- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ ۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّىٓ إِلَّآ أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ۚ قل الله يهدي للحق ۗ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى ۖ فما لكم كيف تحكمون
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: هل مِن شركائكم مَن يرشد إلى الطريق المستقيم؟ فإنهم لا يقدرون على ذلك، قل لهم: الله وحده يهدي الضال عن الهدى إلى الحق. أيهما أحق بالاتباع: مَن يهدي وحده للحق أم من لا يهتدي لعدم علمه ولضلاله، وهي شركاؤكم التي لا تَهدي ولا تَهتدي إلا أن تُهدَى؟ فما بالكم كيف سوَّيتم بين الله وخلقه؟ وهذا حكم باطل.
- السعدى : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} ببيانه وإرشاده، أو بإلهامه وتوفيقه.
{قُلِ اللَّهُ} وحده {يَهْدِي لِلْحَقِّ} بالأدلة والبراهين، وبالإلهام والتوفيق، والإعانة إلى سلوك أقوم طريق.
{أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} أي: لا يهتدي {إِلَّا أَنْ يُهْدَى} لعدم علمه، ولضلاله، وهي شركاؤهم، التي لا تهدي ولا تهتدي إلا أن تهدى {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} أي: أيّ شيء جعلكم تحكمون هذا الحكم الباطل، بصحة عبادة أحد مع الله، بعد ظهور الحجة والبرهان، أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده.
- الوسيط لطنطاوي : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
وقوله : ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يهدي إِلَى الحق قُلِ الله يَهْدِي لِلْحَقّ ) . حجة أخرى تدمغ جهلهم ، جيء بها لتكون دليلا على قدرة الله على الهداية والإِضلال ، عقب إقامة الأدلة على قدرته - سبحانه - على بدء الخلق وإعادتهم .
أى : قل لهم يا محمد - أيضا - على سبيل التهم من أفكارهم : هل من شركائكم من يستطيع أن يهدي غيره إلى الدين الحق ، فينزل كتاباً ، أو يرسل رسولا ، أو يشرع شريعة ، أو يضع نظاما دقيقا لهذا الكون .
أو يحث العقول على التدبر والتفكر فى ملكوت السموات والأرض . . . ؟
قل لهم يا محمد : الله وحده هو الذى يعفل كل ذلك ، أما شركاؤكم فلا يستطيعون أن يفعلوا شيئا من ذلك أو من غيره .
وقوله : ( أَفَمَن يهدي إِلَى الحق أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يهدي . . . ) توبيخ آخرلهم على جهالاتهم وغفلتهم عن إدراك الأمور الواضحة .
أى : قل لهم يا محمد : أفمن يهدي غيره إلى الحق وهو الله - تعالى - . أحق أن يتبع فيما يأمر به وينهى عنه ، أم من لا يستطيع أت يهتدي بنفسه إلا أن يهديه غيره أحق بالاتباع؟ لا شك أن الذى يهدي غيره إلى الحق أحق بالاتباع من الذى هو فى حاجة إلى أن يهديه غيره .
وقوله : ( فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) استفهام قصد به التعجيب من أحوالهم التي تدعو إلى الدهشة والغرابة .
أى : ما الذى وقع لكم ، وما الذى أصابكم فى عقولكم حتى صرتم تشركون فى العبادة مع الله الخالق الهادي ، مخلوقات لا تهدي بنفسها وإنما هى فى حاجة إلى من يخلقها ويهديها .
قال الإِمام الرازي : " واعلم أن الاستدلال على وجود الصانع بالخلق أولا ثم بالهداية ثانيا ، عادة مطردة فى القرآن ، فقد حكى - سبحانه - عن إبراهيم أنه ذكر ذلك فقال : ( الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) وعن موسى أنه قال : ( رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى ) وأمر محمدا - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال : ( سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى . الذي خَلَقَ فسوى . والذي قَدَّرَ فهدى ) وهو فى الحقيقة دليل شريف ، لأن الإِنسان له جسد وله روح ، فالاستدلال على وجود الصانع بأحوال الجسد هو الخلق ، والاستدلال بأحوال الروح هوالهداية ، فها هنا أيضا لما ذكر دليل الخلق فى الآية الأولى وهو قوله : ( مَّن يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ) أتبعه بدليل الهداية فى هذه الآية .
وقوله : ( أَمَّن لاَّ يهدي ) ورد فيه ست قراءات ، منها قراءة يعقوب وحفص بكسر الهاء وتشديد الدال ، ومنها قراءة حمزة والكسائيل بالتخفيف كيرمي ، ومنها قراءة ابن كثير وابن عامر وورش عن نافع "
يهدي " فتح الياء والهاء وتشديد الدال . .والاستثناء فى قوله : ( أَمَّن لاَّ يهدي إِلاَّ أَن يهدى ) مفرغ من أعم الأحوال .
والتقدير : أفمن يهدي إلى الحق أحق بالاتباع ، أم من لا يستطعي الهداية إلا أن يهديه إليها غيره أحق بالاتباع؟
وجاء قوله - سبحانه - ( فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) باستفهامين متواليين ، زيادة فى توبيخهم وتقريعهم ، ولفت أنظارهم إلى الحق الواضح الذى لا يخفى على كل ذي عقل سليم .
- البغوى : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
( قل هل من شركائكم من يهدي ) يرشد ، ( إلى الحق ) فإذا قالوا : لا - ولا بد لهم من ذلك - ( قل الله يهدي للحق ) أي إلى الحق .
( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي ) قرأ حمزة والكسائي : ساكنة الهاء ، خفيفة الدال ، وقرأ الآخرون : بتشديد الدال ، ثم قرأ أبو جعفر ، وقالون : بسكون الهاء ، وأبو عمرو بروم الهاء بين الفتح والسكون ، وقرأ حفص : بفتح الياء وكسر الهاء ، وأبو بكر بكسرهما ، والباقون بفتحهما ، ومعناه : يهتدي - في جميعها - فمن خفف الدال ، قال : يقال : هديته فهدي ، أي : اهتدى ، ومن شدد الدال أدغم التاء في الدال ، ثم أبو عمرو يروم على مذهبه في إيثار التخفيف ، ومن سكن الهاء تركها على حالتها كما فعل في " تعدوا " و " يخصمون " ومن فتح الهاء نقل فتحة التاء المدغمة إلى الهاء ، ومن كسر الهاء فلالتقاء الساكنين ، وقال الجزم يحرك إلى الكسر ، ومن كسر الياء مع الهاء أتبع الكسرة الكسرة .
قوله تعالى : ( إلا أن يهدى ) معنى الآية : الله الذي يهدي إلى الحق أحق بالاتباع أم الصنم الذي لا يهتدي إلا أن يهدى؟
فإن قيل : كيف قال : " إلا أن يهدى " ، والصنم لا يتصور أن يهتدي ولا أن يهدى ؟
قيل : معنى الهداية في حق الأصنام الانتقال ، أي : أنها لا تنتقل من مكان إلى مكان إلا أن تحمل وتنقل ، يتبين به عجز الأصنام .
وجواب آخر وهو : أن ذكر الهداية على وجه المجاز ، وذلك أن المشركين لما اتخذوا الأصنام آلهة وأنزلوها منزلة من يسمع ويعقل عبر عنها بما يعبر عمن يعلم ويعقل ، ووصفت بصفة من يعقل .
( فما لكم كيف تحكمون ) كيف تقضون حين زعمتم أن لله شريكا؟
- ابن كثير : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
( قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق ) أي : أنتم تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال ، وإنما يهدي الحيارى والضلال ، ويقلب القلوب من الغي إلى الرشد الله ، الذي لا إله إلا هو .
( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى ) أي : أفيتبع [ العبد الذي يهدي إلى الحق ويبصر بعد العمى ، أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا ] أن يهدى ، لعماه وبكمه ؟ كما قال تعالى إخبارا عن إبراهيم أنه قال : ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) [ مريم : 42 ] ، وقال لقومه : ( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون ) [ الصافات : 95 ، 96 ] إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله : ( فما لكم كيف تحكمون ) أي : فما بالكم يذهب بعقولكم ، كيف سويتم بين الله وبين خلقه ، وعدلتم هذا بهذا ، وعبدتم هذا وهذا ؟ وهلا أفردتم الرب جل جلاله المالك الحاكم الهادي من الضلالة بالعبادة وحده ، وأخلصتم إليه الدعوة والإنابة .
- القرطبى : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
قوله تعالى قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون
قوله تعالى قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق يقال : هداه للطريق وإلى الطريق بمعنى واحد ; وقد تقدم . أي هل من شركائكم من يرشد إلى دين الإسلام ; فإذا قالوا لا ولا بد منه ف قل لهم الله يهدي للحق ثم قل لهم موبخا ومقررا . أفمن يهدي أي يرشد إلى الحق وهو الله سبحانه وتعالى أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى يريد الأصنام التي لا تهدي أحدا ، ولا تمشي إلا أن تحمل ، ولا تنتقل عن مكانها إلا أن تنقل . قال الشاعر :
للفتى عقل يعيش به حيث تهدي ساقه قدمه
وقيل : المراد الرؤساء والمضلون الذين لا يرشدون أنفسهم إلى هدى إلا أن يرشدوا . وفي يهدي قراءات ست : الأولى : قرأ أهل المدينة إلا ورشا " يهدي " بفتح الياء وإسكان الهاء وتشديد الدال ; فجمعوا في قراءتهم بين ساكنين كما فعلوا في قوله : " لا تعدوا " وفي قوله : " يخصمون " . قال النحاس : والجمع بين الساكنين لا يقدر أحد أن ينطق به . قال محمد بن يزيد : لا بد لمن رام مثل هذا أن يحرك حركة خفيفة إلى الكسر ، وسيبويه يسمي هذا اختلاس الحركة .
الثانية : قرأ أبو عمرو وقالون في رواية بين الفتح والإسكان ، على مذهبه في الإخفاء والاختلاس .
الثالثة : قرأ ابن عامر وابن كثير وورش وابن محيصن " يهدي " بفتح الياء والهاء وتشديد الدال ، قال النحاس : هذه القراءة بينة في العربية ، والأصل فيها يهتدي أدغمت التاء في الدال وقلبت حركتها على الهاء .
الرابعة : قرأ حفص ويعقوب والأعمش عن أبي بكر مثل قراءة ابن كثير ، إلا أنهم كسروا الهاء ، قالوا : لأن الجزم إذا اضطر إلى حركته حرك إلى الكسر . قال أبو حاتم : هي لغة سفلي مضر .
الخامسة : قرأ أبو بكر عن عاصم يهدي بكسر الياء والهاء وتشديد الدال ، كل ذلك لإتباع الكسر الكسر كما تقدم في البقرة في يخطف وقيل : هي لغة من قرأ " نستعين " ، و " لن تمسنا النار " ونحوه . وسيبويه لا يجيز يهدي ويجيز " تهدي " و " نهدي " و " إهدي " قال : لأن الكسرة في الياء تثقل .
