- عربي - نصوص الآيات عثماني : حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّۢ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ ءَامَنَ ۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٌ
- عربى - نصوص الآيات : حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ۚ وما آمن معه إلا قليل
- عربى - التفسير الميسر : حتى إذا جاء أمرنا بإهلاكهم كما وَعدْنا نوحًا بذلك، ونبع الماء بقوة من التنور -وهو المكان الذي يخبز فيه- علامة على مجيء العذاب، قلنا لنوح: احمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوانات ذكرًا وأنثى، واحمل فيها أهل بيتك، إلا مَن سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته، واحمل فيها من آمن معك من قومك، وما آمن معه إلا قليل مع طول المدة والمقام فيهم.
- السعدى : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا } أي قدرنا بوقت نزول العذاب بهم { وَفَارَ التَّنُّورُ } أي: أنزل الله السماء بالماء بالمنهمر، وفجر الأرض كلها عيونا حتى التنانير التي هي محل النار في العادة، وأبعد ما يكون عن الماء، تفجرت فالتقى الماء على أمر، قد قدر.
{ قُلْنَا } لنوح: { احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } أي: من كل صنف من أصناف المخلوقات، ذكر وأنثى، لتبقى مادة سائر الأجناس وأما بقية الأصناف الزائدة عن الزوجين، فلأن السفينة لا تطيق حملها { وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ } ممن كان كافرا، كابنه الذي غرق.
{ وَمَنْ آمَنَ } { و } الحال أنه { مَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ }
- الوسيط لطنطاوي : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
قوله - سبحانه - ( حتى إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التنور قُلْنَا احمل فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين . . . ) بيان لمرحلة جديدة من مراحل قصة نوح - عليه السلام - مع قومه .
و ( حتى ) هنا حرف غاية لقوله - تعالى - قبل ذلك ( وَيَصْنَعُ الفلك . . . إلخ ) .
والمراد بالأمر فى قوله - سبحانه - ( حتى إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا . . . ) حلول وقت نزول العذاب بهم ، فهو مفرد الأمور ، أى : حتى إذا حل بهم وقت عذابنا . . قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين .
ويصح أن يكون المراد به الأمر بالشئ على أنه مفرد الأوامر ، فيكون المعنى : حتى إذا جاء أمرنا لنوح بركوب السفينة ، وللأرض بتفجير عيونها ، وللسماء بإنزال أمطارها . . قلنا احمل فيها . . .
وجملة ، وفار التنور ، معطوفة على ( جَآءَ أَمْرُنَا ) وكلمة ( فار ) من الفور والفوران ، وهو شدة الغليان للماء وغيره .
قال صاحب المنار ما ملخصه : " والفور والفوران ضرب من الحركة والارتفاع والقوى ، يقال في الماء إذا غلا وارتفع . . . ويقال فى النار إذا هاجت قال - تعالى - ( إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ) ومن المجاز : فار الغضب ، إذا اشتد . . .
وللمفسرين فى المراد بلفظ ( التنور ) أقوال منها : أن المراد به الشئ الذى يخبز فيه الخبز ، وهو ما يسمى بالموقد أو الكانون . . .
ومنها أن المراد به وجه الأرض . . .
ومنها : أن المراد به موضع اجتماع الماء في السفينة . . .
ومنها : أن المراد به طلوع الفجر من قولهم : تنور الفجر . . .
ومنها : أن المراد به أعالى الأرض والمواضع المرتفعة فيها . .
وقيل : إن الكلام على سبيل المجاز ، والمراد بقوله - سبحانه - ( وَفَارَ التنور ) التمثيل بحضور العذاب ، كقولهم ، حمى الوطيس ، إذا اشتد القتال .
وأرجح هذه الأقوال أولها ، لأن التنور فى اللغة يطلق على الشئ الذى يخبز فيه ، وفورانه معناه : نبع الماء منه بشدة مع الارتفاع والغليان ، كما يفوز الماء فى القدر عند الغليان ، ولعل ذلك كان علامة لنوح - عليه السلام - على اقتراب وقت الطوفان .
وقد رجح هذا القول المحققون من المفسرين ، فقد قال الإِمام ابن جرير بعد أن ذكر جملة من الأقوال فى معى التنور : "
وأولى الأقوال عندنا بتأويل قوله ( التنور ) قول من قال : هو التنور الذى يخبز فيه ، لأن هذا هو المعروف من كلام العرب ، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب ، إلا أن تقوم حجة على شئ منه بخلاف ذلك ، فيسلم لها .وذلك لأنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به لإِفهامهم معنى ما خاطبهم به .
أى : قلنا لنوح حين جاء عذابنا قومه . . . وفار التنور الذى جعلنا فورانه بالماء آية مجئ عذابنا . . احمل فيها - أى السفينة من كل زوجين اثنين .
.
وقال الإِمام الرازى ما ملخصه : فإن قيل : فما الأصح من هذه الأقوال - فى معنى التنور . . . ؟
قلنا : الأصل حمل الكلام على حقيقته ، ولفظ التنور حقيقة فى الموضع الذى يخبز فيه ، فوجب حمل اللفظ عليه . . .
ثم قال : والذى روى من أن فور التنور كان علامة لهلاك القوم لا يمتنع لأن هذه واقعة عظيمة ، وقد وعد الله - تعالى - المؤمنين النجاة فلابد أن يجعل لهم علامة بها يعرفون الوقت المعين " فلا يبعد جعل هذه الحالة علامة لحدوث هذه الواقعة " .
وجملة ( قُلْنَا احمل فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين وَأَهْلَكَ ) جواب إذا .
ولفظ ( زوجين ) تثنية زوج ، والمراد به هنا الذكر والأنثى من كل نوع .
قراءة الجمهور ( مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين ) بدون تنوين للفظ كل ، وإضافته إلى زوجين .
وقرأ حفص : ( مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين ) بتنوين لفظ كل وهو تنوين عوض عن مضاف إليه ، والتقدير : احمل فيها من كل نوع من أنواع المخلوقات التى أنت فى حاجة إليها ذكرا وأنثى .
ويكون لفظ ( زوجين ) مفعولا لقوله ( احمل ) واثنين صفة له .
والمراد بأهله : أهل بيته كزوجته وأولاده ، وأكثر ما يطلق لفظ الأهل على الزوجة ، كما فى قوله - ( فَلَمَّا قضى مُوسَى الأجل وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطور نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امكثوا إني آنَسْتُ نَاراً . . . ) والمراد بأهله : من كان مؤمنا منهم .
وجملة ( إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القول ) استثناء من الأهل .
أى : احمل فيها أهلك إلا من سبق عليه قضاؤنا بكفره منهم فلا تحمله .
والمراد بمن سبق عليه القول : زوجته التى جاء ذكرها فى سورة التحريم فى قوله - تعالى - ( ضَرَبَ الله مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امرأت نُوحٍ وامرأت لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا . . ) وابنه الذى أبى أن يركب معه السفينة .
