- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَقَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ ٱلرَّأْىِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَٰذِبِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين
- عربى - التفسير الميسر : فقال رؤساء الكفر من قومه: إنك لست بمَلَك ولكنك بشر، فكيف أُوحي إليك مِن دوننا؟ وما نراك اتبعك إلا الذين هم أسافلنا وإنما اتبعوك من غير تفكر ولا رويَّة، وما نرى لكم علينا من فضل في رزق ولا مال لـمَّا دخلتم في دينكم هذا، بل نعتقد أنكم كاذبون فيما تدَّعون.
- السعدى : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
{ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ } أي: الأشراف والرؤساء، رادين لدعوة نوح عليه السلام، كما جرت العادة لأمثالهم، أنهم أول من رد دعوة المرسلين.
{ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا } وهذا مانع بزعمهم عن اتباعه، مع أنه في نفس الأمر هو الصواب، الذي لا ينبغي غيره، لأن البشر يتمكن البشر، أن يتلقوا عنه، ويراجعوه في كل أمر، بخلاف الملائكة.
{ وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } أي: ما نرى اتبعك منا إلا الأراذل والسفلة، بزعمهم.
وهم في الحقيقة الأشراف، وأهل العقول، الذين انقادوا للحق ولم يكونوا كالأراذل، الذين يقال لهم الملأ، الذين اتبعوا كل شيطان مريد، واتخذوا آلهة من الحجر والشجر، يتقربون إليها ويسجدون لها، فهل ترى أرذل من هؤلاء وأخس؟.
وقولهم: { بَادِيَ الرَّأْيِ } أي: إنما اتبعوك من غير تفكر وروية، بل بمجرد ما دعوتهم اتبعوك، يعنون بذلك، أنهم ليسوا على بصيرة من أمرهم، ولم يعلموا أن الحق المبين تدعو إليه بداهة العقول، وبمجرد ما يصل إلى أولي الألباب، يعرفونه ويتحققونه، لا كالأمور الخفية، التي تحتاج إلى تأمل، وفكر طويل.
{ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ } أي: لستم أفضل منا فننقاد لكم، { بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } وكذبوا في قولهم هذا، فإنهم رأوا من الآيات التي جعلها الله مؤيدة لنوح، ما يوجب لهم الجزم التام على صدقه.
- الوسيط لطنطاوي : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
ثم حكى - سبحانه - ما رد به قوم نوح عليه فقال : ( فَقَالَ الملأ الذين كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتبعك إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرأي وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ) .
والمراد بالملأ : أصحاب الجاه والغنى من قوم نوح . وهذا اللفظ اسم جميع لا واحد له من لفظه كرهط وهو - كما يقول الآلوسى - : مأخوذ من قولهم فلان ملئ بكذا : إذا كان قادرا عليه . . . أو لأنهم متمالئون أى متظاهرون متعاونون ، أو لأنهم يملأون القلوب والعيون . . .
ووصفهم بالكفر ، لتسجيل ذلك عليهم من أول الأمر زيادة فى ذمهم .
أى : بعد هذا النصح الحكيم الذى وجهه نوح - عليه السلام - لقومه ، رد عليه أغنياؤهم وسادتهم بقولهم ( مَا نَرَاكَ ) يا نوح إلا بشر مثلنا ، أى : إلا إنسانا مثلنا ، ليست فيك مزية تجعلك مختصا بالنبوة دوننا . . .
فهم - لجهلهم وغبائهم - توهموا أن النبوة لا تجامع البشرية ، مع أن الحكمة تقتضى أن يكون الرسول بشرا من جنس المرسل إليهم ، حتى تتم فائدة التفاهم معه ، والاقتداء به فى أخلاقه وسلوكه .
وقد حكى القرآن قولهم هذا فى أكثر من موضع ، ومن ذلك قوله - تعالى - ( وَقَالَ الملأ مِن قَوْمِهِ الذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الآخرة وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الحياة الدنيا مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ . وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ . . . ) ثم إنهم فى التعليل لعدم اتباع نبيهم لم يكتفوا بقولهم ما نراك إلا بشر مثلنا : بل أضافوا إلى ذلك قولهم : ( وَمَا نَرَاكَ اتبعك إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرأي ) ومرادهم بقولهم : ( أَرَاذِلُنَا ) أى فقراؤنا ومن لا وزن لهم فينا .
قال الجمل : ولفظ ( أَرَاذِلُنَا ) فيه وجهان : أحدهما أنه جميع الجمع فهو جمع أرذل - بضم الذال - جمع رذل - بسكونها - نحو كلب وأكلب وأكالب . . .
ثانهيما : أنه جمع مفرد وهو أرذل كأكبر وأكابر . . والأرذل هو المغروب عنه لرداءته .
ومرادهم بقولهم : ( بَادِيَ الرأي ) أى : أوله من البدء . يقال : بدأ يبدأ إذا فعل الشئ أولا وعليه تكون الياء مبدلة من الهمزة لانكسار ما قبلها ويؤيده قراءة أبى عمرو " بادئ الرأى " .
أى : وما نراك اتبعك يا نوح إلا الذين هم أقلنا شأنا وأحقرنا حالا من غير أن يثبتوا من حقيقة أمرك ، ولو تثبتوا وتفكروا ما اتبعوك ويصح أن يكون مرادهم بقولهم ( بَادِيَ الرأي ) أى اتبعوك ظاهرا لا باطنا ، ويكون لفظ ( بادى ) من البدو بمعنى الظهور . يقال : بدا الشئ يبدو بدواً وبُدوءاً وبداء أى ظهور وعليه يكون المعنى : وما نراك اتبعك يا نوح إلا الذين هم أهوننا أمرا ، ومع ذلك فإن اتباعهم لك إنما هو فى ظاهر أمرهم ، أما بواطنهم فهى تدين بعقيدتنا .
وشبيه بهذه الجملة قوله - تعالى - ( قالوا أَنُؤْمِنُ لَكَ واتبعك الأرذلون ) قال صاحب الكشاف : وإنما استرذلوا المؤمنين لفقرهم وتأخرهم فى الأسباب الدنيوية لأنهم أى الملأ من قوم نوح - كانوا جهالا ما كانوا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا فكان الأشرف عندهم من له جاه ومال كما ترى أكثر المتسمين بالإِسلام ، يعقتدون ذلك ويبنون عليه إكرامهم وإهانتهم ، ولقد زال عنهم أن التقدم فى الدنيا - مع ترك الآخرة - لا يقرب أحدامن الله وإنما يبعده ، ولا يرفعه بل يضعه ، فضلا عن أن يجعله سببا فى الاختيار للنبوة والتأهيل لها . . .
