- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَجَٰوَزْنَا بِبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُۥ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِىٓ ءَامَنَتْ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسْرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ۖ حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين
- عربى - التفسير الميسر : وقطَعْنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوزوه، فأتبعهم فرعون وجنوده ظلمًا وعدوانًا، فسلكوا البحر وراءهم، حتى إذا أحاط بفرعون الغرق قال: آمنتُ أنه لا إله إلا الذي آمنتْ به بنو إسرائيل، وأنا من الموحدين المستسلمين بالانقياد والطاعة.
- السعدى : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ } وذلك أن الله أوحى إلى موسى، لما وصل البحر، أن يضربه بعصاه، فضربه، فانفلق اثنى عشر طريقًا، وسلكه بنو إسرائيل، وساق فرعون وجنوده خلفه داخلين.
فلما استكمل موسى وقومه خارجين من البحر، وفرعون وجنوده داخلين فيه، أمر الله البحر فالتطم على فرعون وجنوده، فأغرقهم، وبنو إسرائيل ينظرون.
حتى إذا أدرك فرعون الغرق، وجزم بهلاكه { قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ } وهو الله الإله الحق الذي لا إله إلا هو { وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } أي: المنقادين لدين الله، ولما جاء به موسى.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
ثم ختم - سبحانه قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون فى هذه السورة الكريمة ببيان سنة من سننه التى لا تتخلف ، وهى حسن عاقبة المؤمنين وسوء عاقبة المكذبين فقال - تعالى - :
( وَجَاوَزْنَا ببني إِسْرَائِيلَ البحر . . . )
قوله سبحانه - ( وَجَاوَزْنَا ) هو من جاوز المكان ، إذا قطعه وتخطاه وخلفه وراء ظهره وهو متعد بالباء إلى المفعول الأول الذى كان فاعلا فى الأصل ، وإلى الثانى بنفسه .
والمراد بالبحر هنا : بحر القزم ، وهو المسمى الآن بالبحر الأحمر . وقوله ( بَغْياً وَعَدْواً ) أى ظلما واعتداء . يقال : بغى فلان على فلان بغيا ، إذا تطاول عليه وظلمه . ويقال : عدا عليه عَدْواً إذا سلبه حقه .
وهما مصدران منصوبان على الحالية بتأويل اسم الفاعل . أى : باغين وعادين . أو على المفعولية لأجله أى : من أجل البغى والعدوان .
والمعنى : وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر ، وهم تحت رعايتنا وقدرتنا ، حيث جعلناه لهم طريقا يبسا ، فساروا فيه حتى بلغوا نهايته ، فأتبعهم فرعون وجنوده لا لطلب الهداية والإِيمان ، ولكن لطلب البغى والعدوان .
قال الآلوسى : " وذلك أن الله - تعالى - لما أخبر موسى وهارون - عليهما السلام - بإجابته دعوتهما ، أمرهما بإخراج بني إسرائيل من مصر ليلا ، فخرجا بهم على حين غفلة من فرعون وملئه ، فلما أحسن بذلك ، خرج هو وجنوده على أثرهم مسرعين ، فالتفت القوم فإذا الطامة الكبرى ، وراءهم ، فقالوا يا موسى ، هذا فرعون وجنوده وراءنا . وهذا البحر أمامنا فكيف الخلاص ، فأوحى الله - تعالى - إلى موسى ، أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه فانلفق اثنى عشر فرقا كل فرق كالطود العظيم ، وصار لكل سبط طريق فسلكوا ، ووصل فرعون ومن معه إلى الساحل وبنو إسرائيل قد خرجوا من البحر ومسلهكم باق على حاله ، فسلكه فرعون وجنوده ، فلما دخل آخرهم وهم أولهم بالخروج من البحر ، انطبق عليهم وغشيهم من اليم ما غشيهم " .
ثم حكى - سبحانه - ما قاله فرعون عندما نزل به قضاء الله الذى لا يرد فقال - تعالى - : ( حتى إِذَآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ المسلمين ) .
أى : لقد اتبع فرعون وجنوده بنى إسرائيل بغيا وعدوا ، فانطبق عليه البحر ، ولفه تحت أمواجه ولججه ، حتى إذا أدركه الغرق وعاين الموت وأيقن أنه لا نجاة له منه ، قال آمنت وصدقت . بأنه لا معبود بحق سوى الإِله الذى آمنت به بنو إسرائيل ، وأنا من القوم الذين أسلموا نفوسهم لله وحده وأخلصوها لطاعته .
ولما كان هذا القول قد جاء في غير أوانه ، وأن هذا الإِيمان لا ينفع لأنه جاء عند معاينة الموت ،
- البغوى : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ) عبرنا بهم ( فأتبعهم ) لحقهم وأدركهم ، ( فرعون وجنوده ) يقال : " أتبعه وتبعه " إذا أدركه ولحقه ، و " اتبعه " بالتشديد إذا سار خلفه واقتدى به . وقيل : هما واحد . ( بغيا وعدوا ) أي : ظلما واعتداء . وقيل : بغيا في القول وعدوا في الفعل . وكان البحر قد انفلق لموسى وقومه ، فلما وصل فرعون بجنوده إلى البحر هابوا دخوله فتقدمهم جبريل على فرس وديق وخاض البحر ، فاقتحمت الخيول خلفه ، فلما دخل آخرهم وهم أولهم أن يخرج انطبق عليهم الماء . وقوله تعالى : ( حتى إذا أدركه الغرق ) أي : غمره الماء وقرب هلاكه ، ( قال آمنت أنه ) قرأ حمزة والكسائي " إنه " بكسر الألف أي : آمنت وقلت إنه . وقرأ الآخرون " أنه " بالفتح على وقوع آمنت عليها ( لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) فدس جبريل عليه السلام في فيه من حمأة البحر .
