- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون
- عربى - التفسير الميسر : وإمَّا نرينَّك -أيها الرسول- في حياتك بعض الذي نَعِدُهم من العقاب في الدنيا، أو نتوفينك قبل أن نريك ذلك فيهم، فإلينا وحدنا يرجع أمرهم في الحالتين، ثم الله شهيد على أفعالهم التي كانوا يفعلونها في الدنيا، لا يخفى عليه شيء منها، فيجازيهم بها جزاءهم الذي يستحقونه.
- السعدى : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
أي: لا تحزن أيها الرسول على هؤلاء المكذبين، ولا تستعجل لهم، فإنهم لا بد أن يصيبهم الذي نعدهم من العذاب.
إما في الدنيا فتراه بعينك، وتقر به نفسك.
وإما في الآخرة بعد الوفاة، فإن مرجعهم إلى الله، وسينبئهم بما كانوا يعملون، أحصاه ونسوه، والله على كل شيء شهيد، ففيه الوعيد الشديد لهم، والتسلية للرسول الذي كذبه قومه وعاندوه.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
وقوله : ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ) تأكيد لخسرانهم ، ولوقوع العذاب بهم ، وتسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه منهم و " إن " شرطية . و " ما " مزيدة لتأكيد معنى الشرط ، وجملة ( فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ) جواب للشرط وما عطف عليه .
والمعنى : إن هؤلاء المشركين الذين ناصبوك العداوة أيها الرسول الكريم لا يخفى علينا أمرهم ونحن إما نرينك ببصرك بعض الذى نعدهم به من العذاب الدنيوي ، وإما نتوفينك ، قبل ذلك ، وفى كلتا الحالتين فإن مرجعهم إلينا وحدنا فى الآخرة ، فنعاقبهم العقوبة التي يستحقونها .
وقال - سبحانه - ( بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ ) للإِشارة إلى أن ما سينزل بهم من عذاب دنيوي ، هو جزء من العذاب المدخر لهم فى الآخرة .
وقد أنجز الله - تعالى - وعده لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فسلط عليهم القحط والمجاعة ، حتى كانوا لشدة جوعهم يرون كأن بينهم وبين السماء دخانا . ونصر المسلمين عليهم فى غزوتي بدر والفتح ، وكل ذلك حدث فى حياة النبي - صلى الله عليه وسلم .
وقال - سبحانه - ( بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ ) ولم يقل بعض الذى وعدناهم ، لاستحضار صورة العذاب ، والدلالة على تجدده واستمراره .
أى : نعدهم وعدا متجددا على حسب ما تقتضيه حكمتا ومشيئتنا ، من إنذار عقب إنذار ، ومن وعيد بعد وعيد .
والمراد من الشهادة فى قول ( ثُمَّ الله شَهِيدٌ على مَا يَفْعَلُونَ ) لازمها وهو المعاقبة والمجازاة ، فكأنه - سبحانه - يقول : ثم الله - تعالى - بعد ذلك معاقب لهم على ما فعلوه من سيئات ، وما يرتكبونه من منكرات .
قال صاحب الكشاف : " فإن قلت : الله شهيد على ما يفعلون فى الدارين فما معنى ثم؟
قلت : ذكرت الشهادة والمراد مقتضاها ونتيجتها وهو العقاب ، فكأنه قال : ثم الله معاقبهم على ما يفعلون . ويجوز أن يراد الله أن الله مؤد شهادته على أفعالهم يوم القيامة حين ينطق جلودهم وألسنتهم وأيديهم فتكون شاهدة عليهم "
.هذا ، وفى معنى هذه الآية وردت آيات أخرى منها قوله - تعالى - : ( وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ وَعَلَيْنَا الحساب )
وقوله - تعالى - ( فاصبر إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ).
- البغوى : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
قوله تعالى : ( وإما نرينك ) يا محمد ، ( بعض الذي نعدهم ) في حياتك من العذاب ، ( أو نتوفينك ) قبل تعذيبهم ، ( فإلينا مرجعهم ) في الآخرة ، ( ثم الله شهيد على ما يفعلون ) فيجزيهم به ، " ثم " بمعنى الواو ، تقديره : والله شهيد . قال مجاهد : فكان البعض الذي أراه قتلهم ببدر ، وسائر أنواع العذاب بعد موتهم .
- ابن كثير : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
يقول تعالى مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وسلم : ( وإما نرينك بعض الذي نعدهم ) أي : ننتقم منهم في حياتك لتقر عينك منهم ، ( أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ) أي : مصيرهم ومتقلبهم ، والله شهيد على أفعالهم بعدك .
