- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ وَكَانَ عَرْشُهُۥ عَلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِنۢ بَعْدِ ٱلْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنْ هَٰذَآ إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ۗ ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين
- عربى - التفسير الميسر : وهو الذي خلق السماوات والأرض وما فيهن في ستة أيام، وكان عرشه على الماء قبل ذلك؛ ليختبركم أيكم أحسن له طاعةً وعملا وهو ما كان خالصًا لله موافقًا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولئن قلت -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين من قومك: إنكم مبعوثون أحياءً بعد موتكم، لسارعوا إلى التكذيب وقالوا: ما هذا القرآن الذي تتلوه علينا إلا سحر بيِّن.
- السعدى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
يخبر تعالى أنه { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة { و } حين خلق السماوات والأرض { كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } فوق السماء السابعة.
فبعد أن خلق السماوات والأرض استوى عليه، يدبر الأمور، ويصرفها كيف شاء من الأحكام القدرية، والأحكام الشرعية. ولهذا قال: { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } أي: ليمتحنكم، إذ خلق لكم ما في السماوات والأرض بأمره ونهيه، فينظر أيكم أحسن عملا.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه"
قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه" ؟.
فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل.
وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا.
والخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة، وهذا كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
وقال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } فالله تعالى خلق الخلق لعبادته ومعرفته بأسمائه وصفاته، وأمرهم بذلك، فمن انقاد، وأدى ما أمر به، فهو من المفلحين، ومن أعرض عن ذلك، فأولئك هم الخاسرون، ولا بد أن يجمعهم في دار يجازيهم فيها على ما أمرهم به ونهاهم.
ولهذا ذكر الله تكذيب المشركين بالجزاء، فقال: { وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }
أي: ولئن قلت لهؤلاء وأخبرتهم بالبعث بعد الموت، لم يصدقوك، بل كذبوك أشد التكذيب ، وقدحوا فيما جئت به، وقالوا: { إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } ألا وهو الحق المبين.
- الوسيط لطنطاوي : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
ثم ساق - سبحانه - ما يشهد بعظيم قدرته فقال - تعالى - : ( وَهُوَ الذي خَلَق السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ . . . ) .
والأيام جمع يوم ، والمراد به هنا مطلق الوقت الذى لا يعلم مقداره إلا الله - تعالى - .
أى : وهو - سبحانه - الذى أنشأ السموات والأرض وما بينهما ، على غير مثال سابق ، فى ستة أيام من أيامه - تعالى - ، التى لا يعلم مقدار زمانها إلا هو .
وقيل : أنشأهن فى مقدار ستة أيام من أيام الدنيا .
قال سعيد بن جبير - رضى الله عنه - : كان الله قادرا على خلق السموات والأرض وما بينهما فى لمحة ولحظة ، فخلقهن فى ستة أيام ، تعليما لعباده التثبت والتأنى فى الأمور .
وقد جاءت آيات تدل على أنه - سبحانه - خلق الأض فى يومين ، وخلق السموات فى يومين وخلق ما بينهما فى يومين ، وهذه الآيات هى قوله - تعالى - : ( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العالمين . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ . ثُمَّ استوى إِلَى السمآء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وأوحى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا . . . ) وجملة ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء ) اعتراضية بين قوله ( خَلَق السماوات والأرض ) وبين ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) ويجوز أن تكون حالية من فاعل خلق وهو الله - تعالى - وعرش الله - تعالى - من الألفاظ التى لا يعلمها البشر إلا بالاسم . وقد جاء ذكر العرش فى القرآن الكريم إحدى وعشرين مرة .
ونحن مكلفون بأن نؤمن بأن له - سبحانه - عرشا ، أما كيفيته فنفوض علمها إليه - تعالى - .
والمعنى : أن الله - تعالى - خلق السموات والأرض فى ستة أيام ، وكان عرشه قبل خلقهما ليس تحته شئ سوى الماء .
قالوا : وفى ذلك دليل على أن العرش والماء كانا موجودين قبل وجود السموات والأرض .
قال القرطبي : قوله : ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء ) بين - سبحانه - أن خلق العرش والماء ، كان قبل خلق الأرض والسماء . . .
ثم قال : وروى البخارى عن عمران بين حصين قال كنت عند النبى - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه قوم من بنى تميم فقال : " " اقبلوا البشرى يا بنى تميم " قالوا : بشرتنا فأعطنا . فدخل ناس من أهل اليمن فقالوا : جئنا لنتفقه فى الدين ، ولنسألك عن هذا الدين ونسألك عن أول هذا الأمر .
قال : "
إن الله ولم يكن شئ غيره ، وكان عرشه على الماء . ثم خلق السموات والأرض ، وكتب فى الذكر كل شئ " " .وقال ابن كثير بعد هذا الحديث وغيره : وفى صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء " .
وروى الإِمام أحمد عن لقيط بن عامر العقبلى قال : قلت يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال : كان فى عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق العرش بعد ذلك .
والعلماء : السحاب الرقيق ، أى فوق سحاب مدبرا له ، وعاليا عليه ، والسحاب ليس تحته سوى الهواء ، وليس فوقه سوى الهواء . والمراد أنه ليس مع الله - تعالى - شئ آخر .
وقوله - سبحانه - ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) جملة تعليلية . ويبلوكم من الابتلاء بمعنى الاختبار والامتحان .
أى : خلق ما خلق من السموات والأرض وما فيهما من كائنات ، ورتب فيهما جميع ما تحتاجون إليه من أسباب معاشكم ، ليعاملكم معاملة من يختبر غيره ، ليتميز المحسن من المسئ ، والمطيع من العاصى ، فيجازى المسحنين والطائعين بما يستحقون من ثواب ، ويعاقب المسيئين والعاصين بما هم أهله من عقاب .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : كيف قيل : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) وأعمال المؤمنين هى التي تتفاوت إلى حسن وأحسن ، فأما أعمال المؤمنين والكافرين فتفاوتها إلى حسن وقبيح؟ قلت : الذين هم أحسن عملا هم المتقون وهم الذين استبقوا إلى تحصيل ما هو مقصود الله - تعالى - من عباده ، فخصهم بالذكر ، واطرح ذكر من وراءهم ، تشريفا لهم ، وتنبيها على مكانهم منه ، وليكون ذلك لطفا للسامعين ، وترغيبا فى حياة فضلهم .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة ببيان موقف الكافرين من البعث والحساب فقال : ( وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الموت لَيَقُولَنَّ الذين كفروا إِنْ هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) .
أى : ولئن قلت يا محمد لهؤلاء الكافرين الذين أرسلك الله لإِخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإِيمان ، لئن قلت لهم ( إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ ) يوم القيامة ( مِن بَعْدِ الموت ) الذى سيدرككم فى هذه الدنيا عند نهايكم آجالكم ( لَيَقُولَنَّ ) لك هؤلاء الكافرون على سبيل الأنكار والتهكم ما هذا الذى تقوله يا محمد ( إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) أى : إلا سحر واضح جلى ظاهر لا لبس فيه ولا غموض .
وقرأ حمزة والكسائى وخلف ( إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) فتكون الإِشارة بقوله ( هذا ) إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أى : أنه فى زعمهم يقول كلاما ليسحرهم به ، وليصرفهم عما كان عليه آباؤهم وأجدادهم .
- البغوى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
قوله تعالى : ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) قبل أن خلق السماء والأرض وكان ذلك الماء على متن الريح .
