- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍۢ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ مِنَ ٱلْأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُۥ ۚ فَلَا تَكُ فِى مِرْيَةٍۢ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ۚ أولئك يؤمنون به ۚ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ۚ فلا تك في مرية منه ۚ إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون
- عربى - التفسير الميسر : أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به، ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة، ويتلوها برهان آخر شاهد منه، وهو جبريل أو محمد عليهما السلام، ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن، وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-، كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه، ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار، يَرِدُها لا محالة، فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج، واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك، ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
- السعدى : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
يذكر تعالى، حال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ومن قام مقامه من ورثته القائمين بدينه، وحججه الموقنين بذلك، وأنهم لا يوصف بهم غيرهم ولا يكون أحد مثلهم، فقال: { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ } بالوحي الذي أنزل الله فيه المسائل المهمة، ودلائلها الظاهرة، فتيقن تلك البينة.
{ وَيَتْلُوهُ } أي: يتلو هذه البينة والبرهان برهان آخر { شَاهِدٌ مِنْهُ } وهو شاهد الفطرة المستقيمة، والعقل الصحيح، حين شهد حقيقة ما أوحاه الله وشرعه، وعلم بعقله حسنه، فازداد بذلك إيمانا إلى إيمانه.
{ و } ثم شاهد ثالث وهو { كِتَابُ مُوسَى } التوراة التي جعلها الله { إِمَامًا } للناس { وَرَحْمَةً } لهم، يشهد لهذا القرآن بالصدق، ويوافقه فيما جاء به من الحق.
أي: أفمن كان بهذا الوصف قد تواردت عليه شواهد الإيمان، وقامت لديه أدلة اليقين، كمن هو في الظلمات والجهالات، ليس بخارج منها؟!
لا يستوون عند الله، ولا عند عباد الله، { أُولَئِكَ } أي: الذين وفقوا لقيام الأدلة عندهم، { يُؤْمِنُونَ } بالقرآن حقيقة، فيثمر لهم إيمانهم كل خير في الدنيا والآخرة.
{ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ } أي: القرآن { مِنَ الْأَحْزَابِ } أي: سائر طوائف أهل الأرض، المتحزبة على رد الحق، { فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } لا بد من وروده إليها { فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ منه } أي: في أدنى شك { إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } إما جهلا منهم وضلالا، وإما ظلما وعنادا وبغيا، وإلا فمن كان قصده حسنا وفهمه مستقيما، فلا بد أن يؤمن به، لأنه يرى ما يدعوه إلى الإيمان من كل وجه.
- الوسيط لطنطاوي : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
وبعد أن بين - سبحانه - حال الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها ، أتبع ذلك بيان حال الذين يريدون الحق والصواب فيما يفعلون ويتركون فقال - تعالى - :
( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ . . . ) .
قال صاحب المنار ما ملخصه : البينة ما تبين به الحق من كل شئ بحسبه كالبرهان فى العقليات والنصوص فى النقليات ، والخوارق فى الإِلهيات ، والتجارب فى الحسيات ، والشهادات فى القضائيات ، والاستقراء فى إثبات الكليات ، وقد نطق القرآن بأن الرسل قد جاءوا أقوامهم بالبينات وأن كل نبى منهم كان يحتج على قومه بأنه على بينة من ربه وأنه جاءهم ببينة من ربهم ، كما ترى فى قصصهم فى هذه السورة وفى غيرها . .
وقوله : ( وَيَتْلُوهُ . . . ) من التلو بمعنى الاقتفاء والاتباع . يقال : تلا فلان فلانا إذا كان تابعا له ومقتفيا أثره . والمراد به هنا : التأييد والتقوية .
وللمفسرين أقوال متعددة فى المقصود بقوله - تعالى - ( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) وبقوله - سبحانه - ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) .
وفى مرجع الضمائر فى قوله " ربه - ويتلوه - ومنه " . . .
وأقرب هذه الأقوال إلى الصواب أن يكون المقصود بقوله - تعالى - ( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه المؤمنون .
وبقوله تعالى - ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) القرآن الكريم الذى أنزله الله - تعالى - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليكون معجزة له شاهدة بصدقه .
والضمير فى قوله من ربه يعود إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وفى قوله ( وَيَتْلُوهُ ) يعود إلى القرآن الكريم ، وفى قوله ( منه ) يعود إلى الله - تعالى - .
وعلى هذا القول يكون المعنى : أفمن كان على حجة واضحة من عند ربه تهديه إلى الحق والصواب فى كل أقواله وأفعاله ، وهو هذا الرسول الكريم وأتباعه ويؤيده ويقويه فى دعوته شاهد من ربه هو هذا القرآن الكريم المعجز لسائر البشر . .
أفمن كان هذا شأنه كمن ليس كذلك؟
أو أفمن كان هذا شأنه كمن استحوذ عليه الشيطان فجعله لا يريد إلا الحياة الدنيا وزينتها؟ كلا إنهما لا يستويان .
وشهادة القرآن الكريم بصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى دعوته ، تتجلى فى إعجازه ، فقد تحدى النبى - صلى الله عليه وسلم - أعداءه أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا مع فصاحتهم وبلاغتهم ، فثبت بذلك أن هذا القرآن من عند الله - تعالى - .
وإنما جعلنا هذا القول أقرب الأقوال إلى الصواب ، لأنه هو الذى يتسق مع ما يفيده ظاهر الآية الكريمة ، ولأننا عندما نقرأ هذه السورة الكريمة وغيرها ، نجد الرسل الكرام كثيرا ما يؤكدون لأقوامهم - أنهم - أى الرسل على بينة من ربهم .
فهذا نوح - عليه السلام - يقول لقومه : ( قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن ربي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ )
وهذا صالح - عليه السلام - يقول لقومه : ( قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ الله إِنْ عَصَيْتُهُ . . . ) وهذا شعيب - عليه السلام - يقول لقومه : ( قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً . . . ) وهكذا نجد كل نبى يؤكد لقومه أنه جاءهم على بينة من ربه وما دام الأمر كذلك فسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أفضل من جاء قومه على بينة من ربه ، والمؤمنون به - صلى الله عليه وسلم - يقتدرون به فى ذلك .
ويرى بعضهم أن المراد بالبينة القرآن الكريم ، وبالشاهد إعجازه ، وبالموصول مؤمنوا أهل الكتاب ، وأن الضمير فى قوله " ويتلوه - ومنه " يعودان إلى القرآن الكريم وإعجازه .
وعلى هذا الرأى يكون المعنى : أفمن كان على برهان جلى من ربه يدل على حقية الإِسلام وهو القرآن ، ويؤيده ويقويه - أى القرآن - شاهد منه على كونه من عند الله وهذا الشاهد هو إعجازه للبشر عن أن يأتوا بسورة من مثله .
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله : ( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) : أصل البينة الدالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة ، وتطلق على الدليل مطلقا . . والتنوين فيها للتعظيم ، أى : بيئة عظيمة الشأن والمراد بها القرآن ، وباعتبار ذلك أو البرهان جاء الضمير الراجع إليها فى قوله ( وَيَتْلُوهُ ) أى يتبعه ( شَاهِدٌ ) عظيم يشهد بكونه من عند الله وهو إعجازه . .
ومعنى كون ذلك الشاهد تابعا له : أنه وصف له لا ينفك عنه . . وكذا الضمير فى " منه " - يعود إلى القرآن - وهو متعلق بمحذوف وقع صفته لشاهد ومعنى كونه منه أنه غير خارج عنه . .
ومن المفسرين من يرى أن المراد بالبيئة القرآن الكريم - أيضا - ويرى أن المراد بالشاهد جبريل - عليه السلام - وأن قوله - سبحانه - ( وَيَتْلُوهُ ) من التلاوة بمعى القراءة لا من التَّلْوِ بمعنى الاتباع .
وعلى هذا الرأى يكون المعنى : أفمن كان على برهان جلى من ربه يدل على حقية الإِسلام وهو القرآن ويتلوا هذا القرآن على الرسول - صلى الله عليه وسلم - شاهد من الله - تعالى - هو جبريل - عليه السلام - .
فالضمير فى ( وَيَتْلُوهُ ) على هذا الرأى يعود إلى جبريل - عليه السلام - وفى " منه " يعود على الله تعالى - .
وهناك أقوال أخرى فى تفسير الآية الكريمة رأينا من الخير أن نضرب عنها صفحا لضعفها .
وقوله ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ موسى إِمَاماً وَرَحْمَةً ) دليل آخر على صدق النبى - صلى الله عليه وسلم - فى دعوته . وهو معطوف على شاهد والضمير فى قوله ( وَمِن قَبْلِهِ .
. . )
يعود على شاهد - أيضا - .وقوله ( إِمَاماً وَرَحْمَةً ) منصوبان على الحالية من قوله ( كِتَابُ ) .
والمعنى ومن قبل هذا الشاهد على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن الكريم أنزل الله - تعالى - على موسى كتابه التوراة مشتملا على صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - و ( إِمَاماً ) يؤتم به فى أمور الدين والدنيا ورحمة لبنى إسرائيل من العذاب إذا ما آمنوا به واتبعوا تعاليمه .
قال الشوكانى : وإنما قدم الشاهد على كتاب موسى مع كونه متأخرا فى الوجود لكونه - أى الشاهد بمعنى المعجز - وصفا لازما غير مفارق ، فكان أغرق فى الوصفية من كتاب موسى .
وهى شهادة كتاب موسى وهو التوراة أنه بشر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأخبر بأنه رسول من الله - تعالى - .
واسم الإِشارة فى قوله ( أولئك يُؤْمِنُونَ بِهِ ) يعود إلى الموصوفين بأنهم على بينة من ربهم وهم النبى - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه المؤمنون الصادقون .
أى : أولئك الموصوفون بأنهم على بينة من ربهم يؤمنون بأن الإسلام هو الدين الحق ، وبأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسول صدق وبأن القرآن من عند الله - تعالى - وحده .
فالضمير فى قوله ( به ) يعود على كل ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عند ربه ويدخل فى ذلك دخولا أوليا القرآن الكريم .
وقوله : ( وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب فالنار مَوْعِدُهُ ) بيان لسوء عاقبة الكافرين بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد بيان حسن عاقبة المؤمنين به .
والأحزاب جمع حزب وهم الذين تخربوا وتجمعو من أهل مكة وغيرهم لمحاربة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودعوته .
أى : ومن يكفر بهذا القرآن وبما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هدايات فإن نار جهنم هى المكان الذى ينتظره وينتظر كل متحزب ضد دعوته - صلى الله عليه وسلم - .
