- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا تَكُونُ فِى شَأْنٍۢ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْءَانٍۢ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكْبَرَ إِلَّا فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍ
- عربى - نصوص الآيات : وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ۚ وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين
- عربى - التفسير الميسر : وما تكون -أيها الرسول- في أمر مِن أمورك وما تتلو من كتاب الله من آيات، وما يعمل أحد من هذه الأمة عملا من خير أو شر إلا كنا عليكم شهودًا مُطَّلِعين عليه، إذ تأخذون في ذلك، وتعملونه، فنحفظه عليكم ونجزيكم به، وما يغيب عن علم ربك -أيها الرسول- من زنة نملة صغيرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر الأشياء ولا أكبرها، إلا في كتاب عند الله واضح جلي، أحاط به علمه وجرى به قلمه.
- السعدى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
يخبر تعالى، عن عموم مشاهدته، واطلاعه على جميع أحوال العباد في حركاتهم، وسكناتهم، وفي ضمن هذا، الدعوة لمراقبته على الدوام فقال: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ} أي: حال من أحوالك الدينية والدنيوية. {وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ} أي: وما تتلو من القرآن الذي أوحاه الله إليك.
{وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ} صغير أو كبير {إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} أي: وقت شروعكم فيه، واستمراركم على العمل به.
فراقبوا الله في أعمالكم، وأدوها على وجه النصيحة، والاجتهاد فيها، وإياكم، وما يكره الله تعالى، فإنه مطلع عليكم، عالم بظواهركم وبواطنكم.
{وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ} أي: ما يغيب عن علمه، وسمعه، وبصره ومشاهدته {مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} أي: قد أحاط به علمه، وجرى به قلمه.
وهاتان المرتبتان من مراتب القضاء والقدر، كثيرًا ما يقرن الله بينهما، وهما: العلم المحيط بجميع الأشياء، وكتابته المحيطة بجميع الحوادث، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
وبعد أن ذكر - سبحانه - عباده بفضله ، وما يجب عليهم من شكره ، عطف على ذلك تذكيره إياهم بإحاطة علمه بكل صغير وكبير في هذا الكون فقال : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً . . . ) .
أي : وما تكون - أيها الرسول الكريم - فى شأن من الشئون أو في حال من الأحوال .
وما تتلو من أجل ذلك الشأن من قرآن يهدي إلى الرشد .
ولا تعملون - أيها الناس - عملا ما صغيرا أو كبيرا ، إلأا كنا عليكم مطلعين .
ومن في قوله ( منه ) للتعليل ، والضمير يعود إلى الشأن ، إذ التلاوة أعظم شئونه - صلى الله عليه وسلم - هذا . ولذا خصت بالذكر . ويجوز أن يعود للقرآن الكريم ، ويكون الإِضمار قبل الذكر لتفخيم شأنه ، وتعظيم أمره .
ومن في قوله ( مِن قُرْآنٍ ) مزيدة لتأكيد النفي .
وقال الآلوسى : " والخطاب الأول خاص برأس النوع الإِنساني ، وسيد المخاطبين - صلى الله عليه وسلم - هذا . وقوله ( وَلاَ تَعْمَلُونَ . . . ) عام يشمل سائر العباد برهم وفاجرهم وقد روعى في كل من المقامين ما يليق به ، فعبر في مقام الخصوص فى الأول بالشأن ، لأن عمل العظيم عظيم ، وفى الثاني بالعمل العام للجليل والحقير . وقيل : الخطاب الأول عام للأمة أيضا كما في قوله - تعالى - ( ياأيها النبي إِذَا طَلَّقْتُمُ ) وقوله : ( إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً ) استثناء مفرغ من أعم أحوال المخاطبين بالأفعال الثلاثة . أي : وما تلابسون بشيء منها فى حال من الأحوال إلا حال كوننا رقباء مطلعين عليه ، حافظين له " .
وقوله : ( إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) أي : تخوضون وتندفعون في ذلك العمل ، لأن الإِفاضة في الشيء معناها الاندافع فيه بكثرة وقوة .
وقوله : ( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرض وَلاَ فِي السمآء ) بيان لشمول علمه - سبحانه - لكل شيء .
ويعزب : أى يبعد ويغيب ، وأصله من قولهم : عزب الرجل يعزب بإبله إذا أبعد بها وغاب فى طلب الكلأ والعشب . والكلام على حذف مضاف .
أي : وما يغيب ويخفي عن عمل ربك مثقال ذرة في الوجود علويه وسفلية ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، إلا وهو معلوم ومسجل عنده في كتاب عظيم الشأن ، تام البيان .
وقوله : ( مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ ) تمثل لقلة الشيء ودقته ، ومن فيه لتأكيد النفي وقدمت الأرض على السماء هنا ، لأن الكلام في حال أهلها ، والمقصود إقامة البرهان على إحاطة علمه - سبحانه - بتفاصيلها .
فكأنه - سبحانه - يقول : إن من يكون هذا شأنه لا يخفى عليه شيء من أحوال أهل الأرض مع نبيهم - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله : ( وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذلك ولا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) جملة مستقلة لسيت معطوفة على ما قبلها .
و ( لا ) نافية للجنس و ( أصغر ) اسمها منصوب لشبهه بالمضاف ، و ( أكبر ) معطوف عليه . و ( فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) متعلق بمحذوف خبرها .
وقدم ذكر الأصغر على الأكبر ، لأنه هو الأهم في سياق العلم بما خفى من الأمور .
وقرأ حمزة ويعقوب وخلف ( وَلاَ أَصْغَرَ ) بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . أى : ولا ما هو أصغر في ذلك .
والمراد بالكتاب المبين : علم الله الذي وسع كل شىء ، أو اللوح المحفوظ الذى حفظ الله فيه كل شيء .
وبذلك نرى أأن هذه الآيات الكريمة قد أقامت الأدلة على شمول قدرة الله - تعالى - لكل شيء ، وعلى دعوة الناس إلى الانتفاع بما جاء به القرآن من خيرات وبركات ، وعلى وجوب التزامهم بما شرعه - سبحانه - وعلى إحاطة علمه بما ظهر وبطن من الأمور .
