- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍۢ ۖ كَأَنَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ ٱلَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ
- عربى - نصوص الآيات : والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ۖ ما لهم من الله من عاصم ۖ كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ۚ أولئك أصحاب النار ۖ هم فيها خالدون
- عربى - التفسير الميسر : والذين عملوا السيئات في الدنيا فكفروا وعصَوا الله لهم جزاء أعمالهم السيئة التي عملوها بمثلها من عقاب الله في الآخرة، وتغشاهم ذلَّة وهوان، وليس لهم مِن عذاب الله مِن مانع يمنعهم إذا عاقبهم، كأنما أُلبست وجوههم طائفة من سواد الليل المظلم. هؤلاء هم أهل النار ماكثون فيها أبدًا.
- السعدى : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
لما ذكر أصحاب الجنة ذكر أصحاب النار، فذكر أن بضاعتهم التي اكتسبوها في الدنيا هي الأعمال السيئة المسخطة لله، من أنواع الكفر والتكذيب، وأصناف المعاصي، فجزاؤهم سيئة مثلها أي: جزاء يسوؤهم بحسب ما عملوا من السيئات على اختلاف أحوالهم.
{وَتَرْهَقُهُمْ} أي: تغشاهم {ذِلَّةٌ} في قلوبهم وخوف من عذاب الله، لا يدفعه عنهم دافع ولا يعصمهم منه عاصم، وتسري تلك الذلة الباطنة إلى ظاهرهم، فتكون سوادًا في الوجوه .
{كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} فكم بين الفريقين من الفرق، ويا بعد ما بينهما من التفاوت؟!
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} {ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}
- الوسيط لطنطاوي : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
ثم بين - سبحانه - مصير الظالمين ، بعد أن بين حسن عاقبة المحسنين ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حى عن بينة فقال - تعالى - : ( والذين كَسَبُواْ السيئات جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الليل مُظْلِماً ) .
أى : إذا كان جزاء الذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، فإن جزاء الذين اجترحوا السيئات ، واقترفوا الموبقات ، سيئات مثل السيئات التي ارتكبوها كما قال - تعالى - ( وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ) والمقصود أنهم كما كسبوا السيئات فى الدنيا ، فإن الله - تعالى - يجازيهم عليها فى الآخرة بما يستحقون من عذاب ومصير سيئ .
وقوله : ( وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ) أى : وتغشاهم وتغطيهم ذلة عظيمة ومهانة شديدة ، وفى إسناد الرهق إلى أنفسهم دون وجوههم ، إيذان بأنها محيطة بهم من كل جانب .
وقوله : ( مَّا لَهُمْ مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ ) أى : ليس لهم أحد يعصمهم أو يجيرهم أو يشفع لهم ، بحيث ينجون من عذاب الله - تعالى - .
وقوله : ( كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الليل مُظْلِماً ) تصوير بديع للظلام الحسي والمعنوى الذى يبدو على وجوه هؤلاء الظالمين .
أى : كأنما ألبست وجوههم قطعا من الليل المظلم ، والسواد الحالك ، حتى سارت شديدة السود واضحة الكدرة والظلمة .
وقوله : ( أولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) بيان لسوء عاقبتهم ، وتعاسة أحوالهم .
أى : أولئك المتصفون بتلك الصفات الذميمة ، أصحاب النار هم فيها خالدون خلودا أبديا لا نهاية له .
وهكذا نرى فى هذه الآيات الكريمة تصويرا بديعا لما عليه المؤمنون الصادقون من صفات حسنة ، ومن جزاء كريم ، يتجلى فى رفع درجاتهم ، وفى رضا الله - تعالى عنهم : كما نرى فيها - أيضا - وصفا معجزا لأحوال الخارجين عن طاعته؛ ووصفا للمصير المؤلم ، الذى ينتظرهم يوم القيامة ، ( يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً والأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ )
- البغوى : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ) أي : لهم مثلها ، كما قال : " ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها " ( الأنعام - 160 ) . ( وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم ) و " من " صلة ، أي : مالهم من الله عاصم ، ( كأنما أغشيت ) ألبست ، ( وجوههم قطعا ) جمع قطعة ، ( من الليل مظلما ) نصبت على الحال دون النعت ، ولذلك لم يقل : مظلمة ، تقديره : قطعا من الليل في حال ظلمته ، أو قطعا من الليل المظلم . وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب : " قطعا " ساكنة الطاء ، أي بعضا ، كقوله : " بقطع من الليل " ( هود - 81 ) . ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .
- ابن كثير : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ، ويزدادون على ذلك ، عطف بذكر حال الأشقياء ، فذكر عدله تعالى فيهم ، وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها ، لا يزيدهم على ذلك ، ( وترهقهم ) أي : تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها ، كما قال تعالى : ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي ) [ الشورى : 45 ] ، وقال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) [ إبراهيم : 42 - 44 ] ، وقوله ( ما لهم من الله من عاصم ) أي : من مانع ولا واق يقيهم العذاب ، كما قال تعالى : ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ) [ القيامة : 10 - 12 ] .
وقوله : ( كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ) إخبار عن سواد وجوههم في الدار الآخرة ، كما قال تعالى : ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) [ آل عمران : 106 ، 107 ] ، وكما قال تعالى : ( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة ) [ عبس : 38 - 42 ] . الآية .
- القرطبى : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قوله تعالى والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
قوله تعالى والذين كسبوا السيئات أي عملوا المعاصي . وقيل : الشرك جزاء سيئة بمثلها " جزاء " مرفوع بالابتداء ، وخبره بمثلها . قال ابن كيسان : الباء زائدة ; والمعنى جزاء سيئة مثلها . وقيل : الباء مع ما بعدها الخبر ، وهي متعلقة بمحذوف قامت مقامه ، والمعنى : جزاء سيئة كائن بمثلها ; كقولك : إنما أنا بك ; أي إنما أنا كائن بك . ويجوز أن تتعلق ب " جزاء " التقدير : جزاء سيئة بمثلها كائن ; فحذف خبر المبتدأ . ويجوز أن يكون جزاء مرفوعا على تقدير فلهم جزاء سيئة ; فيكون مثل قوله : فعدة من أيام أخر أي فعليه عدة ، وشبهه ; والباء على هذا التقدير تتعلق بمحذوف ، كأنه قال لهم جزاء سيئة ثابت بمثلها ، أو تكون مؤكدة أو زائدة . ومعنى هذه المثلية أن ذلك الجزاء مما يعد مماثلا لذنوبهم ، أي هم غير مظلومين ، وفعل الرب جلت قدرته وتعالى شأنه غير معلل بعلة .
وترهقهم ذلة أي يغشاهم هوان وخزي .
ما لهم من الله أي من عذاب الله من عاصم أي مانع يمنعهم منه كأنما أغشيت أي ألبست وجوههم قطعا جمع قطعة ، وعلى هذا يكون مظلما حالا من الليل أي أغشيت وجوههم قطعا من الليل في حال ظلمته . وقرأ الكسائي وابن كثير " قطعا " بإسكان الطاء ; ف " مظلما " على هذا نعت ، ويجوز أن يكون حالا من الليل . والقطع اسم ما قطع فسقط . وقال ابن السكيت : القطع طائفة من الليل ; وسيأتي في " هود " إن شاء الله تعالى .
- الطبرى : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: والذين عملوا السيئات في الدنيا، فعصوا الله فيها، وكفروا به وبرسوله (22) ، ( جزاء سيئة )، من عمله السيئ الذي عمله في الدنيا ، ( بمثلها )، من عقاب الله في الآخرة ، (وترهقهم ذلة) ، يقول: وتغشاهم ذلة وهوان، بعقاب الله إياهم (23)
، ( ما لهم من الله من عاصم) ، يقول: ما لهم من الله من مانع يمنعهم ، إذا عاقبهم ، يحول بينه وبينهم.
* * *
وبنحو الذي قلنا قوله: " وترهقهم ذلة " قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17646- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (وترهقهم ذلة) ، قال: تغشاهم ذلة وشدّة.
* * *
واختلف أهل العربية في الرافع ل " الجزاء " .
فقال بعض نحويي الكوفة: رُفع بإضمار " لهم "، كأنه قيل: ولهم جزاء السَّيئة بمثلها، كما قال: فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، [سورة البقرة: 196] ، والمعنى: فعليه صيام ثلاثة أيام، قال: وإن شئت رفعت الجزاءَ بالباء في قوله: ( جزاء سيئة بمثلها ) . (24)
* * *
وقال بعض نحويي البصرة: " الجزاء " مرفوع بالابتداء، وخبره (بمثلها) . قال: ومعنى الكلام: جزاء سيئة مثلها، وزيدت " الباء " ، كما زيدت في قوله: " بحسبك قول السُّوء ".