السادسة : قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى بن وثاب والأعمش " يهدي " بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال ; من هدى يهدي . قال النحاس : وهذه القراءة لها وجهان في العربية وإن كانت بعيدة ، وأحد الوجهين أن الكسائي والفراء قالا : " يهدي " بمعنى يهتدي . قال أبو العباس : لا يعرف هذا ، ولكن التقدير أمن لا يهدي غيره ، تم الكلام ، ثم قال : " إلا أن يهدى " استأنف من الأول ، أي لكنه يحتاج أن يهدى ; فهو استثناء منقطع ، كما تقول : فلان لا يسمع غيره إلا أن يسمع ، أي لكنه يحتاج أن يسمع . وقال أبو إسحاق : فما لكم كلام تام ، والمعنى : فأي شيء لكم في عبادة الأوثان . ثم قيل لهم : كيف تحكمون أي لأنفسكم وتقضون بهذا الباطل الصراح ، تعبدون آلهة لا تغني عن أنفسها شيئا إلا أن يفعل بها ، والله يفعل ما يشاء فتتركون عبادته ; فموضع كيف نصب ب تحكمون .
- الطبرى : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قل) ، يا محمد لهؤلاء المشركين ، (هل من شركائكم) ، الذين تدعون من دون الله، وذلك آلهتهم وأوثانُهم، (من يهدي إلى الحق) يقول: من يرشد ضالا من ضلالته إلى قصد السبيل، ويسدِّد جائرًا عن الهدى إلى واضح الطريق المستقيم؟ فإنهم لا يقدرون أن يدَّعوا أن آلهتهم وأوثانهم تُرشد ضالا أو تهدي جائرًا. وذلك أنهم إن ادَّعوا ذلك لها أكذبتهم المشاهدة ، وأبان عجزَها عن ذلك الاختبارُ بالمعاينة. فإذا قالوا " لا " وأقرُّوا بذلك، فقل لهم. فالله يهدي الضالَّ عن الهدى إلى الحق ، (أفمن يهدي) أيها القوم ضالا إلى الحقّ، وجائرًا عن الرشد إلى الرشد ، (أحق أن يتبع) ، إلى ما يدعو إليه ( أَمَّنْ لا يهدِّي إِلا أن يُهدى)؟
* * *
واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قراء أهل المدينة: ( أَمَّنْ لا يَهْدِّي ) بتسكين الهاء ، وتشديد الدال، فجمعوا بين ساكنين (3) ، وكأنّ الذي دعاهم إلى ذلك أنهم وجَّهوا أصل الكلمة إلى أنه: أم من لا يهتدي، ووجدوه في خطّ المصحف بغير ما قرءوا ، (4) وأن التاء حذفت لما أدغمت في الدال، فأقرُّوا الهاء ساكنة على أصلها الذي كانت عليه، وشدَّدوا الدال طلبًا لإدغام التاء فيها، فاجتمع بذلك سكون الهاء والدال. وكذلك فعلوا في قوله: وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ، [سورة النساء: 154] ، (5) وفي قوله: يَخِصِّمُونَ ، [سورة يس: 49]. (6)
* * *
وقرأ ذلك بعض قراء أهل مكة والشام والبصرة ، "(يَهَدِّي) بفتح الهاء وتشديد الدال. وأمُّوا ما أمَّه المدنيون من الكلمة، غير أنهم نقلوا حركة التاء من " يهتدي": إلى الهاء الساكنة، ، فحرَّكوا بحركتها ، وأدغموا التاء في الدال فشدّدوها.
* * *
وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة: (يَهِدِّي)، بفتح الياء، وكسر الهاء ، وتشديد الدال، بنحو ما قصدَه قراء أهل المدينة، غير أنه كسر الهاء لكسرة الدال من "
يهتدي"، استثقالا للفتحة بعدها كسرةٌ في حرف واحدٍ.* * *
وقرأ ذلك بعدُ ، عامة قراء الكوفيين (7) ( أَمَّنْ لا يَهْدِي)، بتسكين الهاء وتخفيف الدال. وقالوا: إن العرب تقول: "
هديت " بمعنى " اهتديت "، قالوا: فمعنى قوله: ( أَمَّنْ لا يهدي) : أم من لا يَهْتَدي إلا أن يهدى .* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءة في ذلك بالصواب ، قراءةُ من قرأ: ( أَمَّنْ لا يَهَدِّي) بفتح الهاء وتشديد الدال، لما وصفنا من العلة لقارئ ذلك كذلك، وأن ذلك لا يدفع صحته ذو علم بكلام العرب ، وفيهم المنكر غيره. وأحقُّ الكلام أن يقرأ بأفصح اللغات التي نـزل بها كلامُ الله.
* * *
فتأويل الكلام إذًا: أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع، أم من لا يهتدي إلى شيء إلا أن يهدى ؟
* * *
وكان بعض أهل التأويل يزعم أن معنى ذلك: أم من لا يقدر أن ينتقل عن مكانه إلا أن يُنْقل.
* * *
وكان مجاهد يقول في تأويل ذلك ما:-
17660- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أَمَّنْ لا يهدّي إلا أن يهدى )، قال: الأوثان، الله يهدي منها ومن غيرها من شاء لمن شاء.
17661- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: (أمن لا يهدي إلا أن يهدى) ، قال: قال: الوثن.
* * *
وقوله: (فما لكم كيف تحكمون) ، ألا تعلمون أن من يهدي إلى الحق أحقُّ أن يتبع من الذي لا يهتدي إلى شيء ، إلا أن يهديه إليه هادٍ غيره، فتتركوا اتّباع من لا يهتدي إلى شيء وعبادته ، وتتبعوا من يهديكم في ظلمات البر والبحر ، وتخلصوا له العبادة فتفردوه بها وحده ، دون ما تشركونه فيها من آلهتكم وأوثانكم؟
------------------------
الهوامش :
(3) انظر ما قاله في شبه هذه القراءة فيما سلف 9 : 362 .