قال الآلوسى عند تفسيره لهذه الجملة : والمراد زوجة له أخرى تسمى ( واعلة ) بالعين المهملة ، وفى رواية ( والقة ) وابنه منها واسمه ( كنعان ) . . وكانا كافرين
وجملة ( وَمَنْ آمَنَ ) معطوفة على قوله ( وَأَهْلَكَ ) أى : واحمل معك من آمن بك من قومك .
والمعنى للآية الكريمة : لقد امتثل نوح أمر ربه له بصنع السفينة ، حتى إذا ما تم صنعها ، وحان وقت نزول العذاب بالكافرين من قومه ، وتحققت العلامات الدالة على ذلك ، قال الله - تعالى - لنوح : احمل فيها من كل نوع من أنواع المخلوقات التى أنت فى حاجة إليها ذكر أو أنثى ، واحمل فيها أيضا من آمن بك من أهل بيتك دون من لم يؤمن ، واحمل فيها كذلك جميع المؤمنين الذين اتبعوا دعوتك من غير أهل بيتك .
وقد ختم - سبحانه - الآية الكريمة بما يدل على قلة عدد من آمن به فقال : ( وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) .
أى : وما آمن معه إلا عدد قليل من قومه بعد أن لبث فيهم قرونا متطاولة يدعوهم إلى الدين الحق ليلا ونهارا ، وسرا وعلانية .
قال الآلوسى بعد أن ساق أقوالا فى عدد من آمن بنوح - عليه السلام - من قومه : . . . والرواية الصحيحة أنهم كانوا تسعة وسبعين : زوجته ، وبنوه الثلاثة ونساؤهم ، وانثان وسبعون رجلا وامرأة من غيرهم . . .
- البغوى : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
( حتى إذا جاء أمرنا ) عذابنا ، ( وفار التنور ) اختلفوا في التنور قال عكرمة والزهري : هو وجه الأرض ، وذلك أنه قيل لنوح : إذا رأيت الماء فار على وجه الأرض فاركب السفينة .
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : فار التنور أي : طلع الفجر ونور الصبح .
وقال الحسن ومجاهد والشعبي : إنه التنور الذي يخبز فيه ، وهو قول أكثر المفسرين .
ورواية عطية عن ابن عباس قال الحسن : كان تنورا من حجارة ، كانت حواء تخبز فيه فصار إلى نوح عليه السلام ، فقيل لنوح : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك .
واختلفوا في موضعه ، قال مجاهد والشعبي : كان في ناحية الكوفة ، وكان الشعبي يحلف : ما فار التنور إلا من ناحية الكوفة . وقال : اتخذ نوح السفينة في جوف مسجد الكوفة . وكان التنور على يمين الداخل مما يلي باب كندة ، وكان فوران الماء منه علما لنوح عليه السلام .
وقال مقاتل : كان ذلك تنور آدم ، وكان بالشام بموضع يقال له : عين وردة .
وروي عن ابن عباس : أنه كان بالهند .
والفوران : الغليان .
قوله تعالى : ( قلنا احمل فيها ) أي في السفينة ، ( من كل زوجين اثنين ) الزوجان : كل اثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر ، يقال لكل واحد منهما زوج ، يقال : زوج خف وزوج نعل ، والمراد بالزوجين هاهنا : الذكر والأنثى .
قرأ حفص هاهنا وفي سورة المؤمنين " " من كل " بالتنوين أي : من كل صنف زوجين اثنين ، ذكره تأكيدا .
وفي القصة : أن نوحا عليه الصلاة والسلام قال : يا رب كيف أحمل من كل زوجين اثنين؟ فحشر الله إليه السباع والطير ، فجعل يضرب بيده في كل جنس فيقع الذكر في يده اليمنى والأنثى في يده اليسرى ، فيحملها في السفينة .
( وأهلك ) أي : واحمل أهلك ، أي : ولدك وعيالك ، ( إلا من سبق عليه القول ) بالهلاك ، يعني : امرأته واعلة وابنه كنعان ، ( ومن آمن ) يعني : واحمل من آمن بك ، كما قال الله تعالى : ( وما آمن معه إلا قليل ) واختلفوا في عددهم : قال قتادة وابن جريج ومحمد بن كعب القرظي : لم يكن في السفينة إلا ثمانية نفر : نوح ، وامرأته ، وثلاثة بنين له سام وحام ويافث ، ونساؤهم .
وقال الأعمش : كانوا سبعة . نوح وثلاثة بنين له ، وثلاث كنائن له .
وقال ابن إسحاق : كانوا عشرة سوى نسائهم . نوح وبنوه سام وحام ويافث وستة أناس ممن كان آمن به وأزواجهم جميعا .
وقال مقاتل : كانوا اثنين وسبعين نفرا رجلا وامرأة وبنيه الثلاثة ونساءهم ، فجميعهم ثمانية وسبعون ، نصفهم رجال ونصفهم نساء .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم جرهم .
قال مقاتل : حمل نوح معه جسد آدم فجعله معترضا بين الرجال والنساء وقصد نوحا جميع الدواب والطيور ليحملها .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أول ما حمل نوح الدرة وآخر ما حمل الحمار ، فلما دخل الحمار ودخل صدره تعلق إبليس بذنبه ، فلم يستقل رجلاه ، فجعلنوح يقول : ويحك ادخل : فنهض فلم يستطع ، حتى قال نوح : ويحك ادخل وإن الشيطان معك كلمة زلت على لسانه ، فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان ، فقال له نوح : ما أدخلك علي يا عدو الله؟ قال : ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك ، قال : اخرج عني يا عدو الله ، قال : مالك بد من أن تحملني معك ، فكان فيما يزعمون في ظهر الفلك .
وروي عن بعضهم : أن الحية والعقرب أتيا نوحا فقالتا : احملنا ، فقال : إنكما سبب الضر والبلاء ، فلا أحملكما ، فقالتا له : احملنا ونحن نضمن لك أن لا نضر أحدا ذكرك فمن قرأ حين خاف مضرتهما سلام على نوح في العالمين ما ضرتاه .
قال الحسن : لم يحمل نوح في السفينة إلا ما يلد ويبيض ، فأما ما يتولد من الطين من حشرات الأرض كالبق والبعوض فلم يحمل منها شيئا .
- ابن كثير : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
هذه مواعدة من الله تعالى لنوح ، عليه السلام ، إذا جاء أمر الله من الأمطار المتتابعة ، والهتان الذي لا يقلع ولا يفتر ، بل هو كما قال تعالى : ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ) [ القمر : 11 - 14 ] .
وأما قوله : ( وفار التنور ) فعن ابن عباس : التنور : وجه الأرض ، أي : صارت الأرض عيونا تفور ، حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان النار ، صارت تفور ماء ، وهذا قول جمهور السلف وعلماء الخلف .
وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : التنور : فلق الصبح ، وتنوير الفجر ، وهو ضياؤه وإشراقه .
والأول أظهر .
وقال مجاهد والشعبي : كان هذا التنور بالكوفة ، وعن ابن عباس : عين بالهند . وعن قتادة : عين بالجزيرة ، يقال لها : عين الوردة .
وهذه أقوال غريبة .