ثم أضافوا إلى مزاعمهم السابقة زعما جديدا فقالوا : ( وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ) .
والفضل : الزيادة فى الشرف والغنى وغيرهما مما يتميز به الإنسان عن غيره .
والمراد هنا : آثاره التي تدل عليه .
أى : أنت يا نوح ليست إلا بشرا مثلنا ، وأتباعك هم أحقرنا شأنا ، وما نرى لك ولمتبعيك شيئا من الزيادة علينا لا فى العقل ولا فى غيره ، بل إننا لنعتقد أنكم كاذبون فى دعواكم أنكم على الحق ، لأن الحق فى نظرنا هو فى عبادة هذه الأصنام التى عبدها من قبلنا آباؤنا .
وهكذا نرى أن الملأ من قوم نوح - عليه السلام - قد عللوا كفرهم بما جاءهم به بثلاث علل ، أولها : أنه بشر مثلهم وثانيها : أن أتباعه من فقرائهم وثالثها : أنه لا مزية له ولأتباعه عليهم . .
وهى كلها علل باطلة ، تدل على جهلهم ، وانطماس بصيرتهم ، ويدل على ذلك ، رد نوح - عليه السلام - الذى حكاه القرآن فى قوله - تعالى - :
( قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ . . . ) .
- البغوى : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ) والملأ هم الأشراف والرؤساء . ( وما نراك ) يا نوح ، ( إلا بشرا ) آدميا ، ( مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ) سفلتنا ، والرذل : الدون من كل شيء والجمع : أرذل ، ثم يجمع على أراذل ، مثل : كلب وأكلب وأكالب ، وقال في سورة الشعراء : " واتبعك الأرذلون " يعني : السفلة . وقال عكرمة : الحاكة والأساكفة ، ( بادي الرأي ) قرأ أبو عمرو " بادئ " بالهمز ، أي : أول الرأي ، يريدون أنهم اتبعوك في أول الرأي من غير روية وتفكر ، ولو تفكروا لم يتبعوك . وقرأ الآخرون بغير همز ، أي ظاهر الرأي من قولهم : بدا الشيء : إذا ظهر ، معناه : اتبعوك ظاهرا من غير أن يتدبروا ويتفكروا باطنا . قال مجاهد : رأي العين ، ( وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين ) .
- ابن كثير : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ) والملأ هم : السادة والكبراء من الكافرين منهم : ( ما نراك إلا بشرا مثلنا ) أي : لست بملك ، ولكنك بشر ، فكيف أوحي إليك من دوننا ؟ ثم ما نراك اتبعك إلا أراذلنا كالباعة والحاكة وأشباههم ولم يتبعك الأشراف ولا الرؤساء [ منا ] ثم هؤلاء الذين اتبعوك لم يكن عن ترو منهم ولا فكرة ولا نظر ، بل بمجرد ما دعوتهم أجابوك فاتبعوك ; ولهذا قال : ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) أي : في أول بادئ الرأي ، ( وما نرى لكم علينا من فضل ) يقولون : ما رأينا لكم علينا فضيلة في خلق ولا خلق ، ولا رزق ولا حال ، لما دخلتم في دينكم هذا ، ( بل نظنكم كاذبين ) أي : فيما تدعونه لكم من البر والصلاح والعبادة ، والسعادة في الدار الآخرة إذا صرتم إليها .
هذا اعتراض الكافرين على نوح ، عليه السلام ، وأتباعه ، وذلك دليل على جهلهم وقلة علمهم وعقلهم ، فإنه ليس بعار على الحق رذالة من اتبعه ، فإن الحق في نفسه صحيح ، وسواء اتبعه الأشراف أو الأراذل بل الحق الذي لا شك فيه أن أتباع الحق هم الأشراف ، ولو كانوا فقراء ، والذين يأبونه هم الأراذل ، ولو كانوا أغنياء . ثم الواقع غالبا أن ما يتبع الحق ضعفاء الناس ، والغالب على الأشراف والكبراء مخالفته ، كما قال تعالى : ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) [ الزخرف : 23 ] ، ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان صخر بن حرب عن صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له فيما قال : أشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم ؟ قال : بل ضعفاؤهم . فقال هرقل : هم أتباع الرسل .
وقولهم ) بادي الرأي ) ليس بمذمة ولا عيب; لأن الحق إذا وضح لا يبقى للتروي ولا للفكر مجال ، بل لا بد من اتباع الحق والحالة هذه لكل ذي زكاء وذكاء ولا يفكر وينزوي هاهنا إلا عيي أو غبي . والرسل ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، إنما جاءوا بأمر جلي واضح .
وقد جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر ، فإنه لم يتلعثم " أي : ما تردد ولا تروى ، لأنه رأى أمرا جليا عظيما واضحا ، فبادر إليه وسارع .
وقولهم : ( وما نرى لكم علينا من فضل ) هم لا يرون ذلك; لأنهم عمي عن الحق ، لا يسمعون ولا يبصرون : بل هم في ريبهم يترددون ، في ظلمات الجهل يعمهون ، وهم الأفاكون الكاذبون ، الأقلون الأرذلون ، وفي الآخرة هم الأخسرون .
- القرطبى : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
قوله تعالى : فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين
فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : فقال الملأ قال أبو إسحاق الزجاج : الملأ الرؤساء ; أي هم مليئون بما يقولون . وقد تقدم هذا في " البقرة " وغيرها .
ما نراك إلا بشرا مثلنا أي آدميا . " مثلنا " نصب على الحال . و " مثلنا " مضاف إلى معرفة وهو نكرة يقدر فيه التنوين ; كما قال الشاعر :
يا رب مثلك في النساء غريرة
الثانية : قوله تعالى : وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا أراذل جمع أرذل ، وأرذل جمع رذل ; مثل كلب وأكلب وأكالب . وقيل : والأراذل جمع الأرذل ، كأساود جمع الأسود من الحيات . والرذل النذل ; أرادوا اتبعك أخساؤنا وسقطنا وسفلتنا . قال الزجاج : نسبوهم إلى الحياكة ; ولم يعلموا أن الصناعات لا أثر لها في الديانة . قال النحاس : الأراذل هم الفقراء ، والذين لا حسب لهم ، والخسيسو الصناعات . وفي الحديث أنهم كانوا حاكة وحجامين . وكان هذا جهلا منهم ; لأنهم عابوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بما لا عيب فيه ; لأن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - إنما عليهم أن يأتوا بالبراهين والآيات ، وليس عليهم تغيير الصور والهيئات ، وهم يرسلون إلى الناس جميعا ، فإذا أسلم منهم الدنيء لم يلحقهم من ذلك نقصان ; لأن عليهم أن يقبلوا إسلام كل من أسلم منهم .
