- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّۢ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسْـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ۚ لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
- عربى - التفسير الميسر : فإن كنت -أيها الرسول- في ريب من حقيقة ما أخبرناك به فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل، فإن ذلك ثابت في كتبهم، لقد جاءك الحق اليقين من ربك بأنك رسول الله، وأن هؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحة ذلك، ويجدون صفتك في كتبهم، ولكنهم ينكرون ذلك مع علمهم به، فلا تكوننَّ من الشاكِّين في صحة ذلك وحقيقته.
- السعدى : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ } هل هو صحيح أم غير صحيح؟.
{ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ } أي: اسأل أهل الكتب المنصفين، والعلماء الراسخين، فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به، وموافقته لما معهم، فإن قيل: إن كثيرًا من أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، بل ربما كان أكثرهم ومعظمهم كذبوا رسول الله وعاندوه، وردوا عليه دعوته.
والله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بهم، وجعل شهادتهم حجة لما جاء به، وبرهانًا على صدقه، فكيف يكون ذلك؟
فالجواب عن هذا، من عدة أوجه:
منها: أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة، أو أهل مذهب، أو بلد ونحوهم، فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم.
وأما من عداهم، فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم، لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق، وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربانيين، كـ "عبد الله بن سلام" [وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، ومن بعده] و "كعب الأحبار" وغيرهما.
ومنها: أن شهادة أهل الكتاب للرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على كتابهم التوراة الذي ينتسبون إليه.
فإذا كان موجودًا في التوراة، ما يوافق القرآن ويصدقه، ويشهد له بالصحة، فلو اتفقوا من أولهم لآخرهم على إنكار ذلك، لم يقدح بما جاء به الرسول.
ومنها: أن الله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاءه، وأظهر ذلك وأعلنه على رءوس الأشهاد.
ومن المعلوم أن كثيرًا منهم من أحرص الناس على إبطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلو كان عندهم ما يرد ما ذكره الله، لأبدوه وأظهروه وبينوه، فلما لم يكن شيء من ذلك، كان عدم رد المعادي، وإقرار المستجيب من أدل الأدلة على صحة هذا القرآن وصدقه.
ومنها: أنه ليس أكثر أهل الكتاب، رد دعوة الرسول، بل أكثرهم استجاب لها، وانقاد طوعًا واختيارًا، فإن الرسول بعث وأكثر أهل الأرض المتدينين أهل كتاب .
فلم يمكث دينه مدة غير كثيرة، حتى انقاد للإسلام أكثر أهل الشام، ومصر، والعراق، وما جاورها من البلدان التي هي مقر دين أهل الكتاب، ولم يبق إلا أهل الرياسات الذين آثروا رياساتهم على الحق، ومن تبعهم من العوام الجهلة، ومن تدين بدينهم اسمًا لا معنى، كالإفرنج الذين حقيقة أمرهم أنهم دهرية منحلون عن جميع أديان الرسل، وإنما انتسبوا للدين المسيحي، ترويجًا لملكهم، وتمويهًا لباطلهم، كما يعرف ذلك من عرف أحوالهم البينة الظاهرة.
وقوله: { لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ } أي: الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه ولهذا قال: { مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } كقوله تعالى: { كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ }
- الوسيط لطنطاوي : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
وبعد هذا الحديث المتنوع عن قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون وملئه ، ومع قومه بنى إسرائيل ، وجه القرآن خطابا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - تثبيتا لقلبه ، وتسلية له عما أصابه من أذى ، فقال - تعالى - :
( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذين . . . )
المراد ( مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ) هنا : ما أوحاه الله - تعالى - إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - من قصص حكم يتعلق بأنبياء الله - تعالى - ورسله .
قال الآلوسى : " وحضت القصص بالذكر ، لأن الأحكام المنزلة عليه - صلى الله عليه وسلم - ناسخة لأحكامهم ، ومخالفة لها فلا يتصور سؤالهم عنها " .
والمراد بالكتاب : جنسه فيشمل التوراة والإِنجيل .
والمعنى : فإن كنت أيها الرسول الكريم - على سبيل الفرض والتقدير - فى شك مما أنزلنا إليك من قصص حكيم كقصة موسى ونوح وغيرهما ( فَاسْأَلِ الذين يَقْرَءُونَ الكتاب مِن قَبْلِكَ ) وهم علماء أهل الكتاب ، فإن ما قصصناه عليك ثابت فى كتبهم .