وفى جعل النار موعدا لهذا الكافر بالقرآن إشعار بأن فيها ما لا يحيط به الوصف من ألوان العذاب الذى يجعله لا يموت فيها ولا يحيا .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بالحض على النظر الصحيح الذى يؤدى إلى اليقين بن ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الحق الذى لا يشو به باطل فقال - تعالى - : ( فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الحق مِن رَّبِّكَ ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ ) .
أى : فلا تك - أيها العاقل - فى شك من أن هذا القرآن من عند الله ومن أن ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الصدق ، بل عليك أن تعتقد اعتقادا جازما فى صحة ذلك ، لأن ما جاء به - صلى الله عليه وسلم - هو الحق الثابت من عند ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون بذلك لا نطماس بصائرهم ، ولتقليدهم لآبائهم ، ولإِيثارهم الغى على الرشد .
وبذلك نرى الآية الكريمة قد ميزت بين من كان على الحق ومن كان على الباطل وساقت حشودا من الأدلة الدالة على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى دعوته ، وعلى صحة ما عليه أتباعه ، وأمرتهم بالثبات على الحق الذى آمنوا به ، وتوعدت المتحزبين ضد دعوة الإِسلام بنار جهنم التى هى بئس القرار .
هذا ، وهذه الآية الكريمة هى من الآيات التى قيل بأنها مدنية ، وبمراجعتنا لتفسيرها لم نجد ما يؤيد بذلك ، بل الذى نراه أن السورة كلها مكية كما سبق أن أشرنا إلى ذلك فى المقدمة .
- البغوى : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
قوله تعالى : ( أفمن كان على بينة ) بيان ، ( من ربه ) قيل : في الآية حذف ، ومعناه : أفمن كان على بينة من ربه كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها ، أو من كان على بينة من ربه كمن هو في الضلالة والجهالة ، والمراد بالذي هو على بينة من ربه : النبي صلى الله عليه وسلم .
( ويتلوه شاهد منه ) أي : يتبعه من يشهد به بصدقه . واختلفوا في هذا الشاهد فقال ابن عباس ، وعلقمة ، وإبراهيم ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وأكثر أهل التفسير : إنه جبريل عليه السلام .
وقال الحسن وقتادة : هو لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى ابن جريج عن مجاهد قال : هو ملك يحفظه ويسدده .
وقال الحسين بن الفضل : هو القرآن ونظمه وإعجازه .
وقيل : هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه . قال علي : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من القرآن ، فقال له رجل : وأنت أي شيء نزل فيك؟ قال : ( ويتلوه شاهد منه ) .
وقيل : شاهد منه هو الإنجيل .
( ومن قبله ) أي : ومن قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : من قبل نزول القرآن . ( كتاب موسى ) أي : كان كتاب موسى ، ( إماما ورحمة ) لمن اتبعها ، يعني : التوراة ، وهي مصدقة للقرآن ، شاهدة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ( أولئك يؤمنون به ) يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : أراد الذين أسلموا من أهل الكتاب .
( ومن يكفر به ) أي : بمحمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : بالقرآن ، ( من الأحزاب ) من الكفار من أهل الملل كلها ، ( فالنار موعده ) .
أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي ، أخبرنا أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا محمد بن الحسين القطان ، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ، ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " . قوله تعالى : ( فلا تك في مرية منه ) أي : في شك منه ، ( إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) .
- ابن كثير : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
يخبر تعالى عن حال المؤمنين الذين هم على فطرة الله تعالى التي فطر عليها عباده ، من الاعتراف له بأنه لا إله إلا هو ، كما قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) [ الروم : 30 ] ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ؟ " . وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله تعالى : إني خلقت عبادي حنفاء ، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم " . وفي المسند والسنن : " كل مولود يولد على هذه الملة ، حتى يعرب عنه لسانه " الحديث ، فالمؤمن باق على هذه الفطرة . [ وقوله : ( ويتلوه شاهد منه ) أي ] : وجاءه شاهد من الله ، وهو ما أوحاه إلى الأنبياء ، من الشرائع المطهرة المكملة المعظمة المختتمة بشريعة محمد ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . ولهذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، والضحاك ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، وغير واحد في قوله تعالى : ( ويتلوه شاهد منه ) إنه جبريل عليه السلام .
وعن علي ، والحسن ، وقتادة : هو محمد ، صلى الله عليه وسلم .
وكلاهما قريب في المعنى; لأن كلا من جبريل ومحمد ، صلوات الله عليهما ، بلغ رسالة الله تعالى ، فجبريل إلى محمد ، ومحمد إلى الأمة .
وقيل : هو علي . وهو ضعيف لا يثبت له قائل ، والأول والثاني هو الحق; وذلك أن المؤمن عنده من الفطرة ما يشهد للشريعة من حيث الجملة ، والتفاصيل تؤخذ من الشريعة ، والفطرة تصدقها وتؤمن بها; ولهذا قال تعالى : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) وهو القرآن ، بلغه جبريل إلى النبي [ محمد ] صلى الله عليه وسلم ، وبلغه النبي محمد إلى أمته .
ثم قال تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى ) أي : ومن قبل [ هذا ] القرآن كتاب موسى ، وهو التوراة ، ( إماما ورحمة ) أي : أنزل الله تعالى إلى تلك الأمة إماما لهم ، وقدوة يقتدون بها ، ورحمة من الله بهم . فمن آمن بها حق الإيمان قاده ذلك إلى الإيمان بالقرآن; ولهذا قال تعالى : ( أولئك يؤمنون به ) .
ثم قال تعالى متوعدا لمن كذب بالقرآن أو بشيء منه : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) أي : ومن كفر بالقرآن من سائر أهل الأرض مشركيهم : أهل الكتاب وغيرهم ، من سائر طوائف بني آدم على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وأجناسهم ، ممن بلغه القرآن ، كما قال تعالى : ( لأنذركم به ومن بلغ ) [ الأنعام : 19 ] ، وقال تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] . وقال تعالى : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) وفي صحيح مسلم ، من حديث شعبة ، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار " .
وقال أيوب السختياني ، عن سعيد بن جبير قال : كنت لا أسمع بحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه - أو قال : تصديقه - في القرآن ، فبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، فلا يؤمن بي إلا دخل النار " . فجعلت أقول : أين مصداقه في كتاب الله ؟ قال : وقلما سمعت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وجدت له تصديقا في القرآن ، حتى وجدت هذه الآية : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) قال : " من الملل كلها " .
قوله : ( فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ) أي : القرآن حق من الله ، لا مرية فيه ولا شك ، كما قال تعالى : ( الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ) [ السجدة : 1 ، 2 ] ، وقال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه [ هدى للمتقين ] ) [ البقرة : 1 ، 2 ] .
وقوله : ( ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) كما قال تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ يوسف : 103 ] ، وقال تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) [ الأنعام : 116 ] ، وقال تعالى : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) [ سبأ : 20 ] .
- القرطبى : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
قوله تعالى : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون
قوله تعالى : أفمن كان على بينة من ربه ابتداء والخبر محذوف ; أي أفمن كان على بينة من ربه في اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه من الفضل ما يتبين به كغيره ممن يريد الحياة الدنيا وزينتها ؟ ! عن علي بن الحسين والحسن بن أبي الحسن . وكذلك قال ابن زيد : إن الذي على بينة هو من اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - . ويتلوه شاهد منه من الله ، وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقيل المراد بقوله أفمن كان على بينة من ربه النبي - صلى الله عليه وسلم - والكلام راجع إلى قوله : وضائق به صدرك ; أي أفمن كان معه بيان من الله ، ومعجزة كالقرآن ، ومعه شاهد كجبريل - على ما يأتي - وقد بشرت به الكتب السالفة يضيق صدره بالإبلاغ ، وهو يعلم أن الله لا يسلمه . والهاء في " ربه " تعود عليه .
ويتلوه شاهد منه وروى عكرمة عن ابن عباس أنه جبريل ; وهو قول مجاهد والنخعي . والهاء في " منه " لله عز وجل ; أي ويتلو البيان والبرهان شاهد من الله - عز وجل - . وقال مجاهد : الشاهد ملك من الله - عز وجل - يحفظه ويسدده . وقال الحسن البصري وقتادة : الشاهد لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال محمد بن علي ، ابن الحنفية : قلت لأبي أنت الشاهد ؟ فقال : وددت أن أكون أنا هو ; ولكنه لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقيل : هو علي بن أبي طالب ; روي عن ابن عباس أنه قال : ( هو علي بن أبي طالب ) ; وروي عن علي أنه قال : ( ما من رجل من قريش إلا وقد أنزلت فيه الآية والآيتان ; فقال له رجل : أي شيء نزل فيك ؟ فقال علي : ويتلوه شاهد منه ) . وقيل : الشاهد صورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجهه ومخائله ; لأن من كان له فضل وعقل فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - علم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; فالهاء على هذا ترجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على قول ابن زيد وغيره . وقيل : الشاهد القرآن في نظمه وبلاغته ، والمعاني الكثيرة منه في اللفظ الواحد ; قاله الحسين بن الفضل ، فالهاء في " منه " للقرآن . وقال الفراء قال بعضهم : ويتلوه شاهد منه الإنجيل ، وإن كان قبله فهو يتلو القرآن في التصديق ; والهاء في " منه " لله عز وجل . وقيل : البينة معرفة الله التي أشرقت لها القلوب ، والشاهد الذي يتلوه العقل الذي ركب في دماغه وأشرق صدره بنوره
" ومن قبله " أي من قبل الإنجيل .
كتاب موسى رفع بالابتداء ، قال أبو إسحاق الزجاج والمعنى ويتلوه من قبله كتاب موسى ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - موصوف في كتاب موسى يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل وحكى أبو حاتم عن بعضهم أنه قرأ " ومن قبله كتاب موسى " بالنصب ; وحكاها المهدوي عن الكلبي ; يكون معطوفا على الهاء في " يتلوه " والمعنى : ويتلو كتاب موسى جبريل - عليه السلام - ; وكذلك قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ; المعنى من قبله تلا جبريل كتاب موسى على موسى . ويجوز على ما ذكره ابن عباس أيضا من هذا القول أن يرفع " كتاب " على أن يكون المعنى : ومن قبله كتاب موسى كذلك ; أي تلاه جبريل على موسى كما تلا القرآن على محمد .
" إماما " نصب على الحال .
" ورحمة " معطوف .
