- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍۢ مِّن رَّبِّى وَءَاتَىٰنِى رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَٰرِهُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون
- عربى - التفسير الميسر : قال نوح: يا قومي أرأيتم إن كنتُ على حجة ظاهرة من ربي فيما جئتكم به تبيِّن لكم أنني على الحق من عنده، وآتاني رحمة من عنده، وهي النبوة والرسالة فأخفاها عليكم بسبب جهلكم وغروركم، فهل يصح أن نُلْزمكم إياها بالإكراه وأنتم جاحدون بها؟ لا نفعل ذلك، ولكن نَكِل أمركم إلى الله حتى يقضي في أمركم ما يشاء.
- السعدى : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
ولهذا { قَالَ } لهم نوح مجاوبا { يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي } أي: على يقين وجزم، يعني، وهو الرسول الكامل القدوة، الذي ينقاد له أولو الألباب، ويضمحل في جنب عقله، عقول الفحول من الرجال, وهو الصادق حقا، فإذا قال: إني على بينة من ربي، فحسبك بهذا القول، شهادة له وتصديقا.
{ وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ } أي: أوحى إلي وأرسلني، ومنَّ علي بالهداية، { فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ } أي: خفيت عليكم، وبها تثاقلتم.
{ أَنُلْزِمُكُمُوهَا } أي: أنكرهكم على ما تحققناه، وشككتم أنتم فيه؟ { وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ } حتى حرصتم على رد ما جئت به، ليس ذلك ضارنا، وليس بقادح من يقيننا فيه، ولا قولكم وافتراؤكم علينا، صادا لنا عما كنا عليه.
وإنما غايته أن يكون صادا لكم أنتم، وموجبا لعدم انقيادكم للحق الذي تزعمون أنه باطل، فإذا وصلت الحال إلى هذه الغاية، فلا نقدر على إكراهكم، على ما أمر الله، ولا إلزامكم، ما نفرتم عنه، ولهذا قال: { أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
( قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن ربي . . . )
أى : قال نوح - عليه السلام - فى رده على الملأ الذين كفروا من قومه : ( قَالَ ياقوم ) أى : يا أهلى وعشيرتى الذين يسرنى ما يسرهم ويؤلمنى ما يؤلمهم .
( أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن ربي ) أى : اخبرونى إن كنت على بصيرة من أمرى ، وحجة واضحة من ربى ، بها يتبين الحق من الباطل .
( وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ ) أى : ومنحنى بفضله وإحسانه النبوة التى هى طريق الرحمة لمن آمن بها ، واتبع من اختاره الله لها . فالمراد بالرحمة هنا النبوة ( فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ) أى : فأخفيت عليكم هذه الرحمة ، وغاب عنكم الانتفاع بهداياتها ، لأنكم ممن استحب العمى على الهدى .
يقال : عُمِّى على فلان الأمر : أى أخفى عليه حتى صار بالنسبة إليه كالأعمى قال صاحب المنار : قرأ الجمهور فعميت - بالتخفيف - كخفيت وزنا ومعنى . قال - تعالى - ( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنبآء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ ) وقرأ حمزة والكسائى وحفص بالتشديد والبناء للمفعول ( فَعُمِّيَتْ ) أى : فحجبها عنكم جهلكم وغروركم . .
والتعبير بعميت مخففة ومشددة أبلغ من التعبير بخفيت وأخفيت ، لأنه مأخوذ من العمى المقتضى لأشد أنواع الخفاء .
والاستفهام فى قوله : ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) للإِنكار والنفى .
أى : إذا كانت الهداية إلى الخير التى جئتكم بها قد خفيت عليكم مع وضوحها وجلائها ، فهل استطيع أنا وأتباعى أن نجبركم إجبارا ، ونقسركم قسرا على الإِيمان بى ، وعلى التصديق بنبوتى ، والحال أنكم كارهون لها نافرون منها .
كلا إننا لا نستطيع ذلك لأن الإِيمان الصادق يكون عن اقتناع واختيار لا عن إكراه وإجبار .
قال صاحب الظلال ما ملخصه : واللفظ فى القرآن قد يرسم بجرسه صورة كاملة للتناسق الفنى بين الألفاظ ، ومن أمثله ذلك قوله - تعالى - فى قصة نوح مع قومه ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا . . . ) فأنت تحس أن كلمة انلزمكموها تصور جو الإِكراه ، بإدماج كل هذه الضمائر فى النطق ، وشد بعضها إلى بعض كما يدمج الكارهون مع ما يكرهون ، ويشدون إليه وهم نافرون ، وهكذا يبدولون من التناسق فى التعبير أعلى من البلاغة الظاهرية ، وأرفع من الفصاحة اللفظية .