قال كعب : خلق الله عز وجل ياقوتة خضراء ، ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد ، ثم خلق الريح ، فجعل الماء على متنها ، ثم وضع العرش على الماء . قال ضمرة : إن الله تعالى كان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض ، وخلق القلم فكتب به ما هو خالق وما هو كائن من خلقه ، ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومجده ألف عام قبل أن يخلق شيئا من خلقه
( ليبلوكم ) ليختبركم ، وهو أعلم ، ( أيكم أحسن عملا ) أعمل بطاعة الله ، وأورع عن محارم الله تعالى . ( ولئن قلت ) يا محمد ، ( إنكم مبعوثون ) أي : ( من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ) يعنون القرآن .
وقرأ حمزة والكسائي : " ساحر " يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم .
- ابن كثير : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
يخبر تعالى عن قدرته على كل شيء ، وأنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ، وأن عرشه كان على الماء قبل ذلك ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن جامع بن شداد ، عن صفوان بن محرز ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " اقبلوا البشرى يا بني تميم " . قالوا : قد بشرتنا فأعطنا . قال : " اقبلوا البشرى يا أهل اليمن " . قالوا : قد قبلنا ، فأخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان ؟ قال : " كان الله قبل كل شيء ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء " . قال : فأتاني آت فقال : يا عمران ، انحلت ناقتك من عقالها . قال : فخرجت في إثرها ، فلا أدري ما كان بعدي .
وهذا الحديث مخرج في صحيحي البخاري ومسلم بألفاظ كثيرة ; فمنها : قالوا : جئناك نسألك عن أول هذا الأمر فقال : " كان الله ولم يكن شيء قبله - وفي رواية : غيره ، وفي رواية : معه - وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، ثم خلق السموات والأرض " .
وفي صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء " .
وقال البخاري في تفسير هذه الآية : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله عز وجل : أنفق أنفق عليك " . وقال : " يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار " وقال " أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض ، فإنه لم يغض ما في يده ، وكان عرشه على الماء ، وبيده الميزان يخفض ويرفع " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن عمه أبي رزين - واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي - قال : قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : " كان في عماء ، ما تحته هواء وما فوقه هواء ، ثم خلق العرش بعد ذلك " .
وقد رواه الترمذي في التفسير ، وابن ماجه في السنن من حديث يزيد بن هارون به وقال الترمذي : هذا حديث حسن .
وقال مجاهد : ( وكان عرشه على الماء ) قبل أن يخلق شيئا . وكذا قال وهب بن منبه ، وضمرة بن حبيب ، وقاله قتادة ، وابن جرير ، وغير واحد .
وقال قتادة في قوله : ( وكان عرشه على الماء ) ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض .
وقال الربيع بن أنس : ( وكان عرشه على الماء ) فلما خلق السموات والأرض ، قسم ذلك الماء قسمين ، فجعل نصفا تحت العرش ، وهو البحر المسجور .
وقال ابن عباس : إنما سمي العرش عرشا لارتفاعه .
وقال إسماعيل بن أبي خالد ، سمعت سعدا الطائي يقول : العرش ياقوتة حمراء .
وقال محمد بن إسحاق في قوله تعالى : ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) فكان كما وصف نفسه تعالى ، إذ ليس إلا الماء وعليه العرش ، وعلى العرش ذو الجلال والإكرام ، والعزة والسلطان ، والملك والقدرة ، والحلم والعلم ، والرحمة والنعمة ، الفعال لما يريد .
وقال الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس عن قول الله : ( وكان عرشه على الماء ) على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح .
وقوله تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) أي : خلق السموات والأرض لنفع عباده الذين خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له ، ولم يخلق ذلك عبثا ، كما قال تعالى : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ) ، وقال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) [ المؤمنون : 115 ، 116 ] ، وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [ الذاريات : 56 ] .
وقوله : ( ليبلوكم ) أي : ليختبركم ( أيكم أحسن عملا ) ولم يقل : أكثر عملا بل ( أحسن عملا ) ولا يكون العمل حسنا حتى يكون خالصا لله عز وجل ، على شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمتى فقد العمل واحدا من هذين الشرطين بطل وحبط .
وقوله : ( ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ) يقول تعالى : ولئن أخبرت يا محمد هؤلاء المشركين أن الله سيبعثهم بعد مماتهم كما بدأهم ، مع أنهم يعلمون أن الله تعالى هو الذي خلق السموات والأرض ، [ كما قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) [ الزخرف : 87 ] ، ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ] وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ) [ العنكبوت : 61 ] ، وهم مع هذا ينكرون البعث والمعاد يوم القيامة ، الذي هو بالنسبة إلى القدرة أهون من البداءة ، كما قال تعالى : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) [ الروم : 27 ] ، وقال تعالى : ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ) [ لقمان : 28 ] وقولهم : ( إن هذا إلا سحر مبين ) أي : يقولون كفرا وعنادا ما نصدقك على وقوع البعث ، وما يذكر ذلك إلا من سحرته ، فهو يتبعك على ما تقول .
- القرطبى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
قوله تعالى : وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين
قوله تعالى : وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام تقدم في ( الأعراف ) بيانه والحمد لله . وكان عرشه على الماء بين أن خلق العرش والماء قبل خلق الأرض والسماء . قال كعب : خلق الله ياقوتة خضراء فنظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد من مخافة الله تعالى ; فلذلك يرتعد الماء إلى الآن وإن كان ساكنا ، ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها ، ثم وضع العرش على الماء . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : إنه سئل عن قوله - عز وجل - : وكان عرشه على الماء فقال : على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح . وروى البخاري عن عمران بن حصين . قال : كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه قوم من بني تميم فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) قالوا : بشرتنا فأعطنا [ مرتين ] فدخل ناس من أهل اليمن فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) قالوا : قبلنا ، جئنا لنتفقه في الدين ، ولنسألك عن هذا الأمر ما كان ؟ قال : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال : يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها فإذا هي يقطع دونها السراب ; وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم .
قوله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا أي خلق ذلك ليبتلي عباده بالاعتبار والاستدلال على كمال قدرته وعلى البعث . وقال قتادة : معنى أيكم أحسن عملا أيكم أتم عقلا . وقال الحسن وسفيان الثوري : أيكم أزهد في الدنيا . وذكر أن عيسى - عليه السلام - مر برجل نائم فقال : يا نائم قم فتعبد ، فقال يا روح الله قد تعبدت ، فقال ( وبم تعبدت ) ؟ قال : قد تركت الدنيا لأهلها ; قال : نم فقد فقت العابدين . الضحاك : أيكم أكثر شكرا . مقاتل : أيكم أتقى لله . ابن عباس : أيكم أعمل بطاعة الله - عز وجل - . وروي عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا : أيكم أحسن عملا قال : أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله فجمع الأقاويل كلها ، وسيأتي في " الكهف " هذا أيضا إن شاء الله تعالى . وقد تقدم معنى الابتلاء .
ولئن قلت إنكم مبعوثون أي دللت يا محمد على البعث . من بعد الموت وذكرت ذلك للمشركين لقالوا : هذا سحر . وكسرت ( إن ) لأنها بعد القول مبتدأة . وحكى سيبويه الفتح .
ليقولن الذين كفروا فتحت اللام لأنه فعل متقدم لا ضمير فيه ، وبعده " ليقولن " لأن فيه ضميرا . و " سحر " أي غرور باطل ، لبطلان السحر عندهم . وقرأ حمزة والكسائي " إن هذا إلا ساحر مبين " كناية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
- الطبرى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله الذي إليه مرجعكم أيها الناس جميعًا ، ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) ، يقول: أفيعجز من خلق ذلك من غير شيء أن يعيدكم أحياءً بعد أن يميتكم؟
* * *
وقيل: إن الله تعالى ذكره خلق السموات والأرض وما فيهن في الأيام الستة، فاجتُزِئَ في هذا الموضع بذكر خلق السموات والأرض ، من ذكر خلق ما فيهنّ.