وقد قال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا داود بن الجارود ، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة ، أولها وآخرها . فقال رجل : يا رسول الله ، عرض عليك من خلق ، فكيف من لم يخلق ؟ فقال : " صوروا لي في الطين ، حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه " .
ورواه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عقبة بن مكرم ، عن يونس بن بكير ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ، به نحوه .
- القرطبى : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
قوله تعالى وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون
قوله تعالى وإما نرينك شرط .
بعض الذي نعدهم أي من إظهار دينك في حياتك . وقال المفسرون : كان البعض الذي وعدهم قتل من قتل وأسر من أسر ببدر .
أو نتوفينك عطف على نرينك أي نتوفينك قبل ذلك . فإلينا مرجعهم جواب إما . والمقصود إن لم ننتقم منهم عاجلا انتقمنا منهم آجلا .
ثم الله شهيد أي شاهد لا يحتاج إلى شاهد . على ما يفعلون من محاربتك وتكذيبك . ولو قيل : ثم الله شهيد بمعنى هناك ، جاز .
- الطبرى : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإما نرينّك ، يا محمد ، في حياتك بعضَ الذي نعد هؤلاء المشركين من قومك من العذاب ، (أو نتوفينك ) قبل أن نريك ذلك فيهم (4) ، (فإلينا مرجعهم)، يقول: فمصيرهم بكل حال إلينا، ومنقلبهم (5) ، ( ثم الله شهيد على ما يفعلون )، يقول جل ثناؤه : ثم أنا شاهد على أفعالهم التي كانوا يفعلونها في الدنيا، وأنا عالم بها لا يخفى عليّ شيء منها، (6) وأنا مجازيهم بها عند مصيرهم إليّ ومرجعهم ، جزاءهم الذي يستحقُّونه، كما:-
17663- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وإما نرينك بعض الذي نعدهم) ، من العذاب في حياتك ، (أو نتوفينك) ، قبل ، (فإلينا مرجعهم).
17664- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
17665- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
-----------------------
الهوامش :
(4) انظر تفسير " التوفي " فيما سلف 14 : 15 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
(5) انظر تفسير " المرجع " فيما سلف ص 54 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(6) انظر تفسير " الشهيد " فيما سلف من فهارس اللغة ( شهد ) .
- ابن عاشور : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
كانَ ذكر تكذيبهم الذي جاء في صدر السورة بقوله : { قال الكافرون إنّ هذا لسحر مبين } [ يونس : 2 ] ، ثم الوعيد عليه بعذاب يحل بهم ، والإشارةُ إلى أنهم كذبوا بالوعيد في قوله : { ولو يعجل الله للناس الشر إلى قوله : { لننظر كيف تعملون } [ يونس : 11 14 ] منذراً بترقب عذاب يحل بهم في الدنيا كما حل بالقرون الذين من قبلهم ، وكان معلوماً من خلق النبي صلى الله عليه وسلم رأفتُه بالناس ورغبتُه أن يتم هذا الدين وأن يهتدي جميع المدعوين إليه ، فربما كان النبي يحذر أن ينزل بهم عذاب الاستئصال فيفوت اهتداؤهم . وكان قوله : { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون } [ يونس : 11 ] تصريحاً بإمكان استبقائهم وإيماءً إلى إمهالهم . جاء هذا الكلام بياناً لذلك وإنذاراً بأنهم إن أمهلوا فأبقي عليهم في الدنيا فإنهم غير مفلتين من المصير إلى عقاب الآخرة حين يرجعون إلى تصرف الله دون حائل .
وجاء الكلام على طريقة إبْهام الحاصل من الحالين لإيقاع الناس بين الخوف والرجاء وإن كان المخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم
والمرادُ ب { بعض الذي نعدهم } هو عذاب الدنيا فإنهم أوعدوا بعذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، قال تعالى : { وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك }. فالمعنى إن وقع عذاب الدنيا بهم فرأيتَه أنت أو لم يقع فتوفاك الله فمصيرهم إلينا على كل حال .
فمضمون { أو نتوفينك } قسيم لمضمون { نرينك بعضَ الذي نعدهم }.
والجملتان معاً جملتا شرط ، وجواب الشرط قوله : { فإلينا مرجعهم }.
