- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍۢ فَضْلَهُۥ ۖ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍۢ كَبِيرٍ
- عربى - نصوص الآيات : وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ۖ وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير
- عربى - التفسير الميسر : واسألوه أن يغفر لكم ذنوبكم، ثم ارجعوا إليه نادمين يمتعْكم في دنياكم متاعًا حسنًا بالحياة الطيبة فيها، إلى أن يحين أجلكم، ويُعطِ كل ذي فضل من علم وعمل جزاء فضله كاملا لا نقص فيه، وإن تعرضوا عمَّا أدعوكم إليه فإني أخشى عليكم عذاب يوم شديد، وهو يوم القيامة. وهذا تهديد شديد لمن تولَّى عن أوامر الله تعالى وكذَّب رسله.
- السعدى : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ } عن ما صدر منكم من الذنوب { ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } فيما تستقبلون من أعماركم، بالرجوع إليه، بالإنابة والرجوع عما يكرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه.
ثم ذكر ما يترتب على الاستغفار والتوبة فقال: { يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا } أي: يعطيكم من رزقه، ما تتمتعون به وتنتفعون.
{ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } أي: إلى وقت وفاتكم { وَيُؤْتِ } منكم { كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } أي: يعطي أهل الإحسان والبر من فضله وبره، ما هو جزاء لإحسانهم، من حصول ما يحبون، ودفع ما يكرهون.{ وَإِنْ تَوَلَّوْا } عن ما دعوتكم إليه، بل أعرضتم عنه، وربما كذبتم به { فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } وهو يوم القيامة الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، فيجازيهم بأعمالهم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر
- الوسيط لطنطاوي : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
ثم بين - سبحانه - ما يترتب على طاعته من خيرات فقال : ( وَأَنِ استغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ . . ) .
والاستغفار طلب المغفرة والرحمة من الله - تعالى - .
والتوبة : الإِقلاع عن كل ما نهى الله ، مع التصميم على عدم العودة إلى ذلك فى المستقبل .
ويمتعكم : من الإِمتاع ، وأصل الإِمتاع الإِطالة ، ومنه : أمتعنا الله بك أى : أطال لنا بقاءك .
والآية الكريمة معطوفة على قوله - سبحانه - قبل ذلك : " ( أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ الله . . ) .
والمعنى : وعليكم - أيها الناس - بعد أن نبذتم كل عبادة لغير الله ، أن تديموا طلب مغفرته ورحمته ، وأن تتوبوا إليه توبة نصوحا ، فإنكم إن فعلتم ذلك ( يُمَتِّعْكُمْ ) الله - تعالى - ( مَّتَاعاً حَسَناً ) بأن يبدل خوفكم أمنا ، وفقركم غنى ، وشقاؤكم سعادة .
قوله : ( إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) أى : إلى نهاية حياتكم التى قدرها الله لكم فى هذه الدنيا .
وقوله : ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) أى : ويعط كل صاحب عمل صالح جزاء عمله .
فالمراد بالفضل الأول : العمل الصالح . والمراد بالفضل الثاني الثواب الجزيل من الله - تعالى - .
فالجملة الكريمة ، وعد كريم عن الله - تعالى - لكل من آمن وعمل صالحا .
وجملة ( ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ ) معطوفة على استغفروا . و ( ثم ) هنا على بابها من التراخى ، لأن الإِنسان يستغفر أولا ربه من الذنوب ، ثم يتوب إليه التوبة الصادقة النصوح التى لا رجعة معها إلى ارتكاب الذنوب مرة أخرى .
ووصف المتاع بالحسن ، ليدل على أنه عطاء ليس مشوبا بالمكدرات والمنغصات التى تقلق الإِنسان فى دنياه ، وإنما هو عطاء يجعل المؤمن يتمتع بنعم الله التى أسبغها عليه ، مع المداومة على شكره - سبحانه - على هذه النعم .
قال - تعالى - ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ثم حذر - سبحانه - من الإِعراض عن طاعته فقال : ( وَإِن تَوَلَّوْاْ فإني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) .
أى : ذكرهم أيها الرسول الكريم بأن فى إخلاصهم العبادة لله ، وفى طاعتهم له ، سعادتهم الدنيوية الأخروية ، وفى إعراضهم عن ذلك شقاؤهم وحلول العذاب بهم .
أى : إن تتولوا - أيها الناس - عن الحق الذى جئتكم به ، فإنى أخاف عليكم عذاب يوم القيامة ، الذى هو عذاب كبير هوله ، عظيم وقعه ، كما أخاف عليكم عذاب الدنيا .
فتنكير ( يوم ) للتهويل والتعميم ، حتى يشمل عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، حيث إنهم كانوا ينكرون البعث والحساب ، فتخويفهم بالعذابين أزجر لنفوسهم القاسية ، وقلوبهم العاتية .
وفى وصفه بالكبر ، زيادة - أيضا - فى تهويله وشدته ، حتى يثوبوا إلى رشدهم ، ويقلعوا عن غيهم وعنادهم .
