- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُۥ عَلَيْكُمْ وَلَآ أَدْرَىٰكُم بِهِۦ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِۦٓ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به ۖ فقد لبثت فيكم عمرا من قبله ۚ أفلا تعقلون
- عربى - التفسير الميسر : قل لهم -أيها الرسول-: لو شاء الله ما تلوت هذا القرآن عليكم، ولا أعلمكم الله به، فاعلموا أنه الحق من الله، فإنكم تعلمون أنني مكثت فيكم زمنًا طويلا من قبل أن يوحيه إليَّ ربي، ومن قبل أن أتلوه عليكم، أفلا تستعملون عقولكم بالتدبر والتفكر؟
- السعدى : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
فإن زعموا أن قصدهم أن يتبين لهم الحق بالآيات التي طلبوا فهم كذبة في ذلك، فإن الله قد بين من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، وهو الذي يصرفها كيف يشاء، تابعا لحكمته الربانية، ورحمته بعباده.
{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا} طويلا {مِنْ قَبْلِهِ} أي: قبل تلاوته، وقبل درايتكم به، وأنا ما خطر على بالي، ولا وقع في ظني.
{أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أني حيث لم أتقوله في مدة عمري، ولا صدر مني ما يدل على ذلك، فكيف أتقوله بعد ذلك، وقد لبثت فيكم عمرا طويلا تعرفون حقيقة حالي، بأني أمي لا أقرأ ولا أكتب، ولا أدرس ولا أتعلم من أحد؟"
فأتيتكم بكتاب عظيم أعجز الفصحاء، وأعيا العلماء، فهل يمكن ـ مع هذا ـ أن يكون من تلقاء نفسي، أم هذا دليل قاطع أنه تنزيل من حكيم حميد؟
فلو أعملتم أفكاركم وعقولكم، وتدبرتم حالي وحال هذا الكتاب، لجزمتم جزما لا يقبل الريب بصدقه، وأنه الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، ولكن إذ أبيتم إلا التكذيب والعناد، فأنتم لا شك أنكم ظالمون.
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} ؟!!
- الوسيط لطنطاوي : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
ثم لقن الله - تعالى - رسوله - صلى الله عليه وسلم - رداص آخر عليهم ، زيادة في تسفيه أفكارهم فقال - تعالى - : ( قُل لَّوْ شَآءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) وقوله : ( وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ ) بمعنى ولا أعلمكم وأخبركم به ، أى : بهذا القرآن . يقال : دريت الشيء وأدراني الله به ، أي أعلمني وأخبرني به .
وأدري فعل ماض ، وفاعله مستتر يعود على الله - عز وجل - والكاف مفعول به .
والمعنى : قل لهم - أيضا - أيها الرسول الكريم - لو شاء الله - تعالى - أن لا أتلو عليكم هذا القرآن لفعل ، ولو شاء أن يجعلكم لا تدرون منه شيئا ، لفعل - أيضا - ، فإن مرد الأمور كلها إليه ، ولكنه - سبحانه - شاء وأراد أن أتلوه عليكم ، وأن يعلمكم به بواسطتي ، فأنا رسول مبلغ ما أمرني الله بتبليغه .
قال القرطبي : " وقرأ ابن كثير : ( أَدْرَاكُمْ بِهِ ) بغير ألف بين اللام والهمزة .
والمعنى : لو شاء الله لأعلمكم به من غير أن أتلوه عليكم فهي لام التأكيد دخلت على ألف أفعل .
وجاءت الآية الكريمة بدون عطف على ما قبلها ، إظهارا لكمال شأن المأمور به ، وإيذاناً باستقلاله ، فإن ما سبق كان للرد على اقتراحهم تبديل القرآن . وهذه الآية للرد على اقتراحهم الإِتيان بغيره .
ومفعول المشيئة محذوف . لأن جزاء الشرط ينبئ عنه ، أى : لو شاء الله عدم تلاوته ما تلوته عليكم :
وقوله : ( فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ ) تعليل للملازمة المستلزمة لكون عدم التلاوة وعدم العلم منوط بمشيئة الله - تعالى - وقوله : ( عُمُراً ) منصوب على الظرفية وهو كناية عن المدة الطويلة . أى : فأنتم تعلمون أني قد مكثت فيما بينكم ، مدة طويلة من الزمان ، قبل أن أبلغكم هذا القرآن ، حفظتم خلالها أحوالي ، وأحطتم خبرا بأقوالي وأفعالي ، وعرفتم أني لم أقرأ عليكم من آية أو سورة مما يشهد أن هذا القرآن إنما هو من عند الله - تعالى - .
والهمزة في قوله ( أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) داخلة على محذوف . وهى للاستفهام التوبيخي .
والتقدير : أجهلتم هذا الأمر الجلي الواضح ، فصرتم لا تعقلون أن أمثال هذه الاقتراحات المتعنتة التى اقترحتموها لا يملك تنفيذها أحد إلا الله - تعالى - .
قال الإِمام الرازي ما ملخصه : "
أمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يرد عليهم بما جاء في هذه الآية وتقريره : أو أولئك الكفار كانوا قد شاهدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أول عمره إلى ذلك الوقت ، وكانوا عالمين بأحواله .وأنه ما طالع كتابا ولا تتلمذ على أستاذ ولا تعلم من أحد ، ثم بعد انقراض أربعين سنة على هذا الوجه ، جاءهم بهذا الكتاب العظيم المشتمل على نفائس علم الأصول ودقائق علم الأحكام ، ولطائف علم الأخلاق ، وأسرار قص الأولين ، وعجز عن معارضته العلماء والفصحاء والبلغاء ، وكل من له عقل سليم فإنه يعرف أن مثل هذا لا يحصل إلا بالوحي والإِلهام من الله - تعالى - .