(4) في المطبوعة : "
بغير ما قرروا " ، والصواب ما في المخطوطة .(5) انظر ما سلف في هذه القراءة 9 : 362 .
(6) انظر ما سيأتي في هذه القراءة 23 : 11 ( بولاق ) .
(7) في المطبوعة : "
وقرأ ذلك بعض عامة قرأة ، الكوفيين " جعل " بعد " ، " بعض " ، فأفسد الكلام وأسقطه . - ابن عاشور : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
هذا تكرير آخر بعد قوله : { قل هل من شركائكم من يَبدأ الخلق ثم يعيده } [ يونس : 34 ]. وهذا استدلال بنقصان آلهتهم عن الإرشاد إلى الكمال النفساني بنشر الحق ، وبأن الله تعالى هو الهادي إلى الكمال والحق ، ومجموع الجملتين مفيد قَصْر صفة الهداية إلى الحق على الله تعالى دون آلهتهم قصرَ إفراد ، كما تقدم في نظيره آنفاً . ومعلوم أن منة الهداية إلى الحق أعظم المنن لأن بها صلاح المجتمع وسلامة أفراده من اعتداء قويّهم على ضعيفهم ، ولولا الهداية لكانت نعمة الإيجاد مختلة في مضمحلة .
والمراد بالحق الدين ، وهو الأعمال الصالحة ، وأصوله وهي الاعتقاد الصحيح .
وقد أتبع الاستدلال على كمال الخالق ببدء الخلق وإعادته بالاستدلال على كماله بالهداية كما في قول إبراهيم عليه السلام { الذي خلقني فهو يهدين } [ الشعراء : 78 ] وقول موسى عليه السلام { ربّنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هَدى } [ طه : 50 ] وقوله تعالى : { سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى } [ الأعلى : 1 3 ]. وذلك أن الإنسان الذي هو أكمل ما على الأرض مركب من جسد وروح ، فالاستدلال على وجود الخالق وكماله بإيجاد الأجساد وما فيها هو الخلق ، والاستدلال عليه بنظام أحوال الأرواح وصلاحها هو الهداية .
وقوله : { أفمن يهدي إلى الحق أحق من يتبع } إلى آخره تفريع استفهام تقريري على ما أفادته الجملتان السابقتان من قصر الهداية إلى الحق على الله تعالى دون آلهتهم . وهذا مما لا ينبغي أن يختلف فيه أهل العقول بأن الذي يهدي إلى الحق يوصل إلى الكمال الروحاني وهو الكمال الباقي إلى الأبد وهو الكون المصون عن الفساد فإن خلق الأجساد مقصود لأجل الأرواح ، والأرواح مراد منها الاهتداء ، فالمقصود الأعلى هو الهداية . وإذ قد كانت العقول عرضة للاضطراب والخطأ احتاجت النفوس إلى هدي يتلقى من الجانب المعصوم عن الخطإ وهو جانب الله تعالى ، فلذلك كان الذي يهدي إلى الحق أحق أن يتبع لأنه مصلح النفوس ومصلح نظام العالم البشري ، فاتباعه واجب عقلاً واتباع غيره لا مصحح له ، إذ لا غاية ترجى من اتباعه . وأفعال العقلاء تصان عن العبث .
وقوله : { أمّن لا يَهدّي إلا أن يُهدى } أي الذي لا يهتدي فضلاً عن أن يَهدي غيره ، أي لا يقبل الهداية فكيف يهدي غيره فلا يحق له أن يتبع .
والمراد ب { من لا يهدي } الأصنام فإنها لا تهتدي إلى شيء ، كما قال إبراهيم { يا أبتتِ لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً } [ مريم : 42 ].
وقد اختلف القراء في قوله : { أمَّن لا يَهدي } فقرأ نافع ، وابن كثير ، وابن عامر ، وأبو عمرو بفتح التحتية وفتح الهاء على أن أصله يهتدي ، أبدلت التاء دالاً لتقارب مخرجيهما وأدغمت في الدال ونقلت حركة التاء إلى الهاء الساكنة ( ولا أهمية إلى قراءة قالون عن نافع إلى قراءة أبي عمرو بجعل فتح الهاء مختلساً بين الفتح والسكون لأن ذلك من وجوه الأداء فلا يعد خلافاً في القراءة ).
وقرأ حفص عن عاصم ، ويعقوبُ بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال على اعتبار طرح حركة التاء المدغمة واختلاف كسرة على الهاء على أصل التخلص من التقاء الساكنين . وقرأ أبو بكر عن عاصم بكسر الباء وكسر الهاء بإتباع كسرة الياء لكسرة الهاء . وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدال على أنه مضارع هَدَى القاصر بمعنى اهتدى ، كما يقال : شَرى بمعنى اشترى .
والاستثناء في قوله : { إلا أن يُهدى } تهكم من تأكيد الشيء بما يشبه ضده . وأريد بالهَدْي النقل من موضع إلى موضع أي لا تهتدي إلى مكان إلا إذا نقلها الناس ووضعوها في المكان الذي يريدونه لها ، فيكون النقل من مكان إلى آخر شبه بالسير فشبه المنقول بالسائر على طريقة المكنية ، ورُمز إلى ذلك بما هو من لوازم السير وهو الهداية في { لا يهدي إلا أن يهدى }.