فليس المراد من هذه الآية ثبوت الشك للرسول - صلى الله عليه وسلم - وإنما المراد على سبيل الفرض والتقدير ، لا على سبيل الثبوت .
قال ابن كثير : " قال قتادة بن دعامة : بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا أشك ولا أسأل " .
وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري ، وهذا فيه تثبيت للأمة ، وإعلام لهم بأن صفة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - موجودة فى الكتب المتقدمة التى بأيدى أهل الكتاب ، كما قال - تعالى - ( الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبي الأمي الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التوراة والإنجيل . . . ) وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - فى شأن عيسى - عليه السلام - : ( أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمِّيَ إلهين مِن دُونِ الله قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ . . . ) فعيسى - عليه السلام - يعلم علم اليقين أنه لم يقل ذلك ، وإنما يفرض قوله فرضا . ليستدل عليه بأنه لو قاله لعلمه الله - تعالى - منه .
أى : إن كنت قلته - على سبيل الفرض والتقدير - فقولى هذا لا يخفى عليك .
قال صاحب الكشاف ما ملخصه : فإن قلت : كيف قال الله - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ . . . ) ؟
قلت : هو على سبيل الفرض والتمثيل . كأنه قيل : فإن وقع لك شك - مثلا - وخيل لك الشيطان خيالا منه تقديرا ( فَاسْأَلِ الذين يَقْرَءُونَ الكتاب ) .
والمعنى : أن الله - عز وجل - قدم ذكر بنى إسرائيل ، وهم قراءة الكتاب ووصفهم بأن العلم قد جاءهم ، لأن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكتوب عندهم فى التوراة والإِنجيل ، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم فأراد أن يؤكد علمهم بصحة القرآن ، وصحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويبالغ في ذلك فقال : فإن قوع لك شك فرضا وتقديرا .
فسل علماء أهل الكتاب يعنى أنهم من الإِحاطة بصحة ما أنزل إليك ، بحيث يصلحون لمراجعة مثلك ، فضلا عن غيرك .
فالغرض وصف الأحبار بالرسوخ فى العلم بصحة ما أنزل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا صوفه بالشك فيه .
ويجوز أن يكون على طريق التهييج والإِلهاب كقوله ( فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين ) كلام مستأنف مؤكد لاجتثاث إرادة الشك .
والتقدير : أقسم لقد جاءك الحق الذى لا لبس فيه من ربك لا من غيره ، فلا تكونن من الشاكين المترددين فى صحة ذلك .
- البغوى : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
قوله تعالى : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ) يعني : القرآن ( فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ) فيخبرونك أنه مكتوب عندهم في التوراة .
قيل : هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره على عادة العرب ، فإنهم يخاطبون الرجل ويريدون به غيره ، كقوله تعالى : " يا أيها النبي اتق الله " ( الأحزاب - 1 ) ، خاطب النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به المؤمنون ، بدليل أنه قال : " إن الله كان بما تعملون خبيرا " ولم يقل : " بما تعمل " وقال : " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء " ( الطلاق - 1 ) .
وقيل : كان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين مصدق ومكذب وشاك ، فهذا الخطاب مع أهل الشك ، معناه : إن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان رسولنا محمد ، فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك .
قال ابن عباس ومجاهد والضحاك : يعني من آمن من أهل الكتاب ؛ كعبد الله بن سلام وأصحابه ، فيشهدون على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ويخبرونك بنبوته .
قال الفراء : علم الله سبحانه وتعالى أن رسوله غير شاك ، لكنه ذكره على عادة العرب ، يقول الواحد منهم لعبده : إن كنت عبدي فأطعني ، ويقول لولده : افعل كذا وكذا إن كنت ابني ، ولا يكون بذلك على وجه الشك .
( لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) من الشاكين .