17971- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثّ فيها من كل دابة يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعات الجمعة ، فيما بين العصر إلى الليل . (8)
17972- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (في ستة أيام) ، قال: بدأ خلق الأرض في يومين، وقدّر فيها أقواتها في يومين.
17973- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب قال: بدأ الله خلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، وفرغ منها يوم الجمعة ، فخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة . قال : فجعل مكان كل يوم ألف سنة.
17974- وحدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) ، قال: من أيام الآخرة، كل يوم مقداره ألف سنة . ابتدأ في الخلق يوم الأحد، وختم الخلق يوم الجمعة ، فسميت " الجمعة "، وسَبَت يوم السبت فلم يخلق شيئًا
* * *
وقوله: (وكان عرشه على الماء) ، يقول: وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض وما فيهن ، (9) كما:-
17975- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (وكان عرشه على الماء) ، قبل أن يخلق شيئًا .
17976- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
17977- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
17978- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (وكان عرشه على الماء) ، ينبئكم ربكم تبارك وتعالى كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض.
17979- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وكان عرشه على الماء) ، قال: هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السماء والأرض.
17980- حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج قال ، حدثنا حماد، عن يعلى بن عطاء. عن وكيع بن حُدُس، عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربُّنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: في عَمَاءٍ ، (10)
ما فوقه هواء ، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء. (11)
17981- حدثنا ابن وكيع ، ومحمد بن هارون القطان الرازقي قالا حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حُدُس، عن عمه أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عَماء ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء . (12)
17982- حدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر بن شميل قال، أخبرنا المسعودي قال، أخبرنا جامع بن شداد، عن صفوان بن محرز، عن ابن حصين ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتى قومٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فدخلوا عليه، فجعل يبشِّرهم ويقولون: أعطنا ! حتى ساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرجوا من عنده. وجاء قوم آخرون فدخلوا عليه، فقالوا: جئنا نسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر؟ قال: فاقبلوا البشرى إذ لم يقبلها أولئك الذين خرجوا ! قالوا: قبلنا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر قبل كل شيء، ثم خلق سبع سماوات . ثم أتاني آت فقال: تلك ناقتك قد ذهبت، فخرجتُ ينقطع دونها السَّراب ، (13) ولوددتُ أنّي تركتها. (14)
17983- حدثنا محمد بن منصور قال ، حدثنا إسحاق بن سليمان قال ، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (وكان عرشه على الماء) ، قال: كان عرش الله على الماء ، ثم اتخذ لنفسه جنّةً، ثم اتخذ دونها أخرى، ثم أطبقهما بلؤلؤة واحدة قال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ، [سورة الرحمن: 62] ، قال: وهي التي ( لا تعلم نفس ) ، أو قال: وهما التي لا تعلم نفس مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، [سورة السجدة: 17] . قال: وهي التي لا تعلم الخلائق ما فيها ، أو : ما فيهما ، يأتيهم كل يوم منها ، أو : منهما ، تحفة.
17984- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس عن قول الله: (وكان عرشه على الماء) ، قال: على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح. (15)
17985- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير قال: سُئل ابن عباس عن قوله: (وكان عرشه على الماء) ، على أي شيء كان الماء؟ قال: على متن الريح. (16)
17986- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن سعيد، عن ابن عباس، مثله. (17)
17987-. . . . قال، حدثنا الحسين قال ، حدثنا مبَشّر الحلبي، عن أرطاة بن المنذر قال: سمعت ضمرة يقول: إن الله كان عرشه على الماء، وخلق السموات والأرض بالحق، وخلق القلم فكتب به ما هو خالق وما هو كائن من خلقه، ثم إن ذلك الكتاب سبّح الله ومجّده ألف عام قبل أن يخلق شيئًا من الخلق. (18)
17988- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يقول: إن العرش كان قبل أن يخلق الله السموات والأرض، ثم قبض من صَفاة الماء [قبضة] ، (19) ثم فتح القبضة فارتفع دخانًا (20) ، ثم قضاهُنّ سبع سماوات في يومين. ثم أخذ طينة من الماء فوضعها مكان البيت، ثم دحا الأرض منها، ثم خلق الأقوات في يومين والسموات في يومين وخلق الأرض في يومين، ثم فرغ من آخر الخلق يوم السابع. (21)
* * *
وقوله: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ، يقول تعالى ذكره: وهو الذي خلق السموات والأرض أيها الناس، وخلقكم في ستة أيام ، (ليبلوكم) ، يقول: ليختبركم (22) ، (أيكم أحسن عملا) ، يقول: أيكم أحسن له طاعة ، كما:-
17989- حدثنا عن داود بن المحبر قال ، حدثنا عبد الواحد بن زيد، عن كليب بن وائل، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه تلا هذه الآية: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، قال: أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله ، وأسرع في طاعة الله ؟ (23)
17990- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، يعني الثقلين.
* * *
وقوله: (ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولئن قلت لهؤلاء المشركين من قومك: إنكم مبعوثون أحياء من بعد مماتكم! فتلوت عليهم بذلك تنـزيلي ووحيي ، (ليقولن إن هذا إلا سحر مبين ) ، أي : ما هذا الذي تتلوه علينا مما تقول ، إلا سحر لسامعه، مبينٌ لسامعه عن حقيقته أنه سحر. (24)
* * *
وهذا على تأويل من قرأ ذلك: (إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ) ،
* * *
وأما من قرأ: (إِنْ هَذَا إِلا سَاحِرٌ مُبِينٌ)، فإنه يوجّه الخبر بذلك عنهم إلى أنهم وَصَفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه فيما أتاهم به من ذلك ساحرٌ مبين.
* * *
قال أبو جعفر: وقد بينا الصواب من القراءة في ذلك في نظائره ، فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته ههنا. (25)
-----------------------
الهوامش :
(8) الأثر : 17971 - هذا حديث صحيح ، رواه مسلم في صحيحه 17 : 123 ، ورواه أحمد في مسنده 2 : 327 ، رقم : 8323 من ترقيم أخي رحمة الله عليه ، في الجزء الذي لم يطبع من المسند . ورواه أبو جعفر في تاريخه 1 : 28 ، 29 ، 32 ، جميعها من طريق القاسم بن بشر بن معروف ، والحسين بن علي الصدائي ، عن حجاج ، فهو صدر إسناد آخر غير هذا الإسناد ، وإن اتفق سائره . هذا وقد نبتت نابتة تريد أن تبطل نحو هذا الحديث بالرأي ، ثم بالطعن في الصحابي الجليل أبي هريرة . وسلك بعضهم إلى هذا مسلكا معيبا عند أهل العلم ، في استجلاب ضروب من الملفقات ، يريد بها مذمة رجل من أصحاب رسول الله ، غير متثبت من الأصل الذي يبنى عليه . فاللهم احفظ دينك من أهوائنا ، فما أهلك الدين والدنيا غير الهوى المسلط على عقولنا ونفوسنا . وفي هذا الأمر مقال ليس هذا مكانه .
(9) انظر تفسير " العرش " فيما سلف 12 : 482 / 14 : 587 / 15 : 18 .