وجوز بعض المفسرين أن يكون فعل { إلا أن يهدى } بمعنى إهداء العروس ، أي نقلها من بيت أهلها إلى بيت زوجها ، فيقال : هديت إلى زوجها .
وجملة : { فمالكم كيف تحكمون } تفريع استفهام تعجيبي على اتباعهم من لا يهتدي بحال . واتباعهم هو عبادتهم إياهم .
ف { ما } استفهامية مبتدأ ، و { لكم } خبر ، واللام للاختصاص . والمعنى : أي شيء ثبت لكم فاتبعتم من لا يهتدي بنفسه نقلاً من مكان إلى مكان .
وقوله العرب : مالك؟ ونحوه استفهام يعامل معاملة الاستفهام في حقيقته ومجازه . وفي الحديث أن رجلاً قال للنبيء صلى الله عليه وسلم دُلني على عمل يُدخلني الجنة ، فقال الناس : «مَا لَه مَا لَه» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرَبٌ مَّا له " . فإذا كان المستفهم عنه حالاً ظاهرة لم يحتج إلى ذكر شيء بعد ( مَا له ) كما وقع في الحديث .
وجعل الزجاج هذه الآية منه فقال : { ما لكم } : كلام تام ، أي أي شيء لكم في عبادة الأوثان .
قال ابن عطية : ووقف القراء { فما لكم } ثم يبدأ { كيف تحكمون }.
وإذا كان بخلاف ذلك أتبعوا الاستفهام بحال وهو الغالب كقوله تعالى : { ما لكم لا تناصرون } [ الصافات : 25 ] { فما لهم عن التذكرة معرضين } [ المدثر : 49 ] ولذلك قال بعض النحاة : مثل هذا الكلام لا يتم بدون ذكر حال بعده ، فالخلاف بين كلامهم وكلام الزجاج لفظي .
وجملة : { كيف تحكمون } استفهام يتنزل منزلة البيان لما في جملة : { ما لكم } من الإجمال ولذلك فصلت عنها فهو مثله استفهام تعجيبي من حكمهم الضال إذ حكموا بإلهية من لا يهتدي فهو تعجيب على تعجيب . ولك أن تجعل هذه الجملة دليلاً على حال محذوفة .
- إعراب القرآن : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
«قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ» سبق إعرابها قريبا «يَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر «إِلَى الْحَقِّ» متعلقان بيهدي والجملة خبر من والكلام مقول القول «قُلْ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «اللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ والجملة مقول القول «يَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل «لِلْحَقِّ» متعلقان بيهدي «أَفَمَنْ» الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ومن اسم موصول مبتدأ والجملة مستأنفة «يَهْدِي» مضارع فاعله مستتر «إِلَى الْحَقِّ» متعلقان بيهدي «أَحَقُّ» خبر من «أَنْ» حرف ناصب «يُتَّبَعَ» مضارع مبني
للمجهول ونائب الفاعل مستتر والمصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف «أم» عاطفة «مِنْ» اسم موصول مبتدأ «لا» نافية «يَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والجملة صلة «إِلَّا» أداة حصر «أَنْ» ناصبة «يَهْدِي» مضارع للمجهول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن وما بعدها خبر لمبتدأ محذوف «فَما» الفاء استئنافية وما استفهامية في محل رفع مبتدأ والجملة مستأنفة «لَكُمْ» متعلقان بخبر محذوف «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب على الحال «تَحْكُمُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة توكيد للجملة السابقة.
- English - Sahih International : Say "Are there of your 'partners' any who guides to the truth" Say "Allah guides to the truth So is He who guides to the truth more worthy to be followed or he who guides not unless he is guided Then what is [wrong] with you - how do you judge"
- English - Tafheem -Maududi : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(10:35) Ask them: 'Are there among ones whom you associate with Allah in His divinity those who can guide to the truth? *43 Say: 'It is Allah alone Who guides to the truth.' Then, who is more worthy to be followed - He Who guides to the truth, or he who cannot find the right way unless others guide him to it? What is wrong with you? How ill do you judge!