- ابن كثير : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
قال قتادة بن دعامة : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا أشك ولا أسأل "
وكذا قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والحسن البصري ، وهذا فيه تثبيت للأمة ، وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب ، كما قال تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) الآية [ الأعراف : 157 ] . ثم مع هذا العلم يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم ، يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ، ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم ؛
- القرطبى : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
قوله تعالى فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين
قوله تعالى فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره ، أي لست في شك ولكن غيرك شك . قال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد : سمعت الإمامين ثعلبا والمبرد يقولان : معنى فإن كنت في شك أي قل يا محمد للكافر فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك
فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك أي يا عابد الوثن إن كنت في شك من القرآن فاسأل من أسلم من اليهود ، يعني عبد الله بن سلام وأمثاله ; لأن عبدة الأوثان كانوا يقرون لليهود أنهم أعلم منهم من أجل أنهم أصحاب كتاب ; فدعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يسألوا من يقرون بأنهم أعلم منهم ، هل يبعث الله برسول من بعد موسى . وقال القتبي : هذا خطاب لمن كان لا يقطع بتكذيب محمد ولا بتصديقه صلى الله عليه وسلم ، بل كان في شك . وقيل : المراد بالخطاب النبي صلى الله عليه وسلم لا غيره ، والمعنى : لو كنت يلحقك الشك فيه فيما أخبرناك به فسألت أهل الكتاب لأزالوا عنك الشك . وقيل : الشك ضيق الصدر ; أي إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر ، واسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يخبروك صبر الأنبياء من قبلك على أذى قومهم وكيف عاقبة أمرهم . والشك في اللغة أصله الضيق ; يقال : شك الثوب أي ضمه بخلال حتى يصير كالوعاء . وكذلك السفرة تمد علائقها حتى تنقبض ; فالشك يقبض الصدر ويضمه حتى يضيق . وقال الحسين بن الفضل : الفاء مع حروف الشرط لا توجب الفعل ولا تثبته ، والدليل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزلت هذه الآية : والله لا أشك
ثم استأنف الكلام فقال لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين أي الشاكين المرتابين .
- الطبرى : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما اخترناك فأنـزلنا إليك ، (34) من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوّتك قبل أن تبعث رسولا إلى خلقه، لأنهم يجدونك عندهم مكتوبًا ، ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ) ، من أهل التوراة والإنجيل ، كعبد الله بن سلام ونحوه ، من أهل الصدق والإيمان بك منهم ، دون أهل الكذب والكفر بك منهم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
17886- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس في قوله: (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ، قال: التوراة والإنجيل، الذين أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به، يقول: فاسألهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.
17887- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ، قال: هو عبد الله بن سلام، كان من أهل الكتاب ، فآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.
17888- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال: هم أهل الكتاب.
17889- حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول: (فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ، يعني أهل التقوى وأهلَ الإيمان من أهل الكتاب، ممن أدرك نبيّ الله صلى الله عليه وسلم.
* * *
فإن قال قائل: أوكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكٍّ من خبَرِ الله أنه حقٌّ يقين ، حتى قيل له: (فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ؟
قيل: لا وكذلك قال جماعة من أهل العلم.
17890- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: (فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك) ، فقال: لم يشك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.
17891- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا سويد بن عمرو، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله: (فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ، قال: ما شك وما سأل.
17892- حدثني الحارث قال ، حدثنا القاسم بن سلام قال ، حدثنا هشيم قال، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير ، ومنصور، عن الحسن في هذه الآية، قال: لم يشك صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.
17893- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ، ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أشك ولا أسأل.
17894- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) ، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أشك ولا أسأل.
* * *
فإن قال: فما وجه مخرج هذا الكلام ، إذنْ ، إن كان الأمر على ما وصفت؟ قيل: قد بيّنا في غير موضع من كتابنا هذا ، استجازة العرب قول القائل منهم لمملوكه: " إن كنت مملوكي فانته إلى أمري" والعبد المأمور بذلك لا يشكُّ سيدُه القائل له ذلك أنه عبده. كذلك قول الرجل منهم لابنه: " إن كنت ابني فبرَّني" ، وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه، وأنّ ذلك من كلامهم صحيح مستفيض فيهم، وذكرنا ذلك بشواهده، وأنّ منه قول الله: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، [سورة المائدة: 116] ، وقد علم جل ثناؤه أن عيسى لم يقل ذلك. (35) وهذا من ذلك، لم يكن صلى الله عليه وسلم شاكًّا في حقيقة خبر الله وصحته، والله تعالى ذكره بذلك من أمره كان عالمًا، ولكنه جل ثناؤه خاطبه خطاب قومه بعضهم بعضًا، إذْ كان القرآن بلسانهم نـزل.
