- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُم بِٱلْخَيْرِ لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِى طُغْيَٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم ۖ فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون
- عربى - التفسير الميسر : ولو يعجِّل الله للناس إجابة دعائهم في الشر كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة لهلكوا، فنترك الذين لا يخافون عقابنا، ولا يوقنون بالبعث والنشور في تمرُّدهم وعتوِّهم، يترددون حائرين.
- السعدى : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
وهذا من لطفه وإحسانه بعباده، أنه لو عجل لهم الشر إذا أتوا بأسبابه، وبادرهم بالعقوبة على ذلك، كما يعجل لهم الخير إذا أتوا بأسبابه {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي: لمحقتهم العقوبة، ولكنه تعالى يمهلهم ولا يهملهم، ويعفو عن كثير من حقوقه، فلو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة.
ويدخل في هذا، أن العبد إذا غضب على أولاده أو أهله أو ماله، ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا، ولأضره ذلك غاية الضرر، ولكنه تعالى حليم حكيم.
وقوله: {فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} أي: لا يؤمنون بالآخرة، فلذلك لا يستعدون لها، ولا يعلمون ما ينجيهم من عذاب الله، {فِي طُغْيَانِهِمْ} أي: باطلهم، الذي جاوزوا به الحق والحد.
{يَعْمَهُونَ} يترددون حائرين، لا يهتدون السبيل، ولا يوفقون لأقوم دليل، وذلك عقوبة لهم على ظلمهم، وكفرهم بآيات الله.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
ثم بين - سبحانه - بعض مظاهر لطفه ورحمته بالناس ، وما جبلوا عليه من صفات وطبائع فقال - تعالى - :
( وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر . . . ) .
قال صاحب المنار : " هاتان الآيتان فى بيان شأن من شئون البشر وغرائزهم فيما يعرض لهم فى حياتهم الدنيا من خير وشر ، ونفع وضر ، وشعورهم بالحاجة إلى الله - تعالى - واللجوء إلى دعائه لأنفسهم وعليها ، واستعجالهم الأمور قبل أوانها وهو تعريض بالمشركين ، وحجة على ما يأتون من شرك وما ينكرون من أمر البعث ، متمم لما قبله ، ولذلك عطف عليه .
وقوله : ( يعجل ) من التعجيل بمعنى طلب الشيء قبل وقته المحدد له والاستعجال : طلب التعجيل بالشيء .
والأجل : الوقت المحدد لانقضاء المدة . وأجل الإِنسان هو الوقت المضروب لانتهاء عمره .
والمراد بالناس هنا - عند عدد من المفسرين - : المشركون الذى وصفهم الله - تعالى - قبل ذلك بأنهم لا يرجون لقاءه ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها .
ولقد حكى القرآن فى كثير من آياته ، أن المشركين قد استعجلوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى نزول العذاب ، ومن ذلك قوله - تعالى - ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ العذاب وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ . يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين ) وقوله - تعالى - : ( وَإِذْ قَالُواْ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) والمعنى : ولو يعجل الله - تعالى - لهؤلاء المشركين العقوبة التى طلبوها ، تعجيلا مثل استعجالهم الحصول على الخير ( لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ) أي : لأميتوا وأهلكوا جميعاً ، ولكن الله - تعالى - الرحيم بخلقه ، الحكيم فى أفعاله ، لا يعجل لهم العقوبة اليت طلبوها كما يعجل لهم طلب الخير لحكمة هو يعلمها؛ فقد يكون من بين هؤلاء المتعجلين للعقوبة من يدخل فى الإِسلام ، ويتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
قال الإِمام الرازي : "
فقد بين - سبحانه - فى هذه الآية : أنهم لا مصلحة لهم فى تعجيل إيصال الشر إليهم ، لأنه - تعالى - " لو أوصل ذلك العقاب إليهم لماتوا وهلكوا ، ولا صلاح فى إماتتهم ، فربما آمنوا بعد ذلك ، وربما خرج من أصلابهم من كان مؤمناً ، وذلك يقتضي أن يعاجلهم بإيصال ذلك الشر " .ومن العلماء من يرى أن المراد بالناس هنا ما يشمل المشركين وغيرهم ، وأن الآية الكريمة تحكى لونا من ألوان لطف الله بعباده ورحمته بهم .
ومن المفسرين الذين اقتصروا على هذا الاتجاه فى تفسيرهم الإِمام ابن كثير ، فقد قال عند تفسيره لهذه الآية : يخبر - تعالى - عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم ، أو أموالهم أو أولادهم بالشر فى حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والسخاء ، ولهذا قال : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ .
. . ) أي لو استجاب لهم جميع ما دعوه به فى ذلك لأهلكهم .
ثم قال : ولكن لا ينبغي الإِكثار من ذلك ، كما جاء فى الحديث الذى رواه الحافظ أبو بكر البزار فى مسنده عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تدعوا على أنفسكم ، لا تدعوا على أولادكم ، لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم " .
وقال مجاهد فى تفسير هذه الآية : هو قول الإِنسان لولده أو ماله إذا غضب عليه : اللهم لا تبارك فيه والعنة ، فلو يعجل لهم الاستجابة فى ذلك كما يستجاب لهم فى الخير لأهلكهم .
