- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع ۚ هل يستويان مثلا ۚ أفلا تذكرون
- عربى - التفسير الميسر : مثل فريقَي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى والأصم الذي لا يسمع والبصير والسميع: ففريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه، ولا يسمع داعي الله فيهتدي به، أما فريق الإيمان فقد أبصر حجج الله وسمع داعي الله فأجابه، هل يستوي هذان الفريقان؟ أفلا تعتبرون وتتفكرون؟
- السعدى : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
{ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ } أي: فريق الأشقياء، وفريق السعداء. { كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ } هؤلاء الأشقياء، { وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ } مثل السعداء.
{ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا } لا يستوون مثلا، بل بينهما من الفرق ما لا يأتي عليه الوصف، { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } الأعمال، التي تنفعكم، فتفعلونها، والأعمال التي تضركم، فتتركونها.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
ثم ضرب - سبحانه - مثلا لفريق الكافرين ولفريق المؤمنين فقال : ( مَثَلُ الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) .
وقوله : ( مَثَلُ الفريقين . . . ) أى : حالهم وصفتهم .
وأصل المثل بمعنى والمثل : النظير والشبيه ثم أطلق على القول السائر المعروف لمماثلة مضربه - وهو الذى يضرب فيه - لمورده - أى الذى ورد فيه أولا .
ولا يكون إلا فيام فيه غرابة . ثم استعير للصفة أو الحال أو القصة إذا كان لها شأن عجيب وفيها غرابة .
وإنما تضرب الأمثال لإِيضاح المعنى الخفى ، وتقريب المعقول من المحسوس وعرض الغائب فى صورة الشاهد . فيكون المعنى الذى ضرب له المثل أوقع فى القلوب وأثبت فى النفوس .
والمعنى : حال الفريقين المذكورين قبل ذلك وهما الكافرون والمؤمنون كحال الضدين المختلفين كل الاختلاف .
أما الكافرون فحالهم وصفتهم كحال وصفة من جميع بين العمى والصمم . لأنهم مع كونهم يرون ويسمعون لكنهم لم ينتفعوا بذلك فصاروا كالفاقد لهما .
وأما المؤمنون فحالهم وصفتهم كحال وصفة من جميع بين النصر السليم والسمع الواعى لأنهم انتفعوا بما رأوا من دلائل تدل على وحدانية الله وقدرته وبما سمعوا من توجيهات تدل على صحة تعاليم الإِسلام .
والمقصود من هذا التمثيل . تنبيه الكافرين إلى ما هم عليه من ضلال وجهالة لعلهم بهذا التنبيه يتداركون أمرهم ، فيدخلون فى دين الإِسلام وتثبيت المؤمنين على ما هم عليه من حق ، وبذلك يزدادون إيمانا على إيمانهم .
والاستفهام فى قوله ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ) للإِنكار والنفى ، أى : هل يستوى فى الصفة والحال من كان ذا سمع وبصر بمن فقدهما؟ كلا إنهما لا يستويان حتى عند أقل العقلاء عقلا .
وقوله : ( أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) حض على التذكر والتدبر والتفكر .
أى : أتشكون فى عدم استواء الفريقين؟ لا إن الشك فى عدم استوائهما لا يليق بعاقل وإنما اللائق به هو اعتقاد تباين صفتيهما والدخول فى صفوف المؤمنين الذين عملوا الأعمال الصالحات وأخبتوا إلى ربهم .
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد بينت حال الكافرين وذكرت من أوصافهم أربعة عشر وصفا أولهما : افتراء الكذب . . . وآخرها : الخسران فى الآخرة . كما بينت حال المؤمنين وبشرتهم بالخلود فى الجنة : ثم ضربت مثلا لكل فريق وشبهت حاله بما يناسبه من صفات . .
وفى ذلك ما فيه من الهداية إلى الطريق المستقيم ، لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد .
وبعد هذا الحديث المتنوع عن مظاهر قدرة الله ووحدانيته وعن إعجاز القرآن الكريم وعن حسن عاقبة المؤمنين وسوء عاقبة المكذبين ساقت السورة الكريمة بترتيب حكيم قصص بعض الأنبياء مع أقوامهم وقد استغرق هذا القصص معظم الآيات الباقية فيها فقد حدثتنا عن قصة نوح مع قومه وعن قصة هود مع قومه ، وعن قصة صالح مع قومه ، وعن قصة لوط مع قومه ، وعن قصة شعيب مع قومه ، كما تحدثت عن قصة إبراهيم مع رسل الله الذين جاءوا بالبشرى ، وعن جانب من قصة موسى مع فرعون .
قال الإِمام الرازى : إعلم أنه - تعالى - لما ذكر فى تقرير المبدأ والمعاد دلائل ظاهرة ، وبينات قاهرة ، وبراهين باهرة ، أتبعها بذكر قصص الأنبياء وفيه فوائد :
أحدها : التنبيه على أن إعراض الناس عن قبول هذه الدلائل والبينات ليس من خواص قوم النبى - صلى الله عليه وسلم - ، بل هذه العادة المذمومة كانت حاصلة فى جميع الأمم السالفة ، والمصيبة إذا عمت خفت . فكان ذكر قصصهم وحكاية إصرارهم وعنادهم يفيد تسلية النبى - صلى الله عليه وسلم - وتخفيف ذلك على قلبه .
وثانيها : أنه - تعالى - يحكى فى هذه القصص أن عاقبة أمر أولئك المنكرين كان إلى اللعن فى الدنيا والخسارة فى الآخرة . وعاقبة أمر المحقين إلى الدولة فى الدنيا ، والسعادة فى الآخرة ، وذلك يقوى قلوب المحقين ، ويكسر قلوب المبطلين .
وثالثها : التنبيه على أنه - تعالى - وإن كان يمهل هؤلاء المبطلين ، ولكنه لا يهملهم ، بل ينتقم منهم على أكمل الوجوه .
ورابعها : بيان أن هذه القصص دالة على نبوة النبى - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان أميا ، وما طالع كتابا ولا تتلمذ على أسناذ ، فإذا ذكر هذه القصص على هذا الوجه من غير تحريف ولا خطأ ، دل ذلك على أنه إنما عرفه بالوحى من الله - تعالى - .
- البغوى : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
( مثل الفريقين ) المؤمن والكافر ، ( كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا ) قال الفراء : لم يقل هل يستوون ، لأن الأعمى والأصم في حيز كأنهما واحد ؛ لأنهما من وصف الكافر ، والبصير والسميع في حيز كأنهما واحد ، لأنهما من وصف المؤمن ، ( أفلا تذكرون ) أي تتعظون .
- ابن كثير : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
ثم ضرب [ الله ] تعالى مثل الكافرين والمؤمنين ، فقال : ( مثل الفريقين ) أي : الذين وصفهم أولا بالشقاء والمؤمنين السعداء ، فأولئك كالأعمى والأصم ، وهؤلاء كالبصير والسميع . فالكافر أعمى عن وجه الحق في الدنيا ، وفي الآخرة لا يهتدي إلى خير ولا يعرفه ، أصم عن سماع الحجج ، فلا يسمع ما ينتفع به ، ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) [ الأنفال : 23 ] ، وأما المؤمن ففطن ذكي لبيب ، بصير بالحق ، يميز بينه وبين الباطل ، فيتبع الخير ويترك الشر ، سميع للحجة ، يفرق بينها وبين الشبهة ، فلا يروج عليه باطل ، فهل يستوي هذا وهذا .
( أفلا تذكرون ) أفلا تعتبرون وتفرقون بين هؤلاء وهؤلاء ، كما قال في الآية الأخرى : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ الحشر : 20 ] وقال ( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) [ فاطر : 19 - 24 ] .