- Français - Hamidullah : Dis Est-ce qu'il y a parmi vos associés un qui guide vers la vérité Dis C'est Allah qui guide vers la vérité Celui qui guide vers la vérité est-il plus digne d'être suivi ou bien celui qui ne se dirige qu'autant qu'il est lui-même dirigé Qu'avez-vous donc Comment jugez-vous ainsi
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag Ist unter euren Teilhabern jemand der zur Wahrheit leitet Sag Allah leitet zur Wahrheit Hat jemand der zur Wahrheit leitet ein größeres Anrecht darauf daß man ihm folgt oder jemand der nur dann die Rechtleitung findet wenn er selbst rechtgeleitet wird Was ist denn mit euch Wie urteilt ihr
- Spanish - Cortes : Di ¿Hay algunos de vuestros asociados que dirija a la Verdad Di Alá dirige a la Verdad ¿Quién tiene más derecho a ser seguido quien dirige a la Verdad o quien no da con la buena dirección a menos de ser dirigido Pero ¿qué os pasa ¿qué manera de juzgar es ésa
- Português - El Hayek : Perguntalhes Existe algum ídolo dentre os vossos que possa guiarvos à verdade Dize Só Deus guia à verdade Acaso Quem guia à verdade não é mais digno e ser seguido do que quem não o faz sendo ao contrário guiado Que vossucede pois Como julgais assim
- Россию - Кулиев : Спроси Есть ли среди тех кого вы придаете в сотоварищи к Аллаху такой который указывает путь к истине Скажи Аллах указывает путь к истине Кто более достоин того чтобы за ним следовали тот кто сам указывает путь к истине или же тот кто не может найти верного пути пока ему не укажут на него Что с вами Как вы судите
- Кулиев -ас-Саади : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
Спроси: «Есть ли среди тех, кого вы придаете в сотоварищи к Аллаху, такой, который указывает путь к истине?» Скажи: «Аллах указывает путь к истине. Кто более достоин того, чтобы за ним следовали: тот, кто сам указывает путь к истине, или же тот, кто не может найти верного пути, пока ему не укажут на него? Что с вами? Как вы судите?»О Мухаммад! Скажи: «Есть ли среди тех, кого вы приобщаете в сотоварищи к Аллаху, такие, которые способны указать людям на прямой путь и поместить в их сердцах желание следовать прямым путем? Безусловно, только Аллах указывает людям на прямой путь посредством доводов и доказательств, а также вселяет в их сердца желание следовать правильным путем и помогает им в этом. Неужели Господь, который наставляет на прямой путь, менее достоин поклонения, чем вымышленные божества, которые не могут самостоятельно выйти на прямой путь, потому что не обладают соответствующим знанием и блуждают во мраке заблуждения? Что же побуждает вас принимать подобные ошибочные решения и говорить о законности поклонения творениям наряду с Аллахом после того, как вам было доказано, что никто не заслуживает поклонения, кроме одного Аллаха?» Если идолы, которых язычники обожествляют наряду с Аллахом, не обладают возвышенными качествами и не совершают похвальных деяний, за которые их можно было обожествлять, и если они обладают множеством недостатков, свидетельствующих о бесполезности поклонения подобным божествам, то что заставляет многобожников молиться на таких богов? Ответ на этот вопрос заключается в том, что сатана приукрашивал в глазах таких людей самую отвратительную клевету и самое глубокое заблуждение до тех пор, пока они не уверовали в эту ложь, не возлюбили ее и не признали ее истиной.
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Koştuğunuz ortaklardan gerçeğe eriştiren var mıdır" De ki "Ama Allah gerçeğe eriştirir Gerçeğe eriştiren mi yoksa birisi götürmezse gidemeyen mi uyulmağa daha layıktır Ne biçim hüküm veriyorsunuz"
- Italiano - Piccardo : Di' “Quale dei vostri soci può guidare alla verità” Di' “Allah guida verso la verità Ha più diritto di essere seguito chi conduce alla verità o chi non sa dirigersi a meno che non sia guidato”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها پێیان بڵێ ئایا کهسێک یان شتێک ههیه له پهرستراوهکانتان هیدایهت و ڕێنموویی بکات بۆ ڕێبازی حهق و ڕاستی بێگومان نهخێر دهی پێیان بڵێ خوا ڕێنموویی بۆ حهق و ڕاستی دهکات جا ئایا کهسێک ڕێنموویی بکات بۆ حهق و ڕاستی شایستهتره کهپهیڕهوی بکرێ یان کهسێک ڕێنمووی وهرناگرێت مهگهر ڕێنموویی بکرێ ئهوه چیتانه چۆن بڕیاری وا دهدهن فهرمانی وا دهردهکهن
- اردو - جالندربرى : پوچھو کہ بھلا تمہارے شریکوں میں کون ایسا ہے کہ حق کا رستہ دکھائے۔ کہہ دو کہ خدا ہی حق کا رستہ دکھاتا ہے۔ بھلا جو حق کا رستہ دکھائے وہ اس قابل ہے کہ اس کی پیروی کی جائے یا وہ کہ جب تک کوئی اسے رستہ نہ بتائے رستہ نہ پائے۔ تو تم کو کیا ہوا ہے کیسا انصاف کرتے ہو
- Bosanski - Korkut : Reci "Može li ijedno vaše božanstvo uputiti na Pravi put" i odgovori "Samo Allah upućuje na Pravi put" Pa da li je onda dostojniji da se poštiva onaj koji na Pravi put upućuje ili onaj koji ni sam nije na Pravome putu osim ako ga drugi na Pravi put ne uputi Šta vam je kako rasuđujete