* * *
وأما قوله: (لقد جاءك الحق من ربك) الآية، فهو خبرٌ من الله مبتدأ.
يقول تعالى ذكره: أقسم لقد جاءك الحق اليقين من الخبر بأنك لله رسولٌ، وأن هؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحّة ذلك، ويجدون نعتك عندهم في كتبهم ، (فلا تكونن من الممترين) ، يقول: فلا تكونن من الشاكين في صحة ذلك وحقيقته. (36)
* * *
ولو قال قائل: إن هذه الآية خوطب بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بها بعضُ من لم يكن صحَّت ، بصيرته بنبوته صلى الله عليه وسلم ، ممن كان قد أظهر الإيمان بلسانه، تنبيها له على موضع تعرف حقيقة أمره الذي يزيل اللبس عن قلبه، كما قال جل ثناؤه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ، [سورة الأحزاب: 1] ، كان قولا غيرَ مدفوعةٍ صحته.
-----------------------
الهوامش :
(34) في المطبوعة : " ما أخبرناك وأنزل إليك " ، وأثبت الصواب من المخطوطة .
(35) انظر ما سلف 11 : 236 ، 237 ، ومعاني القرآن للفراء 1 : 479 .
(36) انظر تفسير " الامتراء " فيما سلف 12 : 61 ، تعليق : 2، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
تفريع على سياق القصص التي جعلها الله مثلاً لأهل مكة وعظة بما حل بأمثالهم . انتقل بهذا التفريع من أسلوب إلى أسلوب كلاهما تعريض بالمكذبين ، فالأسلوب السابق تعريض بالتحذير من أن يحل ما حل بالأمم المماثلة لهم ، وهذا الأسلوب الموالي تعريض لهم بشهادة أهل الكتاب على تلك الحوادث ، وما في الكتب السابقة من الأنباء برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فالمراد من { ما أنزلنا إليك } هو المنزل الذي تفرع عليه هذا الكلام وهو ما أنزل في هذه السورة من القصص .
ثم أن الآية تحتمل معنيين لا يستقيم ما سواهما؛ أولهما : أن تبقى الظرفية التي دلت عليها ( في ) على حقيقتها ، ويكون الشك قد أطلق وأريد به أصحابه ، أي فإن كنت في قوم أهل شك مما أنزلنا إليك ، أي يشكون في وقوع هذه القصص ، كما يقال : دخل في الفتنة ، أي في أهلها . ويكون معنى { فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } فاسأل أهل الكتاب سؤال تقرير وإشهاد عن صفة تلك الأخبار يخبروا بمثل ما أخبرتهم به ، فيزول الشك من نفوس أهل الشك إذ لا يحتمل تواطؤك مع أهل الكتاب على صفة واحدة لتلك الأخبار . فالمقصود من الآية إقامة الحجة على المشركين بشهادة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قطعاً لمعذرتهم .
وثانيهما : أن تكون ( في ) للظرفية المجازية كالتي في قوله تعالى : { فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء } [ هود : 109 ] ويكون سوق هذه المحاورة إلى النبي صلى الله عليه وسلم على طريقة التعريض لقصد أن يسمع ذلك المشركون فيكون استقرار حاصل المحاورة في نفوسهم أمكن مما لو ألقي إليهم مواجهة . وهذه طريقة في الإلقاء التعريضي يسلكها الحكماء وأصحاب الأخلاق متى كان توجيه الكلام إلى الذي يقصد به مظنة نفور كما في قوله تعالى : { لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكُونَنّ من الخاسرين } [ الزمر : 65 ] أو كان في ذلك الإلقاء رفق بالذي يقصد سوق الكلام إليه كما في قصة الخصم من اللذين اختصما إلى داود المذكورة في سورة ص .
وكلا الاحتمالين يلاقي قوله : { فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } فإنه يقتضي أن المسؤول عنه مما لا يكتمه أهل الكتاب ، وأنهم يشهدون به ، وإنما يستقيم ذلك في القصص الموافقة لما في كتبهم فإنهم لا يتحرجون من إعلانها والشهادة بها . وغير هذين الاحتمالين يعكر عليه بعض ما في الآية ، ويقتضي أن المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم لمكان قوله : { من قبلك }.