- البغوى : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
( قال ) نوح ، ( يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ) أي : بيان من ربي ( وآتاني رحمة ) أي : هدى ومعرفة ، ( من عنده فعميت عليكم ) أي : خفيت والتبست عليكم . وقرأ حمزة والكسائي وحفص : فعميت عليكم " بضم العين وتشديد الميم ، أي : شبهت ولبست عليكم . ( أنلزمكموها ) أي : أنلزمكم البينة والرحمة ، ( وأنتم لها كارهون ) لا تريدونها . قال قتادة : لو قدر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يلزموا قومهم الإيمان لألزموهم ولكن لم يقدروا .
- ابن كثير : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
يقول تعالى مخبرا عن نوح ما رد على قومه في ذلك : ( أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ) أي : على يقين وأمر جلي ، ونبوة صادقة ، وهي الرحمة العظيمة من الله به وبهم ، ( فعميت عليكم ) أي : خفيت عليكم ، فلم تهتدوا إليها ، ولا عرفتم قدرها ، بل بادرتم إلى تكذيبها وردها ، ( أنلزمكموها ) أي : نغصبكم بقبولها وأنتم لها كارهون .
- القرطبى : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
قوله تعالى : قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي على يقين ; قاله أبو عمران الجوني . وقيل : على معجزة ; وقد تقدم في " الأنعام " هذا المعنى .
وآتاني رحمة من عنده أي نبوة ورسالة ، عن ابن عباس ; وهي رحمة على الخلق . وقيل : الهداية إلى الله بالبراهين . وقيل : بالإيمان والإسلام .
فعميت عليكم أي عميت عليكم الرسالة والهداية فلم تفهموها . يقال : عميت عن كذا ، وعمي علي كذا أي لم أفهمه . والمعنى : فعميت الرحمة ; فقيل : هو مقلوب ; لأن الرحمة لا تعمى إنما يعمى عنها ; فهو كقولك : أدخلت في القلنسوة رأسي ، ودخل الخف في رجلي . وقرأها الأعمش وحمزة والكسائي فعميت بضم العين وتشديد الميم على ما لم يسم فاعله ، أي فعماها الله عليكم ; وكذا في قراءة أبي فعماها ذكرها الماوردي .
" أنلزمكموها " قيل : شهادة أن لا إله إلا الله . وقيل : الهاء ترجع إلى الرحمة . وقيل : إلى البينة ; أي أنلزمكم قبولها ، وأوجبها عليكم ؟ ! وهو استفهام بمعنى الإنكار ; أي لا يمكنني أن أضطركم إلى المعرفة بها ; وإنما قصد نوح - عليه السلام - بهذا القول أن يرد عليهم . وحكى الكسائي والفراء أنلزمكموها بإسكان الميم الأولى تخفيفا ; وقد أجاز مثل هذا سيبويه ، وأنشد :
فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من الله ولا واغل
وقال النحاس : ويجوز على قول يونس [ في غير القرآن ] أنلزمكمها يجري المضمر مجرى المظهر ; كما تقول : أنلزمكم ذلك .
وأنتم لها كارهون أي لا يصح قبولكم لها مع الكراهة عليها . قال قتادة : والله لو استطاع نبي الله نوح - عليه السلام - لألزمها قومه ولكنه لم يملك ذلك .
- الطبرى : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل نوح لقومه إذ كذبوه ، وردّوا عليه ما جاءهم به من عند الله من النصيحة: (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي) ، على علمٍ ومعرفةٍ وبيان من الله لي ما يلزمني له، ويجب عليّ من إخلاص العبادة له وترك إشراك الأوثان معه فيها ، (وآتاني رحمة من عنده)، يقول: ورزقني منه التوفيق والنبوّة والحكمة، فآمنت به وأطعته فيما أمرني ونهاني (19) ، (فعميت عليكم) .
* * *
واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض أهل البصرة والكوفة: (فَعَمِيَتْ) بفتح العين وتخفيف الميم، بمعنى: فعَمِيت الرحمة عليكم فلم تهتدوا لها ، فتقرّوا بها ، وتصدّقوا رسولكم عليها.
وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين: ( فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ) بضم العين وتشديد الميم، اعتبارًا منهم ذلك بقراءة عبد الله، وذلك أنها فيما ذكر في قراءة عبد الله: (فَعَمَّاهَا عَلَيْكُمْ ) .
* * *
قال أبو جعفر : وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه: ( فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ) بضم العين وتشديد الميم للذي ذكَروا من العلة لمن قرأ به، ولقربه من قوله: (أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده) ، فأضَاف " الرحمة " إلى الله، فكذلك " تعميته على الآخرين "، بالإضافة إليه أولى.
* * *
وهذه الكلمة مما حوّلت العرب الفعل عن موضعه. وذلك أن الإنسان هو الذي يعمى عن إبصار الحق، إذ يعمى عن إبصاره، و " الحق " لا يوصف بالعمى ، إلا على الاستعمال الذي قد جرى به الكلام. وهو في جوازه لاستعمال العرب إياه نظيرُ قولهم: " دخل الخاتم في يدي، والخف في رجلي"، ومعلوم أن الرجل هي التي تدخل في الخفّ، والإصبع في الخاتم، ولكنهم استعملوا ذلك كذلك ، لما كان معلومًا المرادُ فيه. (20)
* * *
وقوله: (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) ، يقول: أنأخذكم بالدخول في الإسلام ، وقد عماه الله عليكم ، (وأنتم لها كارهون) ، (21) يقول: وأنتم لإلزامناكُموها ، " كارهون " ، يقول: لا نفعل ذلك، ولكن نكل أمركم إلى الله ، حتى يكون هو الذي يقضي في أمركم ما يرى ويشاء. (22)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
18106- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال نوح: (يا قوم إن كنت على بينة من ربي) ، قال: قد عرفتها ، وعرفت بها أمره ، وأنه لا إله إلا هو ، (وآتاني رحمة من عنده) ، الإسلام والهدى والإيمان والحكم والنبوّة.
18107- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (أرأيتم إن كنت على بينة من ربي) ، الآية، أما والله لو استطاع نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لألزمها قومه، ولكن لم يستطع ذلك ولم يملكه.
18108- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا سفيان، عن داود، عن أبي العالية قال: في قراءة أبيّ: ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ أَنْفُسِنَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) .
18109- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة قال، أخبرنا عمرو بن دينار قال، قرأ ابن عباس: ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ أَنْفُسِنَا) ، قال ، عبد الله: " من شَطْر أنفسنا " ، من تلقاء أنفسنا.
18110- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس ، مثله.
18111- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب: ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا مِنْ شَطْرِ قُلُوبِنَا وأَنْتُمْ لَهَا كارِهُونَ ) . (23)
------------------------
الهوامش:
(19) انظر تفسير ما سلف من ألفاظ الآية في فهارس اللغة .
(20) هذا اختصار مقالة الفراء في معاني القرآن ، في تفسير الآية .
(21) في المطبوعة والمخطوطة : " عليكم لها كارهون " ، والجيد ما أثبت ، بزيادة : " وأنتم " .
(22) انظر تفسير " الكره " فيما سلف من فهارس اللغة ( كره ) .
(23) هذه القراءة التي مرت في الأخبار السالفة ، بالزيادة في الآية ، قراءة شاذة لزيادتها على المصحف ، لا يحل لأحد أن يقرأ بها وظني أن قوله : " من شطر أنفسنا " ، أو : " من شطر قلوبنا " تفسير مدرج في كتابة الآية ، وليس قراءة .
- ابن عاشور : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
فُصلت جملة { قال يا قوم } عن التي قبلها على طريقة حكاية الأقوال في المحاورات كما قدّمناه عند قوله تعالى : { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعِلٌ في الأرض خليفةٌ } في سورة [ البقرة : 30 ] ، فهذه لما وقعت مقابلاً لكلام محكي يقال فصلت الجملة ولم تعطف بخلاف ما تقدم آنفاً في قوله : { فقال الملأ الذين كفروا من قومه } [ هود : 27 ].
وافتتاح مراجعته بالنداء لطلب إقبال أذهانهم لوعي كلامه ، كما تقدم في نظيرها في سورة الأعراف ، واختيار استحضارهم بعنوان قومه لاستنزال طائر نفورهم تذكيراً لهم بأنه منهم فلا يريد لهم إلاّ خيراً .
