التفرقة بين الشمس والقمر فى نورهما قوله - تعالى - : ( وَجَعَلَ القمر فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشمس سِرَاجاً ) وقوله - سبحانه - : ( تَبَارَكَ الذي جَعَلَ فى السمآء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً ) وقوله : ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) معطوف على ما قبله .
والتقدير : جعل الشيء أو الأشياء على مقادير مخصوصة فى الزمان أو المكان أو غيرهما قال - تعالى - : ( والله يُقَدِّرُ الليل والنهار ) المنازل : جمع منزل ، وهى أماكن النزول ، وهى - كما يقول بعضهم - ثمانية وعشرون منزلا ، وتنقسم إلى اثني عشر برجا وهى : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت ، لكل برج منها منزلان وثلث منزل ، وينزل القمر فى كل ليلة منزلا منها إلى انقضاء ثمانية وعشرين .
ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما ، ويستتر ليلة واحدة إن كان الشهر تسعة وعشرين يوما .
والضمير فى قوله : ( قدرناه ) يعود إلى القمر ، كما فى قوله - تعالى - : ( والقمر قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حتى عَادَ كالعرجون القديم ) أي : والله - تعالى - هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا ، وقدر للقمر منازل ينزل فيها فى كل ليلة على هيئة خاصة ، وطريقة بديعة تدل على قدرة الله وحكمته .
قالوا : وكانت عودة الضمير إلى القمر وحده ، لسرعة سيره بالنسبة إلى الشمس : ولأن منازله معلومة محسوسة ، ولأنه العمدة فى تواريخ العرب ، ولأن أحكام الشرع منوطة به فى الأغلب .
وجوز بعضهم أن يكون الضمير للشمس والقمر معا ، أى : وقدر لهما منازل ، أو قدر لسيرهما منازل لا يجاوزانها فى السير ، ولا يتعدى أحدهما على الآخر كما قال - تعالى - : ( لاَ الشمس يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القمر وَلاَ الليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) وإنما وحد الضمير للإيجاز كما فى قوله - تعالى - : ( والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ) وقوله : ( وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين والحساب ) بيان للحكمة من الخلق والتقدير .
أي : جعل - سبحانه - الشمس ضياء ، والقمر نورا ، وقدره منازل ، لتعلموا عدد السنين التى يفيدكم علمها فى مصالحكم الدينية والدنيوية ولتعلموا الحساب بالأوقات من الأشهر والأيام لضبط عباداتكم ومعاملاتكم .
قال الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : يخبر الله - تعالى - عما خلق من الآيات الدالة على كمال قدرته ، وعظيم سلطانه ، أنه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس ضياء ، وجعل شعاع القمر نورا ، هذا فن وهذا فن آخر ، ففاوت بينهما لئلا يشتبها ، وجعل سلطان الشمس بالنهار وسلطان القمر بالليل ، وقدر القمر منازل ، فأول ما يبدو القمر يكون صغيرا ثم يتزايد نوره وجرمه حتى يستوسق ويكمل إبداره ، ثم يشرع فى النقص حتى يرجع إلى حالته الأولى . فبالشمس تعرف الأيام ، ويسير القمر تعرف الشهور والأعوام .
واسم الإِشارة فى قوله ( مَا خَلَقَ الله ذلك إِلاَّ بالحق ) يعود إلى المذكور من جعل الشمس ضياء والقمر نورا وتقديره منازل .
أي : ما خلق الله ذلك الذى ذكره لكم إلا خلقا ملتبسا بالحق ، ومقترنا بالحكمة البالغة التى تقتضيها مصالحكم .
وقوله : ( يُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) استئناف مسوق لبيان المنتفعين بهذه الدلائل الدالة على قدرة الله ووحدانيته ورحمته بعباده .
أى : يفصل - سبحانه - ويوضح البراهين الدالة على قدرته لقوم يعلمون الحق ، فيستجيبون له ، ويكثرون من طاعة الله وشكره على ما خلق وأنعم .
- البغوى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
( هو الذي جعل الشمس ضياء ) بالنهار ، ( والقمر نورا ) بالليل . وقيل : جعل الشمس ذات ضياء ، والقمر ذا نور ، ( وقدره منازل ) أي : قدر له ، يعني : هيأ له منازل لا يجاوزها ولا يقصر دونها ، ولم يقل : قدرهما .
قيل : تقدير المنازل ينصرف إليهما غير أنه اكتفى بذكر أحدهما ، كما قال : " والله ورسوله أحق أن يرضوه " ( التوبة - 62 ) .
وقيل : هو ينصرف إلى القمر خاصة لأن القمر يعرف به انقضاء الشهور والسنين ، لا بالشمس .
