- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَيَقُولُونَ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّى مَعَكُم مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه ۖ فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين
- عربى - التفسير الميسر : ويقول هؤلاء الكفرة المعاندون: هلاَّ أُنزل على محمد علم ودليل، وآية حسية من ربه نعلم بها أنه على حق فيما يقول، فقل لهم -أيها الرسول-: لا يعلم الغيب أحد إلا الله، فإن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، فانتظروا -أيها القوم- قضاء الله بيننا وبينكم بتعجيل عقوبته للمبطل منا، ونصرة صاحب الحق، إني منتظر ذلك.
- السعدى : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
{وَيَقُولُونَ} أي: المكذبون المتعنتون، {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} يعنون: آيات الاقتراح التي يعينونها كقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} الآيات.
وكقولهم: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} الآيات.
{فَقُلْ} لهم إذا طلبوا منك آية {إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} أي: هو المحيط علما بأحوال العباد، فيدبرهم بما يقتضيه علمه فيهم وحكمته البديعة، وليس لأحد تدبير في حكم ولا دليل، ولا غاية ولا تعليل.
{فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} أي: كل ينتظر بصاحبه ما هو أهل له، فانظروا لمن تكون العاقبة.
- الوسيط لطنطاوي : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
ثم حكى - سبحانه - لونا آخر من ألوان تعنت المشركين وجهالاتهم فقال - تعالى - :
( وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الغيب . . . ) .
ومرادهم بالآية التى طلبوها : آية كونية سوى القرآن الكريم ، بأن تكون معه - صلى الله عليه وسلم - ناقة كنافة صالح - عليه السلام - أو تكون معه عصا كعصا موسى - عليه السلام - وكأنهم لا يعتبرون القرآن آية كبرى ، ومعجزة عظمى على صدقة - صلى الله عليه وسلم - .
ومرادهم بإنزالها عليه : ظهورها على يديه - صلى الله عليه وسلم - حتى يروا ذلك بأعينهم .
أى : " ويقول هؤلاء المشركون لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - هلا أنزل الله عليك آية أخرى سوى القرآن الكريم تكون شاهدة لك بالنبوة ، كأن تعيد إلى الحياة آباءنا ، وكأن تتحول جبال مكة إلى بساتين " .
ومطالبهم هذه إنما طلبوها على سبيل العناد والتعنت لا على سبيل الاسترشاد والثبت ، قال - تعالى - : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله . . . ) وقوله : ( فَقُلْ إِنَّمَا الغيب للَّهِ فانتظروا إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ المنتظرين ) أمر من الله - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن يرد عليهم بما يفحمهم .
أى : قل لهم فى الجواب على هذه المطالب المتعنتة : إن هذه المطالب التى طلبتموها هى من علم الغيب الذى استأثر الله به ، فقد يجيبكم إليها - سبحانه - وقد لا يجيبكم ، فانتظروا فى ما يقضيه الله فى أمر تعنتكم فى مطالبكم ، إني معكم من المنتظرين لقضائه وقدره ، ولما يفعله بي وبكم .
فالجملة الكريمة تهديد لهم على تعنتهم وجهلهم ، وتهوينهم من شأن القرآن الكريم ، مع أنه أصدق معجزة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأعظمها .
ولقد حكى القرآن - فى آيات أخرى كثيرة - المطالب المتعنته التى طلبها المشركون من النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي تدل على عنادهم وجحودهم ، ومن ذلك قوله - تعالى - : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعاً . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنهار خِلالَهَا تَفْجِيراً . أَوْ تُسْقِطَ السمآء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بالله والملائكة قَبِيلاً . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ ترقى فى السمآء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً ) كما حكى أيضاً - سبحانه - أنه لو أجابهم إلى مطالبهم لما آمنوا ، لأنهم معاندون جاحدون فقال - تعالى - ( إِنَّ الذين حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ . وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم ) وقال - سبحانه - : ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الذين كَفَرُواْ إِنْ هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) وبعد أن ساقت السورة الكريمة جانبا من أقوال الذين لا يرجون لقاء الله ومن مقترحاتهم الباطلة ومن معتقداتهم الفاسدة ، أتبعت ذلك بتصوير بعض الطبائع البشرية تصويرا صادقا يكشف عن أحوال النفوس فى حالتي السراء والضراء فقال - تعالى - :
( وَإِذَآ أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً مِّن بَعْدِ . . . ) .