- Swedish - Bernström : Säg "Finns det bland dessa väsen som ni sätter vid Guds sida någon som visar vägen till sanningen" Säg "Gud visar vägen till sanningen Vem är det då riktigast att följa Den som visar vägen eller den som inte finner vägen om han inte får vägledning Hur är det fatt med ert omdöme"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Apakah di antara sekutusekuturmu ada yang menunjuki kepada kebenaran" Katakanlah "Allahlah yang menunjuki kepada kebenaran" Maka apakah orangorang yang menunjuki kepada kebenaran itu lebih berhak diikuti ataukah orang yang tidak dapat memberi petunjuk kecuali bila diberi petunjuk Mengapa kamu berbuat demikian Bagaimanakah kamu mengambil keputusan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
(Katakanlah, "Apakah di antara sekutu-sekutu kalian ada yang dapat menunjuki kepada kebenaran?") dengan menegakkan hujah-hujah dan memberikan petunjuk (Katakanlah, "Allahlah yang menunjuki kepada kebenaran." Maka apakah Zat yang menunjuki kepada kebenaran itu) yang dimaksud adalah Allah (lebih berhak diikuti ataukah orang yang tidak dapat memberi petunjuk) lafal yahiddiy asalnya yahtadii; artinya mendapat petunjuk (kecuali bila diberi petunjuk?) lebih berhak untuk diikuti? Kata tanya di sini mengandung makna mengukuhkan dan sekaligus sebagai celaan, makna yang dimaksud ialah bahwa yang pertamalah yang lebih berhak untuk diikuti (Mengapa kalian berbuat demikian? Bagaimanakah kalian mengambil keputusan) dengan keputusan yang rusak ini, yaitu mengikuti orang-orang yang tidak berhak untuk diikuti.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : জিজ্ঞেস কর আছে কি কেউ তোমাদের শরীকদের মধ্যে যে সত্যসঠিক পথ প্রদর্শন করবে বল আল্লাহই সত্যসঠিক পথ প্রদর্শন করেন সুতরাং এমন যে লোক সঠিক পথ দেখাবে তার কথা মান্য করা কিংবা যে লোক নিজে নিজে পথ খুঁজে পায় না তাকে পথ দেখানো কর্তব্য। অতএব তোমাদের কি হল কেমন তোমাদের বিচার
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்களால் இணையாக்கப்பட்டவர்களில் சத்தியத்தின் பால் வழிகாட்டுபவன் உண்டா என்று கேட்பீராக் அல்லாஹ்தான் சத்தியத்திற்கு வழிகாட்டுகிறான் என்று கூறுவீராக சத்தியத்திற்கு வழிகாட்டுபவன் பின்பற்றப்படதக்கவனா வழிகாட்டப்பட்டாலேயன்றி நேர்வழியடைய மாட்டானே அவன் பின்பற்றத் தக்கவனா உங்களுக்கு என்ன நேர்ந்து விட்டது எவ்வாறு தீர்ப்பளிக்கிறீர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิดมุฮัมมัด “มีใครบ้างในหมู่ภาคีของพวกท่าน เป็นผู้ชี้แนะทางสู่สัจธรรม” จงกล่าวเถิดมุฮัมมัด“อัลลอฮ์ทรงชี้แนะทางสู่สัจธรรม ดังนั้นผู้ที่ชี้แนะทางสู่สัจธรรมสมควรกว่าที่จะได้รับการปฏิบัติตามอิบาดะฮ์หรือว่าผู้ที่ไม่อาจจะชี้แนะผู้อื่นได้ เว้นแต่จะถูกชี้แนะ ทำไมพวกท่านจึงตัดสินใจเช่นนั้น”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен Сизнинг шерик келтираётганларингиз орасида ҳаққа ҳидоят қиладигани борми деб айт Сен Аллоҳ ҳаққа ҳидоят қилади Эргашишга ҳаққа ҳидоят қиладиган зот ҳақлироқми ёки ҳидоят қилмайдиган балки ўзи ҳидоятга муҳтож кимсами Сизга нима бўлди Қандай ҳукм қилмоқдасиз деб айт
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:你们的配主有能导人于真理的吗?你说:真主能导人于真理。是能导人于真理的更宜于受人顺从呢?还是须受引导才能遵循正道的,更宜于受人顺从呢?你们怎么啦?你们怎么这样判断呢?
- Melayu - Basmeih : Bertanyalah wahai Muhammad "Adakah di antara makhlukmakhluk yang kamu sekutukan dengan Tuhan itu sesiapa yang dengan memberi petunjuk kepada kebenaran "Katakanlah "Allah jualah yang memberi hidayah petunjuk kepada kebenaran; kalau sudah demikian maka adakah yang dapat memberi hidayah petunjuk kepada kebenaran itu lebih berhak diturut ataupun yang tidak dapat memberi sebarang petunjuk melainkan sesudah ia diberi hidayah petunjuk Maka apakah alasan sikap kamu itu Bagaimana kamu sanggup mengambil keputusan dengan perkara yang salah yang tidak dapat diterima oleh akal"
- Somali - Abduh : waxaad dhahdaa ma ka midyahay shurakadiinna cid ku hanuunin xaqa waxaad dhadaa Eebaa ku hanuunin Xaqa mase mid ku hanuunin Xaqa yaa mudan in la raaco mise midaan hanuuninayn in la hanuuniyo mooyee maxaad leedihiin sideed xukumaysaan
- Hausa - Gumi : Ka ce "Shin daga abũbuwan shirkinku akwai wanda yake shiryarwa zuwa ga gaskiya" Ka ce "Allah ne Yake shiryarwa zuwa ga gaskiya Shin fa wanda Yake shiryarwa ne mafi cancantar a bi Shi ko kuwa wanda bã ya shiryarwa fãce dai a shiryar da shi To mẽne ne a gare ku Yãya kuke yin hukunci"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Je Yupo katika miungu yenu ya ushirikina anaye ongoa kwendea Haki Sema Mwenyezi Mungu anaongoa kwendea Haki Basi je anaye stahiki kufuatwa ni yule Mwenye kuongoa kwendea Haki au asiye ongoa ila aongozwe yeye Basi nyinyi mna nini Mnahukumu namna gani
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaj “A ka ndër shokët tuaj idhujtarë që i adhuroni ju ndonjë që mund të udhëzojë në rrugë të drejtë” Thuaj “Vetëm Perëndia udhëzon në rrugë të drejtë E pra a është më e merituar të shkosh pas atij që udhëzon në rrugë të drejtë apo ai i cili as vetën nuk është në rrugën e drejtë përveç nëse e shpie dikush atë E çka keni Si po gjykoni ju ashtu”
- فارسى - آیتی : بگو: آيا از اين بتان شما كسى هست كه به حق راه نمايد؟ بگو: خدا به حق راه مىنمايد. آيا آن كه به حق راه مىنمايد به متابعت سزاوارتر است يا آن كه به حق راه نمىنمايد و خود نيز نيازمند هدايت است؟ شما را چه مىشود؟ چگونه حكم مىكنيد؟
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Оё аз ин бутони шумо касе ҳаст, ки ба ҳақ роҳ намояд?» Бигӯ: «Худо ба ҳақ роҳ менамояд. Оё он, ки ба ҳақ роҳ менамояд ба пайравӣ сазовортар аст а он ки ба ҳақ роҳ наменамояд ва худ низ мӯҳтоҷи ҳидоят аст? Шуморо чӣ мешавад? Чӣ гуна ҳукм мекунед?»