وبعد أن وجه - سبحانه - نداء إلى الناس دعاهم فيه إلى الانتفاع بما جاء فى القرآن من خيرات ، وتوعد الذين شرعوا شرائع لم يأذن بها الله ، وأقام الأدلة على نفاذ قدرته ، وشمول علمه .
- البغوى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
قوله عز وجل : ( وما تكون ) يا محمد ، ( في شأن ) عمل من الأعمال ، وجمعه شئون ، ( وما تتلو منه ) من الله ، ( من قرآن ) نازل ، وقيل : " منه " أي من الشأن من قرآن ، نزل فيه ، ثم خاطبه وأمته فقال : ( ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ) أي : تدخلون وتخوضون فيه ، الهاء عائدة إلى العمل ، والإفاضة : الدخول في العمل . وقال ابن الأنباري : تندفعون فيه . وقيل : تكثرون فيه . والإفاضة : الدفع بكثرة .
( وما يعزب عن ربك ) يغيب عن ربك ، وقرأ الكسائي " يعزب " بكسر الزاي ، وقرأ الآخرون بضمها ، وهما لغتان . ( من مثقال ذرة ) أي : مثقال ذرة ، و " من " صلة ، والذرة هي : النملة الحميراء الصغيرة . ( في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ) أي : من الذرة ، ( ولا أكبر ) قرأ حمزة ويعقوب : برفع الراء فيهما ، عطفا على موضع المثقال قبل دخول " من " ، وقرأ الآخرون : بنصبهما ، إرادة للكسرة ، عطفا على الذرة في الكسر . ( إلا في كتاب مبين ) وهو اللوح المحفوظ .
- ابن كثير : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
يخبر تعالى نبيه ، صلوات الله عليه وسلامه أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته ، وجميع الخلائق في كل ساعة وآن ولحظة ، وأنه لا يعزب عن علمه وبصره مثقال ذرة في حقارتها وصغرها في السماوات ولا في الأرض ، ولا أصغر منها ولا أكبر إلا في كتاب مبين ، كقوله : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) [ الأنعام : 59 ] ، فأخبر تعالى أنه يعلم حركة الأشجار وغيرها من الجمادات وكذلك الدواب السارحة في قوله : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) [ الأنعام : 38 ] ، وقال تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) [ هود : 6 ] .
وإذا كان هذا علمه بحركات هذه الأشياء ، فكيف بعلمه بحركات المكلفين المأمورين بالعبادة ، كما قال تعالى : ( وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) [ الشعراء : 217 - 219 ] ؛ ؛ ولهذا قال تعالى : ( وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ) أي : إذ تأخذون في ذلك الشيء نحن مشاهدون لكم راءون سامعون ، ولهذا قال ، عليه السلام لما سأله جبريل عن الإحسان [ قال ] أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
- القرطبى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
قوله تعالى وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين
قوله تعالى وما تكون في شأن ( ما ) للجحد ; أي لست في شأن ، يعني من عبادة أو غيرها إلا والرب مطلع عليك . والشأن الخطب ، والأمر ، وجمعه شئون . قال الأخفش : تقول العرب ما شأنت شأنه ، أي ما عملت عمله .
وما تتلو منه من قرآن قال الفراء والزجاج : الهاء في ( منه ) تعود على الشأن ، أي تحدث شأنا فيتلى من أجله القرآن فيعلم كيف حكمه ، أو ينزل فيه قرآن فيتلى . وقال الطبري : ( منه ) أي من كتاب الله تعالى . ( من قرآن ) أعاد تفخيما ; كقوله : إني أنا الله .
ولا تعملون من عمل يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم والأمة . وقوله : وما تكون في شأن خطاب له والمراد هو وأمته ; وقد يخاطب الرسول والمراد هو وأتباعه . وقيل : المراد كفار قريش .
إلا كنا عليكم شهودا أي نعلمه ; ونظيره ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم
إذ تفيضون فيه أي تأخذون فيه ، والهاء عائدة على العمل ; يقال : أفاض فلان في الحديث والعمل إذا اندفع فيه . قال الراعي :
فأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الأباطح إذ رعين حقيلا
ابن عباس : ( تفيضون فيه ) تفعلونه . الأخفش : تتكلمون . ابن زيد : تخوضون . ابن كيسان : تنشرون القول . وقال الضحاك : الهاء عائدة على القرآن ; المعنى : إذ تشيعون في القرآن الكذب .
وما يعزب عن ربك قال ابن عباس : يغيب . وقال أبو روق : يبعد . وقال ابن كيسان : يذهب . وقرأ الكسائي " يعزب " بكسر الزاي حيث وقع ; وضم الباقون ; وهما لغتان فصيحتان ; نحو يعرش ويعرش .
( من مثقال ) ( من ) صلة ; أي وما يعزب عن ربك مثقال ذرة أي وزن ذرة ، أي نميلة حمراء صغيرة ; وقد تقدم في النساء
في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر عطف على لفظ ( مثقال ) ، وإن شئت على ( ذرة ) . وقرأ يعقوب وحمزة برفع الراء فيهما عطفا على موضع ( مثقال ) لأن ( من ) زائدة للتأكيد . وقال الزجاج : ويجوز الرفع على الابتداء . وخبره إلا في كتاب مبين يعني اللوح المحفوظ مع علم الله تعالى به . قال الجرجاني ( إلا ) بمعنى واو النسق ، أي وهو في كتاب مبين ; كقوله تعالى : إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم أي ومن ظلم . وقوله : لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم أي والذين ظلموا منهم ; ف ( إلا ) بمعنى واو النسق ، وأضمر هو بعده كقوله : ( وقولوا حطة ) . أي هي حطة . وقوله : ولا تقولوا ثلاثة أي هم ثلاثة . ونظير ما نحن فيه : وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وهو في كتاب مبين .
- الطبرى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وما تكون)، يا محمد ، (في شأن) ، يعني: في عمل من الأعمال ، (وما تتلوا منه من قرآن)، يقول: وما تقرأ من كتاب الله من قرآن (14)
(ولا تعملون من عمل)، يقول: ولا تعملون من عمل أيها الناس ، من خير أو شر ، (إلا كنَّا عليكم شهودًا) ، يقول: إلا ونحن شهود لأعمالكم وشئونكم ، إذ تعملونها وتأخذون فيها. (15)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك رُوي القول عن ابن عباس وجماعة.