- البغوى : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
( ويقولون ) يعني : أهل مكة ، ( لولا أنزل عليه ) أي : على محمد صلى الله عليه وسلم ( آية من ربه ) على ما نقترحه ، ( فقل إنما الغيب لله ) يعني : قل إنما سألتموني الغيب وإنما الغيب لله ، لا يعلم أحد لم لم يفعل ذلك ولا يعلمه إلا هو . وقيل : الغيب نزول الآية لا يعلم متى ينزل أحد غيره ، ( فانتظروا ) نزولها ( إني معكم من المنتظرين ) وقيل : فانتظروا قضاء الله بيننا بالحق بإظهار المحق على المبطل .
- ابن كثير : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
أي : ويقول هؤلاء الكفرة [ الملحدون ] المكذبون المعاندون : " لولا أنزل على محمد آية من ربه " ، يعنون كما أعطى الله ثمود الناقة ، أو أن يحول لهم الصفا ذهبا ، أو يزيح عنهم جبال مكة ويجعل مكانها بساتين وأنهارا ، ونحو ذلك مما الله عليه قادر ولكنه حكيم في أفعاله وأقواله ، كما قال تعالى : ( تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ) [ الفرقان : 10 ، 11 ] وقال تعالى : ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) [ الإسراء : 59 ] ، يقول تعالى : إن سنتي في خلقي أني إذا آتيتهم ما سألوا ، فإن آمنوا وإلا عاجلتهم بالعقوبة . ولهذا لما خير رسول الله ، عليه الصلاة والسلام ، بين أن يعطى ما سألوا ، فإن أجابوا وإلا عوجلوا ، وبين أن يتركهم وينظرهم ، اختار إنظارهم ، كما حلم عنهم غير مرة ، صلوات الله عليه ؛ ولهذا قال تعالى إرشادا لنبيه إلى الجواب عما سألوا : ( فقل إنما الغيب لله ) أي : الأمر كله لله ، وهو يعلم العواقب في الأمور ، ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) أي : إن كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم فانتظروا حكم الله في وفيكم . هذا مع أنهم قد شاهدوا من معجزاته ، عليه السلام أعظم مما سألوا حين أشار بحضرتهم إلى القمر ليلة إبداره ، فانشق باثنتين فرقة من وراء الجبل ، وفرقة من دونه . وهذا أعظم من سائر الآيات الأرضية مما سألوا وما لم يسألوا ، ولو علم الله منهم أنهم سألوا ذلك استرشادا وتثبتا لأجابهم ، ولكن علم أنهم إنما يسألون عنادا وتعنتا ، فتركهم فيما رابهم ، وعلم أنهم لا يؤمن منهم أحد ، كما قال تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] ، وقال تعالى : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ) [ الأنعام : 111 ] ، ولما فيهم من المكابرة ، كما قال تعالى : ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) [ الحجر : 14 ، 15 ] ، وقال تعالى : ( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ) [ الطور : 44 ] ، وقال تعالى : ( ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ) [ الأنعام : 7 ] ، فمثل هؤلاء أقل من أن يجابوا إلى ما سألوه ؛ لأنه لا فائدة في جواب هؤلاء ؛ لأنه دائر على تعنتهم وعنادهم ، لكثرة فجورهم وفسادهم ؛ ولهذا قال : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين )
- القرطبى : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
قوله تعالى ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين يريد أهل مكة ; أي هلا أنزل عليه آية ، أي معجزة غير هذه المعجزة ، فيجعل لنا الجبال ذهبا ويكون له بيت من زخرف ، ويحيي لنا من مات من آبائنا . وقال الضحاك : عصا كعصا موسى .
فقل إنما الغيب لله أي قل يا محمد إن نزول الآية غيب . فانتظروا أي تربصوا . إني معكم من المنتظرين لنزولها . وقيل : انتظروا قضاء الله بيننا بإظهار المحق على المبطل .