أما الإِمام الآلوسى فقد حكى هذين الوجهين ، ورجح الأول منهما فقال : " قوله : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر . . . ) وهم الذين لا يرجون لقاء الله - تعالى - المذكورون فى قوله ( الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا . . . ) والمراد لو يعجل الله لهم الشر الذى كانوا يستعجلون به تكذيبا واستهزاء . . . " وأخرج ابن جرير عن قتادة : أنه قال : " هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره ، أن يستجاب له ، وفيه حمل الناس على العموم ، والمختار الأول ، ويؤيده ما قيل : من أن الآية نزلت فى النضر بن الحارث حين قال : ( اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) والذى يبدو لنا أن كون لفظ الناس للجنس أولى ، ويدخل فيه المشركون دخولا أوليا ، لأنه لا توجد قرينة تمنع من إرادة ذلك ، وحتى لو صح ما قيل أن الآية نزلت فى النضر بن الحارث ، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وقوله ( استعجالهم بالخير ) منصوب على المصدرية ، والأصل : ولو يعجل الله للناس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير ، فحذف تعجيلا وصفته المضافة ، وأقيم المضاف إليه مقامها .
ثم بين - سبحانه - ما يشير إلى الحكمة فى عدم تعجيل العقوبة فقال : ( فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) .
والطغيان : مجاوزة الحد فى كل شيء ، ومنه طغى الماء إذا ارتفع وتجاوز حده .
ويعمهون : من العمه ، يقال : عمه - كفرح ومنع - عمها ، إذا تحير وتردد فهو عمه وعامه .
أي : لا نعجل للناس ما طلبوه من عقوبات ، وإنما نترك الذين لا يرجون لقاءنا إلى يوم القيامة ، على سبيل الإِمهال والاستدراج فى الدنيا فى طغيانهم يتحيرون ويترددون ، بحيث تلتبس عليهم الأمور فلا يعرفون الخير من الشر .
- البغوى : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
قوله عز وجل : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ) قال ابن عباس : هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده : لعنكم الله ، ولا بارك فيكم . قال قتادة : هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب . معناه : لو يعجل الله الناس إجابة دعائهم في الشر والمكروه استعجالهم بالخير ، أي : كما يحبون استعجالهم بالخير ، ( لقضي إليهم أجلهم ) قرأ ابن عامر ويعقوب : " لقضى " بفتح القاف والضاد ، ( أجلهم ) نصب ، أي : لأهلك من دعا عليه وأماته . وقال الآخرون : " لقضي " بضم القاف وكسر الضاد " أجلهم " رفع ، أي : لفرغ من هلاكهم وماتوا جميعا .
وقيل : إنها نزلت في النضر بن الحارث حين قال : " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء " الآية ( الأنفال - 32 ) يدل عليه قوله عز وجل : ( فنذر الذين لا يرجون لقاءنا ) لا يخافون البعث والحساب ، ( في طغيانهم يعمهون ) .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصلاحي ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، أنبأنا أحمد بن منصور الزيادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن همام بن منبه ، أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه ، فإنما أنا بشر فيصدر مني ما يصدر من البشر ، فأي المؤمنين آذيته ، أو شتمته ، أو جلدته ، أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة ، تقربه بها إليك يوم القيامة " .
- ابن كثير : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده : أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفا ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء ؛ ولهذا قال : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم ) أي : لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك ، لأهلكهم ، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك ، كما جاء في الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده :
حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا يعقوب بن محمد ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد ، حدثنا جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدعوا على أنفسكم ، لا تدعوا على أولادكم ، لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم " .
ورواه أبو داود ، من حديث حاتم بن إسماعيل ، به .
وقال البزار : [ و ] تفرد به عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري ، لم يشاركه أحد فيه ، وهذا كقوله تعالى : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) [ الإسراء : 11 ] .
وقال مجاهد في تفسير هذه الآية : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ) هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه : " اللهم لا تبارك فيه والعنه " . فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك ، كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم .
- القرطبى : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
قوله تعالى ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى ولو يعجل الله للناس الشر قيل : معناه ولو عجل الله للناس العقوبة كما يستعجلون الثواب والخير لماتوا ؛ لأنهم خلقوا في الدنيا خلقا ضعيفا ، وليس هم كذا يوم القيامة ; لأنهم يوم القيامة يخلقون للبقاء . وقيل : المعنى لو فعل الله مع الناس في إجابته إلى المكروه مثل ما يريدون فعله معهم في إجابته إلى الخير لأهلكهم ; وهو معنى لقضي إليهم أجلهم . وقيل : إنه خاص بالكافر ; أي ولو يعجل الله للكافر العذاب على كفره كما عجل له خير الدنيا من المال والولد لعجل له قضاء أجله ليتعجل عذاب الآخرة ; قال ابن إسحاق . مقاتل : هو قول النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ; فلو عجل لهم هذا لهلكوا . وقال مجاهد : نزلت في الرجل يدعو على نفسه أو ماله أو ولده إذا غضب : اللهم أهلكه ، اللهم لا تبارك له فيه والعنه ، أو نحو هذا ; فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب الخير لقضي إليهم أجلهم . فالآية نزلت ذامة لخلق ذميم هو في بعض الناس يدعون في الخير فيريدون تعجيل الإجابة ثم يحملهم أحيانا سوء الخلق على الدعاء في الشر ; فلو عجل لهم لهلكوا .