وإذ قد كان طعنهم في رسالته مدلّلاً بأنهم ما رأوا له مزية وفضلاً ، وما رأوا أتباعه إلاّ ضعفاء قومهم وإن ذلك علامة كذبه وضلال أتباعه ، سلك نوح عليه السلام في مجادلتهم مسلك إجمال لإبطال شبهتهم ثم مسلك تفصيل لِردّ أقوالهم ، فأما مسلك الإجمال فسلك فيه مسلك القلب بأنهم إن لم يروا فيه وفي أتباعه ما يحمل على التصديق برسالته ، فكذلك هو لا يستطيع أن يحملهم على رؤية المعاني الدالة على صدقه ولا يستطيع منع الذين آمنوا به من متابعته والاهتداء بالهدي الذي جاء به .
فقوله : { أرأيتم إن كنتُ على بينة من ربي } إلى آخره . معناه إن كنتُ ذا برهان واضح ، ومتصفاً برحمة الله بالرسالة بالهدى فلم تظهر لكم الحجة ولا دلائل الهدى ، فهل ألزمكم أنا وأتباعي بها ، أي بالإذعان إليها والتصديق بها إن أنتم تكرهون قبولها . وهذا تعريض بأنهم لو تأملوا تأملاً بريئاً من الكراهية والعداوة لعلموا صدق دعوته .
و { أرأيتم } ، استفهام عن الرؤية بمعنى الاعتقاد . وهو استفهام تقريري إذا كان فعل الرؤية غيرَ عامل في مفرد فهو تقرير على مضمون الجملة السادة مسدّ مفعولي ( رأيتُم ) ، ولذلك كان معناه آيلاً إلى معنى أخبروني ، ولكنّه لا يستعمل إلاّ في طلب مَن حاله حالُ من يجحد الخبر ، وقد تقدم معناه في قوله تعالى : { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتةً أو جهرة } في سورة [ الأنعام : 47 ].
وجملة { إن كنتُ على بينة من ربي إلى قوله فعَميت عليكم } معترضة بين فعل { أرأيتم } ومَا سدّ مسد مفعوليه .
والاستفهام في { أنلزمكموها } إنكاري ، أي لا نكرهكم على قبولها ، فعُلق الإلزام بضمير البينة أو الرحمة . والمراد تعليقه بقبولها بدلالة القرينة .
والبينة : الحجة الواضحة ، وتطلق على المعجزة ، فيجوز أن تكون معجزته الطوفان ، ويجوز أن تكون له معجزات أخرى لم تذكر ، فإن بعثة الرسل عليهم السّلام لا تخلو من معجزات .
والمراد بالرحمة نعمة النبوءة والتفضيل عليهم الذي أنكروه ، مع ما صحبها من البيّنة لأنّها من تمامها ، فعطف ( الرحمة ) على ( البينة ) يقتضي المغايرة بينهما ، وهي مغايرة بالعموم والخصوص لأن الرحمة أعم من البينة إذ البينة على صدقه من جملة الرحمة به ، ولذلك لما أعيد الضمير في قوله : { فعميت } أعيد على ( الرحمة ) لأنها أعم .
و { عليكم } متعلقة ب ( عميت ) وهو حرف تتعدى به الأفعال الدّالة على معنى الخفاء ، مثل : خفي عليك . ولما كان عمي في معنى خفي عُدّي ب ( على ) ، وهو للاستعلاء المجازي أي التمكن ، أي قوة ملازمة البينة والرحمة له .
واختيار وصف الرب دون اسم الجلالة للدّلالة على أن إعطاءه البينة والرحمة فضل من الله أراد به إظهار رفقه وعنايته به .
ومعنى { فعميت } فخفيت ، وهو استعارة ، إذ شبهت الحجة التي لم يدركها المخاطبون كالعمياء في أنها لم تصل إلى عقولهم كما أن الأعمى لا يهتدي للوصول إلى مقصده فلا يصل إليه . ولمّا ضمّن معنى : الخفاء عدي فعل ( عميت ) بحرف ( على ) تجريداً للاستعارة . وفي ضد هذه الاستعارة جاء قوله تعالى : { وآتينا ثمود الناقة مبصرةً } [ الإسراء : 59 ] ، أي آتيناهم آية واضحة لا يستطاع جحدها لأنها آية محسوسة ، ولذلك سمّي جحدهم إياها ظلماً فقال : { فظلموا بها } [ الإسراء : 59 ].