- الطبرى : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
القول في تأويل قوله : وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون: هلا أنـزل على محمد آيةٌ من ربه (30) ، يقول: عَلَمٌ ودليلٌ نعلم به أن محمدًا محق فيما يقول؟ (31) قال الله له: (فقل) يا محمد (إنما الغيب لله) ، أي : لا يُعلم أحدٌ يفعل ذلك إلا هو جل ثناؤه، لأنه لا يعلم الغيب ، وهو السرُّ والخفيّ من الأمور (32) ، إلا الله ، فانتظروا أيها القوم ، قضاءَ الله بيننا ، بتعجيل عقوبته للمبطل منا ، وإظهاره المحقَّ عليه، إني معكم ممن ينتظر ذلك. ففعل ذلك جل ثناؤه فقضى بينهم وبينه بأن قتلهم يوم بدرٍ بالسيف.
* * *
الهوامش:
(30) انظر تفسير " لولا " فيما سلف من فهارس مباحث العربية والنحو وغيرها .
(31) انظر تفسير " آية " فيما سلف من فهارس اللغة ( أيى ) .
(32) انظر تفسير " الغيب " فيما سلف من فهارس اللغة ( غيب ) .
- ابن عاشور : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
عطف على جملة : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم } [ يونس : 18 ] ، فبعد أن ذكر افتراءهم في جانب الإلهية نفى بهتانهم في جانب النبوءة .
والضمير في { عليه } عائد للنبيء صلى الله عليه وسلم وإن لم يجر له ذكر قبل ذلك في الآية ، فإن معرفة المراد من الضمير مغنية عن ذكر المعاد . وقد كان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بينهم في نواديهم ومناجاتهم في أيام مُقامه بينهم بعد البعثة هو شغلهم الشاغل لهم ، قد أجرى في كلامهم ضمير الغيبة بدون سبق معاد ، علم المتخاطبون أنه المقصود . ونظير هذا كثير في القرآن .
و ( لولا ) في قوله : { لولا أنزل عليه آية من ربه } حرف تحْضيض ، وشأن التحْضيض أن يواجه به المحضض لأن التحضيضَ من الطلب وشأنُ الطلب أن يواجَه به المطلوب ، ولذلك كان تعلق فعل الإنزال بضمير الغائب في هذه الآية مُؤولاً بأحد وجهين :
إما أن يكون التفاتاً ، وأصل الكلام : لولا أنزل عليكَ ، وهو من حكاية القول بالمعنى كقوله تعالى : { قل لعبادي الذين آمنوا يُقيموا الصلاة } [ إبراهيم : 31 ] أي قل لهم أقيموا ، ونكتة ذلك نكتة الالتفات لتجديد نشاط السامع .
وإما أن يكون هذا القول صدر منهم فيما بينهم ليبين بعضُهم لبعض شبهة على انتفاء رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو صدر منهم للمسلمين طمعاً في أن يردوهم إلى الكفر .
والآيةُ : علامة الصدق . وأرادوا خارقاً للعادة على حسب اقتراحهم مثل قولهم : { أو ترقى في السماء } [ الإسراء : 93 ] وقولهم : { لولا أوتي مثلَ ما أوتي موسى } [ القصص : 48 ] وهذا من جهلهم بحقائق الأشياء وتحكيمهم الخيال والوهَم في حقائق الأشياء ، فهم يفرضون أن الله حريص على إظهار صدق رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه يستفزّه تكذيبهم إياه فيغضب ويسرع في مجاراة عنادهم ليكفوا عنه ، فإن لم يفعل فقد أفحموه وأعجزوه وهو القادر ، فتوهموا أن مدعي الرسالة عنه غير صادق في دعواه وما دَرَوا أن الله قَدر نظام الأمور تقديراً ، ووضع الحقائق وأسبابها ، وأجرى الحوادث على النظام الذي قدره ، وجعل الأمور بالغة مواقيتها التي حدد لها ، ولا يضره أن يُكذّب المكذّبون أو يعاند الجاهلون وقد وضع لهم ما يليق بهم من الزواجر في الآخرة لا محالة ، وفي الدنيا تارات ، كل ذلك يجري على نُظم اقتضتها الحكمةُ لا يحمله على تبديلها سُؤال سائل ولا تسفيه سفيه . وهو الحكيم العليم .