ومنازل القمر ثمانية وعشرون منزلا وأسماؤها : الشرطين ، والبطين ، والثرياء ، والدبران ، والهقعة ، والهنعة ، والذراع ، والنسر ، والطوف ، والجبهة ، والزبرة ، والصرفة ، والعواء ، والسماك ، والغفر ، والزباني ، والإكليل ، والقلب ، والشولة ، والنعايم ، والبلدة ، وسعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السعود ، وسعد الأخبية ، وفرع الدلو المقدم ، وفرع الدلو المؤخر ، وبطن الحوت .
وهذه المنازل مقسومة على البروج ، وهي اثنا عشر برجا : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت . ولكل برج منزلان وثلث منزل ، فينزل القمر كل ليلة منزلا منها ، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين ، وإن كان تسعا وعشرين فليلة واحدة ، فيكون تلك المنازل ويكون مقام الشمس في كل منزلة ثلاثة عشر يوما ، فيكون انقضاء السنة مع انقضائها .
قوله تعالى : ( لتعلموا عدد السنين ) أي : قدر المنازل " لتعلموا عدد السنين " دخولها وانقضاءها ، ( والحساب ) يعني : حساب الشهور والأيام والساعات . ( ما خلق الله ذلك ) رده إلى الخلق والتقدير ، ولو رده إلى الأعيان المذكورة لقال : تلك . ( إلا بالحق ) أي : لم يخلقه باطلا بل إظهارا لصنعه ودلالة على قدرته . ( يفصل الآيات لقوم يعلمون ) قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص ويعقوب : " يفصل " بالياء ، لقوله : " ما خلق " وقرأ الباقون : " نفصل " بالنون على التعظيم .
- ابن كثير : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
يخبر تعالى عما خلق من الآيات الدالة على كمال قدرته ، وعظيم سلطانه ، وأنه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس ضياء وشعاع القمر نورا ، هذا فن وهذا فن آخر ، ففاوت بينهما لئلا يشتبها ، وجعل سلطان الشمس بالنهار ، وسلطان القمر بالليل ، وقدر القمر منازل ، فأول ما يبدو صغيرا ، ثم يتزايد نوره وجرمه ، حتى يستوسق ويكمل إبداره ، ثم يشرع في النقص حتى يرجع إلى حاله الأول في تمام شهر ، كما قال تعالى : ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) [ يس : 39 ، 40 ] . وقال : ( والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ الأنعام : 96 ] .
وقال في هذه الآية الكريمة : ( وقدره ) أي : القمر ( وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) فبالشمس تعرف الأيام ، وبسير القمر تعرف الشهور والأعوام .
( ما خلق الله ذلك إلا بالحق ) أي : لم يخلقه عبثا بل له حكمة عظيمة في ذلك ، وحجة بالغة ، كما قال تعالى : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ) . وقال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) [ المؤمنون : 115 ، 116 ] .
وقوله : ( نفصل الآيات ) أي : نبين الحجج والأدلة ( لقوم يعلمون )
- القرطبى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
قوله تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون
قوله تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء مفعولان ، أي مضيئة ، ولم يؤنث لأنه مصدر ; أو ذات ضياء
والقمر نورا عطف ، أي منيرا ، أو ذا نور ، فالضياء ما يضيء الأشياء ، والنور ما يبين فيخفى ؛ لأنه من النار من أصل واحد . والضياء جمع ضوء ; كالسياط والحياض جمع سوط وحوض . وقرأ قنبل عن ابن كثير " ضئاء " بهمز الياء ولا وجه له ؛ لأن ياءه كانت واوا مفتوحة وهي عين الفعل ، أصلها ضواء فقلبت وجعلت ياء كما جعلت في الصيام والقيام . قال المهدوي : ومن قرأ ضئاء بالهمز فهو مقلوب ، قدمت الهمزة التي بعد الألف فصارت قبل الألف فصار ضئايا ، ثم قلبت الياء همزة لوقوعها بعد ألف زائدة . وكذلك إن قدرت أن الياء حين تأخرت رجعت إلى الواو التي انقلبت عنها فإنها تقلب همزة أيضا فوزنه فلاع مقلوب من فعال . ويقال : إن الشمس والقمر تضيء وجوههما لأهل السماوات السبع وظهورهما لأهل الأرضين السبع .
قوله تعالى وقدره منازل أي ذا منازل ، أو قدر له منازل . ثم قيل : المعنى وقدرهما ، فوحد إيجازا واختصارا ; كما قال : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها . وكما قال :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
وقيل : إن الإخبار عن القمر وحده ; إذ به تحصى الشهور التي عليها العمل في المعاملات ونحوها ، كما تقدم في " البقرة " . وفي سورة يس : والقمر قدرناه منازل أي على عدد الشهر ، وهو ثمانية وعشرون منزلا . ويومان للنقصان والمحاق ، وهناك يأتي بيانه .