الثانية : واختلف في إجابة هذا الدعاء ; فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إني سألت الله عز وجل ألا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه . وقال شهر بن حوشب : قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول للملائكة الموكلين بالعبد : لا تكتبوا على عبدي في حال ضجره شيئا ; لطفا من الله تعالى عليه . قال بعضهم : وقد يستجاب ذلك الدعاء ، واحتج بحديث جابر الذي رواه مسلم في صحيحه آخر الكتاب ، قال جابر : سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة ، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركب ، ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن ; فقال له : شأ ; لعنك الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله ; قال : انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم . في غير كتاب مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فلعن رجل ناقته فقال : أين الذي لعن ناقته ؟ فقال الرجل : أنا هذا يا رسول الله ; فقال : أخرها عنك فقد أجبت فيها ذكره الحليمي في منهاج الدين . " شأ " يروى بالسين والشين ، وهو زجر للبعير بمعنى سر .
الثالثة : قوله تعالى : ولو يعجل الله قال العلماء : التعجيل من الله ، والاستعجال من العبد . وقال أبو علي : هما من الله ; وفي الكلام حذف ; أي ولو يعجل الله للناس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير ، ثم حذف تعجيلا وأقام صفته مقامه ، ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه ; هذا مذهب الخليل وسيبويه . وعلى قول الأخفش والفراء كاستعجالهم ، ثم حذف الكاف ونصب . قال الفراء : كما تقول ضربت زيدا ضربك ، أي كضربك . وقرأ ابن عامر لقضى إليهم أجلهم . وهي قراءة حسنة ; لأنه متصل بقوله : ولو يعجل الله للناس الشر .
فنذر الذين لا يرجون لقاءنا أي لا يعجل لهم الشر فربما يتوب منهم تائب ، أو يخرج من أصلابهم مؤمن .
في طغيانهم يعمهون أي يتحيرون . والطغيان : العلو والارتفاع ; وقد تقدم في " البقرة " . وقد قيل : إن المراد بهذه الآية أهل مكة ، وإنها نزلت حين قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية ، على ما تقدم والله أعلم .
- الطبرى : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ولو يعجل الله للناس إجابةَ دعائهم في الشرّ ، وذلك فيما عليهم مضرّة في نفس أو مال ، (استعجالهم بالخير) ، يقول: كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به ، (لقضي إليهم أجلهم)، يقول: لهلكوا ، وعُجِّل لهم الموت، وهو الأجل. (21)
* * *
وعني بقوله: (لقضي) ، لفرغ إليهم من أجلهم ، (22) ونُبذ إليهم، (23) كما قال أبو ذؤيب:
وَعَلَيْهِمَــا مَسْــرُودَتَانِ قَضَاهُمَــا
دَاوُدُ , أَوْ صَنَــعُ السَّــوَابِغِ تُبَّــعُ (24)
* * *
، (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا)، يقول:
فندع الذين لا يخافون عقابنا ، ولا يوقنون بالبعث ولا بالنشور، (25) ، (في طغيانهم) ، يقول: في تمرّدهم وعتوّهم، (26) (يعمهون) يعني: يترددون. (27)
وإنما أخبر جل ثناؤه عن هؤلاء الكفرة بالبعث بما أخبر به عنهم ، من طغيانهم وترددهم فيه عند تعجيله إجابة دعائهم في الشرّ لو استجاب لهم ، أن ذلك كان يدعوهم إلى التقرُّب إلى الوثن الذي يشرك به أحدهم، أو يضيف ذلك إلى أنه من فعله.
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17572- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) ، قال: قولُ الإنسان إذا غضب لولده وماله: " لا باركَ الله فيه ولعنه "!
17573- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) ، قال: قولُ الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه: " اللهم لا تبارك فيه والعنه "! فلو يعجّل الله الاستجابة لهم في ذلك، كما يستجاب في الخير لأهلكهم.
17574- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) ، قال: قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه: " اللهم لا تبارك فيه والعنه " ، (لقضي إليهم أجلهم) قال: لأهلك من دعا عليه ولأماته.
17575- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) ، قال: قول الرجل لولده إذا غضب عليه أو ماله: " اللهم لا تبارك فيه والعنه "! قال الله: (لقضي إليهم أجلهم) ، قال: لأهلك من دعا عليه ولأماته. قال: (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا) ، قال يقول: لا نهلك أهل الشرك، ولكن نذرهم في طغيانهم يعمهون.
17576- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة قوله: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) ، قال: هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له.
17577- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (لقضي إليهم أجلهم) ، قال: لأهلكناهم. وقرأ: مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ، [سورة فاطر: 45] . قال: يهلكهم كلهم.
* * *
ونصب قوله : (استعجالهم) ، بوقوع (يعجل) عليه، كقول القائل: " قمت اليوم قيامَك " بمعنى : قمت كقيامك، وليس بمصدّرٍ من (يعجل)، لأنه لو كان مصدّرًا لم يحسن دخول " الكاف " ، أعني كاف التشبيه ، فيه. (28)
* * *
واختلفت القراء في قراءة قوله: (لقضي إليهم أجلهم) .
فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والعراق: ( لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ )، على وجه ما لم يسمَّ فاعله ، بضم القاف من " قضي"، ورفع " الأجل ".
* * *
وقرأ عامة أهل الشأم: ( لَقَضَى إِلَيْهِمْ أَجَلَهُمْ ) ، بمعنى: لقضى الله إليهم أجلهم.