وقد أنكر ذلك من قوله بعضُهم ، فقال: يجوز أن تكون " الباء " في " حسب " [ زائدة (25) ]
لأن التأويل: إن قلت السوء فهو حسبك ، فلما لم تدخل في الخبر، (26) أدخلت في " حسب " ، " بحسبك أن تقوم " : إن قمت فهو حسبك. (27) فإن مُدح ما بعد " حسب " أدخلت " الباء " ، فيما بعدها ، كقولك: " حسبك بزيد "، ولا يجوز " بحسبك زيد "، لأن زيدًا الممدوح ، فليس بتأويل خبَرٍ . (28)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، أن يكون " الجزاء " مرفوعًا بإضمارٍ، بمعنى: فلهم جزاء سيئة بمثلها، لأن الله قال في الآية التي قبلها: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ، فوصف ما أعدَّ لأوليائه، ثم عقب ذلك بالخبر عما أعدّ الله لأعدائه، فأشبهُ بالكلام أن يقال: وللذين كسبوا السيئات جزاء سيئة، وإذا وُجِّه ذلك إلى هذا المعنى ، كانت الباء صلة للجزاء.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: كأنما ألبست وجوه هؤلاء الذين كسبوا السيئات (29)
، ( قِطَعًا من الليل)، وهي جمع " قطعة ".
* * *
وكان قتادة يقول في تأويل ذلك ما:-
17647- حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر ، عن قتادة: (كأنما أغشيت وجوههم قطعًا من الليل مظلمًا) ، قال: ظلمة من الليل.
* * *
واختلفت القراء في قراءة قوله تعالى: (قطعًا) فقرأته عامة قراء الأمصار: (قِطَعًا) بفتح الطاء ، على معنى جمع " قطعة "، وعلى معنى أنَّ تأويل ذلك: كأنما أُغشِيَت وَجْه كل إنسان منهم قطعةٌ من سواد الليل، ثم جمع ذلك فقيل: كأنما أغشيت وجوههم قطعا من سواد، إذ جُمِع " الوجه ".
* * *
وقرأه بعض متأخري القراء: " قِطْعًا " بسكون الطاء، بمعنى: كأنما أغشيت وجوههم سوادًا من الليل، وبقيةً من الليل، ساعةً منه، كما قال: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ، [سورة هود: 81 /سورة الحجر: 65] ، أي: ببقية قد بقيت منه.
ويعتلُّ لتصحيح قراءته كذلك، أنه في صحف أبيّ: (وَيَغْشَى وُجُوهَهُمْ قِطْعٌ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمٌ). (30)
* * *
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا يجوز خلافها عندي ، قراءةُ من قرأ ذلك بفتح الطاء، لإجماع الحجة من قراء الأمصار على تصويبها ، وشذوذ ما عداها. وحسبُ الأخرى دلالةً على فسادها، خروج قارئها عما عليه قراء أهل أمصار الإسلام. (31)
* * *
فإن قال لنا قائل: فإن كان الصواب في قراءة ذلك ما قلت، فما وجه تذكير " المظلم " وتوحيده، وهو من نعت " القطع " ، و " القطع "، جمع لمؤنث؟
قيل : في تذكير ذلك وجهان: (32)
أحدهما: أن يكون قَطْعًا من " الليل " (33) . وإن يكون من نعت " الليل "، فلما كان نكرةً ، و " الليل " معرفةً ، نصب على القَطْع،
فيكون معنى الكلام حينئذ: كأنما أغشيت وجوههم قطعًا من الليل المظلم ، ثم حذفت الألف واللام من " المظلم "، فلما صار نكرة وهو من نعت " الليل " ، نصب على القطع. وتسمي أهل البصرة ما كان كذلك " حالا "، والكوفيون " قطعًا ".
والوجه الآخر : على نحو قول الشاعر: (34)
* لَوْ أَنَّ مِدْحَةَ حَيٍّ مُنْشِرٌ أَحَدًا * (35)
والوجه الأوّل أحسن وجهيه.
وقوله: (أولئك أصحاب النار) ، يقول: هؤلاء الذين وصفت لك صفتهم أهلُ النار الذين هم أهلها (36)
، (هم فيها خالدون) ، يقول: هم فيها ماكثون. (37)
------------------------
الهوامش :
(22) انظر تفسير " كسب " فيما سلف من فهارس اللغة ( كسب ) ، ( سوأ ) .
(23) انظر تفسير " الرهق " فيما سلف قريبًا ص : 72 .