لتعلموا عدد السنين والحساب قال ابن عباس : لو جعل شمسين ، شمسا بالنهار وشمسا بالليل ليس فيهما ظلمة ولا ليل ، لم يعلم عدد السنين وحساب الشهور . وواحد السنين سنة ، ومن العرب من يقول : سنوات في الجمع ومنهم من يقول : سنهات . والتصغير سنية وسنيهة .
قوله تعالى ما خلق الله ذلك إلا بالحق أي ما أراد الله عز وجل بخلق ذلك إلا الحكمة والصواب ، وإظهارا لصنعته وحكمته ، ودلالة على قدرته وعلمه ، ولتجزى كل نفس بما كسبت ; فهذا هو الحق .
قوله تعالى يفصل الآيات لقوم يعلمون تفصيل الآيات تبيينها ليستدل بها على قدرته تعالى ، لاختصاص الليل بظلامه والنهار بضيائه من غير استحقاق لهما ولا إيجاب ; فيكون هذا لهم دليلا على أن ذلك بإرادة مريد . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب يفصل بالياء ، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ; لقوله من قبله : ما خلق الله ذلك إلا بالحق وبعده وما خلق الله في السماوات والأرض فيكون متبعا له . وقرأ ابن السميقع " تفصل " بضم التاء وفتح الصاد على الفعل المجهول ، و " الآيات رفعا . الباقون " نفصل " بالنون على التعظيم .
- الطبرى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض ، (هو الذي جعل الشمس ضياء)، بالنهار ، (والقمر نورًا) بالليل. ومعنى ذلك: هو الذي أضاء الشمسَ وأنار القمر ، (وقدّره منازل) ، يقول: قضاه فسوّاه منازلَ ، لا يجاوزها ولا يقصر دُونها ، على حالٍ واحدةٍ أبدًا. (30)
* * *
وقال: (وقدّره منازل) ، فوحّده، وقد ذكر " الشمس " و " القمر " ، فإن في ذلك وجهين:
أحدهما : أن تكون " الهاء " في قوله: (وقدره) للقمر خاصة، لأن بالأهلة يُعرف انقضاءُ الشهور والسنين ، لا بالشمس.
والآخر: أن يكون اكتفي بذكر أحدهما عن الآخر، كما قال في موضع آخر: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ، [سورة التوبة: 62] ، وكما قال الشاعر: (31)
رَمَـانِي بِـأَمْرٍ كُـنْتُ مِنْـهُ وَوَالِـدِي
بَرِيًّـا, وَمِـنْ جُـولِ الطَّـوِيِّ رَمَانِي (32)
* * *
وقوله: (لتعلموا عدد السنين والحساب)، يقول: وقدّر ذلك منازل ، (لتعلموا) ، أنتم أيها الناس ، ( عدد السنين)، دخول ما يدخل منها، أو انقضاءَ ما يستقبل منها ، وحسابها ، يقول: وحساب أوقات السنين ، وعدد أيامها، وحساب ساعات أيامها ، (مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ)، يقول جل ثناؤه: لم يخلق الله الشمس والقمر ومنازلهما إلا بالحق. يقول الحق تعالى ذكره: خلقت ذلك كله بحقٍّ وحدي، بغير عون ولا شريك ، (يفصل الآيات) يقول: يبين الحجج والأدلة (33) ، (لقوم يعلمون) ، إذا تدبروها، حقيقةَ وحدانية الله وصحةَ ما يدعوهم إليه محمد صلى الله عليه وسلم ، من خلع الأنداد ، والبراءة من الأوثان.
---------------------
الهوامش :
(30) انظر تفسير " التقدير " فيما سلف 11 : 560 .
(31) هو ابن أحمر ، أو : الأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي .
(32) معاني القرآن للفراء 1 : 458 ، اللسان ( جول ) ، وغيرهما . وكانت بينه وبين رجل حكومة في بئر ، فقال خصمه : " إنه لص ابن لص " ، فقال هذا الشعر ، وبعده :
دَعَـانِي لِصًّـا فِي لُصُوصٍ , ومَا دَعَا
بِهَـا وَالِـدِي فِيمَـا مَضَـى رَجُـلاَن
ورواية البيت على الصواب : " ومن أجل الطوى " ، و " الطوى " : البئر . و " الجول " و " الجال " ناحية من نواحي البئر إلى أعلاها من أسفلها .
(33) انظر تفسير " التفصيل " فيما سلف : 14 : 152 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
، وتفسير "الآية " فيما سلف من فهارس اللغة (أيي)
- ابن عاشور : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
هذا استئناف ابتدائي أيضاً ، فضمير ( هو ) عائد إلى اسم الجلالة في قوله : { إن ربكم الله } [ يونس : 3 ]. وهذا استدلال آخر على انفراده تعالى بالتصرف في المخلوقات ، وهذا لون آخر من الاستدلال على الإلهية ممزوج بالامتنان على المحجوجين به لأن الدليل السابق كان متضمناً لِعظيم أمر الخلق وسعة العلم والقدرة بذكر أشياء ليس للمخاطبين حظ في التمتع بها . وهذا الدليل قد تضمن أشياء يأخذ المخاطبون بحظ عظيم من التمتع بها وهو خلق الشمس والقمر على صورتهما وتقدير تنقلاتهما تقديراً مضبوطاً ألهم الله البشر للانتفاع به في شؤون كثيرة من شؤون حياتهم .