- البغوى : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
( وأن ) عطف على الأول ، ( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) أي : ارجعوا إليه بالطاعة . قال الفراء : " ثم " هنا بمعنى الواو ، أي : وتوبوا إليه ، لأن الاستغفار هو التوبة ، والتوبة هي الاستغفار . وقيل : أن استغفروا ربكم من المعاصي ثم توبوا إليه في المستأنف .
( يمتعكم متاعا حسنا ) يعيشكم عيشا حسنا في خفض ودعة وأمن وسعة . قال بعضهم : العيش الحسن هو الرضا بالميسور والصبر على المقدور .
( إلى أجل مسمى ) إلى حين الموت ، ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) أي : ويؤت كل ذي عمل صالح في الدنيا أجره وثوابه في الآخرة . وقال أبو العالية : من كثرت طاعته في الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنة ، لأن الدرجات تكون بالأعمال .
وقال ابن عباس : من زادت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن زادت سيئاته على حسناته دخل النار ، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، ثم يدخل الجنة بعد .
وقيل : يؤت كل ذي فضل فضله يعني : من عمل لله عز وجل وفقه الله فيما يستقبل على طاعته .
( وإن تولوا ) أعرضوا ، ( فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) وهو يوم القيامة .
- ابن كثير : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
وقوله : ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ) أي : وآمركم بالاستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها إلى الله عز وجل فيما تستقبلونه ، وأن تستمروا على ذلك ، ( يمتعكم متاعا حسنا ) أي : في الدنيا ( إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ) أي : في الدار الآخرة ، قاله قتادة ، كقوله : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) [ النحل : 97 ] ، وقد جاء في الصحيح : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد : " وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله ، إلا أجرت بها ، حتى ما تجعل في في امرأتك " .
وقال ابن جرير : حدثت عن المسيب بن شريك ، عن أبي بكر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن مسعود في قوله : ( ويؤت كل ذي فضل فضله ) قال : من عمل سيئة كتبت عليه سيئة ، ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات . فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات ، وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات . ثم يقول : هلك من غلب آحاده أعشاره .
وقوله : ( وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) هذا تهديد شديد لمن تولى عن أوامر الله تعالى ، وكذب رسله ، فإن العذاب يناله يوم معاده لا محالة
- القرطبى : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
قوله تعالى : وأن استغفروا ربكم عطف على الأول .
ثم توبوا إليه أي ارجعوا إليه بالطاعة والعبادة . قال الفراء : " ثم " هنا بمعنى الواو ; أي وتوبوا إليه ; لأن الاستغفار هو التوبة ، والتوبة هي الاستغفار . وقيل : استغفروه من سالف ذنوبكم ، وتوبوا إليه من المستأنف متى وقعت منكم . قال بعض الصلحاء : الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين . وقد تقدم هذا المعنى في " آل عمران " مستوفى . وفي " البقرة " عند قوله : ولا تتخذوا آيات الله هزوا . وقيل : إنما قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب ، والتوبة هي السبب إليها ; فالمغفرة أول في المطلوب وآخر في السبب . ويحتمل أن يكون المعنى استغفروه من الصغائر ، وتوبوا إليه من الكبائر .
يمتعكم متاعا حسنا هذه ثمرة الاستغفار والتوبة ، أي يمتعكم بالمنافع ثم سعة الرزق ورغد العيش ، ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن أهلك قبلكم . وقيل : يمتعكم يعمركم ; وأصل الإمتاع الإطالة ، ومنه أمتع الله بك ومتع . وقال سهل بن عبد الله : المتاع الحسن ترك الخلق والإقبال على الحق . وقيل : هو القناعة بالموجود ، وترك الحزن على المفقود .
إلى أجل مسمى قيل : هو الموت . وقيل : القيامة . وقيل : دخول الجنة . والمتاع الحسن على هذا وقاية كل مكروه وأمر مخوف ، مما يكون في القبر وغيره من أهوال القيامة وكربها ; والأول أظهر ; لقوله في هذه السورة : ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم وهذا ينقطع بالموت وهو الأجل المسمى . والله أعلم . قال مقاتل : فأبوا فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتلوا بالقحط سبع سنين حتى أكلوا العظام المحرقة والقذر والجيف والكلاب .
ويؤت كل ذي فضل فضله أي يؤت كل ذي عمل من الأعمال الصالحات جزاء عمله . وقيل : ويؤت كل من فضلت حسناته على سيئاته فضله أي الجنة ، وهي فضل الله ; فالكناية في قوله : فضله ترجع إلى الله تعالى . وقال مجاهد : هو ما يحتسبه الإنسان من كلام يقوله بلسانه ، أو عمل يعمله بيده أو رجله ، أو ما تطوع به من ماله فهو فضل الله ، يؤتيه ذلك إذا آمن ، ولا يتقبله منه إن كان كافرا .
وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير أي يوم القيامة ، وهو كبير لما فيه من الأهوال . وقيل : اليوم الكبير هو يوم بدر وغيره : و " تولوا " يجوز أن يكون ماضيا ويكون المعنى : وإن تولوا فقل لهم إني أخاف عليكم . ويجوز أن يكون مستقبلا حذفت منه إحدى التاءين والمعنى : قل لهم إن تتولوا فإني أخاف عليكم .
- الطبرى : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
القول في تأويل قوله تعالى : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ثم فصلت آياته ، بأن لا تعبدوا إلا الله ، وبأن استغفروا ربكم. ويعني بقوله: (وأن استغفروا ربكم) ، وأن اعملوا أيها الناس من الأعمال ما يرضي ربكم عنكم، فيستر عليكم عظيمَ ذنوبكم التي ركبتموها بعبادتكم الأوثان والأصنام ، وإشراككم الآلهة والأنداد في عبادته. (19)
وقوله: (ثم توبوا إليه) ، يقول: ثم ارجعوا إلى ربكم بإخلاص العبادة له دون ما سواه من سائر ما تعبدون من دونه بعد خلعكم الأنداد وبراءتكم من عبادتها. (20)
ولذلك قيل: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) ، ولم يقل: " وتوبوا إليه " ، لأن " التوبة " معناها الرجوع إلى العمل بطاعة الله، والاستغفار: استغفار من الشرك الذي كانوا عليه مقيمين، والعملُ لله لا يكون عملا له إلا بعد ترك الشرك به، فأما الشرك فإنّ عمله لا يكون إلا للشيطان، فلذلك أمرهم تعالى ذكره بالتوبة إليه بعد الاستغفار من الشرك، لأن أهل الشرك كانوا يرون أنهم يُطِيعون الله بكثير من أفعالهم ، وهم على شركهم مقيمون.
وقوله: (يمتعكم متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى)، يقول تعالى ذكره للمشركين الذين خاطبهم بهذه الآيات: استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، فإنكم إذا فعلتم ذلك بسط عليكم من الدنيا ورزقكم من زينتها، وأنسأ لكم في آجالكم إلى الوقت الذي قضى فيه عليكم الموت. (21)
* * *
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
17928- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (يمتعكم متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى) ، فأنتم في ذلك المتاع ، فخذوا بطاعة الله ومعرفة حقّه، فإن الله منعم يحبّ الشاكرين ، وأهل الشكر في مزيدٍ من الله، وذلك قضاؤه الذي قضى.
* * *
وقوله: (إلى أجل مسمى)، يعني الموت.
17929- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (إلى أجل مسمى) ، قال: الموت.
17930- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (إلى أجل مسمى) ، وهو الموت .
17931- حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة: (إلى أجل مسمى)، قال: الموت.
* * *
وأما قوله: (ويؤت كل ذي فضل فضله) ، فإنه يعني: يثيب كل من تفضَّل بفضل ماله أو قوته أو معروفه على غيره محتسبًا بذلك ، مريدًا به وجه الله ، أجزلَ ثوابه وفضله في الآخرة، كما:-
17932- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (ويؤت كل ذي فضل فضله) ، قال: ما احتسب به من ماله، أو عمل بيده أو رجله، أو كَلِمة، أو ما تطوَّع به من أمره كله.
17933- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال ،
17934-. . . . وحدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، بنحوه ، إلا أنه قال: أو عملٍ بيديه أو رجليه وكلامه، وما تطوَّل به من أمره كله.
17935- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد بنحوه ، إلا أنه قال: وما نطق به من أمره كله.
17936- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (ويؤت كل ذي فضل فضله) ، أي : في الآخرة.
* * *
وقد روي عن ابن مسعود أنه كان يقول في تأويل ذلك ما:-
17937- حدثت به عن المسيب بن شريك، عن أبي بكر، عن سعيد بن جبير، عن ابن مسعود، في قوله: (ويؤت كل ذي فضل فضله) ، قال: من عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات. فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات. وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة ، وبقيت له تسع حسنات. ثم يقول: هلك من غلب آحادُه أعشارَه !!
* * *
وقوله: (وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) ، يقول تعالى ذكره: وإن أعرضوا عما دعوتُهم إليه ، (22) من إخلاص العبادة لله ، وترك عبادة الآلهة ، وامتنعوا من الاستغفار لله والتوبة إليه ، فأدبروا مُوَلِّين عن ذلك، (فإني) ، أيها القوم ، (أخاف عليكم عذاب يوم كبير) شأنُه , عظيمٍ هَوْلُه، وذلك يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون.
* * *
وقال جل ثناؤه: (وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) ، ولكنه مما قد تقدّمه قولٌ، والعرب إذا قدَّمت قبل الكلام قولا خاطبت ، ثم عادت إلى الخبر عن الغائب ، ثم رجعت بعدُ إلى الخطاب، وقد بينا ذلك في غير موضع ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (23)
--------------------------
الهوامش :
(19) انظر تفسير " الاستغفار " فيما سلف من فهارس اللغة ( غفر ) .
(20) انظر تفسير " التوبة " فيما سلف من فهارس اللغة ( توب ) .