- البغوى : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ) يعني : لو شاء الله ما أنزل القرآن علي . ( ولا أدراكم به ) أي : ولا أعلمكم الله . قرأ البزي عن ابن كثير : " ولأدراكم به " بالقصر به على الإيجاب ، يريد : ولا علمكم به من غير قراءتي عليكم . وقرأ ابن عباس : " ولا أنذرتكم به " من الإنذار . ( فقد لبثت فيكم عمرا ) حينا وهو أربعون سنة ، ( من قبله ) من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء . ( أفلا تعقلون ) أنه ليس من قبلي ، ولبث النبي صلى الله عليه وسلم فيهم قبل الوحي أربعين سنة ثم أوحى الله إليه فأقام بمكة بعد الوحي ثلاث عشرة سنة ، ثم هاجر فأقام بالمدينة عشر سنين وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة .
وروى أنس : أنه أقام بمكة بعد الوحي عشر سنين وبالمدينة عشر سنين ، وتوفي وهو ابن ستين سنة . والأول أشهر وأظهر .
- ابن كثير : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
ثم قال محتجا عليهم في صحة ما جاءهم به : ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به ) أي : هذا إنما جئتكم به عن إذن الله لي في ذلك ومشيئته وإرادته ، والدليل على أني لست أتقوله من عندي ولا افتريته أنكم عاجزون عن معارضته ، وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني الله عز وجل ، لا تنتقدون علي شيئا تغمصوني به ؛ ولهذا قال : ( فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ) أي : أفليس لكم عقول تعرفون بها الحق من الباطل ؛ ولهذا لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان ومن معه ، فيما سأله من صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال أبو سفيان : فقلت : لا - وقد كان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين ، ومع هذا اعترف بالحق :
والفضل ما شهدت به الأعداء
فقال له هرقل : فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله . !
وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة : بعث الله فينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته ، وقد كانت مدة مقامه ، عليه السلام ، بين أظهرنا قبل النبوة أربعين سنة . وعن سعيد بن المسيب : ثلاثا وأربعين سنة . والصحيح المشهور الأول .
- القرطبى : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
قوله تعالى قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون
قوله تعالى قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به أي لو شاء الله ما أرسلني إليكم فتلوت عليكم القرآن ، ولا أعلمكم الله ولا أخبركم به ; يقال : دريت الشيء وأدراني الله به ، ودريته ودريت به . وفي الدراية معنى الختل ; ومنه دريت الرجل أي ختلته ، ولهذا لا يطلق الداري في حق الله تعالى وأيضا عدم فيه التوقيف . وقرأ ابن كثير : " ولأدراكم به " بغير ألف بين اللام والهمزة ; والمعنى : لو شاء الله لأعلمكم به من غير أن أتلوه عليكم ; فهي لام التأكيد دخلت على ألف أفعل . وقرأ ابن عباس والحسن " ولا أدراتكم به " بتحويل الياء ألفا ، على لغة بني عقيل ; قال الشاعر :
لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقى على الأرض قيسي يسوق الأباعرا
وقال آخر :
ألا آذنت أهل اليمامة طيئ بحرب كناصات الأغر المشهر
قال أبو حاتم : سمعت الأصمعي يقول سألت أبا عمرو بن العلاء : هل لقراءة الحسن " ولا أدراتكم به " وجه ؟ فقال لا . وقال أبو عبيد : لا وجه لقراءة الحسن " ولا أدراتكم به " إلا الغلط . قال النحاس : معنى قول أبي عبيد : لا وجه ، إن شاء الله على الغلط ; لأنه يقال : دريت أي علمت ، وأدريت غيري ، ويقال : درأت أي دفعت ; فيقع الغلط بين دريت ودرأت . قال أبو حاتم : يريد الحسن فيما أحسب " ولا أدريتكم به " فأبدل من الياء ألفا على لغة بني الحارث بن كعب ، يبدلون من الياء ألفا إذا انفتح ما قبلها ; مثل : إن هذان لساحران . قال المهدوي : ومن قرأ " أدرأتكم " فوجهه أن أصل الهمزة ياء ، فأصله " أدريتكم " فقلبت الياء ألفا وإن كانت ساكنة ; كما قال : يايس في ييس وطايئ في طيئ ، ثم قلبت الألف همزة على لغة من قال في العالم العألم وفي الخاتم الخأتم . قال النحاس : وهذا غلط ، والرواية عن الحسن " ولا أدرأتكم " بالهمزة ، وأبو حاتم وغيره تكلم أنه بغير همز ، ويجوز أن يكون من درأت أي دفعت ; أي ولا أمرتكم أن تدفعوا فتتركوا الكفر بالقرآن .
قوله تعالى فقد لبثت فيكم عمرا ظرف ، أي مقدارا من الزمان وهو أربعون سنة . من قبله أي من قبل القرآن ، تعرفونني بالصدق والأمانة ، لا أقرأ ولا أكتب ، ثم جئتكم بالمعجزات .
أفلا تعقلون أن هذا لا يكون إلا من عند الله لا من قبلي .
وقيل : معنى لبثت فيكم عمرا أي لبثت فيكم مدة شبابي لم أعص الله ، أفتريدون مني الآن وقد بلغت أربعين سنة أن أخالف أمر الله ، وأغير ما ينزله علي . قال قتادة : لبث فيهم أربعين سنة ، وأقام سنتين يرى رؤيا الأنبياء ، وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتين وستين سنة .