ذكر من قال ذلك:
17696- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (إذ تفيضون فيه) ، يقول: إذ تفعلون.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: إذ تشيعون في القرآن الكذبَ.
*ذكر من قال ذلك:
17697- حدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك: (إذ تفيضون فيه) ، يقول: تشيعون في القرآن من الكذب. (16)
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: إذ تفيضون في الحق.
*ذكر من قال ذلك:
17698- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (إذ تفيضون فيه)، في الحق ما كان.
17699- . . . . قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
17700- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
* * *
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترناه فيه، لأنه تعالى ذكره أخبر أنه لا يعمل عباده عملا إلا كان شاهدَه، ثم وصل ذلك بقوله: (إذ يفيضون فيه) ، فكان معلومًا أن قوله: (إذ تفيضون فيه) إنما هو خبرٌ منه عن وقت عمل العاملين أنه له شاهد ، لا عن وَقْت تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، لأن ذلك لو كان خبرًا عن شهوده تعالى ذكره وقتَ إفاضة القوم في القرآن، لكانت القراءة بالياء: " إذ يفيضون فيه " خبرًا منه عن المكذبين فيه.
فإن قال قائل: ليس ذلك خبرًا عن المكذبين، ولكنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، (17) أنه شاهده إذْ تلا القرآن.
، فإن ذلك لو كان كذلك لكان التنـزيل : (إذ تفيضون فيه) ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم واحدٌ لا جمع، كما قال: (وما تتلوا منه من قرآن)، فأفرده بالخطاب ، ولكن ذلك في ابتدائه خطابَه صلى الله عليه وسلم بالإفراد ، ثم عَوْده إلى إخراج الخطاب على الجمع نظير قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ، [سورة الطلاق: 1] ، وذلك أن في قوله: إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ، دليلا واضحًا على صرفه الخطابَ إلى جماعة المسلمين مع النبي صلى الله عليه وسلم مع جماعة الناس غيره، لأنه ابتدأ خطابه ، ثم صرف الخطابَ إلى جماعة الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم فيهم.
، وخبرٌ عن أنه لا يعمل أحدٌ من عباده عملا إلا وهو له شاهد ، (18) يحصى عليه ويعلمه كما قال: (وما يعزب عن ربك) ، يا محمد ، عمل خلقه، ولا يذهب عليه علم شيء حيث كان من أرض أو سماء.
* * *
وأصله من " عزوب الرجل عن أهله في ماشيته "، وذلك غيبته عنهم فيها، يقال منه: " عزَبَ الرَّجل عن أهله يَعْزُبُ ويَعْزِبُ".
* * *
، لغتان فصيحتان، قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القراء. وبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، لاتفاق معنييهما واستفاضتهما في منطق العرب، غير أني أميل إلى الضم فيه ، لأنه أغلب على المشهورين من القراء.
* * *
وقوله: (من مثقال ذرة)، يعني: من زنة نملة صغيرة.
* * *
يحكى عن العرب: " خذ هذا فإنه أخف مثقالا من ذاك، أي: أخفُّ وزنًا. (19)
* * *
و "
الذرّة " واحدة : " الذرّ"، و " الذرّ"، صغار النمل. (20)* * *
قال أبو جعفر: وذلك خبَرٌ عن أنه لا يخفى عليه جل جلاله أصغر الأشياء، وإن خف في الوزن كلّ الخفة، ومقاديرُ ذلك ومبلغه، ولا أكبرها وإن عظم وثقل وزنه، وكم مبلغ ذلك . يقول تعالى ذكره لخلقه: فليكن عملكم أيها الناس فيما يرضي ربَّكم عنكم، فإنّا شهود لأعمالكم، لا يخفى علينا شيء منها، ونحن محصُوها ومجازوكم بها.
* * *
واختلفت القراء في قراءة قوله: ( ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) .
فقرأ ذلك عامة القراء بفتح الراء من (أَصْغَرَ) و (أَكْبَرَ) على أن معناها الخفض، عطفًا بالأصغر على الذرة ، وبالأكبر على الأصغر، ثم فتحت راؤهما ، لأنهما لا يُجْرَيان.
* * *
وقرأ ذلك بعض الكوفيين: [وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ] رفعًا، عطفًا بذلك على معنى المثقال، لأن معناه الرفع. وذلك أن (مِنْ) لو ألقيت من الكلام ، لرفع المثقال، وكان الكلام حينئذٍ: "
وما يعزُب عن ربك مثقالُ ذرة ولا أصغرُ من مثقال ذرة ولا أكبرُ" ، وذلك نحو قوله: مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ، و غَيْرُ اللَّهِ ، [سورة فاطر: 3]. (21)* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك بالصواب، قراءةُ من قرأ بالفتح ، على وجه الخفض والردّ على الذرة، لأن ذلك قراءة قراء الأمصار ، وعليه عَوَامٌّ القراء، وهو أصحُّ في العربية مخرجًا ، وإن كان للأخرى وجهٌ معروفٌ.
* * *
وقوله: (إلا في كتاب) ، يقول: وما ذاك كله إلا في كتاب عند الله ، (مبين) ، عن حقيقة خبر الله لمن نظر فيه. (22) أنه لا شيء كان أو يكون إلا وقد أحصاه الله جل ثناؤه فيه، وأنه لا يعزُب عن الله علم شيء من خلقه حيث كان من سمائه وأرضه.
* * *
17701- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: (وما يعزب) ، يقول: لا يغيب عنه.
17702- حدثني محمد بن عمارة قال ، حدثنا عبد الله قال، أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس: (وما يعزب عن ربك)، قال: ما يغيب عنه.