قلت : الأراذل هنا هم الفقراء والضعفاء ; كما قال هرقل لأبي سفيان : أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ فقال : بل ضعفاؤهم ; فقال : هم أتباع الرسل . قال علماؤنا : إنما كان ذلك لاستيلاء الرياسة على الأشراف ، وصعوبة الانفكاك عنها ، والأنفة من الانقياد للغير ; والفقير خلي عن تلك الموانع ، فهو سريع إلى الإجابة والانقياد . وهذا غالب أحوال أهل الدنيا .
الثالثة : اختلف العلماء في تعيين السفلة على أقوال ; فذكر ابن المبارك عن سفيان أن السفلة هم الذين يتقلسون ، ويأتون أبواب القضاة والسلاطين يطلبون الشهادات وقال ثعلب عن ابن الأعرابي : السفلة الذين يأكلون الدنيا بدينهم ; قيل له : فمن سفلة السفلة ؟ قال : الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه . وسئل علي - رضي الله عنه - عن السفلة فقال : الذين إذا اجتمعوا غلبوا ; وإذا تفرقوا لم يعرفوا . وقيل لمالك بن أنس - رضي الله عنه - : من السفلة ؟ قال : الذي يسب الصحابة . وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : الأرذلون الحاكة والحجامون . يحيى بن أكثم : الدباغ والكناس إذا كان من غير العرب .
الرابعة : إذا قالت المرأة لزوجها : يا سفلة ، فقال : إن كنت منهم فأنت طالق ; فحكى النقاش أن رجلا جاء إلى الترمذي فقال : إن امرأتي قالت لي يا سفلة ، فقلت : إن كنت سفلة فأنت طالق ; قال الترمذي : ما صناعتك ؟ قال : سماك ; قال : سفلة والله ، سفلة والله سفلة . قلت : وعلى ما ذكره ابن المبارك عن سفيان لا تطلق ، وكذلك على قول مالك ، وابن الأعرابي لا يلزمه شيء .
بادي الرأي أي ظاهر الرأي ، وباطنهم على خلاف ذلك . يقال : بدا يبدو . إذا ظهر ; كما قال :
فاليوم حين بدون للنظار
ويقال للبرية بادية لظهورها . وبدا لي أن أفعل كذا ، أي ظهر لي رأي غير الأول . وقال الأزهري : معناه فيما يبدو لنا من الرأي . ويجوز أن يكون بادي الرأي من بدأ يبدأ وحذف الهمزة . وحقق أبو عمرو الهمزة فقرأ : " بادئ الرأي " أي أول الرأي ; أي اتبعوك حين ابتدءوا ينظرون ، ولو أمعنوا النظر والفكر لم يتبعوك ; ولا يختلف المعنى هاهنا بالهمز وترك الهمز . وانتصب على حذف " في " كما قال - عز وجل - : واختار موسى قومه .
وما نرى لكم علينا من فضل أي في اتباعه ; وهذا جحد منهم لنبوته - صلى الله عليه وسلم -
بل نظنكم كاذبين الخطاب لنوح ومن آمن معه .
- الطبرى : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فقال الكبراء من قوم نوح وأشرافهم ، وهم (الملأ )، ، (14) الذين كفروا بالله وجحدوا نبوة نبيهم نوح عليه السلام ، (ما نراك)، يا نوح، (إلا بشرًا مثلنا) ، يعنون بذلك أنه آدمي مثلهم في الخلق والصُّورة والجنس، كأنهم كانوا منكرين أن يكون الله يرسل من البشر رسولا إلى خلقه. (15)
* * *
وقوله: (وما نراك اتَّبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي) ، يقول: وما نراك اتبعك إلا الذين هم سفلتنا من الناس ، دون الكبراء والأشراف ، فيما نرَى ويظهر لنا.
* * *
وقوله: (بادي الرأي) ، اختلفت القرأة في قراءته.
فقرأته عامة قرأة المدينة والعراق: ( بَادِيَ الرَّأْيِ )، بغير همز " البادي" وبهمز " الرأي"، بمعنى: ظاهر الرأي، من قولهم: " بدا الشيء يبدو " ، إذا ظهر، كما قال الراجز: (16)
أَضْحَـى لِخَـالِي شَـبَهِيَ بَـادِي بَدِي
وَصَــارَ لِلْفَحْــلِ لِسَــانِي وَيَـدِي (17)
" بادي بدي" بغير همز، وقال آخر:
وقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي (18)
* * *
وقرأ ذلك بعض أهل البصرة: (بَادِئَ الرَّأْيِ)، مهموزًا أيضًا، بمعنى: مبتدأ الرأي، من قولهم: " بدأت بهذا الأمر "، إذا ابتدأت به قبل غيره.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندنا قراءة من قرأ: ( بَادِيَ الرَّأْيِ ) بغير همز " البادي"، وبهمز " الرأي"، لأن معنى ذلك الكلام: إلا الذين هم أراذلنا ، في ظاهر الرأي ، وفيما يظهر لنا.
* * *
وقوله: (وما نرى لكم علينا من فضل)، يقول: وما نتبين لكم علينا من فضل نلتموه بمخالفتكم إيانا في عبادة الأوثان إلى عبادة الله وإخلاص العبودة له، فنتبعكم طلبَ ذلك الفضل ، وابتغاءَ ما أصبتموه بخلافكم إيانا ، (بل نظنكم كاذبين).
* * *
وهذا خطاب منهم لنوحٍ عليه السلام، وذلك أنهم إنما كذبوا نوحًا دون أتباعه، لأن أتباعه لم يكونوا رُسلا. وأخرج الخطابَ وهو واحد مخرج خطاب الجميع، كما قيل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ، [ سورة الطلاق: 1] .
* * *
قال أبو جعفر: وتأويل الكلام: بل نظنك ، يا نوح ، في دعواك أن الله ابتعثك إلينا رسولا كاذبًا.
* * *
وبنحو ما قلنا في تأويل قوله (بادي الرأي) قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
18105- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس قوله: ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) ، قال: فيما ظهر لنا
------------------------
الهوامش :
(14) انظر تفسير " الملأ " فيما سلف ص : 177 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(15) انظر تفسير " البشر " فيما سلف 11 : 521 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(16) أبو نخيلة السعدي .