فجَعْلُ الشمسسِ ضياء لانتفاع الناس بضيائها في مشاهدة ما تهمهم مشاهدته بما به قوام أعمال حياتهم في أوقات أشغالهم . وجَعْل القمر نوراً للانتفاع بنوره انتفاعاً مناسباً للحاجة التي قد تعرض إلى طلب رؤية الأشياء في وقت الظلمة وهو الليل . ولذلك جُعل نوره أضعف ليُنتفع به بقدر ضرورة المنتفع ، فمن لم يضطرَّ إلى الانتفاع به لا يشعرُ بنوره ولا يصرفه ذلك عن سكونه الذي جُعل ظلام الليل لحصوله ، ولو جعلت الشمس دائمة الظهور للناس لاستووا في استدامة الانتفاع بضيائها فيشغلهم ذلك عن السكون الذي يستجدون به ما فتر من قواهم العصبية التي بها نشاطُهم وكمالُ حياتهم .
والضياء : النور الساطع القوي ، لأنه يضيء للرائي . وهو اسم مشتق من الضوء ، وهو النور الذي يوضح الأشياء ، فالضياء أقوى من الضوء . ويَاء ( ضياء ) منقلبة عن الواو لوقوع الواو إثر كَسرة الضاد فقلبت ياء للتخفيف .
والنور : الشعاع ، وهو مشتق من اسم النار ، وهو أعم من الضياء ، يصدق على الشعاع الضعيف والشعاع القوي ، فضياء الشمس نور ، ونور القمر ليس بضياء . هذا هو الأصل في إطلاق هذه الأسماء ، ولكن يكثر في كلام العرب إطلاق بعض هذه الكلمات في موضع بعض آخر بحيث يَعسر انضباطه . ولما جعل النور في مقابلة الضياء تعين أن المراد به نورٌ مَّا .
وقوله : { ضياء } و { نوراً } حالان مشيران إلى الحكمة والنعمة في خلقهما . والتقدير : جعل الأشياء على مِقدار عنْد صُنعها .
والضمير المنصوب في ( قَدَّره ) : إما عائد إلى النور فتكون المنازل بمعنى المراتب ، وهي مراتب نور القمر في القوة والضعف التابعة لما يظهر للناس نيراً من كُرة القمر ، كما في قوله تعالى : { والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعُرجون القديم } [ يس : 39 ]. أي حتى نقص نوره ليلةً بعد ليلة فعاد كالعرجون البالي . ويكون { منازل } في موضع الحال من الضمير المنصوب في { قدَّره } فهو ظرف مستقر ، أي تقديراً على حسب المنازل ، فالنور في كل منزلة لَه قدَر غير قدره الذي في منزلة أخرى . وإما عائد إلى ( القمر ) على تقدير مضاف ، أي وقدر سيره ، فتكون { منازل } منصوباً على الظرفية .
والمنازل : جمع منزل؛ وهو مكان النزول . والمراد بها هنا المواقع التي يظهر القمر في جهتها كل ليلة من الشهر . وهي ثمان وعشرون منزلة على عدد ليَالي الشهر القمري . وإطلاق اسم المنازل عليها مجاز بالمشابهة وإنما هي سُمُوت يلوح للناس القمرُ كل ليلة في سَمْت منها ، كأنه ينزل بها . وقد رَصدها البشر فوجدوها لا تختلف .
وعلم المهتدون منهم أنها ما وجدت على ذلك النظام إلا بصنع الخالق الحكيم .
وهذه المنازل أماراتها أنجم مجتمعة على شكل لا يختلف ، فوضع العلماء السابقون لها أسماء . وهذه أسماؤها في العربية على ترتيبها في الطلوع عند الفجر في فصُول السنة . والعرب يبْتدئون ذِكرها بالشَرَطَاننِ وهكذا ، وذلك باعتبار حلول القمر كل ليلة في سمت منزلة من هذه المنازل ، فأول ليلة من ليالي الهلال للشَّرَطان وهكذا . وهذه أسماؤها مرتبة على حسب تقسيمها على فصول السنة الشمسية . وهي : العَوَّاء ، السِّمَاك الاعْزل ، الغَفْر ، الزُّبَاني ، الإكليل ، القَلْب ، الشَّوْلَةَ ، النَعَائم ، البَلْدَة ، سَعْد الذَّابححٍ ، سَعْدُ بَلَع ، سَعْد السُّعود ، سَعْد الأخْبِيَة ، الفَرْغ الأعلى ، الفَرْغ الأسفل ، الحُوت ، الشَّرَطَاننِ ، البُطَيْن ، الثُّرَيَّا ، الدَّبَران ، الهَقْعَة ، الهَنْعَة ، ذِرَاع الأسَد ، النَّشْرَة ، الطَّرْف ، الجَبْهَة ، الزُّبْرَة ، الصَّرْفَة .