وليس المراد بضمائر الخطاب كل من يصح أن يخاطب ، لأن قوله : { مما أنزلنا إليك } يناكد ذلك إلا بتعسف .
وإنما تكون جملة : { فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } جواباً للشرط باعتبار ما تفيده مادة السؤال من كونهم يجيبون بما يزيل الشك ، فبذلك يلتئم التلازم بين الشرط والجواب ، كما دلت عليه جملة : { لقد جاءك الحق من ربك }.
وقرأ الجمهور { فاسأل } بهمزة وصل وسكون السين وهمزة بعد السين . وقرأه ابن كثير والكسائي { فسَل } بفتح السين دون همزة الوصل وبحذف الهمزة التي بعد السين مخفف سَأل .
فجملة : { لقد جاءك الحق من ربك } مستأنفة استئنافاً بيانياً لجواب سؤال ناشىء عن الشرط وجوابه ، كأنّ السامع يقول : فإذا سألتهم ماذا يكون ، فقيل : لقد جاءك الحق من ربك .
ولما كان المقصود من ذلك علم السامعين بطريق التعريض لا علم الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه ليس بمحل الحاجة لإعلامه بأنه على الحق قرنت الجملة بحرفي التأكيد ، وهما : لام القسم وقد ، لدفع إنكار المعرّض بهم .
وبذلك كان تفريع { فلا تكونن من الممترين } تعريضاً أيضاً بالمشركين بأنهم بحيث يُحذر الكون منهم .
والامتراء : الشك فيما لا شبهة للشك فيه . فهو أخص من الشك .
- إعراب القرآن : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
«فَإِنْ» الفاء استئنافية وإن شرطية «كُنْتَ» كان واسمها والجملة ابتدائية «فِي شَكٍّ» متعلقان بالخبر المحذوف «مِمَّا» ما الموصولية مجرورة بمن ومتعلقان بمحذوف صفة لشك «أَنْزَلْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «إِلَيْكَ» متعلقان بانزلنا «فَسْئَلِ» الفاء رابطة للجواب وأمر وفاعله مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط «الَّذِينَ» اسم موصول مفعول به «يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والكتاب مفعوله والجملة صلة «مِنْ قَبْلِكَ» متعلقان بمحذوف حال والكاف مضاف اليه «لَقَدْ» اللام للقسم وقد حرف تحقيق «جاءَكَ الْحَقُّ» ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان بمحذوف حال والكاف مضاف اليه «فَلا» الفاء عاطفة ولا ناهية «تَكُونَنَّ» مضارع ناقص مبني على الفتح في محل جزم واسمها مستتر «مِنَ المُمْتَرِينَ» متعلقان بالخبر المحذوف والجملة معطوفة
- English - Sahih International : So if you are in doubt [O Muhammad] about that which We have revealed to you then ask those who have been reading the Scripture before you The truth has certainly come to you from your Lord so never be among the doubters
- English - Tafheem -Maududi : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ(10:94) Now, if you are in doubt concerning what We have revealed to you, then ask those who have been reading the Book before you. It is the truth that has come to you from your Lord, so do never become one of those who doubt,
- Français - Hamidullah : Et si tu es en doute sur ce que Nous avons fait descendre vers toi interroge alors ceux qui lisent le Livre révélé avant toi La vérité certes t'est venue de ton Seigneur ne sois donc point de ceux qui doutent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn du über das was Wir zu dir als Offenbarung hinabgesandt haben im Zweifel bist dann frag diejenigen die vor dir die Schrift lesen Dir ist ja die Wahrheit von deinem Herrn zugekommen so gehöre nun nicht zu den Zweiflern
- Spanish - Cortes : Si tienes alguna duda acerca de lo que te hemos revelado pregunta a quienes antes de ti ya leían la Escritura Te ha venido de tu Señor la Verdad ¡No seas pues de los que dudan
- Português - El Hayek : Porém se estás em dúvida sobre o que te temos revelado consulta aqueles que leram o Livro antes de ti Sem dúvidaque te chegou a verdade do teu Senhor; não sejas pois dos que estão em dúvida
- Россию - Кулиев : Если ты сомневаешься в том что Мы ниспослали тебе то спроси тех кто начал читать Писание раньше тебя Воистину к тебе явилась истина от твоего Господа Не будь же в числе тех кто сомневается
- Кулиев -ас-Саади : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