- الطبرى : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه ، معرِّفَه الحجةَ على هؤلاء المشركين الذين قالوا له : ( ائت بقرآن غير هذا أو بدله) ، (قل) لهم ، يا محمد ، (لو شاء الله ما تلوته عليكم) ، أي: ما تلوت هذا القرآن عليكم ، أيها الناس ، بأن كان لا ينـزله عليَّ فيأمرني بتلاوته عليكم (8) ، (ولا أدراكم به) ، يقول: ولا أعلمكم به ، ( فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله) يقول: فقد مكثت فيكم أربعين سنة من قبل أن أتلوَه عليكم ، ومن قبل أن يوحيه إليّ ربي ، (أفلا تعقلون) ، أني لو كنت منتحلا ما ليس لي من القول، كنت قد انتحلته في أيّام شبابي وحَداثتي ، وقبل الوقت الذي تلوته عليكم؟ فقد كان لي اليوم ، لو لم يوح إليّ وأومر بتلاوته عليكم ، مندوحةٌ عن معاداتكم ، ومتّسَعٌ، في الحال التي كنت بها منكم قبل أن يوحى إلي وأومر بتلاوته عليكم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17581- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (ولا أدراكم به) ، ولا أعلمكم.
17582- حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به) ، يقول: لو شاء الله لم يعلمكموه.
17583- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: (لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به) ، يقول: ما حذَّرتكم به.
17584- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ، وهو قول مشركي أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون) ، لبث أربعين سنة.
17585- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به)، ولا أعلمكم به.
17586- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن، أنه كان يقرأ: (وَلا أَدْرَأْتُكُمْ بِهِ)، يقول: ما أعلمتكم به. (9)
17587- حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (ولا أدراكم به) ، يقول: ولا أشعركم الله به.
* * *
قال أبو جعفر: وهذه القراءة التي حكيت عن الحسن ، عند أهل العربية غلطٌ.
* * *
وكان الفرّاء يقول في ذلك : قد ذكر عن الحسن أنه قال: (وَلا أَدْرَأْتُكُمْ بِهِ). قال: فإن يكن فيها لغة سوى " دريت " و " أدريت "، فلعل الحسن ذهب إليها. وأما أن تصلح من " دريت " أو " أدريت " فلا لأن الياء والواو إذا انفتح ما قبلهما وسكنتا صحتا ولم تنقلبا إلى ألف ، مثل " قضيت " و " دعوت ". ولعل الحسن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها، لأنها تضارع " درأت الحد " ، وشبهه. وربما غلطت العرب في الحرف إذا ضارعه آخر من الهمز فيهمزون غير المهموز. وسمعت امرأة من طيّ تقول: " رثَأْتُ زوجي بأبيات "، ويقولون: " لبّأتُ بالحجّ" و " حلأت السويق " ، فيغلطون، لأن " حلأت "، قد يقال في دفع العطاش، من الإبل، و " لبأت ": ذهبت به إلى " اللبأ " لِبَأ الشاء، و " رثأت زوجي"، ذهبت به إلى " رثأت اللبن " ، إذا أنت حلبت الحليب على الرائب، فتلك " الرثيثة ". (10)
* * *
وكان بعض البصريين يقول: لا وجه لقراءة الحسن هذه لأنها من " أدريت " مثل " أعطيت "، إلا أن لغةً لبني عقيل (11)
: " أعطَأتُ"، يريدون: " أعطيت "، تحوّل الياء ألفًا، قال الشاعر: (12)
لَقَــدْ آذَنَــتْ أَهْـلُ الْيَمَاَمَـةِ طَيِّـئٌ
بِحَــرْبٍ كَنَاصَـاةِ الأَغَـرِّ المُشَـهَّرِ (13)
يريد: كناصية، حكي ذلك عن المفضّل، وقال زيد الخيل:
لَعَمْـرُكَ مَـا أَخْشَـى التَّصَعْلُكَ مَا بَقَا
عَـلَى الأَرْضِ قَيْسِـيٌّ يَسُـوقُ الأَبَاعِرَا (14)
فقال " بقا "، وقال الشاعر : (15)
لَزَجَــرْتُ قَلْبًــا لا يَـرِيعُ لِزَاجِـرٍ
إِنَّ الغَــوِيَّ إِذَا نُهَــا لَــمْ يَعْتِـبِ (16)
يريد " نُهِي". قال: وهذا كله على قراءة الحسن، وهي مرغوب عنها، قال: وطيئ تصيِّر كل ياء انكسر ما قبلها ألفًا، يقولون: " هذه جاراة "، (17)
وفي " الترقوة " " ترقاة " و " العَرْقوة " " عرقاة " . قال: وقال بعض طيئ: " قد لَقَت فزارة " ، حذف الياء من " لقيت " لما لم يمكنه أن يحوّلها ألفًا ، لسكون التاء ، فيلتقي ساكنان. وقال: زعم يونس أن " نَسَا " و " رضا " لغة معروفة، قال الشاعر: (18)
وَأُبْنِيْـتُ بِـالأَعْرَاض ذَا الْبَطْـنِ خالِدًا
نَسَــا أوْ تَنَاسَــى أَنْ يَعُـدَّ المَوَالِيَـا
* * *
ورُوي عن ابن عباس في قراءة ذلك أيضًا روايةٌ أخرى، وهي ما:-
17588- حدثنا به المثنى قال ، حدثنا المعلى بن أسد قال ، حدثنا خالد بن حنظلة عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس : أنه كان يقرأ: ( قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ).
* * *
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا نستجيزُ أن نعدوها ، (19) هي القراءة التي عليها قراء الأمصار: ( قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ )، بمعنى: ولا أعلمكم به، ولا أشعركم به.