فحينئذ أمر الله نوحا - عليه السلام - أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين من صنوف المخلوقات ذوات الأرواح - قيل : وغيرها من النباتات - اثنين . ذكرا وأنثى ، فقيل : كان أول من أدخل من الطيور الدرة ، وآخر من أدخل من الحيوانات الحمار ، فدخل إبليس متعلقا بذنبه ، فدخل بيده ، وجعل يريد أن ينهض فيثقله إبليس وهو متعلق بذنبه ، فجعل يقول له نوح : مالك ؟ ويحك . ادخل . فينهض ولا يقدر ، فقال : ادخل وإن كان إبليس معك فدخلا في السفينة .
وذكر أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود أنهم لم يستطيعوا أن يحملوا معهم الأسد ، حتى ألقيت عليه الحمى .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث ، حدثني الليث ، حدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم . عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين ، قال أصحابه : وكيف يطمئن - أو تطمئن - المواشي ومعها الأسد ؟ فسلط الله عليه الحمى ، فكانت أول حمى نزلت الأرض ، ثم شكوا الفأرة فقالوا : الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا . فأوحى الله إلى الأسد ، فعطس ، فخرجت الهرة منه ، فتخبأت الفأرة منها .
وقوله : ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) أي : "
واحمل فيها أهلك ، وهم أهل بيته وقرابته " إلا من سبق عليه القول منهم ، ممن لم يؤمن بالله ، فكان منهم ابنه " يام " الذي انعزل وحده ، وامرأة نوح وكانت كافرة بالله ورسوله .وقوله : ( ومن آمن ) أي : من قومك ، ( وما آمن معه إلا قليل ) أي : نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، فعن ابن عباس : كانوا ثمانين نفسا منهم نساؤهم . وعن كعب الأحبار : كانوا اثنين وسبعين نفسا . وقيل : كانوا عشرة . وقيل : إنما كانوا نوح وبنوه الثلاثة سام ، وحام ، ويافث ، وكنائنه الأربع نساء هؤلاء الثلاثة وامرأة يام . وقيل : بل امرأة نوح كانت معهم في السفينة ، وهذا فيه نظر ، بل الظاهر أنها هلكت; لأنها كانت على دين قومها ، فأصابها ما أصابهم ، كما أصاب امرأة لوط ما أصاب قومها ، والله أعلم وأحكم .
- القرطبى : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
قوله تعالى : حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور اختلف في التنور على أقوال سبعة :
الأول : أنه وجه الأرض ، والعرب تسمي وجه الأرض تنورا ; قاله ابن عباس وعكرمة والزهري وابن عيينة ; وذلك أنه قيل له : إذا رأيت الماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك .
الثاني : أنه تنور الخبز الذي يخبز فيه ; وكان تنورا من حجارة ; وكان لحواء حتى صار لنوح ; فقيل له : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك . وأنبع الله الماء من التنور ، فعلمت به امرأته فقالت : يا نوح فار الماء من التنور ; فقال : جاء وعد ربي حقا . هذا قول الحسن ; وقاله مجاهد وعطية عن ابن عباس .
الثالث : أنه موضع اجتماع الماء في السفينة ; عن الحسن أيضا .
الرابع : أنه طلوع الفجر ، ونور الصبح ; من قولهم : نور الفجر تنويرا ; قاله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
الخامس : أنه مسجد الكوفة ; قاله علي بن أبي طالب أيضا ; وقاله مجاهد . قال مجاهد : كان ناحية التنور بالكوفة . وقال : اتخذ نوح السفينة في جوف مسجد الكوفة ، وكان التنور على يمين الداخل مما يلي كندة . وكان فوران الماء منه علما لنوح ، ودليلا على هلاك قومه . قال الشاعر وهو أمية :
فار تنورهم وجاش بماء صار فوق الجبال حتى علاها
السادس : أنه أعالي الأرض ، والمواضع المرتفعة منها ; قاله قتادة .
السابع : أنه العين التي بالجزيرة " عين الوردة " رواه عكرمة . وقال مقاتل : كان ذلك تنور آدم ، وإنما كان بالشام بموضع يقال له : " عين وردة " وقال ابن عباس أيضا : ( فار تنور آدم بالهند ) . قال النحاس : وهذه الأقوال ليست بمتناقضة ; لأن الله - عز وجل - أخبرنا أن الماء جاء من السماء والأرض ; قال : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا . فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة . والفوران الغليان . والتنور اسم أعجمي عربته العرب ، وهو على بناء فعل ; لأن أصل بنائه تنر ، وليس في كلام العرب نون قبل راء . وقيل : معنى " فار التنور " التمثيل لحضور العذاب ; كقولهم : حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب . والوطيس التنور . ويقال : فارت قدر القوم إذا اشتد حربهم ; قال شاعرهم :
تركتم قدركم لا شيء فيها وقدر القوم حامية تفور
قوله تعالى : قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين يعني ذكرا وأنثى ; لبقاء أصل النسل بعد الطوفان . وقرأ حفص من كل زوجين اثنين بتنوين كل أي من كل شيء زوجين . والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد : شيء معه آخر لا يستغني عنه . ويقال للاثنين : هما زوجان ، في كل اثنين لا يستغني أحدهما عن صاحبه ; فإن العرب تسمي كل واحد منهما زوجا يقال : له زوجا نعل إذا كان له نعلان . وكذلك عنده زوجا حمام ، وعليه زوجا قيود ; قال الله تعالى : وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى . . ويقال للمرأة هي زوج الرجل ، وللرجل هو زوجها . وقد يقال للاثنين هما زوج ، وقد يكون الزوجان بمعنى الضربين ، والصنفين ، وكل ضرب يدعى زوجا ; قال الله تعالى : وأنبتت من كل زوج بهيج أي من كل لون وصنف . وقال الأعشى :
وكل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبو بذاك معا
أراد كل ضرب ولون . و " من كل زوجين " في موضع نصب ب " احمل " . اثنين تأكيد .
" وأهلك " أي واحمل أهلك .
إلا من سبق " من " في موضع نصب بالاستثناء .
" عليه القول " منهم أي بالهلاك ; وهو ابنه كنعان وامرأته واعلة كانا كافرين .
ومن آمن قال الضحاك وابن جريج : أي احمل من آمن بي ، أي من صدقك ; ف " من " في موضع نصب ب " احمل " .