------------------------
الهوامش:
(14) انظر تفسير "
التلاوة " فيما سلف من فهارس اللغة ( تلا . ) .(15) انظر تفسير "
الإفاضة " فيما سلف 4 : 170 .(16) في المطبوعة : "
فتشيعون " بالفاء ، لم يحسن قراءة المخطوطة .(17) في المطبوعة : "
ولكن خطاب " ، بحذف الهاء ، وأثبتها من المخطوطة .(18) قوله : "
وخبر عن أنه لا يعمل أحد " معطوف على قوله في أول هذه الفقرة : " إنما هو خبر عن وقت عمل العاملين . . . " .(19) انظر تفسير "
المثقال " فيما سلف 8 : 360 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 278 ، وهو نص كلامه .(20) انظر تفسير "
الذرة " فيما سلف 8 : 360 ، 361 .(21) لم يذكر أبو جعفر قراءة الرفع في هذه الآية ، في موضعها من تفسير "
سورة فاطر " ، فيما سيأتي 22 : 77 ( بولاق ) ، وسأشير إلى ذلك في موضعه هناك . وهذا دليل آخر على اختصار أبي جعفر ، تفسيره في مواضع ، كما أشرت إليه في كثير من تعليقاتي .(22) انظر تفسير "
مبين " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) - ابن عاشور : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
معطوفة على جملة { وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } [ يونس : 60 ] عطفَ غرض على غرض ، لأن فصل الغرض الأول بالتذييل دليل على أن الكلام قد نقل إلى غرض آخر ، وذلك الوعدُ بالثواب للرسول على ما هو قائم به من تبليغ أمر الله وتدبير شؤون المسلمين وتأييد دين الإسلام ، وبالثواب للمسلمين على اتباعهم الرسول فيما دعاهم إليه . وجاء هذا الوعد بطريقة التعريض بحصول رضى الله تعالى عنهم في قوله : { إلا كنا عليكم شهوداً } لأنهم يعلمون أن عملهم وعمل النبي ما كان إلا في مرضاة الله ، فهو كقوله تعالى : { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين }. ويتضمن ذلك تنويهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم في جليل أعماله وتسلية على ما يُلاقيه من المشركين من تكذيب وأذى ، لأن اطلاع الله على ذلك وعلمه بأنه في مرضاته كاف في التسلية ، كقوله : { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا } [ الطور : 48 ] ، ولذلك توجه الخطاب ابتداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم توجه إليه وإلى من معه من المسلمين .
و { ما } الأولى و { ما } الثانية نافيتان .
والشأن : العمل المهم والحال المهم . و ( في ) للظرفية المجازية التي بمعنى شدة التلبس .
وضمير ( منه ) إما عائد إلى ( شأن ) ، أي وما تتلو من الشَّأن قرآناً فتكون ( مِن ) مبينة ل ( ما ) الموصولة أو تكون بمعنى لام التعليل ، أي تتلو من أجل الشأن قرآناً . وعَطْف { وما تتلو } من عطف الخاص على العام للاهتمام به ، فإن التلاوة أهم شؤون الرسول عليه الصلاة والسلام .
وإما عائد إلى { قرآن } ، أي وما تتلو من القرآن قرآناً ، فتكون { منه } للتبعيض ، والضمير عائد إلى مؤخر لتحصيل التشويق إليه حتى يتمكن في نفس السامع . وواو ( تتلو ) لام الكلمة ، والفعل محتمل لضمير مفرد لخطاب النبي صلى الله عليه وسلم
فيكون الكلام قد ابتدىء بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم التي منها ما هو من خواصّه كقيام الليل ، وثُنِّي بما هو من شؤونه بالنسبة إلى الناس وهو تلاوة القرآن على الناس ، وثُلِّث بما هو من شؤون الأمة في قوله : { ولا تعمَلون من عمل } فإنه وإن كان الخطاب فيه شاملاً للنبيء صلى الله عليه وسلم إلا أن تقديم ذكر شأن في أول الآية يخصص عموم الخطاب في قوله : { تَعملون } فلا يبقى مراداً منه إلا ما يعمله بقية المسلمين .
ووقع النفي مرتين بحرف ( ما ) ومرة أخرى بحرف ( لا ) لأن حرف ( ما ) أصله أن يخلص المضارع للحال ، فقصد أولاً استحضار الحال العظيم من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ومن قراءته القرآن ، ولما نفي عمل الأمة جيء بالحرف الذي الأصل فيه تخليصه المضارع للاستقبال للتثنية من أول الكلام على استمرار ذلك في الأزمنة كلها .
ويعلم من قرينة العموم في الأفعال الثلاثة بواسطة النكرات الثلاث المتعلقة بتلك الأفعال والواقعة في سياق النفي أن ما يحصل في الحال وما يحصل في المستقبل من تلك الأفعال سواءٌ ، وهذا من بديع الإيجاز والإعجاز . وكذلك الجمع بين صيغ المضارع في الأفعال المعممة { تكونُ وتتلو وتعملون } وبين صيغة الماضي في الفعل الواقع في موضع الحال منها { إلاَّ كنا } للتنبيه على أن ما حصل ويحصل وسيحصل سواء في علم الله تعالى على طريقة الاحتباس كأنه قيل : وما كنتم وتكون وهكذا ، إلاَّ كنا ونكون عليكم شهودا .
و { من عمل } مفعول { تعملون } فهو مصدر بمعنى المفعول وأدخلت عليه ( من ) للتنصيص على التعميم ليشمل العمل الجليل والحقير والخير والشر .
والاستثناء في قوله : { إلاَّ كنا عليكم شهوداً } استثناء من عموم الأحوال التي اقتضاها عموم الشأن وعموم التلاوة وعموم العَمل ، أي إلا في حالة علمْنا بذلك ، فجملة { كنا عليكم } في موضع الحال . ووجود حرف الاستثناء أغنى عن اتصال جملة الحال بحرف ( قد ) لأن الربط ظاهر بالاستثناء .
والشهود : جمع شاهد . وأخبر بصيغة الجمع عن الواحد وهو الله تعالى تبعاً لضمير الجمع المستعمل للتعظيم ، ومثله قوله تعالى : { إنا كنا فاعلين } [ الأنبياء : 104 ]. ونظيره في ضمير جماعة المخاطبين في خطاب الواحد في قول جعفر بن عُلبة الحارثِي
: ... فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم
لشيء ولا أني من الموت أفرق ... وذلك استعارة بتشبيه الواحد بالجماعة في القوة لأن الجماعة لا تخلو من مزايا كثيرة موزعة في أفرادها .
والشاهد : الحاضر ، وأطلق على العالم بطريقة المجاز المرسل ولذلك عدي بحرف ( على ).
و { إذْ } ظرف ، أي حين تفيضون .