فهم جعلوا استمرار الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوتهم بالأدلة التي أمره الله أن يدعوهم بها وعدم تبديله ذلك بآيات أخرى على حسب رغبتهم جعلوا كل ذلك دليلاً على أنه غير مؤيد من الله فاستدلوا بذلك على انتفاء أن يكون الله أرسله ، لأنه لو أرسله لأيَّده بما يوجب له القبول عند المرسَل إليهم .
وما درى المساكين أن الله إنما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة بهم وطلباً لصلاحهم ، وأنه لا يضره عدم قبولهم رحمته وهدايته . ولذلك أتَى في حكاية كلامهم العدولُ عن اسم الجلالة إلى لفظ الرب المضاف إلى ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : { من ربه } إيماء إلى الربوبية الخاصة بالتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم وهي ربوبية المصطفي ( بصيغة اسم الفاعل ) للمصطفى ( بصيغة المفعول ) من بين بقية الخلق المقتضية الغضب لغضبه لتوهمهم أن غضب الله مثل غضب الخلائق يستدعي الإسراع إلى الانتقام وما علموا أسرار الحكمة الإلهية والحكم الإلهي والعلم الأعلى .
وقد أمر الله رسوله بأن يجيب عن اقتراحهم بما هو الحقيقة المرشدة وإن كانت أعلى من مداركهم جواباً فيه تعريض بالتهديد لهم وهو قوله : { فقل إنما الغيبُ لله } ، فجاء بفاء التفريع هنا دون بعض نظائره للإشارة إلى تعقيب كلامهم بالجواب شأن المتمكن من حاله المتثبت في أمره .
والغيب : ما غاب عن حواس الناس من الأشياء ، والمراد به هنا ما يتكون من مخلوقات غير معتادة في العالم الدنيوي من المعجزات . وتفسير هذا قوله : { قل إنما الآيات عند الله } [ الأنعام : 109 ].
واللام للملك ، أي الأمور المغيبة لا يقدر عليها إلا الله . وجاء الكلام بصيغة القصر للرد عليهم في اعتقادهم أن في مكنة الرسول الحق أن يأتي بما يسأله قومُه من الخوارق ، فجعلوا عدم وقوع مقترحهم علامة على أنه ليس برسول من الله ، فلذلك رد عليهم بصيغة القصر الدالة على أن الرسول ليس له تصرف في إيقاع ما سألوه ليعلموا أنهم يرمون بسُؤالهم إلى الجراءة على الله تعالى بالإفحام .
وجملة : { فانتظروا إني معكم من المنتظرين } تفريع على جملة : { إنما الغيب لله } أي ليس دأبي ودأبكم إلاّ انتظار ما يأتي به الله إن شاء ، كقول نوح لقومه : { إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين } [ هود : 33 ].
وهذا تعريض بالتهديد لهم أن ما يأتي به الله لا يترقبون منه إلا شراً لهم ، كقوله تعالى : { وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقُضي الأمر ثم لا ينظرون } [ الأنعام : 8 ].
والمعية في قوله : { معكم } مجازية مستعملة في الإشراك في مطلق الانتظار .
- إعراب القرآن : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
«وَيَقُولُونَ» الواو استئنافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مستأنفة «لَوْ لا» حرف شرط غير جازم «أُنْزِلَ» مضارع مبني للمجهول «عَلَيْهِ» متعلقان بأنزل «آيَةٌ» نائب فاعل والجملة ابتدائيةنيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف
- English - Sahih International : And they say "Why is a sign not sent down to him from his Lord" So say "The unseen is only for Allah [to administer] so wait; indeed I am with you among those who wait"
- English - Tafheem -Maududi : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ(10:20) They say: 'Why was a sign not sent down upon the prophet from His Lord? *27 Tell (such people): 'The realm of the Unseen belongs to Allah. Wait, then; I shall wait along with you. *28
- Français - Hamidullah : Et ils disent Que ne fait-on descendre sur lui Muhammad un miracle de son Seigneur Alors dis L'inconnaissable relève seulement d'Allah Attendez donc; je serai avec vous parmi ceux qui attendent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und sie sagen "Wenn doch ein Zeichen von seinem Herrn auf ihn herabgesandt würde" Sag Das Verborgene ist nur Allahs So wartet ab Ich gehöre mit euch zu denjenigen die abwarten