، وتفسير " ذلة " فيما سلف ص : 72 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(24) هذه مقالة الفراء في معاني القرآن 1 : 461 ، وفي المطبوعة : " وجزاء سيئة بمثلها " بالواو ، وفي معاني القرآن للفراء " فجزاء " بالفاء ، ولا أجد في القرآن آية فيها مثل ذلك بالواو أو بالفاء ، وإنما عني هذه الآية بعينها .
(25) الزيادة بين القوسين لا بد منها حتى يستقيم الكلام .
(26) في المطبوعة والمخطوطة : " لم تدخل في الجزاء " ، وهو خطأ لا ريبة فيه .
(27) أخشى أن يكون سقط من الكلام شيء .
(28) في المطبوعة والمخطوطة في هذا الموضع أيضًا : " فليس بتأويل جزاء " ، وهو فساد لا شك فيه .
(29) انظر تفسير " الإغشاء " فيما سلف 12 : 483 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(30) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 462 .
(31) في المطبوعة : " أهل الأمصار والإسلام " ، وهو عبث سخيف .
(32) في المطبوعة : " في تذكيره " ؛ بالهاء مضافة ، وهو عبث أيضًا .
(33) " القطع " ( بفتح فسكون ) ، الحال ، كما سلف مرارًا شرحه وبيانه ، وانظر ما سلف 11 : 455 / 12 : 477 ، وفهارس المصطلحات . وقد بين الطبري في هذا الموضع بأحسن البيان عن معنى " القطع " ، وقد سلف كلامنا فيه مرارًا .
(34) هو أبو ذؤيب .
(35) ديوانه : 113 ، في آخر قصيدة له ، ورواية الديوان :
لَـوْ كـان مِدْحَـةَ حَـيٍّ مُنْشِـرٌ أَحَدًا
أَحْــيَى أُبُــوَّتَكِ الشُّــمَّ الأَمَـادِيحُ
وهذا لا شاهد فيه ، ويروى :
* لَـوْ كـان مِدْحَةَ حَيٍّ مُنْشِرٌ أَحَدًا *
وهذا شاهد .
(36) انظر تفسير " أصحاب النار " فيما سلف من فهارس اللغة ( صحب ) .
(37) انظر تفسير " الخلود " ، فيما سلف من فهارس اللغة ( خلد ) .
- ابن عاشور : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
عطف على جملة { للذين أحسنوا الحسنى } [ يونس : 26 ]. وعبر في جانب المسيئين بفعل { كسبوا السيئات } دون فعل أساءوا الذي عبر به في جانب الذين أحسنوا للإشارة إلى أن إساءتهم من فِعلهم وسعيهم فما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون .
والموصول مراد به خصوص المشركين لقوله بعده : { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }. فإن الخلود في النار لا يقع إلا للكافرين ، كما دلت عليه الأدلة المتظافرة خلافاً للمعتزلة والخوارج .
وجملة : { جزاءُ سيئة بمثلها } خبر عن { الذين كسبوا السيئات }. وتنكير ( سيئة ) للعموم ، أي جزاء كل سيئة بمثلها ، وهو وإن كان في سياق الإثبات فالعموم مستفاد من المقام وهو مقام عموم المبتدأ . كقول الحريري
: ... يا أهلَ ذا المغنَى وُقيتم ضُرا
أي كل ضر . وذلك العموم مُغن عن الرابط بين الجملة الخبرية والمبتدأ ، أو يقدر مجرور ، أي جَزاء سيئةٍ منهم ، كما قدر في قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضاً أو به أذًى من رأسه ففدية من صيام } [ البقرة : 196 ] أي فعليه .
واقتصر على الذلة لهم دون زيادة ويَرهقهم قَتر ، لأنه سيجيء ما هو أشد منه وهو قوله : { كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً }.
وجملة : { ما لهم من الله من عاصم } خبر ثان ، أو حال من { الذين كسبوا السيئات } أو معترضة . وهو تهديد وتأييس .
والعاصم : المانع والحافظ . ومعنى { من الله } من انتقامه وجزائه . وهذا من تعليق الفعل باسم الذات ، والمرادُ بعض أحوال الذات مما يدل عليه السياق مثل { حُرمت عليكم الميتة } [ المائدة : 3 ].
وجملة { كأنما أغشيت وجوهُهم } الخ بيان لجملة : { ترهقهم ذلة } بيانَ تمثيل ، أو حالٌ من الضمير في قوله : { وترهقهم }.