-------------------------
الهوامش :
(8) انظر تفسير " تلا " فيما سلف ص : 40 ، رقم : 1 .
(9) في المخطوطة : " ولا أدرأكم " ، وفي المطبوعة : " ولا أدراتكم " ، بغير همز ، والصواب ما أثبت ، كما نص عليه ابن خالويه في شواذ القراءات ص : 56 : " بالهز والتاء " ، ومعاني القرآن للفراء .
(10) هذا نص الفراء بتمامه في معاني القرآن 1 : 459 ، مع خلاف يسير في حروف قليلة .
(11) في المطبوعة : " لغة بني عقيل " ، والصواب ما في المخطوطة ، باللام .
(12) هو حريث بن عناب ( بالنون ) الطائي .
(13) نوادر أبي زيد : 124 ، والمعاني الكبير : 1048 ، واللسان ( نصا ) .
(14) نوادر أبي زيد : 68 ، وقبله
أُنْبِئْــتُ أَنَّ ابْنًــا لِتَيْمَــاءَ هَهَنَــا
تَغَنَّــى بِنَــا سَـكْرَانَ أَوْ مُتَسَـاكِرًا
يَحُــضُّ عَلَيْنَــا عَـامِرًا , وِإَخالُنَـا
سَــنُصْبِحُ أَلْفًـا ذَا زَوَائِـدَ , عـامِرًا
قال أو زيد : " يقول : لا أخشى ما بقي قيس يسوق إبلا ، لأني أغير عليهم " .
(15) هو لبيد .
(16) ديوانه قصيدة رقم : 61 ، والأغاني 15 : 134 ( ساسي ) ، من مرثية أخيه أربد ، وقبله :
طَــرِبَ الفُـؤَادُ وَلَيْتَـهُ لَـمْ يُطْـرَبِ
وَعَنَــاهُ ذِكْـرَى خُلَّـةٍ لـم تَصْقَـبِ
سَـفَهًا , وَلَـوْ أنّـي أطَعـتُ عَوَاذِلِي
فيمــا يُشِـرْنَ بِـهِ بِسَـفْحِ المِـذْنِبِ
لَزَجَـــــرْتُ قَلْبًـــــا . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والذي أثبته هو نص المخطوطة ، أما المطبوعة ، فإنه لم يحسن معرفة الشعر ، فكتبه هكذا : " زجرت له : و " أعتب " ، آب إلى رضى من يعاتبه .
(17) يعني في "
جارية " .(18) لم أعرف قائله ، ولم أجد البيت في مكان آخر .
(19) في المطبوعة : "
لا أستجيز أن تعدوها " ، وأثبت ما في المخطوطة . - ابن عاشور : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
هذا جواب عن لازم اقتراحهم وكنايتهِ عن رميهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذب عن الله فيما ادعى من إرساله وإنزال القرآن عليه كما تقدم في الجواب قبله . ولكونه جواباً مستقلاً عن معنى قصدوه من كلامهم جاء الأمر به مفصولاً عن الأول غير معطوف عليه تنبيهاً على استقلاله وأنه ليس بتكملة للجواب الأول .
وفي هذا الجواب استدلال على أنه مرسل من الله تعالى ، وأنه لم يختلق القرآن من عنده بدليللٍ التفَّتْ في مطاويه أدلة ، وقد نظم فيه الدليل بانتفاء نقيض المطلوب على إثبات المطلوب ، إذ قوله : { لو شاء الله ما تلوته } تقديره لو شاء الله أن لا أتلوه عليكم ما تلوتُه . فإن فعل المشيئة يكثر حذف مفعوله في جملة الشرط لدلالة الجزاء عليه ، وإنما بني الاستدلال على عدم مشيئة الله نفي تلاوته لأن ذلك مدَّعى الكفار لزعمهم أنه ليس من عند الله ، فكان الاستدلال إبطالاً لدعواهم ابتداء وإثباتاً لدعواه مآلا . وهذا الجمع بين الأمرين من بديع الاستدلال ، أي لو شاء الله أن لا آتيكم بهذا القرآن لما أرسلني به ولبقيت على الحالة التي كنت عليها من أول عمري .
والدليل الثاني مطوي هو مقتضى جواب ( لو ) ، فإن جواب ( لو ) يقتضي استدراكاً مطرداً في المعنى بأن يثبت نقيض الجواب ، فقد يُستغنى عن ذكره وقد يذكر ، كقول أبَي بن سُلْمِي بن ربيعة
: ... فلو طَار ذو حافر قبلها
لطارت ولكنه لم يطر ... فتقديره هنا : لو شاء الله ما تلوته لكنني تلوته عليكم . وتلاوته هي دليل الرسالة لأن تلاوته تتضمن إعجازه علمياً إذ جاء به من لم يكن من أهل العلم والحكمة ، وبلاغياً إذ جاء كلاماً أعجز أهل اللغة كلهم مع تضافرهم في بلاغتهم وتفاوت مراتبهم ، وليس من شأن أحد من الخلق أن يكون فائقاً على جميعهم ولا من شأن كلامه أن لا يستطيع مثلَه أحد منهم .