Если ты сомневаешься в том, что Мы ниспослали тебе, то спроси тех, кто начал читать Писание раньше тебя. Воистину, к тебе явилась истина от твоего Господа. Не будь же в числе тех, кто сомневается.Всевышний сказал Своему пророку Мухаммаду: «Если ты сомневаешься в достоверности того, что ниспосылается тебе в откровении, то спроси об этом справедливых мужей и праведных богословов из числа людей Писания. Они подтвердят, что ниспосланное тебе является истиной, которая полностью совпадает с предыдущими откровениями». Кое-кто может сказать, что многие иудеи и христиане или даже большинство иудеев и христиан отвергают Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, и не признают его проповедей. Почему же тогда Всевышний Аллах повелел Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, призвать людей Писания засвидетельствовать правдивость коранических откровений и привел их свидетельство в числе доказательств его правдивости? Ответить на такой вопрос можно несколькими способами. Во-первых, если группу людей, приверженцев религиозного толка или жителей города призывают в свидетели, то это относится только к справедливым и правдивым людям из их числа. Что же касается всех остальных, то их слова не следует принимать во внимание, даже если они составляют подавляющее большинство, поскольку свидетельство зависит от справедливости и честности людей. Правдивость Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, подтвердили многие ученые мужи из числа людей Писания, которые обратились в ислам при жизни посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, или после его смерти. Среди них можно назвать Абдуллаха б. Салама и многих его соратников. Во-вторых, свидетельство людей Писания о Пророке Мухаммаде должно опираться на Священную Тору, последователями которой себя называют люди Писания. И если священные тексты Торы совпадают с кораническими откровениями и подтверждают их правдивость, то слова людей Писания уже не имеют никакого значения, даже если они единодушно станут отвергать мусульманское учение. В-третьих, Всевышний Аллах открыто повелел Своему посланнику призвать людей Писания засвидетельствовать правдивость коранических откровений. Об этом хорошо известно многим людям. Также хорошо известно, что многие из людей Писания всеми силами стремятся опровергнуть проповеди Пророка Мухаммада. И если бы они могли обоснованно опровергнуть слова Аллаха, то они непременно представили бы свои доводы всему человечеству. Однако они не делают этого, и поэтому молчание упорствующих людей Писания и признания тех людей Писания, которые ответили на призыв Аллаха, являются одним из самых убедительных доказательств правдивости и достоверности Священного Корана. В-четвертых, заявления о том, что большинство людей Писания отвергло проповеди Пророка Мухаммада, являются ошибочными. Напротив, большинство людей Писания ответили на его призыв и добровольно покорились его религии. Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, начал проповедовать ислам, когда большинство людей на земле были людьми Писания, а спустя некоторое время большая часть жителей Шама, Египта, Ирака и других соседних стран, населенных людьми Писания, обратились в ислам. Отказались добровольно принять ислам только правители, которые предпочли сохранить за собой власть, нежели подчиниться истине, а также следовавшие по их стопам невежественные простолюдины. Приверженность таких людей к религии не была осмысленной и выражалась только в названии. А примером этого являются европейцы, которые в действительности являются атеистами, уклонившимися от религий всех Божьих посланников. Они называют себя христианами только для того, чтобы сохранить свою власть и скрыть свое заблуждение. Об этом прекрасно известно каждому, кто знаком с качествами и поступками этих людей. А затем Всевышний Аллах назвал Небесное Откровение истиной, в которой абсолютно невозможно усомниться, и повелел Своему посланнику не колебаться и не терзаться сомнениями. По этому поводу Всевышний также сказал: «Тебе ниспослано Писание, которое не должно сжимать твою грудь, дабы ты увещевал им и наставлял верующих» (7:2).