- ابن كثير : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
ذكر تعالى كيفية إغراقه فرعون وجنوده ؛ فإن بني إسرائيل لما خرجوا من مصر صحبة موسى ، عليه السلام ، وهم - فيما قيل - ستمائة ألف مقاتل سوى الذرية ، وقد كانوا استعاروا من القبط حليا كثيرا ، فخرجوا به معهم ، فاشتد حنق فرعون عليهم ، فأرسل في المدائن حاشرين يجمعون له جنوده من أقاليمه ، فركب وراءهم في أبهة عظيمة ، وجيوش هائلة لما يريده الله تعالى بهم ، ولم يتخلف عنه أحد ممن له دولة وسلطان في سائر مملكته ، فلحقوهم وقت شروق الشمس ، ( فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) [ الشعراء : 61 ] وذلك أنهم لما انتهوا إلى ساحل البحر ، وأدركهم فرعون ، ولم يبق إلا أن يتقاتل الجمعان ، وألح أصحاب موسى ، عليه السلام ، عليه في السؤال كيف المخلص مما نحن فيه ؟ فيقول : إني أمرت أن أسلك هاهنا ، ( كلا إن معي ربي سيهدين ) [ الشعراء : 62 ] فعندما ضاق الأمر اتسع ، فأمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه ، فضربه فانفلق البحر ، ( فكان كل فرق كالطود العظيم ) [ الشعراء : 63 ] أي : كالجبل العظيم ، وصار اثني عشر طريقا ، لكل سبط واحد . وأمر الله الريح فنشفت أرضه ، ( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ) [ طه : 77 ] وتخرق الماء بين الطرق كهيئة الشبابيك ، ليرى كل قوم الآخرين لئلا يظنوا أنهم هلكوا . وجازت بنو إسرائيل البحر ، فلما خرج آخرهم منه انتهى فرعون وجنوده إلى حافته من الناحية الأخرى ، وهو في مائة ألف أدهم سوى بقية الألوان ، فلما رأى ذلك هاله وأحجم وهاب وهم بالرجوع ، وهيهات ولات حين مناص ، نفذ القدر ، واستجيبت الدعوة . وجاء جبريل ، عليه السلام ، على فرس - وديق حائل - فمر إلى جانب حصان فرعون فحمحم إليها وتقدم جبريل فاقتحم البحر ودخله ، فاقتحم الحصان وراءه ، ولم يبق فرعون يملك من نفسه شيئا ، فتجلد لأمرائه ، وقال لهم : ليس بنو إسرائيل بأحق بالبحر منا ، فاقتحموا كلهم عن آخرهم وميكائيل في ساقتهم ، لا يترك أحدا منهم ، إلا ألحقه بهم . فلما استوسقوا فيه وتكاملوا ، وهم أولهم بالخروج منه ، أمر الله القدير البحر أن يرتطم عليهم ، فارتطم عليهم ، فلم ينج منهم أحد ، وجعلت الأمواج ترفعهم وتخفضهم ، وتراكمت الأمواج فوق فرعون ، وغشيته سكرات الموت ، فقال وهو كذلك : ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) فآمن حيث لا ينفعه الإيمان ، ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) [ غافر : 84 ، 85 ] .
- القرطبى : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
قوله تعالى وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين
قوله تعالى وجاوزنا ببني إسرائيل البحر تقدم القول فيه في " البقرة " في قوله : وإذ فرقنا بكم البحر . وقرأ الحسن " وجوزنا " وهما لغتان .
فأتبعهم فرعون وجنوده يقال : تبع وأتبع بمعنى واحد ، إذا لحقه وأدركه . واتبع " بالتشديد " إذا سار خلفه . وقال الأصمعي : أتبعه " بقطع الألف " إذا لحقه وأدركه ، واتبعه " بوصل الألف " إذا اتبع أثره ، أدركه أو لم يدركه . وكذلك قال أبو زيد . وقرأ قتادة " فاتبعهم " بوصل الألف . وقيل : " اتبعه " " بوصل الألف " في الأمر اقتدى به . وأتبعه " بقطع الألف " خيرا أو شرا ; هذا قول أبي عمرو . وقد قيل هما بمعنى واحد . فخرج موسى ببني إسرائيل وهم ستمائة ألف وعشرون ألفا ، وتبعه فرعون مصبحا في ألفي ألف وستمائة ألف . وقد تقدم .
( بغيا ) نصب على الحال ( وعدوا ) معطوف عليه ; أي في حال بغي واعتداء وظلم ; يقال : عدا يعدو عدوا ; مثل غزا يغزو غزوا . وقرأ الحسن " وعدوا " بضم العين والدال وتشديد الواو ; مثل علا يعلو علوا . وقال المفسرون : ( بغيا ) طلبا للاستعلاء بغير حق في القول ، ( وعدوا ) في الفعل ; فهما نصب على المفعول له .