وما آمن معه إلا قليل قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( آمن من قومه ثمانون إنسانا ، منهم ثلاثة من بنيه ; سام وحام ويافث ، وثلاث كنائن له . ولما خرجوا من السفينة بنوا قرية وهي اليوم تدعى قرية الثمانين بناحية الموصل ) . وورد في الخبر أنه كان في السفينة ثمانية أنفس ; نوح وزوجته غير التي عوقبت ، وبنوه الثلاثة وزوجاتهم ; وهو قول قتادة والحكم بن عتيبة وابن جريج ومحمد بن كعب ; فأصاب حام امرأته في السفينة ، فدعا نوح الله أن يغير نطفته فجاء بالسودان . قال عطاء : ودعا نوح على حام ألا يعدو شعر أولاده آذانهم ، وأنهم حيثما كان ولده يكونون عبيدا لولد سام ويافث . وقال الأعمش : كانوا سبعة ; نوح وثلاث كنائن وثلاثة بنين ; وأسقط امرأة نوح . وقال ابن إسحاق : كانوا عشرة سوى نسائهم ; نوح وبنوه سام وحام ويافث ، وستة أناس ممن كان آمن به ، وأزواجهم جميعا . و " قليل " رفع ب " آمن " ، ولا يجوز نصبه على الاستثناء ; لأن الكلام قبله لم يتم ، إلا أن الفائدة في دخول إلا وما لأنك لو قلت : آمن معه فلان وفلان جاز أن يكون غيرهم قد آمن ; فإذا جئت بما وإلا ، أوجبت لما بعد إلا ونفيت عن غيرهم .
- الطبرى : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
وقوله: (حتى إذا جاء أمرُنا)، يقول: " ويصنع نوح الفلك "(حتى إذا جاء أمرنا ) الذي وعدناه أن يجيء قومه من الطوفان الذي يغرقهم.
* * *
وقوله: (وفار التنور) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك.
فقال بعضهم: معناه: انبجس الماء من وجه الأرض ، ( وفار التنور)، وهو وجه الأرض.
*ذكر من قال ذلك:
18143- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، عن الضحاك، عن ابن عباس أنه قال في قوله: (وفار التنور) ، قال: (التنور)، وجه الأرض . قال: قيل له: إذا رأيت الماء على وجه الأرض، فاركب أنت ومن معك . قال: والعرب تسمى وجه الأرض: " تنور الأرض ".
18144- حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن العوام، عن الضحاك، بنحوه.
18145- حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا حدثنا ابن إدريس قال، أخبرنا الشيباني، عن عكرمة، في قوله: (وفار التنور) ، قال: وجه الأرض
18146- حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة وسفيان بن وكيع قالا حدثنا ابن إدريس، عن الشيباني، عن عكرمة: (وفار التنور) ، قال: وجه الأرض.
* * *
وقال آخرون: هو تنويرُ الصبح ، من قولهم: " نوَّرَ الصبح تنويرًا " .
*ذكر من قال ذلك:
18147- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال ، حدثنا محمد بن فضيل قال ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عباس مولى أبي جحيفة، عن أبي جحيفة، عن علي رضى الله عنه قوله: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور)، قال: هو تنوير الصبح.
18148- حدثنا ابن وكيع وإسحاق بن إسرائيل قالا حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن زياد مولى أبي جحيفة، عن أبي جحيفة، عن علي في قوله: (وفار التنور) ، قال: تنوير الصبح.
18149- حدثنا حماد بن يعقوب، قال: أخبرنا ابن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن مولى أبي جحيفة ، أراه قد سماه ، عن أبي جحيفة ، عن علي: (وفار التنور) قال: تنوير الصبح.
18150- حدثني إسحاق بن شاهين قال ، حدثنا هشيم، عن ابن إسحاق، عن رجل من قريش، عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه: (وفار التنور) ، قال: طلع الفجر.
* * *
18151- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا هشيم قال، أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن رجل قد سمّاه، عن علي بن أبي طالب قوله: (وفار التنور) ، قال: إذا طلع الفجر.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: وفار أعلى الأرض وأشرف مكانٍ فيها بالماء. وقال: " التنور " أشرف الأرض.
*ذكر من قال ذلك:
18152- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور)، كنا نحدّث أنه أعلى الأرض وأشرَفُها، وكان عَلَمًا بين نوح وبين ربّه
18153- حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا سليمان قال ، حدثنا أبو هلال قال، سمعت قتادة قوله: (وفار التنور) قال: أشرف الأرض وأرفعها فار الماء منه.
* * *
وقال آخرون: هو التنور الذي يُخْتَبز فيه.
*ذكر قال ذلك:
18154- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) ، قال: إذا رأيت تنُّور أهلك يخرج منه الماءُ، فإنه هلاك قومك.
18155- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم، عن أبي محمد، عن الحسن قال: كان تنورًا من حجارة كان لحوّاء حتى صار إلى نوح . قال: فقيل له: إذا رأيت الماء يفورُ من التنور فاركب أنتَ وأصحابك.
18156- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وفار التنور)، قال: حين انبجس الماء ، وأمر نوحٌ أن يركب هو ومن معه في الفلك.
18157- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وفار التنور) ، قال: انبجس الماء منه ، آيةً، أن يركب بأهله ومن معه في السفينة.
18158- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه ، إلا أنه قال: آيةً ، أن يركب أهله ومن معه في السفينة.
18159- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه، إلا أنه قال: آية بأن يركب بأهله ومن معهم في السفينة.
18160- حدثني الحارث قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا خلف بن خليفة، عن ليث، عن مجاهد قال، نبع الماء في التنور، فعلمت به امرأته فأخبرته قال، وكان ذلك في ناحية الكُوفة.
18161- . . .. قال، حدثنا القاسم قال ، حدثنا علي بن ثابت، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي: أنه كان يحلف بالله ، ما فار التّنُّور إلا من ناحية الكوفة.
18162- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عبد الحميد الحماني، عن النضر أبي عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (وفار التنور) ، قال: فار التنُّور بالهند.
18163- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (وفار التنور) ، كان آيةً لنوح ، إذا خرج منه الماء فقد أتى الناسَ الهلاكُ والغرق.
* * *
وكان ابن عباس يقول في معنى " فار " نبع.
18164- حدثني المثني قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (وفار التنور) ، قال: نبع.
* * *
قال أبو جعفر: و " فوران الماء " سَوْرَة دفعته، يقال منه: " فار الماء يَفُور فَوْرًا وفَؤُورًا وفَوَرَانًا "، (17) وذلك إذا سارت دفعته.
* * *
قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله: (التنور) ، قول من قال: " هو التنور الذي يخبز فيه " ، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب ، إلا أن تقوم حجَّة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها. وذلك أنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به ، لإفهامهم معنى مَا خاطبهم به.
* * *
، (قلنا) ، لنوح حين جاء عذابنا قومه الذي وعدنا نوحًا أن نعذبهم به، وفار التنورالذي جعلنا فورَانه بالماء آيةَ مجيء عذابنا بيننا وبينه لهلاك قومه ، (احمل فيها) ، يعني في الفلك (من كل زوجين اثنين) ، يقول: من كل ذكر وأنثى ، كما:-
18165- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (من كل زوجين اثنين) ، قال: ذكر وأنثى من كل صنف.
18166- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
18167- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (من كل زوجين اثنين ) ، فالواحد " زوج "، و " الزوجين " ذكر وأنثى من كل صنف.
18168-. . . . قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (من كل زوجين اثنين) ، قال: ذكر وأنثى من كل صنف.
18169-. . . . قال، حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
18170- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين)، يقول: من كل صنف اثنين.
18171- حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (من كل زوجين اثنين)، يعني بالزوجين اثنين: ذكر أو أنثى.