(10) " العماء " ، في كلام العرب ، السحاب . قال أبو عبيد القاسم بن سلام : " وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم ، ولا ندري كيف كان ذلك العماء " . وهذه كلمة عالم يعقل عن ربه ، ولا يتنكر لخبر رسوله المبلغ عنه ، العارف بصفاته ، ويقاس عليه مثله مما ورد في أحاديث بدء الخلق وأشباهها ، ما صح إسناد الخبر عن نبي الله ، بأبي هو وأمي . ونقل الترمذي في سننه عن أحمد ، عن يزيد بن هارون : " العماء : أي ليس معه شيء " .
(11) الأثر : 17980 - " حماد " ، هو " حماد بن سلمة " ، مضى مرارًا . " ويعلى بن عطاء العامري الطائفي " ، ثقة ، مضى برقم : 2858 ، 11527 ، 11529 ، 16579 . " ووكيع بن حدس " ، أو " ابن عدس " أبو مصعب العقيلي الطائفي ، ذكره ابن حبان في الثقات . مترجم في التهذيب ، والكبير 4 / 2 / 178 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 36 . " وأبو رزين العقيلي " ، هو " لقيط بن عامر بن المنتفق " أو " لقيط بن صبرة " ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مضى برقم : 3223 مضى التفريق هناك بينه وبين " لقيط بن صبرة " ، وهذا الخبر رواه الطبري في تاريخه 1 : 19 من هذه الطريق نفسها . ورواه أحمد في مسنده 4 : 11 من طريق يزيد بن هارون عن حماد ، وص : 12 من طريق بهز ، عن حماد .
ورواه الترمذي في التفسير ، من طريق يزيد بن هارون ، وقال : " هذا حديث حسن " . ورواه ابن ماجه في سننه 1 : 64 ، رقم : 182 ، من طريق يزيد . انظر الأثر التالي رقم : 17981 .
(12) الأثر : 17981 - هو مكرر الأثر السالف ، ومضى تخريجه هناك .
" محمد بن هارون القطان الرازقي " ، شيخ الطبري ، هكذا جاء في المخطوطة أيضًا ، ومثله في التاريخ بغير " الرازقي " ، ولم أجد ذلك في الذي بين يدي من الكتب . وشيخ الطبري الذي مر مرارًا هو " محمد بن هارون بن إبراهيم الربعي الحربي البزاز " ، أبو نشيط " ، وجائز أن يكون وضع " القطان " مكان " البزاز " فهما متقاربان في المعنى . أما " الرازقي " ، فهذا مشكل . إنما يقال له " الحربي " أو " الربعي " وقد مضى " أبو نشيط " برقم : 9511 ، 10371 ، 14294 .
(13) هكذا في المخطوطة : "
ينقطع دونها السراب " ، وهو صواب ، ودليله رواية أحمد في مسنده " فإذا السراب ينقطع بيني وبينها " ، بمعنى " ينتهي " ، كما يقال : " منقطع الوادي أو الرمل " ، حيث ينتهي إليه طرفه . يريد : ينتهي الطرف إلى منتهى السراب من قبل بصره ، فهو لا يراها . وروى صاحب اللسان حديث أبي ذر " فإذا هي يقطع دونها السراب " ( بضم الياء وفتح القاف وتشديد الطاء ) ، وقال : أي تسرع إسراعًا كثيرًا تقدمت به وفاتت ، حتى إن السراب يظهر دونها ، أي من ورائها ، لبعدها في البر . أما الحافظ ابن حجر في شرح حديث عمران بن حصين هذا ، فقد شرح رواية البخاري وهي " فإذا هي يقطع دونها السراب " وقال : يقطع ، بفتح أوله ، أي : يحول بيني وبين رؤيتها السراب " ، ( الفتح 6 : 207 ) .(14) الأثر : 17982 - " خلاد بن أسلم " ، " أبو بكر الصفار " ، شيخ الطبري ، مضى برقم : 3004 ، 11512 ." والنضر بن شميل المازني النحوي " ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 11512 ، 16767 . " والمسعودي " ، هو " عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة " ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 15349 ." وجامع بن شداد المحاربي " ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 8289 ." وصفوان بن محرز بن زياد المازني " ، ثقة ، روى له الخمسة . مضى برقم : 6496 ، 12866 . " وابن حصين " ، هو " عمران بن حصين الخزاعي " ، صحابي . هذا الخبر رواه الطبري في تاريخه 1:19 بهذا الإسناد نفسه ورواه البخاري مطولا من طريق الأعمش ، عن جامع بن شداد ، ورواه مختصرًا من طريق سفيان ، عن جامع بن شداد ( الفتح 6 : 205 - 207 ) ، ومن طريق سفيان ( الفتح 8 : 76 ) . ورواه أحمد في مسنده من طرق ، من طريق سفيان عن جامع مختصرًا ( 4 : 426 ، 436 ) ومن طريق الأعمش ، عن جامع مطولا ( 4 : 431 ، 432 ) وهو إسناد البخاري بنحو لفظه . وروايته من هذه الطرق الصحاح ، تقيم رواية المسعودي ، لأن " المسعودي " قد تكلموا فيه ، وأنه اختلط بأخرة ، والمرضي من حديثه ما سمعه القدماء منه . وكأن " النضر بن شميل " ممن روى عنه قديمًا . وقد رواه الحاكم في المستدرك 2 : 341 من طريق روح بن عبادة عن المسعودي نفسه ، عن جامع بن شداد ، عن صفوان بن محرز ، عن بريدة الأسلمي الصحابي ، بلفظه وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي . ولا أدري متى سمع روح بن عبادة من المسعودي . فإن الاختلاف في " بريدة " و " عمران بن حصين " ، يحتاج إلى فضل تحقيق .
(15) الأثر : 17984 - رواه الحاكم في المستدرك 2 : 341 ، من طريق الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، وقال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي .
وسيأتي في الذي يليه من طريق الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، بلا واسطة . والأعمش يروي عن سعيد بن جبير . ورواه الطبري في تاريخه من هذه والطريق نفسها 1 : 20 ، 21 .
(16) الأثر : 19786 - هو مكرر الأثرين السالفين ، من طريق الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، بلا واسطة ، ورواه بها الطبري في تاريخه 1 : 21 .
(17) الأثر : 19786 - مكرر الثرين السالفين ، ورواه الطبري في تاريخه منها 1 : 21 .
(18) الأثر : 17987 - " مبشر الحلبي " ، هو " مبشر بن إسماعيل الحلبي " ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 17001 ، وكان في المطبوعة : " ميسر " ، وهو خطأ .
و " أرطاة بن المنذر السكوني " ، ثقة ، من أتباع التابعين ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 58 وابن أبي حاتم 1 / 1 / 326 . " وضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي " ثقة . مترجم في التهذيب ، والكبير 2 / 2 338 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 467 . وهذا الخبر رواه أبو جعفر في تاريخه 1 : 21 من هذه الطريق نفسها .
(19) في المطبوعة : " ثم قبض قبضة من صفاء الماء " ، لم يحسن قراءة ما في المخطوطة ، فغيرها . وزدت " قبضة " بين قوسين ، من رواية هذا الخبر ، بغير هذا الإسناد ، في تاريخ الطبري . " وصفاة الماء " ، كأنه عنى بها " الزبدة البيضاء " المذكورة في الأثر رقم : 2044 ، 7428 ، وفي الدر المنثور 3 : 322 ، من حديث الربيع بن أنس : " كان عرشه على الماء ، فلما خلق السماوات والأرض ، قسم ذلك الماء قسمين ، فجعل صفاء ( صفاة ) تحت العرش ، وهو البحر المسجور ، فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور ، فينزل منه مثل الطل ، وتنبت منه الأجسام " .