والإفاضة في العمل : الاندفاع فيه ، أي الشروع في العمل بقوة واهتمام ، وهذه المادة مؤذنة بأن المراد أعمالهم في مرضاة الله ومصابرتهم على أذى المشركين . وخصت هذه الحالة وهذا الزمان بالذكر بعد تعميم الأعمال اهتماماً بهذا النوع فهو كذكر الخاص بعد العام ، كأنه قيل : ولا تعملون من عمللٍ مَّا وعمللٍ عظيممٍ تفيضون فيه إلا كنا عليكم شهوداً حين تعملونه وحين تفيضون فيه .
وجملة : { وما يعزب عن ربك } الخ عطف على جملة : { وما تكون في شأن } ، وهي بمنزلة التذييل لما فيها من زيادة التعميم في تعلق علم الله تعالى بجميع الموجودات بعد الكلام على تعلقه بعمل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين .
والعزوب : البعد ، وهو مجاز هنا للخفاء وفواتتِ العلم ، لأن الخفاء لازم للشيء البعيد ، ولذلك علق باسم الذات دون صفة العلم فقال : { عن ربك }.
وقرأ الجمهور { يعزب } بضم الزاي ، وقرأه الكسائي بكسر الزاي وهما وجهان في مضارع ( عزب ).
و ( من ) في قوله : { من مثقال ذرة } مزيدة لتأكيد عموم النفي الذي في { ما يعزب }.
والمِثقال : اسم آلة لما يعرف به مقدار ثِقَل الشيء فهو وزن مِفعال من ثَقُل ، وهو اسم لصنج مقدر بقدر معين يوزن به الثقل .
والذرة : النملة الصغيرة ، ويطلق على الهباءة التي ترى في ضوء الشمس كغبارٍ دقيق جداً ، والظاهر أن المراد في الآية الأولُ . وذُكرت الذرة مبالغة في الصغر والدقة للكناية بذلك عن إحاطة العلم بكل شيء فإن مَا هو أعظم من الذرة يكون أولى بالحكم .
والمراد بالأرض والسماء هنا العالم السفلي والعالم العلوي . والمقصود تعميم الجهات والأبعاد بأخصر عبارة . وتقديم الأرض هنا لأن ما فيها أعلق بالغرض الذي فيه الكلام وهو أعمال الناس فإنهم من أهل الأرض بخلاف ما في سورة [ سبأ : 3 ] { عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض } فإنه لما كان المقام لذكر علم الغيب والغيب ما غاب عن الناس ومعظمه في السماء لاءم ذلك أن قدمت السماء على الأرض .
وعطف { ولا أصغر من ذلك ولا أكبر } على { ذرة } تصريحاً بما كني عنه بمثقال ذرة من جميع الأجرام .
و { أصغر } بالفتح في قراءة الجمهور ممنوعاً من الصرف لأنه معطوف على { ذرة } المجرور على أنَّ { لا } مقحمة لتأكيد النفي . وجوز أن يكون العطف عطف جملة وتكون { لا } نافية للجنس { وأصغر } اسمها مبنياً على الفتح فيكون ابتداء كلام .
وقرأ حمزة وخلف ويعقوب { ولا أصغرُ ولا أكبرُ } برفعهما باعتبار عطف { أصغر } على محل { مثقال } لأنه فاعل { يعزب } في المعنى ، وكسرته كسرة جر الحرف الزائد وهو وجه من فصيح الاستعمال ، أو باعتبار عطف الجملة على الجملة وتكون { لا } نافية عاملة عمل ليس و { أصغر } اسمها .
والاستثناء على الوجهين الأوَّلين من قراءتي نصب { أصغرَ } ورفعه استثناء منقطع بمعنى ( لكن ) ، أي لا يعزب ذلك ولكنه حاضر في كتاب ، وجوز أن يكون استثناء متصلاً من عموم أحوال عزوب مثقال الذرة وأصغرَ منها وأكبر . وتأويله أن يكون من تأكيد الشيء بما يشبه ضده . والمعنى لا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء إلا في حال كونه في كتاب مُبين ، أي إلا معلوماً مكتوباً ويعلم السامع أن المكتوب في كتاب مبين لا يمكن أن يعزب ، فيكون انتفاء عزوبه حاصلاً بطريق برهاني .
والمجرور على هذا كله في محل الحال ، وعلى الوجهين الأخيرين من القراءتين يكون الاستثناء متصلاً والمجرور ظرفاً مستقلاً في محل خبر ( لا ) النافية فهو في محل رفع أو في محل نصب ، أي لا يوجد أصغر من الذرة ولا أكبر إلا في كتاب مبين كقوله تعالى : { ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } [ الأنعام : 59 ].
والكتاب : علم الله ، استعير له الكتاب لأنه ثابت لا يخالف الحق بزيادة ولا نقصان . ومبين : اسم فاعل من أبان بمعنى بان ، أي واضح بيّن لا احتمال فيه .
