- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ۚ ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون
- عربى - التفسير الميسر : كان الناس على دين واحد وهو الإسلام، ثم اختلفوا بعد ذلك، فكفر بعضهم، وثبت بعضهم على الحق. ولولا كلمة سبقت من الله بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم لقُضِيَ بينهم: بأن يُهْلك أهل الباطل منهم، وينجي أهل الحق.
- السعدى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
أي: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً} متفقين على الدين الصحيح، ولكنهم اختلفوا، فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم، {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بأن ننجي المؤمنين، ونهلك الكافرين المكذبين، وصار هذا فارقا بينهم {فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ولكنه أراد امتحانهم وابتلاء بعضهم ببعض، ليتبين الصادق من الكاذب.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
ثم بين - سبحانه - أن عبادة الناس لغيره - تعالى - إنما حدثت بعد أن اختلفووا واتبعوا الهوى . فقال :
( وَمَا كَانَ الناس إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فاختلفوا . . . )
المراد بالناس : الجنس البشرى كله فى جملته ، فإنهم كانوا أمة واحدة . ثم كثروا وتفرقوا وصاروا شعوبا وقبائل .
ويرى بعض المفسرين أن المراد بالناس هنا : العرب خاصة ، فإنهم كانوا حنفاء على ملة إبراهيم ، إلى أن ظهر فيهم عمرو بن لحى الذي ابتدع لهم عبادة الأصنام .
قال الآلوسى : " قوله ( وَمَا كَانَ الناس إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فاختلفوا ) أى : وما كان الناس كافة من أول الأمر إلا متفقين على الحق والتوحيد من غير اختلاف ، وروى هذا عن ابن عباس والسدى ومجاهد . . وذلك من عهد آدم - عليه السلام - إلأى أن قتل قابيل هابيل . وقيل إلى زمن إدريس - عليه السلام - وقيل إلى زمن نوح . وقيل كانا كذلك فى زمنه - عليه السلام - بعد أن لم يبق على الأرض من الكافرين ديار إلى أن ظهر بينهم الكفر .
وقيل : من لدن إبراهيم - عليه السلام - إلى أن أظهر عمرو بن لحي عبادة الأصنام ، وهو المروى عن عطاء . وعليه فالمراد من الناس العرب خاصة ، وهو الأنسب بإبراد الآية الكريمة إثر حكاية ما حكى عنهم من رذائل ، وتنزيه ساحة الكبرياء عن ذلك .
وقوله : ( فاختلفوا ) أى ما بين ضال ومهتد ، فبعث الله إليهم رسله ، ليبشروا المهتدين بجزيل الثواب ، ولينذروا الضالين بسوء العقاب .
والفاء للتعقيب ، وهى لا تنافي امتداد زمان اتفاقهم على الحق ، لأن المراد بيان أن ووقع الاختلاف بينهم إنما حدث عقيب انتهاء مدة الاتفاق ، لا عقيب حدوثه .
والمراد بالكلمة فى قوله : ( وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ . . . ) ما قضاه الله - تعالى - وأراده من تأخير الحكم بين المؤمنين وغيرهم إلى يوم القيامة .
أى : ولولا كلمة سبقت من ربك بتأخير القضاء بين الطائعين والعاصين إلى يوم القيامة ، لقضي بينهم - سبحانه - فى هذه الدنيا . فيما كانوا يختلفون فيه وذلك بأن يعجل للكافرين والعصاة العقوبة فى الدنيا قبل الآخرة ، ولكنه - سبحانه - اقتضت حكمته عدم تعجيل العقوبة فى الدنيا ، وأن يجعل الدار الآخرة هي دار الجزاء والثواب والعقاب .
وقد تضمنت هذه الآية الكريمة الوعيد الشديد على الاختلاف المؤدي إلى التفرقة فى الدين ، وإلى الشقاق والنزاع ، كما تضمنت تسلية الرسول - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه من قومه : فكأنه - سبحانه - يقول إن الاختلاف من طبيعة البشر ، فلا تنتظر من الناس جميعا أن يكونوا مؤمنين .