و { أغشيت } معدَّى غَشِي إذا أحاط وغَطا ، فصار بالهمزة معدى إلى مفعولين من باب كسَا . وتقدم في قوله تعالى : { يُغشي الليلَ النهارَ } في [ الأعراف : 54 ] ، وقوله : { إذ يُغْشِيكُم النعاس } في [ الأنفال : 11 ].
والقِطع بفتح الطاء في قراءة الجمهور : جمع قِطعة ، وهي الجزء من الشيء ، سمي قطعة لأنه يُقتطع من كل غالباً ، فهي فعْلة بمعنى مفعولة نقلت إلى الاسمية . وقرأه ابن كثير والكسائي ويعقوب قِطْعاً } بسكون الطاء . وهو اسم للجزء من زمن الليل المظلم ، قال تعالى : { فاسر بأهلك بقِطْع من الليل } [ هود : 81 ].
وقوله : { مظلماً } حال من الليل . ووصف الليل وهو زمن الظلمة بكونه مظلماً لإفادة تمكن الوصف منه كقولهم : ليل أليل ، وظل ظليل ، وشعر شاعر ، فالمراد من الليل الشديد الإظلام باحتجاب نجومه وتمكّن ظلمته . وشُبهت قَترة وجوههم بظلام الليل .
وجملة : { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } هي كجملة { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } [ يونس : 26 ].
- إعراب القرآن : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
«وَالَّذِينَ» الواو استئنافية واسم الموصول مبتدأ «كَسَبُوا السَّيِّئاتِ» ماض والواو فاعله والسيئات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة صلة «جَزاءُ» مبتدأ ثان «سَيِّئَةٍ» مضاف إليه «بِمِثْلِها» متعلقان بخبر محذوف وهذه الجملة خبر الذين «وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ» الواو استئنافية ومضارع ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة مستأنفة «ما» نافية «لَهُمْ» متعلقان بخبر مقدم محذوف «مِنَ اللَّهِ» لفظ الجلالة في محل جر بمن متعلقان بعاصم «مِنَ» زائدة «عاصِمٍ» مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا «كَأَنَّما» كافة ومكفوفة «أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً» ماض مبني للمجهول ونائب فاعل ومفعول به «مِنَ اللَّيْلِ» متعلقان بصفة لقطعا «مُظْلِماً» صفة ثانية والجملة مستأنفة «أُولئِكَ» اسم الإشارة مبتدأ والكاف للخطاب «أَصْحابُ» خبر «النَّارِ» مضاف إليه والجملة مستأنفة «هُمْ» مبتدأ «فِيها» متعلقان بخالدون «خالِدُونَ» خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة حالية.
- English - Sahih International : But they who have earned [blame for] evil doings - the recompense of an evil deed is its equivalent and humiliation will cover them They will have from Allah no protector It will be as if their faces are covered with pieces of the night - so dark [are they] Those are the companions of the Fire; they will abide therein eternally
- English - Tafheem -Maududi : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(10:27) Those who do evil deeds, the recompense of an evil deed is its like, *34 and humiliation shall spread over them and there will be none to protect them from Allah. Darkness will cover their faces as though they were veiled with the dark blackness of night. *35 These are the people of the Fire and in it they shall abide.