- القرطبى : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
قوله تعالى : مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون
قوله تعالى : مثل الفريقين ابتداء ، والخبر " كالأعمى " وما بعده . قال الأخفش : أي كمثل الأعمى . النحاس : التقدير مثل فريق الكافر كالأعمى والأصم ، ومثل فريق المؤمن كالسميع والبصير ; ولهذا قال : هل يستويان فرد إلى الفريقين وهما اثنان ، روي معناه عن قتادة وغيره . قال الضحاك : الأعمى والأصم مثل للكافر ، والسميع والبصير مثل للمؤمن . وقيل : المعنى هل يستوي الأعمى والبصير ، وهل يستوي الأصم والسميع . " مثلا " منصوب على التمييز . أفلا تذكرون في الوصفين وتنظرون .
- الطبرى : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: مثل فريقي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى بعينه شيئًا ، والأصم الذي لا يسمع شيئًا ، فكذلك فريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه ويعمل به، لشغله بكفره بالله ، وغلبة خذلان الله عليه، لا يسمع داعي الله إلى الرشاد، فيجيبه إلى الهدى فيهتدي به، فهو مقيمٌ في ضلالته، يتردَّد في حيرته. والسميع والبصير فذلك فريق الإيمان ، (11) أبصر حجج الله، وأقر بما دلت عليه من توحيد الله ، والبراءة من الآلهة والأنداد ، ونبوة الأنبياء عليهم السلام ، وسمعَ داعي الله فأجابه وعمل بطاعة الله، كما:
18102- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، قال: " الأعمى " و " الأصم ": الكافر ، و " البصير " و " السميع " ، المؤمن
18103- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، الفريقان الكافران، والمؤمنان، فأما الأعمى والأصم فالكافران، وأما البصير والسميع فهما المؤمنان.
18104- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، الآية، هذا مثلٌ ضربه الله للكافر والمؤمن، فأما الكافر فصم عن الحق، فلا يسمعه، وعمي عنه فلا يبصره. وأما المؤمن فسمع الحق فانتفع به ، وأبصره فوعاه وحفظه وعمل به.
* * *
يقول تعالى: (هل يستويان مثلا) ، يقول: هل يستوي هذان الفريقان على اختلاف حالتيهما في أنفسهما عندكم أيها الناس؟ فإنهما لا يستويان عندكم، فكذلك حال الكافر والمؤمن لا يستويان عند الله ، (أفلا تذكرون) ، يقول جل ثناؤه: أفلا تعتبرون أيها الناس وتتفكرون، ، فتعلموا حقيقة اختلاف أمريهما، فتنـزجروا عما أنتم عليه من الضلال إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان؟
* * *
، فالأعمى والأصم ، والبصير والسميع ، في اللفظ أربعة، وفي المعنى اثنان. ولذلك قيل: (هل يستويان مثلا) .
وقيل: ( كالأعمى والأصم ) ، والمعنى: كالأعمى الأصمّ، وكذلك قيل (والبصير والسميع)، ، والمعنى: البصير السميع، كقول القائل: " قام الظريف والعاقل "، وهو ينعت بذلك شخصًا واحدًا.
---------------------
الهوامش :
(11) في المخطوطة والمطبوعة : " فكذلك فريق الإيمان " ، وكأن الصواب ما اثبت .
- ابن عاشور : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
بعد أن تبين الاختلاف بين حال المشركين المفترين على الله كذباً وبين حال الذين آمنوا وعملوا الصالحات في منازل الآخرة أعقب ببيان التنظير بين حالي الفريقين المشركين والمؤمنين بطريقة تمثيل ما تستحقه من ذم ومدح .
فالجملة فذلكة للكلام وتحصيل له وللتحذير من مواقعة سببه .
والمَثل ، بالتحريك : الحالة والصفة كما في قوله تعالى : { مثَل الجنة التي وعد المتقون } الآية من سورة [ الرعد : 35 ] ، أي حالة الفريقين المشركين والمؤمنين تشبه حال الأعمى الأصم من جهة وحال البصير السميع من الجهة الأخرى ، فالكلام تشبيه وليس استعارة لوجود كاف التشبيه وهو أيضاً تشبيه مفرد لا مركب .