- البغوى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
قوله تعالى : ( وما كان الناس إلا أمة واحدة ) أي : على الإسلام . وقد ذكرنا الاختلاف فيه في سورة البقرة ( فاختلفوا ) وتفرقوا إلى مؤمن وكافر ، ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بأن جعل لكل أمة أجلا . وقال الكلبي : هي إمهال هذه الأمة وأنه لا يهلكهم بالعذاب في الدنيا ، ( لقضي بينهم ) بنزول العذاب وتعجيل العقوبة للمكذبين ، وكان ذلك فصلا بينهم ، ( فيما فيه يختلفون ) وقال الحسن : ولولا كلمة سبقت من ربك مضت في حكمه أنه : لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه بالثواب والعقاب دون القيامة ، لقضي بينهم في الدنيا فأدخل المؤمن الجنة والكافر النار ، ولكنه سبق من الله الأجل فجعل موعدهم يوم القيامة .
- ابن كثير : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
ثم أخبر تعالى أن هذا الشرك حادث في الناس ، كائن بعد أن لم يكن ، وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد ، وهو الإسلام ؛ قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام ، ثم وقع الاختلاف بين الناس ، وعبدت الأصنام والأنداد والأوثان ، فبعث الله الرسل بآياته وبيناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة ، ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ) [ الأنفال : 42 ] .
وقوله : ( ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ) أي : لولا ما تقدم من الله تعالى أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ؛ وأنه قد أجل الخلق إلى أجل معدود لقضى بينهم فيما فيه اختلفوا ، فأسعد المؤمنين ، وأعنت الكافرين .
- القرطبى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
قوله تعالى وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون تقدم في " البقرة " معناه فلا معنى للإعادة . وقال الزجاج : هم العرب كانوا على الشرك . وقيل : كل مولود يولد على الفطرة ، فاختلفوا عند البلوغ . ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون إشارة إلى القضاء والقدر ; أي لولا ما سبق في حكمه أنه لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه بالثواب والعقاب دون القيامة لقضي بينهم في الدنيا ، فأدخل المؤمنين الجنة بأعمالهم والكافرين النار بكفرهم ، ولكنه سبق من الله الأجل مع علمه بصنيعهم فجعل موعدهم القيامة ; قاله الحسن . وقال أبو روق : لقضي بينهم لأقام عليهم الساعة . وقيل : لفرغ من هلاكهم . وقال الكلبي : " الكلمة " أن الله أخر هذه الأمة فلا يهلكهم بالعذاب في الدنيا إلى يوم القيامة ، فلولا هذا التأخير لقضي بينهم بنزول العذاب أو بإقامة الساعة . والآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم في تأخير العذاب عمن كفر به . وقيل : الكلمة السابقة أنه لا يأخذ أحدا إلا بحجة وهو إرسال الرسل ; كما قال : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقيل : الكلمة قوله : سبقت رحمتي غضبي ولولا ذلك لما أخر العصاة إلى التوبة . وقرأ عيسى " لقضى " بالفتح .
- الطبرى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وما كان الناس إلا أهل دين واحد وملة واحدة فاختلفوا في دينهم، فافترقت بهم السبل في ذلك ، ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) ، يقول: ولولا أنه سبق من الله أنه لا يهلك قوما إلا بعد انقضاء آجالهم ، " لقضي بينهم فيما فيه يختلفون " يقول: لقضي بينهم بأن يُهلِك أهل الباطل منهم، وينجي أهل الحق . (28)
* * *
وقد بينا اختلاف المختلفين في معنى ذلك في " سورة البقرة "، وذلك في قوله: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ، [سورة البقرة: 213] ، وبينا الصواب من القول فيه بشواهده ، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع. (29)
17589- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا) ، حين قتل أحدُ ابني آدم أخاه.
17590- حدثني المثنى قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، بنحوه.
17591- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
-------------------------
الهوامش :
(28) انظر تفسير " قضى " فيما سلف من فهارس اللغة ( قضى ) .
(29) انظر ما سلف 4 : 275 - 280 .