- إعراب القرآن : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
«وَما» الواو استئنافية وما نافية «تَكُونُ» مضارع ناقص واسمها محذوف «فِي شَأْنٍ» متعلقان بالخبر المحذوف «وَما» الواو عاطفة وما نافية «تَتْلُوا» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل مستتر والجملة معطوفة «مِنْهُ» متعلقان بتتلو «مِنْ» زائدة «قُرْآنٍ» مفعول به مجرور لفظا منصوب محلا «وَلا» الواو عاطفة وما نافية «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل «مِنْ» زائدة «عَمَلٍ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به «إِلَّا» أداة حصر «كُنَّا» كان واسمها «عَلَيْكُمْ» متعلقان بشهودا «شُهُوداً» خبر «إِذْ» ظرف زمان متعلق بشهودا «تُفِيضُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مضاف إليه «فِيهِ» متعلقان بتفيضون «وَما» الواو استئنافية ولا نافية «يَعْزُبُ» مضارع «عَنْ رَبِّكَ» متعلقان بيعزب «مِنْ» حرف جر زائد «مِثْقالِ» فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا «ذَرَّةٍ» مضاف إليه «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بمحذوف حال «وَلا فِي السَّماءِ» معطوف على في الأرض «وَلا» الواو عاطفة ولا زائدة «أَصْغَرَ» معطوف على مثقال مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف «مِنْ ذلِكَ» اسم الإشارة في محل جر بمن ومتعلقان بأصغر واللام للبعد والكاف للخطاب «وَلا» الواو عاطفة ولا زائدة «أَكْبَرَ» معطوف على أصغر «إِلَّا» أداة حصر «فِي كِتابٍ» متعلقان بخبر محذوف مقدم والمبتدأ محذوف تقديره هو في كتاب والجملة في محل نصب على الحال «مُبِينٍ» صفة كتاب
- English - Sahih International : And [O Muhammad] you are not [engaged] in any matter or recite any of the Qur'an and you [people] do not do any deed except that We are witness over you when you are involved in it And not absent from your Lord is any [part] of an atom's weight within the earth or within the heaven or [anything] smaller than that or greater but that it is in a clear register
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(10:61) (O Prophet!) Whatever you may be engaged in, whether you recite any portion of the Qur'an, or whatever else all of you are doing, We are witnesses to whatever you may be occupied with. Not even an atom's weight escapes your Lord on the earth or in the heaven, nor is there anything smaller or bigger than that, except that it is on record in a Clear Book. *64
- Français - Hamidullah : Tu ne te trouveras dans aucune situation tu ne réciteras aucun passage du Coran vous n'accomplirez aucun acte sans que Nous soyons témoin au moment où vous l'entreprendrez Il n'échappe à ton Seigneur ni le poids d'un atome sur terre ou dans le ciel ni un poids plus petit ou plus grand qui ne soit déjà inscrit dans un livre évident
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und mit keiner Angelegenheit befaßt Du dich und nichts verliest du davon an Qur'an und keine Tat vollbringt ihr ohne daß Wir über euch Zeugen sind wenn ihr euch ausgiebig darüber auslaßt Und es entgeht deinem Herrn nicht das Gewicht eines Stäubchens weder auf der Erde noch im Himmel und nichts Kleineres als dies oder Größeres; es gibt nichts das nicht in einem deutlichen Buch verzeichnet wäre
- Spanish - Cortes : En cualquier situación en que te encuentres cualquiera que sea el pasaje que recites del Corán cualquier cosa que hagáis Nosotros somos testigos de vosotros desde su principio A tu Señor no se Le pasa desapercibido el peso de un átomo en la tierra ni en el cielo No hay nada menor o mayor que eso que no esté en una Escritura clara
- Português - El Hayek : Em qualquer situação em que vos encontrardes qualquer parte do Alcorão que recitardes seja qual for a tarefa queempreenderdes seremos Testemunha quando nisso estiverdes absortos porque nada escapa do teu Senhor nem do peso deum átomo ou algo menor ou maior do que este na terra ou nos céus pois tudo está registrado num Livro lúcido
- Россию - Кулиев : Какой бы поступок ты ни совершал что бы ты ни читал из Корана и что бы вы ни совершали Мы наблюдаем за вами с самого начала Ничто на земле и на небе не скроется от твоего Господа будь оно даже весом в мельчайшую частицу или меньше того или больше того Все это - в ясном Писании
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
Какой бы поступок ты ни совершал, что бы ты ни читал из Корана и что бы вы ни совершали, Мы наблюдаем за вами с самого начала. Ничто на земле и на небе не скроется от твоего Господа, будь оно даже весом в пылинку, или меньше того, или больше того. Все это - в ясном Писании.Всевышний поведал о том, что Ему доподлинно известно обо всех действиях творений. Ему известно, когда они трудятся, а когда - отдыхают. А это значит, что человек должен всегда помнить о том, что Всевышний Аллах наблюдает за ним. Что бы ни совершал человек ради своей мирской или духовной жизни, что бы он ни читал из Священного Корана, какое бы большое или маленькое дело он ни совершал, Всевышний Аллах наблюдает за этим начинанием от начала до конца. Пусть же люди помнят об Аллахе, когда начинают трудиться, и совершают любые деяния искренне и с усердием. И пусть они остерегаются гнева Всевышнего Господа, который наблюдает за ними и ведает об их внешнем поведении и внутреннем мире. Его знание и зрение объемлют все сущее на небесах и на земле. Он наблюдает даже за самыми крошечными явлениями, и все это записано письменной тростью в Хранимой скрижали. В этом откровении упоминаются две составляющие божественного предопределения, которые Аллах очень часто упоминает вместе. Это - всеобъемлющее знание Аллаха обо всем происходящем и всеобъемлющая запись всего происходящего в Хранимой скрижали. В другом похожем откровении говорится: «Разве ты не знаешь, что Аллаху известно то, что на небе и на земле? Воистину, это есть в Писании. Воистину, это для Аллаха легко» (22:70).