ولذلك فُرعت على الاستدلال جملةُ : { فقد لبثت فيكم عُمراً من قبله أفلا تعقلون } تذكيراً لهم بقديم حاله المعروفة بينهم وهي حال الأمية ، أي قد كنت بين ظهرانيكم مدة طويلة ، وهي أربعون سنة ، تشاهدون أطوار نشأتي فلا ترون فيها حالة تشبه حالة العظمةِ ، والكمال المتناهي الذي صار إليه لما أوحَى الله إليه بالرسالة ، ولا بلاغة قول واشتهاراً بمقاولة أهل البلاغة والخطابة والشعر تشبه بلاغة القول الذي نطق به عن وحي القرآن ، إذ لو كانت حالته بعد الوحي حالاً معتاداً وكانت بلاغة الكلام الذي جاء به كذلك لكان له من المقدمات من حين نشأته ما هو تهيئة لهذه الغاية وكان التخلق بذلك أطواراً وتدرجاً . فلا جرم دل عدم تشابه الحالين على أن هذا الحال الأخير حال رَباني محض ، وأن هذا الكلام موحًى إليه من عند الله ليس له بذاته عمل فيه .
فما كان هذا الكلام دليلاً على المشركين وإبطالاً لادعائهم إلا لَما بني على تلاوة القرآن فكان ذكر القرآن في الاستدلال هو مناطه ، ثم لما فرع عليه جملة : { فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون } إذ كان تذكيراً لهم بحاله قبل أن يتلو عليهم القرآن ولولا ذانك الأمران لعاد الاستدلال مصادرة ، أي استدلالاً بعين الدعوى لأنهم ينهَض لهم أن يقولوا حينئذٍ : ما أرسلك الله إلينا وقد شاء أن لا يرسلك إلينا ولكنك تقولت على الله ما لم يقله .
فهذا بيان انتظام هذا الدليل من هذه الآية .
وقد آل الدليل بهذا الوجه إلى الاستدلال عليهم بمعجزة القرآن والأمية . ولكلمة { تلوته } هنا من الوقع ما ليس لغيرها لأنها تتضمن تالياً كلاماً ، ومتلواً ، وباعثاً بذلك المتلو .
فبالأول : تشير إلى معجزة المقدرة على تلاوة الكتاب مع تحقق الأمية لأن أسلوب الكتب الدينية غير الأسلوب الذي عرفه العرب من شعرائهم وخطبائهم .
وبالثاني : تشير إلى القرآن الذي هو معجزة دالة على صدق الآتي به لما فيه من الحقائق والإرشاد الديني الذي هو من شأن أنبياء الأديان وعلمائها ، كما قال تعالى : { وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون } [ العنكبوت : 48 ، 49 ].
وبالثالث : تشير إلى أنه كلام من عند الله تعالى ، فانتظمت بهذا الاستدلال دلالة صدق النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته عن الله تعالى .
والتلاوة : قراءة المكتوب أو استعراض المحفوظ ، فهي مشعرة بإبلاغ كلام من غير المبلِّغ . وقد تقدمت عند قوله تعالى : { واتَّبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } في سورة [ البقرة : 102 ] ، وعند قوله : { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً } في سورة [ الأنفال : 2 ].
و { أدراكم } عَرَّفكم . وفعل الدراية إذا تعلق بذات يتعدى إليها بنفسه تارة وبالباء أيضاً ، يقال : دَريته ودريت به . وقد جاء في هذه الآية على الاستعمال الثاني وهو الأكثر في حكاية سيبويه .
قرأ الجمهور { ولا أدراكم به } بحرف النفي عطفاً على { ما تلوته عليكم } أي لو شاء الله ما أمرني بتلاوة القرآن عليكم ولا أعلمكم الله به . وقرأه البزي عن ابن كثير في إحدى روايتين عنه بلام ابتداء في موضع لا النافية ، أي بدون ألِف بعد اللام فتكون عطفاً على جواب ( لو ) فتكون اللام لاماً زائدة للتوكيد كشأنها في جواب ( لو ). والمعنى عليه : لو شاء الله ما تلوته عليكم ولو شاء لجعلكم تدرون معانيه فلا تكذِبوا .
وتفريع جملة : { فقد لبثت فيكم } تفريع دليللِ الجملة الشرطية وملازمتها لطَرَفَيها .
والعُمُر : الحياة . اشتق من العُمران لأن مدة الحياة يَعْمُر بها الحي العالم الدنيوي .
ويطلق العُمر على المدة الطويلة التي لو عاش المرء مقدارها لكان قد أخذ حظه من البقاء . وهذا هو المراد هنا بدليل تنكير { عُمرا } وليس المراد لبثت مدة عُمري ، لأن عمره لم ينته بل المراد مدة قدْرها قدْر عُمُرٍ متعارَف ، أي بقدر مدة عُمر أحد من الناس . والمعنى لبثت فيكم أربعين سنة قبل نزول القرآن .
وانتصب { عمراً } على النيابة عن ظرف الزمان ، لأنه أريد به مقدار من الزمان .
واللبث : الإقامة في المكان مدة . وتقدم في قوله تعالى : { قال كم لبثتَ } في سورة [ البقرة : 259 ].
والظرفية في قوله فيكم } على معنى في جماعتكم ، أي بيْنكم .
و ( قبل ) و ( بعد ) إذا أضيفاً للذوات كان المراد بعض أحوال الذات مما يدل عليه المقام ، أي من قبللِ نزوله . وضمير ( قبله ) عائد إلى القرآن .