حتى إذا أدركه الغرق أي ناله ووصله قال ( آمنت ) أي صدقت ( أنه ) أي بأنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل فلما حذف الخافض تعدى الفعل فنصب . وقرئ بالكسر ، أي صرت مؤمنا ثم استأنف . وزعم أبو حاتم أن القول محذوف ، أي آمنت فقلت إنه ، والإيمان لا ينفع حينئذ ; والتوبة مقبولة قبل رؤية البأس ، وأما بعدها وبعد المخالطة فلا تقبل ، حسب ما تقدم في " النساء " بيانه . ويقال : إن فرعون هاب دخول البحر وكان على حصان أدهم ولم يكن في خيل فرعون فرس أنثى ; فجاء جبريل على فرس وديق أي شهي في صورة هامان وقال له : تقدم ، ثم خاض البحر فتبعها حصان فرعون ، وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم أحد ، فلما صار آخرهم في البحر وهم أولهم أن يخرج انطبق عليهم البحر ، وألجم فرعون الغرق فقال : آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ; فدس جبريل في فمه حال البحر . وروى الترمذي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال جبريل يا محمد فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . حال البحر : الطين الأسود الذي يكون في أرضه ; قاله أهل اللغة . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر : أن جبريل جعل يدس في في فرعون الطين خشية أن يقول لا إله إلا الله فيرحمه الله أو خشية أن يرحمه . قال : هذا حديث حسن غريب صحيح . وقال عون بن عبد الله : بلغني أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما ولد إبليس أبغض إلي من فرعون ، فإنه لما أدركه الغرق قال : ( آمنت ) الآية ، فخشيت أن يقولها فيرحم ، فأخذت تربة أو طينة فحشوتها في فيه . وقيل : إنما فعل هذا به عقوبة له على عظيم ما كان يأتي . وقال كعب الأحبار : أمسك الله نيل مصر عن الجري في زمانه . فقالت له القبط : إن كنت ربنا فأجر لنا الماء ; فركب وأمر بجنوده قائدا قائدا وجعلوا يقفون على درجاتهم وقفز حيث لا يرونه ونزل عن دابته ولبس ثيابا له أخرى وسجد وتضرع لله تعالى فأجرى الله له الماء ، فأتاه جبريل وهو وحده في هيئة مستفت وقال : ما يقول الأمير في رجل له عبد قد نشأ في نعمته لا سند له غيره ، فكفر نعمه وجحد حقه وادعى السيادة دونه ; فكتب فرعون : يقول أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان جزاؤه أن يغرق في البحر ; فأخذه جبريل ومر فلما أدركه الغرق ناوله جبريل عليه السلام خطه . وقد مضى هذا في " البقرة " عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس مسندا ; وكان هذا في يوم عاشوراء على ما تقدم بيانه في " البقرة " أيضا فلا معنى للإعادة .
قوله تعالى وأنا من المسلمين أي من الموحدين المستسلمين بالانقياد والطاعة .
- الطبرى : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وقطعنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوزوه (7) ، (فأتبعهم فرعون) ، يقول: فتَبعهم فرعون (وجنوده) .
، يقال منه " أتْبَعته " و " تبعته "، بمعنى واحد.
وقد كان الكسائي فيما ذكر أبو عبيد عنه يقول: إذا أريد أنه أتبعهم خيرًا أو شرًّا فالكلام " أتبعهم " بهمز الألف، وإذا أريد : اتبع أثرهم ، أو اقتدى بهم ، فإنه من " اتّبعت " مشددة التاء غير مهموزة الألف.
* * *
(بغيًا)على موسى وهارون ومن معهما من قومهما من بني إسرائيل (8) ، (وعدْوًا) ، يقول: واعتداء عليهم،
* * *
وهو مصدر من قولهم: " عدا فلان على فلان في الظلم ، يعدو عليه عَدْوًا " مثل " غزا يغزو غزوا ". (9)
* * *
وقد روى عن بعضهم أنه كان يقرأ: (بَغْيًا وَعُدُوًّا)، وهو أيضًا مصدر من قولهم: " عَدَا يَعدُو عُدُوًّا " ، مثل : " علا يعلو عُلُوًّا ". (10)
* * *
، (حتى إذا أدركه الغرق) يقول: حتى إذا أحاط به الغرق (11) ، وفي الكلام متروك ، قد ترك ذكره لدلالة ما ظهر من الكلام عليه ، وذلك: " فأتبعهم فرعون وجنوده بغيًا وعدوًا فيه " ، فغرقناه (حتى إذا أدركه الغرق).
* * *
وقوله: (قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) ، يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل فرعون حين أشفى على الغرق ، (12) وأيقن بالهلكة: (آمنت) ، يقول: أقررت، (أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل).
* * *
واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأ بعضهم ، وهو قراءة عامّة المدينة والبصرة: (أَنَّهُ) بفتح الألف من " أنه "، على إعمال "آمَنْتُ" فيها ونصبها به.
* * *
وقرأ آخرون: (آمَنْتُ إِنَّهُ) بكسر الألف من " إنه " على ابتداء الخبر. وهي قراءة عامة الكوفيين. (13)
* * *
والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان متقاربتا المعنى، وبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
17857- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يحيى بن واضح قال ، حدثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن شداد قال: اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى من مصر حين خرجوا وهم ست مائة ألف، فلما أدركهم فرعون فرأوه قالوا: يا موسى أين المخرجُ؟ فقد أدركنا ، قد كنا نلقى من فرعون البلاء؟ فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرْق كالطود العظيم ، (14) ويبس لهم البحرُ، وكشف الله عن وجه الأرض، وخرج فرعون على فرس حِصان أدهَم على لونه من الدُّهم ثمان مائة ألف سوى ألوانها من الدوابّ، وكانت تحت جبريل عليه السلام فرسٌ ودِيق ليس فيها أنثى غيرها ، (15) وميكائيل يسوقهم، لا يشذُّ رجل منهم إلا ضمّه إلى الناس. فلما خرج آخر بني إسرائيل ، دنا منه جبريل ولَصِق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا ، وقال: أقدموا ، فليس القومُ أحقَّ بالبحر منكم! ثم أتبعهم فرعون ، حتى إذا همّ أوّلهم أن يخرجوا ، ارتطم ونادى فيها: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) ، ونودي: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ .
17858- حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ،
، وعن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: يرفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن جبرائيل كان يدسُّ في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله. (16)
17859- حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جعل جبرائيل عليه السلام يدسُّ ، أو: يحشو ، في فم فرعون الطين ، مخافة أن تدركه الرحمة.