ولما جعل جواب الشرطين إرجاعَهم إلى الله المكنَّى به عن العقاب الآجِل ، تعين أن التقسيم الواقع في الشرط ترديد بين حالتين لهما مناسبة بحالة تحقق الإرجاع إلى عذاب الله على كلا التقديرين ، وهما حالة التعجيل لهم بالعذاب في الدنيا وحالة تأخير العذاب إلى الآخرة . وأما إراءة الرسول تعذيبهم وتوفيه بدون إرائته فلا مناسبة لهما بالإرجاع إلى الله على كلتيهما إلا باعتبار مقارنة إحداهما لحالة التعجيل ومناسبة الأخرى لحالة التأخير .
وإنما كُني عن التعجيل بأن يريد اللّهُ الرسولَ للإيماء إلى أن حالة تعجيل العذاب لا يريد الله منها إلا الانتصاف لرسوله بأن يريه عذاب معانديه ، ولذلك بُني على ضد ذلك ضدّ التعجيل فكُني بتوفيه عن عدم تعجيل العذاب بل عن تأخيره إذْ كانت حكمة التعجيل هي الانتصافَ للرسول صلى الله عليه وسلم
ولما جعل مضمون جملة : { نتوفينك } قسيماً لمضمون جملة : { نرينك } تعين أن إراءته ما أوعدوا به من عذاب الدنيا إنما هو جزاء عن تكذيبهم إياه وأذَاهُم له انتصاراً له حتى يكون أمره جارياً على سنة الله في المرسلين ، كما قال نوح :
{ رب انصرني بما كذبون } [ المؤمنون : 26 ] وقد أشار إلى هذا قوله تعالى عقبه : { ولكل أمة رسول } [ يونس : 47 ] الآية وقوله : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } [ يونس : 48 ]. وقد أراه الله تعالى بعض الذي توعدهم بما لقوا من القحط سبع سنين بدعوته عليهم ، وبما أصابهم يوم بدر من الإهانة ، وقتل صناديدهم ، كما أشار إليه قوله تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلّم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } [ الدخان : 10 16 ].
والدخان هو ما كانوا يرونه في سنين القحط من شبه الدخان في الأرض . والبطشة الكبرى : بطشة يوم بدر .
وتأمَّلْ قوله : { ثم تولوا عنه } وقوله : { إنا منتقمون }.
ثم كف الله عنهم عذاب الدنيا إرضاء له أيضاً إذ كان يود استبقاء بقيتهم ويقول : لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده .
فأما الكفر بالله فجزاؤه عذاب الآخرة .
فطوي في الكلام جمل دلت عليها الجمل المذكورة إيجازاً محكماً وصارت قوة الكلام هكذا : وإمّا نعجل لهم بعض العذاب فنرينك نزوله بهم ، أو نتوفينك فنؤخر عنهم العذاب بعد وفاتك ، أي لانتفاء الحكمة في تعجيله فمرجعهم إلينا ، أي مرجعهم ثابت إلينا دوماً فنحن أعلم بالحكمة المقتضية نفوذ الوعيد فيهم في الوقت المناسب في الدنيا إن شئنا في حياتك أو بعدك أو في الآخرة .
وكلمة { إما } هي ( إن ) الشرطية و ( ما ) المؤكدة للتعليق الشرطي . وكتبت في المصحف بدون نون وبميم مشددة محاكاة لحالة النطق ، وقد أكد فعل الشرط بنون التوكيد فإنه إذا أريد توكيد فعل الشرط بالنون وتعينت زيادة ( ما ) بعد ( إن ) الشرطية فهما متلازمان عند المبرد والزجاج وصاحب «الكشاف» في تفسير قوله تعالى : { فإما نرينّك } في سورة [ غافر : 77 ] ، فلا يقولون : إن تكرِمَنِّي أكرمك بنون التوكيد ولكن تقولون : إن تُكْرِمْني بدون نون التوكيد كما أنه لا يقال : إما تكرمني بدون نون التوكيد ولكن تقول : إن تكرمني . وشذ قول الأعشى
: ... فإما تريْنِي ولي لِمة
فإنَّ الحوادث أودَى بها ... ثم أكد التعليق الشرطي تأكيداً ثانياً بنون التوكيد وتقديم المجرور على عامله وهو مرجعهم } للاهتمام . وجملة : { إلينا مرجعهم } اسمية تفيد الدوام والثبات ، أي ذلك أمر في تصرفنا دوماً .