- Uyghur - محمد صالح : ئېيتقىنكى، «سىلەرنىڭ بۇتلىرىڭلارنىڭ ئارىسىدا (گۇمراھنى) ھەق يولغا يېتەكلىيەلەيدىغانلار بارمۇ؟» ئېيتقىنكى، «اﷲ گۇمراھنى ھەق يولغا يېتەكلىيەلەيدىغان زاتقا بويسۇنۇشقا تېگىشلىكمۇ؟ ياكى (گۇمراھنى) ھەق يولغا يېتەكلىيەلمەيدىغان، پەقەت ئۆزى باشقىلارنىڭ يېتەكلىشىگە موھتاج بولغان (بۇتلاغا) بويسۇنۇشقا تېگىشلىكمۇ؟ سىلەرگە نېمە بولدى؟ نېمىشقا مۇنداق (باتىل) ھۆكۈم چىقىرىسىلەر؟»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ചോദിക്കുക: നിങ്ങള് പങ്കാളികളാക്കിയ ദൈവങ്ങളില് സത്യത്തിലേക്ക് നയിക്കുന്ന വല്ലവരുമുണ്ടോ? പറയുക: അല്ലാഹുവാണ് സത്യത്തിലേക്ക് നയിക്കുന്നവന്. അപ്പോള് സത്യത്തിലേക്ക് നയിക്കുന്നവനോ, അതല്ല മാര്ഗദര്ശനം നല്കപ്പെട്ടാലല്ലാതെ സ്വയം നേര്വഴി കാണാന് കഴിയാത്തവനോ പിന്പറ്റാന് ഏറ്റം അര്ഹന്? നിങ്ങള്ക്കെന്തു പറ്റി? എങ്ങനെയൊക്കെയാണ് നിങ്ങള് തീരുമാനമെടുക്കുന്നത്!
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول لهولاء المشركين هل من شركائكم من يرشد الى الطريق المستقيم فانهم لا يقدرون على ذلك قل لهم الله وحده يهدي الضال عن الهدى الى الحق ايهما احق بالاتباع من يهدي وحده للحق ام من لا يهتدي لعدم علمه ولضلاله وهي شركاوكم التي لا تهدي ولا تهتدي الا ان تهدى فما بالكم كيف سويتم بين الله وخلقه وهذا حكم باطل
*43). This verse raises an important issue which should be grasped well. Man's necessities in his worldly life are not confined to subsistence, to the provision of shelter and clothing, to protection from calamities, hardships and losses. Man also needs something else, and this is his direst need. This is the need to know how to live in the world; how he should relate with himself and the powers and potentialities with which he has been endowed; how he should relate with the resources of the world which have been placed under his control, with the innumerable human beings with whom he comes into contact, and with the order of the universe as a whole within which, willy-nilly, he has to operate.
Man needs to know all this so as to ensure the achievement of overall success in his life and to see to it that his energies and efforts do not count for naught. To ensure that his energies and efforts are not misdirected or employed in a manner that would lead to his destruction. This right way - the way that provides guidance concerning all the above questions -constitutes 'the truth', and the guidance which directs man to this truth is 'the true guidance'. Now. the Qur'an asks the unbelievers, who had rejected the Prophet's Message, whether any of their deities whom they worshipped besides God, could direct them to 'the truth".1 The answer to this question is obviously in the negative. In order to understand this it must be remembered that the deities they worshipped besides God can be divided into two broad categories;
1. The first category consists of the gods and goddesses, and those living or dead persons, whom people worship. People turn to them believing that they are capable of satisfying their needs in a supernatural way and of protecting them from calamities. But as far as guiding people to the right way is concerned, it is quite obvious that false gods had never provided any such guidance. Even the worshippers of those gods had never sought such guidance from them, nor did the polytheists ever claim that those gods taught them anything relating to morality, social conduct, culture, economy, polity, law and justice.
2. The second category consists of those outstanding people who lay down the principles and laws which others follow. Such persons are doubtlessly leaders of others. But are they really those who lead people to the truth? Does the knowledge of any of those leaders encompass all that needs to be known in order to lay down sound principles for the guidance of mankind? Do any of them possess the breadth of vision that takes into account the whole gamut of issues relating to human life? Can any one of them claim to be free of those biases, those personal or national pre-occupations, those interests and desires, inclinations and predilections which prevent people from laying down perfectly just laws for human society? As it is, since the answer to these questions is in the negative - and .since the answer of any sensible person to these questions could never be in the positive - how can any of those human beings be considered to be dependable sources of guidance to the truth?
It is for this reason that the Qur'an asks people whether any of their gods could lead them to the truth? This question, combined with the previous ones, helps man to arrive at a definitive conclusion concerning the whole question of religion. If one were to face the question with a clear mind, it is evident that man stands in dire need of One to Whom he could look up to as his Lord; One in Whom he could seek refuge and Whose protection he could solicit; One Who might answer his prayer and grant his supplication; One to Whom. notwithstanding the undependable nature of the worldly means of support, he could turn to for effective help and support. The questions posed above inevitably lead to the conclusion that this need can be met by none other than God.
In addition, man also stands in need of a guide who might teach him the principles of righteous conduct, who might teach him the laws that he might follow with full confidence. Even here it is quite clear that God alone can meet this need of man. Once these matters become clear, there remains no justification to adhere either to polytheistic religions or to secular principles of morality. culture and polity.