- ابن عاشور : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
ة معترضة بين جملة [ يونس : 18 ] وجملة : { ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه } [ يونس : 20 ]. ومناسبة الاعتراض قوله : { قل أتنبئون الله بما لا يعلم } لأن عبادة الأصنام واختراع صفة الشفاعة لها هو من الاختلاف الذي أحدثه ضلال البشر في العقيدة السليمة التي فطر الله الناس عليها في أول النشأة ، فهي مما يشمله التوبيخ الذي في قوله : { أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } [ يونس : 18 ].
وصيغة القصر للمبالغة في تأكيد الخبر لأنه خبر مهم عجيب هو من الحِكم العُمرانية والحقائق التاريخية بالمكان الأسمى ، إذ القصر تأكيد على تأكيد باعتبار اشتماله على صيغتي إثبات للمثبَت ونفي عما عداه ، فهو أقوى من تأكيد رد الإنكار ، ولذلك يؤذن برد إنكار شديد .
وحسَّن القصر هنا وقوعه عقب الجدال مع الذين غيروا الدين الحق وروجوا نحلتهم بالمعاذير الباطلة كقولهم : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] ، وقوله : { ما نبعدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] ، بخلاف آية سورة [ البقرة : 213 ] { كان الناس أمة واحدة } فإنها وقعت في سياق المجادلة مع أهل الكتاب لقوله : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } [ البقرة : 211 ] وأهل الكتاب لا ينكرون أن الناس كانوا أمة واحدة . فآية هذه السورة تشير إلى الوحدة الاعتقادية ولذلك عبر عن التفرق الطارىء عليها باعتبار الاختلاف المشعر بالمذمة والمعقب بالتخويف في قوله : { ولولا كلمة سبقت } إلى آخره ، وآية سورة البقرة تشير إلى الوحدة الشرعية التي تجمعها الحنيفية الفطرية ، ولذلك عبر عن التفرق الذي طرأ عليها بأن الله بعث النبيئين مبشرين ومنذرين ، ثم جاء ذكر الاختلاف عرضاً عقب ذلك بقوله : { وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه } [ البقرة : 213 ]. وأريد به الاختلاف بين أتباع الشرائع لقوله : { وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه } [ البقرة : 213 ].
وتقدم القول في { كان الناس أمة واحدة } في سورة [ البقرة : 213 ].
والناس : اسم جمع للبشر . وتعريفه للاستغراق . والأمة : الجماعة العظيمة التي لها حال واحد في شيء مَّا .
والمراد هنا أمة واحدة في الدين . والسياق يدل على أن المراد أنها واحدة في الدين الحق وهو التوحيد لأن الحق هو الذي يمكن اتفاق البشر عليه لأنه ناشيء عن سلامة الاعتقاد من الضلال والتحْريف . والإنسان لما أنشىء على فطرة كاملة بعيدة عن التكلف . وإنما يتصور ذلك في معرفة الله تعالى دون الأعمال ، لأنها قد تختلف باختلاف الحاجات ، فإذا جاز أن يحدث في البشر الضلال والخطأ فلا يكون الضلال عاماً على عقولهم ، فتعين أن الناس في معرفة الله تعالى كانوا أمة واحدة متفقين على التوحيد لأن الله لما فطر الإنسان فطره على عقل سليم موافق للواقع ، ووَضَع في عقله الشعور بخالق وبأنه واحد وضعاً جِبلِّياً كما وضَع الإلهامات في أصناف الحيوان .
وتأيد ذلك بالوحي لأبي البشر وهو آدم عليه السلام .
ثم إن البشر أدخلوا على عقولهم الاختلاف البعيد عن الحق بسبب الاختلاق الباطل والتخيل والأوهام بالأقيسة الفاسدة . وهذا مما يدخل في معنى قوله تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } [ التين : 4 6 ] ، فتعين أن المراد في هذه الآية بكون الناس أمةً واحدة الوحدة في الحق ، وأن المقصود مدح تلك الحالة لأن المقصود من هذه الآية بيان فساد الشرك وإثبات خطأ منتحليه بأن سلفهم الأول لم يكن مثلهم في فساد العقول ، وقد كان للمخاطبين تعظيم لما كان عليه أسلافهم ، ولأن صيغة القصر تؤذن بأن المراد إبطال زعم من يزعم غير ذلك .