وجملة : { ثم الله شهيد على ما يفعلون } معطوفة على جملة : { فإلينا مرجعهم }. وحرف { ثم } للتراخي الرُّتبي كما هو شأن ( ثم ) في عطفها الجمل . والتراخي الرتبي كون الجملة المعطوفة بها أعلى رتبةً من المعطوفة عليها فإن جملة : { ثم الله شهيد على ما يفعلون } لاشتمالها على التعريض بالجزاء على سوء أفعالهم كانت أهم مرتبة في الغرض وهو غرض الإخبار بأن مرجعهم إلى الله ، لأن إرجاعهم إلى الله مجمل واطلاعه على أفعالهم المكنى به عن مؤاخذتهم بها هو تفصيل للوعيد المجمل ، والتفصيل أهم من الإجمال .
وقد حصل بالإجمال ثم بتفصيله تمام تقرير الغرض المسوق له الكلام وتأكيد الوعيد . وأما كون عذاب الآخرة حاصلاً بعد إرجاعهم إلى الله بمهلة جمع ما فيه من تكلف تقرر تلك المهلة هو بحيث لا يناسب حمل الكلام البليغ على التصدي لذكره .
وقوله : { الله شهيد على ما يفعلون } خبر مستعمل في معناه الكنائي ، إذ هو كناية عن الوعيد بالجزاء على جميع ما فعلوه في الدنيا بحيث لا يغادر شيئاً .
والشهيد : الشاهد ، وحقيقته : المخبر عن أمر فيه تصديق للمخبر ، واستعمل هنا في العالم علم تحقيق .
وعبر بالمضارع في قوله : { يفعلون } للإشارة إلى أنه عليم بما يحدث من أفعالهم ، فأما ما مضى فهو بعلمه أجدر .
- إعراب القرآن : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
و«إِمَّا» الواو استئنافية وإما مؤلفة من إن الشرطية وما الزائدة «نُرِيَنَّكَ» مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم فعل الشرط وجملة فعل الشرط ابتدائية والفاعل مستتر والكاف مفعول به أول «بَعْضَ» مفعول به ثان «الَّذِي» اسم موصول مضاف إليه «نَعِدُهُمْ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة «أَوْ» عاطفة «نَتَوَفَّيَنَّكَ» مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر والكاف مفعوله والجملة معطوفة «فَإِلَيْنا» الفاء رابطة للجواب ومتعلقان بالخبر المحذوف المقدم «مَرْجِعُهُمْ» مبتدأ مؤخر والهاء مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط «ثُمَّ» عاطفة «اللَّهُ شَهِيدٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وشهيد خبر والجملة معطوفة «عَلى ما» اسم الموصول في محل جر بعلى وهما متعلقان بشهيد «يَفْعَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة.
- English - Sahih International : And whether We show you some of what We promise them [O Muhammad] or We take you in death to Us is their return; then [either way] Allah is a witness concerning what they are doing
- English - Tafheem -Maududi : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ(10:46) Whether We let you see (during your lifetime) some of the chastisement with which We threaten them, or We call you unto Us (before the chastisement strikes them), in any case they are bound to return to Us. Allah is witness to all what they do.
- Français - Hamidullah : Que Nous te fassions voir une partie de ce dont Nous les menaçons ou que Nous te fassions mourir en tout cas c'est vers Nous que sera leur retour Allah est en outre témoin de ce qu'ils font
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ob Wir dich nun einen Teil dessen was Wir ihnen androhen sehen lassen oder dich vorher abberufen zu Uns wird auf jeden Fall ihre Rückkehr sein Hierauf ist Allah Zeuge über das was sie tun
- Spanish - Cortes : Lo mismo si te mostramos algo de aquello con que les amenazamos que si te llamamos volverán a Nosotros Luego Alá será testigo de lo que hacían
- Português - El Hayek : Ainda que te mostremos algo do que lhes prometemos ou mesmo que te recolhamos até Nós antes disso seu retornoserá para Nós Deus é Testemunha de tudo quanto fazem