وهذه المنازل منقسمة على البروج الاثني عشر التي تحل فيها الشمس في فصول السنة ، فلكل برج من الاثني عشر بُرجاً مَنزلتان وثُلُث ، وهذا ضابط لمعرفة نجومها ولا علاقة له باعتبارها مَنازل للقمر .
وقد أنبأنا الله بعلة تقديره القمر منازل بأنها معرفة الناس عدد السنين والحساب ، أي عدد السنين بحصول كل سنة باجتماع اثني عشر .
والحساب : مصدر حسب بمعنى عد . وهو معطوف على { عدد } ، أي ولتعلموا الحساب . وتعريفه للعهد ، أي والحساب المعروف . والمراد به حساب الأيام والأشهر لأن حساب السنين قد ذكر بخصوصه . ولما اقتصر في هذه الآية على معرفة عدد السنين تعين أن المراد بالحساب حساب القمر ، لأن السنة الشرعية قمرية ، ولأن ضمير { قدره } عائد على { القمر } وإن كان للشمس حساب آخر وهو حساب الفصول . وقد تقدم في قوله تعالى : { والشمس والقمر حسبانا } [ الأنعام : 96 ].
فمن معرفة الليالي تعرف الأشهر ، ومن معرفة الأشهر تعرف السنة . وفي ذلك رفق بالناس في ضبط أمورهم وأسفارهم ومعاملات أموالهم وهو أصل الحضارة . وفي هذه الآية إشارة إلى أن معرفة ضبط التاريخ نعمة أنعم الله بها على البشر .
وجملة : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق } مستأنفة كالنتيجة للجملة السابقة كلها لأنه لما أخبر بأنه الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وذكر حكمة بعض ذلك أفضى إلى الغرض من ذكره وهو التنبيه إلى ما فيها من الحكمة ليستدل بذلك على أن خالقهما فاعل مختار حكيم ليستفيق المشركون من غفلتهم عن تلك الحكم ، كما قال تعالى في هذه السورة [ 7 ] { والذين هم عن آياتنا غافلون . } والباء للملابسة . و ( الحق ) هنا مقابل للباطل .
فهو بمعنى الحكمة والفائدة ، لأن الباطل من إطلاقاته أن يطلق على العبث وانتفاء الحكمة فكذلك الحق يطلق على مقابل ذلك . وفي هذا رد على المشركين الذين لم يَهتدوا لما في ذلك من الحكمة الدالة على الوحدانية وأن الخالق لها ليس آلهتَهم . قال تعالى : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا } [ ص : 27 ]. وقال : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين مَا خلقناهما إلا بالحق ولكنَّ أكثرهم لا يعلمون } [ الدخان : 38 39 ].
ولذلك أعقب هذا التنبيه بجملة { نُفصّل الآيات لقوم يعلمون } ، فهذه الجملة مستأنفة ابتدائية مسوقة للامتنان بالنعمة ، ولتسجيل المؤاخذة على الذين لم يهتدوا بهذه الدلائل إلى ما تحتوي عليه من البيان . ويجوز أن تكون الجملة في موضع الحال من اسم الجلالة في قوله : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }. فعلى قراءة نفصل بالنون وهي لنافع والجمهور ورواية عن ابن كثير ففي ضمير صاحب الحال التفات ، وعلى قراءة { يفصل } بالتحتية وهي لابن كثير في المشهور عنه وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب أمرها ظاهر .
والتفصيل : التبيين ، لأن التبيين يأتي على فصول الشيء كلها . وقد تقدم عند قوله تعالى : { وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } في سورة [ الأنعام : 55 ]. والإتيان بالفعل المضارع لإفادة التكرار .
وجعل التفصيل لأجل قوم يعلمون ، أي الذين من شأنهم العلم لما يؤذن به المضارع من تجدد العِلم ، وإنما يتجدد لمن هو ديدنه ودَأبه ، فإن العلماء أهل العقول الراجحة هم أهل الانتفاع بالأدلة والبراهين .
وذكر لفظ ( قوم ) إيماء إلى أنهم رسخ فيهم وصف العلم ، فكان من مقومات قوميتهم كما تقدم في قوله : { لآيات لقوم يعقلون } في سورة [ البقرة : 164 ]. وفي هذا تعريض بأن الذين لم ينتفعوا بتفصيل الآيات ليسوا من الذين يعلمون ولا ممن رسخ فيهم العلم .