أولئك يؤمنون به إشارة إلى بني إسرائيل ، أي يؤمنون بما في التوراة من البشارة بك ; وإنما كفر بك هؤلاء المتأخرون فهم الذين موعدهم النار ; حكاه القشيري . والهاء في به يجوز أن تكون للقرآن ، ويجوز أن تكون للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومن يكفر به أي بالقرآن أو بالنبي - عليه السلام - .
من الأحزاب يعني من الملل كلها ; عن قتادة ; وكذا قال سعيد بن جبير : الأحزاب أهل الأديان كلها ; لأنهم يتحازبون . وقيل : قريش وحلفاؤهم .
فالنار موعده أي هو من أهل النار ; وأنشد حسان :
أوردتموها حياض الموت ضاحية فالنار موعدها والموت لاقيها
وفي صحيح مسلم من حديث أبي يونس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار .
فلا تك في مرية أي في شك .
منه أي من القرآن .
إنه الحق من ربك أي القرآن من الله ; قاله مقاتل . وقال الكلبي : المعنى فلا تك في مرية في أن الكافر في النار . إنه الحق أي القول الحق الكائن ; والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد جميع المكلفين .
- الطبرى : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (أفمن كان على بينة من ربه) ، قد بين له دينه فتبينه (22) ، (ويتلوه شاهد منه). (23)
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: يعني بقوله: (أفمن كان على بينة من ربه) ، محمدًا صلى الله عليه وسلم.
ذكر من قال ذلك:
18030- حدثني محمد بن خلف قال ، حدثنا حسين بن محمد قال ، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن عروة، عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي: يا أبت ، أنت التالي في (ويتلوه شاهد منه) ؟ قال: لا والله يا بنيّ ! وددت أني كنت أنا هو، ولكنه لسانُه
18031- حدثني يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية، عن أبي رجاء، ، عن الحسن: (ويتلوه شاهد منه) قال: لسانه.
18032- حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن، في قوله: (ويتلوه شاهد منه) قال: لسانه.
18033- حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا الحكم بن عبد الله أبو النعمان العجلي قال ، حدثنا شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، مثله. (24)
18034- حدثني علي بن الحسن الأزدي قال ، حدثنا المعافى بن عمران، عن قرة بن خالد، عن الحسن، مثله.
18035- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (أفمن كان على بينة من ربه) ، وهو محمد ، كان على بيّنة من ربه.
18036- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قوله: (ويتلوه شاهد منه) قال: لسانه.
18037- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (ويتلوه شاهد منه)، قال: لسانه هو الشاهد.
18038- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة، عن شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، مثله.
18039- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا غندر، عن عوف، عن الحسن، مثله.
* * *
وقال آخرون: يعني بقوله: (ويتلوه شاهد منه)، محمدًا صلى الله عليه وسلم.
ذكر من قال ذلك:
18040- حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن سليمان العلاف، عن الحسين بن علي في قوله: (ويتلوه شاهد منه) قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم . (25)
18041- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا غندر، عن عوف، قال، حدثني سليمان العلاف قال: بلغني أن الحسن بن علي قال: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: محمد صلى الله عليه وسلم.
18042-. . . . قال، حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن سليمان العلاف، سمع الحَسَن بن علي: (ويتلوه شاهد منه) ، يقول: محمد، هو الشاهد من الله. (26)
18043- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) ، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان على بينة من ربه، والقرآن يتلوه شاهدٌ أيضًا من الله ، (27) بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
18044- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد: (أفمن كان على بينة من ربه) ، قال: النبي صلى الله عليه وسلم.
18045- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي، عن نضر بن عربي، عن عكرمة، مثله.
18046-. . .. قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.
18047- حدثنا الحارث قال ، حدثنا أبو خالد، سمعت سفيان يقول: (أفمن كان على بينة من ربه) ، قال: محمد صلى الله عليه وسلم.
* * *
وقال آخرون: هو علي بن أبي طالب.
*ذكر من قال ذلك:
18048- حدثنا محمد بن عمارة الأسدي قال ، حدثنا رزيق بن مرزوق قال ، حدثنا صباح الفراء، عن جابر، عن عبد الله بن نجيّ قال، قال علي رضي الله عنه: ما من رجل من قريش إلا وقد نـزلت فيه الآية والآيتان. فقال له رجُل: فأنتَ فأي شيء نـزل فيك؟ فقال علي: أما تقرأ الآية التي نـزلت في هود : (ويتلوه شاهد منه). (28)
* * *
وقال آخرون: هو جبريل.
*ذكر من قال ذلك:
18049- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: (ويتلوه شاهد منه) ، إنه كان يقول: جبريل.
18050- حدثنا أبو كريب وابن وكيع، قالا حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: جبريل.
18051- وحدثنا به أبو كريب مرة أخرى ، بإسناده عن إبراهيم فقال: قال : يقولون : " علي" ، إنما هو جبريل.
18052- حدثنا أبو كريب، وابن وكيع قالا حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد قال: هو جبريل، تلا التوراة والإنجيل والقرآن، وهو الشاهد من الله.
18053- حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان ، وحدثنا محمد بن عبد الله المخرّميّ ، قال ، حدثنا جعفر بن عون قال ، حدثنا سفيان ، وحدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، وحدثني المثنى قال ، حدثنا أبو نعيم قال ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم: (ويتلوه شاهد منه) قال: جبريل.
18054- حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.
18055-. . . . قال، حدثنا سهل بن يوسف قال ، حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.
18056- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.
18057-. . . . قال، حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد قال: جبريل.
18058-. . . . قال، حدثنا عبد الله، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي صالح: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: جبريل.
18059-. . . . قال، حدثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: جبريل
18060-. . . . حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (أفمن كان على بينة من ربه) ، يعني محمدًا هو على بينة من الله ، (ويتلوه شاهد منه) ، جبريل ، شاهدٌ من الله ، يتلو على محمد ما بُعث به.
18061- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قال: هو جبريل
18062-. . . . قال، حدثنا أبي، عن نضر بن عربي، عن عكرمة، قال: هو جبريل.
18063-. . . . قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: جبريل.
18064-. . . . حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي، قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (أفمن كان على بينة من ربه)، يعني محمدًا ، على بينة من ربه ، (ويتلوه شاهد منه) ، فهو جبريل ، شاهد من الله بالذي يتلو من كتاب الله الذي أنـزل على محمد قال: ويقال: (ويتلوه شاهد منه) ، يقول: يحفظه المَلَك الذي معه.
18065- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو النعمان عارم قال ، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب قال،كان مجاهد يقول في قوله: (أفمن كان على بينة من ربه) ، قال: يعني محمدًا، (ويتلوه شاهد منه) ، قال: جبريل.
* * *
وقال آخرون: هو ملك يحفظه.
*ذكر من قال ذلك:
18066- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: معه حافظ من الله ، مَلَكٌ.
18067- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يزيد بن هارون، وسويد بن عمرو، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن مجاهد: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: ملك يحفظه.
18068-. . . . قال، حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جريج، عمن سمع مجاهدًا: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: الملك.
18069- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (ويتلوه شاهد منه) ، يتبعه حافظٌ من الله ، مَلَكٌ.
18070- حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج بن المنهال قال ، حدثنا حماد، عن أيوب، عن مجاهد: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: الملك يحفظه: يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، [سورة البقرة: 121] قال: يتّبعونه حقّ اتباعه.
18071- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: (ويتلوه شاهد منه) ، قال: حافظ من الله ، مَلكٌ.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال التي ذكرناها بالصواب في تأويل قوله: (ويتلوه شاهد منه)، قولُ من قال: " هو جبريل "، لدلالة قوله: (ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً) ، على صحة ذلك . وذلك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يتلُ قبل القرآن كتاب موسى، فيكون ذلك دليلا على صحة قول من قال: " عنى به لسان محمد صلى الله عليه وسلم، أو: محمد نفسه، أو : عليّ" على قول من قال: " عني به علي". ولا يعلم أنّ أحدًا كان تلا ذلك قبل القرآن ، أو جاء به، ممن ذكر أهل التأويل أنه عنى بقوله: (ويتلوه شاهد منه) ، غير جبريل عليه السلام.
* * *
فإن قال قائل: فإن كان ذلك دليلك على أن المعنيَّ به جبريل، فقد يجب أن تكون القراءة في قوله: (ومن قبله كتاب موسى) بالنصب ، لأن معنى الكلام على ما تأولتَ يجب أن يكون: ويتلو القرآنَ شاهدٌ من الله، ومن قبل القرآن كتابَ موسى؟
قيل: إن القراء في الأمصار قد أجمعت على قراءة ذلك بالرفع فلم يكن لأحد خلافها، ولو كانت القراءة جاءت في ذلك بالنصب ، كانت قراءة صحيحةً ومعنى صحيحًا.
فإن قال: فما وجه رفعهم إذًا " الكتاب " على ما ادعيت من التأويل؟
قيل: وجه رفعهم هذا أنهم ابتدؤوا الخبر عن مجيء كتاب موسى قبل كتابنا المنـزل على محمد، فرفعوه ب " من " [ومنه]، (29) والقراءة كذلك، والمعنى الذي ذكرت من معنى تلاوة جبريل ذلك قبل القرآن، وأن المراد من معناه ذلك ، وإن كان الخبر مستأنفًا على ما وصفت ، اكتفاءً بدلالة الكلام على معناه.
* * *
وأما قوله: (إمامًا) فإنه نصب على القطع من " كتاب موسى " ، (30) وقوله (ورحمة) ، عطف على " الإمام ". كأنه قيل: ومن قبله كتاب موسى إمامًا لبني إسرائيل يأتمُّون به، ورحمةً من الله تلاه على موسى، كما:-
18072- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي، عن أبيه، عن منصور، عن إبراهيم، في قوله: (ومن قبله كتاب موسى) ، قال: من قبله جاء بالكتاب إلى موسى.