وتفريع جملة : { أفلا تعقلون } على جملة الشرط وما تفرع عليها تفريع للإنكار والتعجب على نهوض الدليل عليهم ، إذ قد ظهر من حالهم ما يجعلهم كمن لا يعقل . ولذلك اختير لفظ { تعقلون } لأن العقل هو أول درجات الإدراك . ومفعول { تعقلون } إما محذوف لدلالة الكلام السابق عليه . والتقدير أفلا تعقلون أنَّ مثل هذا الحال من الجمع بين الأمية والإتيان بهذا الكتاب البديع في بلاغته ومعانيه لا يكون إلا حال من أفاض الله عليه رسالته إذ لا يتأتى مثله في العادة لأحد ولا يتأتى ما يقاربه إلا بعد مدارسة العلماء ومطالعة الكتب السالفة ومناظرة العلماء ومحاورة أهل البلاغة من الخطباء والشعراء زمناً طويلاً وعُمراً مديداً ، فكيف تأتَّى ما هو أعظم من ذلك المعتادِ دَفعةً لمن قضى عمره بينهم في بلاده يرقبون أحواله صباح مساءَ ، وما عُرف بلدهم بمزاولة العلوم ولا كان فيهم من أهل الكتاب إلا من عَكف على العبادة وانقطع عن معاشرة الناس .
وإما أن ينزل { تعقلون } منزلة اللازم فلا يقدّر له مفعول ، أي أفلا تكونون عاقلين ، أي فتعرفوا أن مثل هذا الحال لا يكون إلا من وحي الله .
- إعراب القرآن : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
«قُلْ» أمر وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «لَوْ» حرف شرط غير جازم «شاءَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة ابتدائية «ما» نافية «تَلَوْتُهُ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «عَلَيْكُمْ» متعلقان بتلوته «وَلا» الواو عاطفة ولا نافية «أَدْراكُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة «بِهِ» متعلقان بأدراكم «فَقَدْ» الفاء استئنافية وقد حرف تحقيق «لَبِثْتُ» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «فِيكُمْ» متعلقان بلبثت «عُمُراً» ظرف زمان متعلق بلبثت «مِنْ قَبْلِهِ» متعلقان بلبثت «أَفَلا» الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ولا نافية «تَعْقِلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : Say "If Allah had willed I would not have recited it to you nor would He have made it known to you for I had remained among you a lifetime before it Then will you not reason"
- English - Tafheem -Maududi : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(10:16) Tell them: 'Had Allah so willed, I would not have recited the Qur'an to you, nor would Allah have informed you of it. I have spent a lifetime among you before this. Do you, then, not use your reason? *21
- Français - Hamidullah : Dis Si Allah avait voulu je ne vous l'aurais pas récité et Il ne vous l'aurait pas non plus fait connaître Je suis bien resté avant cela tout un âge parmi vous Ne raisonnez-vous donc pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag Wenn Allah wollte würde ich ihn euch nicht verlesen und Er würde euch nicht davon Kenntnis geben Ich habe doch vordem ein Leben lang unter euch verweilt Begreift ihr denn nicht
- Spanish - Cortes : Di Si Alá hubiera querido yo no os lo habría recitado y Él no os lo habría dado a conocer Antes de él he permanecido una vida con vosotros ¿Es que no razonáis
- Português - El Hayek : Dize Se Deus quisesse não volo teria eu recitado nem Ele volo teria dado a conhecer porque antes de sua revelaçãopassei a vida entre vós Não raciocinais ainda
- Россию - Кулиев : Скажи Если бы Аллах пожелал то я не стал бы читать его вам и Он не стал бы обучать вас ему Прежде я прожил с вами целую жизнь Неужели вы не разумеете
- Кулиев -ас-Саади : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
Скажи: «Если бы Аллах пожелал, то я не стал бы читать его вам, и Он не стал бы обучать вас ему. Прежде я прожил с вами целую жизнь. Неужели вы не разумеете?»- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Allah dileseydi ben onu size okumazdım size de bildirmemiş olurdu Daha önce yıllarca aranızda bulundum hiç düşünmüyor musunuz"
- Italiano - Piccardo : Di' “Se Allah avesse voluto non ve lo avrei recitato ed Egli non ve lo avrebbe fatto conoscere Sono rimasto tutta una vita tra voi prima di questo non riflettete dunque”
- كوردى - برهان محمد أمين : پێیان بڵێ ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم ئهگهر خوا بیویستایه ئهوه قورئانم بهسهردا نهدهخوێندهوه خوایش ئاگاداری نهدهکردن پێی چونکه بهڕاستی ئاشکرایه کهمن تهمهنێکی دوورو درێژم لهناوتاندا بهسهر بردووه پێش هاتنی قورئان بێ ئهوهی وشهیهک لهم قورئانه بزانم کهواته بۆچی عهقڵ وبیرو هۆشتان ناخهنهکار کهسێکی نهخوێندهوار تا تهمهنی چل ساڵی هیچ نهڵێت بهمهرجێک ناو بانگی دهرکرد بێت بهڕاستگۆیی و ئهمینداری کهچی لهو تهمهنه بهدواوه ئهم قورئانه ڕێک و پێکه ڕابگهیهنێت ئایا ڕهوا نیه ههر کهس دهیبیستێت خێرا بڕوا بهێنێت بهنێرهری قورئان و ئهو کهسهش کهبۆی ڕهوانهکراوه
- اردو - جالندربرى : یہ بھی کہہ دو کہ اگر خدا چاہتا تو نہ تو میں ہی یہ کتاب تم کو پڑھ کر سناتا اور نہ وہی تمہیں اس سے واقف کرتا۔ میں اس سے پہلے تم میں ایک عمر رہا ہوں اور کبھی ایک کلمہ بھی اس طرح کا نہیں کہا بھلا تم سمجھتے نہیں