(21) انظر تفسير " المتاع " فيما سلف من فهارس اللغة ( متع ) .
، وتفسير " الأجل المسمى " فيما سلف من فهارس اللغة ( أجل ) .
(22) انظر تفسير " التولي " فيما سلف من فهارس اللغة ( ولى ) .
(23) انظر ما سلف 13 : 314 ، تعليق ، 3 : والمراجع هناك .
- ابن عاشور : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
عطف على جلمة { لا تعبدوا إلا الله } [ هود : 2 ] وهو تفسير ثان يرجع إلى ما في الجملة الأولى من لفظ التفصيل ، فهذا ابتداء التفصيل لأنه بيان وإرشاد لوسائل نبذ عبادة ما عدا الله تعالى ، ودلائلُ على ذلك وأمثالٌ ونذر ، فالمقصود : تقسيم التفسير وهو وجه إعادة حرف التفسير في هذه الجملة وعدم الاكتفاء بالذي في الجملة المعطوف عليها .
والاستغفار : طلب المغفرة ، أي طلب عدم المؤاخذة بذنب مضى ، وذلك الندم .
والتوبة : الإقلاع عن عَمَل ذنب ، والعزمُ على أن لا يعود إليه .
و ( ثُم ) للترتيب الرتبي ، لأن الاعتراف بفساد ما هم فيه من عبادة الأصنام أهم من طلب المغفرة ، فإنّ تصحيح العزم على عدم العودة إليها هو مسمى التوبة ، وهذا ترغيب في نبذ عبادة الأصنام وبيان لما في ذلك من الفوائد في الدنيا والآخرة .
والمتاع : اسم مصدر التمتيع لما يُتمتع به ، أي يُنتفع . ويطلق على منافع الدنيا . وقد تقدم عند قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } في سورة [ الأعراف : 24 ].
والحَسَن : تقييد لنوع المتاع بأنه الحَسن في نوعه ، أي خالصاً من المكدرات طويلاً بقاؤه لصاحبه كما دل عليه قوله : إلى أجل مسمى }. والمراد بالمتاع : الإبقاءُ ، أي الحياة ، والمعنى أنه لا يستأصلهم . ووصفه بالحسن لإفادة أنها حياة طيبة .
و { إلى أجل } متعلق ب { يمتعكم } وهو غاية للتمتيع ، وذلك موعظة وتنبيه على أن هذا المتاع له نهاية ، فعلم أنه متاع الدنيا . والمقصود بالأجَل : أجل كل واحد وهو نهاية حياته ، وهذا وعد بأنه نعمة باقية طول الحياة .
وجملة : { يُؤْت كل ذي فضل فضله } عطف على جملة : { يمتعكم }. والإيتاء : الإعطاء ، وذلك يدل على أنه مِن المتاع الحسن ، فيعلم أنه إعطاء نعيم الآخرة . والفضل : إعطاء الخير . سمي فضلاً لأن الغالب أن فاعل الخير يفعله بما هو فاضل عن حاجته ، ثم تنوسي ذلك فصار الفضل بمعنى إعطاء الخير .
والفضل الأولُ : العمل الصالح ، بقرينة مقابلته بفضل الله الغني عن الناس .
والفضل الثاني المضاف إلى ضمير الجلالة هو ثواب الآخرة ، بقرينة مقابلته بالمتاع في الدنيا . والمعنى : ويؤت الله فضلَه كلّ ذي فَضْل في عمله .
ولما علق الإيتاء بالفضلين علم أن مقدار الجزاء بقدر المَجْزي عليه ، لأنه علق بذي فضل وهو في قوة المشتق ، ففيه إشعار بالتعليل وبالتقدير . وضبط ذلك لا يعلمه إلا الله ، وهو سر بين العبد وربه . ونظير هذا مع اختلاف في التقديم والتأخير وزيادة بياننٍ ، قولُه تعالى : { مَنْ عَمِلَ صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينَّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } [ النحل : 97 ].
عطف على { وأن استغفروا ربكم } فهو من تمام ما جاء تفسيراً ل
{ أحكمت آياته ثم فصلت } [ هود : 1 ] وهو مما أوحي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبلغه إلى الناس .
وتَولوا : أصلُه تَتولوا ، حذفت إحدى التائين تخفيفاً .
وتأكيد جملة الجزاء ب { إن } وبكون المسند إليه فيها اسماً مخبراً عنه بالجملة الفعلية لقصد شدة تأكيد توقع العذاب .
وتنكير { يوم } للتهويل ، لتذهب نفوسهم للاحتمال الممكن أن يكون يوماً في الدنيا أو في الآخرة ، لأنهم كانوا ينكرون الحشر ، فتخويفهم بعذاب الدنيا أوْقع في نفوسهم . وبذلك يكون تنكير { يوم } صالحاً لإيقاعه مقابلاً للجَزَاءيْن في قوله : { يُمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله } ، فيقدّر السامع : إن توليتم فإني أخاف عليكم عذابين كما رجوت لكم إن استغفرتم ثوابين .