ووقوعُه عقب ذكر من يعبدون من دون الله أصناماً لا تضرهم ولا تنفعهم يدل على أنهم المقصود بالإبطال ، فإنهم كانوا يحسبون أن ما هم عليه من الضلال هو دين الحق ، ولذلك صوروا إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام في الكعبة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح « كَذبوا والله إِنْ استقسما بها قَطِ ، وقرأ : { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين } [ آل عمران : 67 ] » وبهذا الوجه يجعل التعريف في { الناس } للاستغراق .
ويجوز أن يراد بالناس العربُ خاصة بقرينة الخطاب ويكون المراد تذكيرهم بعهد أبيهم إبراهيم عليه السلام إذ كان هو وأبناؤه وذريتهم على الحنيفية والتوحيدِ كما قال تعالى : { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني بَراء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمةً باقية في عقبه لعلهم يرجعون } [ الزخرف : 26 28 ] ، أي في عقبه من العرب ، فيكون التعريف للعهد .
وجملة : { ولولا كلمة سبقت من ربك } إخبار بأن الحق واحد ، وأن ذلك الاختلاف مذموم ، وأنه لولا أن الله أراد إمهال البشر إلى يوم الجزاء لأراهم وجه الفصل في اختلافهم باستيصال المُبطل وإبقاءِ المحق . وهذه الكلمة أجملت هنا وأشير إليها في سورة [ الشورى : 14 ] بقوله : { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مُسمى لقضي بينهم . } والأجل : هو أجل بقاء الأمم ، وذلك عند انقراض العالم ، فالقضاء بينهم إذن مؤخر إلى يوم الحساب . وأصرح من ذلك في بيان معنى ( الكلمة ) قولُه في سورة [ هود : 118 ] { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمةُ ربك لأملأنَّ جهنم من الجنة والناس أجمعين } وسيأتي بيانها .
وتقديم المجرور في قوله : فيما فيه يختلفون } للرعاية على الفاصلة .
- إعراب القرآن : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
«وَما» الواو استئنافية وما نافية «كانَ النَّاسُ» كان واسمها والجملة استئنافية «إِلَّا» أداة حصر «أُمَّةً» خبر «واحِدَةً» صفة «فَاخْتَلَفُوا» الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «وَلَوْ لا» الواو عاطفة ولو لا حرف شرط غير جازم «كَلِمَةٌ» مبتدأ خبره محذوف والجملة ابتدائية «سَبَقَتْ» ماض والتاء للتأنيث والفاعل مستتر والجملة صفة «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان بسبقت والكاف مضاف إليه «لَقُضِيَ» اللام واقعة في جواب لو لا وماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر «بَيْنَهُمْ» ظرف مكان متعلق بقضي والهاء مضاف إليه والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم «فِيما» ما موصولية مجرورة بفي المدغمة بها ومتعلقان بقضي «فِيهِ» متعلقان بيختلفون «يَخْتَلِفُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كانوا.