* * *
وقال بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين، " الزوجان " ، في كلام العرب: الاثنان. قال، ويقال : " عليه زوجَا نِعال " ، إذا كانت عليه نعلان، ولا يقال : " عليه زوجُ نعال "، وكذلك : " عنده زوجا حمام "، و " عليه زوجَا قيود " . وقال: ألا تسمع إلى قوله: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى [سورة النجم: 45]، فإنما هما اثنان. (18)
* * *
وقال بعض البصريين من أهل العربية في قوله: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) ، قال: فجعل " الزوجين "، " الضربين "، الذكور والإناث. قال: وزعم يونس أن قول الشاعر: (19)
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ تَغْـدُو عَـلَى كُلِّ غِرَّة
فَتُخْــطِئُ فِيهَــا مَــرَّةً وَتُصِيـبُ (20)
يعني به الذئب. قال: فهذا أشذّ من ذلك.
* * *
وقال آخر منهم: " الزوج "، اللون . قال: وكل ضرب يدعى " لونًا "، واستشهد ببيت الأعشى في ذلك:
وَكُــلُّ زَوْجٍ مِــنَ الدِّيبَـاجِ يَلْبَسُـهُ
أَبُــو قُدَامَــةَ مَحْـبُوًّا بِـذَاكَ مَعَـا (21)
ويقول لبيد:
وَذِي بَهْجَــةٍ كَـنَّ المقَـانِبُ صَوْتَـهُ
وَزَيَّنَـــهُ أَزْوَاجُ نَــوْرٍ مُشَــرَّبِ (22)
* * *
وذكر أن الحسن قال في قوله: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ [سورة الذاريات: 49]: السماء زوج، والأرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، حتى يصير الأمر إلى الله الفرد الذي لا يشبهه شيء.
* * *
وقوله: (وأهلك إلا من سبق عليه القول) ، يقول: واحمل أهلك أيضًا في الفلك، يعني ب " الأهل "، ولده ونساءه وأزواجه (23) ، (إلا من سبق عليه القول) ، يقول: إلا من قلت فيهم إني مهلكه مع مَنْ أُهْلِكُ من قومك.
* * *
ثم اختلفوا في الذي استثناه الله من أهله.
فقال بعضهم: هو بعض نساء نوح.
*ذكر من قال ذلك:
18172- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج: (وأهلك إلا من سبق عليه القول) ، قال: العذاب، هي امرأته كانت في الغابرين في العذاب. (24)
* * *
وقال آخرون: بل هو ابنه الذي غرق.
*ذكر من قال ذلك:
18173- حدثت عن المسيب، عن أبي روق. عن الضحاك في قوله: (وأهلك إلا من سبق عليه القول) ، قال: ابنه ، غرق فيمن غرق.
* * *
وقوله: (ومن آمن) ، يقول: واحمل معهم من صدقك واتبعك من قومك ، يقول الله: (وما آمن معه إلا قليل) ، يقول: وما أقرّ بوحدانية الله مع نوح من قومه إلا قليل.
* * *
واختلفوا في عدد الذين كانوا آمنوا معه فحملهم معه في الفلك، فقال بعضهم في ذلك: كانوا ثمانية أنفس.
*ذكر من قال ذلك:
18174- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)، قال: ذكر لنا أنه لم يتمّ في السفينة إلا نوح وامرأته وثلاثة بنيه، ونساؤهم، فجميعهم ثمانية.
18175- حدثنا ابن وكيع والحسن بن عرفة قالا حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن أبيه، عن الحكم: (وما آمن معه إلا قليل) ، قال: نوح، وثلاثة بنيه، وأربع كنائنه.
18176- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج: حُدّثت أن نوحًا حَمَل معه بنيه الثلاثة ، وثلاث نسوة لبنيه، وامرأة نوح، فهم ثمانية بأزواجهم. وأسماء بنيه: يافث، وسام، وحام، وأصاب حام زوجته في السفينة، فدعا نوحٌ أن يغيّر نُطْفته، فجاء بالسُّودان.
* * *
وقال آخرون: بل كانوا سبعة أنفس.
*ذكر من قال ذلك:
18177- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان، عن الأعمش : (وما آمن معه إلا قليل)، قال: كانوا سبعة: نوح، وثلاث كنائن له، وثلاثة بنين.
* * *
وقال آخرون: كانوا عشرة سوى نسائهم.
*ذكر من قال ذلك:
18178- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: لما فار التنور، حمل نوح في الفلك من أمره الله به، وكانوا قليلا كما قال الله، فحمل بنيه الثلاثة: سام، وحام، ويافث، ونساءهم، وستة أناسي ممن كان آمن، فكانوا عشرة نفر ، بنوح وبنيه وأزواجهم. (25)
* * *
وقال آخرون: بل كانوا ثمانين نفسًا.
*ذكر من قال ذلك:
18179- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس: حمل نوح معه في السفينة ثمانين إنسانًا.
18180- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان، كان بعضهم يقول: كانوا ثمانين ، يعني " القليل " الذي قال الله: (وما آمن معه إلا قليل).
18181- حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال ، حدثنا زيد بن الحباب قال، حدثني حسين بن واقد الخراساني قال، حدثني أبو نهيك قال: سمعت ابن عباس يقول: كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم جُرْهُم.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله: (وما آمن معه إلا قليل) ، يصفهم بأنهم كانوا قليلا ولم يحُدّ عددهم بمقدار، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح، فلا ينبغي أن يُتَجاوز في ذلك حدُّ الله، إذ لم يكن لمبلغ عدد ذلك حدٌّ من كتاب الله ، أو أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-------------------------
الهوامش :
(17) قوله : " وفؤورا " ، حذفها من المطبوعة ، وهي ثابتة في المخطوطة .
(18) انظر تفسير " الزوجين " فيما سلف 12 : 183 ، 184 .
(19) لم أعرف قائله .
(20) اللسان ( مرأ ) ، ويعني أنه سمى الذئب " امرءا " ، جعله إنسانا ، فهذا شذوذه .
(21) ديوانه : 86 ، اللسان ( زوج ) ، من قصيدته في " هوذة بن علي الحنفي " ، وهو " أبو قدامة " ، وقبله :
مَـنْ يَلْـقَ هَـوْذَةَ يَسْـجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ
إذا تَعَصَّـبَ فَـوْقَ التَّـاجِ أوْ وَضَعَـا
لَــهُ أَكَــالِيلُ بِالْيَــاقُوتِ زَيَّنَهــا
صُوَّاغُهـا , لاَ تَـرَى عَيْبًـا ولَا طَبَعَا
.