ومن بديع هذه الاستعارة هنا أن فيها طباقاً لمقابلة قولهم في مجادلتهم { ما نراك إلاّ بشراً وما نراك اتّبعك وما نرى لكم علينا من فضل } [ هود : 27 ]. فقابل نوح عليه السلام كلامهم مقابلة بالمعنى واللفظ إذ جعل عدم رؤيتهم من قبيل العَمى .
وعطف ( عَميت ) بفاء التعقيب إيماء إلى عدم الفترة بين إيتائه البينة والرحمة وبين خفائها عليهم . وهو تعريض لهم بأنهم بادروا بالإنكار قبل التأمل .
وجملة { أنلزمكموها } سادة مسد مفعولي { أرأيتم } لأن الفعل علّق عن العمل بدخول همزة الاستفهام .
وجوابُ الشرط محذوف دلّ عليه فعل { أرأيتم } وما سدّ مسد مفعوليه . وتقدير الكلام : قال يا قوم إن كنت على بيّنة من ربي إلى آخره أترون أنلزمكم قبول البينة وأنتم لها كارهون .
وجيء بضمير المتكلم المشارك هنا للإشارة إلى أن الإلزام لو فُرض وقوعه لكان له أعوان عليه وهم أتباعه فأراد أن لا يهمل ذكر أتباعه وأنهم أنصار له لو شاء أن يُهيب بهم . والقصد من ذلك التنويه بشأنهم في مقابلة تحقير الآخرين إياهم .
والاستفهام إنكاري ، أي ما كان لنا ذلك لأن الله لم يأمره بإكراههم إعراضاً عن العناية بهم فترك أمرهم إلى الله ، وذلك أشد في توقع العقاب العظيم .
والكاره : المبغض لشيء . وعدّي باللام إلى مفعوله لزيادة تقوية تعلق الكراهية بالرحمة أو البينة ، أي وأنتم مبغضون قبولها لأجل إعراضكم عن التدبّر فيها .
وتقديم المجرور على { كارهون } لرعاية الفاصلة مع الاهتمام بشأنها . والمقصود من كلامه بعْثهم على إعادة التأمل في الآيات . وتخفيض نفوسهم . واستنزالُهم إلى الإنصاف . وليس المقصود معذرتهم بما صنعوا ولا العدول عن تكرير دعوتهم .
- إعراب القرآن : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
«قالَ» ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «يا» أداة نداء «قَوْمِ» منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة «أَرَأَيْتُمْ» الهمزة للاستفهام وماض وفاعله والجملة مقول القول «إِنْ» شرطية «كُنْتُ» كان واسمها والجملة ابتدائية «عَلى بَيِّنَةٍ» متعلقان بالخبر المحذوف «مِنْ رَبِّي» متعلقان ببينة «وَآتانِي» الواو
عاطفة وماض ومفعوله الأول وفاعله مستتر «رَحْمَةً» مفعول به ثان «مِنْ عِنْدِهِ» متعلقان بصفة لرحمة والهاء مضاف إليه «فَعُمِّيَتْ» الفاء عاطفة وماض مبني للمجهول والتاء للتأنيث ونائب الفاعل مستتر «عَلَيْكُمْ» متعلقان بعميت والجملة معطوفة «أَنُلْزِمُكُمُوها» الهمزة للاستفهام ومضارع والكاف والهاء مفعولاه والواو حرف للاشباع وفاعله مستتر «وَأَنْتُمْ» الواو حالية وأنتم مبتدأ «لَها» متعلقان بكارهون «كارِهُونَ» خبر والجملة حالية.
- English - Sahih International : He said "O my people have you considered if I should be upon clear evidence from my Lord while He has given me mercy from Himself but it has been made unapparent to you should we force it upon you while you are averse to it
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ(11:28) Noah said: 'My people! If I base myself on a clear evidence from my Lord, and I have also been blessed by His mercy *34 to which you have been blind, how can we force it upon you despite your aversion to it?