- English - Sahih International : And mankind was not but one community [united in religion] but [then] they differed And if not for a word that preceded from your Lord it would have been judged between them [immediately] concerning that over which they differ
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(10:19) Once all men were but a single community; then they disagreed (and formulated different beliefs and rites). *25 Had it not been that your Lord had already so ordained, a decisive judgement would have been made regarding their disagreements. *26
- Français - Hamidullah : Les gens ne formaient à l'origine qu'une seule communauté Puis ils divergèrent Et si ce n'était une décision préalable de ton Seigneur les litiges qui les opposaient auraient été tranchés
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Menschen waren nur eine einzige Gemeinschaft Dann wurden sie uneinig Wenn es nicht ein früher ergangenes Wort von deinem Herrn gäbe so wäre zwischen ihnen wahrlich entschieden worden über das worüber sie uneinig sind
- Spanish - Cortes : La Humanidad no constituía sino una sola comunidad Luego discreparon entre sí y si no llega a ser por una palabra previa de tu Señor ya se habría decidido entre ellos sobre aquello en que discrepaban
- Português - El Hayek : A princípio os humanos formavam uma só comunidade; então dividiramse Porém senão tivesse sido por uma palavraproferida por teu Senhor Terseiam destruído por causa de suas divergências
- Россию - Кулиев : Люди были единой общиной верующих но впали в разногласия И если бы прежде не было Слова твоего Господа то их разногласия были бы разрешены
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
Люди были единой общиной верующих, но впали в разногласия. И если бы прежде не было Слова твоего Господа, то их разногласия были бы разрешены.Некогда люди исповедовали истинную религию и были единой общиной, но впоследствии между ними возникли разногласия. И тогда Аллах отправил к ним Своих посланников, которые принесли радостную весть одним и предостерегли других. Аллах ниспослал им Писания, чтобы разрешить разногласия, существующие между людьми. И если бы Он не обещал предоставить людям отсрочку и не подвергать грешников скорому наказанию, то все разногласия уже были бы устранены: правоверные были бы спасены, а неверующие - погублены. Однако Он пожелал испытать одних людей посредством других, чтобы выявилась разница между правдивыми рабами и лжецами.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnsanlar bir tek ümmettiler sonra ayrılığa düştüler; şayet Rabbinden daha önce bir takdir geçmemiş olsaydı aralarında ihtilafa düştükleri şeyler hakkında hüküm çoktan verilmiş olurdu
- Italiano - Piccardo : Gli uomini non formavano che un'unica comunità poi furono discordi Se non fosse giunta in precedenza una Parola del tuo Signore sarebbe già stato deciso a proposito di ciò su cui erano discordi
- كوردى - برهان محمد أمين : خهڵکی لهسهرهتای پهیدا بوونیاندا بهش بهش نهبوون بهڵکو تهنها یهک پارچهبوون یهک ئاین بوون یهک بیرو باوهڕ بوون جا که زهمان تێپهڕی و زۆر بوون و لهسهرچاوهی نووری پێغهمبهرایهتی دوورکهوتنهوه ناکۆکی و جیاوازی لهنێوانیاندا پهیدا بوو بهش بهش بوون خۆ ئهگهر بڕیاردادهی پێشتر لهلایهن پهروهردگارتهوه نهبوایه ئهوه دادپهروهری ههر لهدنیادا لهنێوانیاندا ئهنجامدهدرا حهق و ڕاستی ڕوون دهکرایهوه لهو شتانهدا کهکێشهو جیاوازی تێدا دهکهن
- اردو - جالندربرى : اور سب لوگ پہلے ایک ہی امت یعنی ایک ہی ملت پر تھے۔ پھر جدا جدا ہوگئے۔ اور اگر ایک بات جو تمہارے پروردگار کی طرف سے پہلے ہوچکی ہے نہ ہوتی تو جن باتوں میں وہ اختلاف کرتے ہیں ان میں فیصلہ کر دیا جاتا
- Bosanski - Korkut : Ljudi su jednu zajednicu sačinjavali a onda su se jedan drugome suprotstavili A da nije Riječi ranije izrečene od Gospodara tvoga ovima bi već bilo presuđeno o onome oko čega se razilaze
- Swedish - Bernström : MÄNNISKORNA utgjorde en gång ett enda samfund men skiljaktiga meningar uppstod [mellan dem]; och om inte din Herre redan hade beslutat [annorlunda] skulle de frågor som de blev oense om ha avgjorts