- إعراب القرآن : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
«هُوَ» مبتدأ «الَّذِي» اسم موصول خبر والجملة مستأنفة «جَعَلَ الشَّمْسَ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة صلة «ضِياءً» مفعول به ثان «وَالْقَمَرَ نُوراً» معطوف على الشمس «وَقَدَّرَهُ» الواو عاطفة وماض ومفعوله الأول وفاعله مستتر والجملة معطوفة «مَنازِلَ» مفعول به ثان «لِتَعْلَمُوا» اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل واللام وما بعدها متعلقان بجعل «عَدَدَ» مفعول به «السِّنِينَ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «وَالْحِسابَ» معطوف على السنين «ما» نافية «خَلَقَ اللَّهُ» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «ذلِكَ» اسم إشارة مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب «إِلَّا» أداة حصر «بِالْحَقِّ» متعلقان بحال محذوفة «يُفَصِّلُ» مضارع فاعله مستتر «الْآياتِ» مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة مستأنفة «لِقَوْمٍ» متعلقان بيفصل «يَعْلَمُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة لقوم
- English - Sahih International : It is He who made the sun a shining light and the moon a derived light and determined for it phases - that you may know the number of years and account [of time] Allah has not created this except in truth He details the signs for a people who know
- English - Tafheem -Maududi : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(10:5) He it is Who gave the sun radiance and the moon light, and determined the stages (for the waxing and waning of the moon) that you may learn the calculation of years and the reckoning of time. Allah has created all this with a rightful purpose (rather than out of play). He expounds His signs for the people who know.
- Français - Hamidullah : C'est Lui qui a fait du soleil une clarté et de la lune une lumière et Il en a déterminé les phases afin que vous sachiez le nombre des années et le calcul du temps Allah n'a créé cela qu'en toute vérité Il expose les signes pour les gens doués de savoir
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er ist es Der die Sonne zu einer Leuchte und den Mond zu einem Licht gemacht und ihm Himmelspunkte zugemessen hat damit ihr die Zahl der Jahre und die Zeitrechnung wißt Allah hat dies ja nur in Wahrheit erschaffen Er legt die Zeichen ausführlich dar für Leute die Bescheid wissen
- Spanish - Cortes : Él es Quien ha hecho del sol claridad y de la luna luz Quien ha determinado las fases de ésta para que sepáis el número de años y el cómputo Alá no ha creado esto sino con un fin Él explica los signos a gente que sabe
- Português - El Hayek : Ele foi Quem originou o sol iluminador e a lua refletidora e determinou as estações do ano para que saibais o númerodos anos e seus cômputos Deus não criou isto senão com prudência; ele elucida os versículos aos sensatos
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто даровал солнцу сияние а луне - свет Он установил для нее фазы чтобы вы могли вести летосчисление и знали счет Все это Аллах сотворил только ради истины Он разъясняет Свои знамения для людей знающих
- Кулиев -ас-Саади : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
Он - Тот, Кто даровал солнцу сияние, а луне - свет. Он установил для нее фазы, чтобы вы могли вести летосчисление и знали счет. Все это Аллах сотворил только ради истины. Он разъясняет Свои знамения для людей знающих.- Turkish - Diyanet Isleri : Güneşi ışıklı ve ayı nurlu yapan; yılların sayısını ve hesabı bilmeniz için aya konak yerleri düzenleyen O'dur Allah bunları ancak gerçeğe göre yaratmıştır; bilen millete ayetleri uzun uzadıya açıklıyor
- Italiano - Piccardo : È Lui che ha fatto del sole uno splendore e della luna una luce ed ha stabilito le sue fasi perché possiate conoscere il numero degli anni e il computo Allah non creò tutto ciò se non in verità Egli estrinseca i Suoi segni per la gente che conosce