- Français - Hamidullah : Et ceux qui ont commis de mauvaises actions la rétribution d'une mauvaise action sera l'équivalent Un avilissement les couvrira - pas de protecteur pour eux contre Allah - comme si leurs visages se couvraient de lambeaux de ténèbres nocturnes Ceux-là sont là les gens du Feu où ils demeureront éternellement
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Für diejenigen aber die böse Taten erwerben ist der Lohn einer bösen Tat ein Gleiches und Erniedrigung wird sie bedecken - sie haben vor Allah nichts das sie schützen könnte - als ob ihre Gesichter von Stücken finsterer Nacht überdeckt wären Das sind die Insassen des Höllenfeuers; ewig werden sie darin bleiben
- Spanish - Cortes : A quienes obren mal se les retribuirá con otro tanto Les cubrirá la humillación -no tendrán quien les proteja de Alá- como si jirones de tinieblas nocturnas cubrieran sus rostros Ésos morarán en el Fuego eternamente
- Português - El Hayek : Aqueles que cometerem maldades serão pagos na mesma moeda e a ignomínia os cobrirá Não terão defensor junto aDeus; estarão como se condenados ao inferno em que morarão eternamente
- Россию - Кулиев : А воздаянием тех кто приобрел зло будет равноценное зло Их постигнет унижение и никто не защитит их от Аллаха Их лица словно покроются клочьями ночного мрака Они - обитатели Огня в котором они пребудут вечно
- Кулиев -ас-Саади : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
А воздаянием тех, кто приобрел зло, будет равноценное зло. Их постигнет унижение, и никто не защитит их от Аллаха. Их лица словно покроются клочьями ночного мрака. Они - обитатели Огня, в котором они пребудут вечно.После упоминания об обитателях Рая Всевышний Аллах поведал о мучениках Преисподней, которые в мирской жизни не приобретают ничего, кроме отвратительного неверия и всевозможных грехов, вызывающих гнев Аллаха. Их воздаянием будет равноценное зло, которое доставит столько неприятностей, сколько они заслужили своими деяниями. Их сердца будут охвачены унижением и страхом перед наказанием Аллаха, от которого их уже никто не сможет избавить. Это унижение будет отражаться на их внешнем виде, и поэтому их лица будут мрачными, словно они покрыты клочьями ночного мрака. Таковы обитатели Адского Пламени, которые никогда не расстанутся с этой обителью. Как же велика разница между этими двумя группами людей! И можно ли найти еще большее различие между людьми?! Всевышний сказал: «Одни лица в тот день будут сиять и взирать на своего Господа. Другие же лица в тот день будут омрачены. Они убедятся в том, что их поразит беда» (75:22–25); «В тот день одни лица будут сиять, смеяться и ликовать. На других же лицах в тот день будет прах, покрывающий их мраком. Это будут неверующие грешники» (80:38–42).
- Turkish - Diyanet Isleri : Kötülük işleyenlere kötülükleri kadar ceza verilir; onların yüzlerini zillet bürür; Allah'a karşı onları savunacak yoktur; yüzleri geceden kara bir parçayla örtülmüş gibidir Bunlar cehennemliklerdir orada temelli kalırlar
- Italiano - Piccardo : E coloro che hanno commesso azioni malvagie vedranno pagato col male il male loro Saranno avvolti nella vergogna senza nessun protettore al cospetto di Allah come se i loro volti fossero coperti da oscuri lembi di notte Essi sono i compagni del Fuoco in cui rimarranno in perpetuo
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهش گوناهو تاوانهکانیان ئهنجامداوه ههرچهنده پاداشتی ههر گوناهو تاوانێک بهقهدهر خۆی دهدرێتهوه بهڵام ههندێک ئهوهنده تاوانبارن خهجاڵهتی و سهرشۆڕی و ڕوو ڕهشی ماندووی کردوون کهس نیه پهنایان بدات و بیانپارێزێت له خهشم و قینی خوا ئهوهنده ڕوو ڕهشن ههر دهڵێی پارچهیهک لهشهوی تاریک ڕووخساری داپۆشیوون ئائهوانه نیشتهجێی ناو ئاگری دۆزهخن و بۆ ههمیشه ژیان لهناویدا دهبهنهسهر