(17) هذا الرجز والذي يليه ، من رجز أبي نخيلة السعدي ، لا شك في البيت الثاني منهما ، أما الأول فإني أرتاب في صحة إنشاده ، على الوجه الذي أنشده الفراء في معاني القرآن . وقد خرج هذا الرجز ، صديقنا وشيخنا عبد العزيز الميمني الراجكرتي في سمط اللآلئ : 293 ، 480 ، وفي اللسان ( ذرأ ) ، وتهذيب إصلاح المنطق 2 : 32 ، وسيبويه 2 : 54 ، ونوادر اليزيدي : 128 ، والأغاني ( ساسي) 18 : 151 ، وتاريخ ابن عساكر 2: 321 ، وأزيد ، تاريخ الطبري 9 : 273 ، والمعاني الكبير : 1223 ، والفراء في معاني القرآن ، ومجاز القرآن 1 : 288 ، واللسان ( بدا ) ، والأبيات هي :
كَـيْفَ التَّصَـابِي فِعْـلَ مَـنْ لَـمْ يَهْتَدِ
وَقَــد عَلَتْنِــي ذُرْأَةٌ بَــادِي بَـدى
وَرَثْيَــةٌ تَنْهَـــضُ فــي تَشَـدُّدِي
بَعْـدَ انْتِهَـاضِي فـي الشَّـبَابِ الأمْلَدِ
وَبَعْــدَ مَــا أَذْكُــرُ مِـنْ تَـأَوُّدِي
وَبَعْــدَ تَمْشَــائِي وتَطْوِيحِـي يَـدِي
وَمِشْــيَتِي تَحْـتَ الغُـدَافِ الأسْـوَدِ
وذكرها صاحب اللسان في ( بدا ) ، والتبريزي في تهذيب إصلاح المنطق ، وزاد بعد قوله " ورثيــة تنهــض فــي تشـددي
وصــار للفحــل لســاني ويـدي
أما البيت الأول ، فلم أجده في مكان ، وأخشى أن تكون "
بادي بدى " فيه ، موضوعة مكان كلمة أخرى ، ولا شك أن موضع هذين البيتين ، ليس في الموضع الذي وضع أحدهما فيه صاحب اللسان والتبريزي .(18) انظر التعليق السالف . و "
الذرأة " ( بضم فسكون ) ، الشيب في مقدم الرأس . - ابن عاشور : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
عطف قول المَلأ من قومه بالفاء على فعل { أرسلنا } [ هود : 25 ] للإشارة إلى أنهم بادروه بالتكذيب والمجادلة الباطلة لمّا قال لهم : { إني لكم نذيرٌ مبينٌ } [ هود : 25 ] إلى آخره . ولم تقع حكاية ابتداء محاورتهم إياه ب ( قال ) مجرداً عن الفاء كما وقع في الأعراف لأن ابتداء محاورته إياهم هنا لم يقع بلفظ القول فلم يحك جوابهم بطريقة المحاورات بخلاف آية الأعراف .
والملأ : سادة القوم . وتقدم عند قوله تعالى : { قال الملأ من قومه إنّا لنراك في ضلال مبين } في سورة [ الأعراف : 60 ].
جزموا بتكذيبه فقدموا لذلك مقدمات استخلصوا منها تكذيبه ، وتلك مقدمات باطلة أقاموها على ما شاع بينهم من المغالطات الباطلة التي روجها الإلف والعادة فكانوا يعدون التفاضل بالسؤدد وهو شرف مصطلح عليه قوامه الشجاعة والكرم ، وكانوا يجعلون أسباب السؤدد أسباباً مادية جسدية ، فيسوّدون أصحاب الأجسام البَهْجة كأنهم خشب مسندة لأنهم ببساطة مداركهم العقلية يعظمون حسن الذوات ، ويسوّدون أهل الغنى لأنهم يطمعون في نوالهم ، ويسوّدون الأبطال لأنهم يُعدونهم لدفاع أعدائهم . ثم هم يعرفون أصحاب تلك الخلال إمّا بمخالطتهم وإما بمخالطة أتباعهم فإذا تسامعوا بسيّد قوم ولم يعرفوه تعرّفوا أتباعَه وأنصاره ، فإن كانوا من الأشراف والسادة علموا أنهم ما اتّبعوه إلا لما رأوا فيه من موجبات السيادة؛ وهذه أسباب ملائمة لأحوال أهل الضلالة إذ لا عناية لهم بالجانب النفساني من الهيكل الإنساني .
فلما دعاهم نوح عليه السّلام دعوةً علموا منها أنّه يقودهم إلى طاعته ففكروا وقدّروا فرأوا الأسباب المألوفة بينهم للسؤدد مفقودة من نوح عليه السلام ومن الذين اتّبعوه فجزموا بأنه غير حقيق بالسيادة عليهم فجزموا بتكذيبه فيما ادّعاه من الرسالة بسيادة للأمة وقيادة لها .
وهؤلاء لقصود عقولهم وضعف مداركهم لم يبلغوا إدراك أسباب الكمال الحق ، فذهبوا يتطلّبون الكمال من أعراض تعرض للناس بالصدفة من سعة مال ، أو قوة أتباع ، أو عزة قبيلة . وتلك أشياء لا يطرد أثرها في جلب النفع العام ولا إشعار لها بكمال صاحبها إذ يشاركه فيها أقل الناس عقولاً ، والحيوان الأعجم مثل البقرة بما في ضرعها من لبن ، والشاة بما على ظهرها من صوف ، بل غالب حالها أنها بضد ذلك .
وربما تطلبوا الكمال في أجناس غير مألوفة كالجن ، أو زيادة خلقة لا أثر لها في عمل المتصف بها مثل جمال الصورة وكمال القامة ، وتلك وإن كانت ملازمة لموصوفاتها لكنّها لا تفيدهم أن يكونوا مصادر كمالات ، فقد يشاركهم فيها كثير من العجماوات كالظباء والمَها والطواويس ، فإن ارتقوا على ذلك تطلبوا الكمال في أسباب القوة والعزة من بسطة الجسم وإجادة الرماية والمجالدة والشجاعة على لقاء العدو . وهذه أشبه بأن تعدّ في أسباب الكمال ولكنها مكمّلات للكمال الإنساني لأنها آلات لإنقاذ المقاصد السامية عند أهل العقول الراجحة والحكمة الإلهية كالأنبياء والملوك الصالحين ، وبدون ذلك تكون آلات لإنفاذ المقاصد السيّئة مثل شجاعة أهل الحرابة وقطّاع الطريق والشّطّار ، ومثل القوة على خلع الأبواب لاقتحام منازل الآمنين .