- Bosanski - Korkut : Reci "Da Allah nije htio ja vam ga ne bih kazivao niti bi vas On s njim upoznao Ta ja sam prije poslanstva dugo među vama boravio – zar ne shvaćate"
- Swedish - Bernström : Säg "Om Gud så hade velat skulle jag inte ha läst upp för er [något ur] denna [Skrift] och Han skulle inte ha låtit den komma till er kännedom [på annat sätt] Jag har levt hela mitt liv bland er innan [uppenbarelsen kom till mig] Använder ni inte ert förstånd"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Jikalau Allah menghendaki niscaya aku tidak membacakannya kepadamu dan Allah tidak pula memberitahukannya kepadamu" Sesungguhnya aku telah tinggal bersamamu beberapa lama sebelumnya Maka apakah kamu tidak memikirkannya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
(Katakanlah, "Jika Allah menghendaki, niscaya aku tidak membacakannya kepada kalian dan aku tidak pula memberitahukan kepada kalian) mengajarkan kepada kalian (mengenainya) huruf laa di sini bermakna nafi atau meniadakan, kemudian diathafkan kepada nafi yang sebelumnya. Menurut qiraat yang lain dianggap sebagai lam yang menjadi jawab daripada huruf lau, dengan demikian berarti niscaya aku akan mengajarkannya kepada kalian dengan bahasa yang bukan bahasaku (Sesungguhnya aku telah tinggal) diam (bersama dengan kalian beberapa lama) yaitu empat puluh tahun (sebelumnya.") selama itu aku belum pernah menceritakan sesuatu kepada kalian (Maka apakah kalian tidak memikirkannya?) bahwasanya Alquran itu bukanlah buatanku sendiri.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বলে দাও যদি আল্লাহ চাইতেন তবে আমি এটি তোমাদের সামনে পড়তাম না আর নাইবা তিনি তোমাদেরেকে অবহিত করতেন এ সম্পর্কে। কারণ আমি তোমাদের মাঝে ইতিপূর্বেও একটা বয়স অতিবাহিত করেছি। তারপরেও কি তোমরা চিন্তা করবে না
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இதை நான் உஙக்ளுக்கு ஓதிக் காட்டக்கூடாது என்று அல்லாஹ் நாடியிருந்தால் இதனை நான் உங்களிடம் ஓதிக் காண்பித்திருக்க மாட்டேன்; மேலும் அதைப் பற்றி உங்களுக்கு அவன் அறிவித்திருக்கமாட்டான்; நிச்சயமாக நாம் இதற்கு முன்னர் உங்களிடையே நீண்ட காலம் வசித்திருக்கிறேன் இதை நீங்கள் விளங்கிக் கொள்ள வேண்டாமா" என்று நபியே நீர் கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิดมุฮัมมัด “หากอัลลอฮ์ทรงประสงค์ ฉันจะไม่อ่านอัลกุรอานแก่พวกท่าน และพระองค์จะไม่ให้พวกท่านได้รู้อัลกุรอานนั้น แน่นอนฉันได้มีอายุอยู่ในหมู่พวกท่านมาก่อนนั้น พวกท่านไม่ใช้สติปัญญาคิดบ้างหรือ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Агар Аллоҳ хоҳлаганида уни сизларга тиловат қилмас эдим ва У зот ҳам уни сизларга ўргатмас эди Батаҳқиқ мен орангизда ундан олдин ҳам умр кечирдим Ақл ишлатиб кўрмайсизларми деб айт
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:假若真主意欲,我一定不向你们宣读这部经,真主也不使你们了解其意义。在降示这部经之前,我确已在你们中间度过了大半生了,难道你们不明理吗?
- Melayu - Basmeih : Katakanlah wahai Muhammad "Jika Allah kehendaki supaya aku tidak membacakan AlQuran ini kepada kamu tentulah aku tidak dapat membacakannya kepada kamu dan tentulah Ia tidak memberitahu kamu akan AlQuran ini dengan perantaraanku; kerana sesungguhnya aku telah tinggal dalam kalangan kamu satu masa yang lanjut dan kamu pula mengenal aku sebagai seorang yang amanah sebelum turunnya AlQuran ini; maka mengapa kamu tidak mahu memikirkannya"
- Somali - Abduh : Waxaad Dhahdaa Hadduu doono Eebe idnikiima Akhriycen idinmana Ogaysiiyeen isaga waxaan ku Nagaaday Dhexdiinna ka hor Cimri ee Meyeydaan wax kasayn
- Hausa - Gumi : Ka ce "Dã Allah Ya so dã ban karanta shi ba a kanku kuma dã ban sanar da kũ ba gameda shi dõmin lalle ne nã zauna a cikinku a zãmani mai tsawo daga gabãnin fãra saukar sa Shin fa bã ku hankalta"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Mwenyezi Mungu angeli taka nisingeli kusomeeni wala nisingeli kujuvyeni Kwani nalikwisha kaa nanyi umri mzima kabla yake Basi je Hamzingatii
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaj “Sikur të kishte dashur Perëndia unë nuk do t’jua mësoja dhe as që do të bënte Ai që ta mësoni ju atë Unë kam jetuar një kohë të gjatë në mesin tuaj – para Pejgamberllëkut a nuk po mendoni”
- فارسى - آیتی : بگو: اگر خدا مىخواست من آن را بر شما تلاوت نمىكردم و شما را از آن آگاه نمىساختم. و پيش از اين در ميان شما عمرى زيستهام. چرا به عقل در نمىيابيد؟
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «агар Худо мехост, ман онро бар шумо тиловат намекардам ва шуморо аз он огоҳ намесохтам. Ва пеш аз ин дар миёни шумо умре зистаам. Чаро ба ақл дарнамеёбед?»