- Français - Hamidullah : Il dit O mon peuple Que vous en semble Si je me conforme à une preuve de mon Seigneur si une Miséricorde prophétie échappant à vos yeux est venue à moi de Sa part devrons-nous vous l'imposer alors que vous la répugnez
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "O mein Volk was meint ihr wenn ich mich auf einen klaren Beweis von meinem Herrn stütze und Er mir eine Barmherzigkeit von Sich hat zukommen lassen die aber eurem Blick entzogen wurde sollen wir sie euch da aufzwingen wo sie euch zuwider ist
- Spanish - Cortes : Dijo ¡Pueblo ¿Qué os parece Si yo me baso en una prueba clara venida de mi Señor -que me ha hecho objeto de una misericordia venida de Él- y que vosotros en vuestra ceguera no percibís ¿deberemos imponérosla a despecho vuestro
- Português - El Hayek : Respondeulhes Ó povo meu se possuo a evidência de meu Senhor que me agraciou com a Sua misericórdia a qualvos foi vedada por tal merecerdes posso acaso obrigarvos a aceitála uma vez que a aborreceis
- Россию - Кулиев : Он сказал О мой народ А что если я опираюсь на доказательство от моего Господа и Он даровал мне милость от Себя пророчество и послание которая недоступна вашим взорам Неужели вы полагаете что тогда мы стали бы принуждать вас к ней к этой милости несмотря на то что вам она ненавистна
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
Он сказал: «О мой народ! А что, если я опираюсь на доказательство от моего Господа, и Он даровал мне милость от Себя (пророчество и послание), которая недоступна вашим взорам? Неужели вы полагаете, что тогда мы стали бы принуждать вас к ней (к этой милости), несмотря на то, что вам она ненавистна?Нух возражал своим соплеменникам и убеждал их в том, что он опирается на твердые доводы и не сомневается в истине. Он был Божьим посланником, совершенным человеком и образцом для подражания. Ему повиновались благоразумные мужи, умы которых рядом с ним казались неприметными. Он действительно был правдивым человеком, и если он говорил, что опирается на доказательства от своего Господа, то этих слов было достаточно для того, чтобы поверить ему. Он также говорил: «О мои соплеменники! Аллах ниспослал мне откровение, избрал меня своим посланником и почтил меня верным руководством. Вы не видите той милости, которой Аллах облагодетельствовал меня, и она представляется вам обременительной. Неужели вы думаете, что мы станем заставлять вас уверовать в то, что мы считаем истиной, несмотря на сомнения, которые вы испытываете? Неужели вы полагаете, что мы станем принуждать вас к тому, что вам ненавистно до такой степени, что вы жаждете опровергнуть мои проповеди? Ваши усилия не причинят нам вреда и не поколебят нашей убежденности, а ваши лживые речи и измышления не удержат нас от того, что мы исповедуем. Все закончится тем, что ваши поступки помешают вам встать на прямой путь и удержат вас от повиновения истине, и истина будет казаться вам ложью. И если это уже произошло, то мы не способны заставить вас выполнять повеления Аллаха и придерживаться того, от чего вы убегаете».
- Turkish - Diyanet Isleri : Nuh "Ey milletim Rabbimin katından bir delilim bulunsa ve bana yine katından bir rahmet vermiş de bunlar sizden gizlenmiş olsa söyleyin bana hoşlanmadığınız halde zorla sizi bunlara mecbur mu ederiz" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse “Cosa direste gente mia se mi appoggiassi su una prova proveniente dal mio Signore e se mi fosse giunta da parte Sua una misericordia che è a voi preclusa a causa della vostra cecità Dovremmo imporvela nonostante la rifiutiate