وإنما الكمال الحق هو زكاء النفس واستقامة العقل ، فهما السبب المطّرد لإيصال المنافع العامة لما في هذا العالم ، ولهما تكون القوى المنفّذة خادمة كالشجاعة للمدافعين عن الحق والملجئين للطغاة على الخنوع إلى الدّين ، على أن ذلك معرض للخطأ وغيبة الصواب فلا يكون له العصمة من ذلك إلاّ إذا كان محفوفاً بالإرشاد الإلهي المعصوم ، وهو مقام النبوءة والرسالة .
فهؤلاء الكفرة من قوم نوح لمّا قَصروا عن إدراك أسباب الكمال وتطلبوا الأسباب من غير مكانها نظروا نوحاً عليه السلام وأتباعه فلم يروه من جنس غير البشر ، وتأمّلوه وأتباعه فلم يروا في أجسامهم ما يميّزهم عن الناس وربّما كان في عموم الأمة من هم أجمل وجوهاً أو أطول أجساماً .
من أجل ذلك أخطأوا الاستدلال فقالوا : { ما نراك إلاّ بشراً مثلنا } فأسندوا الاستدلال إلى الرؤية . والرؤية هنا رؤية العين لأنّهم جعلوا استدلالهم ضرورياً من المحسوس من أحوال الأجسام ، أي ما نراك غير إنسان ، وهو مماثل للنّاس لا يزيد عليهم جوارح أو قوائم زائدة .
والبشَر محركة : الإنسان ذكراً أو أنثى ، واحداً كان أو جمعاً . قال الراغب : «عبر عن الإنسان بالبشر اعتباراً بظهور بشرته وهي جلده من الشعر بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف والشعر والوبر» أي والريش . والبشر مرادف الإنسان فيطلق كما يطلق الإنسان على الواحد والأكثر ، والمؤنث والمذكر . وقد يثنى كما في قوله تعالى : { أنؤمن لبشرين مثلنا } [ المؤمنون : 47 ].
وقالوا : { وما نراك اتّبعك إلاّ الذين هم أراذلنا } فجعلوا أتباع الناس المعدودين في عادتهم أراذل محقورين دليلاً على أنه لا ميزة له على سادتهم الذين يلوذ بهم أشراف القوم وأقوياؤهم . فنفوا عنه سبب السيادة من جهتي ذاته وأتباعه ، وذلك تعريض بأنهم لا يتبعونه لأنهم يترفعون عن مخالطة أمثالهم وأنه لو أبعدهم عنه لاتبَعوه ، ولذلك ورد بعده { وما أنا بطارد الذين آمنوا } [ هود : 29 ] الآية .
والأرذال : جمع أرذل المجعول اسماً غير صفة كذلك على القياس ، أو جمع رذيل على خلاف القياس . والرذيل : المحتقر . وأرادوا أنهم من لفيف القوم غير سادة ولا أثرياء . وإضافة ( أراذل ) إلى ضمير جماعة المتكلمين لتعيين القبيلة ، أي أراذل قومنا . وعبّر عنهم بالموصول والصّلة دون أن يقال : إلا أراذلنا لحكاية أن في كلام الذين كفروا إيماء إلى شهرة أتباع نوح عليه السلام بين قومهم بوصف الرذالة والحقارة ، وكان أتباع نوح عليه السلام من ضعفاء القوم ولكنهم من أزكياء النفوس ممّن سبق لهم الهدى .
و { بادي } قرأه الجمهور بياء تحتية في آخره على أنه مشتق من بدَا المقصور إذا ظهر ، وألفهُ منقلبة عن الواو لما تحركت وانفتح ما قبلها ، فلما صيغ منه وزن فاعل وقعت الواو متطرفة إثر كسرة فقلبت ياء .
والمعنى فيما يبدو لهم من الرأي دون بحث عن خفاياه ودقائقه .
وقرأه أبو عَمرو وحده بهمزة في آخره على أنه مشتق من البداء ، وهو أول الشيء .
والمعنى : فيما يقع أول الرأي ، أي دون إعادة النظر لمعرفة الحق من التمويه ، ومآل المعنيين واحد .
والرأي : نظر العقل ، مشتق من فعل رأى ، كما استعمل رأى بمعنى ظن وعلم .
يعنون أن هؤلاء قد غرتهم دعوتك فتسرعوا إلى متابعتك ولو أعادوا النظر والتأمل لعلموا أنك لا تستحق أن تتبع .
وانتصاب { بادى الرأي } بالنيابة عن الظرف ، أي في وقت الرأي دون بحث عن خفيّه ، أو في الرأي الأول دون إعادة نظر .
وإضافة { بادى } إلى { الرأي } من إضافة الصفة إلى الموصوف ، ومعنى كلامهم : لا يلبث أن يرجع إلى متبعيك رُشدُهم فيعيدوا التأمل في وقت آخر ويُكشف لهم خَطؤُهم .
ولما وصفوا كل فريق من التابع والمتبوع بما ينفي سيادة المتبوع وتزكية التابع جَمَعوا الوصف الشامل لهما . وهو المقصود من الوصفين المفرقين . وذلك قولهم : { وما نَرى لكم علينا من فضل } فنفوا أن يكون لنوح عليه السّلام وأتباعه فضل على الذين لم يؤمنوا به حتى يكون نوح عليه السلام سيّداً لهم ويكون أتباعه مفضلين بسيادة متبوعهم .
والفضل : الزيادة في الشرف والكمال ، والمراد هنا آثاره وعلاماته لأنها التي تُرى ، فجعلوا عدم ظهور فضل لهم عليهم دليلاً على انتفاء فضلهم ، لأنّ الشيء الذي لا تخفى آثاره يصح أن يجعل انتفاء رؤيتِها دليلاً على انتفائها إذ لو ثبتت لرئَيت .
وجملة { بل نظنّكم كاذبين } إبطال للمنفي كلّه الدال على صدقه في دعواه بإثبات ضد المنفي ، وهو ظنهم إياهم كاذبين لأنّه إذا بطل الشيء ثبت ضدّه ، فزعموا نوحاً عليه السلام كاذباً في دعوى الرسالة وأتباعه كاذبين في دعوى حصول اليقين بصدق نوح عليه السّلام ، بل ذلك منهم اعتقاد باطل ، وهذا الظن الذي زعموه مستند إلى الدليل المحسوس في اعتقادهم .