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا ئهو زاتهیهکهخۆری کردووهبهسهرچاوهی تیشک و ڕووناکیهکی پرشنگدار مانگیشی کردووه بهسهرچاوهی ڕووناکی چهندهها جێگهی ههڵهاتن و ئاوابوونیشی بۆ دیاری کردووه جگه لهوهی ههرشهوه بهشێوهیهک خۆی دهنوێنێت تا بزانن و بیکهنه بنهمای ساڵژمێری و حساب ڕاگرتن خوای گهوره ئهوهی بهبێ مهبهست دروست نهکردووه بهڵکو ههمووی لهسهر بنچینهی حهق و ڕاستی بهدیهێناوه بهو شێوهیهئهو زاته ئایهت و بهڵگهو موعجیزهکانی ڕوون دهکاتهوه بۆ کهسانێک کهبیانزانن و تێی بگهن
- اردو - جالندربرى : وہی تو ہے جس نے سورج کو روشن اور چاند کو منور بنایا اور چاند کی منزلیں مقرر کیں تاکہ تم برسوں کا شمار اور کاموں کا حساب معلوم کرو۔ یہ سب کچھ خدا نے تدبیر سے پیدا کیا ہے۔ سمجھنے والوں کے لیے وہ اپنی ایاتیں کھول کھول کر بیان فرماتا ہے
- Bosanski - Korkut : On je Sunce izvorom svjetlosti učinio a Mjesec sjajnim i položaje mu odredio da biste znali broj godina i računanje – Allah je to mudro stvorio – On potanko izlaže dokaze ljudima koji razumiju
- Swedish - Bernström : Det är Han som skapade solen som ett bländande ljus och månen [som återger dess] sken och som har fastställt dess faser så att ni kan räkna åren och mäta [tiden] Gud har inte skapat detta utan en plan och ett syfte Han framställer budskapen fast och klart för de insiktsfulla
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dialah yang menjadikan matahari bersinar dan bulan bercahaya dan ditetapkanNya manzilahmanzilah tempattempat bagi perjalanan bulan itu supaya kamu mengetahui bilangan tahun dan perhitungan waktu Allah tidak menciptakan yang demikian itu melainkan dengan hak Dia menjelaskan tandatanda kebesaranNya kepada orangorang yang mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
(Dialah yang menjadikan matahari bersinar) mempunyai sinar (dan bulan bercahaya dan ditetapkan-Nya bagi bulan) dalam perjalanannya (manzilah-manzilah) selama dua puluh delapan malam untuk setiap bulan, setiap malam daripada dua puluh delapan malam itu memperoleh suatu manzilah, kemudian tidak tampak selama dua malam, jika jumlah hari bulan yang bersangkutan ada tiga puluh hari. Atau tidak tampak selama satu malam jika ternyata jumlah hari bulan yang bersangkutan ada dua puluh sembilan hari (supaya kalian mengetahui) melalui hal tersebut (bilangan tahun dan perhitungan waktu, Allah tidak menciptakan yang demikian itu) hal-hal yang telah disebutkan itu (melainkan dengan hak) bukannya main-main, Maha Suci Allah dari perbuatan tersebut (Dia menjelaskan) dapat dibaca yufashshilu dan nufashshilu, artinya Dia menerangkan atau Kami menerangkan (tanda-tanda kepada orang-orang yang mengetahui) yakni orang-orang yang mau berpikir.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই সে মহান সত্তা যিনি বানিয়েছেন সুর্যকে উজ্জল আলোকময় আর চন্দ্রকে স্নিগ্ধ আলো বিতরণকারীরূপে এবং অতঃপর নির্ধারিত করেছেন এর জন্য মনযিল সমূহ যাতে করে তোমরা চিনতে পার বছরগুলোর সংখ্যা ও হিসাব। আল্লাহ এই সমস্ত কিছু এমনিতেই সৃষ্টি করেননি কিন্তু যথার্থতার সাথে। তিনি প্রকাশ করেন লক্ষণসমূহ সে সমস্ত লোকের জন্য যাদের জ্ঞান আছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன்தான் சூரியனைச் சடர்விடும் பிரகாசமாகவும் சந்திரணை ஒளிவுள்ளதாகவும் ஆக்கினான் ஆண்டுகளின் எண்ணிக்கையையும் காலக்கணக்கையும் நீங்கள் அறிந்து கொள்ளும் பொருட்டுச் சந்திரனாகிய அதற்கு மாறி மாறி வரும் பல படித்தரங்களை உண்டாக்கினான்; அல்லாஹ் உண்மையாக தக்க காரணம் கொண்டேயல்லாது இவற்றைப் படைக்கவில்லை அவன் இவ்வாறு அறிவுள்ள மக்களுக்குத் தன் அத்தாட்சிகளை விவிரிக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์ทรงทำให้ดวงอาทิตย์มีแสงจ้าและดวงจันทร์มีแสงนวล และทรงกำหนดให้มันมีทางโคจร เพื่อพวกท่านจะได้รู้จำนวนปีและการคำนวณ อัลลอฮฺมิได้ทรงสร้างสิ่งเหล่านั้น เว้นแต่ด้วยความจริง พระองค์ทรงจำแนกสัญญาณต่าง ๆ สำหรับหมู่ชนที่มีความรู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : У қуёшни зиё ва ойни нур қилган ҳамда сизлар йилларнинг ададини ва ҳисобини билишингиз учун унинг манзилларини ўлчовли қилган зотдир Аллоҳ ўшани фақат ҳақ ила яратди У биладиган қавмлар учун оятларини батафсил баён қилади Инсон ҳаёти давомида доимий ҳис этиб турадиган мавжудотлардан бири қуёш яна биттаси ойдир Лекин инсон уларнинг мавжудиятига ўрганиб қолганидан кўп ҳам эътибор бермайди