- كوردى - برهان محمد أمين : نوح وتی ئهی خزمهکانم ههواڵم بدهنێ ئهگهر من لهسهر ڕێگهو بهرنامهیهکی ڕاست و دروستبم لهلایهن پهروهردگارمهوه و خێرو چاکهو بهزهیی خۆی پێ بهخشیبم لهلایهن خۆیهوه ئینجا ئهمانه له ئێوه ساراوهتهوه و نایبینن ئایا بهزۆر ئیمان له دڵتاندا دروست بکهین و بتانخهینه سهر ئهم ڕێگهیه لهکاتێکدا ئێوه لێی بێزارن و خوازیاری نین
- اردو - جالندربرى : انہوں نے کہا کہ اے قوم دیکھو تو اگر میں اپنے پروردگار کی طرف سے دلیل روشن رکھتا ہوں اور اس نے مجھے اپنے ہاں سے رحمت بخشی ہو جس کی حقیقت تم سے پوشیدہ رکھی گئی ہے۔ تو کیا ہم اس کے لیے تمہیں مجبور کرسکتے ہیں اور تم ہو کہ اس سے ناخوش ہو رہے ہو
- Bosanski - Korkut : "O narode moj" – govorio je on – "da vidimo Ako je meni jasno ko je Gospodar moj i ako mi je On od Sebe dao vjerovjesništvo a vi ste slijepi za to zar da vas silimo da to protiv volje vaše priznate
- Swedish - Bernström : [Noa] sade "Vad anser ni mitt folk Om jag har ett klart vittnesbörd från min Herre som jag stöder mig på och Han stärker mig med Sin nåd men [budskapet] ändå förefaller er dunkelt kan vi då tvinga er att godta det mot er vilja
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkata Nuh "Hai kaumku bagaimana pikiranmu jika aku ada mempunyai bukti yang nyata dari Tuhanku dan diberinya aku rahmat dari sisiNya tetapi rahmat itu disamarkan bagimu Apa akan kami paksakankah kamu menerimanya padahal kamu tiada menyukainya"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
(Berkata Nuh, "Hai kaumku! Bagaimana pikiranmu) coba katakan kepadaku (jika aku ada mempunyai bukti yang nyata) penjelasan yang nyata (dari Rabbku dan diberi-Nya aku rahmat) kenabian (dari sisi-Nya tetapi rahmat itu disamarkan) disembunyikan (bagi kalian) dan menurut suatu qiraat dibaca fa`amiyat (apa akan kami paksakan kalian menerimanya) artinya apakah kami harus memaksakan kalian untuk menerimanya (padahal kalian tiada menyukainya?") tidak mampu untuk melakukan hal tersebut.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নূহ আঃ বললেনহে আমার জাতি দেখ তো আমি যদি আমার পালনকর্তার পক্ষ হতে স্পষ্ট দলীলের উপর থাক আর তিনি যদি তাঁর পক্ষ হতে আমাকে রহমত দান করে থাকেন তারপরেও তা তোমাদের চোখে না পড়ে তাহলে আমি কি উহা তোমাদের উপর তোমাদের ইচ্ছার বিরুদ্ধেই চাপিয়ে দিতে পারি
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அதற்கு அவர் மக்களை நோக்கி "என் சமூகத்தவர்களே நீங்கள் கவனித்தீர்களா நான் என் இறைவனிடமிருந்து பெற்ற தெளிவின் மீது இருந்து அவனிடமிருந்து நபித்துவம் என்னும் ஓர் அருளையும் அவன் எனக்கு தந்திருந்து அது உங்களுக்கு அறியமுடியாமல் மறைக்கப்பட்டு விடுமானால் நீங்கள் அதனை வெறுத்துக் கொண்டிருக்கும் போது அதனைப் பின்பற்றுமாறு நான் உங்களை நிர்பந்திக்க முடியுமா" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เขานุห์ กล่าวว่า “โอ้หมู่ชนของฉันเอ๋ย พวกท่านเห็นแล้วใช่ไหมว่า หากฉันมีหลักฐานอันแจ้งชัดจากพระเจ้าของฉัน และพระองค์ทรงประทานแก่ฉันซึ่งความเมตตาจากพระองค์ แล้วได้ถูกทำให้มืดมนแก่พวกท่าน เราจะบังคับพวกท่านให้รับมันทั้ง ๆ ที่พวกท่านเกลียดชังมันกระนั้นหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Эй қавмим айтингчи агар мен Роббимдан аниқ ҳужжатга эга бўлган бўлсам ва У менга Ўз ҳузуридан раҳмат берган бўлсаю сизга махфий қолган бўлса уни сизга агар ёқтирмасангиз ҳам мажбурлаймизми
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:我的宗族啊!你们告诉我吧,如果我是依据从我的主降示的明证的,并且曾受过从他那里发出的慈恩,但那个明证对于你们是模糊的,难道你们憎恶它,而我们强迫你们接受它吗?