والفريقان هما المعهودان في الذكر في هذا الكلام ، وهما فريق المشركين وفريق المؤمنين ، إذ قد سبَق ما يؤذن بهذين الفريقين من قوله : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } [ هود : 18 ]. ثم قوله : { إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم } [ هود : 23 ] الآية .
والفريق : الجماعة التي تفارق ، أي يخالف حالها حال جماعة أخرى في عمل أو نحلة . وتقدم عند قوله تعالى : { فأيّ الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون } في سورة [ الأنعام : 81 ].
شبه حال فريق الكفار في عدم الانتفاع بالنظر في دلائل وحدانية الله الواضحة من مخلوقاته بحال الأعمى ، وشبهوا في عدم الانتفاع بأدلة القرآن بحال من هو أصم .
وشبه حال فريق المؤمنين في ضد ذلك بحال من كان سليم البصر ، سليم السمع فهو في هدى ويقين من مدركاته .
وترتيب الحالين المشبه بهما في الذكر على ترتيب ذكر الفريقين فيما تقدم ينبىء بالمراد من كل فريق على طريقة النشر المرتب . والترتيب في اللف والنشر هو الأصل والغالب .
وقد علم أن المشبهين بالأعمى والأصم هم الفريق المقول فيهم { ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون } [ هود : 20 ].
والواو في قوله : { والأصَم } للعطف على { الأعمى } عطف أحد المشبهين على الآخر . وكذلك الواو في قوله : { والسميع } للعطف على { البصير }.
وأما الواو في قوله : { والبصير } فهي لعطف التشبيه الثاني على الأول ، وهو النشر بعد اللف . فهي لعطف أحد الفريقين على الآخر ، والعطف بها للتقسيم والقرينة واضحة .
وقد يظن الناظر أن المناسب ترك عطف صفة { الأصم } على صفة { الأعمى } كما لم يعطف نظيراهما في قوله تعالى : { صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ } في سورة [ البقرة : 18 ] ظناً بأن مورد الآيتين سواء في أن المراد تشبيه من جمعوا بين الصفتين . وذلك أحد وجهين ذكرهما صاحب الكشاف . وقد أجاب أصحاب حواشي الكشاف بأن العطف مبني على تنزيل تغاير الصفات منزلة تغاير الذوات . ولم يذكروا لهذا التنزيل نكتة ولعلهم أرادوا أنه مجرد استمال في الكلام كقول ابن زيابة
يا لهف زيابة للحارب ال ... صابح فالغانم فالآيب
والوجه عندي في الداعي إلى عطف صفة الأصم } على صفة { الأعمى } أنه ملحوظ فيه أن لفريق الكفار حالين كل حال منهما جدير بتشبيهه بصفة من تينك الصفتين على حدة ، فهم يُشبهون الأعمى في عدم الاهتداء إلى الدلائل التي طريق إدراكها البصر ، ويُشْبهون الأصم في عدم فهم المواعظ النافعة التي طريق فهمها السمع ، فهم في حالتيْن كلُّ حال منهما مشبّه به ، ففي قوله تعالى : { كالأعمى والأصم } تشبيهان مُفرقان كقول امرىء القيس
: ... كأنّ قلوب الطير رطباً ويابساً
لدى وكرها العُنّاب والحشف البالي ... والذي في الآية تشبيه معقولين بمحسوسين ، واعتبار كل حال من حالي فريق الكفار لا محيد عنه لأن حصول أحد الحالين كاف في جر الضلال إليهم بله اجتماعِهما ، إذ المشبّه بهما أمر عدمي فهو في قوة المنفي .
وأما الدّاعي إلى العطف في صفتي { البصير والسّميع } بالنسبة لحال فريق المؤمنين فبخلاف ما قررنا في حال فريق الكافرين لأن حال المؤمنين تشبه حالة مجموع صفتي { البصير السميع } ، إذ الإهتداء يحصل بمجموع الصفتين فلو ثبتت إحدى الصفتين وانتفت الأخرى لم يحصل الاهتداء إذ الأمران المشبه بهما أمران وجوديان ، فهما في قوة الإثبات؛ فتعين أن الكون الداعي إلى عطف { السميع } على { البصير } في تشبيه حال فريق المؤمنين هو المزاوجة في العبارة لتكون العبارة عن حال المؤمنين مماثلة للعبارة عن حال الكافرين في سياق الكلام ، والمزاوجةُ من محسنات الكلام ومرجعها إلى فصاحته .