* * *
قال أبو جعفر: وهما قراءتان متفقتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني أقرؤه على وجه ما لم يسمَّ فاعله، لأن عليه أكثر القراء.
---------------------
الهوامش :
(21) انظر تفسير " الأجل " فيما سلف 13 : 290 ، تعليق : 6 ، والمراجع هناك .
(22) انظر تفسير " قضى " فيما سلف 13 : 290 ، تعليق : 6 ، والمراجع هناك .
(23) في المطبوعة : " وتبدى لهم " ، غير ما في المخطوطة إذ لم يحسن قراءته .
(24) سلف البيت وتخريجه وشرحه 2 : 542 .
(25) انظر تفسير " يذر " فيما سلف من فهارس اللغة ( وذر ) .
، وتفسير " الرجاء " فيما سلف ص : 26 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(26) انظر تفسير " الطغيان " فيما سلف 13 : 291 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(27) انظر تفسير " العمه " فيما سلف 13 : 291 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(28) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 458 .
- ابن عاشور : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
مجيء حرف العطف في صدر هذه الآية يقتضي في علم البلاغة خصوصية لعطفها على ما قبلها ومزيد اتصالها بما قبلها فتعين إيضاح مناسبة موقعها . والظاهر أن المشركين كانوا من غرورهم يحسبون تصرفات الله كتصرفات الناس من الاندفاع إلى الانتقام عند الغضب اندفاعاً سريعاً ، ويحسبون الرسل مبعوثين لإظهار الخوارق ونكاية المعارضين لهم ، ويسوون بينهم وبين المشعوذين والمتحدّين بالبطولة والعجائب ، فكانوا لما كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وركبوا رؤوسهم ولم تصبهم بأثر ذلك مصائب من عذاب شامل أو موتان عام ازدادوا غروراً بباطلهم وإحالة لكون الرسول صلى الله عليه وسلم مرسلاً من قبل الله تعالى . وقد دلت آيات كثيرة من القرآن على هذا كقوله : { وإذْ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } [ الأنفال : 32 ] وقوله : { يستعجلونك بالعذاب } [ الحج : 47 ] وقوله : { فإن للذين ظلموا ذَنوباً مثلَ ذَنوب أصحابهم فلا يستعجلون } [ الذاريات : 59 ] وقد بينا ذلك في سورة الأنعام وفي سورة الأنفال .
وكان المؤمنون ربما تمنوا نزول العذاب بالمشركين واستبطأوا مجيء النصر للنبيء عليه الصلاة والسلام وأصحابه كما جاء في الحديث : أنَّ المسلمين قالوا : ألا تستنصر . وربما عجب بعضهم من أن يرزق الله المشركين وهم يكفُرون به . فلما جاءت آيات هذه السورة بقوارع التهديد للمشركين أعقبت بما يزيل شبهاتهم ويطمئن نفوس المؤمنين بما يجمَعه قوله : { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليْهم أجلهم }.
وهو إجمال ينبىء بأن الله جعل نظام هذا العالم على الرفق بالمخلوقات واستبقاء الأنواع إلى آجال أرادها ، وجعل لهذا البقاء وسائل الإمداد بالنعم التي بها دوام الحياة ، فالخيرات المُفاضة على المخلوقات في هذا العالم كثيرة ، والشرور العارضة نادرة ومعظمها مسبب عن أسباب مجعولة في نظام الكون وتصرفات أهله ، ومنها ما يأتي على خلاف العادة عند محل آجاله التي قدرها الله تعالى بقوله : { لكل أمة أجل } [ يونس : 49 ] وقوله : { لكل أجل كتاب } [ الرعد : 38 ].
فهذه الجملة معطوفة على جملة { إن الذين لا يرجون لقاءنا } [ يونس : 7 ] الآية ، فحيث ذكر عذابهم الذي هم آيلون إليه ناسب أن يبين لهم سبب تأخير العذاب عنهم في الدنيا لتكشف شبهة غرورهم وليعلم الذين آمنوا حكمةً من حكم تصرف الله في هذا الكون . والقرينة على اتصال هذه الجملة بجملة { إن الذين لا يرجون لقاءنا } [ يونس : 7 ] قولُه في آخر هذه { فنذَر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون }.
فبينت هذه الآية أن الرفق جعله الله مستمراً على عباده غير منقطع عنهم لأنه أقام عليه نظام العالم إذْ أراد ثَبات بنائِه ، وأنه لم يقدّر توازيَ الشر في هذا العالم بالخير لطفاً منه ورفقاً ، فالله لطيف بعباده ، وفي ذلك منة عظيمة عليهم ، وأن الذين يستحقون الشر لو عُجل لهم ما استحقوه لبطل النظام الذي وضع عليه العالم .
والناس : اسم عام لجميع الناس ، ولكن لما كان الكلام على إبطال شبهة المشركين وكانوا المستحقين للشرّ كانوا أولَ من يتبادر من عموم الناس ، كما زاده تصريحاً قوله : { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون }.