ووصفه بالكبير لزيادة تهويله ، والمراد بالكبر الكبر المعنوي ، وهو شدة ما يقع فيه ، أعني العذاب ، فوصف اليوم بالكبر مجاز عقلي .
- إعراب القرآن : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
«وَأَنِ» الواو عاطفة وأن معطوفة على أن في قوله تعالى ألا تعبدوا «اسْتَغْفِرُوا» أمر والواو فاعل «رَبَّكُمْ» مفعول به والكاف مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «تُوبُوا» معطوفة على استغفروا «إِلَيْهِ» متعلقان بتوبوا «يُمَتِّعْكُمْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والكاف مفعول به والفاعل مستتر «مَتاعاً» مفعول مطلق «حَسَناً» صفة «إِلى أَجَلٍ» متعلقان بيمتعكم «مُسَمًّى» صفة لأجل مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر «وَيُؤْتِ» الواو عاطفة ومضارع معطوف على يمتعكم وهو مجزوم مثله وعلامة جزمه حذف حرف العلة فاعله مستتر والجملة معطوفة «كُلَّ» مفعول به أول «ذِي» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة. «فَضْلٍ» مضاف اليه «فَضْلَهُ» مفعول به ثان والهاء مضاف إليه «وَأَنِ» الواو استئنافية وما بعدها كلام مستأنف وإن شرطية «تَوَلَّوْا» مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية «فَإِنِّي» الفاء رابطة للجواب وان واسمها والجملة في محل جزم جواب الشرط «أَخافُ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر «عَلَيْكُمْ» متعلقان بأخاف «عَذابَ» مفعول به «يَوْمٍ» مضاف إليه «كَبِيرٍ» صفة.
- English - Sahih International : And [saying] "Seek forgiveness of your Lord and repent to Him [and] He will let you enjoy a good provision for a specified term and give every doer of favor his favor But if you turn away then indeed I fear for you the punishment of a great Day
- English - Tafheem -Maududi : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ(11:3) that you may seek forgiveness of your Lord and turn to Him in repentance whereupon He will grant you a fair enjoyment of life until an appointed term, *3 and will bestow favour on everyone who merits favour. *4 But should you turn away (from the truth), I fear for you the chastisement of an Awesome Day.
- Français - Hamidullah : Demandez pardon à votre Seigneur; ensuite revenez à Lui Il vous accordera une belle jouissance jusqu'à un terme fixé et Il accordera à chaque méritant l'honneur qu'il mérite Mais si vous tournez le dos je crains alors pour vous le châtiment d'un grand jour
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : und "Bittet euren Herrn um Vergebung hierauf wendet euch Ihm in Reue zu so wird Er euch einen schönen Nießbrauch auf eine festgesetzte Frist gewähren und Er wird jedem der voll Huld ist Seine Huld gewähren" Wenn sie sich jedoch abkehren so sag Gewiß ich fürchte für euch die Strafe eines schweren Tages
- Spanish - Cortes : Y ¡que pidáis perdón a vuestro Señor y luego os volváis a Él Os permitirá entonces disfrutar bien por un tiempo determinado y concederá Su favor a todo favorecido Pero si volvéis la espalda temo por vosotros el castigo de un día terrible
- Português - El Hayek : Implorai o perdão de vosso Senhor e voltaivos a Ele arrependidos que Ele vos agraciará generosamente até um términoprefixado e agraciará com o merecido a cada um que tiver mérito Porém se vos recusardes temo por vós o castigo doGrande Dia
- Россию - Кулиев : Просите прощения у вашего Господа и раскаивайтесь перед Ним чтобы Он наделил вас прекрасными благами до определенного срока и одарил Своей милостью каждого милостивого Если же вы отвернетесь то я боюсь что вас постигнут мучения в Великий день
- Кулиев -ас-Саади : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
Просите прощения у вашего Господа и раскаивайтесь перед Ним, чтобы Он наделил вас прекрасными благами до определенного срока и одарил Своей милостью каждого милостивого. Если же вы отвернетесь, то я боюсь, что вас постигнут мучения в Великий день.О люди! Просите прощения своим грехам и воспользуйтесь отведенным для вас сроком для того, чтобы отречься от всего, что ненавистно Аллаху, и устремиться ко всему, что Он любит и что Ему угодно. Ваши молитвы о прощении и покаяния способствуют тому, что Аллах одарит вас земным уделом, который доставит вас удовольствие и послужит вам во благо. А еще Всевышний Аллах позволит вам прожить отпущенный вам жизненный срок и одарит великодушных и добродетельных среди вас Своей милостью. Воистину, воздаянием за вашу добродетель будет обретение того, что вам нравится, и избавление от всего, что вам неприятно. Но если вы откажетесь ответить на этот призыв, отвернетесь от истины или даже сочтете ее ложью, то вас постигнет ужасное наказание. А произойдет это в великий день, когда Аллах соберет вместе все первые и последующие поколения людей и остальных творений.