- Spanish - Cortes : Dicen ¡Por qué no se le ha revelado un signo procedente de su Señor Di pues Lo oculto pertenece sólo a Alá ¡Esperad pues Yo también soy de los que esperan
- Português - El Hayek : Dizem Por que não lhe foi revelado um sinal de seu Senhor Dize O incognoscível só a Deus pertence; aguardai pois que eu serei um dos que convosco aguardam
- Россию - Кулиев : Неверующие говорят Почему ему не ниспослано знамение от его Господа Скажи Сокровенное принадлежит одному Аллаху Ждите и я подожду вместе с вами
- Кулиев -ас-Саади : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
Неверующие говорят: «Почему ему не ниспослано знамение от его Господа?» Скажи: «Сокровенное принадлежит одному Аллаху. Ждите, и я подожду вместе с вами».Упорствующие неверующие удивляются, почему Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, не были ниспосланы затребованные ими знамения. Они говорят: «Что это за посланник? Он ест пищу и ходит по рынкам. Почему к нему не был ниспослан ангел, который предостерегал бы вместе с ним? Почему ему не даровано сокровище? Почему у него нет сада, из которого он бы вкушал?» (25:7–8); «Они говорят: “Ни за что мы не уверуем, пока ты не исторгнешь для нас из земли источник; или пока не будет у тебя пальмовой рощи и виноградника, в которых ты проложишь реки; или пока не обрушишь на нас небо кусками, как ты это утверждаешь; или не предстанешь перед нами вместе с Аллахом и ангелами; или пока у тебя не будет дома из драгоценностей; или пока ты не взойдешь на небо. Но мы не поверим в твое восхождение, пока ты не спустишься с Писанием, которое мы станем читать”» (17:90–93). О Мухаммад! Когда они потребуют от тебя показать им знамение, скажи: «Аллаху прекрасно известно о положении Своих рабов. Он один управляет ими, руководствуясь Своим знанием и Своей безупречной мудростью, и никто иной не способен распоряжаться властью или знамениями. Подождите, и я подожду вместе с вами. Каждый из нас получит то, что заслужил, и тогда вы увидите, чей исход окажется благоприятным».
- Turkish - Diyanet Isleri : "Rabbinden ona Muhammed'e bir mucize indirilse ne olur" derler Onlara de ki "Gaybı bilmek Allah'a mahsustur; bekleyin doğrusu ben de sizinle birlikte beklemekteyim"
- Italiano - Piccardo : E dicono “Perché non viene fatto scendere su di lui un segno del suo Signore” Di' “In verità l'invisibile appartiene ad Allah Aspettate e sarò con voi tra coloro che aspettano”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها بێ باوهڕان دهڵێن بۆ موعجیزهو بهڵگهیهک دانهبهزێنرایه سهری لهلایهن پهروهردگاریهوه ئهوه لهوهڵامیاندا بڵێ بهڕاستی موعجیزهو نهێنی و شاراوهکان تهنها بهدهست خوایه جا ئێوه چاوهڕوانی بکهن بێگومان منیش لهگهڵتاندا لهچاوهڕوانانم
- اردو - جالندربرى : اور کہتے ہیں کہ اس پر اس کے پروردگار کی طرف سے کوئی نشانی کیوں نازل نہیں ہوئی۔ کہہ دو کہ غیب کا علم تو خدا کو ہے سو تم انتظار کرو۔ میں بھی تمہارے ساتھ انتظار کرتا ہوں
- Bosanski - Korkut : Oni govore "Zašto mu Gospodar njegov ne pošalje jedno čudo" Ti reci "Samo Allah zna što će biti pa pričekajte i ja ću s vama čekati"
- Swedish - Bernström : OCH DE säger "Varför har han inte fått ett tecken från sin Herre" Säg [till dem] "Gud ensam äger kunskapen om det som är dolt för människor Vänta därför [på Guds avgörande] Jag skall vänta med er"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan mereka berkata "Mepada tidak diturunkan kepadanya Muhammad suatu keterangan mukjizat dari Tuhannya" Maka katakanlah "Sesungguhnya yang ghaib itu kepunyaan Allah sebab itu tunggu sajalah olehmu sesungguhnya aku bersama kamu termasuk orangorang yang manunggu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