- اردو - جالندربرى : اور جنہوں نے برے کام کئے تو برائی کا بدلہ ویسا ہی ہوگا۔ اور ان کے مونہوں پر ذلت چھا جائے گی۔ اور کوئی ان کو خدا سے بچانے والا نہ ہوگا۔ ان کے مونہوں کی سیاہی کا یہ عالم ہوگا کہ ان پر گویا اندھیری رات کے ٹکڑے اڑھا دیئے گئے ہیں۔ یہی دوزخی ہیں کہ ہمیشہ اس میں رہیں گے
- Bosanski - Korkut : A one koji čine nevaljala djela čeka kazna srazmjerna onom što su počinili; njih će potištenost prekrivati niko ih od Allaha neće zaštititi lica će im biti tamna kao da su se na njih spustili dijelovi mrkle noći; stanovnici vatre će oni biti i u njoj će vječno boraviti
- Swedish - Bernström : Men de som ständigt begår orätt för dem skall lönen för varje ond handling vara vad som motsvarar den; och skammen skall förmörka deras ansikten de har inget skydd mot Guds [vrede] som om de hade täckts av en flik av nattens svarta [mantel] Deras arvedel är Elden; där skall de förbli till evig tid
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang yang mengerjakan kejahatan mendapat balasan yang setimpal dan mereka ditutupi kehinaan Tidak ada bagi mereka seorang pelindungpun dari azab Allah seakanakan muka mereka ditutupi dengan kepingankepingan malam yang gelap gelita Mereka itulah penghuni neraka; mereka kekal di dalamnya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(Dan orang-orang) lafal ayat ini diathafkan kepada lafal alladziina ahsanuu yang ada pada ayat sebelumnya; artinya dan bagi orang-orang (yang mengerjakan keburukan) orang-orang yang mengerjakan kemusyrikan (mendapat balasan yang setimpal dan mereka ditutupi oleh kehinaan. Tidak ada bagi mereka, dari azab Allah) huruf min pada ayat ini adalah huruf zaidah atau tambahan (seorang pelindung pun) yang dapat mencegahnya (seakan-akan tertutupi) diselimuti (muka mereka oleh kepingan-kepingan) dapat dibaca qitha`an dan dapat pula dibaca qith`an (malam yang gelap-gulita. Mereka itulah penghuni neraka; mereka kekal di dalamnya).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যারা সঞ্চয় করেছে অকল্যাণ অসৎ কর্মের বদলায় সে পরিমাণ অপমান তাদের চেহারাকে আবৃত করে ফেলবে। কেউ নেই তাদেরকে বাঁচাতে পারে আল্লাহর হাত থেকে। তাদের মুখমন্ডল যেন ঢেকে দেয়া হয়েছে আধাঁর রাতের টুকরো দিয়ে। এরা হল দোযখবাসী। এরা এতেই থাকবে অনন্তকাল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆனால் தீமையைச் சம்பாதிப்பவர்களுக்கு அவர்கள் செய்த தீமைக்குக் கூலியாக அதுபோன்ற தீமையாகும் அவர்களை இழிவு சூழ்ந்து கொள்ளும்; அவர்களை அல்லாஹ்வின் தண்டனையை விட்டுக் காப்பாற்றுபவர் எவருமிலர்; இருண்ட இருளையுடைய இரவின் ஒருபாகம் அவர்கள் முகங்களைச் சூழ்ந்து சற்றிக் கொள்ளப்பட்டது போல் அவர்களின் முகங்கள் காணப்படும் அவர்கள் நரக நெருப்புக்கு உரியவர்கள் அவர்கள் அங்கேயே என்றென்றும் இருப்பார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ขวนขวายทำความชั่ว การตอบแทนความชั่วด้วยความชั่วเช่นเดียวกัน ความต่ำต้อยจะปกคลุมพวกเขา ไม่มีผู้คุ้มกันพวกเขาให้พ้นจากอัลลอฮ์ได้ เสมือนว่าใบหน้าของพวกเขาถูกคลุมไว้ด้วยส่วนหนึ่งของกลางคืนอันมืดทึบ ชนเหล่านี้คือชาวนรก พวกเขาจะอยู่ในนั้นตลอดกาล
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ёмонликларни касб қилганларга эса ёмонликларига яраша ёмон жазо бўлур Уларни хорлик қоплайдир Улар учун Аллоҳдан бирор сақловчи ҳам бўлмас Юзлари худди тун зулматидан бир парча ила қопланган каби бўлур Ана ўшалар дўзах эгаларидир Улар унда абадий қолурлар Олдинги манзаранинг тамоман акси Оятда бу дунёда гўзал амаллар эмас ёмон амаллар қилганлар васф қилинаётир Ёмонликлари туфайли улар бу дунёнинг ўзида ёмон ҳаёт кечирадилар Охиратда эса уларга ёмонликларига яраша ёмон жазо бўлур
- 中国语文 - Ma Jian : 作恶者每作一恶,必受同样的恶报,而且脸上有忧色没有任何人能帮助他们对抗真主他们的脸上彷佛有黑夜的颜色。这些人是火狱的居民,将永居其中。