(20) في المطبوعة : " ثم قبض قبضة من صفاء الماء " ، لم يحسن قراءة ما في المخطوطة ، فغيرها . وزدت " قبضة " بين قوسين ، من رواية هذا الخبر ، بغير هذا الإسناد ، في تاريخ الطبري . " وصفاة الماء " ، كأنه عنى بها " الزبدة البيضاء " المذكورة في الأثر رقم : 2044 ، 7428 ، وفي الدر المنثور 3 : 322 ، من حديث الربيع بن أنس : " كان عرشه على الماء ، فلما خلق السماوات والأرض ، قسم ذلك الماء قسمين ، فجعل صفاء ( صفاة ) تحت العرش ، وهو البحر المسجور ، فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور ، فينزل منه مثل الطل ، وتنبت منه الأجسام " .
(21) في الأثر : 17988 - رواه الطبري في تاريخه 1 : 20 من طريق محمد بن سهل بن عسكر ، عن إسماعيل بن عبد الكريم ، مختصرًا .
(22) انظر تفسير " البلاء " فيما سلف 13 : 448 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .
(23) الأثر : 17989 - " داود بن المحبر الطائي الثقفي " ، صاحب " كتاب العقل " ، شبه لا شيء ، كان لا يدري ما الحديث ، هكذا قال أحمد بن حنبل . وهو ضعيف صاحب مناكير ، وذكروا كتاب العقل ، فقال الدارقطني : " كتاب العقل ، وضعه أربعة ، أولهم ميسرة بن عبد ربه ، ثم سرقه منه داود بن المحبر ، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة . وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء ، فركبه بأسانيد أخر . ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي ، فأتى بأسانيد أخر " . وقال الحاكم : " حدثونا عن الحارث بن أبي أسامة عنه بكتاب العقل ، وأكثر ما أودع في ذلك الكتاب من الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم " . مترجم في التهذيب ، والكبير 2 / 1 / 223 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 424 ." وعبد الواحد بن يزيد البصري " ، القاص ، شيخ الصوفية منكر الحديث ، ضعيف بمرة ، مترجم في تعجيل المنفعة ص : 266 ، وميزان الاعتدال 2 : 157، وابن أبي حاتم 3/1/20. " وكليب بن وائل بن هبار التيمي اليشكري " ، روى عن ابن عمر . ثقة ، وضعفه أبو زرعة ، مترجم في التهذيب ، والكبير 4 / 1 / 229 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 167 . فهذا حديث ضعيف بمرة ، ولا أصل له .
(24) في المطبوعة : " إلا سحر لسامعه مبين حقيقته أنه سحر " ، وفي المخطوطة : " إلا سحر لسامعه عن حقيقته أنه سحر " ، وبين " سحر " و " لسامعه " حرف " ط " دلالة على الخطأ . وصواب العبارة ما أثبته إن شاء الله . وانظر تفسير " السحر " فيما سلف ص : 159 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
، وتفسير " مبين " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .
(25) انظر ما سلف 11 : 216 ، 217 ، 265 .
- ابن عاشور : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
عطف على جملة { وما من دابّة في الأرض إلاّ على الله رزقها } [ هود : 6 ]. والمناسبة أنّ خلق السماوات والأرض من أكبر مظاهر علم الله وتعلقات قدرته وإتقان الصنع ، فالمقصود من هذا الخبر لازمه وهو الاعتبار بسعة علمه وقدرته ، وقد تقدم القول في نظيرها في قوله : { إنّ ربّكُمْ اللّهُ الذي خلق السموات والأرض في ستة أياممٍ ثم استوى على العرش } في سورة [ الأعراف : 54 ].
وجملة { وكان عرشه على الماء } يجوز أن تكون حالاً وأن تكون اعتراضاً بين فعل ( خلق ) ولام التعليل . وأما كونها معطوفة على جملة { وما من دابّة في الأرض إلاّ على الله رزقها } [ هود : 6 ] المسوقة مساق الدليل على سعة علم الله وقدرته فغير رشيق لأنّ مضمون هذه الجملة ليس محسوساً ولا متقرراً لدى المشركين إذ هو من المغيبات وبعضه طرأ عليه تغيير بخلق السموات فلا يحسن جعله حجة على المشركين لإثبات سعة علم الله وقدرته المأخوذ من جملة { وما من دابة في الأرض } [ هود : 6 ] الخ . والمعنى إن العرش كان مخلوقاً قبل السموات وكان محيطاً بالماء أو حاوياً للماء . وحمل العرش على أنّه ذات مخلوقة فوق السموات هو ظاهر الآية . وذلك يقتضي أن العرش مخلوق قبل ذلك وأن الماء مخلوق قبل السموات والأرض . وتفصيل ذلك وكيفيته وكيفية الاستعلاء مما لا قبل للأفهام به إذ التعبير عنه تقريب .
ويجوز أن يكون المراد من العرش ملك الله وحكمه تمثيلاً بعرش السلطان ، أي كان ملك الله قبل خلق السموات والأرض مُلكاً على الماء .
وقوله : { ليبلوكم } متعلق ب { خلق } واللاّم للتعليل . والبلو : الابتلاء ، أي اختبار شيء لتحصيل علم بأحواله ، وهو مستعمل كناية عن ظهور آثار خلقه تعالى للمخلوقات ، لأن حقيقة البلو مستحيلة على الله لأنّه العليم بكلّ شيء ، فلا يحتاج إلى اختباره على نحو قوله : { إلاّ لنَعْلَم مَن يتّبعُ الرسول } في سورة [ البقرة : 143 ].
وجُعل البلو علة لخلق السموات والأرض لكونه من حكمة خلق الأرض باعتبار كون الأرض من مجموع هذا الخلق ، ثم إن خلق الأرض يستتبع خلق ما جعلت الأرض عامرة به ، واختلاف أعمال المخاطبين من جملة الأحوال التي اقتضاها الخلق فكانت من حكمة خلق السموات والأرض ، وكان التّعليل هنا بمراتب كثيرة ، وعلة العلة علّة .
و { أيكم } : اسم استفهام ، فهو مبتدأ ، وجملة المبتدأ والخبر سادّة مسدّ الحال اللاّزم ذكرها بعد ضمير الخطاب في { يبلوكم } ، نظراً إلى أن الابتلاء لا يتعلق بالذوات ، فتعدية فعل ( يبلو ) إلى ضمير الذوات ليس فيه تمام الفائدة فكان محتاجاً إلى ذكر حال تُقَيّد متعلق الابتلاء ، وهذا ضرب من التعليق وليس عينه .
وفي الآية إشارة إلى أن من حكمة خلق الأرض صدور الأعمال الفاضلة من شرف المخلوقات فيها . ثم إن ذلك يقتضي الجزاء على الأعمال إكمالاً لمقتضى الحكمة ولذلك أعقبت بقوله : { ولئنْ قلت إنّكم مبعوثون } الخ .
{ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الموت لَيَقُولَنَّ الذين كفروا إِنْ هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }
يظهر أن الواو واو الحال والجملة حال من فاعل { خلَق السماوات والأرض } باعتبار ما تعلق بالفعل من قوله في { ستة أيام } ، وقوله : { ليبلوكم } ، والتقدير : فعل ذلك الخلق العجيب والحال أنهم ينكرون ما هو دون ذلك وهو إعادة خلق الناس . ويجهلون أنه لولا الجزاء لكان هذا الخلق عبثاً كما قال تعالى : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين } [ الدخان : 38 ]. فإنْ حمل الخبر في قوله : { وهو الذي خلق السموات والأرض } على ظاهر الإخبار كانت الحال مقدّرة من فاعل { خلَق } أي خلق ذلك مقدّراً أنكم تنكرون عظيم قدرته ، وإن حمل الخبر على أنه مستعمل في التنبيه والاعتبار بقدرة الله كانت الحال مقارنة .