وجملة { هل يستويان مثلاً } واقعة موقع البيان للغرض من التشبيه وهو نفي استواء حالهما ، ونفي الاستواء كناية عن التفضيل والمفضل منهما معلوم من المقام ، أي معلوم تفضيل الفريق الممثل بالسميع والبصير على الفريق الممثل بالأعمى والأصم . والاستفهام إنكاري .
وانتصب { مثلاً } على التمييز ، أي من جهة حالهما ، والمثل : الحال .
والمقصود تنبيه المشركين لما هم فيه من الضلالة لعلهم يتداركون أمرهم فلذلك فرع عليه بالفاء جملةُ { أفلا تذكرون }.
والهمزة استفهام وإنكار انتفاء تذكرهم واستمرارهم في ضلالهم .
وقرأ الجمهور «تذّكرون» بتشديد الدال . وأصله تتذكرون ، فقلبت التاء دَالاً لِقرب مخرجيهما وليتأتّى الإدْغام تخفيفاً . وقرأه حفص ، وحمزة ، والكسائي بتخفيف الذال على حذف إحدى التاءين من أول الفعل .
وفي مقابلة { الأعمى والأصم } ب { البصير والسميع } محسن الطباق .
- إعراب القرآن : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
«مَثَلُ» مبتدأ «الْفَرِيقَيْنِ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى «كَالْأَعْمى » متعلقان بالخبر المحذوف «وَالْأَصَمِّ» معطوف على الأعمى «وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ» عطف على ما سبق «هَلْ» حرف استفهام «يَسْتَوِيانِ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مستأنفة «أَفَلا» الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ولا نافية «تَذَكَّرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : The example of the two parties is like the blind and deaf and the seeing and hearing Are they equal in comparison Then will you not remember
- English - Tafheem -Maududi : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(11:24) The example of the two parties is that one is blind and deaf, and the other capable of seeing and hearing. Can the two be equals? *28 Will you, then, not heed?'
- Français - Hamidullah : Les deux groupes ressemblent l'un à l'aveugle et au sourd l'autre à celui qui voit et qui entend Les deux sont-ils comparativement égaux Ne vous souvenez-vous pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Das Gleichnis der beiden Gruppen ist wie der Blinde und der Taube und der Sehende und der Hörende Sind die beiden etwa einander gleich Bedenkt ihr denn nicht
- Spanish - Cortes : Estas dos clases de personas son como uno ciego y sordo y otro que ve y oye ¿Son similares ¿Es que no os dejaréis amonestar
- Português - El Hayek : O exemplo de ambas as partes equiparase ao do cego e surdo em contraposição ao do vidente e ouvinte Podemequipararse Qual Não meditais
- Россию - Кулиев : Эти две группы подобны слепому и глухому и зрячему и слышащему Разве можно их сравнить друг с другом Неужели вы не помяните назидание
- Кулиев -ас-Саади : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
Эти две группы подобны слепому и глухому и зрячему и слышащему. Разве можно их сравнить друг с другом? Неужели вы не помянете назидание?Две группы - это несчастные грешники и счастливые праведники. Первые подобны слепым и глухим, а вторые - зрячим и слышащим. Разве можно их сравнить друг с другом? Безусловно, их невозможно сравнить. Более того, между ними существует огромная разница, которую невозможно описать словами. Неужели после этого люди не станут задумываться над деяниями, которые приносят им пользу или причиняют вред, дабы совершать полезные поступки и избегать того, что причиняет сущий вред.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bu iki zümrenin durumu kör ve sağır kimse ile gören ve işiten kimsenin durumuna benzer Durumları hiç eşit olabilir mi İbret almıyor musunuz