وقد جاء نظم الآية على إيجاز محكم بديع ، فذُكر في جانب الشر { يُعَجل } الدال على أصل جنس التعجيل ولو بأقل ما يتحقق فيه معناه ، وعبر عن تعجيل الله الخيرَ لهم بلفظ { استعجالهم } الدال على المبالغة في التعجيل بما تفيده زياد السين والتاء لغير الطلب إذ لا يظهر الطلب هنا ، وهو نحو قولهم : استأخر واستقدم واستجلَب واستقام واستبان واستجاب واستمتع واستكبر واستخفى وقوله تعالى : { واستغشوا ثيابهم } [ نوح : 7 ]. ومعناه : تعجّلهم الخيرَ ، كما حمله عليه في «الكشاف» للإشارة إلى أن تعجيل الخير من لدُنه .
فليس الاستعجال هنا بمعنى طلب التعجيل لأن المشركين لم يسألوا تعجيل الخير ولا سألوه فحصل ، بل هو بمعنى التعجل الكثير ، كما في قول سُلْمِيّ بن رَبيعة
: ... وإذا العذارَى بالدخان تقنَّعت
واستعجلتْ نصب القدور فملت ... (
أي تعجلت )
، وهو في هذا الاستعمال مثله في الاستعمال الآخر يتعدى إلى مفعول ، كما في البيت وكما في الحديث " فاستعجلَ الموتَ " .وانتصب { استعجالهم } على المفعولية المطلقة المفيدة للتشبيه ، والعامل فيه { يُعجل }.
والمعنى : ولو يعجل الله للناس الشر كما يجعل لهم الخير كثيراً ، فقوله : { استعجالهم } مصدر مضاف إلى مفعوله لا إلى فاعله ، وفاعل الاستعجال هو الله تعالى كما دل عليه قوله : { ولو يعجل الله }.
والباء في قوله : { بالخير } لتأكيد اللصوق ، كالتي في قوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم } [ المائدة : 6 ]. وأصله : استعجالهم الخير ، فدلَّت المبالغة بالسين والتاء وتأكيد اللصوق على الامتنان بأن الخير لهم كثير ومكين . وقد كثر اقتران مفعول فعل الاستعجال بهذه الباء ولم ينبهوا عليه في مواقعه المتعددة . وسيجيء في النحل .
وقد جعل جواب ( لو ) قوله : { لقضي إليهم أجلهم } ، وشأن جواب ( لو ) أن يكون في حيز الامتناع ، أي وذلك ممتنع لأن الله قدَّر لآجال انقراضهم ميقاتاً معيَّناً { ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون } [ الحجر : 5 ].
والقضاء : التقدير .
والأجل : المدة المعينة لبقاء قوم . والمعنى : لقضي إليهم حلول أجلهم . ولما ضمن ( قضي ) معنى بَلَغ ووصل عدي ب ( إلى ). فهذا وجه تفسير الآية وسر نظمها ، ولا يلتفت إلى غيره في فهمها . وهذا المعنى مثل معنى { قُل لو أن عندي ما تستعجلون به لقُضي الأمر بيني وبينكم } في سورة [ الأنعام : 58 ].
وجملة : { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا } الخ مفرعة على جملة { ولو يعجل الله للناس } إلى آخرها .
وقرأ الجمهور { لقضي } بالبناء للنائب ورفععِ { أجلهم } على أنه نائب الفاعل . وقرأه ابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد ونصب { أجلهم } على أن في ( قضي ) ضميراً عائداً إلى اسم الجلالة في قوله : { ولو يجعل الله للناس الشر } الخ .
وجملة : { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا } مفرعة على جملة ( لو ) وجوابها المفيدة انتفاء أن يعجل الله للناس الشر بانتفاء لازمه وهو بلوغ أجلهم إليهم ، أي فإذا انتفى التعجيل فنحن نذر الذين لا يرجون لقاءنا يعمهون ، أي نتركهم في مدة تأخير العذاب عنهم متلبسين بطغيانهم ، أي فرطِ تكبرهم وتعاظمهم .
والعمه : عدم البصر . وإنما لم ينصب الفعل بعد الفاء لأن النصب يكون في جواب النفي المحْض ، وأما النفي المستفاد من ( لو ) فحاصل بالتضمن ، ولأن شأن جواب النفي أن يكون مسبباً على المنفي لا على النفي ، والتفريع هنا على مستفاد من النفي . وأما المنفي فهو تعجيل الشر فهو لا يُسبب أن يترك الكافرين يعمهون ، وبذلك تعرف أن قوله : { فنذر } ليس معطوفاً على كلام مقدر وإنما التقديرُ تقدير معنى لا تقدير إعراب ، أي فنترك المنكرين للبعث في ضلالهم استدراجاً لهم .
وقوله : { في طغيانهم يعمهون } تقدم نظيره في قوله : { ويمدهم في طغيانهم يعمهون } في سورة [ البقرة : 15 ]. والطغيان : الكفر .
والإتيان بالموصولية في تعريف الكافرين للدلالة على أن الطغيان أشده إنكارهم البعث ، ولأنه صار كالعلامة عليهم كما تقدم آنفاً .