ووجه جعلها جملة شرطية إفادة تجدد التكذيب عند كلّ إخبار بالبعث ، واللاّم موطّئة للقسَم ، وجواب القسَم { ليقولن } الخ ، فاللام فيه لام جواب القسم . وجواب ( إنْ ) محذوف أغنى عنه جواب القسَم كما هو الشأن عند اجتماع شرط وقسم أنْ يحذف جواب المتأخر منهما .
وتأكيد الجملة باللام الموطئة للقسم وما يتبعه من نون التوكيد لتنزيل السامع منزلة المتردد في صدور هذا القول منهم لغرابة صدوره من العاقل ، فيكون التأكيد القوي والتنزيل مستعملاً في لازم معناه وهو التعجيب من حال الذين كفروا أن يحيلوا إعادة الخلق وقد شاهدوا آثار بدء الخلق وهو أعظم وأبدع .
وقرأ الجمهور { إلاّ سحرٌ } على أنّ { هذا } إشارة إلى المدلول عليه ب ( قُلتَ ) ، ومعنى الإخبار عن القول بأنّه سحرٌ أنهم يزعمون أنّه كلام من قبيل الأقوال التي يقولها السحرة لخصائص تؤثر في النفوس .
وقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : { إلاّ ساحرٌ } فالإشارة بقوله { هذا } إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم المفهوم من ضمير { قلتَ } أي أنه يقول كلاماً يسحرنا بذلك .
ووجه جعلهم هذا القول سحراً أن في معتقداتهم وخرافاتهم أنّ من وسائل السحر الأقوال المستحيلة والتكاذيب البهتانيّة ، والمعنى أنّهم يكذّبون بالبعث كلّما أخبروا به لا يترددون في عدم إمكان حصوله بله إيمانهم به .
و { مبين } اسم فاعل أبان المهموز الذي هو بمعنى بَانَ المجرد ، أي بَيّنٌ وَاضحٌ أنه سحر أو أنه ساحرٌ .
- إعراب القرآن : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
«وَهُوَ» الواو استئنافية ومبتدأ والجملة مستأنفة «الَّذِي» اسم موصول خبر «خَلَقَ السَّماواتِ» ماض ومفعوله المنصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والفاعل مستتر «وَالْأَرْضَ» معطوف على السموات «فِي سِتَّةِ» متعلقان بخلق «أَيَّامٍ» مضاف اليه والجملة صلة «وَكانَ عَرْشُهُ» الواو عاطفة وكان واسمها والجملة معطوفة «عَلَى الْماءِ» متعلقان بالخبر المحذوف «لِيَبْلُوَكُمْ» اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والكاف مفعوله الأول والفاعل مستتر وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر باللام ومتعلقان بخلق «أَيُّكُمْ» أي مبتدأ والكاف مضاف اليه «أَحْسَنُ» خبر «عَمَلًا» تمييز والجملة في محل نصب مفعول به ليبلوكم «وَلَئِنْ» الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وإن شرطية «قُلْتَ» ماض وفاعله والجملة ابتدائية «إِنَّكُمْ» إن واسمها والجملة مقول القول «مَبْعُوثُونَ» خبر إن المرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بمبعوثون «الْمَوْتِ» مضاف اليه «لَيَقُولَنَّ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون حرف لا محل له والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم محذوف وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم «الَّذِينَ» اسم موصول فاعل «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «إِنْ» حرف نفي «هذا» الهاء للتنبيه واسم الإشارة مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «سِحْرٌ» خبر هذا «مُبِينٌ» صفة والجملة مقول القول
- English - Sahih International : And it is He who created the heavens and the earth in six days - and His Throne had been upon water - that He might test you as to which of you is best in deed But if you say "Indeed you are resurrected after death" those who disbelieve will surely say "This is not but obvious magic"
- English - Tafheem -Maududi : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ(11:7) And He it is Who created the heavens and the earth in six days - and [before that] His Throne was upon the water *7 that He may test you, who of you is better in conduct *8 If you were to say (O Muhammad): 'All of you will surely be raised after death', then those who disbelieve will certainly say: 'This is nothing but plain sorcery. *9
- Français - Hamidullah : Et c'est Lui qui a créé les cieux et la terre en six jours - alors que Son Trône était sur l'eau - afin d'éprouver lequel de vous agirait le mieux Et si tu dis Vous serez ressuscités après la mort ceux qui ne croient pas diront Ce n'est là qu'une magie évidente
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er ist es Der die Himmel und die Erde in sechs Tagen erschuf und Sein Thron war auf dem Wasser damit Er euch prüfe und feststelle wer von euch die besten Taten begeht Und wenn du sagst "Ihr werdet nach dem Tod auferweckt werden" sagen diejenigen die ungläubig sind ganz gewiß "Das ist ja nur deutliche Zauberei"
- Spanish - Cortes : Él es Quien ha creado los cielos y la tierra en seis días teniendo Su Trono en el agua para probaros para ver quién de vosotros es el que mejor se comporta Si dices Seréis resucitados después de muertos seguro que los infieles dicen Esto no es más que manifiesta magia
- Português - El Hayek : Ele foi Quem criou o céus e a terra em seis dias quando antes abaixo de seu Trono só havia água para provar quem devós melhor se comporta Mas se tu lhes dizes Sereis ressuscitados depois da morte os incrédulos dizem Isto não é senãopura feitiçaria
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто создал небеса и землю за шесть дней когда Его Трон находился на воде дабы испытать чьи деяния будут лучше Если ты скажешь Вы будете воскрешены после смерти - то неверующие скажут Это - не что иное как очевидное колдовство
- Кулиев -ас-Саади : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
Он - Тот, Кто создал небеса и землю за шесть дней, когда Его Трон находился на воде, дабы испытать, чьи деяния будут лучше. Если ты скажешь: «Вы будете воскрешены после смерти», - то неверующие скажут: «Это - не что иное, как очевидное колдовство!»Всевышний сообщил о том, что небеса и земля были сотворены за шесть дней. Их сотворение началось в воскресенье и завершилось в пятницу. Все это время Его Трон располагался над водой, что находится над седьмым небом. А после завершения сотворения небес и земли Всевышний Аллах вознесся на Трон, откуда Он управляет делами Вселенной по Своему усмотрению, руководствуясь законами предопределения и небесных религий. Он подвергает людей испытанию посредством того, что сотворил для них все, что находится на небесах и земле. Он ниспосылает им свои повеления и запреты и смотрит, кто из них совершает праведные деяния, а если говорить словами аль-Фудейла б. Ийада, кто из них исповедует религию Аллаха искренне и правильно. Его спросили: «О Абу Али! Что означает искренне и правильно?» Он ответил: «Если деяние является искренним, оно все равно не будет принято, пока не станет правильным. И если деяние является правильным, оно все равно не будет принятым, пока не станет искренним. Оно должно быть искренним и правильным. Искренним является то, что совершается ради Аллаха, а правильным является то, что соответствует шариату и Сунне». По этому поводу Всевышний сказал: «Я сотворил джиннов и людей только для того, чтобы они поклонялись Мне» (51:56); «Аллах - Тот, Кто сотворил семь небес и столько же земель. Повеление нисходит между ними, чтобы вы знали, что Аллах способен на всякую вещь и что Аллах объемлет знанием всякую вещь» (65:12). Из всего сказанного следует, что Всевышний Аллах сотворил творения для того, чтобы они поклонялись Ему и познавали Его посредством прекрасных имен и качеств. Он повелел им поступать таким образом, и всякий, кто покорится Аллаху и выполнит свои обязанности, окажется среди преуспевших. А всякий, кто отвернется от этого, окажется среди потерпевших убыток. Все они будут непременно собраны в обители, где каждый из них получит воздаяние за то, как он придерживался повелений и запретов своего Господа. Именно поэтому Аллах упомянул о том, что многобожники отказываются уверовать в воздаяние. Когда им говорят о воскрешении после смерти, они называют это ложью. Более того, они самым чудовищным образом отвергают миссию Пророка Мухаммада, ругают принесенное им откровение и называют его явным колдовством, тогда как в действительности оно является очевидной истиной.