17860- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن كثير بن زاذان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال لي جبريل: يا محمد ، لو رأيتني وأنا أغطُّه وأدسُّ من الحَالِ في فيه ، مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له! ، يعني فرعون. (17)
17861- حدثني المثنى قال ، حدثنا حجاج قال ، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما أغرق الله فرعون قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل)، فقال جبريل: يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حَالِ البحر وأدَسِّيه في فيه، مخافة أن تدركه الرحمة . (18)
17862- حدثني المثنى قال ، حدثني عمرو، عن حكام قال ، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما قال فرعون "
لا إله إلا الله "، جعل جبريل يحشو في فيه الطين والتراب. (19)17863- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال: أخبرني من سمع ميمون بن مهران يقول في قوله: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل)، قال: أخذ جبرائيل من حمأة البحر فضرب بها فاه ، أو قال: ملأ بها فاه ، مخافة أن تدركه رحمه الله.
17864- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا الحسين بن علي، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: خطب الضحاك بن قيس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن فرعون كان عبدًا طاغيًا ناسيًا لذكر الله، فلما أدركه الغرق قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)، قال الله: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ .
17865-. . . . قال، حدثني أبي، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن فرعون لما أدركه الغرق جعل جبريل يحشو في فيه التراب خشية أن يغفر له. (20)
17866-. . . . قال، حدثنا محمد بن عبيد، عن عيسى بن المغيرة، عن إبراهيم التيمي: أن جبريل عليه السلام قال: ما حسدتُ أحدًا من بني آدم الرحمة إلا فرعون، (21)
فإنه حين قال ما قال ، خشيت أن تصل إلى الربّ فيرحمه، فأخذت من حَمْأة البحر وزَبَده ، فضربت به عينيه ووجهه.
17867-. . . . قال، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن عمر بن يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال جبريل عليه السلام: لقد حشوت فاه الحمأة مخافة أن تدركه الرحمة.
-----------------------
الهوامش :
(7) انظر تفسير "
جاوز " فيما سلف 5 : 345 / 13 : 80 .(8) انظر تفسير "
البغي " فيما سلف ص : 53 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .(9) انظر تفسير "
العدوان " فيما سلف 14 : 151 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .(10) انظر ما سلف 12: 35 ، 36 .
(11) انظر تفسير "
الإدراك " فيما سلف 12 : 13 - 21 .(12) في المطبوعة : "
أشرف على الغرق " ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، لأنها غير منقوطة ، وصواب قراءتها ما أثبت . " أشفى على الموت أو غيره " ، أشرف عليه ، وهو من " الشفى " ، وهو حرف كل شيء وحده .(13) انظر هاتين القراءتين في معاني القرآن للفراء 1 : 478 .
(14) تضمين آية سورة الشعراء : 63
(15) "
وديق " : مريدة للفحل تشتهيه ، وانظر ما سلف 2 : 52 .(16) الأثران : 17858 ، 17859 - خبر ابن عباس رواه أحمد من هذا الطريق ، طريق شعبة ، عن عدي بن ثابت ، وعطاء بن السائب ، في مسنده رقم : 2144 ، 3154 . ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ص : 341 رقم : 2618 .
ورواه الحاكم في المستدرك 2 : 340 ، وقال : "
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس " ، وواقفه الذهبي . وانظر الموقوف فيما سيأتي : 17865 ، ورواه الترمذي في كتاب التفسير وقال : " حسن غريب صحيح " .وانظر ما سيأتي رقم : 17862 .
(17) الأثر : 17860 - "
حكام " ، هو " حكام بن سلم الكناني " ، ثقة ، ولكن قال أحمد فيه : " كان حسن الهيئة قدم علينا ، وكان يحدث عن عنبسة أحاديث غرائب " ، مضى مرارًا . " وعنبسة " ، هو " عنبسة بن سعيد الضريس " ، ثقة ، لا بأس به . مضى مرارًا . " وكثير بن زاذان النخعي " ، قال ابن معين : " لا أعرفه " ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة ، " هذا شيخ مجهول " ، لا نعلم أحدًا حدث عنه إلا ما روى ابن حميد ، عن هارون بن المغيرة ، عن عنبسة ، عنه " . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 151 ، ، وميزان الاعتدال 2 : 353 ، وقال : " عن عاصم بن ضمرة ، له حديث منكر " .و " أبو حازم " ، هو " سلمان الأشجعي " ، ثقة . مضى برقم : 7616 .
فهذا خبر ضعيف جدا ، لضعف كثير بن زاذان . وخرج نحوه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 36 ، عن أبي هريرة وقال : " رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه : قيس بن الربيع ، وثقه شعبة والثوري ، وضعفه جماعة " .وقوله : " أغطه " ، أي : أغطسه في الماء وأغمسه . و " الحال " ، الطين الأسود والحمأة ، وهو " حال البحر " . وكان في المطبوعة " وحمئة " ، غير ما في المخطوطة ، لأنه لم يعرف معناه ، فظنه خطأ .
(18) الأثر : 17861 - " علي بن زيد بن جدعان " ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 17154 - 17516 ، وثقه أخي السيد أحمد رحمه الله في المسند رقم 783 ، وفيما مضى من تعليقه على بعض أحاديث الطبري . ولكني رأيت الأئمة يضعفونه ، - لا أنهم يكذبونه - ويرونه إلى اللين أدنى ، وأنه كان يقلب الأحاديث وكان يحدث بالحديث اليوم ثم يحدث غدا ، فكأنه ليس بذاك ، وكان يسوء حفظه ، فأخشى أن يكون أخي جازف في توثيقه ، ولكني أرجح أنه يعتبر بحديثه ، ويكتب حديثه ، ولكن لا يحتج به ، وإنما روى له مسلم مقرونًا بغيره . فهذا غاية علي بن زيد فيما أرى ، والله أعلم . " ويوسف بن مهران " ، مضى مرارًا رقم : 13494 . وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده رقم : 2203 من طريق يونس ، عن حماد بن سلمة ، ورقم : 2821 من طريق سليمان بن حرب ، عن حماد . وصححه أخي رحمه الله في الموضعين . وخرجه الترمذي في كتاب التفسير من سننه ، من هذه الطريق نفسها ، وقال : " هذا حديث حسن " وكان في المطبوعة : " آخذ من حمأة البحر " ، وأثبت ما في المخطوطة ،
وقوله : " وأدسيه في فيه " ( بتشديد السين ) من قولهم " دساه " إذا غيبه أو أخفاه . وأصله " دسسه " مضعفا ، ثم توالت السينات ، فقلبت أخراهن ياء . وكذلك جاء في المسند رقم : 2821 ، وهو في المطبوعة " أدسه " ، وفي المخطوطة كما أثبتها ، إلا أنها غير منقوطة .