* * *
وفي الكلام محذوف قد ترك ذكره اكتفاء بدلالة ما ذكر عليه منه، وهو: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمةً) ، ، " كمن هو في الضلالة متردد لا يهتدي لرشد، ولا يعرف حقًّا من باطل، ولا يطلب بعمله إلا الحياة الدنيا وزينتها ". وذلك نظير قوله: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [سورة الزمر: 9] (31) والدليل على حقيقة ما قلنا في ذلك أن ذلك عقيب قوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، الآية، ثم قيل: أهذا خير ، أمن كان على بينة من ربه؟ والعرب تفعل ذلك كثيرًا إذا كان فيما ذكرت دلالة على مرادها على ما حذفت، وذلك كقول الشاعر: (32)
وَأُقْسِــمُ لَـوْ شَـيْءٌ أَتَانَـا رَسُـولُه
سِـواكَ وَلَكِـنْ لَـمْ نَجِـدْ لَـكَ مَدْفَعًا (33)
* * *
وقوله: (أولئك يؤمنون به) ، يقول: هؤلاء الذين ذكرت ، يصدقون ويقرّون به ، إن كفر به هؤلاء المشركون الذين يقولون: إن محمدًا افتراه.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ومن يكفر بهذا القرآن ، فيجحد أنه من عند الله ، (من الأحزاب) وهم المتحزّبة على مللهم (34) ، (فالنار موعده)، أنه يصير إليها في الآخرة بتكذيبه. يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (فلا تك في مرية منه) ، يقول: فلا تك في شك منه، (35) من أن موعدَ من كفر بالقرآن من الأحزاب النارُ، وأن هذا القرآن الذي أنـزلناه إليك من عند الله.
ثم ابتدأ جل ثناؤه الخبر عن القرآن فقال: إن هذا القرآن الذي أنـزلناه إليك ، يا محمد ، الحقّ من ربك لا شك فيه، ولكنّ أكثر الناس لا يصدِّقون بأن ذلك كذلك.
* * *
فإن قال قائل: أوَ كان النبي صلى الله عليه وسلم في شكٍّ من أن القرآن من عند الله، وأنه حق، حتى قيل له: " فلا تك في مرية منه "؟
قيل: هذا نظير قوله: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ [ سورة يونس: 94] ، وقد بينا ذلك هنالك. (36)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
18073- حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا عبد الوهاب قال ، حدثنا أيوب قال: نبئت أن سعيد بن جبير قال: ما بلغني حديثٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على وَجهه إلا وجدت مصداقَه في كتاب الله تعالى، حتى قال " لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصرانيّ، ثم لا يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النار ". قال سعيد، فقلت : أين هذا في كتاب الله؟ حتى أتيت على هذه الآية: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) ، قال: من أهل الملل كُلّها.
18074- حدثنا محمد بن عبد الله المخرّمي ، وابن وكيع قالا حدثنا جعفر بن عون قال ، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن سعيد بن جبير في قوله: (ومن يكفُر به من الأحزاب) ، قال: من الملل كلها.
18075- حدثني يعقوب ، وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية قال ، حدثنا أيوب، عن سعيد بن جبير قال: كنت لا أسمع بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على وَجهه، إلا وجدت مصداقه ، أو قال تصديقه ، في القرآن، فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم لا يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النار " ، فجعلت أقول: أين مصداقُها؟ حتى أتيت على هذه: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ، إلى قوله: (فالنار موعده) ، قال: فالأحزاب، الملل كلها.
18076- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال، حدثني أيوب، عن سعيد بن جبير قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، فلا يؤمن بي إلا دخل النار " ، فجعلت أقول: أين مصداقها في كتاب الله؟ قال: وقلَّما سمعت حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وجدتُ له تصديقًا في القرآن، حتى وجدت هذه الآيات: (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) ، الملل كلها. (37)
18077-. . .. قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) ، قال: الكفارُ أحزابٌ كلهم على الكفر.
18078- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ ، [سورة الرعد: 36] ، أي : يكفر ببعضه، وهم اليهود والنصارى. قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت قبل أن يؤمن بي، إلا دخل النار ".
18079- حدثني المثنى قال ، حدثنا يوسف بن عدي النضري قال، أخبرنا ابن المبارك، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى الأشعري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني، فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة. (38)
-----------------------
الهوامش :
(22) انظر تفسير " البينة " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .
(23) انظر تفسير " يتلو " ، و " شاهد " فيما سلف من فهارس اللغة ( تلا ) ، ( شهد ) .
(24) الأثر : 18033 - " الحكم بن عبد الله " ، " أبو النعمان العجلي " ، ثقة ، مضى برقم : 17013 .
(25) الأثر : 18040 - " سليمان العلاف " ، مترجم في الكبير 2 / 2 / 31 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 153 ، ولم يذكرا فيه جرحًا ، وقالا : إنه بلغه عن الحسن ، روى عنه عوف ، وقال البخاري : مرسل . وكأنه يعني هذا الحديث ، انظر الخبر التالي . وكان في المطبوعة والمخطوطة " عن الحسين بن علي " ، وهو خطأ ، يدل عليه ما ذكرته ، وانظر الخبر التالي ، والذي يليه .
(26) الأثران : 18041 ، 18042 - " سليمان العلاف " ، انظر التعليق السالف ، وفي الأثرين " الحسين بن علي " في المخطوطة والمطبوعة ، والصواب ما أثبت كما مر ذلك في التعليق على الأثر السالف .
(27) في المطبوعة : " شاهد منه أيضًا " ، والذي في المخطوطة هو الجيد .
(28) الأثر : 18048 - " رزيق بن مرزوق الكوفي المقرئ البجلي " ، روى عن أبي الأحوص ، وابن عيينة ، وسهل بن شعيب ، وروى عنه أحمد بن يحيى الصوفي ، وأبو حاتم الرازي ، وقال : " صدوق " مترجم في ابن أبي حاتم 1 / 2 / 506 ." وصباح الفراء " ، لم أجده ، وأخشى أن يكون هو " صباح بن يحيى المزني " ، وهو الشيعي المتروك الذي سلف برقم : 16113 ." وجابر " هو الجعفي " جابر بن يزيد الجعفي " . وهو ضعيف ، بل ربما كان القول فيه أشد ، وكان فوق ذلك رافضيًا يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن حبان : " كان من أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكان يقول : إن عليا يرجع إلى الدنيا " مضى مرارًا آخرها رقم : 14008 . " وعبد الله بن نجي بن سلمة الكوفي الحضرمي " ، ليس بالقوي ، كان أبوه على مطهرة علي رضي الله عنه ، قال البخاري : " فيه نظر " ، مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 184 . وميزان الاعتدال 2 : 82 ، وقال الذهبي : " روى عنه جابر الجعفي ، فمنكرة من جابر " ، ووثقه النسائي .
وكان في المطبوعة " عبد الله بن يحيى " ، لم يحسن قراءة المخطوطة فيعرف الاسم .
(29) في المطبوعة : " فرفعوه بمن قبله والقراءة كذلك " ، غير ما في المخطوطة ، لهذه الكلمة التي وضعتها بين القوسين ، وأنا أخشى أن تكون زيادة لا معنى لها ، ولذلك أثبتها بين القوسين ، كما في المخطوطة .
وانظر تفسير الآية في معاني القرآن للفراء .
(30) " القطع " ، الحال ، كما سلف ص : 76 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
(31) انظر تفسير الآية في معاني القرآن للفراء .
(32) هو امرؤ القيس .
(33) ديوانه : 113 ، والخزانة 4 : 227 ، وغيرهما كثير ، وسيأتي في التفسير 13 : 102 / 23 : 128 / 29 : 67 ( بولاق ) ، وهذا البيت قد كثر الاستدلال به على الحذف ، إلا أن البغدادي أفاد فائدة جيدة فقال : " وعذرهم في تقدير الجواب أن هذا البيت ساقط في أكثر الروايات ، وقد ذكره الزجاجي في أماليه الصغرى والكبرى في جملة أبيات ثمانية ، رواها المبرد من قصيدة لأمرئ القيس ، ورأينا أن نقتصر عليها ، وهي :
بَعَثْــتُ إلَيْهــا والنُّجـوم خَـوَاضِعٌ
حِــذَارًا عَلَيْهَــا أنْ تَقُـومَ فَتَسْـمَعَا
فَجَـاءتْ قَطُـوفَ المَشْيِ هَائِبَةَ السُّرَى
يُــدَافِعُ رُكْنَـاهَــا كَـوَاعِبَ أرْبَعَـا
يُزَجِّيهَـا مَشْـىَ الـنَّزِيفِ وَقَـدْ جَرَى
صُبَـابُ الكَـرَى فِـي مُخِّـهِ فَتَقَطَّعَـا
تَقُــولُ وَقَـدْ جَرَّدْتُهَـا مِـنْ ثِيَابِهَـا
كَمَـا رُعْـتَ مَكْحُـولَ المَـدَامِع أَتْلَعَا
أَجِــدَّكَ لَـوْ شَـيْءٌ أَتَانـا رَسُـولُهُ
سِـوَاكَ وَلكِـنْ لـم نَجِـدْ لَـكَ مَدْفَعَا
إِذَنْ لَرَدَدْنَــاهُ , وَلَــوْ طَـالَ مَكْثُـهُ
لَدَيْنَــا , وَلَكِنَّــا بِحُــبِّكَ وُلَّعَــا
فَبِتْنَـا تَصُـدُّ الوُحْـشُ عَنَّـا , كَأَنَّنَـا
قَتِيـلاَنِ لم يَعْلَـمْ النَّـاسُ لَنَا مَصْرَعَا
إِذَا أَخَذَتْهَـا هِـزَّةُ الـرَّوْعِ , أَمْسَـكَتْ
بِمَنْكِـبِ مِقْـدَامٍ عَـلَى الهَـوْلِ أرْوَعَا
هذا ما قاله البغدادي ، وفيه قول لا يتسع له هذا المكان ، ولكن فيه فائدة تقيد .
(34) انظر تفسير "
الحزب " فيما سلف 1 : 244 / 10 : 428 .(35) انظر تفسير "
المرية " فيما سلف من فهارس اللغة ( مري ) .(36) انظر ما سلف قريبًا ص : 200 - 203 .
(37) الآثار : 18073 - 18077 - هذه الآثار عن سعيد بن جبير ، والتي روى فيها الخبر مرسلا ، رواه الحاكم في المستدرك 2 : 342 ، موصولا مرفوعًا من حديث ابن عباس . وذلك من طريق عبد الرازق ، عن معمر ، عن أبي عمرو البصري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وقال الحاكم "
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي .وانظر حديث أبي هريرة ، في صحيح مسلم 2 : 186 ، وما سيأتي من حديث أبي موسى رقم : 18079 .