- إعراب القرآن : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
«وَلَوْ»
الواو استئنافية ولو حرف شرط غير جازم «يُعَجِّلُ اللَّهُ» مضارع ولفظ الجلالة فاعله «لِلنَّاسِ» متعلقان بيعجل «الشَّرَّ» مفعول به «اسْتِعْجالَهُمْ» مفعول مطلق والهاء مضاف إليه «بِالْخَيْرِ» متعلقان باستعجالهم والجملة ابتدائية «لَقُضِيَ» اللام واقعة في جواب لو وماض مبني للمجهول «إِلَيْهِمْ» متعلقان بقضي «أَجَلُهُمْ» نائب فاعل والهاء مضاف إليه والجملة لا محل لها لأنها واقعة في جواب شرط غير جازم «فَنَذَرُ» الفاء عاطفة ومضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة «الَّذِينَ» اسم موصول مفعول به والجملة معطوفة على جملة محذوفة تقديرها فنمهلهم «لا يَرْجُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة «لِقاءَنا» مفعول به ونا مضاف إليه «فِي طُغْيانِهِمْ» متعلقان بيعمهون «يَعْمَهُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة حالية
- English - Sahih International : And if Allah was to hasten for the people the evil [they invoke] as He hastens for them the good their term would have been ended for them But We leave the ones who do not expect the meeting with Us in their transgression wandering blindly
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(10:11) Were Allah *15 to hasten to bring upon men (the consequence of) evil in the way men hasten in seeking the wealth of this world, their term would have long since expired. (But that is not Our way.) So We leave alone those who do not expect to meet Us that they may blindly stumble in their transgression.
- Français - Hamidullah : Et si Allah hâtait le malheur des gens avec autant de hâte qu'ils cherchent le bonheur le terme de leur vie aurait été décrété Mais Nous laissons ceux qui n'espèrent pas Notre rencontre confus et hésitants dans leur transgression
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn Allah den Menschen das Schlechte so beschleunigen würde wie sie das Gute zu beschleunigen wünschen wäre ihre Frist für sie bereits bestimmt Aber Wir lassen diejenigen die nicht die Begegnung mit Uns erwarten in ihrer Auflehnung umherirren
- Spanish - Cortes : Si Alá precipitara el mal sobre los hombres con la misma premura con que éstos buscan su bienestar habría ya llegado su fin Dejamos pues a quienes no cuentan con encontrarnos que yerren ciegos en su rebeldía
- Português - El Hayek : Se Deus apressasse o mal aos humanos como eles apressam o bem para si alcançariam rapidamente o seu destino Porém abandonaremos vacilantes em sua transgressão aqueles que não esperam comparecer perante Nós
- Россию - Кулиев : Если бы Аллах ускорил для людей наступление зла которое они призывают в своих проклятиях подобно тому как Он ускорил для них наступление добра о котором они просят в молитвах то они непременно погибли бы Но Мы оставляем тех которые не надеются на встречу с Нами слепо скитаться в своем беззаконии
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
Если бы Аллах ускорил для людей наступление зла, которое они призывают в своих проклятиях, подобно тому, как Он ускорил для них наступление добра, о котором они просят в молитвах, то они непременно погибли бы. Но Мы оставляем тех, которые не надеются на встречу с Нами, слепо скитаться в своем беззаконии.Это откровение свидетельствует о милосердии и сострадании Аллаха по отношению к Своим рабам, ведь если бы Он подвергал людей злому возмездию и скорому наказанию после того, как они заслужили это своими деяниями, также быстро, как Он одаряет их благами, которые они заслуживают своими поступками, то люди уже были бы истреблены. Однако Аллах не поступает так. Он не предает грехи забвению, но предоставляет людям отсрочку и прощает многие упущения, допущенные ими при выполнении своих обязанностей перед Ним. А если бы Он тотчас наказывал людей за несправедливые поступки, то на земле не осталось бы ни единой живой души. Это откровение также распространяется на те случаи, когда раб Божий в гневе проклинает своих детей, своих жен или свое имущество. Если бы его проклятия были приняты, то они погибли бы, что причинило бы самому человеку огромный ущерб, однако этого не происходит, потому что Всевышний Аллах терпелив и мудр. Он оставляет без Своей поддержки только тех, кто не верует в Последнюю жизнь, не готовится к встрече с Ним и не совершает поступков, которые могут спасти человека от Его наказания. Такие люди преступают границы дозволенного и скитаются в потемках собственной лжи. Они пребывают в замешательстве, потому что не способны найти правильную дорогу и опереться на убедительные доказательства. Таково наказание за то, что они стали бесчинствовать и отказались уверовать в знамения Аллаха.