واستعمل الظن هنا في العلم كقوله : { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } [ البقرة : 46 ] وهو إطلاق شائع في الكلام .
- إعراب القرآن : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
«فَقالَ الْمَلَأُ» الفاء استئنافية وماض وفاعله والجملة مستأنفة «الَّذِينَ» اسم موصول صفة للملأ «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «مِنْ قَوْمِهِ» متعلقان بمحذوف حال «ما نَراكَ» ما نافية ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والكاف مفعول به أول والفاعل مستتر والجملة مقول القول «إِلَّا» أداة حصر «بَشَراً» مفعول به ثان «مِثْلَنا» صفة ونا مضاف إليه والجملة مقول القول «وَما نَراكَ» الواو عاطفة وما نافية «نَراكَ» مضارع والكاف مفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة «اتَّبَعَكَ» ماض والكاف مفعوله المقدم والجملة في محل نصب مفعول به ثان «إِلَّا» أداة حصر «الَّذِينَ» اسم موصول فاعل اتبعك «هُمْ أَراذِلُنا» مبتدأ وخبر ونا مضاف إليه والجملة صلة «بادِيَ» ظرف زمان متعلق باتبعك «الرَّأْيِ» مضاف إليه «وَما» الواو عاطفة وما نافية «نَرى » مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله مستتر والجملة معطوفة «لَكُمْ» متعلقان بنرى «مِنْ» حرف جر زائد «فَضْلٍ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به «بَلْ» حرف إضراب وعطف «نَظُنُّكُمْ» مضارع وفاعله مستتر والكاف مفعول به أول والجملة معطوفة «كاذِبِينَ» مفعوله الثاني منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم
- English - Sahih International : So the eminent among those who disbelieved from his people said "We do not see you but as a man like ourselves and we do not see you followed except by those who are the lowest of us [and] at first suggestion And we do not see in you over us any merit; rather we think you are liars"
- English - Tafheem -Maududi : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ(11:27) The notables among Noah's own people, who had refused to follow him, responded: 'We merely consider you a human being like ourselves. *31 Nor do we find among those who follow you except the lowliest of our folk, the men who follow you without any proper reason. *32 We see nothing in you to suggest that you are any better than us. *33 Rather, we believe you to be liars.'
- Français - Hamidullah : Les notables de son peuple qui avaient mécru dirent alors Nous ne voyons en toi qu'un homme comme nous; et nous voyons que ce sont seulement les vils parmi nous qui te suivent sans réfléchir; et nous ne voyons en vous aucune supériorité sur nous Plutôt nous pensons que vous êtes des menteurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Da sagte die führende Schar aus seinem Volk die ungläubig war "Wir sehen in dir nur einen Menschen unseresgleichen Und wir sehen daß nur die dir folgen die unsere Niedrigsten sind und zwar ohne reifliche Überlegung Und wir sehen bei euch keinen Vorzug gegenüber uns Vielmehr meinen wir daß ihr Lügner seid"
- Spanish - Cortes : Los dignatarios de su pueblo que no creían dijeron No vemos en ti más que un mortal como nosotros y no vemos que nadie te siga sino la hez de nuestro pueblo que lo hace irreflexivamente Ni vemos que gocéis de ningún privilegio sobre nosotros Antes bien creemos que mentís
- Português - El Hayek : Porém os chefes incrédulos dentre seu povo disseram Não vemos em ti mais do que um homem como nós e nãovemos a te seguir mais do que a nossa plebe irreflexiva; tampouco consideramos que tendes vós e vossos seguidores algummérito sobre nós; outrossim cremos que sois uns mentirosos
- Россию - Кулиев : Знатные люди его народа которые не уверовали сказали Мы видим что ты - такой же человек как и мы Мы также видим что за тобой пошли только самые ничтожные из нас но даже они последовали за тобой не поразмыслив Мы не видим чтобы вы чем-либо превосходили нас Напротив мы считаем вас лжецами
- Кулиев -ас-Саади : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
Знатные люди его народа, которые не уверовали, сказали: «Мы видим, что ты - такой же человек, как и мы. Мы также видим, что за тобой пошли только самые ничтожные из нас, но даже они последовали за тобой, не поразмыслив. Мы не видим, чтобы вы чем-либо превосходили нас. Напротив, мы считаем вас лжецами».Старейшины и предводители народа отвергли призыв Нуха. Именно знатные люди обычно первыми отвергали проповеди Божьих посланников. Они отказались уверовать в святого пророка, потому что он был обычным человеком. Они дали такое объяснение своему неверию, хотя в действительности именно человек мог быть посланником к людям. Иначе быть не могло, потому что люди могут встречаться с себе подобными, обучаться у них и обращаться к ним по любым вопросам, чего они не могут делать с ангелами. Другой причиной, по которой старейшины отказались уверовать, было то, что за святым пророком последовали только самые жалкие и ничтожные люди. Так считали старейшины, хотя в действительности последователи пророка были самыми славными и самыми благоразумными сынами своего народа. Они покорились истине и не стали уподобляться ничтожным людям, которых часто называют знатью, которые повиновались всяким мятежным дьяволам и поклонялись деревьям и камням, которые пытались угодить своим идолам и совершали перед ними земные поклоны. Видел ли ты более ничтожных и более порочных людей, чем такие старейшины? Они говорили своему пророку: «Люди следуют за тобой, не осознавая того, что делают. Ты предложил им последовать за тобой, и они покорились тебе». Они имели в виду, что правоверные ничего не смыслят в религии. Однако они не знали, что очевидная истина влечет к себе проницательные умы, и стоит благоразумным людям столкнуться с истиной, как они узнают и признают ее. Они также не знали, что очевидная истина не похожа на сокровенные тайны, над которыми нужно долго размышлять. Они говорили: «Мы не считаем вас более достойными людьми, чем мы, и не собираемся повиноваться вам. Более того, мы считаем вас лжецами». Однако они лгали, потому что были свидетелями многочисленных знамений, которыми Аллах почтил Нуха и которые не оставляли сомнений в его совершенной правдивости.