- Turkish - Diyanet Isleri : Elif Lam Ra Bu Kitap hakim ve haberdar olan Allah tarafından Allah'tan başkasına kulluk etmeyesiniz diye ayetleri kesin kılınmış sonra da uzun uzadıya açıklanmış bir Kitap'dır Ben size O'nun tarafından gönderilmiş bir uyarıcı ve müjdeciyim Rabbinizden mağfiret dileyin ve O'na tevbe edin ki belli bir süreye kadar sizi güzelce geçindirsin ve her fazilet sahibine faziletinin karşılığını versin Eğer yüz çevirirseniz o zaman ben doğrusu hakkınızda büyük günün azabından korkarım
- Italiano - Piccardo : Se chiedete perdono al vostro Signore e tornate a Lui pentiti vi darà piena soddisfazione [in questa vita] fino al termine prescritto e darà ad ogni meritevole il merito suo Se invece volgerete le spalle temo per voi il castigo di un gran Giorno
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها خهڵکینه داوای لێخۆشبوون له پهروهردگارتان بکهن لهوهودوا بگهڕێنهوه بۆ لای ئهوکاته بهچاکی دهتانژێنێت بهژیانێکی چاک تا کاتێکی دیاریکراو ههروهها پاداشتی ههموو خاوهن چاکهیهک بهزیادهوه دهداتهوه خۆ ئهگهر ئێوه پشت ههڵکهن و گوێڕایهڵی فهرمانی خوا نهبن ئهوه بهڕاستی من دهترسم که سزای ڕۆژێکی گهوره و سهخت یهخهتان پێ بگرێت که ڕۆژی قیامهته یان ئهو ڕۆژهی خوای گهوره له ناوتان دهبات
- اردو - جالندربرى : اور یہ کہ اپنے پروردگار سے بخشش مانگو اور اس کے اگے توبہ کرو وہ تو تم کو ایک وقت مقررہ تک متاع نیک سے بہرہ مند کرے گا اور ہر صاحب بزرگ کو اس کی بزرگی کی داد دے گا۔ اور اگر روگردانی کرو گے تو مجھے تمہارے بارے میں قیامت کے بڑے دن کے عذاب کا ڈر ہے
- Bosanski - Korkut : da od Gospodara svoga oprosta tražite i da se pokajete a On će vam dati da do smrtnoga časa lijepo proživite i svakom čestitom daće zasluženu nagradu A ako leđa okrenete – pa ja se zaista bojim za vas patnje na Velikom danu
- Swedish - Bernström : där [ni förmanas] att be er Herre om förlåtelse [för era synder] och att i ånger vända åter till Honom Då skall Han till en tidpunkt [som Han har] fastställt låta er njuta allt det goda [som ryms i detta liv] och [i det kommande livet] skall Han efter vars och ens förtjänst skänka alla som gör det goda och det rätta Sin nåds gåvor" Men om de vänder ryggen till [säg] "Jag bävar för det straff som väntar er på [Räkenskapens] dag
- Indonesia - Bahasa Indonesia : dan hendaklah kamu meminta ampun kepada Tuhanmu dan bertaubat kepadaNya Jika kamu mengerjakan yang demikian niscaya Dia akan memberi kenikmatan yang baik terus menerus kepadamu sampai kepada waktu yang telah ditentukan dan Dia akan memberikan kepada tiaptiap orang yang mempunyai keutamaan balasan keutamaannya Jika kamu berpaling maka sesungguhnya aku takut kamu akan ditimpa siksa hari kiamat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
(Dan hendaklah kalian meminta ampun kepada Rabb kalian) dari kemusyrikan (dan bertobatlah kalian) kembalilah kalian (kepada-Nya) dengan menjalankan ketaatan (niscaya Dia akan memberi kenikmatan kepada kalian) di dunia (dengan kenikmatan yang baik) dengan kehidupan yang baik dan rezeki yang banyak (sampai pada waktu yang telah ditentukan) yaitu mati (dan Dia akan memberi) kelak di akhirat (kepada tiap-tiap orang yang mempunyai keutamaan) di dalam beramal (keutamaannya) yakni balasannya (Dan jika kalian berpaling) lafal tawallau pada asalnya adalah tatawallau kemudian salah satu dari dua huruf ta dibuang sehingga jadilah tawallau, artinya berpaling (maka sesungguhnya aku takut kalian akan ditimpa siksa di hari kiamat) yaitu hari akhir.