(38) الأثر : 18079 - "
يوسف بن عدي النصري " ، هكذا في المخطوطة غير منقوط ، وفي المطبوعة : " النضري " ولا أدري من أين أتى بإعجامه هذا . والذي مر بنا في الخبر رقم : 10309 ، رواية المثنى ، عن يوسف بن عدي ، عن ابن المبارك " وظننت هناك أنه : " يوسف بن عدي بن رزيق التيمي " ، فلا أدري ما هذه النسبة التي هنا ، إلا أني أظن أنها " المصري " ، لأن " يوسف بن عدي " ، وإن يكن كوفيًا ، إلا أنه سكن مصر ، ومات بها سنة 232 .وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده 4 : 396 ، عن طريق محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، بهذا اللفظ . ومثله 4 : 398 ، من طريق عفان ، عن شعبة .وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 8 : 261 ، 262 ، مطولا ، وفيه من قول أبي موسى الأشعري : " فقلت : ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا في كتاب الله عز وجل ، فقرأت فوجدت : {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } ، فهذا نحو ما قاله سعيد بن جبير في الآثار السالفة . وقال الهيثمي بعد : " رواه الطبراني ، واللفظ له ، وأحمد بنحوه في الروايتين ، ورجال أحمد رجال الصحيح ، والبزار أيضًا باختصار" . - ابن عاشور : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
أغلقت معاني هذه الآية لكثرة الاحتمالات التي تعتورها من جهة معاد الضمائر واسم الإشارة ، ومن جهة إجمال المراد من الموصول ، وموقع الاستفهام ، وموقع فاء التفريع . وقد حكى ابن عطية وجوهاً كثيرة في تفسيره بما لم يلخصه أحد مثله وتبعه القرطبي في حكاية بعضها . والاختلاف في مَاصدق { مَن كان على بينة من ربّه }. وفي المراد من { بينة من ربه } ، وفي المعنّي ب { يتلوه }. وفي المراد من { شاهد }. وفي معاد الضمير المنصوب في قوله : { يتلوه }. وفي معنى ( منْ ) من قوله : { منه } ، وفي معاد الضمير المجرور ب ( مِن ). وفي موقع قوله : { مِن قبله } من قوله : { كتاب موسى }. وفي مرجع اسم الإشارة من قوله : { أولئك يؤمنون به }. وفي معاد الضمير المجرور بالباء من قوله : { يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب } الخ فهذه مفاتيح تفسير هذه الآية .
والذي تخلّص لي من ذلك ومما فتح الله به مما هو أوضح وجْهاً وأقرب بالمعنى المقصود شِبْهاً : أن الفاء للتفريع على جملة { أم يقولون افتراه إلى قوله : فهل أنتم مسلمون } [ هود : 13 ، 14 ] وأن ما بينهما اعتراض لتقرير توغلهم في المكابرة وابتعادهم عن الإيمان ، وهذا التفريع تفريع الضدّ على ضده في إثبات ضد حكمه له ، أي إن كان حال أولئك المكذبين كما وُصف فثَمّ قوم هم بعكس حالهم قد نفعتهم البيّنات والشواهد ، فهم يؤمنون بالقرآن وهم المسلمون وذلك مقتضى قوله : { فهل أنتم مسلمون } [ هود : 14 ] ، أي كما أسلم من كانوا على بيّنة من ربهم منكم ومن أهل الكتاب .
والهمزة للاستفهام التقريري ، أي إن كفر به هؤلاء أفيُؤمِنُ به من كان على بينة من ربه ، وهذا على نحو نظم قوله تعالى : { أفمن حَق عليه كلمة العذاب أفأنت تُنقذ مَن في النّار } [ الزمر : 19 ] أي أنت تنقذ من النار الذي حق عليه كلمة العذاب .
و { مَن كان على بيّنة } لا يراد بها شخص معيّن . فكلمة ( مَن ) هنا تكون كالمعرّف بلام العهد الذهني صادقة على من تحققت له الصلة ، أعني أنه على بينة من ربه . وبدون ذلك لا تستقيم الإشارة . وإفراد ضمائر { كان على بيّنة من ربه } مراعاةٌ للفظ ( مَن ) الموصولة وذلك أحد استعمالين . والجمع في قوله : { أولئك يؤمنون } مراعاة لمعنى ( مَن ) الموصولة وذلك استعمال آخر . والتقدير : أفمن كانوا على بينة من ربهم أولئك يؤمنون به . ونظير هذه الآية قوله تعالى : { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم } في سورة [ القتال : 14 ].
والذين هم على بينة من ربهم يجوز أن يكونوا النصارى فقط فإنهم كانوا منتشرين في العرب ويعرف أهل مكة كثيراً منهم ، وهم الذين عرفوا أحقية الإسلام مثل ورقة بن نوفل ودحية الكلبي ، ويجوز أن يراد النصارى واليهود مثل عبد الله بن سلام ممّن آمن بعد الهجرة فدلوا على تمكنهم من معرفة البينة لصحة أفهامهم ولوضوح دلالة البيّنة ، فأصحابها مؤمنون بها .
والمراد بالبيّنة حجة مجيء الرسول المبشّر به في التوراة والإنجيل . فكون النصارى على بينة من ربهم قبل مجيء الإسلام ظاهر لأنهم لم يكذّبُوا رسولاً صادقاً . وكون اليهود على بيّنة إنما هو بالنسبة لانتظارهم رسولاً مبشّراً به في كتابهم وإن كانوا في كفرهم بعيسى عليه السلام ليسوا على بيّنة . فالمراد على بيّنة خاصة يدل عليها سياق الكلام السابق من قوله : { فاعلموا أنما أنزل بعلم الله } [ هود : 14 ] ، ويعينها اللاحق من قوله : { أولئك يؤمنون به } أي بالقرآن .
و ( مِن ) في قوله : { من ربه } ابتدائية ابتداء مجازياً . ومعنى كونها من ربه أنها من وحي الله ووصايته التي أشار إليها قوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لمَا مَعكم لتُؤمنن به ولتنصرنه } [ آل عمران : 81 ] وقوله : { الذينَ يَتبعون الرسول النّبيء الأمّيّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التّوراة والإنجيل } [ الأعراف : 157 ]. وذكر كتاب موسى وأنه من قبله يشير إلى أن البيّنة المذكورة هنا من الأنجيل ، ويقوي أن المراد ب { من كان على بينة من ربه } النصارى .
وفعل ( يتلوه ) مضارع التّلو وهو الاتّباع وليس من التلاوة ، أي يتبعه . والاتباع مستعار للتّأييد والاقتداء فإن الشاهد بالحق يحضر وراء المشهود له . وضمير الغائب المنصوب في قوله : { يتلوه } عائد إلى { من كان على بينة من ربه }.
والمراد ب { شاهد منه } شاهد من ربه ، أي شاهد من الله وهو القرآن لأنه لإعجازه المعاندين عن الإتيان بعشر سور مثله كان حجة على أنه آت من جانب الله .
و { مِن } ابتدائية . وضمير { منه } عائد إلى { ربه }. ويجوز أن يعود إلى { شاهد } أي شاهد على صدقه كائن في ذاته وهو إعجازه إياهم عن الإتيان بمثله .
و { من قبله } حال من { كتاب موسى }. و { كتاب موسى } عطف على { شاهد منه } والمراد تلوه في الاستدلال بطريق الارتقاء فإن النصارى يهتدون بالإنجيل ثم يستظهرون على ما في الإنجيل بالتّوراة لأنّها أصله وفيها بيانه ، ولذلك لما عطف { كتاب موسى } على { شاهد } الذي هو معمول { يتلوه } قيد كتاب موسى بأنه من قبله ، أي ويتلوه شاهد منه . ويتلوه كتاب موسى حالة كونه من قبْل الشاهد أي سابقاً عليه في النزول . وإذا كان المراد ب { من كان على بيّنة من ربّه } النصارى خاصة كان لذكر { كتاب موسى } إيماء إلى أن كتاب موسى عليه السلام شاهد على صدق محمّد صلى الله عليه وسلم ولم يُذكر أهل ذلك الكتاب وهم اليهود لأنهم لم يكونوا على بيّنة من ربّهم كاملةٍ من جهة عدم تصديقهم بعيسى عليه السلام .
و { إماماً ورحمة } حالان ثناء على التوراة بما فيها من تفصيل الشريعة فهو إمام يهتدى به ورحمة للنّاس يعملون بأحكامها فيرحمهم الله في الدنيا بإقامة العدل وفي الآخرة بجزاء الاستقامة إذ الإمام ما يؤتم به ويعمل على مثاله .
والإشارة ب { أولئك } إلى { من كان على بينة من ربّه } ، أي أولئك الذين كانوا على بيّنة من ربهم يؤمنون بالقرآن وليسوا مثلكم يا معشر المشركين ، وذلك في معنى قوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } [ الأنعام : 89 ].
وإقحام { أولئك } هنا يشبه إقحام ضمير الفصل ، وفيه تنبيه على أن ما بعده من الخبر مسبب على ما قبل اسم الإشارة من الأوصاف وهي كونهم على بينة من ربهم معضدة بشواهد من الأجيل والتوراة .
وجملة { أولئك يؤمنون به } خبر { من كان على بينة من ربه }.
وضمير ( به ) عائد إلى القرآن المعلوم من المقام أو من تقدم ضميره في قوله { أم يقولون افتراه } [ هود : 13 ].
وبه ينتظم الكلام مع قوله : { أم يقولون افتراه } إلى قوله : { فاعلموا أنما أنزل بعلم الله } [ هود : 13 ، 14 ] أي يؤمنون بكون القرآن من عند الله .
والباء للتعدية لا للسببية ، فتعدية فعل ( يؤمنون ) إلى ضمير القرآن من باب إضافة الحكم إلى الأعيان وإرادة أوصافها مثل { حرمت عليكم أمهاتكم } [ النساء : 23 ] ، أي يؤمنون بما وصف به القرآن من أنه من عند الله .
وحاصل معنى الآية وارتباطها بما قبلها { فهل أنتم مسلمون } [ هود : 14 ] فإن الذين يؤمنون به هم الذين كانوا على بيّنة من ربّهم مؤيّدة بشاهد من ربهم ومعضودة بكتاب موسى عليه السلام من قَبْل بيّنتهم .
وقريب من معنى الآية قوله تعالى : { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } [ الأحقاف : 10 ] فاستقام تفسير الآية تمام الاستقامة ، وأنت لا يعوزك تركيب الوجوه التي تأول بها المفسرون مِمّا يخالف ما ذكرناه كُلاً أو بَعضاً فبصَرك فيها حديد ، وبيدك لفتح مغالقها مَقاليد .
وجملة { ومن يكفر به من الأحزاب } عطف على جملة { أفمن كان على بيّنة من ربّه } لأنه لمّا حرض أهل مكة على الإسلام بقوله : { فهل أنتم مسلمون } [ هود : 14 ] ، وأراهم القِدْوة بقوله : { أولئك يؤمنون به } ، عاد فحذر من الكفر بالقرآن فقال : { ومن يكفر به من الأحزاب } ، وأعرض عما تبين له من بيّنة ربه وشواهد رسله فالنّار موعده .