- Россию - Кулиев : Мы покажем тебе часть того что Мы обещали им или же умертвим тебя но они все равно вернутся к Нам Кроме того Аллах является Свидетелем того что они совершают
- Кулиев -ас-Саади : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
Мы покажем тебе часть того, что Мы обещали им, или же умертвим тебя, но они все равно вернутся к Нам. Кроме того, Аллах является Свидетелем того, что они совершают.О Посланник! Не печалься из-за неверующих и не проси ускорить наступление возмездия. Мы обещали подвергнуть их наказанию, и это непременно свершится. Наказание может постигнуть их в мирской жизни, и тогда ты станешь очевидцем этого и обретешь покой. Оно также может постигнуть их в Последней жизни, ведь после смерти все они вернутся к Аллаху, который поведает им о том, что они натворили. Они предают свои поступки забвению, однако Аллах пересчитывает их. Воистину, Аллах - свидетель всему сущему. Этот аят является грозным предупреждением для каждого неверующего и утешением для Пророка Мухаммада, которого отверг его собственный народ.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onlara söz verdiğimiz azabın bir kısmını ya dünyada sana gösteririz veya senin ruhunu alırız da nasıl olsa onların dönüşü Bizedir; ahirette görürsün Allah onların yaptıklarına şahiddir
- Italiano - Piccardo : Sia che ti facessimo vedere una parte di ciò con cui li minacciamo sia che ti facessimo morire prima è comunque verso di Noi che ritorneranno quindi Allah sarà testimone di quello che avranno fatto
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر ههندێک له ههڕهشهکانی خۆمان بۆ خوا نهناسان پێش بهێنین و نیشانی تۆی بدهین یاخود پێشتر گیانت بکێشین و ئاکامیان نهبینیت ئهوه گهڕانهوهیان ههر بۆ لای ئێمهیه لهدهستمان دهرباز نابن لهوهو دواش خوا خۆی شایهته لهسهر ههموو ئهو کارو کردهوانهی که ئهنجامی دهدهن
- اردو - جالندربرى : اور اگر ہم کوئی عذاب جس کا ان لوگوں سے وعدہ کرتے ہیں تمہاری انکھوں کے سامنے نازل کریں یا اس وقت جب تمہاری مدت حیات پوری کردیں تو ان کو ہمارے ہی پاس لوٹ کر انا ہے پھر جو کچھ یہ کر رہے ہیں خدا اس کو دیکھ رہا ہے
- Bosanski - Korkut : Bilo da ti pokažemo dio onoga čime im prijetimo bilo da ti dušu uzmemo Nama će se oni vratiti i tada će Allah biti svjedok za ono što su činili
- Swedish - Bernström : Vare sig Vi låter dig se något av det Vi har lovat [förnekarna] eller Vi låter dig dö [innan straffet når dem] skall de föras åter till Oss och Gud är vittne till [allt] vad de gör
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan jika Kami perlihatkan kepadamu sebahagian dari siksa yang Kami ancamkan kepada mereka tentulah kamu akan melihatnya atau jika Kami wafatkan kamu sebelum itu maka kepada Kami jualah mereka kembali dan Allah menjadi saksi atas apa yang mereka kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ
(Dan jika) lafal immaa ini asalnya adalah terdiri dari in syarthiyah dan maa zaidah yang digabungkan menjadi satu (Kami perlihatkan kepadamu sebagian dari apa yang Kami ancamkan kepada mereka) berupa azab, di dalam hidupmu. Jawab syarath dibuang, lengkapnya adalah fadzaaka, artinya tentulah kamu dapat menyaksikannya (atau jika Kami wafatkan kamu) sebelum mereka tertimpa azab (maka kepada Kamilah mereka kembali, dan Allah menjadi saksi) selalu melihat (atas apa yang mereka kerjakan) berupa kedustaan mereka dan kekafiran yang mereka lakukan itu, kelak Allah akan mengazab mereka dengan siksaan yang amat keras.