- Italiano - Piccardo : E’ come se fossero due gruppi uno di ciechi e sordi e l'altro che vede e sente Sono forse simili Non rifletterete dunque
- كوردى - برهان محمد أمين : وێنهو ئهم دوو کۆمهڵه کۆمهڵی ئیمانداران و کۆمهڵی بێ باوهڕان وهك کوێرو کهڕ چاوساغ و بیسهر وایه ئایا ئهم دووانه وێنهیان وهك یهکه ئهوه بۆ بیر ناکهنهوه
- اردو - جالندربرى : دونوں فرقوں یعنی کافرومومن کی مثال ایسی ہے جیسے ایک اندھا بہرا ہو اور ایک دیکھتا سنتا۔ بھلا دونوں کا حال یکساں ہوسکتا ہے پھر تم سوچتے کیوں نہیں
- Bosanski - Korkut : Ove dvije vrste su kao slijep i gluh i kao onaj koji vidi i čuje A mogu li se oni uporediti Pa zašto ne razmislite
- Swedish - Bernström : Dessa två slag av människor kan liknas vid de blinda och döva [å ena sidan] och [å den andra] sådana som har synen och hörseln i behåll Är de jämförbara Vill ni inte tänka över detta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Perbandingan kedua golongan itu orangorang kafir dan orangorang mukmin seperti orang buta dan tuli dengan orang yang dapat melihat dan dapat mendengar Adakah kedua golongan itu sama keadaan dan sifatnya Maka tidakkah kamu mengambil pelajaran daripada perbandingan itu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
(Perumpamaan) gambaran (kedua golongan itu) yakni orang-orang kafir dan orang-orang mukmin (seperti orang buta dan tuli) ini perumpamaan orang kafir (dengan orang yang dapat melihat dan dapat mendengar) ini perumpamaan orang mukmin. (Adakah kedua golongan itu sama keadaan dan sifatnya?) Tentu saja tidak. (Maka tidakkah kalian mengambil pelajaran) lafal tadzakkaruuna asalnya tatadzakkaruuna, kemudian huruf ta asal diidgamkan kepada huruf dzal sehingga jadilah tadzakkaruuna, artinya sama dengan lafal tatta'izhuuna, yaitu mengambil pelajaran.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : উভয় পক্ষের দৃষ্টান্ত হচ্ছে যেমন অন্ধ ও বধির এবং যে দেখতে পায় ও শুনতে পায় উভয়ের অবস্থা কি এক সমান তবুও তোমরা কি ভেবে দেখ না
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவ்விரு பிரிவினர்களுக்கு உதாரணம்; ஒரு பிரிவினர் குருடர் செவிடர் போலவும் இனியொரு பிரிவினர் நல்ல பார்வையுள்ளவர் நல்ல கேட்கும் சக்தியுடையவர் போலவும் இருக்கின்றனர் இவ்விரு பிரிவினரும் ஒப்புவமையில் சமமாவாரா நீங்கள் சிந்திக்க வேண்டாமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อุปมาของทั้งสองฝ่าย ดังเช่นคนตาบอดและหูหนวก กับคนมองเห็นและได้ยิน ทั้งสองนี้จะเท่าเทียมกันหรือ พวกท่านมิได้ไตร่ตรองหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бу икки гуруҳнинг мисоли худди кару кўр ҳамда эшитувчи ва кўрувчига ўхшайдир Улар бирбирларига баробар бўла оладиларми Ибрат олмайсизларми Кофир билан мўминнинг орасида ер билан осмонча фарқ бор Кофир кўр ва кар одамга ўхшайди Мўмин эса кўзи қулоғи бутун ҳам кўриб ҳам эшитадиган одам кабидир Куфри туфайли қалб кўзи кўр ибрат қулоғи кар бўлиб қолган кофир бу дунёнинг ҳақиқатини кўролмайди эшитолмайди Ҳаммаёққа урилиб туртилибсуртилиб юради Иймони сабабли қалб кўзи ва ибрат қулоғи очиқ бўлган мўмин эса ҳамма нарсани кўриб эшитиб яхши йўлни танлаб тўғри ва шаҳдам юради
- 中国语文 - Ma Jian : 有两派人,这一派譬如是又瞎又聋的人,那-派譬如是又明又聪的人,难道这两派彼此的情况是一样的吗?你们怎么不觉悟呢?