(22) ديوانه : قصيدة 9 ، البيت : 25 ، يصف غيثًا تبرجت به الأرض ، يقول قبله :
وَغَيْــثٍ بِدَكْــدَاكٍ يَــزِينُ وِهَـادَهُ
نَبَــاتٌ كوَشْـي العَبْقَـرِيِّ المُخَـلَّبِ
أَرَبَّــتْ عَلَيْـهِ كُـلُّ وَطْفَـاءَ جَوْنَـةٍ
هَتُـوفٍ مَتَـى يُنْزِفُ لَهَا الوَبْلُ تَسْكُبِ
بِـذِي بَهْجَـةٍ كَـنَّ المَقَـانِبَ صَوْبُـهُ
وَزَيَّنَــهُ أَطْــرَافُ نَبْـتٍ مُشَـرَّبِ
هذه رواية الديوان ، وروى أيضًا : " ألوان نور مشرب " . و"الدكداك " ما ارتفع واستوى من الأرض ، و " الوهاد " ، ما اطمأن من الأرض ، و " المخلب " ، المخطط ، يصف النبت وزهره ، كأنه برود مخططة منشورة على الربى والوهاد . و" أربت " ، أقامت ، و" الوطفاء "السحابة الدانية من الأرض ، و" الجونة " ، السوداء ، وذلك لكثرة مائها ، و" هتوف " ، يهتف رعدها ويصوت . و" أنزف الشيء " ، أذهبه . يقول : أقامت عليه هذه السحابة الكثيرة الماء ترعد ، فلما ذهب الوبل ، جاءت بمطر سكب . و"البهجة " ، زهو النبات ، و" كن " ، منع وستر ، و" المقانب " ، جماعة الخيل . و" الصوب " المطر . و"مشرب " أشرب ألوانًا من حمرة وصفرة وخضرة . يقول : جاء المطر فاستتروا به لطوله وارتفاعه . وأما رواية أبي جعفر ، فمعناها : أن المقانب منعته أن يرعاه أحد سواهم ، فلم يسمع به صوت .
(23) انظر تفسير " الأهل " فيما سلف 8 : 192 .
(24) في المطبوعة : " من الغابرين " ، غير ما في المخطوطة وهو صواب محض .
(25) الأثر : 18178 - سلف مختصرًا برقم 14792 ، وانظر التعليق عليه هناك .
- ابن عاشور : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
{ حتى } غاية ل { يصنع الفلك } [ هود : 38 ] أي يصنعه إلى زمن مجيء أمرنا ، ف { إذا } ظرف مضمن معنى الشرط ولذلك جيء له بجواب . وهو جملة { قلنا احمل }. وجعل الشرط وجوابه غاية باعتبار ما في حرف الشرط من معنى الزمان وإضافته إلى جملة الشرط ، فحصل معنى الغاية عند حصول مضمون جملة الجزاء ، وهو نظم بديع بإيجازه .
و { حتى } ابتدائية .
والأمر هنا يحتمل أمْر التكوين بالطوفان ، ويحتمل الشّأن وهو حادث الغرق ، وإضافته إلى اسم الجلالة لتهويله بأنّه فوق ما يعرفون .
ومَجيء الأمر : حصوله .
والفوران : غليان القدر ، ويطلق على نبع الماء بشدة ، تشبيهاً بفوران ماء في القدر إذا غلي ، وحملوه على ما جاء في آيات أخرى من قصة نوح عليه السّلام مثل قوله : { وفجّرنا الأرض عيوناً } [ القمر : 12 ]. ولذلك لم يتضح لهم إسناده إلى التنور ، فإن التنور هو الموقد الذي ينضج فيه الخبز ، فكثرت الأقوال في تفسير التنور ، بلغت نسبة أقوال منها ما لا ينبغي قبوله . ومنها ما له وجه وهو متفاوت .
فمن المفسرين من أبقى التنور على حقيقته ، فجعل الغوران خروج الماء من أحد التنانير وأنه علامة جعلها الله لنوح عليه السّلام إذ أفار الماء من تنوره علم أن ذلك مبدأ الطوفان فركِب الفلكَ وأركبَ من معه .
ومنهم من حمل التنور على المَجاز المفرد ففسره بسطح الأرض ، أي فار الماء من جميع الأرض حتى صار بسطح الأرض كفوهة التنور .
ومنهم من فسره بأعلى الأرض .
ومنهم من حمل { فار } و { التنور } على الحقيقة ، وأخرج الكلام مَخرج التمثيل لاشتداد الحال ، كما يقال : حمي الوطيس . وقع حكاية ذلك في تفسير ابن عطية في هذه الآية وفي الكشاف في تفسير سورة المؤمنون : وأنشد الطبرسي قول الشاعر . وهو النابغة الجعدي
: ... تفورُ علينا قِدرهم فنديمها
ونفثأها عنّا إذا قِدرها غلى ... يريد بالقدر الحرب ، ونفثأها ، أي نسكنها ، يقال : فثأ القِدر إذا سكن غليانها بصب الماء فيها . وهذا أحسن ما حكي عن المفسرين .
والذي يظهر لي أن قوله : { وفارَ التنور } مثَل لبلوغ الشيء إلى أقصَى ما يتحمل مثله ، كما يقال : بلغ السيل الزُبى ، وامتلأ الصاع ، وفاضت الكأس وتفاقم .
والتنور : محفل الوادي ، أي ضفته ، فيكون مثل طَما الوادي من قبيل بلغ السيل الزُبى . والمعنى : بأن نفاذ أمرنا فيهم وبلغوا من طول مدة الكفر مبلغاً لا يغتفر لهم بعدُ كما قال تعالى : { فلما آسفونا انتقمنا منهم } [ الزخرف : 55 ].
والتنور : اسم لمَوقد النار للخبز . وزعمه . الليث مما اتفقت فيه اللغات ، أي كالصابون والسمور . ونسب الخفاجي في شفاء الغليل هذا إلى ابن عباس . وقال أبو منصور : كلام الليث يدل على أنه في الأصل أعجمي .
والدليل على ذلك أنه فعّول من تنر ولا نعرف تنر في كلام العرب لأنه مهمل ، وقال غيره : ليس في كلام العرب نون قبل رَاء فإن نرجس معرب أيضاً .
وقد عدّ في الألفاظ المعربة الواقعة في القرآن . ونظمها ابن السبكي في شرحه على مختصر ابن الحاجب الأصلي ونسب ذلك إلى ابن دريد . قال أبو علي الفارسي : وزنه فَعّول . وعن ثعلب أنه عربي ، قال : وزنه تَفعول من النور ( أي فالتاء زايدة ) وأصله تنوور بواوين ، فقلبت الواو الأولى همزة لانضمامها ثم حذفت الهمزة تخفيفاً ثم شددت النون عوضاً عما حذف أي مثل قوله : تقَضّى البَازي بمعنى تقضّض .
وقرأ الجمهور { من كلّ زوجين } بإضافة { كل } إلى { زوجين }.
والزوج : شيء يكون ثَانياً لآخَرَ في حالة . وأصله اسم لما ينضم إلى فرد فيصير زوجاً له ، وكل منهما زوج للآخر . والمراد ب { زوجين } هنا الذكر والأنثى من النوع ، كما يدل عليه إضافة { كل } إلى { زوجين } ، أي احمل فيها من أزواج جميع الأنواع .
و { من } تبعيضية ، و { اثنين } مفعول { احمل } ، وهو بيان لئلاّ يتوهّم أن يحمل كل زوجين واحداً منهما لأن الزوج هو واحد من اثنين متصلين ، كما تقدم في قوله تعالى : { ثمانية أزواج } في سورة [ الأنعام : 143 ]. ولئلا يحمل أكثر من اثنين من نوع لتضيق السفينة وتثقل .