- Turkish - Diyanet Isleri : Sana indirdiğimizden şüphede isen senden önce indirdiğimiz Kitap'ları okuyanlara sor And olsun ki sana Rabbinden gerçek gelmiştir sakın şüphelenenlerden olma
- Italiano - Piccardo : E se dubiti a proposito di ciò che abbiamo fatto scendere su di te interroga coloro che già prima recitavano le Scritture La verità ti è giunta dal tuo Signore non essere tra i dubbiosi
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئهگهر تۆ دهربارهی ئهو شتانهی که بۆمان دابهزاندوویت لهبارهی نهوهی ئیسرائیلهوه له شک و گوماندایت ئهوه پرسیار بکه لهو کهسانهی که پێش تۆ له تهورات شارهزان و دهیخوێننهوه سوێند بهخوا بهڕاستی حهق و ڕاستیت لهلایهن پهروهردگارتهوه بۆ هاتووه کهوابوو بههیچ شێوهیهک گومانت نهبێت و مهچۆره ڕیزی گوماندارانهوه
- اردو - جالندربرى : اگر تم کو اس کتاب کے بارے میں جو ہم نے تم پر نازل کی ہے کچھ شک ہو تو جو لوگ تم سے پہلے کی اتری ہوئی کتابیں پڑھتے ہیں ان سے پوچھ لو۔ تمہارے پروردگار کی طرف سے تمہارے پاس حق اچکا ہے تو تم ہرگز شک کرنے والوں میں نہ ہونا
- Bosanski - Korkut : Ako sumnjaš u ono što ti objavljujemo upitaj one koji čitaju Knjigu prije tebe objavljenu Tebi Istina od Gospodara tvoga dolazi i nikako ne budi od onih koji su u sumnji
- Swedish - Bernström : OM DU skulle känna tveksamhet inför något av det som Vi har uppenbarat för dig fråga då dem som läser den Skrift [som uppenbarades] före din tid och [du skall se att] vad du har fått ta emot från din Herre är sanningen; hys därför inte minsta tvivel om detta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka jika kamu Muhammad berada dalam keraguraguan tentang apa yang Kami turunkan kepadamu maka tanyakanlah kepada orangorang yang membaca kitab sebelum kamu Sesungguhnya telah datang kebenaran kepadamu dari Tuhanmu sebab itu janganlah sekalikali kamu temasuk orangorang yang raguragu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
(Maka jika kamu) hai Muhammad (berada dalam keragu-raguan tentang apa yang Kami turunkan kepadamu) yaitu berupa kisah-kisah, seumpamanya (maka tanyakanlah kepada orang-orang yang telah membaca kitab) Taurat (sebelum kamu) maka sesungguhnya hal itu telah tertera di dalam kitab mereka, mereka akan memberitakannya kepadamu sesuai dengannya; untuk itu maka Rasulullah saw. bersabda, "Aku tidak ragu dan tidak menanyakannya." (Sesungguhnya telah datang kebenaran kepadamu dari Rabbmu, sebab itu janganlah sekali-kali kamu termasuk orang-orang yang ragu) menaruh keraguan padanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : সুতরাং তুমি যদি সে বস্তু সম্পর্কে কোন সন্দেহের সম্মুখীন হয়ে থাক যা তোমার প্রতি আমি নাযিল করেছি তবে তাদেরকে জিজ্ঞেস করো যারা তোমার পূর্ব থেকে কিতাব পাঠ করছে। এতে কোন সন্দেহ নেই যে তোমার পরওয়ারদেগারের নিকট থেকে তোমার নিকট সত্য বিষয় এসেছে। কাজেই তুমি কস্মিনকালেও সন্দেহকারী হয়ো না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நாம் உம் மீது இறக்கியுள்ள இவ்வேதத்தில் சந்தேகம் கொளிவீராயின் உமக்கு முன்னர் உள்ள வேதத்தை ஓதுகிறார்களே அவர்களிடம் கேட்டுப் பார்ப்பீராக் நிச்சயமாக உம் இறைவனிடமிருந்து உமக்குச் சத்திய வேதம் வந்துள்ளது எனவே சந்தேகம் கொள்பவர்களில் நீரும் ஒருவராகி விட வேண்டாம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : หากเจ้าอยู่ในการสงสัย ในสิ่งที่เราได้ให้แก่เจ้า ก็จงถามบรรดาผู้อ่านคัมภีร์ก่อนเจ้าเตารอฮ์ โดยแน่นอนสัจธรรมได้มายังเจ้าจากพระเจ้าของเจ้า ดังนั้นเจ้าจงอย่าอยู่ในหมู่ผู้สงสัย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар сенга нозил қилган нарсамиздан шакда бўлсанг сендан олдин китобни ўқиганлардан сўра Батаҳқиқ сенга Роббингдан ҳақ келди Бас ҳеч шубҳа қилгувчилардан бўлма