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Manusia dahulunya hanyalah satu umat kemudian mereka berselisih Kalau tidaklah karena suatu ketetapan yang telah ada dari Tuhanmu dahulu pastilah telah diberi keputusan di antara mereka tentang apa yang mereka perselisihkan itu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
(Manusia dahulunya hanyalah satu umat) satu agama yaitu agama Islam, sejak dari zaman Nabi Adam sampai dengan zaman Nabi Nuh. Menurut pendapat yang lain dikatakan mulai dari zaman Nabi Ibrahim sampai dengan zamannya Amr bin Luhay (kemudian mereka berselisih) disebabkan sebagian daripada mereka tetap iman sedangkan sebagian yang lainnya kafir. (Kalau tidaklah karena suatu ketetapan yang telah ada dari Rabbmu dahulu) dengan menangguhkan pembalasan hingga hari kiamat (pastilah diberi keputusan di antara mereka) yaitu di antara manusia di dunia (tentang apa yang mereka perselisihkan itu) dalam masalah agama, yaitu dengan mengazab orang-orang kafir.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর সমস্ত মানুষ একই উম্মতভুক্ত ছিল পরে পৃথক হয়ে গেছে। আর একটি কথা যদি তোমার পরওয়ারদেগারের পক্ষ থেকে পূর্ব নির্ধারিত না হয়ে যেত; তবে তারা যে বিষয়ে বিরোধ করছে তার মীমাংসা হয়ে যেত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மனிதர்கள் யாவரும் ஆதியில் ஒரே இனத்தவராகவே அன்றி வேறுல்லை; பின்னர் மாறுபட்டுக் கொண்டனர் உமது இறைவனிடமிருந்து இம்மையின் கூலி மறுமையில் பூரணமாகக் கொடுக்கப்படும் என்ற ஒரு வார்த்தை முந்தி ஏற்பட்டிருக்காவிட்டால் அவர்கள் எந்த விஷயத்தில் மாறுபட்டிருக்கின்றனரோ அதைப்பற்றி அவர்களிடையே இதற்குள் முடிவு செய்யப்பட்டிருக்கும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และมนุษย์นั้นไม่ใช่อื่นใด นอกจากเป็นประชาชาติเดียวกัน และพวกเขาก็แตกแยกกัน และหากมิใช่ลิขิตได้บันทึกไว้ที่พระเจ้าของพวกเจ้าแล้วแน่นอนก็คงถูกตัดสินระหว่างพวกเขา ในเรื่องที่พวกเขาขัดแย้งกัน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Одамлар фақат бир уммат бўлган эдилар Сўнгра ихтилофга тушдилар Агар Роббинг томонидан айтилган сўз бўлмаганида улар ихтилоф қилаётган нарса ҳақида ораларида ҳукм қилинган бўлар эди Дарҳақиқат Одам атодан кейин ҳамма бир хил ақидада–тавҳид ақидасида эди Аммо вақт ўтиши билан турли омиллар таъсирида баъзи ихтилофлар келиб чиқди Айрим одамлар тавҳидни маҳкам тутдилар Бошқалари ширкка кетдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 人们原来是一个民族,嗣后,他们信仰分歧,假若没有一句话,从你主预先发出,那末他们所争论的是非,必定获得判决了。
- Melayu - Basmeih : Dan ketahuilah bahawa manusia pada mulanya tidak memeluk melainkan ugama yang satu ugama Allah kemudian dengan sebab menurut hawa nafsu dan Syaitan mereka berselisihan Dan kalau tidaklah kerana telah terdahulu Kalimah ketetapan dari Tuhanmu untuk menangguhkan hukuman hingga hari kiamat tentulah telah diputuskan hukuman di antara mereka dengan segeranya di dunia mengenai apa yang mereka perselisihkan itu
- Somali - Abduh : Dadka wuxuu ahaa Ummad Kaliya Markaasay Iskhilaafeen haddayan Jirin Kalimad Eebahaa u horraysay waa la kala Xukmin lahaa Dexdooda waxay isku diidanyihiin
- Hausa - Gumi : Kuma mutãne ba su kasance ba fãce al'umma guda sa'an nan kuma suka sãɓã wa jũna kuma ba dõmin wata kalma ba wadda ta gabãta daga Ubangijinka dã an yi hukunci a tsakãninsu a kan abin da yake a cikinsa suke sãɓã wa jũna
- Swahili - Al-Barwani : Wala watu hawakuwa ila Umma mmoja tu Kisha wakakhitalifiana Na lau kuwa si neno lililo kwisha tangulia kutokana na Mola wako Mlezi hapana shaka hukumu ingeli kwisha katwa baina yao katika hayo wanayo khitalifiana
- Shqiptar - Efendi Nahi : Të gjithë njerëzit kanë qenë vetëm një popull të një feje e pastaj u kundërshtuan u përçanë E sikur të mos ishte thënë më parë fjala nga Zoti yt për shtyerjen e dënimit atëherë do të gjykoheshin në mes tyre për atë që nuk u pajtuan
- فارسى - آیتی : مردم جز يك امت نبودند، ميانشان اختلاف افتاد. و اگر نه آن سخنى بود كه پيش از اين از پروردگارت صادر گشته بود، در آنچه اختلاف مىكنند داورى شده بود.