وقرأه حفص { من كلَ } بتنوين { كلَ } فيكون تنوين عوض عن مضاف إليه ، أي من كل المخلوقات ، ويكون { زوجين } مفعول { احمل } ، ويكون { اثنين } صفة ل { زوجين } أي لا تزد على اثنين .
وأهل الرجل قرابته وأهل بيته وهو اسم جمع لا واحد له . وزوجه أول من يبادر من اللفظ ، ويطلق لفظ الأهل على امرأة الرجل قال تعالى : { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } [ القصص : 29 ] ، وقال : { وإذ غدوتَ من أهلك } [ آل عمران : 121 ] أي من عند عائشة رضي الله عنها .
و { من سبق عليه القول } أي من مضى قول الله عليه ، أي وعيده . فالتعريف في { القول } للعهد ، يعني إلاّ من كان من أهلك كافراً . ، وماصدق هذا إحدى امرأتيه المذكورة في سورة التّحريم وابنه منها المذكور في آخر هذه القصة . وكان لنوح عليه السّلام امرأتان .
وعدّي { سبَق } بحرف { على } لتضمين { سَبَق } معنى : حَكَم ، كما عدّي باللام في قوله : { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين } [ الصافات : 171 ] لتضمينه معنى الالتزام النافع .
و { مَن آمن } كلّ المؤمنين .
وجملة { وما آمن معه إلا قليل } اعتراض لتكميل الفائدة من القصة في قلة الصالحين . قيل : كان جميع المؤمنين به من أهله وغيرهم نيفاً وسبعين بين رجال ونساء ، فكان معظم حمولة السفينة من الحَيوان .
- إعراب القرآن : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
«حَتَّى» حرف غاية وجر «إِذا» ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بقلنا «جاءَ أَمْرُنا» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «وَفارَ التَّنُّورُ» معطوفة على ما قبلها «قُلْنَا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «احْمِلْ» أمر وفاعله مستتر والجملة مقول القول «فِيها» متعلقان باحمل «مِنْ كُلٍّ» متعلقان بمحذوف حال «زَوْجَيْنِ» مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى «اثْنَيْنِ» توكيد مجرور بالياء لأنه مثنى «وَأَهْلَكَ» معطوف على زوجين والكاف مضاف إليه «إِلَّا» أداة استثناء «مِنْ» اسم موصول مستثنى بإلا في محل نصب «سَبَقَ عَلَيْهِ
الْقَوْلُ» ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بسبق والجملة صلة «وَمَنْ» اسم موصول معطوف على أهلك «آمَنَ» ماض وفاعله مستتر والجملة صلة «وَما» الواو استئنافية وما نافية «آمَنَ مَعَهُ» ماض فاعله مستتر والظرف متعلق به والهاء مضاف إليه والجملة مستأنفة «إِلَّا» أداة حصر «قَلِيلٌ» فاعل.
- English - Sahih International : [So it was] until when Our command came and the oven overflowed We said "Load upon the ship of each [creature] two mates and your family except those about whom the word has preceded and [include] whoever has believed" But none had believed with him except a few
- English - Tafheem -Maududi : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ(11:40) Thus it was until Our command came to pass and the oven boiled over. *42 We said: 'Take into the Ark a pair of every species; and take your own family except those who have already been declared (as unworthy); *43 and also take everyone who believes. *44 But those who, along with him, had believed were indeed just a few.
- Français - Hamidullah : Puis lorsque Notre commandement vint et que le four se mit à bouillonner [d'eau] Nous dîmes Charge [dans l'arche] un couple de chaque espèce ainsi que ta famille - sauf ceux contre qui le décret est déjà prononcé - et ceux qui croient Or ceux qui avaient cru avec lui étaient peu nombreux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : So ging es bis nun Unser Befehl kam und der Ofen brodelte; Wir sagten "Lade darin von jeder Art zwei ein Paar und deine Angehörigen außer demjenigen gegen den das Wort vorher ergangen ist und diejenigen die glauben" Mit ihm glaubten aber nur wenige
- Spanish - Cortes : Hasta que cuando vino Nuestra orden y el horno hirvió dijimos Carga en ella a una pareja de cada especie a tu familia -salvo a aquél cuya suerte ha sido ya echada- y a los creyentes Pero no eran sino pocos los que con él creían
- Português - El Hayek : Até que quando se cumpriu o Nosso desígnio e jorraram as fontes da terra dissemos a Noé Embarca nela a arca um casal de cada espécie juntamente com a tua família exceto aquele sobre quem tenha sido pronunciada a sentença eembarca os que creram Mas não creram com ele senão poucos
- Россию - Кулиев : А когда явилось Наше веление и разразилась потоком печь Мы сказали Погрузи на него от каждого вида по паре и свою семью за исключением тех о которых уже было сказано Слово а также тех кто уверовал Но уверовали вместе с ним лишь немногие
- Кулиев -ас-Саади : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
А когда явилось Наше веление и разразилась потоком печь, Мы сказали: «Погрузи на него от каждого вида по паре и свою семью, за исключением тех, о которых уже было сказано Слово, а также тех, кто уверовал». Но уверовали вместе с ним лишь немногие.Когда наступил срок, предопределенный Аллахом для наказания нечестивцев, небеса стали затапливать землю водой, и вся земля забилась ключом. Вода бурлила даже в печах, в которых обычно разжигают огонь и которые меньше всего подходят для воды. Вода лилась повсеместно - таково было предопределение Господне. Господь сказал пророку: «Погрузи на ковчег по одному самцу и одной самке от каждого вида животных, дабы эти виды сохранились на земле. Всех остальных животных ковчег просто не выдержит. И пусть вместе с тобой на борт ковчега поднимутся верующие члены твоей семьи и немногочисленные уверовавшие соплеменники. А неверующим нет места в ковчеге». Одним из неверующих членов семьи Нуха был его сын, которому было суждено утонуть.