(19) الأثر : 17862 - سلف تخريجه في رقم : 17858 ، 17859 .
(20) الأثر : 17865 - هذا الخبر الموقوف على ابن عباس ، كما سلف في تخريج رقم : 17858 ، 17859 . وكان في المطبوعة : " يحثو " بالثاء ، وأثبت ما في المخطوطة .
(21) في المطبوعة : " ما خشيت على أحد " ، غير ما في المخطوطة ، وهو الصواب المحض ، وأساء في التغيير .
- ابن عاشور : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
معطوفة على جملة { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تَتَبَوَّءا لقومكما بمصر بيوتاً } [ يونس : 87 ] عطف الغرض على التمهيد ، أي ، أمرناهما باتخاذ تلك البيوت تهيئة للسفر ومجاوزة البحر .
وجاوزنا ، أي قطعنا بهم البحر ، والباء للتعدية ، أي أقطعناهم البحر بمعنى جعلناهم قاطعين البحر . وتقدم نظيره في سورة الأعراف [ 138 ]. ومجاوزتهم البحر تقتضي خوضهم فيه ، وذلك أن الله جعل لهم طرائق في البحر يمُرون منها .
و { أتبعهم } بمعنى لحقهم . يقال : تَبعه فأتْبَعَه إذا سار خلفه فأدركه . ومنه { فأتبعَه شهابٌ ثاقب } [ الصافات : 10 ]. وقيل : أتبع مُرادف تبع .
والبغي : الظلم ، مصدر بغى . وتقدم عند قوله تعالى : { والإثم البغيَ بغير الحق } في [ الأعراف : 33 ].
والعَدْو : مصدر عدا . وهو تجاوز الحد في الظلم ، وهو مسوق لتأكيد البغي . وإنما عطف لما فيه من زيادة المعنى في الظلم باعتبار اشتقاق فعل عدا .
والمعنى : أن فرعون دخل البحر يتقصّى آثارهم فسار في تلك الطرائق يريد الإحاطة بهم ومنْعَهم من السفر ، وإنما كان اتباعه إياهم ظلماً وعُدواناً إذ ليس له فيه شائبة حق ، لأن بني إسرائيل أرادوا مفارقة بلاد فرعون وليست مفارقة أحد بلده محظورة إن لم يكن لأحد عليه حق في البقاء ، فإن لذي الوطن حقاً في الإقامة في وطنه فإذا رام مغادرة وطنه فقد تخلى عن حق له ، وللإنسان أن يتخلى عن حقه ، فلذلك كان الخَلع في الجاهلية عقاباً ، وكان النفي والتغريب في الإسلام عقوبة لا تقع إلا بموجب شرعي ، وكان الإمساك بالمكان عقاباً ، ومنه السجن ، فليس الخروج من الوطن طوعاً بعُدوان . فلما رام فرعون منع بني إسرائيل من الخروج وشدّ للحاق بهم لردهم كرهاً كان في ذلك ظالماً معتدياً ، لأنه يبتغي بذلك إكراههم على البقاء ولأن غرضه من ذلك تسخيرهم .
وحتى } ابتدائية لوقوع { إذا } الفُجائية بعدها . وهي غاية للإتباع ، أي استمر إتباعه إياهم إلى وقت إدراك الغرق إياه ، كل ذلك لا يفتأ يجدّ في إدراكهم إلى أن أنجى الله بني إسرائيل فاخترقوا البحر ، ورد الله غمرة الماء على فرعون وجنوده ، فغرقوا وهلك فرعون غريقاً ، فمنتهى الغاية هو الزمان المستفاد من ( إذا ) ، والجملة المضافة هي إليها وفي ذلك إيجاز حذففٍ . والتقدير : حتى أدركه الغرق فإذا أدركه الغرق قال آمنت ، لأن الكلام مسوق لكون الغاية وهي إدراك الغرق إياه فعند ذلك انتهى الإتباع ، وليست الغاية هي قوله : { آمنت } وإن كان الأمران متقارنين .
والإدراك : اللحاق وانتهاء السير . وهو يؤذن بأن الغرق دنا منه تدريجياً بهول البحر ومصارعته الموج ، وهو يأمل النجاة منه ، وأنه لم يُظهر الإيمان حتى أيس من النجاة وأيقن بالموت ، وذلك لتصلبه في الكفر .
وتركيب الجملة إيجاز ، لأنها قامت مقام خمس جمل :
جملة : تفيد أن فرعون حاول اللحاق ببني إسرائيل إلى أقصى أحوال الإمكان والطمع في اللحاق .
وجملة : تفيد أنه لم يلحقهم .
وهاتان مستفادان من ( حتى ) ، وهاتان منَّة على بني إسرائيل .
وجملة : تفيد أنه غمره الماء فغرق ، وهذه مستفادة من قوله : { أدركه الغرق } وهي عقوبة له وكرامة لموسى عليه السلام .
وجملة : تفيد أنه لم يسعه إلا الإيمان بالله لأنه قهرته أدلة الإيمان . وهذه مستفادة من ربط جملة إيمانه بالظرف في قوله : { إذا أدركه الغرق }. وهذه منقبة للإيمان وأن الحق يغلب الباطل في النهاية .