- Turkish - Diyanet Isleri : Ne iş yaparsan yap ve sizler ona dair Kuran'dan ne okursanız okuyun; ne yaparsanız yapın; yaptıklarınıza daldığınız anda mutlaka Biz sizi görürüz Yerde ve gökte hiçbir zerre Rabbinden gizli değildir Bundan daha küçüğü veya daha büyüğü şüphesiz apaçık bir Kitap'dadır
- Italiano - Piccardo : In qualunque situazione ti trovi qualunque brano del Corano reciti e qualunque cosa facciate Noi siamo testimoni al momento stesso in cui la fate Al tuo Signore non sfugge neanche il peso di un atomo sulla terra o nel cielo; non c'è cosa alcuna più piccola o più grande di ciò che non sia [registrata] in un Libro esplicito
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم تۆ بههیچ کارێک ههڵناسی هیچ بهشێک له قورئان ناخوێنیتهوه که ئێمه ئاگادار نهبین ئێوهش ئهی خهڵکینه به هیچ ههڵسوکهوتێک ههڵناسن که ئێمه شایهت نهبین بهسهریهوه لهکاتێکدا ئهنجامی دهدهن و تیایدا ڕۆدهچن هیچ شتێکیش له پهروهردگاری تۆ ون نابێت له پارچه ئهتۆمێکهوه بگره له زهوی یان له ئاسماندا بچوک تر بێت یان گهوره تر که له دۆسیهیهکی تایبهتی ئاشکرادا لای ئێمه تۆمار نهکرا بێت
- اردو - جالندربرى : اور تم جس حال میں ہوتے ہو یا قران میں کچھ پڑھتے ہو یا تم لوگ کوئی اور کام کرتے ہو جب اس میں مصروف ہوتے ہو ہم تمہارے سامنے ہوتے ہیں اور تمہارے پروردگار سے ذرہ برابر بھی کوئی چیز پوشیدہ نہیں ہے نہ زمین میں نہ اسمان میں اور نہ کوئی چیز اس سے چھوٹی ہے یا بڑی مگر کتاب روشن میں لکھی ہوئی ہے
- Bosanski - Korkut : Što god ti važno činio i što god iz Kur'ana kazivao i kakav god vi posao radili Mi nad vama bdijemo dok god se time zanimate Gospodaru tvome ništa nije skriveno ni na Zemlji ni na nebu ni koliko trun jedan i ne postoji ništa ni manje ni veće od toga što nije u Knjizi jasnoj
- Swedish - Bernström : [MUHAMMAD] Vilken fråga din uppmärksamhet än riktas mot och vilka Guds ord du än läser ur Koranen och vilket arbete ni [människor] än ägnar era krafter åt är Vi vittne till allt [från den stund] då ni griper er an med det Inte ens [vad som motsvarar] ett stoftkorns vikt på jorden eller i himlen är dolt för din Herre och ingenting finns varken mindre eller större än detta som inte [är inskrivet] i [Guds] öppna bok
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kamu tidak berada dalam suatu keadaan dan tidak membaca suatu ayat dari Al Quran dan kamu tidak mengerjakan suatu pekerjaan melainkan Kami menjadi saksi atasmu di waktu kamu melakukannya Tidak luput dari pengetahuan Tuhanmu biarpun sebesar zarrah atom di bumi ataupun di langit Tidak ada yang lebih kecil dan tidak pula yang lebih besar dari itu melainkan semua tercatat dalam kitab yang nyata Lauh Mahfuzh
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
(Kamu tidak berada) hai Muhammad! (dalam suatu keadaan) dalam suatu perkara (dan tidak membaca suatu ayat) artinya mengenai perkara tersebut atau membaca dari Allah (dari Alquran) yang diturunkan oleh-Nya kepadamu (dan kamu tidak mengerjakan) khithab ayat ini ditujukan kepada Nabi Muhammad saw. dan umatnya (suatu pekerjaan, melainkan Kami menjadi saksi atas kalian) meneliti (di waktu kalian melakukan) mengerjakan (perbuatan itu) amal perbuatan itu. (Tidak luput) tidak samar (dari pengetahuan Rabbmu hal yang sebesar) seberat (zarrah) semut yang paling kecil (di bumi atau pun di langit. Tidak ada yang lebih kecil dan tidak pula yang lebih besar dari itu melainkan semua tercatat dalam kitab yang nyata) yang jelas, yaitu Lohmahfuz.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বস্তুতঃ যে কোন অবস্থাতেই তুমি থাক এবং কোরআনের যে কোন অংশ থেকেই পাঠ করা কিংবা যে কোন কাজই তোমরা কর অথচ আমি তোমাদের নিকটে উপস্থিত থাকি যখন তোমরা তাতে আত্ননিয়োগ কর। আর তোমার পরওয়ারদেগার থেকে গোপন থাকে না একটি কনাও না যমীনের এবং না আসমানের। না এর চেয়ে ক্ষুদ্র কোন কিছু আছে না বড় যা এই প্রকৃষ্ট কিতাবে নেই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நீங்கள் எந்த நிலையில் இருந்தாலும் "குர்ஆனிலிருந்து நீங்கள் எதை ஓதினாலும் நீங்கள் எந்தக் காரியத்தை செய்தாலும் நீங்கள் அவற்றில் ஈடுபட்டிருக்கும்போது நாம் கவனிக்காமல் இருப்பதில்லை பூமியிலோ வானத்திலோ உள்ளவற்றில் ஓர் அணுவளவும் நபியே உம் இறைவனுக்குத் தெரியாமல் மறைத்து விடுவதில்லை இதை விடச் சிறயதாயினும் அல்லது பெரிதாயினும் விளக்கமான அவன் புத்தகத்தில் பதிவு செய்யப்படாமல் இல்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเจ้ามิได้อยู่ในเรื่องหนึ่งเรื่องใด และเจ้ามิได้อ่านบางส่วนจากมันในอัลกุรอาน และพวกท่านมิได้กระทำการใดๆ เว้นแต่เราได้เป็นพยานแก่พวกท่าน ในขณะที่พวกท่านกำลังง่วงอยู่ในเรื่องนั้น และจะไม่รอดพ้นจากพระเจ้าของเจ้า การกระทำใด ๆ ที่มีน้ำหนักเท่าธุลี ทั้งในแผ่นดินและในชั้นฟ้า และที่เล็กกว่านั้นและที่ใหญ่กว่านั้นเว้นแต่อยู่ในบันทึกอันชัดแจ้งทั้งสิ้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қайси ҳолда бўлсанг Қуръондан нимани тиловат этсанг ишлардан қай бирини қилсанг албатта биз ўшанга киришаётган пайтингларда сизларга гувоҳмиз На ер юзида ва на осмонларда зарра миқдоридаги ундан кичикроқ ёки каттароқ нарса Роббингдан махфий бўла олмас балки очиқойдин китобдадир Аллоҳ нафақат кўради ёки билади балки унга гувоҳ бўлади ва очиқойдин китобга ёзиб ҳам қўяди Шундай бўлгандан кейин дунёда энг катта гуноҳни қилганларнинг–Аллоҳ таологагина хос бўлган ҳаққа тажовуз этиб унинг шаънига ёлғон тўқиб берган ризқининг баъзисини ҳаром баъзисини ҳалол деганларнинг гуноҳи махфий бўлиб қолармиди Аллоҳ гувоҳ бўлиб турибди очиқойдин китобга ёзилиб турибди деган эътиқод билан яшаб Аллоҳга ихлос ила эътиқод ва бандалик қилганларнинг бирор амали зое бўлармиди Албатта йўқ Ҳаммаси ҳисобга олинади ва мукофоти берилади