- 中国语文 - Ma Jian : 假若你怀疑我所降示你的经典,你就问问那些常常诵读在你之前所降示的天经的人们。从你的主发出的真理,确已降临你,故你切莫居于怀疑者的行列,
- Melayu - Basmeih : Oleh sebab itu sekiranya engkau wahai Muhammad merasa raguragu tentang apa yang Kami turukan kepadamu maka bertanyalah kepada orangorang yang membaca kitabkitab yang diturunkan dahulu daripadamu kerana mereka mengetahui kebenarannya Sesungguhnya telah datang kepadamu kebenaran dari Tuhanmu maka jangan sekalikali engkau menjadi dari golongan yang raguragu
- Somali - Abduh : haddaad Shakisantahay waxaan kugu soo Dejinay warso kuwa Akhriya Kitaabka hortaa waxaa kaaga yimid xagga Eebe Xaq ee ha Noqonin kuwa Shakiya
- Hausa - Gumi : To idan ka kasance a cikin shakka daga abin da Muka saukar zuwa gare ka sai ka tambayi waɗanda suke karatun Littãfi daga gabaninka Lalle ne haƙĩƙa gaskiya tã jẽ maka daga Ubangijinka dõmin haka kada ka kasance daga mãsu kõkanto
- Swahili - Al-Barwani : Na ikiwa unayo shaka katika tuliyo kuteremshia basi waulize wasomao Kitabu kabla yako Kwa yakini imekwisha kujia Haki kutoka kwa Mola wako Mlezi Basi usiwe miongoni mwa wenye shaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nëse ti je në dyshim në atë që të kemi shpallur ty pyeti ata që kanë lexuar Librin para teje Padyshim ty të ka ardhur e Vërteta nga Zoti yt e mos u bën kurrsesi nga ata që dyshojnë
- فارسى - آیتی : اگر در آنچه بر تو نازل كردهايم در ترديد هستى، از آنهايى كه كتاب آسمانى پيش از تو را مىخوانند بپرس. هرآينه حق است آنچه از جانب پروردگارت بر تو نازل شده است. پس نبايد در شمار ترديدكنندگان باشى.
- tajeki - Оятӣ : Агар дар он чӣ бар ту нозил кардаем, дар шубҳа ҳастӣ, аз онҳое, ки китоби осмонии пеш аз туро мехонанд, бипурс. Албатта ҳақ аст он чӣ аз ҷониби Парвардигорат бар ту нозил шудааст. Пас набояд дар шумори шубҳакукандагон бошӣ!
- Uyghur - محمد صالح : مۇبادا سەن ساڭا بىز نازىل قىلغان كىتابتىن شەكلىنىدىغان بولساڭ، سەندىن ئىلگىرى كىتاب ئوقۇغانلار (يەنى تەۋرات بىلەن ئىنجىل نازىل قىلىنغان يەھۇدىيلار ۋە ناسارالار) دىن سوراپ باققىن، شۈبھىسىزكى، ساڭا پەرۋەردىگارىڭ تەرىپىدىن ھەق (قۇرئان) كەلدى. سەن ھەرگىز شەك قىلغۇچىلاردىن بولمىغىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിനക്കു നാം അവതരിപ്പിച്ചുതന്നതിനെ സംബന്ധിച്ച് നിനക്കെന്തെങ്കിലും സംശയമുണ്ടെങ്കില് നിനക്കുമുമ്പെ വേദപാരായണം നടത്തിവരുന്നവരോട് ചോദിച്ചു നോക്കൂ. തീര്ച്ചയായും നിന്റെ നാഥനില് നിന്ന് സത്യമാണ് നിനക്ക് വന്നെത്തിയിരിക്കുന്നത്. അതിനാല് നീ സംശയാലുക്കളില് പെട്ടുപോകരുത്.
- عربى - التفسير الميسر : فان كنت ايها الرسول في ريب من حقيقه ما اخبرناك به فاسال الذين يقروون الكتاب من قبلك من اهل التوراه والانجيل فان ذلك ثابت في كتبهم لقد جاءك الحق اليقين من ربك بانك رسول الله وان هولاء اليهود والنصارى يعلمون صحه ذلك ويجدون صفتك في كتبهم ولكنهم ينكرون ذلك مع علمهم به فلا تكونن من الشاكين في صحه ذلك وحقيقته