- Turkish - Diyanet Isleri : Arş'ı su üzerinde iken hanginizin daha güzel işi işleyeceğini ortaya koymak için gökleri ve yeri altı günde yaratan O'dur And olsun ki "Siz gerçekten ölümden sonra dirileceksiniz" desen inkar edenler "Bu apaçık bir sihirden başka bir şey değildir" derler
- Italiano - Piccardo : È Lui Che ha creato i cieli e la terra in sei giorni allora [stava] sulle acque il Suo Trono per vagliare chi di voi agirà per il bene E se dici “Sarete resuscitati dopo la morte” coloro che sono miscredenti certamente diranno “Questa è magia evidente”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو خوایه زاتێکه ئاسمانهکان و زهوی له ماوهی شهش ڕۆژدا دروستکرد تهختی فهرمانڕهوایهتی که دروستکراوێکی زۆر گهوره و شکۆمهنده لهسهر ئاو بوو تا تاقیتان بکاتهوه که کێتان کاری چاکتر ئهنجام دهدات فهرمانبهردارێکی چاکه و سوێند بهخوا ئهگهر بڵێت بهڕاستی ئێوه زیندوو دهکرێنهوه دوای مردن بێگومان ئهوانهی که بێ باوهڕ بوون دهڵێن ئهم قسه و باسه هیچ نیه تهنها جادوویهکی ئاشکرایه
- اردو - جالندربرى : اور وہی تو ہے جس نے اسمانوں اور زمین کو چھ دن میں بنایا اور اس وقت اس کا عرش پانی پر تھا۔ تمہارے پیدا کرنے سے مقصود یہ ہے کہ وہ تم کو ازمائے کہ تم میں عمل کے لحاظ سے کون بہتر ہے اور اگر تم کہو کہ تم لوگ مرنے کے بعد زندہ کرکے اٹھائے جاو گے تو کافر کہہ دیں گے کہ یہ تو کھلا جادو ہے
- Bosanski - Korkut : On je u šest vremenskih razdoblja nebesa i Zemlju stvorio – a Njegov prijesto je iznad vode bio – da bi vas iskušao koji će od vas bolje postupati Ako ti rekneš "Poslije smrti bićete doista oživljeni" nevjernici će sigurno reći "Ovo nije ništa drugo do očita varka"
- Swedish - Bernström : Det är Han som har skapat himlarna och jorden under sex dagar och som tronar i Sin allmakts härlighet över vattnen [Han har skapat allt detta] för att pröva er [och låta er visa] genom ert handlande vem bland er som är den bäste Och om du säger "Efter döden skall ni återuppväckas till nytt liv" kommer de som förnekar sanningen helt säkert att svara "Det är ingenting annat än bedrägliga illusioner"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Dialah yang menciptakan langit dan bumi dalam enam masa dan adalah singgasanaNya sebelum itu di atas air agar Dia menguji siapakah di antara kamu yang lebih baik amalnya dan jika kamu berkata kepada penduduk Mekah "Sesungguhnya kamu akan dibangkitkan sesudah mati" niscaya orangorang yang kafir itu akan berkata "Ini tidak lain hanyalah sihir yang nyata"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
(Dan Dialah yang menciptakan langit dan bumi dalam enam hari) yang permulaannya adalah hari Ahad dan berakhir pada hari Jumat (dan adalah Arasy-Nya) sebelum diciptakan langit dan bumi (di atas air) yaitu berada di atas angin (agar Dia menguji kalian) lafal liyabluwakum berta'alluq kepada lafal khalaqa artinya, Allah menciptakan langit dan bumi beserta isinya yaitu berupa manfaat-manfaat dan maslahat-maslahat bagi kalian untuk menguji kalian (siapakah di antara kalian yang lebih baik amalnya) artinya yang lebih taat kepada Allah (dan jika kamu berkata) hai Muhammad, kepada penduduk Mekah ("Sesungguhnya kalian akan dibangkitkan sesudah mati," niscaya orang-orang yang kafir itu akan berkata, "Tiada lain) tidak lain (ini) yakni Alquran yang menceritakan adanya hari berbangkit seperti yang telah engkau katakan itu (hanyalah sihir yang nyata") sihir yang jelas. Menurut qiraat dibaca saahirun bukannya sihrun; sedangkan yang diisyaratkan oleh musyar ilaih adalah Nabi Muhammad saw. bukannya Alquran.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই আসমান ও যমীন ছয় দিনে তৈরী করেছেন তাঁর আরশ ছিল পানির উপরে তিনি তোমাদেরকে পরীক্ষা করতে চান যে তোমাদের মধ্যে কে সবচেয়ে ভাল কাজ করে। আর যদি আপনি তাদেরকে বলেন যে "নিশ্চয় তোমাদেরকে মৃত্যুর পরে জীবিত ওঠানো হবে তখন কাফেরেরা অবশ্য বলে এটা তো স্পষ্ট যাদু";
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் அவன்தான் வானங்களையும் பூமியையும் ஆறு நாட்களில் படைத்தான் அவனுடைய அர்ஷு நீரின் மேல் இருந்தது உங்களில் யார் அமலில் செய்கையில் மேலானவர் என்பதைச் சோதிக்கும் பொருட்டு இவற்றைப் படைத்தான்; இன்னும் நபியே அவர்களிடம் "நிச்சயமாக நீங்கள் மரணத்திற்குப் பின் எழுப்பப்படுவீர்கள்" என்று நீர் கூறினால் அதற்கு அவர்களிலுள்ள நிராகரிப்பவர்கள் காஃபிர்கள் "இது தெளிவான சூனியத்தைத் தவிர வேறில்லை" என்று நிச்சயமாகக் கூறுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระองค์คือผู้สร้างชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดินในระยะ 6 วัน และบัลลังก์ของพระองค์อยู่เหนือน้ำ เพื่อพระองค์จะทรงทดสอบพวกท่านว่า ผู้ใดในหมู่พวกท่านมีการงานที่ดีเยี่ยม และหากเจ้า มุฮัมมัด กล่าวว่า “แท้จริงพวกท่านจะถูกให้ฟื้นคืนชีพขึ้นมา หลังจากที่ได้ตายไปแล้ว” แน่นอนบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาจะกล่าวว่า “นี่มิใช่อื่นใดเลย นอกจากเล่ห์กลอย่างชัดแจ้ง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У сизлардан қайсингизнинг амали яхшироқ эканини синаб кўриш учун олти кунда осмонлару ерни яратди Ўшанда арши сув устида эди Агар сен Сизлар ўлимдан кейин албатта қайта тирилтириласизлар десанг куфр келтирганлар албатта Бу очиқойдин сеҳрдан ўзга нарса эмас дерлар Бу оятда ҳам Аллоҳ таолонинг таърифи давом этмоқда Аллоҳ осмонлару ерни олти кунда яратган зотдир Бу ҳақда ўтган Юнус сураси тафсирида батафсил гапирилган Ушбу оятда эса осмонлару ерни яратишдан мақсад одамлардан қайсилари яхшироқ амаллар қилишини синаб кўриш эканлиги таъкидланмоқда Шунингдек Аллоҳнинг арши ва унинг турган жойи ҳақида ҳам маълумот келмоқда Демак Аллоҳ таоло осмонлару ерни яратган вақтда унинг арши сув устида бўлган экан Шунинг ўзини билишимиз кифоя Аллоҳнинг арши бор экан Ўша пайтда бу арш сувнинг устида турган экан Бўлди бундан бошқаси ортиқча Бунақа ғайбиётга тегишли масалалар атрофида овора бўлиб вақт ва ақлзаковотни бехуда сарфлагандан кўра кўпроқ яхши амалларни қилиб синовдан яхши ўтишга уринган маъқул