- Turkish - Diyanet Isleri : İyiliği acele isteyen kimselere Allah fenalığı da çarçabuk verseydi süreleri hemen bitmiş olurdu Bizimle karşılaşmayı ummayanları azgınlıkları içinde bocalayıp dururlarken bırakırız
- Italiano - Piccardo : Se Allah affrettasse la disgrazia degli uomini con la stessa fretta con cui essi cercano il benessere il loro termine sarebbe compiuto Lasciamo [invece] procedere alla cieca nella loro ribellione coloro che non sperano nel Nostro incontro
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهگهر خوا خهڵکی تووشی شهڕو ناخۆشی بهزوویی بکردایه لهسهر داخوازی خۆیان کاتێک تهنگهتاو دهبن ههروهکو چۆن بۆ داخوازی خێر پهلهیانه ئهوه ههر ههموویان کۆتایی بهژیانیان دههێنرا بهڵام خوای گهوره واناکات بهڵکو دهفهرموێت جا ئهوانهی بهتهمانین ئامادهی بهردهم بارهگای ئێمهببنهوه باوهڕیان پێی نیه ماوهیهک وازیان لێدههێنین تا لهستهمیاندا ڕۆبچن و سهرگهردان بن
- اردو - جالندربرى : اور اگر خدا لوگوں کی برائی میں جلدی کرتا جس طرح وہ طلب خیر میں جلدی کرتے ہیں۔ تو ان کی عمر کی میعاد پوری ہوچکی ہوتی سو جن لوگوں کو ہم سے ملنے کی توقع نہیں انہیں ہم چھوڑے رکھتے ہیں کہ اپنی سرکشی میں بہکتے رہیں
- Bosanski - Korkut : Da Allah ljudima daje zlo onako brzo kao što im se odaziva kad traže dobro oni bi uistinu stradali A Mi ipak ostavljamo da u zabludi svojoj lutaju oni koji ne vjeruju da će pred Nas stati
- Swedish - Bernström : OM GUD lät människor drabbas av det onda [de förtjänar] lika snabbt som de hoppas att goda ting [skall komma dem till del] skulle deras tid helt visst vara ute Men Vi låter dem som inte ser fram mot mötet med Oss [fortsätta] i sitt trotsiga övermod snubblande än hit än dit i blindo
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan kalau sekiranya Allah menyegerakan kejahatan bagi manusia seperti permintaan mereka untuk menyegerakan kebaikan pastilah diakhiri umur mereka Maka Kami biarkan orangorang yang tidak mengharapkan pertemuan dengan Kami bergelimangan di dalam kesesatan mereka
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
(Dan kalau sekiranya Allah menyegerakan kejahatan bagi manusia seperti permintaan mereka untuk menyegerakan) artinya sama seperti mereka meminta mendapatkan dengan segera (kebaikan, pastilah diakhiri) boleh dibaca laqudhiya atau laqadha (umur mereka) lafal ajaluhum dapat dibaca rafa` yakni menjadi ajaluhum dan dapat pula dibaca nashab hingga menjadi ajalahum; seumpamanya Allah membinasakan mereka dengan segera akan tetapi ternyata Allah menangguhkan (Maka Kami biarkan) Kami tinggalkan (orang-orang yang tidak mengharapkan pertemuan dengan Kami bergelimang di dalam kesesatan mereka) mereka hidup diselimuti oleh keraguan yang membingungkan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যদি আল্লাহ তা’আলা মানুষকে যথাশীঘ্র অকল্যাণ পৌঁছে দেন যতশীঘ্র তার কামনা করে তাহলে তাদের আশাই শেষ করে দিতে হত। সুতরাং যাদের মনে আমার সাক্ষাতের আশা নেই আমি তাদেরকে তাদের দুষ্টুমিতে ব্যতিব্যস্ত ছেড়ে দিয়ে রাখি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நன்மையை அடைய மக்கள் அவசரப்படுவது போன்று அல்லாஹ்வும் குற்றம் புரிந்த மக்களுக்கு தீங்கிழைதக்க அவசரப்பட்டால் இதற்குள் நிச்சயமாக அவர்களுடைய காலம் அவர்களுக்கு முடிவு பெற்றேயிருக்கும்; எனினும் நம் சந்திப்பைச் சிறிதும் நம்பாதவர்களை அவர்களுடைய வழி கேட்டிலேயே தட்டழிந்து அலையுமாறு சிறிது காலம் இம்மையில் நாம் விட்டு வைக்கிறோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และหากอัลลอฮ์ทรงเร่งตอบรับความชั่วของมนุษย์ เช่นเดียวกับการเร่งของพวกเขาเพื่อขอความดีแล้ว แน่นอนความตายของพวกเขาก็คงถูกกำหนดแก่พวกเขา แล้วเราจะปล่อยบรรดาผู้ที่ไม่หวังจะพบเราให้อยู่ในความงงงวย เพราะการดื้อดึงของพวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар Аллоҳ одамларга яхшиликни тез келтиргани каби ёмонликни ҳам тезлатса эди ажаллари битган бўлур эди Бас Биз ила мулоқотда бўлишдан умиди йўқларни туғёнларида ташлаб қўямиз адашибулоқиб юраверадилар Аллоҳ таоло бандаларига яхшиликни доим тез сўрасасўрамаса бериб келади Бу ҳаётда кўрилаётган ҳақиқат Аммо ёмонликни сўраган заҳоти бермайди Чунки ёмонликни ҳам тезда берса ҳаммалари ҳалок бўлиб кетадилар Аллоҳ бандаларини бунинг учун яратмаган Шу боис ҳам Пайғамбаримиз с а в бир ҳадисларида насиҳат қилиб кишиларни ўзларига қарши моллари ва болаларига қарши дуо этишдан қайтарганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 假若真主为世人速降灾害,犹如他们急于求福那样,他们的大限必已判定了。但我任随那些不希望与我相会的人徘徊于其残暴之中。
- Melayu - Basmeih : Dan kalau Allah menyegerakan bagi manusia azab sengsara yang mereka minta disegerakan sebagaimana mereka minta disegerakan nikmat kesenangan nescaya binasalah mereka dan selesailah ajal mereka Oleh itu Kami tidak menyegerakan azab yang dimintanya Kami biarkan orangorang yang tidak menaruh ingatan menemui Kami itu merabaraba dalam kesesatannya
- Somali - Abduh : Haddu Eebe u Dedejiyo Dadka Xumaanta siday khayrka u Dedejistaan waxaa loo Dhamayn lahaa Ajashooda Waanuse ku Dayn Kuwaan Rajaynayn la kulank nanaga Fasaadkooda iyagoo ku Wareersan
- Hausa - Gumi : Kuma dã Allah Yana gaggãwa ga mutãne da sharri kamar yadda Yake gaggauta musu da alhẽri haƙĩƙa dã an hukunta ajalinsu zuwa gare su Sabõda haka Munã barin waɗanda ba su ƙaunar gamuwa da Mu a cikin kangararsu sunã ta ɗimuwa
- Swahili - Al-Barwani : Na lau kama Mwenyezi Mungu angeli wafanyia watu haraka kuwaletea shari kama wanavyo jihimizia kuletewa kheri bila ya shaka wangelisha timiziwa ajali yao Lakini tunawaacha wale wasio tumainia kukutana nasi wakihangaika katika upotovu wao
- Shqiptar - Efendi Nahi : Sikur Perëndia t’ua shpejtonte të keqen njerëzve ashtu siç e dëshirojnë ata shpejt të mirën ata me të vërtetë do të zhdukeshin E Ne megjithatë ata që nuk shpresojnë takimin Tonë – i lëmë që të bredhin andej e këndej në humbjet e tyre
- فارسى - آیتی : اگر با همان شتاب كه مردم براى خود خير مىطلبند خدا برايشان شر مىطلبيد، مرگشان فرا رسيده بود. پس آنان را كه به ديدار ما اميد ندارند، وامىگذاريم تا در گمراهى خويش سرگردان بمانند.