- 中国语文 - Ma Jian : 他曾以太阳为发光的、以月亮为光明的,并为月亮而定列宿,以便你们知道历算。真主只依真理而创造之。他为能了解的民众而解释一切迹象。
- Melayu - Basmeih : Dia lah yang menjadikan matahari bersinarsinar terangbenderang dan bulan bercahaya dan Dia lah yang menentukan perjalanan tiaptiap satu itu berpindahrandah pada tempattempat peredarannya masingmasing supaya kamu dapat mengetahui bilangan tahun dan kiraan masa Allah tidak menjadikan semuanya itu melainkan dengan adanya faedah dan gunanya yang sebenar Allah menjelaskan ayatayatNya tandatanda kebesaranNya satu persatu bagi kaum yang mahu mengetahui hikmat sesuatu yang dijadikanNya
- Somali - Abduh : Eebe waa kan ka yeelay Qorraxda Ifid Dayaxana Nuur una Qaddaray Meelo ay Socdaan inaad Ogaataan Tirada Sanooyinka iyo Xisaabta wuxuu u Ahuuray Eebe Arrintaas Xaq Wuxuuna u Caddayn Aayaadka Ciddii wax Og
- Hausa - Gumi : Shĩ ne wanda Ya sanya muku rãnã babban haske da watã mai haske kuma Ya ƙaddara shi ga Manzilõli dõmin ku san ƙidãyar shẽkaru da lissãfi Allah bai halitta wannan ba fãce da gaskiya Yanã bayyana ãyõyi dakidaki dõmin mutãne waɗanda suke sani
- Swahili - Al-Barwani : Yeye ndiye aliye lijaalia jua kuwa na mwangaza na mwezi ukawa na nuru na akaupimia vituo ili mjue idadi ya miaka na hisabu Mwenyezi Mungu hakuviumba hivyo ila kwa Haki Anazipambanua Ishara kwa watu wanao jua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai Diellin e bëri burim të dritës kurse Hënën e bëri të shkëlqejë duke i caktuar fazat e saj për të ditur numrin e viteve dhe njehsimin e kohës Vetëm Perëndia i krijoi këto në mënyrë të mrekullueshme Ai ua shpjegon argumentet njerëzve që kuptojnë
- فارسى - آیتی : اوست آن كه خورشيد را فروغ بخشيد و ماه را منور ساخت و برايش منازلى معين كرد تا از شمار سالها و حساب آگاه شويد. خدا همه اينها را جز به حق نيافريد و آيات را براى مردمى كه مىدانند به تفصيل بيان مىكند.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст он, ки хуршедро равшанӣ бахшиду моҳро мунаввар сохт ва барояш манозиле муъайян кард, то аз шумори солҳо ва ҳисоб огоҳ шавед. Худо ҳамаи инҳоро ҷуз ба ҳақ наёфарид ва оётро барои мардуме, ки медонанд, батафсил баён мекунад.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ قۇياشنى نۇر چاچقۇچى ۋە ئاينى نۇرلۇق قىلىپ ياراتتى، يىللارنىڭ سانىنى ۋە (ۋاقىتلارنىڭ) ھېسابىنى بىلىشىڭلار ئۈچۈن، ئايغا مەنزىللەرنى (يەنى بۇرۇجلارنى) تەيىن قىلدى. اﷲ ئۇلارنى بىكار ياراتقىنى يوق (بەلكى بۈيۈك ھېكمەت ۋە زور پايدىلىق ئۈچۈن ياراتتى)، اﷲ ئايەتلىرىنى (قۇدرىتى ئىلاھىيىنى) بىلىدىغان (ۋە ئۇنىڭ ھېكمىتىنى پىكىر قىلىدىغان) قەۋم ئۈچۈن تەپسىلىي بايان قىلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവനാണ് സൂര്യനെ പ്രകാശമണിയിച്ചത്. ചന്ദ്രനെ പ്രശോഭിപ്പിച്ചതും അവന് തന്നെ. അതിന് അവന് വൃദ്ധിക്ഷയങ്ങള് നിശ്ചയിച്ചിരിക്കുന്നു. അതുവഴി നിങ്ങള്ക്ക് കൊല്ലങ്ങളുടെ എണ്ണവും കണക്കും അറിയാന്. യാഥാര്ഥ്യ നിഷ്ഠമായല്ലാതെ അല്ലാഹു ഇതൊന്നും സൃഷ്ടിച്ചിട്ടില്ല. കാര്യം ഗ്രഹിക്കുന്ന ജനത്തിനായി അല്ലാഹു തെളിവുകള് വിശദീകരിക്കുകയാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : الله هو الذي جعل الشمس ضياء وجعل القمر نورا وقدر القمر منازل فبالشمس تعرف الايام وبالقمر تعرف الشهور والاعوام ما خلق الله تعالى الشمس والقمر الا لحكمه عظيمه ودلاله على كمال قدره الله وعلمه يبين الحجج والادله لقوم يعلمون الحكمه في ابداع الخلق