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর তোমরা নিজেদের পালনকর্তা সমীপে ক্ষমা প্রার্থনা কর। অনন্তর তাঁরই প্রতি মনোনিবেশ কর। তাহলে তিনি তোমাদেরকে নির্দিষ্ট সময় পর্যন্ত উৎকৃষ্ট জীবনোপকরণ দান করবেন এবং অধিক আমলকারীকে বেশী করে দেবেন আর যদি তোমরা বিমুখ হতে থাক তবে আমি তোমাদের উপর এক মহা দিবসের আযাবের আশঙ্কা করছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நீங்கள் உங்கள் இறைவனிடம் மன்னிப்பைத் தேடி பாவங்களை விட்டு அவனிடம் திரும்புங்கள்; நீங்கள் அவ்வாறு செய்தால் அவன் ஒரு குறித்த தவணைவரை உங்களுக்கு வாழ்க்கை வசதிகளை ஏற்படுத்துவான்; இன்னும் அருளுடைய ஒவ்வொருவருக்கும் மறுமையில் தன் அருளை அதிகமாகவே கொடுப்பான்; ஆனால் நீங்கள் ஈமான் கொள்வதைப் புறக்கணித்தால் மாபெரும் நாளின் வேதனை குறித்து நிச்சயமாக உங்களுக்காக நான் பயப்பகிறேன்" என்றும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกท่านจงขอนิรโทษจากพระเจ้าของพวกท่าน แล้วจงกลับเนื้อกลับตัวต่อพระองค์ พระองค์จะทรงหใปัจจัยแก่พวกท่านซึ่งปัจจัยที่ไปจนถึงวาระหนึ่งที่กำหนดไว้ และพระองค์จะทรงประทานแก่ทุก ๆ ผู้ทำความดีซึ่งความดีของเขาและหากพวกท่านผินหลังให้ แท้จริงฉันกลัวแทน พวกท่านซึ่งการลงโทษในวันอันยิ่งใหญ่
- Uzbek - Мухаммад Содик : Роббингизга истиғфор айтинглар сўнгра Унга тавба қилинглар Шунда У сизларни маълум муддатгача яхши роҳатлар ила баҳраманд қилур ва ҳар бир фазл эгасига фазлини берур Агар юз ўгириб кетсангиз бас албатта мен сизларга улуғ куннинг азоби бўлишидан қўрқаман
- 中国语文 - Ma Jian : 你们应当向你们的主求饶,然后,向他悔过,他就使你们获得优美的享受,到一个限期,并赏赐有美德者以大量的恩惠。如果你们违背正道,那末,我的确担心你们遭受重大日的惩罚。
- Melayu - Basmeih : Dan hendaklah kamu meminta ampun kepada Tuhan kamu dari perbuatan syirik kemudian hendaklah kamu rujuk kembali taat kepadaNya; supaya Ia memberi kamu nikmat kesenangan hidup yang baik di dunia hingga ke suatu masa yang tertentu dan di akhirat pula Ia akan memberi kepada tiaptiap seorang yang mempunyai kelebihan dalam sebarang amal yang soleh akan pahala kelebihannya itu; dan jika kamu berpaling membelakangkan tiga perkara itu maka sesungguhnya aku bimbang kamu akan beroleh azab hari kiamat yang besar huruharanya
- Somali - Abduh : dambi dhaafna warsada Eebe una toobad keena wuxuu idiinku raaxayn nolol wanaagsan tan iyo muddo wuxuuna siin cid kasta dheeraad leh Fadli dheeraadkiisa Fadligiisa haddaad jeedsataanna anugu waxaan idiinka cabsan Cadaab Maalin wayn
- Hausa - Gumi : Kuma ku nẽmi gãfara gun Ubangijinku Sa'an nan ku tũba zuwa gare Shi Ya jiyar da ku dãɗi jiyarwa mai kyau zuwa ga ajali ambatacce kuma Ya bai wa dukkan ma'abucin girma girmansa Amma idan kun jũya to lalle nĩ inã tsõron azãbar yini mai girma a kanku
- Swahili - Al-Barwani : Na ili mumwombe msamaha Mola wenu Mlezi kisha mtubie kwake Atakustarehesheni starehe nzuri mpaka muda maalumu Na atampa kila mwenye fadhila fadhila yake Na ikiwa mtakengeuka basi mimi nakukhofieni adhabu ya hiyo Siku Kubwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe kërkoni falje nga Zoti juaj e kthehuni tek Ai Ai do t’ju japë të shijoni kënaqësi të bukura deri në afatin e caktuar dhe do t’i japë çdo të miri shpërblimin e merituar E nëse shmangeni unë i druaj dënimit që do t’ju gjejë në Ditën e Madhe
- فارسى - آیتی : و نيز از پروردگارتان آمرزش بخواهيد و به درگاهش توبه كنيد، تا شما را از رزقى نيكو -تا آنگاه كه مقرر است- برخوردارى دهد. و هر شايسته انعامى را نعمت دهد. و اگر رويگردان شويد، بر شما از عذاب روز بزرگ بيمناكم.
- tajeki - Оятӣ : Ва низ аз Парвардигоратон бахшоиш бихоҳед ва ба даргоҳаш тавба кунед, то шуморо аз ризқе некӯ, то он гоҳ, ки муқаррар аст, бархурдорӣ диҳад. Ва ҳар шоистаи неъматро неъмат диҳад. Ва агар рӯйгардон шавед, бар шумо аз азоби рӯзи бузург бимнокам.