والأحزاب : هم جماعات الأمم الذين يجمعهم أمْرٌ يجتمعون عليه ، فالمشركون حزب ، واليهود حزب ، والنصارى حزب ، قال تعالى : { كذبت قبلهم قوم نوححٍ وعادً وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب ليكة أولئك الأحزاب } [ ص : 12 ، 13 ].
والباء في { يكفر به } كالباء في { يؤمنون به }.
والموعد : ظرف للوعد من مكان أو زمان .
وأطلق هنا على المصير الصائر إليه لأن شأن المكان المعيّن لعمل أن يعين به بوعد سابق .
تفريع على جملة { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم
والنهي مستعمل كناية تعريضية بالكافرين بالقرآن لأن النهي يقتضي فساد المنهي عنه ونقصه ، فمن لوازمه ذم المتلبس بالمنهي عنه . ولما كان المخاطب غير مظنة للتلبس بالمنهي عنه فيُطلبَ منه تركه ويكون النهيُ طلبَ تحصيل الحاصل ، تعيّنَ أن يكون النهي غير مراد به الكفّ والإقلاع عن المنهي عنه فيكون مستعملاً في لازم ذلك بقرينة المقام ، ومما يزيد ذلك وضوحاً قوله تعالى في سورة آلم [ السجدة : 23 ] { ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه } فإنه لو كان المقصود تحذير النّبيء صلى الله عليه وسلم من الامتراء في الوحي لما كان لتفريع ذلك على إيتاء موسى عليه السلام الكتاب ملازمة ، ولكن لما كان المراد التعريض بالذين أنكروا الوحي قدّم إليهم احتجاجَ سبق الوحي لموسى عليه السلام .
و { في } للظرفية المجازية المستعملة في تمكن التلبس نظراً لحال الذين استعمل النهي كناية عن ذمّهم فإنهم متلبسون بمزية شديدة في شأن القرآن .
وضميرا الغيبة عائدان إلى القرآن الذي عاد إليه ضمير { افتراه } [ هود : 13 ].
وجملة { إنه الحق من ربك } مستأنفة تأكيد لما دلت عليه جملة { فلا تَكُ في مرية منه } من أنه لوضوح حقيته لا ينبغي أن يمترى في صدقه . وحرف التأكيد يقوم مقام الأمر باعتقاد حقيته لما يدل عليه التأكيد من الاهتمام .
والمرية : الشك . وهي مرادفة الامتراء المتقدم في أول الأنعام . واختير النهي على المرية دون النهي عن اعتقاد أنه كذب كما هو حال المشركين ، لأن النهي عن الامتراء فيه يقتضي النهي عن الجزم بالكذب بالأوْلى ، وفيه تعريض بأن ما فيه المشركون من اليقين بكذب القرآن أشد ذمّاً وشناعة .
و { مِن } ابتدائية ، أي في شك ناشىء عن القرآن ، وإنما ينشأ الشك عنه باعتبار كونه شكّاً في ذاته وحقيقته لأن حقيقة القرآنية أنه كتاب من عند الله ، فالشك الناشىء على نزوله شك في مجموع حقيقته . وهذا مثل الضمير في قوله : { يؤمنون به } من غير احتياج إلى تقدير مضاف يؤول به إلى إضافة الحكم إلى الأعيان المراد أوصافها .
وتعريف { الحق } لإفادة قصر جنس الحق على القرآن . وهو قصر مبالغة لكمال جنس الحق فيه حتى كأنه لا يوجد حق غيره مثل قولك : حاتم الجواد .
والاستدراك بقوله : { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } ناشيء على حكم الحصر ، فإنّ الحصر يقتضي أن يؤمن به كل من بلغه ولكن أكثر الناس لا يؤمنون .
والإيمان هو التصديق بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين .
وحذف متعلق { يؤمنون } لأن المراد انتفاء حقيقة الإيمان عنهم في كل ما طلب الإيمان به من الحق ، أي أن في طباع أكثر الناس تغليب الهوى على الحق فإذا جاء ما يخالف هواهم لم يؤمنوا .
- إعراب القرآن : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
«أَفَمَنْ» الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ومن اسم موصول مبتدأ وخبره محذوف «كانَ» كان واسمها محذوف «عَلى بَيِّنَةٍ» متعلقان بخبر كان المحذوف «مِنْ رَبِّهِ» متعلقان بمحذوف صفة لبينة والهاء مضاف إليه «وَيَتْلُوهُ» الواو عاطفة ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والهاء مفعوله والجملة معطوفة «شاهِدٌ» فاعل مؤخر «مِنْهُ» متعلقان بشاهد «وَمِنْ قَبْلِهِ» الواو عاطفة ومتعلقان بالخبر المحذوف المقدم والهاء مضاف إليه «كِتابُ» مبتدأ «مُوسى » مضاف إليه والجملة معطوفة «إِماماً» حال «وَرَحْمَةً» معطوف على إماما «أُولئِكَ» أولاء اسم اشارة مبتدأ والكاف للخطاب والجملة مستأنفة «يُؤْمِنُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر «بِهِ» متعلقان بيؤمنون «وَمِنْ» الواو عاطفة ومن اسم شرط جازم مبتدأ والجملة معطوفة «يَكْفُرْ» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وفاعله مستتر «بِهِ» متعلقان بيكفر «مِنَ الْأَحْزابِ» متعلقان بمحذوف حال «فَالنَّارُ» الفاء رابطة للجواب والنار مبتدأ «مَوْعِدُهُ» خبر والهاء مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط خبر من«فَلا» الفاء عاطفة ولا ناهية جازمة «تَكُ» مضارع مجزوم بالسكون المقدر على الحرف المحذوف واسمها محذوف «فِي مِرْيَةٍ» متعلقان بالخبر المحذوف«مِنْهُ»ل خبر والجملة مقول القول «كَذَبُوا» ماض وفاعله
- English - Sahih International : So is one who [stands] upon a clear evidence from his Lord [like the aforementioned] And a witness from Him follows it and before it was the Scripture of Moses to lead and as mercy Those [believers in the former revelations] believe in the Qur'an But whoever disbelieves in it from the [various] factions - the Fire is his promised destination So be not in doubt about it Indeed it is the truth from your Lord but most of the people do not believe
- English - Tafheem -Maududi : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ(11:17) Can it happen that he who takes his stand on a clear evidence from his Lord, *17 subsequently followed by a witness from Him (in his support), *18 and prior to that the Book of Moses was revealed as a guide and a mercy, (would even he deny the truth in the manner of those who adore the life of this world)? Rather, such men are bound to believe in it. *19 The Fire shall be the promised resort of the groups that disbelieve. So be in no doubt about it for this indeed is the truth from your Lord although most people do not believe.
- Français - Hamidullah : Est-ce que celui qui se fonde sur une preuve évidente le Coran venant de son Seigneur et récitée par un témoin [l'archange Gabriel] de Sa part cependant qu'avant lui [Muhammad] il y a le livre de Moïse tenant lieu de guide et de miséricorde [est meilleur ou bien celui qui ne se fonde sur aucune preuve valable] Ceux-là y croient; mais quiconque d'entre les factions n'y croit pas aura le Feu comme rendez-vous Ne sois donc pas en doute au sujet de ceci le Coran Oui c'est la vérité venant de ton Seigneur; mais la plupart des gens n'y croient pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ist denn einer den anderen gleich der sich auf einen klaren Beweis von seinem Herrn stützt und auf den ein Zeuge von Ihm folgt dem die Schrift Musas vorausging als Vorbild und Barmherzigkeit Diese glauben daran Wer aber von den Gruppierungen ihn verleugnet dessen Verabredungsort ist das Höllenfeuer So sei nicht über ihn im Zweifel er ist die Wahrheit von deinem Herrn Aber die meisten Menschen glauben nicht
- Spanish - Cortes : ¿Es que quien se basa en una prueba clara venida de su Señor recitada por un testigo de Éste Antes de él laEscritura de Moisés servía de guía y de misericordia Ésos creen en ella Quien de los grupos no cree en ella tiene el Fuego como lugar de cita Tú no dudes de ella Es la Verdad venida de tu Señor Pero la mayoría de los hombres no creen
- Português - El Hayek : Podem ser iguais àqueles que têm uma evidência de seu Senhor confirmada por uma testemunha enviada por Ele precedida pelo Livro de Moisés sendo guia e misericórdia Qual Aqueles crêem nele o Alcorão; mas aquele dos partidosque o negar sua morada será o fogo infernal Não duvides disso porque é a verdade do teu Senhor; porém a maioria doshumanos não crê
- Россию - Кулиев : Разве тот кто опирается на ясное доказательство от своего Господа за которым следует свидетель от Него Джибрил и до которого руководством и милостью было Писание Мусы Моисея подобен неверующему Они уверовали в него Коран А сектам которые не уверовали в него обещан Огонь Не сомневайся в этом ибо это - истина от твоего Господа хотя большая часть людей не верует
- Кулиев -ас-Саади : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