(Dan mereka berkata,) yakni penduduk Mekah ("Mengapa tidak) kenapa tidak (diturunkan kepadanya) dimaksud kepada Nabi Muhammad saw. (suatu keterangan dari Rabbnya?") sebagaimana yang telah diberikan kepada para nabi lainnya, seperti mukjizat unta, mukjizat tongkat dan mukjizat tangan (Maka katakanlah,) kepada mereka ("Sesungguhnya yang gaib itu) hal-hal yang gaib dari mata hamba-hamba Allah (kepunyaan Allah) antara lain ialah mukjizat-mukjizat, maka mukjizat-mukjizat itu tidak ada yang dapat mendatangkannya melainkan hanya seizin Allah. Sesungguhnya tugasku hanyalah menyampaikan (sebab itu tunggu sajalah oleh kalian) datangnya azab jika kalian tidak mau beriman (sesungguhnya aku bersama kalian termasuk orang-orang yang menunggu.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বস্তুতঃ তারা বলে তাঁর কাছে তাঁর পরওয়ারদেগারের পক্ষ থেকে কোন নির্দেশ এল না কেন বলে দাও গায়েবের কথা আল্লাহই জানেন। আমি ও তোমাদের সাথে অপেক্ষায় রইলাম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "மேலும் அவர்கள் இவர் மீது இவருடைய இறைவனிடமிருந்து நாம் கோரும் ஏதேனும் ஓர் அத்தாட்சி இறக்கப்பட வேண்டாமா" என்று கூறுகிறார்கள் அதற்கு "மறைவான விஷயங்கள் அல்லாஹ்வுக்கு மட்டுமே தெரியும் நீங்கள் எதிர்பார்த்திருங்கள் நிச்சமாக நானும் உங்களுடன் எதிர் பார்த்திருக்கிறேன்" என்று நபியே நீர் கூறுவீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเขากล่าวว่า “ทำไมอภินิหารจากพระเจ้าของเขา จึงไม่ถูกประทานมาให้เขา” จงกล่าวเถิด มุฮัมมัด “แท้จริงสิ่งเร้นลับนั้นเป็นของอัลลอฮ์ พวกท่านจงคอยดูเถิด แท้จริงฉันนั้นอยู่กับพวกท่านในหมู่ผู้คอยดู”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва улар Унга Роббидан оятмўъжиза тушса эди дерлар Бас сен Ғайб Аллоҳникидир Интизор бўлиб туринг мен ҳам сиз ила интизор бўлувчиларданман деб айт Мушрикларнинг одатлари шу атрофларидаги сонсаноқсиз мўъжизалардан кўз юмиб Пайғамбарнинг с а в ва у кишига келаётган ваҳийнинг ҳақ эканлигини тасдиқловчи алоҳида катта моддий мўъжиза келтиришни талаб қилишарди Ҳазрати Муҳаммаднинг с а в шариатлари охирги шариат бўлганидан Аллоҳ таоло мушрикларнинг матлубини ортга суришга аҳд қилган эди Шу боис Пайғамбари Муҳаммадга с а в мушрикларнинг бу бемаъни талабига Ғайб Аллоҳникидир Интизор бўлиб туринг мен ҳам сиз ила интизор бўлувчиларданман деб айт демоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 他们说:为何没有一种迹象从他的主降临他呢?你说:幽玄只归真主,你们期待著吧!我确是和你们在一起期待著的!
- Melayu - Basmeih : Dan mereka yang ingkar itu berkata "Mengapa tidak diturunkan kepada Muhammad satu mukjizat dari Tuhannya "Maka jawablah wahai Muhammad "Sesungguhnya perkara yang ghaib itu tertentu bagi Allah; oleh itu tunggulah hukuman Allah sesungguhnya aku juga di antara orangorang yang menunggu
- Somali - Abduh : Waxay Odhan Gaaladu maa lagaga soo Dejiyo Xagga Eebahaa Aayad waxaad dhahdaa waxa Maqan Eebe umbaa iska leh ee Suga Anuguna waan idinka Sugiye
- Hausa - Gumi : Kuma sunã cẽwa "Don me ba a saukar da wata ãyã ba a gare shi daga Ubangijinsa" To ka ce "Abin sani kawai gaibi ga Allah yake Sai ku yi jira Lalle ne nĩ tãre da ku inã daga mãsu jira"
- Swahili - Al-Barwani : Na wanasema Kwa nini hakuteremshiwa Ishara kutoka kwa Mola wake Mlezi Sema Mambo ya ghaibu ni ya Mwenyezi Mungu Basi nyinyi ngojeni na mimi ni pamoja nanyi katika wanao ngojea
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ata thonë “Sikur t’i ishte zbritur atij ndonjë mrekulli prej Zotit të tij” Thuaj “Me të vërtetë të padukshmet i di vetëm Perëndia E pritni ju se edhe unë po pres me ju”
- فارسى - آیتی : و مىگويند: چرا از جانب پروردگارش معجزهاى بر او نازل نمىشود؟ بگو: علم غيب از آن خداست. انتظار بكشيد. من نيز با شما منتظر مىمانم.