- 中国语文 - Ma Jian : 无论你处理什么事物,无论你诵读《古兰经》哪一章经文,无论你们做什么工作,当你们著手的时候,我总是见证你们的。天地间微尘重的事物,都不能逃避真主的鉴察,无论比微尘小还是比微尘大,都记载在一本明显的天经中。
- Melayu - Basmeih : Dan tidaklah engkau wahai Muhammad dalam menjalankan sesuatu urusan dan tidaklah engkau dalam membaca sesuatu surah atau sesuatu ayat dari AlQuran dan tidaklah kamu wahai umat manusia dalam mengerjakan sesuatu amal usaha melainkan adalah Kami menjadi saksi terhadap kamu ketika kamu mengerjakannya Dan tidak akan hilang lenyap dari pengetahuan Tuhanmu sesuatu dari sehalushalus atau seringanringan yang ada di bumi atau di langit dan tidak ada yang lebih kecil dari itu dan tidak ada yang lebih besar melainkan semuanya tertulis di dalam Kitab yang terang nyata
- Somali - Abduh : Wixii Xaala ood ku Sugan tahay wixii quraana ood Akhrin wixii camala ood falaysaan waan idin la joognaana ognahay narkaad dhex galaysaan kagama Qarsoona Eebahaa waxa u yar Dhulka dhexdiisa iyo Samada wixii ka yar iyo wixii ka wanyna Kitaab cad bay ku sugnayihiin
- Hausa - Gumi : Kuma ba ka kasance a cikin wani sha'ani ba kuma ba ka karanta wani abin karatu daga gare shi ba kuma ba ku aikata wani aiki ba fãce Mun kasance Halarce a lõkacin da kuke zubuwa a cikinsa Kuma wani ma'aunin zarra bã zai yi nĩsa ba daga Ubangijinka a cikin ƙasa haka kuma a cikin sama kuma bãbu wanda yake mafi ƙaranci daga haka kuma bãbu mafi girma fãce yana a cikin littãfi bayyananne
- Swahili - Al-Barwani : Na huwi katika jambo lolote wala husomi sehemu yoyote katika Qur'ani wala hamtendi kitendo chochote ila Sisi huwa ni mashahidi juu yenu mnapo shughulika nayo Na hakifichikani kwa Mola wako Mlezi chenye uzito hata wa chembe katika ardhi na katika mbingu wala kidogo kuliko hicho wala kikubwa ila kimo katika Kitabu kilicho wazi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ti nuk do të bësh asgjë as nuk do të lexosh asgjë nga Kur’ani as nuk do të punoni kurrfarë pune e që Ne mos të jemi dëshmitar kur ju të thelloheni në të Nuk do të humbë nga Zoti yt as sa një thërmi peshe në Tokë as në qiell as më pak nga ajo as më shumë e që të mos jetë e shënuar në Librin e qartë
- فارسى - آیتی : در هر كارى كه باشى، و هر چه از قرآن بخوانى و دست به هر عملى كه بزنيد هنگامى كه بدان مىپردازيد ما ناظر بر شما هستيم. بر پروردگار تو حتى به مقدار ذرهاى در زمين و آسمانها پوشيده نيست. و هر چه كوچكتر از آن يا بزرگ تر از آن باشد، در كتاب مبين نوشته شده است.
- tajeki - Оятӣ : Дар ҳар коре, ки бошӣ ва ҳар чӣ аз Қуръон бихонӣ ва даст ба ҳар амале, ки бизанед, ҳангоме ки ба он мепардозед, мо нозир бар шумо ҳастем. Бар Парвардигори ту ҳатто ба миқдори заррае дар замину осмонҳо пушида нест. Ва ҳар чӣ хурдтар аз он ё бузургтар аз он бошад, дар китоби мубин навишта шудааст.
- Uyghur - محمد صالح : سەن قايسى ھالەتتە بولمىغىن، قۇرئاندىن قايسى نەرسىنى ئوقۇمىغىن، سىلەر قايسىبىر ئىشنى قىلماڭلار، ئۇنىڭ بىلەن بولۇۋاتقان ۋاقتىڭلاردا ھامان بىز سىلەرنى كۆزىتىپ تۇرىمىز، ئاسمان - زېمىندىكى زەررە چاغلىق نەرسە ۋە ئۇنىڭدىن كىچىك ياكى چوڭ نەرسە بولسۇن، ھېچقايسىسى اﷲ نىڭ بىلىشىدىن چەتتە قالمايدۇ، ئۇلارنىڭ ھەممىسى لەۋھۇلمەھپۇزدا خاتىرىلەنگەندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നീ ഏതുകാര്യത്തിലാവട്ടെ; ഖുര്ആനില്നിന്ന് എന്തെങ്കിലും ഓതിക്കേള്പ്പിക്കുകയാകട്ടെ; നിങ്ങള് ഏത് പ്രവൃത്തി ചെയ്യുകയാകട്ടെ; നിങ്ങളതില് ഏര്പ്പെടുമ്പോഴെല്ലാം നാം നിങ്ങളുടെമേല് സാക്ഷിയായി ഉണ്ടാവാതിരിക്കില്ല. ആകാശഭൂമികളിലെ അണുപോലുള്ളതോ അതിനെക്കാള് ചെറുതോ വലുതോ ആയ ഒന്നും നിന്റെ നാഥന്റെ ശ്രദ്ധയില്പെടാതെയില്ല. വ്യക്തമായ പ്രമാണത്തില് രേഖപ്പെടുത്താത്ത ഒന്നും തന്നെയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : وما تكون ايها الرسول في امر من امورك وما تتلو من كتاب الله من ايات وما يعمل احد من هذه الامه عملا من خير او شر الا كنا عليكم شهودا مطلعين عليه اذ تاخذون في ذلك وتعملونه فنحفظه عليكم ونجزيكم به وما يغيب عن علم ربك ايها الرسول من زنه نمله صغيره في الارض ولا في السماء ولا اصغر الاشياء ولا اكبرها الا في كتاب عند الله واضح جلي احاط به علمه وجرى به قلمه
*64). The purpose of the statement is to console the Prophet (peace be on him) and to warn his enemies. On the one hand, the Prophet (peace be on him) is being reassured that the resoluteness, diligence and perseverance which characterize his efforts in preaching the truth and attempting to reform people is well known to God. It can hardly be conceived that after entrusting to the Prophet (peace be on him) a perilous task that God would leave him alone, unassisted. God knows full well all what the Prophet (peace be on him) does, and is also well aware of how others behave towards him. At the same time what is being said also constitutes a warning to the Prophet's opponents. If they obstruct the efforts of the Messenger of the truth, of one engaged in reforming mankind out of sincerity and goodwill, there is no reason for them to assume that no one is observing their deeds, or that they will never be called to account. They ought to take heed for all their deeds are being duly recorded on the Divine Scroll.