وجملة : تفيد أنه مَا آمن حتى أيس من النجاة لتصلبه في الكفر ومع ذلك غلبه الله . وهذه موعظة للكافرين وعزة لله تعالى .
وقد بُني نظم الكلام على جملة : { إذا أدركه الغرق } ، وجعل ما معها كالوسيلة إليها ، فجعلت ( حتى ) لبيان غاية الإتْبَاع وجعلت الغاية أن قال : { آمنتُ } لأن إتباعه بني إسرائيل كان مندفعاً إليه بدافع حنقه عليهم لأجل الدين الذي جاء به رسولهم ليخرجهم من أرضه ، فكانت غايتُه إيمانَه بحقهم . ولذلك قال : { الذي آمنت به بنو إسرائيل } ليفيد مع اعترافه بالله تصويبه لبني إسرائيل فيما هُدوا إليه ، فجعل الصلة طريقاً لمعرفته بالله ، ولعدم علمه بالصفات المختصة بالله إلا ما تضمنته الصلة إذ لم يتبصر في دعوة موسى تمام التبصر ، ولذلك احتاج أن يزيد { وأنا من المسلمين } لأنه كان يسمع من موسى دعوتَه لأنْ يكون مسلماً فنطق بما كان يسمعه وجعل نفسه من زمرة الذين يحق عليهم ذلك الوصف ، ولذلك لم يقل : أسلمتُ ، بل قال أنا من المسلمين ، أي يلزمني ما التزموه . جاء بإيمانه مجملاً لضيق الوقت عن التفصيل ولعدم معرفته تفصيله .
وسيأتي قريباً في تفسير الآية التي بعد هذه تحقيق صفة غرق فرعون ، وما كان في بقاء بدنه بعد غرقه .
وقرأ الجمهور { آمنتُ أَنه } بفتح همزة ( أنه ) على تقدير باء الجر محذوفة . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة على اعتبار ( إنّ ) واقعة في أول جملة ، وأنّ جملتها بدل من جملة { آمنت } بحذف متعلق فعل { آمنت } لأن جملة البدل تدل عليه .
- إعراب القرآن : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
«وَجاوَزْنا» الواو استئنافية وماض وفاعله والجملة مستأنفة «بِبَنِي» اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم متعلقان بجاوزنا «إِسْرائِيلَ» مضاف اليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف «الْبَحْرَ» مفعول به «فَأَتْبَعَهُمْ» الفاء عاطفة وماض ومفعوله «فِرْعَوْنُ» فاعل مؤخر والجملة معطوفة «وَجُنُودُهُ» معطوفة على فرعون «بَغْياً» مفعول لأجله «وَعَدْواً» معطوفة على بغيا «حَتَّى» حرف غاية «إِذا» ظرفية تضمن معنى الشرط «أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ» ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة مضاف اليه. «قالَ» ماض وفاعله مستتر «آمَنْتُ» ماض وفاعله والجملة مقول القول «أَنَّهُ» أن واسمها «لا» نافية للجنس «إِلهَ» اسمها والجملة خبر أنه «إِلَّا» أداة حصر «الَّذِي» اسم موصول خبر لا «آمَنْتُ» ماض والتاء للتأنيث «بِهِ» متعلقان بآمنت «بَنُوا» فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «إِسْرائِيلَ» مضاف اليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والجملة صلة الموصول «وَأَنَا» الواو حالية وأنا مبتدأ والجملة حالية «مِنَ الْمُسْلِمِينَ» متعلقان بالخبر المحذوف
- English - Sahih International : And We took the Children of Israel across the sea and Pharaoh and his soldiers pursued them in tyranny and enmity until when drowning overtook him he said "I believe that there is no deity except that in whom the Children of Israel believe and I am of the Muslims"
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ(10:90) And We led the Children of Israel across the sea. Then Pharaoh and his hosts pursued them in iniquity and transgression until Pharaoh cried out while he was drowning: 'I believe that there is no god but Allah in Whom the Children of Israel believe, and I am also one of those who submit to Allah. *91
- Français - Hamidullah : Et Nous fîmes traverser la mer aux Enfants d'Israël Pharaon et ses armées les poursuivirent avec acharnement et inimitié Puis quand la noyade l'eut atteint il dit Je crois qu'il n'y a d'autre divinité que Celui en qui ont cru les enfants d'Israël Et je suis du nombre des soumis
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir ließen die Kinder Isra'ils das Meer durchschreiten Da verfolgten sie Fir'aun und seine Heerscharen in Auflehnung und Übertretung bis daß als er vom Ertrinken erfaßt wurde er sagte "Ich glaube daß es keinen Gott gibt außer dem an den die Kinder Isra'ils glauben Und ich gehöre nun zu den Allah Ergebenen"
- Spanish - Cortes : Hicimos que los Hijos de Israel atravesaran el mar Faraón y sus tropas les persiguieron con espíritu de rebeldía y hostilidad hasta que a punto de ahogarse dijo ¡Sí creo que no hay más dios que Aquél en Quien los Hijos de Israel creen Y soy de los que se someten a Él
- Português - El Hayek : E fizemos atravessar o mar os israelitas; porém o Faraó e seu exército perseguiramno iníqua e hostilmente até que estando a ponto de afogarse o Faraó disse Creio agora que não há mais divindade além de Deus em que crêem osisraelitas e sou um dos submissos