- tajeki - Оятӣ : Ва мегӯянд: «Чаро аз ҷониби Парвардигораш мӯъҷизае бар ӯ нозил намешавад?» Бигӯ: «Илми ғайб аз они Худост. Интизор бикашед! Ман низ бо шумо мунтазир мемонам!»
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (يەنى ئەھلى مەككە): «نېمىشقا ئۇنىڭغا (يەنى مۇھەممەد ئەلەيھىسسالامغا) پەرۋەردىگارى تەرىپىدىن (بىز تەلەپ قىلغان مۆجىزىلەردىن) بىر مۆجىزە چۈشۈرۈلمىدى» دەيدۇ. ئېيتقىنكى، «غەيبنى بىلىش پەقەت اﷲ قا خاس (مۆجىزىلەرنى اﷲ كەلتۈرىدۇ، مەن پەقەت تەبلىغ قىلغۇچىمەن)، سىلەر (اﷲ نىڭ ئارىمىزدا ھۆكۈم چىقىرىشنى) كۈتۈڭلار، شۈبھىسىزكى، مەنمۇ سىلەر بىلەن (شۇنى) كۈتكۈچىلەردىنمەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് ചോദിക്കുന്നു: "ഈ പ്രവാചകന് തന്റെ നാഥനില് നിന്ന് ഒരടയാളം ഇറക്കിക്കിട്ടാത്തതെന്ത്?” പറയുക: അഭൌതികമായ അറിവ് അല്ലാഹുവിന് മാത്രമേയുള്ളൂ. അതിനാല് നിങ്ങള് കാത്തിരിക്കുക. ഞാനും നിങ്ങളോടൊപ്പം കാത്തിരിക്കാം.
- عربى - التفسير الميسر : ويقول هولاء الكفره المعاندون هلا انزل على محمد علم ودليل وايه حسيه من ربه نعلم بها انه على حق فيما يقول فقل لهم ايها الرسول لا يعلم الغيب احد الا الله فان شاء فعل وان شاء لم يفعل فانتظروا ايها القوم قضاء الله بيننا وبينكم بتعجيل عقوبته للمبطل منا ونصره صاحب الحق اني منتظر ذلك
*27). The word 'sign' in the verse refers to the proof which supports a person's claim that he is a true Prophet and that his teaching is truly from God. In this connection it ought to be remembered that the demand of the unbelievers that the Prophet (peace be on him) should bring forth some sign to support his claim to be a Prophet was not made with sincerity, Their position was not that of a group of sincere people who were otherwise keen to accept the truth as soon as it became apparent to them, and who were ready to mould their own conduct, habits and social life according to its requirements, and all that they were waiting for was some sign, some proof, that would create in them a genuine conviction. The fact, on the contrary, was that the unbelievers' demand for miraculous signs was merely a pretext which they proffered in order to rationalize their disbelief. For they were sure to reject every sign, regardless of what that sign was, as unconvincing. Since they were hardened unbelievers, they were not prepared at all to accept such unseen truths as the unity of God and the Hereafter which would have led them to give up their
*28). The Prophet's statement conveys the idea that he had faithfully presented to them whatever God had revealed to him. As for the things which had not been revealed to the Prophet (peace be on him) they constitute ghayb (the realm of the unseen). Now, it is only God and none else who can decide whether to reveal any part of the ghayb ('the unseen') or not. Hence, if some people's believing was contingent upon their observing the signs which God had not revealed, then they might as well keep waiting indefinitely for those signs. The Prophet (peace be on him) would also wait and see whether God would yield to their adamant demands for miraculous signs or not.