Разве тот, кто опирается на ясное доказательство от своего Господа, за которым следует свидетель от Него (Джибрил) и до которого руководством и милостью было Писание Мусы (Моисея), подобен неверующему? Они уверовали в него (Коран). А сектам, которые не уверовали в него, обещан Огонь. Не сомневайся в этом, ибо это - истина от твоего Господа, хотя большая часть людей не верует.Всевышний поведал о качествах Своего посланника Мухаммада, а также его наследников, которые исправно выполняют предписания религии и обладают твердой убежденностью. Их качества совершенно отличаются от качеств остальных людей, и сравнить их просто невозможно. Они опираются на ясное доказательство от своего Господа, потому что ниспосланное Аллахом откровение разъясняет многие важные вопросы и содержит ясные доказательства, которые порождают в человеке полную убежденность. Вслед за этим доказательством их правоты следует еще одно доказательство - непорочное подсознание и здравый рассудок подтверждают правдивость всего, что ниспослал и узаконил Всевышний Аллах, благодаря чему правоверные осознают прелесть откровения, а их вера усиливается. А наряду с этим они опираются на третье доказательство - Священную Тору, которая была руководством для людей и милостью. Она подтверждает правдивость Корана и проповедует истину, которую проповедует сам Коран. Разве правоверные, которые обладают перечисленными качествами, опираются на многочисленные доказательства и имеют основания для полной убежденности в своей правоте, могут походить на грешников, которые блуждают в потемках невежества и не могут найти выхода?! Безусловно, они не равны перед Аллахом и не могут быть равны в глазах рабов Аллаха. Люди, которые признали перечисленные доводы, действительно веруют в Священный Коран, и благим последствием такой веры будет их полное благополучие как при жизни на земле, так и после смерти. А различные секты, существующие на земле и ополчившиеся против истины, непременно будут ввергнуты в Преисподнюю. А это значит, что человек не должен испытывать даже малейшего сомнения в правдивости Корана, который является истиной от Всевышнего Господа. Но большинство людей отказывается уверовать в это. Одни поступают таким образом, потому что являются невежественными и заблудшими людьми, а другие поступают так по причине своей несправедливости, своего упрямства и беззакония. А если бы они обладали чистыми намерениями и здравым рассудком, то они непременно уверовали бы в Священный Коран, потому что все вокруг призывает человека обратиться в правую веру.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbinin katından bir belgesi ve onun arkasından da bir şahidi olanlar önlerinde de Musa'nın Kitap'ı önder ve rahmet olarak bulunanlardır ki işte onlar Kuran'a inanırlar Hangi topluluk onu inkar ederse yeri ateştir; senin de bundan şüphen olmasın Doğrusu o Rabbinden bir gerçektir fakat insanların çoğu inanmazlar
- Italiano - Piccardo : [Cosa dire allora di] colui che si basa su una prova proveniente dal suo Signore e che un testimone da Lui inviato [gli] recita Prima di esso c'era stata la Scrittura di Mosè guida e misericordia alla quale essi credono E quelli delle fazioni che non ci credono si incontreranno nel Fuoco Non essere in dubbio al riguardo È la verità che proviene dal tuo Signore ma la maggior parte della gente non crede
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایه ئهو جۆره کهسانهی که باس کران وهکو ئهو کهسه وایه که لهلایهن پهروهردگاریهوه ههموو شتێکی بۆ ڕوون کراوهتهوه ئهمیش باوهڕی پێیهتی چونکه پێغهمبهرێك بهڵگهنامهی خوا دهخوێنێتهوه و له پێش ئهمیشهوه پهیامهکهی موسا که تهوراته پێشهواو ڕهحمهت بوووه ئهو جۆره کهسانهی که ژیرو هۆشمهدن باوهڕی پێ دههێنن جا ئهو دهسته و کۆمهڵانهی که باوهڕ بهم پهیامه ناکهن ئهوه ئاگری دۆزهخ چاوهڕێیانه نهکهیت تۆ لهجۆره گومانێکدا بیت لهم قورئانهو لهم پهیامه چونکه بهڕاستی ئهوه حهقیقهته و لهلایهن پهروهردگارتهوه بۆت ڕهوانه کراوه بهڵام زۆربهی خهڵکی باوهڕ ناهێنن
- اردو - جالندربرى : بھلا جو لوگ اپنے پروردگار کی طرف سے روشن دلیل رکھتے ہوں اور ان کے ساتھ ایک اسمانی گواہ بھی اس کی جانب سے ہو اور اس سے پہلے موسی کی کتاب ہو جو پیشوا اور رحمت ہے تو کیا وہ قران پر ایمان نہیں لائیں گے یہی لوگ اس پر ایمان لاتے ہیں اور جو کوئی اور فرقوں میں سے اس سے منکر ہو تو اس کا ٹھکانہ اگ ہے۔ تو تم اس قران سے شک میں نہ ہونا۔ یہ تمہارے پروردگار کی طرف سے حق ہے لیکن اکثر لوگ ایمان نہیں لاتے
- Bosanski - Korkut : Zar je onaj koji želi samo ovaj svijet kao onaj kome je jasno ko je Gospodar njegov na što se nadovezuje Kur'an kao svjedok Njegov i još prije njega Knjiga Musaova putovođa i milost To su oni koji vjeruju u nj A onima koji su se protiv njega urotili vatra će boravište biti Zato ti nikako ne sumnjaj u nj on je zaista istina od Gospodara tvoga ali većina ljudi neće da vjeruje
- Swedish - Bernström : Kan [dessa människor jämföras med] dem som stöder sig på ett klart vittnesbörd från sin Herre som ett av Hans vittnen läser upp liksom tidigare den Skrift som gavs Moses en vägvisare och en [källa till] nåd Sådana [som denne] har en sann tro på detta [vittnesbörd]; men den som tillhör [andra] samfund och som bestrider dess sanning är kallad till ett möte där den eviga Elden [brinner] Hys alltså inte minsta tvivel om denna [uppenbarelse] Det är sanningen från din Herre men de flesta människor vill inte tro
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apakah orangorang kafir itu sama dengan orangorang yang ada mempunyai bukti yang nyata Al Quran dari Tuhannya dan diikuti pula oleh seorang saksi Muhammad dari Allah dan sebelum Al Quran itu telah ada Kitab Musa yang menjadi pedoman dan rahmat Mereka itu beriman kepada Al Quran Dan barangsiapa di antara mereka orangorang Quraisy dan sekutusekutunya yang kafir kepada Al Quran maka nerakalah tempat yang diancamkan baginya karena itu janganlah kamu raguragu terhadap Al Quran itu Sesungguhnya Al Quran itu benarbenar dari Tuhanmu tetapi kebanyakan manusia tidak beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
(Apakah orang yang mempunyai bukti) penjelasan (dari Rabbnya) yaitu Nabi saw. atau orang-orang mukmin yang dimaksud dengan bukti adalah Alquran (dan diikuti pula) dipanuti (oleh saksi) baginya yang membenarkannya (dari-Nya) yaitu dari Allah, yang dimaksud adalah malaikat Jibril (dan sebelumnya) sebelum Alquran (telah ada kitab Musa) yaitu kitab Taurat yang menyaksikan kebenaran Alquran pula (yang menjadi pedoman dan rahmat?) menjadi kata keterangan dari Alquran. Apakah keadaannya sama dengan orang-orang yang tidak demikian keadaannya? Tentu saja tidak (mereka itu) yakni orang-orang yang mempunyai bukti (beriman kepadanya) kepada Alquran, maka bagi mereka surga. (Dan barang siapa di antara golongan yang bersekutu ingkar kepada Alquran) semua orang-orang kafir (maka nerakalah tempat yang diancamkan baginya, karena itu janganlah kamu ragu-ragu) menaruh syak (kepadanya) kepada Alquran (Sesungguhnya Alquran itu benar-benar dari Rabbmu tetapi kebanyakan manusia) penduduk Mekah (tidak beriman).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আচ্ছা বল তো যে ব্যক্তি তার প্রভুর সুস্পষ্ট পথে রয়েছে আর সাথে সাথে আল্লাহর তরফ থেকে একটি সাক্ষীও বর্তমান রয়েছে এবং তার পূর্ববর্তী মূসা আঃ এর কিতাবও সাক্ষী যা ছিল পথনির্দেশক ও রহমত স্বরূপ তিনি কি অন্যান্যের সমান অতএব তাঁরা কোরআনের প্রতি ঈমান আনেন। আর ঐসব দলগুলি যে কেউ তা অস্বীকার করে দোযখই হবে তার ঠিকানা। অতএব আপনি তাতে কোন সন্দেহে থাকবেন না। নিঃসন্দেহে তা আপনার পালনকর্তার পক্ষ হতে ধ্রুব সত্য; তথাপি অনেকেই তা বিশ্বাস করে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவர் தன் இறைவனிடமிருந்து பெற்றதெளிவின் மீது இருக்கிறாரோ மேலும் இறைவனிடமிருந்து ஒரு சாட்சியாளர் எவரிடம் பக்க பலமாய் வந்திருக்கிறாரோ மேலும் இதற்கு முன்னால் மூஸாவுடைய வேதம் வழிகாட்டியாகவும் ரஹ்மத்தாகவும் இருக்கிறதோ அவர்கள் தான் இதனை நம்புவார்கள்; ஆனால் இக் கூட்டதார்களில் எவர் இதை நிராகரிக்கிறாரோ அவருக்கு வாக்களிக்கப்பட்டுள்ள இடம் நரக நெருப்பேயாகும் ஆதலால் நபியே இதைப் பற்றி நீர் சந்தேகத்தித்திலிருக்க வேண்டாம் இவ்வேதமானது நிச்சயமாக உம் இறைவனிடமிருந்து வந்த உண்மையாகும் எனினும் மனிதர்களில் பெரும்பாலோர் நம்பிக்கை கொள்வதில்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้น ผู้ที่อยู่บนหลักฐานอันชัดแจ้งจากพระเจ้าของเขา และผู้เป็นพยานจากพระองค์จะสาธยายมัน และก่อนนั้นมีคัมภีร์ของมูซาเป็นแนวทางและเป็นเมตตา ชนเหล่านั้นศรัทธาต่อมันและผู้ใดจากพรรคต่าง ๆ ปฏิเสธศรัทธาต่อมันไฟนรกคือสัญญาของเขา ดังนั้นเจ้าอย่าได้อยู่ในการสงสัยมันเลย แท้จริงมันเป็นสัจธรรมจากพระเจ้าของเจ้า แต่ทว่ามนุษย์ส่วนใหญ่จะไม่ศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўз Роббидан аниқ ҳужжатга эга бўлган унга ўша Роббнинг Ўзидан гувоҳ эргашган ва угувоҳдан олдин Мусонинг китоби имом ва раҳмат ҳолида унга шоҳид бўлган кишига куфр келтириладими Ана ўшалар ушоҳидга иймон келтирарлар Гуруҳлардан ким унга куфр келтирса унга ваъда қилинган жой жаҳаннамдир Сен у ҳақда шакшубҳада бўлма Албатта у Роббингдан келган ҳақдир Лекин одамларнинг кўплари иймон келтирмаслар Қуръони Каримдан олдин Мусонинг а с китоби Таврот ҳам имом ва раҳмат бўлган ҳолида Муҳаммаднинг с а в охирзамон Пайғамбари бўлишларига гувоҳ бўлган эди Ана шундай кишига куфр келтирадиларми Қуръонга иймон келтирмасдан жаннатга киришни ҳеч ким хаёлига ҳам келтирмасин Албатта Пайғамбармиз с а в ҳеч қачон Қуръони Каримнинг ҳақ эканлигига шакшубҳа қилмаганлар Аммо бу сўзлар ўша даврдаги оғир ҳолатни енгиллатиш учун айтилмоқда Чунки у пайтда одамлар Исломга қаршилик қилиб даъват ишлари юришмай туриб қолган эди Аллоҳ таоло Пайғамбарига ва оз сонли мўмин бандаларига тасалли бериб бу ҳолатдан ҳайрон бўлмасликларини уқдирмоқда Нимага Қуръон иши тўхтаб қолди деб ўйлама Аллоҳ хоҳлаган вақтида юришиб кетади