- Turkish - Diyanet Isleri : Milletinin inkarcı ileri gelenleri "Senin ancak kendimiz gibi bir insan olduğunu görüyoruz Daha başlangıçta sana bizim ayak takımı dışında kimsenin uyduğunu görmüyoruz Sizin bizden bir üstünlüğünüz yoktur; biz sizi yalancı sanıyoruz" dediler
- Italiano - Piccardo : I notabili del suo popolo che erano miscredenti dissero “A noi sembri solo un uomo come noi e non ci pare che ti seguano altri che i più miserabili della nostra gente Non vediamo in voi alcuna superiorità su di noi anzi pensiamo che siate bugiardi”
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئهو دهسته دهسهڵاتدارهی که بێ باوهڕ بوون له هۆزی نوح وتیان ئێمه تۆ تهنها وهك یهکێك له خۆمان دهبینین و نابینین ئهوانهی شوێنی تۆ کهوتوون جگه لهوانهی که ههژارو داماوهکانمانن و دووربین نین و ژیریان کهمه و سادهن ههروهها نابینین ئێوه هیچ شتێکی زیاترتان بهسهر ئێمهدا ههبێت بهڵکو ئێمه وا گومان دهبهین ئێوه درۆزنن
- اردو - جالندربرى : تو ان کی قوم کے سردار جو کافر تھے کہنے لگے کہ ہم تم کو اپنے ہی جیسا ایک ادمی دیکھتے ہیں اور یہ بھی دیکھتے ہیں کہ تمہارے پیرو وہی لوگ ہوئے ہیں جو ہم میں ادنی درجے کے ہیں۔ اور وہ بھی رائے ظاہر سے نہ غوروتعمق سے اور ہم تم میں اپنے اوپر کسی طرح کی فضیلت نہیں دیکھتے بلکہ تمہیں جھوٹا خیال کرتے ہیں
- Bosanski - Korkut : Glavešine naroda njegova oni koji nisu vjerovali rekoše "Koliko mi vidimo ti si čovjek kao i mi a vidimo i da te bez ikakva razmišljanja slijede samo oni koji su niko i ništa među nama; ne vidimo da ste vi imalo od nas bolji štaviše mislimo da ste lažljivci"
- Swedish - Bernström : Men folkets äldste som [alla] förnekade sanningen sade "Vi ser att du inte är mer än en vanlig människa som vi andra och vi ser att det bara är de eländigaste bland vårt folk som följer dig sådana som inte har något omdöme Och vi ser ingenting hos er som i något avseende gör er överlägsna oss; vi anser tvärtom att ni är lögnare"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka berkatalah pemimpinpemimpin yang kafir dari kaumnya "Kami tidak melihat kamu melainkan sebagai seorang manusia biasa seperti kami dan kami tidak melihat orangorang yang mengikuti kamu melainkan orangorang yang hina dina di antara kami yang lekas percaya saja dan kami tidak melihat kamu memiliki sesuatu kelebihan apapun atas kami bahkan kami yakin bahwa kamu adalah orangorang yang dusta"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
(Maka berkatalah pemimpin-pemimpin yang kafir dari kaumnya,) mereka adalah terdiri dari orang-orang terhormat kaumnya ("Kami tidak melihat kamu melainkan sebagai manusia biasa seperti kami) tidak ada kelebihan bagimu atas diri kami (dan kami tidak melihat orang-orang yang mengikuti kamu, melainkan orang-orang yang hina-dina di antara kami) yaitu orang-orang yang rendah di antara kami, seperti tukang tambal pakaian dan tukang sol sepatu (yang lekas percaya saja) dapat dibaca baadiya dan baadia yang artinya, mereka lekas percaya kepadamu tanpa berpikir lebih matang lagi. Lafal ini dinashabkan karena menjadi zharaf yang artinya, mereka terus percaya dengan begitu saja (dan kami tidak melihat kalian memiliki suatu kelebihan apa pun atas kami) sehingga karena kelebihan itulah kalian berhak untuk diikuti daripada kami (bahkan kami yakin bahwa kalian adalah orang-orang yang dusta") dalam pengakuan risalah yang kalian bawa. Dalam hal ini mereka mengikut sertakan sebutan Nabi Nuh beserta kaum yang mengikutinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তখন তাঁর কওমের কাফের প্রধানরা বলল আমরা তো আপনাকে আমাদের মত একজন মানুষ ব্যতীত আর কিছু মনে করি না; আর আমাদের মধ্যে যারা ইতর ও স্থুলবুদ্ধিসম্পন্ন তারা ব্যতীত কাউকে তো আপনার আনুগত্য করতে দেখি না এবং আমাদের উপর আপনাদের কেন প্রাধান্য দেখি না বরং আপনারা সবাই মিথ্যাবাদী বলে আমারা মনে করি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவரை நிராகரித்த அவருடைய சமூகத்தின் தலைவர்கள் அவரை நோக்கி "நாம் உம்மை எங்களைப் போன்ற ஒரு மனிதராகவே அன்றி வேறு விதமாகக் காணவில்லை; எங்களுக்குள்ளே ஆழ்ந்து யோசனை செய்யாத இழிவானர்களேயன்றி வேறெவரும் உம்மைப் பின்பற்றி நடப்பதாகவும் நாம் காணவில்லை; எங்களைவிட உங்களுக்கு எந்த விதமான மேன்மை இருப்பதாகவும் நாம் காணவில்லை மாறாக உங்களை யெல்லாம் பொய்யர்கள் என்றே நாங்கள் எண்ணுகிறோம்" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วบรรดาบุคคลชั้นนำซึ่งปฏิเสธศรัทธาจากกลุ่มชนของเขากล่าวว่า “เรามิเห็นท่านเป็นอื่นใด นอกจากสามัญชนเช่นเรา และเรามิเห็นผู้ใดปฏิบัติตามท่าน นอกจากบรรดาผู้ต่ำช้าของพวกเราที่มีความคิดเห็นตื้น ๆ และเรามิเห็นว่าพวกท่านประเสริฐกว่าพวกเรา แต่เราคิดว่าพวกท่านเป็นพวกโกหก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Унинг қавмидан куфр келтирган зодагонлар Биз сени ҳам фақат ўзимизга ўхшаган одам эканингни кўряпмиз сенга ичимиздан эси паст пасткашларимизгина эргашаётганини кўряпмиз сизларнинг биздан устун фазлингизни кўрмаяпмиз балки сизларни ёлғончи деб ўйлаяпмиз дедилар Нуҳнинг а с гапларига қавм номидан уларнинг корчалонлари оғзи ботир зодагон бошлиқлари жавоб берди Диққат билан разм солсак уларнинг жавоблари барча кофир саркаш қавмларнинг ўзларига келган Пайғамбарларга берган жавобларига ўхшашини кўрамиз Уларнинг фикрича камбағал кишилар пасткаш ва ақли оз ҳисобланади Шунинг учун камбағал бўлиб қолган дейишади Ўша камбағаллар аралашган ҳар бир ишга хосиятсиз иш деб қарашади Аслида эса камбағалларнинг қалбини бойлик айшу ишрат ва мутакаббирлик бузмагани учун улар илоҳий даъватларга тез жавоб берадилар Буни бойзодагонлар тамоман тескари тушунадилар