- Uyghur - محمد صالح : «ئەگەر اﷲ ئىرادە قىلسا، سىلەرگە ئۇنى (يەنى قۇرئاننى) تىلاۋەت قىلماس ئىدىم، اﷲ مۇ ئۇنى (مەن ئارقىلىق) سىلەرگە بىلدۈرمەس ئىدى. ئاراڭلاردا ئۇنىڭدىن (يەنى قۇرئان نازىل بولۇشتىن) ئىلگىرى ئۇزۇن زامان تۇردۇم، (مۆجىزە بولغان بۇ قۇرئاننىڭ پەقەت اﷲ تەرىپىدىن نازىل بولغانلىقىنى بىلىشكە) ئەقلىڭلارنى ئىشلەتمەمسىلەر؟» دېگىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പറയുക: "അല്ലാഹു ഇച്ഛിച്ചിരുന്നെങ്കില് ഞാനിത് നിങ്ങളെ ഓതിക്കേള്പ്പിക്കുമായിരുന്നില്ല. ഇതിനെക്കുറിച്ച് നിങ്ങളെ അറിയിക്കുകപോലുമില്ലായിരുന്നു. ഇതിനുമുമ്പ് കുറേക്കാലം ഞാന് നിങ്ങള്ക്കിടയില് കഴിഞ്ഞുകൂടിയതാണല്ലോ. നിങ്ങള് ആലോചിക്കുന്നില്ലേ?”
- عربى - التفسير الميسر : قل لهم ايها الرسول لو شاء الله ما تلوت هذا القران عليكم ولا اعلمكم الله به فاعلموا انه الحق من الله فانكم تعلمون انني مكثت فيكم زمنا طويلا من قبل ان يوحيه الي ربي ومن قبل ان اتلوه عليكم افلا تستعملون عقولكم بالتدبر والتفكر
*21). This is indeed a very weighty argument in refutation of the unbelievers' allegation that the Prophet (peace be on him) had himself authored the Qur'an and subsequently ascribed it to God. So far as other arguments are concerned, they might be considered as somewhat remote. But the argument based on the life and character of the Prophet (peace be on him) was particularly weighty since the Makkans were thoroughly familiar with the whole of his life. Before his designation as a Prophet, he had spent a full forty years in their midst. He was born in their city. They had observed his childhood, and then his youth, and it was in their city that he had reached his middle age. He had also had a variety of dealings with them. He had had social interaction, business transactions, matrimonial ties, and relationships of every conceivable nature with his people so that no aspect of his life was hidden from their view. Could there be a more powerful testimony to the truth of his claim to prophethood than his blameless life and character?
Two things about the life of the Prophet (peace be on him) were especially clear and were quite well known to all Makkans. First, that during the forty years of his life before his designation as a Prophet, he had received no instruction from, or even enjoyed the company of learned people which could have served as the source of the ideas which began to flow, as would a stream, from his lips as soon as he claimed, at the age of forty, that he had been designated as a Prophet. Before that he was never seen to have been concerned with the problems, or to have discussed the subjects, or to have expressed the ideas which frequently recur in the Qur'an. In fact none of his closest friends and relatives had foreseen in his pre-Prophetic life any signs indicative of the great message which he suddenly started to preach at the age of forty. These pieces of evidence, taken together, provide incontrovertible evidence that the Qur'an is not a product of the Prophet's mind; that it had come to the Prophet (peace be on him) from without. For no human being can produce something for which traces of growth and evolution are not found in the earlier period of his life.
This explains the fact that when some of the more crafty Makkan unbelievers realized the sheer absurdity of their allegation that the Prophet (peace be on him) was the author of the Qur'an, they chose to propagate that there must be some other person who had taught the Prophet (peace be on him) the Qur'an. Such a statement, however, was even more preposterous since they failed to convincingly point out who that other person was who was the true source of the Qur'an. Even leaving aside Makka, the fact is that there was not a single person throughout the length and breadth of Arabia who possessed the competence needed for the authorship of the Qur'an. Had such an extraordinary person existed, how could he have remained hidden from the sight of others?
Second, the pre-Prophetic life of Muhammad (peace be on him) clearly shows him to be a man of exceptionally high moral character for there was not the least trace of any evil - whether lies, deceit, vile cunning or trickery. On the contrary, all those who came into contact with the Prophet (peace be on him) were impressed by him as a person of flawless character, as one utterly truthful and trustworthy.
An illustration in point is the incident related in connection with the re-building of the Ka'bah five years before his designation as a Prophet. There was a serious dispute between the various families of the Quraysh on the question as to who should have the privilege of placing the Black Stone in its place in the edifice of the Ka'bah, In order to reach an amicable accord, they resolved that they would abide by the ruling given by the first person who entered the Ka'bah the following day. The next day people saw it was the Prophet (peace be on him) who was the first to enter. They exclaimed: 'Here is a trustworthy man (amin). We agree [to follow his ruling]. He is Muhammad.' (Ibn Sa'd, al-Tabaqat, vol. 1, p. 146 - Ed.) Thus, before designating
Muhammad (peace be on him) as a Prophet, God had the whole body of the Quraysh testify to his trustworthiness. No room was left, therefore, for suspecting that he who had never resorted to lying or deceit throughout his life would suddenly resort to fabricating a gigantic lie; that he would first compose something, then deny that it was his work, and would then ascribe it to God.
In view of the above, God directs the Prophet (peace be on him) to ask the unbelievers to use their brains before levelling such a stupid allegation against him. For the Prophet (peace be on him) was after all no stranger to them; he had spent virtually a whole lifetime in their midst. In view of the well-known and uniformly high level of his conduct and character, how could it even be conceived that he would falsely ascribe the Qur'an to God if God had not actually revealed it to him. (For further elaboration see al-Qasas 28, n. 109.)