- Melayu - Basmeih : Dan untuk orangorang yang melakukan kejahatan syirik dan maksiat balasan tiaptiap satu kejahatan mereka ialah kejahatan yang sebanding dengannya serta akan ditimpakan kehinaan; tiadalah bagi mereka pelindung dari seksa Allah; muka mereka hitam legam seolaholahnya ditutup dengan beberapa bahagian yang gelapgelita dari malam yang gelapgelita Mereka itulah ahli neraka mereka kekal di dalamnya
- Somali - Abduh : kuwa kasbaday xumaan Abaalkood waa Xumaan la mida waxaana haleeli dulli wax Eebe ka ilaalinna ma jiro waxaadna moodaa in lagu daboolay wajigooda goosin habeen oo mugdi ah kuwaasu waa Asaxaabta Ehelka Naarta wayna ku waari dhexdeeda
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka yi tsirfar mũnanan ayyuka sakamakon mummuna da kamarsa yake kuma ƙasƙanci yanã rufe su Bã su da wani matsari daga Allah kamar an rufe fuskokinsu da guntãyen ƙirãruwa daga dare mai duhu Waɗannan ne abõkan wuta sunã madawwama a cikinta
- Swahili - Al-Barwani : Na wale walio chuma maovu malipo ya uovu ni mfano wake vile vile na yatawafika madhila Hawatakuwa na wa kuwalinda na Mwenyezi Mungu Nyuso zao kama kwamba zimefunikwa na vipande vya usiku wa giza Hao ndio watu wa Motoni wao humo watadumu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E ata që kanë bërë vepra të këqia kanë dënim gjegjës për atë të keqe dhe ata do t’i mbulojë poshtërimi Ata nuk do të kenë askend që t’i mbrojnë nga dënimi i Perëndisë Fytyrat e tyre thuajse iu kanë mbuluar me hije të errësirës së natës Këta do të jenë banorët e zjarrit dhe në to do të qëndrojnë përgjithmonë
- فارسى - آیتی : و براى آنان كه مرتكب بديها شوند، پاداش هر بدى همانند آن است و خوارى بر آنها چيره مىشود. كسى آنها را از خشم خدا نگه نمىدارد، چنان شوند كه گويى صورتشان در پارهاى از شب تاريك پوشيده شده است. اينان اهل جهنمند و جاودانه در آن هستند.
- tajeki - Оятӣ : Ва барои онон, ки муртакиби бадиҳо шаванд, музди ҳар бадӣ монанди он аст ва хори бар онҳо ғолиб мешавад. Касе онҳоро аз хашми Худо нигаҳ намедорад, чунон шаванд, ки гӯё сураташон дар порае аз шаби торик пушида шуда аст. Инҳо аҳли ҷаҳанаманд ва ҷовидона дар он ҳастанд.
- Uyghur - محمد صالح : (دۇنيادا) يامان ئىشلارنى قىلغۇچىلار (بىر يامانلىقنى قىلسا، قىلغان يامانلىقىغا) ئوخشاش (يەنى شۇنىڭغا لايىق) جازاغا ئۇچرايدۇ، ئۇلار خارلىققا دۇچار بولىدۇ، ئۇلارنى اﷲ نىڭ ئازابىدىن قۇتۇلدۇرغۇچى زادى بولمايدۇ، ئۇلارنىڭ يۈزلىرى گويا قاراڭغۇ كېچىنىڭ پارچىسى بىلەن ئورالغاندەك قارىيىپ كېتىدۇ، ئۇلار ئەھلى دوزاخ بولۇپ، دوزاختا مەڭگۈ قالغۇچىلاردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് തിന്മകള് ചെയ്തുകൂട്ടിനയവരോ, തിന്മക്കുള്ള പ്രതിഫലം അതിനു തുല്യം തന്നെയായിരിക്കും. അപമാനം അവരെ ബാധിക്കും. അല്ലാഹുവില് നിന്ന് അവരെ രക്ഷിക്കാന് ആരുമുണ്ടാവില്ല. അവരുടെ മുഖങ്ങള് ഇരുള്മുറ്റിയ രാവിന്റെ കഷ്ണംകൊണ്ട് പൊതിഞ്ഞ പോലിരിക്കും. അവരാണ് നരകാവകാശികള്. അവരതില് സ്ഥിരവാസികളായിരിക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : والذين عملوا السيئات في الدنيا فكفروا وعصوا الله لهم جزاء اعمالهم السيئه التي عملوها بمثلها من عقاب الله في الاخره وتغشاهم ذله وهوان وليس لهم من عذاب الله من مانع يمنعهم اذا عاقبهم كانما البست وجوههم طائفه من سواد الليل المظلم هولاء هم اهل النار ماكثون فيها ابدا
*34). The manner in which the evil ones will be treated is quite different from the way in which the righteous will be treated. As we have seen, the reward of the righteous will be far in excess of their good deeds. However, so far as the evil-doers are concerned, their punishment will be strictly in proportion to the evil they have committed, not even an iota more than that. (For further elaboration see a!-Nahl 16, n. 109a.)
*35). This refers to the darkness and gloom that covers the faces of the criminals after they have been seized and after they have lost all hope of escaping God's punishment.