- 中国语文 - Ma Jian : 但他的宗族中不信道的贵族说:我们认为你只是像我们一样的一个凡人,我们认为只有我们中那些最卑贱的人们才轻率地顺从你,我们认为你们不比我们优越。我们甚至相信你们是说谎的。
- Melayu - Basmeih : Maka berkatalah ketuaketua yang kafir dari kaumnya "Kami tidak memandangmu wahai Nuh melainkan sebagai seorang manusia seperti kami; dan kami tidak nampak golongan yang mengikutmu melainkan orangorang kami yang miskin hina lagi berfikiran singkat; dan kami juga tidak memandang kamu semua mempunyai sebarang kelebihan yang mengatasi kami bahkan kami menganggap kamu orangorang pendusta"
- Somali - Abduh : waxayna dheheen madaxdii Gaalowday oo qoomkiisa ka mida waxaan bashar nala mida ahayn kuguma aragno kugumana aragno inuu ku raacay waxaan ahayn kuwannaga xun xun ee ku deg dega ra'yiga Kuugumana ara gno korkannaga wax dheeraada waxaanse idiin malaynaynaa Beenaalayaal
- Hausa - Gumi : Sai mashãwarta waɗanda suka kãfirta daga mutãnensa suka ce "Bã mu ganin ka fãce mutum kake kamarmu kuma ba mu ganin wani ya bĩ ka fãce waɗanda suke sũ ƙasƙantattunmu ne marasa tunani Kuma bã mu ganin wata falalã agare ka a kanmu Ã'a Munã zaton ku maƙaryata ne"
- Swahili - Al-Barwani : Na wakasema wakuu walio kufuru katika kaumu yake Hatukuoni wewe ila ni mtu tu kama sisi wala hatukuoni wamekufuata ila wale walio kuwa kwetu watu duni wasio kuwa na akili Wala hatukuoneni kuwa mna ubora wowote kutushinda sisi Bali tuna hakika nyinyi ni waongo
- Shqiptar - Efendi Nahi : E paria e popullit të tij ata që nuk kanë besuar thanë “Na shohim se ti je vetëm njeri si na dhe shohim që ty të shkojnë pas vetëm ata më të ulëtit nga ne – pa menduar fare dhe se nuk shohim se ju keni diçka më të mirë se ne Jo por na ju konsiderojmë për gënjeshtar”
- فارسى - آیتی : مهتران قومش كه كافر بودند گفتند: ما تو را جز انسانى همانند خويش نمىبينيم. و نمىبينيم كه جز اراذل قوم از تو متابعت كنند. و نمىبينيم كه شما را بر ما فضيلتى باشد، بلكه پنداريم كه دروغ مىگوييد.
- tajeki - Оятӣ : Бузургони қавмаш, ки кофир буданд, гуфтанд: -Мо туро ҷуз инсоне монанди худ намебинем. Ва намебинем, ки ҷуз одамони паст ба ту пайравӣ кунанд. Ва намебинем, ки шуморо бар мо беҳтарие бошад, балки пиндорем, ки дурӯғ мегӯед».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇنىڭ قەۋمىنىڭ كاپىر كاتتىلىرى: «بىزنىڭچە، سەن پەقەت بىزگە ئوخشاش بىر ئادەمسەن، بىزنىڭچە، ئارىمىزدىكى پەس كىشىلەر يەڭگىللىك بىلەن ساڭا ئەگەشكەن، بىزنىڭچە، سىلەرنىڭ ھېچقانداق ئارتۇقچىلىقىڭلار يوق، بەلكى بىز سىلەرنى يالغانچى دەپ ئويلايمىز» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അപ്പോള് അദ്ദേഹത്തിന്റെ ജനതയിലെ സത്യനിഷേധികളായ പ്രമാണിമാര് പറഞ്ഞു: "ഞങ്ങളുടെ നോട്ടത്തില് നീ ഞങ്ങളെപ്പോലുള്ള ഒരു മനുഷ്യന് മാത്രമാണ്. ഞങ്ങളിലെ നിസ്സാരന്മാര് മാത്രമാണ്, കാര്യവിചാരമില്ലാതെ നിന്നെ പിന്തുടര്ന്നതായി ഞങ്ങള് കാണുന്നത്. ഞങ്ങളെക്കാളേറെ ഒരു ശ്രേഷ്ഠതയും നിങ്ങളില് ഞങ്ങള് കാണുന്നില്ല. മാത്രമല്ല; നിങ്ങള് കള്ളവാദികളാണെന്ന് ഞങ്ങള് കരുതുന്നു.”
- عربى - التفسير الميسر : فقال روساء الكفر من قومه انك لست بملك ولكنك بشر فكيف اوحي اليك من دوننا وما نراك اتبعك الا الذين هم اسافلنا وانما اتبعوك من غير تفكر ولا رويه وما نرى لكم علينا من فضل في رزق ولا مال لـما دخلتم في دينكم هذا بل نعتقد انكم كاذبون فيما تدعون
*30). Substantially, the same warning was delivered by the Prophet Muhammad (peace be on him) in the first few verses (viz. 2-3) of this surah.
*31). This is exactly the same absurd objection which the Makkans raised against the Prophet Muhammad (peace be on him). They found it inconceivable that a mortal like themselves who ate arid drank, walked and slept, and who also had a family could be designated a Messenger by God. (See Ya Sin 36, n. Il;al-Shura42,n.41.)
*32). Again, it is noteworthy that the same objection raised by Noah's people against him was raised by the Makkans against the Prophet (peace be on him). The objection being that it is only persons of insignificant position who joined the Prophet's (peace be on him) ranks. They, thus, tried to belittle both the Message and the Messenger by highlighting that his followers were either a few raw youths, a bunch of slaves, or a group of feeble-minded and superstitious commoners from the lower rungs of society. (See Towards Understanding the Qur'an, vol. Il,al-An'arn6,nn. 34-7,pp. 235-7, and Yunus 10, n. 78. p. 57 above.)
*33). The believers claimed that they enjoyed God's favour and mercy, and that those who chose to deviate from their way were subject to God's wrath.