- tajeki - Оятӣ : Мардум ҷуз як уммат набуданд, миёнашон ихтилоф афтод. Ва агар на он сухане буд, ки пеш аз ин аз Парвардигорат содир гашта буд, дар он чӣ ихтилоф мекунанд, ҳукм шуда буд.
- Uyghur - محمد صالح : ئىنسانلار (ئەسلىدە) بىر دىن (يەنى ئىسلام دىنى) دا ئىدى. كېيىن ئۇلار ئىختىلاپ قىلىشتى (يەنى دىنلار كۆپەيدى، بۇتلارغا چوقۇنۇشتى). پەرۋەردىگارىڭنىڭ ئالدىنئالا ئېيتقان سۆزى (يەنى جازالاشنى قىيامەتكە قالدۇرۇشتىن ئىبارەت تەقدىرى) بولمىسا ئىدى، ئۇلارنىڭ ئىختىلاپ قىلىشقان نەرسىلىرى ئۈستىدە ئۇلارنىڭ ئارىسىدا ئەلۋەتتە ھۆكۈم چىقىرىلاتتى (يەنى دىندا ئىختىلاپ قىلىشقانلىرى ئۈچۈن، ئۇلارغا بۇ دۇنيادىلا جازا بېرىلەتتى)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മനുഷ്യരൊക്കെ ഒരു സമുദായമായിരുന്നു. പിന്നെ അവര് ഭിന്നിച്ചു. നിന്റെ നാഥനില്നിന്നുള്ള പ്രഖ്യാപനം നേരത്തെ ഉണ്ടായിരുന്നില്ലെങ്കില് അവര് ഭിന്നിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്ന കാര്യത്തില് ഇതിനകം തന്നെ തീര്പ്പ് കല്പിക്കപ്പെടുമായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : كان الناس على دين واحد وهو الاسلام ثم اختلفوا بعد ذلك فكفر بعضهم وثبت بعضهم على الحق ولولا كلمه سبقت من الله بامهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم لقضي بينهم بان يهلك اهل الباطل منهم وينجي اهل الحق
*25). For further elaboration see Towards Understanding the Qur'an, vol. I, al-Baqarah 2, n. 230, pp. 165-6, and ibid., vol. II, al-An 'am 6, n. 24, pp. 228-9 -Ed.
*26). The fact is that God has wilfully kept reality beyond the ken of man's sense-perception. This was done so as to test whether man, by making proper use of his reason, conscience and intuition, is able to find the right way. As a logical corollary of this, God allows those who decide to follow any other way rather than the right one to do so. Had this not been the case, the reality could have been instantly unmasked and that would have put an end to all disagreements relating to the issue.
This statement has been made in order to remove a major misconception. Many people feel disconcerted today, as they felt disconcerted at the time when the Qur'an was revealed, by the fact that there are found different religions in the world and that the followers of each of these are convinced that their religion alone is the true one. People have been puzzled as to how to determine which religion is the right one and which is not.
In this regard, the Qur'anic view which is being articulated here is that multiplicity of religions does not constitute the original state of things, that it is a relatively later development in human history. Initially, all mankind professed a single religion, and that religion was the true one. Later on, people began to disagree regarding the truth and this gave rise to different religions and creeds. Now it is not likely that God would dramatically appear before them and reveal the reality to them directly during the present phase of their worldly existence. For, the very purpose of the present life is to test people. And this test consists of finding out who discovers the reality - even though it is beyond the reach of the senses - with the help of his reason and common sense.