- 中国语文 - Ma Jian : 他在六日之中创造了天地万物他的宝座原是在水上的以便他考验你们,看你们中谁的工作是最优的。如果你说:你们死后,是要复活的。不信道的人们必定说:这个只是明显的魔术。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah yang menjadikan langit dan bumi dalam masa sedang "ArasyNya berada di atas air Ia menjadikan semuanya itu untuk menguji kamu siapakah di antara kamu yang lebih baik amalnya Dan demi sesungguhnya Jika engkau wahai Muhammad berkata "Bahawa kamu akan dibangkitkan hidup kembali sesudah mati" tentulah orangorang yang ingkar akan berkata "Ini tidak lain hanyalah seperti sihir yang nyata tipuannya"
- Somali - Abduh : Eebe waa kan ku Abuuray Samooyinka iyo Dhulka Lix Maalmood wuxuuna ahaa Carshihiisu Biyo korkood inuu idin Imtixaamo kiinna Camalka Wanaagsan haddaad dhahdo waa laydin soo bixin Geeri ka dib waxay odhan kuwii gaaloobay kani waxaan sixir Cad ahayn ma aha
- Hausa - Gumi : Kuma shi ne wanda Ya halicci sammai da ƙasa a cikin kwanaki shida kuma Al'arshinSa ya kasance akan ruwa dõmin Ya jarrabã ku wannan ne daga cikinku mafi kyãwon aiki Kuma haƙĩƙa idan ka ce "Lalle kũ waɗanda ake tãyarwa ne a bãyan mutuwa" haƙĩƙa waɗanda suka kãfirta sunã cẽwa "Wannan bai zama ba fãce sihiri bayyananne"
- Swahili - Al-Barwani : Na Yeye ndiye aliye ziumba mbingu na ardhi katika siku sita Na Kiti chake cha Enzi kilikuwa juu ya maji ili akufanyieni mtihani ajuulikane ni nani miongoni mwenu mzuri zaidi wa vitendo Na wewe ukisema Nyinyi hakika mtafufuliwa baada ya kufa; wale walio kufuru husema Hayakuwa haya ila ni uchawi uliyo wazi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai është që ka krijuar qiejt dhe Tokën për gjashtë ditë periudha të caktura kohore e Arshi pushteti i Tij është mbi ujin – për t’ju provuar kush është më i mirë në vepër Nëse ti thua “Ju do të ringjalleni pas vdekjes” mohuesit me siguri do të thonin “Kjo nuk është asgjë tjetër përpos magji e kulluar”
- فارسى - آیتی : اوست كه آسمانها و زمين را در شش روز آفريد و عرش او بر روى آب بود. تا بيازمايد كدام يك از شما به عمل نيكوتر است. و اگر بگويى كه بعد از مرگ زنده مىشويد، كافران گويند كه اين جز جادويى آشكار نيست.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст, ки осмонҳову заминро дар шаш рӯз офарид ва арши Ӯ бар рӯи об буд. То биёзмояд кадом як аз шумо ба амал некӯтар аст. Ва агар бигӯӣ, ки баъд аз марг зинда мешавед, кофирон гӯянд, ки ин ҷуз ҷодуии ошкор нест!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئاسمانلارنى ۋە زېمىننى ئالتە كۈندە ياراتتى. (ئاسمان - زېمىننى يارتىشتىن ئىلگىرى) اﷲ نىڭ ئەرشى سۇ ئۈستىدە ئىدى. سىلەرنىڭ قايسىڭلارنىڭ ئەمەلى ياخشى ئىكەنلىكىنى سىناش ئۈچۈن اﷲ (ئۇلارنى ياراتتى). (ئى مۇھەممەد!) ئەگەر سەن (مەككە كۇففارلىرىغا): «سىلەر ئۆلگەندىن كېيىن چوقۇم تىرىلىسىلەر!» دېسەڭ، كاپىرلار چوقۇم ئېيتىدۇ: «بۇ (سۆزنى ئىچىگە ئالغان قۇرئان) پەقەت روشەن سېھىردۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആറു നാളുകളിലായി ആകാശഭൂമികളെ സൃഷ്ടിച്ചത് അവനാണ്. അവന്റെ സിംഹാസനം ജലപ്പരപ്പിലായിരുന്നു. നിങ്ങളില് സല്ക്കര്മം ചെയ്യുന്നത് ആരെന്ന് പരീക്ഷിക്കാനാണത്. മരണശേഷം നിങ്ങളെ ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പിക്കുമെന്ന് നീ പറഞ്ഞാല് അവരിലെ അവിശ്വസിച്ചവര് പറയും: ഇത് സ്പഷ്ടമായ മായാജാലം മാത്രമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : وهو الذي خلق السماوات والارض وما فيهن في سته ايام وكان عرشه على الماء قبل ذلك ليختبركم ايكم احسن له طاعه وعملا وهو ما كان خالصا لله موافقا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولئن قلت ايها الرسول لهولاء المشركين من قومك انكم مبعوثون احياء بعد موتكم لسارعوا الى التكذيب وقالوا ما هذا القران الذي تتلوه علينا الا سحر بين
*7). This is a parenthetical statement which was presumably made in response to some such query: 'If there was a time when the heavens and the earth did not exist, and then they were created - what is it that existed before?' Without explicitly mentioning any such query, an answer is briefly provided. The answer is: before all the heavens and the earth were created there was water everywhere. However, we are not in a position to state with certainty the meaning of the word 'water' used in the verse. Does it mean the 'water' known to us by that name now? Or has it been used metaphorically to refer to matter in its liquid form before it assumed its present form? As for the statement that God's Throne was on water, it means - as far as we have been able to grasp -that God's kingdom was over water.
*8). God created the earth and the heavens because He wanted to create man. Furthermore, He created man so as to entrust him with moral responsibility and to invest him with the power of God's vicegerency. Thereafter, it was to be seen how each human being would acquit himself of that responsibility and how he would make use of the power entrusted to him. It is possible to imagine that this was not the purpose of creating man and that God had willed man to have the powers that he now has and yet not put him to any test, nor question him about whether he used the powers granted to him appropriately or not. It is also possible to imagine that man would not be required to render any account to God nor be rewarded or punished for his deeds. It is also possible to imagine that man. who has been encumbered with moral responsibility, would simply end in dust. If all this is true, then we have no alternative but to consider this entire act of creation a senseless ploy, and human life an absolute futility.
*9). The unbelievers are so downright foolish that they consider the universe no more than the playhouse of some sportive fellow, and regard themselves merely as pranks to amuse him. They are so elated with this foolish concept that even when they are informed of the true purpose of creation and of their own life in it, they simply laugh it all away. They also go to the extent of flinging the gibe of sorcerer at the Prophet (peace be on him).