- tajeki - Оятӣ : Агар бо ҳамон шитоб, ки мардум барои худ хайр металабанд, Худо барояшон шарр металабид, маргашон фаро расида буд. Пас ононро, ки ба дидори Мо умед надоранд, вомегузорем, то дар гумроҳии худ саргардон бимонанд.
- Uyghur - محمد صالح : ئەگەر اﷲ كىشىلەر تەلەپ قىلغان يامانلىقنى ئىشقا ئاشۇرۇشقا ئۇلار تەلەپ قىلغان ياخشىلىقىنى ئىشقا ئاشۇرۇشقا ئالدىرىغاندەك ئالدىرىسا ئىدى، ئۇلارنىڭ ئەجىلى چوقۇم يەتكەن بولاتتى (يەنى ھالاك بولاتتى). بىز بىلەن مۇلاقات بولۇشنى ئۈمىد قىلمايدىغانلارنى گۇمراھلىقتا تېڭىرقاپ يۈرۈشكە قويۇپ بېرىمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ജനം ഭൌതിക നേട്ടത്തിന് തിടുക്കം കൂട്ടുന്നപോലെ അവര്ക്ക് വിപത്ത് വരുത്താന് അല്ലാഹുവും ധൃതി കാട്ടുകയാണെങ്കില് അവരുടെ കാലാവധി എന്നോ കഴിഞ്ഞുപോയേനെ. എന്നാല്, നാമുമായി കണ്ടുമുട്ടുമെന്ന് കരുതാത്തവരെ അവരുടെ അതിക്രമങ്ങളില് അന്ധമായി വിഹരിക്കാന് നാം അയച്ചുവിടുകയാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ولو يعجل الله للناس اجابه دعائهم في الشر كاستعجاله لهم في الخير بالاجابه لهلكوا فنترك الذين لا يخافون عقابنا ولا يوقنون بالبعث والنشور في تمردهم وعتوهم يترددون حائرين
*15). These introductory remarks are followed by a discourse which comprises the admonition and explanation of certain important points. For a fuller appreciation of the discourse, it is better to take note first of the following points about its background.
First, that the prolonged and acute famine which had virtually destroyed the people of Makka had ended just a little before the revelation of these verses. The famine was so severe that even the most arrogant leaders of the Quraysh had been humbled. As a result, idol-worship had declined and people turned increasingly, with prayer and sincere supplication, to the One True God. The famine was so acute that at one stage Abu Sufyan had approached the Prophet (peace be on him) with a request to implore God to deliver them from the calamity. However, no sooner had the famine ended and heavy rains brought about a rich harvest and prosperity than the Makkans reverted to their old evil habits, to their rebellion against God, to their hostile machinations against
Islam. Those who had turned to God for a short while once again became engrossed in their former apathy and wickedness. (See also al-Nahl 16: 113; al-Mu'minun23: 75-7; andal-Dukhan44: 10-16. See also al-Bukhari,Abwab al-lstisqa , Bab idha istashfa'a al-Mushrikun bi al-Muslimin 'ind al-Qaht -Ed.) Second, whenever the Prophet (peace be on him) warned the Makkans of God' s punishment as a consequence of their rejecting the truth, they retorted by asking: why had God's punishment not befallen them there and then? Why was it being delayed?
In response, the Qur'an states that when it comes to punishing human beings God does not resort to the same haste which He resorts to when He wants to show mercy. The Makkans had seen that God had quickly halted the famine when they had prayed for its removal. They thought that if they were considered by God to be an evil people. He would have afflicted them with a calamitous punishment as soon as they had asked for it, or as soon as they engaged in rebellion against God. But that is not God's way. No matter how rebellious a people become, God grants them ample time to make amends. He also warns them over and over again and grants them a long respite. It is only when leniency has run its full course that His law of retribution comes into action. In sharp contrast to this is the attitude of men of low mettle. This is amply reflected in the ways of the rebellious ones among the Quraysh. When they encountered a disaster, they remembered God and bewailed and bemoaned of the same to Him. As soon as hard times were over, however, they forgot everything about God. It is precisely this kind of behaviour by different nations which invites God's punishment.