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যদি আমি দেখাই তোমাকে সে ওয়াদাসমূহের মধ্য থেকে কোন কিছু যা আমি তাদের সাথে করেছি অথবা তোমাকে মৃত্যুদান করি যাহোক আমার কাছেই তাদেরকে প্রত্যাবর্তন করতে হবে। বস্তুতঃ আল্লাহ সে সমস্ত কর্মের সাক্ষী যা তারা করে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உம் வாழ்நாளிலேயே நாம் அவர்களுக்கு வாக்களித்த வேதனைகளில் ஒரு பகுதி சம்பவிப்பதை நாம் உமக்குக் காண்பித்தாலும் அல்லது அதற்கு மன்னமேயே நாம் உம் ஆத்மாவை கைப்பற்றிக் கொண்டாலும் எப்படியிருப்பினும் அவர்கள் நம்மிடமே திரும்பி வர வேண்டியுள்ளது; இறுதியில் அவர்கள் செய்வதற்கெல்லாம் அல்லாஹ் சாட்சியாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบางทีเราจะให้เจ้าได้เห็นบางส่วนของการลงโทษ ซึ่งเราสัญญาแก่พวกเขา หรือเราจะให้เจ้าตายเสียก่อนดังนั้น ทางกลับของพวกเขาย่อมไปหาเรา แล้วอัลลอฮ์ทรงเป็นพยานต่อสิ่งที่พวกเขากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ёки сенга уларга ваъда қилганимизнинг баъзисини кўрсатамиз ёки сени вафот эттирамиз Бас уларнинг қайтишлари Бизгадир Сўнгра нима қилаётганларига Аллоҳ шоҳиддир
- 中国语文 - Ma Jian : 如果我昭示你一点我所用以恫吓他们的那种刑罚,那末,我对他们确是全能的;设或我使你寿终,那末,他们只归于我,然后,真主是见证他们的行为的。
- Melayu - Basmeih : Dan jika Kami perlihatkan kepadamu wahai Muhammad akan sebahagian dari balasan azab yang Kami janjikan kepada mereka atau jika Kami wafatkan engkau sebelum itu maka kepada Kamilah tempat kembali mereka; kemudian Allah yang memberi keterangan mengenai apa yang mereka lakukan
- Somali - Abduh : haddaan ku tusinno waxaannu ugu goodin qaarkiis ama aan ku oofsanno xagganaga umbaa loo soo celin markaasna Eebaa ka maraga waxay falayaan
- Hausa - Gumi : Kuma imma dai haƙĩƙa Mu nũna maka sãshen abin da Muke yi musu alkawari kõ kuwa Mu karɓi ranka to zuwa gare Mu makõmarsu take Sa'an nan kuma Allah ne shaida a kan abin da suke aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : Na vyovyote vile tukikuonyesha baadhi ya tunayo waahidi au tukakufisha kabla yake marejeo yao ni kwetu Kisha Mwenyezi Mungu ni Shahidi wa wanayo yafanya
- Shqiptar - Efendi Nahi : Qoftë që të tregojmë Na ty diçka nga ajo që u kemi premtuar atyre ose ta marrim shpirtin Na ty te Na do të kthehen ata e Perëndia është dëshmitar për që punojnë ata
- فارسى - آیتی : يا پارهاى از چيزهايى را كه به آنها وعده دادهايم به تو مىنمايانيم يا تو را مىميرانيم. بازگشت همهشان به نزد ماست و خدا به هر كارى كه مىكنند ناظر است.
- tajeki - Оятӣ : Ё баъзе аз чизҳоеро, ки ба онҳо ваъда додаем, ба ту менамоёнем ё туро мемиронем. Бозгашти ҳамаашон ба назди мост ва Худо ба ҳар коре, ки мекунанд, шоҳид аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارغا بىز ۋەدە قىلغان ئازابنىڭ بىر قىسمىنى ساڭا كۆرسىتىمىز (يەنى بۇ دۇنيادىلا، سەن ھايات ۋاقىتتىلا كۆرسىتىمىز)، ياكى ئۇنىڭدىن ئىلگىرى سېنى قەبزى روھ قىلىمىز، ئۇلار بىزنىڭ دەرگاھىمىزغا قايتىدۇ (مەيلى بالدۇر بولسۇن، مەيلى كېيىن بولسۇن، ئۇلارنى چوقۇم جازالايمىز)، ئاندىن اﷲ ئۇلارنىڭ قىلمىشلىرىغا گۇۋاھ بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം അവര്ക്കു താക്കീത് നല്കിക്കൊണ്ടിരിക്കുന്ന വിപത്തുകളില് ചിലത് നിനക്ക് ഈ ജീവിതത്തില്തന്നെ നാം കാണിച്ചുതന്നേക്കാം. അല്ലെങ്കില് അതിനുമുമ്പേ നിന്നെ മരിപ്പിച്ചേക്കാം. ഏതായാലും അവരുടെ മടക്കം നമ്മിലേക്കാണ്. പിന്നെ, അവര് ചെയ്തുകൊണ്ടിരിക്കുന്നതിനൊക്കെ അല്ലാഹു സാക്ഷിയായിരിക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : واما نرينك ايها الرسول في حياتك بعض الذي نعدهم من العقاب في الدنيا او نتوفينك قبل ان نريك ذلك فيهم فالينا وحدنا يرجع امرهم في الحالتين ثم الله شهيد على افعالهم التي كانوا يفعلونها في الدنيا لا يخفى عليه شيء منها فيجازيهم بها جزاءهم الذي يستحقونه