- Melayu - Basmeih : Bandingan dua golongan yang kafir dan yang beriman itu samalah seperti orang yang buta serta pekak dengan orang yang celik serta mendengar; keduadua golongan itu tidaklah sama keadaannya Setelah kamu mengetahui yang demikian maka tidakkah kamu mahu mengambil peringatan dan insaf
- Somali - Abduh : waxay La midyihiin Labada kooxood mid indhala' iyo mid dhaaa la' mid wax arka iyo mid wax maqli ma simanyihiin tusaale ahaan miyeydaan wax xusuusaneyn
- Hausa - Gumi : Misãlin ɓangaren biyu kamar makãho ne da kurmã da mai gani da mai ji Shin sunã daidaita ga misãli Ashe bã ku yin tunãni
- Swahili - Al-Barwani : Mfano wa makundi mawili ni kama kipofu kiziwi na mwenye kuona na anasikia Je wawili hawa wanakuwa sawa kwa kufananishwa Basi je hamfikiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Shembulli i këtyre dy grupeve është si i verbëri dhe i shurdhëri në njërën anë dhe ai që sheh dhe dëgjon në anën tjetër A janë të njëjtë këta kur të krahasohen A nuk po këshilloheni
- فارسى - آیتی : مثَل اين دو گروه مثَل كور و كر و بينا و شنواست. آيا اين دو به مثَل با هم برابرند؟ چرا پند نمىگيريد؟
- tajeki - Оятӣ : Мисоли ин ду гурӯҳ мисли кӯру кар ва бинову шунавост. Оё ин ду ба мисол бо ҳам баробаранд? Чаро панд намегиред?
- Uyghur - محمد صالح : (كاپىرلار ۋە مۆمىنلەردىن ئىبارەت) ئىككى پىرقە) ئەماغا ۋە گاسقا ئوخشايدۇ، (يەنە بىر پىرقە بولسا) كۆزى كۆرۈدىغان، قۇلىقى كۆرۈدىغان، قۇلىقى ئاڭلايدىغان ئادەمگە ئوخشايدۇ، ئۇلارنىڭ ئەھۋالى بىر - بىرىگە ئوخشامدۇ؟ ئىبرەت ئامامسىلەر؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഈ രണ്ടു വിഭാഗത്തിന്റെ ഉപമ ഇവ്വിധമത്രെ: ഒരുവന് അന്ധനും ബധിരനും; അപരന് കാഴ്ചയും കേള്വിയുമുള്ളവനും. ഈ ഉപമയിലെ ഇരുവരും ഒരുപോലെയാണോ? നിങ്ങള് ആലോചിച്ചു നോക്കുന്നില്ലേ?
- عربى - التفسير الميسر : مثل فريقي الكفر والايمان كمثل الاعمى الذي لا يرى والاصم الذي لا يسمع والبصير والسميع ففريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه ولا يسمع داعي الله فيهتدي به اما فريق الايمان فقد ابصر حجج الله وسمع داعي الله فاجابه هل يستوي هذان الفريقان افلا تعتبرون وتتفكرون
*28). Can the attitude and ultimate end of both these types of people be the same? Obviously, he who fails to see the right way and ignores the instruction of the guide who directs him to the right way will necessarily stumble and meet with some terrible mishap. However, he who perceives the right way and follows the instructions of his guide will reach his destination, and reach it safely.
The same difference is found between the two parties mentioned here. One of these carefully observes the realities of the universe and pays heed to the teachings of God's Messengers. The other party, however, neither uses their eyes properly to perceive God's signs, nor pays heed to His Messengers. The behaviour of the two parties is, therefore, bound to be different. And when their behaviour is different, there is no reason to believe that their ultimate end will be identical.