- Melayu - Basmeih : Nabi Nuh berkata "Wahai kaumku Jika keadaanku berdasarkan bukti yang nyata dari Tuhanku serta Ia mengurniakan pangkat Nabi kepadaku dari sisiNya kemudian bukti yang nyata itu menjadi kabur pada pandangan kamu disebabkan keingkaran kamu yang telah sebati maka adakah kamu nampak ada gunanya Kami memaksa kamu menerima bukti itu sedang kamu tidak suka kepadanya
- Somali - Abduh : wuxuuna yidhi Qoomkayow ka warrama haddaan Xujo cad oo Eebahay ku sugnahay uu ina siiyey naxariis Xaggiisa oo Laydinka indho tiray miyaao idinkii laasimin karraa idinkoo nici
- Hausa - Gumi : Ya ce "Ya mutãnena Shin kun gani idan na kasance a kan wata hujja bayyananna daga Ubangijina kuma Yã bã ni wata Rahama daga wurinSa Sa'an nan aka rufe ta ita Rahamar daga gare ku shin zã mu tĩlasta mukuita alhãli kuwa kũ mãsu ƙi gare ta ne
- Swahili - Al-Barwani : Akasema Enyi watu wangu Hebu fikirini Ikiwa mimi ninayo hoja wazi iliyo toka kwa Mola wangu Mlezi na amenipa rehema kutoka kwake nayo ikakufichikieni; je tukulazimisheni kuikubali hali nyinyi mnaichukia
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai Nuhu tha “O populli im ç’mendoni ju nëse unë i përmbahem dokumentit të qartë të Zotit tim madje Ai më ka dhënë nga Vetja mëshirë – e ju jeni të verbër për të a mund t’jua imponojmë juve atë kur ju nuk e dëshironi”
- فارسى - آیتی : گفت: اى قوم من، چه مىگوييد اگر از پروردگارم حجتى به همراه داشته باشم و او مرا رحمت خويش ارزانى كرده باشد و شما از ديدن آن ناتوان باشيد. آيا در حالى كه خود نمىخواهيد، شما را به اكراه به قبول آن واداريم؟
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Эй қавми ман, чӣ мегӯед, агар аз Парвардигорам ҳуҷҷате ба ҳамроҳ дошта бошам ва Ӯ маро раҳмати хеш арзонӣ карда бошад ва шумо аз дидани он нотавон бошед, оё дар ҳоле, ки худ намехоҳед, шуморо ба зӯрӣ ба қабули Ӯ водорем?
- Uyghur - محمد صالح : نۇھ ئېيتتى: «ئى قەۋمىم، ئېيتىڭلارچۇ، مەن پەرۋەردىگارىم تەرىپىدىن نازىل بولغان (دەۋىتىمنىڭ توغرىلىقىنى ئىسپاتلايدىغان) ئېنىق دەلىلگە ئاساسلانسام ۋە ئۇنىڭ رەھمىتىگە (يەنى پەيغەمبەرلىككە) سازاۋەر بولغان بولسام، ئۇ دەلىل سىلەر ئۈچۈن مەخپىي بولسا، ئۇنى يامان كۆرسەڭلار، ئۇنى قوبۇل قىلىشقا سىلەرنى مەجبۇرلامدۇق؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "എന്റെ ജനമേ, നിങ്ങള് ആലോചിച്ചു നോക്കിയിട്ടുണ്ടോ? ഞാനെന്റെ നാഥനില് നിന്നുള്ള സ്പഷ്ടമായ പ്രമാണങ്ങള് മുറുകെ പിടിക്കുന്നവനാണ്; അവന് തന്റെ അനുഗ്രഹമെനിക്ക് തന്നിരിക്കുന്നു; നിങ്ങള്ക്കത് കാണാന് കഴിയുന്നില്ലെങ്കില് ഞാനെന്തു ചെയ്യാനാണ്? നിങ്ങള്ക്കത് ഇഷ്ടമില്ലാതിരിക്കെ നിങ്ങളതംഗീകരിക്കാന് ഞങ്ങള് നിര്ബന്ധിക്കുകയോ?
- عربى - التفسير الميسر : قال نوح يا قومي ارايتم ان كنت على حجه ظاهره من ربي فيما جئتكم به تبين لكم انني على الحق من عنده واتاني رحمه من عنده وهي النبوه والرساله فاخفاها عليكم بسبب جهلكم وغروركم فهل يصح ان نلزمكم اياها بالاكراه وانتم جاحدون بها لا نفعل ذلك ولكن نكل امركم الى الله حتى يقضي في امركم ما يشاء
*34). This amounts to virtually repeating the statement mentioned earlier (see verse 17 and n. 17 ff. above). The statement suggested that the Prophet (peace be on him) had reached the stage of affirming the unity of God as a result of his own reflection. Whereafter, God favoured him by designating him a Prophet and providing him with direct knowledge of the truths about which his heart was already convinced.
This also shows that the Prophets attain belief regarding the realm of the Unseen before they are appointed to the office of prophethood. When they are subsequently designated Prophets, they are endowed with faith in the truths belonging to the realm of the Unseen as a result of direct knowledge of those truths.