- Uyghur - محمد صالح : سىلەر پەرۋەردىگارىڭلاردىن مەغپىرەت تەلەپ قىلىڭلار، ئاندىن ئۇنىڭغا تەۋبە قىلىڭلار، اﷲ سىلەرنى مۇئەييەن مۇددەتكىچە (يەنى ئۆمرۈڭلار ئاخىرلىشىپ، ئەجىلىڭلار يەتكۈچە ھاياتىي دۇنيادىن) ئوبدان بەھرىمەن قىلىدۇ، ياخشى ئىش قىلغۇچىغا قىلغان ياخشىلىقنىڭ ساۋابىنى بېرىدۇ، ئەگەر (ئىماندىن) يۈز ئۆرۈسەڭلار، (ئازابقا دۇچار بولىسىلەر) سىلەرنىڭ قىيامەت كۈنىنىڭ چوڭ ئازابىغا قېلىشىڭلاردىن ئەنسىرەيمەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ നാഥനായ അല്ലാഹുവോട് പാപമോചനം തേടുക. അവങ്കലേക്ക് പശ്ചാത്തപിച്ചു മടങ്ങുക. എങ്കില് ഒരു നിശ്ചിതകാലം വരെ അവന് നിങ്ങള്ക്ക് ഉത്തമമായ ജീവിത വിഭവം നല്കും. ശ്രേഷ്ഠത പുലര്ത്തുന്നവര്ക്ക് തങ്ങളുടെ ശ്രേഷ്ഠതക്കൊത്ത പ്രതിഫലമുണ്ട്. അഥവാ, നിങ്ങള് പിന്തിരിയുന്നുവെങ്കില് ഭീകരമായ ഒരു നാളിലെ ശിക്ഷ നിങ്ങള്ക്കുണ്ടാകുമെന്ന് ഞാന് ഭയപ്പെടുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : واسالوه ان يغفر لكم ذنوبكم ثم ارجعوا اليه نادمين يمتعكم في دنياكم متاعا حسنا بالحياه الطيبه فيها الى ان يحين اجلكم ويعط كل ذي فضل من علم وعمل جزاء فضله كاملا لا نقص فيه وان تعرضوا عما ادعوكم اليه فاني اخشى عليكم عذاب يوم شديد وهو يوم القيامه وهذا تهديد شديد لمن تولى عن اوامر الله تعالى وكذب رسله
*3). If a person turns to God in sincere devotion, He will enable him to spend his life felicitously. God will lavish upon him His bounties, confer a variety of benedictions, provide a life of prosperity, grant peace and tranquillity, and cause him to live honourably rather than in ignominy and disgrace. The same idea has been brought forth elsewhere in the Qur'an in the following words:
Whoever acts righteously - whether male or female - the while he is a believer, We will surely grant him a clean life . . . (al-Nahl 16: 97). This verse dispels the Satanic misconception to which simpletons often succumb. The misconception consists of believing that piety, honesty and responsible behaviour might at the most lead to man's well-being in the Next Life, but they certainly play havoc with his life in the present world. Under this mistaken notion it is believed that good people are inevitably destined to live in abject poverty and utter misery. In refuting this misconception, God makes it clear that righteous behaviour is conducive to man's success in both worlds. Those who live a righteous and God-fearing life will achieve success and esteemed position in this world as in the Next. For, a position of true honour in this world falls only to those who, out of their devotion to God, act righteously, who are known for their excellent morals, who adhere to propriety in their dealings with others, who are considered by people to be trustworthy, of whom all expect nothing but goodness and benevolence, and of whom none entertains the fear of any evil.
Implicit in the Qur'anic expression 'a fair enjoyment of life' is another point which should not escape our attention. According to the Qur'an, 'enjoyment of life' is of two kinds: one. which leads people, who are heedless of God, to temptations with the result that they immerse themselves in worldliness and forget God even more. Thus, 'enjoyment of life', though apparently a divine blessing, proves a curse. It becomes the precursor of God's punishment. This is what the Qur'an brands as 'illusory enjoyment'. (See Al 'Imran 3: 185; al-Hadid 57: 20 - Ed.) By contrast, the other kind of enjoyment of life adds to a person's prosperity and physical vitality in such a way that he becomes even more grateful to God. This kind of 'enjoyment of life' prompts man to fulfil the obligations incumbent upon him towards God, towards God's creatures and towards himself. Strengthened by the resources provided by God, man finds himself in a stronger position to effectively promote the cause of good and righteousness and to strive to obliterate evil and mischief. This is the Qur'anic concept of 'fair enjoyment of life' - an enjoyment which does not end with the life of this world, but extends to the Next Life as well.
*4). The more a person excels in moral conduct and good deeds, the higher will be the status that God confers upon him. God does not let anyone's good deeds go to waste. In the same way as God does not show any appreciation for evil, He does not show any lack of appreciation for goodness and virtue. In God's kingdom there is no place for the kind of atrocious injustice and stupidity to which a Persian poet has given expression in the following couplet:
The Arabian steed lies suffering from the wounds of the saddle-pack while a golden necklace adorns the neck of a donkey! God deals with His creatures in such a way that anyone who deserves a reward, is fully granted that reward.