- 中国语文 - Ma Jian : 难道这等人还不如别的人吗?他们依据从他们的主降示的明证,而且他们的主所派遣的见证已继那明证而来临,在那明证之前还有穆萨的经典,那是真主所降赐的指南和慈恩。这等人是坚信那明证的。各党派中谁不信那明证,火狱将是谁的约定的地方。所以你们不要怀疑它,它确是你的主所降示的真理,但人们大半不信。
- Melayu - Basmeih : Jika demikian adakah sama mereka itu dengan orangorang yang keadaannya sentiasa berdasarkan bukti yang terdapat dari bendabenda yang diciptakan oleh Tuhannya dan diikuti oleh Kitab Suci AlQuran memberi kenyataan sebagai saksi dari pihak Tuhan meneguhkan bukti yang tersebut; dan sebelum itu kenyataan yang serupa diberi oleh Kitab Nabi Musa yang menjadi ikutan dan rahmat kepada umatnya Orangorang yang berkeadaan demikian mengakui menerima AlQuran; dan sesiapa ingkar akan AlQuran itu dari kumpulankumpulan kaum kafir maka nerakalah dijanjikan menjadi tempatnya Oleh itu janganlah engkau wahai Muhammad menaruh perasaan raguragu terhadap AlQuran kerana sesungguhnya AlQuran itu adalah perkara yang benar dari Tuhanmu tetapi kebanyakan manusia tidak percaya kepadanya
- Somali - Abduh : Ruux ku sugan Xujo cad oo Eebihiis uu raacina marag Eebe hortiisna ahaayeen Kitaabkii Muuse isagoo Imaam iyo Naxariis ah ma la midbaa mid adduunyo uun doonay kuwaas fiican way rumeyn Quraanka ciddii ka gaalowda Quraanka iyo Nabiga oo Xisbiyada ka mida Naarbaa ballan u ah ee ha noqon mid Shakiya Xaggiisa isagu waa Xaq Eebe ka ahaadaye laakiin Dadka Radankiis ma Rumeeyaan
- Hausa - Gumi : Shin wanda ya kasance a kan hujja bayyananna daga Ubangijinsa kuma wata shaida tanã biyar sa daga gare Shi kuma a gabãninsa akwai littãfin Mũsãabin kõyi da rahama Waɗannan sunã yin ĩmãni da shi kuma wanda ya kãfirta da shi daga ƙungiyõyi to wutã ce makõmarsa Sabõda haka kada ka kasance a cikin shakka daga gare shi Lalle shi ne gaskiya daga Ubangijinka amma kuma mafi yawan mutãne bã su yin ĩmãni
- Swahili - Al-Barwani : Basi je mtu aliye na dalili wazi itokayo kwa Mola wake Mlezi inayo fuatwa na shahidi anaye toka kwake na kabla yake kilikuwa Kitabu cha Musa kilicho kuwa mwongozi na rehema hao wanamuamini na anaye mkataa katika makundi basi Moto ndio pahala pa miadi yao Basi usiwe na shaka juu ya hayo Hii ni Haki itokayo kwa Mola wako Mlezi; lakini watu wengi hawaamini
- Shqiptar - Efendi Nahi : A mos vallë ata që duan vetëm jetën e kësaj bote janë të barabartë me ata që mbështeten në dokumentet e qarta të Zotit të tyre; këtë e pason dëshmitari nga Perëndia Kur’ani dhe qysh para tij Kur’anit Libri i Musait i cili ka qenë udhërrëfyes dhe mëshirë nga Perëndia Këta që mbështetën në këto dokumente besojnë Kur’anin E cilido nga grupet që e mohojnë atë vend i premtuar i tij është zjarri Andaj ti kurrsesi mos dysho në të; se ai padyshim është e vërteta prej Zotit tënd por shumica e njerëzve nuk besojnë
- فارسى - آیتی : آيا آن كس كه از جانب پروردگار خويش دليلى روشن دارد و زبانش بدان گوياست و پيش از اين كتاب موسى كه خود پيشوا و رحمتى بوده است بدان شهادت داده، با آن كس كه دليلى ندارد برابر است؟ ايشان به آن كتاب روشن ايمان مىآورند. و هر گروه ديگرى كه به او كافر شود، جايگاهش در آتش است. در آن شك مكن، كه حق است و از جانب پروردگارت آمده است. ولى بيشتر مردم ايمان نمىآورند.
- tajeki - Оятӣ : Оё он кас, ки аз ҷониби Парвардигори худ далеле равшан дорад ва забонаш ба он гӯёст ва пеш аз ин китоби Мӯсо, ки худ пешвову раҳмате будааст, ба он гувоҳӣ дода, бо он кас, ки далеле надорад, баробар аст? Онҳо ба он китоби равшан имон меоваранд. Ва ҳар гурӯҳи дигаре, ки ба Ӯ кофир шавад, ҷойгоҳаш дар оташ аст. Дар он шак макун, ки ҳақ аст ва аз ҷониби Парвардигорат омадааст. Вале бештари мардум имон намеоваранд!
- Uyghur - محمد صالح : پەرۋەردىگارى تەرىپىدىن كەلگەن روشەن دەلىل (يەنى قۇرئان) غا ئاساسلانغان ئادەم (يەنى مۇھەممەد ئەلەيھىسسالام) (ھاياتىي دۇنيانى كۆزلەيدىغان كىشىلەر بىلەن ئوخشاشمۇ؟) ئۇنىڭغا اﷲ تەرىپىدىن كەلگەن گۇۋاھلىق بەرگۈچى (يەنى جىبرىئىل ئەلەيھىسسالام) قۇرئاننى تىلاۋەت قىلىدۇ، قۇرئاندىن ئىلگىرى مۇساغا نازىل قىلىنغان كىتاب (يەنى تەۋرات) (ئىسرائىل ئەۋلادىغا) يېتەكچى ۋە رەھمەت قىلىپ (نازىل قىلىندى)، ئەنە شۇنداق كىشىلەر قۇرئانغا (ھەقىقىي ئىشىنىدۇ، (كۇففار) جامائەلىرىدىن كىمكى قۇرئاننى ئىنكار قىلىدىكەن، ئۇنىڭغا ۋەدە قىلىنغان جاي دوزاختۇر، قۇرئانغا شەك كەلتۈرمىگىن، ئۇ ھەقىقەتەن پەرۋەردىگارىڭ تەرىپىدىن نازىل قىلىنغان ھەقىقەتتۇر، لېكىن ئىنسانلارنىڭ تولىسى (قۇرئاننىڭ ئالەملەرنىڭ پەرۋەردىگارى تەرىپىدىن نازىل قىلىنغانلىقىغا) ئىشەنمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഒരാള്ക്ക് തന്റെ നാഥനില് നിന്നുള്ള വ്യക്തമായ തെളിവു ലഭിച്ചു. അതേ തുടര്ന്ന് തന്റെ നാഥനില് നിന്നുള്ള ഒരു സാക്ഷി അയാള്ക്ക് പിന്തുണ നല്കുകയും ചെയ്തു. അതിനു മുമ്പേ മാതൃകയും ദിവ്യാനുഗ്രഹവുമായി മൂസാക്ക് ഗ്രന്ഥം വന്നെത്തിയിട്ടുമുണ്ട്. ഇയാളും ഭൌതിക പൂജകരെപ്പോലെ അത് തള്ളിക്കളയുമോ? അവരതില് വിശ്വസിക്കുക തന്നെ ചെയ്യും. എന്നാല് വിവിധ വിഭാഗങ്ങളില് ആരെങ്കിലും അതിനെ നിഷേധിക്കുകയാണെങ്കില് അവരുടെ വാഗ്ദത്ത സ്ഥലം നരകത്തീയായിരിക്കും. അതിനാല് നീ ഇതില് സംശയിക്കരുത്. തീര്ച്ചയായും ഇത് നിന്റെ നാഥനില് നിന്നുള്ള സത്യമാണ്. എന്നിട്ടും ജനങ്ങളിലേറെപേരും വിശ്വസിക്കുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : افمن كان على حجه وبصيره من ربه فيما يومن به ويدعو اليه بالوحي الذي انزل الله فيه هذه البينه ويتلوها برهان اخر شاهد منه وهو جبريل او محمد عليهما السلام ويويد ذلك برهان ثالث من قبل القران وهو التوراه الكتاب الذي انزل على موسى اماما ورحمه لمن امن به كمن كان همه الحياه الفانيه بزينتها اولئك يصدقون بهذا القران ويعملون باحكامه ومن يكفر بهذا القران من الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاوه النار يردها لا محاله فلا تك ايها الرسول في شك من امر القران وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الادله والحجج واعلم ان هذا الدين هو الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يصدقون ولا يعملون بما امروا به وهذا توجيه عام لامه محمد صلى الله عليه وسلم
*17). This shows that even apart from revelation, there is ample evidence in man's own self, in the structure of the heavens and the earth, and in the order that prevails in the universe to prove that God is the only creator, master, lord and sovereign of the universe. The evidence referred to above also inclines man to believe that the present life will be followed by another one in which man will be required to render an account of his deeds and wherein he might be requited.
*18). The 'witness from Him' is the Qur'an. The testimony of the natural phenomena combined with that provided by man's own self had already created in man the disposition to affirm the truths mentioned earlier. All that was further reinforced by the Qur'an which came as reassurance that what he was predisposed to believe in was indeed true.
*19). In the present context the verse means that those who are overly infatuated with the allurements of a worldly life will be inclined to reject the message of the Qur'an. Distinguishable from these are those who take full note of the testimony furnished by their own beings and by the structure and order prevailing in the universe in support of God's unity. This testimony was further reinforced by the heavenly books revealed before the Qur'an. How could such persons close their eyes to such overwhelming testimony as this and join their voice with those of the unbelievers?
This verse clearly indicates that even before the Qur'an was revealed, the Prophet (peace be on him) had reached the stage of belief in the Unseen. We have seen in al-An'am (see 6: 75 ff.) the case of Abraham. Before being appointed a Prophet, Abraham (peace be on him) was led by a careful observation of the natural phenomena to knowledge of God's unity. Likewise, the present verse makes it clear that by his reflection, the Prophet (peace be on him), had been led to believe in the Unseen even before the Qur'an was revealed. Subsequently, when the Qur'an was revealed it not only confirmed what he had already become inclined to accept, but also provided definite knowledge about it.