- Россию - Кулиев : Мы переправили сынов Исраила Израиля через море а Фараон и его войско последовали за ними бесчинствуя и поступая враждебно Когда же Фараон стал тонуть он сказал Я уверовал в то что нет Бога кроме Того в Кого уверовали сыны Исраила Израиля Я стал одним из мусульман
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
Мы переправили сынов Исраила (Израиля) через море, а Фараон и его войско последовали за ними, бесчинствуя и поступая враждебно. Когда же Фараон стал тонуть, он сказал: «Я уверовал в то, что нет Бога, кроме Того, в Кого уверовали сыны Исраила (Израиля). Я стал одним из мусульман».- Turkish - Diyanet Isleri : İsrailoğullarını denizden geçirdik Firavun ve askerleri haksızlık ve düşmanlıkla ardlarına düştüler Firavun boğulacağı anda "İsrailoğullarının inandığından başka tanrı olmadığına inandım artık ben O'na teslim olanlardanım" dedi
- Italiano - Piccardo : E facemmo attraversare il mare ai Figli di Israele Faraone e le sue armate li inseguirono per accanimento e ostilità Poi quando fu sul punto di annegare [Faraone] disse “Credo che non c'è altro dio all'infuori di Colui in cui credono i Figli di Israele e sono tra coloro che si sottomettono”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوسا نهوهی ئیسرائیلمان بهدهریادا پهڕاندهوه فیرعهون و سهربازانی بۆ ستهم و دهستدرێژی شوێنیان کهوتن تا ئهو کاتهی که ئاوهکه چوهوه باری ئاسایی خۆی فیرعهون خهریک بوو دهخنکا ئا لهو کاتهدا وتی وا ئیتر باوهڕم هێنا بهوهی که هیچ خوایهک نیه جگه لهو خوایهی که نهوهی ئیسرائیل باوهڕیان پێهێناوه و من ئیتر له موسڵمان و ملکهچانم
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے بنی اسرائیل کو دریا سے پار کردیا تو فرعون اور اس کے لشکر نے سرکشی اور تعدی سے ان کا تعاقب کیا۔ یہاں تک کہ جب اس کو غرق کے عذاب نے اپکڑا تو کہنے لگا کہ میں ایمان لایا کہ جس خدا پر بنی اسرائیل ایمان لائے ہیں اس کے سوا کوئی معبود نہیں اور میں فرمانبرداروں میں ہوں
- Bosanski - Korkut : I Mi prevedosmo preko mora sinove Israilove a za petama su im bili faraon i vojnici njegovi progoneći ih ni krive ni dužne A on kad se poče daviti uzviknu "Ja vjerujem da nema boga osim Onoga u kojeg vjeruju sinovi Israilovi i ja se pokoravam"
- Swedish - Bernström : OCH VI förde Israels barn genom havet förföljda av en förbittrad Farao och hans armé; och när [de framvällande] vattenmassorna hotade att dränka honom ropade han "Jag tror att ingen gud finns utom Den som Israels barn tror på och jag är en av dem som underkastar sig Hans vilja"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Kami memungkinkan Bani Israil melintasi laut lalu mereka diikuti oleh Fir'aun dan bala tentaranya karena hendak menganiaya dan menindas mereka; hingga bila Fir'aun itu telah hampir tenggelam berkatalah dia "Saya percaya bahwa tidak ada Tuhan melainkan Tuhan yang dipercayai oleh Bani Israil dan saya termasuk orangorang yang berserah diri kepada Allah"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
(Dan Kami memungkinkan Bani Israel melintasi laut lalu mereka diikuti) disusul dan dikejar (oleh Firaun dan bala tentaranya, karena hendak menganiaya dan menindas) mereka, lafal baghyan dan `adwan menjadi maf'ul lah (hingga bila Firaun itu telah hampir tenggelam berkata dia, "Saya percaya bahwa) bahwasanya; dan menurut suatu qiraat lafal annahu dibaca innahu sebagai jumlah isti'naf (tidak ada Tuhan melainkan Tuhan yang dipercayai oleh Bani Israil, dan saya termasuk orang-orang yang berserah diri.") Firaun sengaja mengulang-ulang perkataannya itu supaya diterima oleh Allah, akan tetapi Allah tidak mau menerimanya. Kemudian malaikat Jibril menyumbat mulutnya dengan lumpur laut, karena merasa khawatir Firaun akan mendapatkan rahmat dari Allah. Lalu Allah berfirman kepadanya:
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর বনীইসরাঈলকে আমি পার করে দিয়েছি নদী। তারপর তাদের পশ্চাদ্ধাবন করেছে ফেরাউন ও তার সেনাবাহিনী দুরাচার ও বাড়াবাড়ির উদ্দেশে। এমনকি যখন তারা ডুবতে আরম্ভ করল তখন বলল এবার বিশ্বাস করে নিচ্ছি যে কোন মা’বুদ নেই তাঁকে ছাড়া যাঁর উপর ঈমান এনেছে বনীইসরাঈলরা। বস্তুতঃ আমিও তাঁরই অনুগতদের অন্তর্ভুক্ত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் இஸ்ராயீலின் சந்ததியினரை நாம் கடலைக் கடக்க வைத்தோம்; அப்போது ஃபிர்அவ்னும் அவனுடைய படைகளும் அளவு கடந்து கொடுமையும் பகைமையும் கொண்டு அவர்களைப் பின் தொடர்ந்தார்கள்; அவனை மூழ்கடிக்க வேண்டிய நேரம் நெருங்கி அவன் மூழ்க ஆரம்பித்ததும் அவன்; இஸ்ராயீலின் சந்ததியினர் எந்த நாயன் மீது ஈமான் கொண்டுள்ளார்களோ அவனைத் தவிர வேறு இறைவன் இல்லையென்று நானும் ஈமான் கொள்கிறேன்; இன்னும் நான் அவனுக்கே முற்றும் வழிபடுபவர்களில் முஸ்லிம்களில் ஒருவனாக இருக்கின்றேன்" என்று கூறினான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราได้ให้บะนีอิสรออีลข้ามทะเลพ้นไป ดังนั้น ฟิรเอาน์และพลพรรคของเขาได้ติดตามพวกเขา บะนีอิสรออีล ไปโดยอธรรมและเป็นศัตรู จนกระทั่งเมื่อการจมน้ำมาถึงเขาแล้ว เขากล่าวว่า “ฉันศรัทธาแล้วว่า แท้จริงไม่มีพระเจ้าอื่นใด นอกจากผู้ซึ่งบะนีอิสรออีลได้ศรัทธาต่อพระองค์ และฉันคือคนหนึ่งในหมู่ผู้นอบน้อม”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Бани Исроилни денгиздан ўтказдик Бас Фиръавн ва унинг аскарлари ҳаддан ошган ва туғён қилган ҳолда уларни таъқиб этдилар Токи унга ғарқ бўлиш етганида Бани Исроил иймон келтирган зотдан ўзга илоҳ йўқлигига иймон келтирдим ва мен мусулмонларданман деди
- 中国语文 - Ma Jian : 我曾使以色列人渡海,于是法老和他的军队残暴地追赶他们,直到他将被淹死的时候,他才说:我确信,除以色列人所归信者外,绝无应受崇拜的;同时,我是一个顺服者。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami bawakan Bani Israil ke seberang Laut Merah lalu dikejar oleh Firaun dan tenteranya dengan tujuan melakukan kezaliman dan pencerobohan sehingga apabila Firaun hampir tenggelam berkatalah ia pada saat yang genting itu "Aku percaya bahawa tiada Tuhan melainkan yang dipercayai oleh Bani Israil dan aku adalah dari orangorang yang berserah diri menurut perintah"
- Somali - Abduh : waxaan tallaabinay Banii Israa'iil Badda waxayna u raaceen Fircoon iyo Qoomkiisii kibir iyo cadaawanimo markay haleeshay maansheyntiina wuxuu yidhi Fircoon waxaan rumeeyey inaan Eebahay rumeeyeen Bani Israa'iil mooyee Ilaah kale jirin waxaana ka mid ahay Muslimiinta
- Hausa - Gumi : Kuma Muka ƙẽtãrar da Banĩ Isrã'ila tẽku sai Fir'auna da rundunarsa suka bĩ su bisa ga zãlunci da ƙẽtare haddi har a lõkacin da nutsẽwa ta riske shi ya ce "Nã yi ĩmãni cẽwa haƙĩƙa bãbu abin bautawa fãce wannan da Banũ Isrã'il suka yi ĩmãni da Shi kumanĩ ina daga Musulmi"
- Swahili - Al-Barwani : Tukawavusha bahari Wana wa Israili na Firauni na askari wake wakawafuatia kwa dhulma na uadui Hata Firauni alipo kuwa anataka kuzama akasema Naamini kuwa hapana mungu ila yule waliye muamini Wana wa Israili na mimi ni miongoni mwa walio nyenyekea
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na i bartëm Israelitët përtej deit e ata i ndoqi Faraoni dhe ushtria e tij nga e keqja dhe armiqësia E kur e arriti ate Faraonin mbytja në det tha “Besoj se s’ka zot tjetër përveç Atij që i besojnë të bijtë e Israelit dhe unë jam musliman”
- فارسى - آیتی : ما بنىاسرائيل را از دريا گذرانيديم. فرعون و لشكريانش به قصد ستم و تعدى به تعقيبشان پرداختند. چون فرعون غرق مىشد گفت: ايمان آوردم كه هيچ خداوندى جز آن كه بنىاسرائيل بدان ايمان آوردهاند نيست، و من از تسليمشدگانم.
- tajeki - Оятӣ : Мо банӣ—Исроилро аз дарё гузаронидем. Фиръавну лашкариёнаш ба қасди ситаму таҷовуз ба таъқибашон пардохтанд. Чун Фиръавн ғарк мешуд, гуфт: «Имон овардам, ки ҳеҷ худованде ҷуз он ки банӣ—Исроил ба он имон овардаавд, нест ва ман аз таслимшудагонам».
- Uyghur - محمد صالح : بىز ئىسرائىل ئەۋلادىنى دېڭىزدىن ئۆتكۈزۈۋەتتۇق، ئۇلارنى پىرئەۋن ۋە ئۇنىڭ ئەسكەرلىرى زۇلۇم ۋە زوراۋانلىق قىلىش يۈزىسىدىن قوغلىدى. پىرئەۋن غەرق بولىدىغان ۋاقىتتا «ئىمان ئېيتتىمكى، ئىسرائىل ئەۋلادى ئىمان ئېيتقان ئىلاھتىن غەيرىي ئىلاھ يوقتۇر، مەن مۇسۇلمانلاردىنمەن» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇസ്രയേല് മക്കളെ നാം കടല് കടത്തി. അപ്പോള് ഫറവോനും അവന്റെ സൈന്യവും അക്രമിക്കാനും ദ്രോഹിക്കാനുമായി അവരെ പിന്തുടര്ന്നു. അങ്ങനെ മുങ്ങിച്ചാകുമെന്നായപ്പോള് ഫറവോന് പറഞ്ഞു: "ഇസ്രയേല് മക്കള് വിശ്വസിച്ചവനല്ലാതെ ദൈവമില്ലെന്ന് ഞാനിതാ വിശ്വസിച്ചിരിക്കുന്നു. ഞാന് മുസ്ലിംകളില് പെട്ടവനാകുന്നു.”
- عربى - التفسير الميسر : وقطعنا ببني اسرائيل البحر حتى جاوزوه فاتبعهم فرعون وجنوده ظلما وعدوانا فسلكوا البحر وراءهم حتى اذا احاط بفرعون الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من الموحدين المستسلمين بالانقياد والطاعه
*91). Though this event is not mentioned in the Bible, it is explicitly recorded in the Talmud in the following words: 'Who is like Thee, O Lord, among the gods?'
We settled the Children of Israel in a blessed land,94 and provided them with all manner of good things. They only disagreed among themselves after knowledge (of the truth had) come to them.95 Surely your Lord will judge between them on the Day of Resurrection concerning their disagreements.