- Turkish - Diyanet Isleri : Buyruğumuz gelip tandırdan sular kaynamağa başlayınca "Her cinsten birer çifti ve aleyhine hüküm verilmiş olanın dışında kalan çoluk çocuğunu ve inananları gemiye bindir" dedik Pek az kimse onunla beraber inanmıştı
- Italiano - Piccardo : Quando giunse il Nostro Decreto e il forno buttò fuori dicemmo “Fai salire una coppia per ogni specie e la tua famiglia eccetto colui del quale è già stata decisa la sorte e coloro che credono” [“il forno buttò fuori” il “forno” viene per lo più inteso come un riferimento alla superficie terrestre e sembra voler dare l'idea che non si trattò di pioggia diluviale ma di una catastrofe provocata dalla fuoriuscita di acque dalle profondità della terra] Coloro che avevano creduto insieme con lui erano veramente pochi
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهم کێشهیه بهردهوام بوو ههتا ئهو کاتهی بڕیارمان هات و فهرمان دهرچوو به لهناوبردنی بێ باوهڕهکان و له تهنووره پڕ له ئاگرهکهوه ئاو فوارهی کرد که ئهوه نیشانهی دهست پێکردنی تۆڵه خواییهکه بوو ئهوسا وتمان ئهی نوح له ههموو نێرو و مێیهك دووان ههڵبگره له کهشتیهکهداو ماڵ و خێزانت جگه لهوانهی که بڕیاریان لهسهر دراوه تووشی تۆڵه ببن بههۆی بێ باوهڕیانهوه ئهوانهش ههڵگره که باوهڕیان هێناوه شایانی باسه کهسیش بڕوای بهنوح نهکردو لهگهڵیدا نهبوو جگه لهکهسانێکی کهم نهبێت
- اردو - جالندربرى : یہاں تک کہ جب ہمارا حکم اپہنچا اور تنور جوش مارنے لگا تو ہم نے نوح کو حکم دیا کہ ہر قسم کے جانداروں میں سے جوڑا جوڑا یعنی دو دو جانور۔ ایک ایک نر اور ایک ایک مادہ لے لو اور جس شخص کی نسبت حکم ہوچکا ہے کہ ہلاک ہوجائے گا اس کو چھوڑ کر اپنے گھر والوں کو جو ایمان لایا ہو اس کو کشتی میں سوار کر لو اور ان کے ساتھ ایمان بہت ہی کم لوگ لائے تھے
- Bosanski - Korkut : I kad je zapovijed Naša pala i voda s površine Zemlje pokuljala Mi smo rekli "Ukrcaj u lađu od svake životinjske vrste po jedan par i čeljad svoju – osim onih o kojima je bilo govora – i vjernike" – a malo je bilo onih koji su s njim vjerovali
- Swedish - Bernström : [Så fortgick det] till dess Vår befallning gavs och vattenmassorna forsade fram över jorden och Vi sade [till Noa] "Tag ombord på denna [ark] ett par av varje [djurslag hane och hona] samt din familj utom den som redan är dömd och de [övriga] troende" De som delade hans tro var nämligen bara ett fåtal
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hingga apabila perintah Kami datang dan dapur telah memancarkan air Kami berfirman "Muatkanlah ke dalam bahtera itu dari masingmasing binatang sepasang jantan dan betina dan keluargamu kecuali orang yang telah terdahulu ketetapan terhadapnya dan muatkan pula orangorang yang beriman" Dan tidak beriman bersama dengan Nuh itu kecuali sedikit
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ
(Hingga) mengisahkan batas pembuatan bahtera (apabila perintah Kami datang) yang membinasakan mereka (dan dapur telah memancarkan air) yang dimaksud adalah dapur pemanggangan roti, hal itu merupakan pertanda bagi Nabi Nuh. (Kami berfirman, "Muatkanlah ke dalam bahtera itu) ke dalam perahu itu (dari masing-masing binatang sepasang) yaitu jenis jantan dan betina dari semua jenis binatang (yaitu sejodoh) jantan dan betina. Lafal itsnain ini berkedudukan menjadi maf'ul atau objek. Dan disebutkan di dalam kisah Nabi Nuh, bahwasanya Allah swt. mengumpulkan kepada Nabi Nuh semua binatang buas dan semua jenis unggas atau burung. Kemudian Nabi Nuh a.s. memukulkan tangannya kepada setiap jenis binatang itu; maka tangan kanannya mengenai jenis jantan sedangkan tangan kirinya mengenai jenis betina, lalu ia memuatkannya ke dalam perahu (dan keluargamu) yaitu istri dan anak-anaknya (kecuali orang yang telah terdahulu ketetapan terhadapnya) di antara keluargamu yang sudah dipastikan akan binasa, yaitu anaknya yang bernama Kan'an dan istrinya. Sedangkan Sam, Ham, dan Yafits dibawa oleh Nabi Nuh ke dalam bahtera berikut istri-istri mereka yang berjumlah tiga orang (dan muatkan pula orang-orang yang beriman." Dan tidak beriman terhadap Nabi Nuh itu melainkan sedikit). Dikatakan, bahwa jumlah mereka yang beriman itu hanya ada enam orang lelaki dan istri-istri mereka. Menurut pendapat yang lain dikatakan, bahwa jumlah orang-orang yang termuat di dalam bahtera itu ada delapan puluh orang; separuh di antara mereka terdiri dari kaum laki-laki sedangkan separuh yang lainnya terdiri dari kaum wanita.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অবশেষে যখন আমার হুকুম এসে পৌঁছাল এবং ভুপৃষ্ঠ উচ্ছসিত হয়ে উঠল আমি বললামঃ সর্বপ্রকার জোড়ার দুটি করে এবং যাদের উপরে পূর্বহেߦ#2439; হুকুম হয়ে গেছে তাদের বাদি দিয়ে আপনার পরিজনবর্গ ও সকল ঈমানদারগণকে নৌকায় তুলে নিন। বলাবাহুল্য অতি অল্পসংখ্যক লোকই তাঁর সাথে ঈমান এনেছিল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இறுதியாக நம் உத்தரவு வந்து அடுப்புப் பொங்கவே நாம் நூஹை நோக்கி; "உயிர்ப் பிராணிகள் ஒவ்வொரு வகையிலிருந்தும் ஆண் பெண் கொண்ட ஒவ்வொரு ஜோடியை அக்கப்பலில் ஏற்றிக் கொள்ளும்; மூழ்கடிக்கப்படுவார்கள் என்று எவர்களைக் குறித்து முன்பே நம் வாக்கு ஏற்பட்டுவிட்டதோ அவர்களைத் தவிர் உம் குடும்பத்தாரையும் ஈமான் கொண்டவர்களையும் ஏற்றிக்கொள்ளும்" என்று நாம் கூறினோம்; வெகு சொற்ப மக்களைத் தவிர மற்றவர்கள் அவருடன் ஈமான் கொள்ளவில்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จนกระทั่งเมื่อคำบัญชาของเราได้มา และบนพื้นแผ่นดินน้ำได้พวยพุ่งขึ้น เรากล่าวว่า ”จงบรรทุกไว้ในเรือจากทุกชนิดเป็นคู่ ๆ และครอบครัวของเจ้าด้วย เว้นแต่ผู้ที่พระดำรัสได้กำหนดแก่เขาไว้ก่อน และผู้ศรัทธา แต่ไม่มีผู้ศรัทธาร่วมกับเขานอกจากจำนวนเล็กน้อย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Токи Бизнинг амримиз келиб таннур фаввора отганда Укемага ҳар нарсадан бир жуфтдан ва аҳлингдан аввал сўз кетмаганини ва иймон келтирганларни ол дедик У билан бирга иймон келтирганлар жуда оз эди Нуҳ а с оиласидан ҳалок бўлишга сўз кетиб қолганлар–хотини билан бир ўғли Уларни кемага олмасликни амр қилинди Ҳа Нуҳ а с узоқ вақт–эллик санаси кам минг йил даъват қилишларига қарамай саркаш қавмнинг озгинасидан бошқаси иймонга келмади Шу сабаб ила бу тузалмас дардисарларни дунё танасидан бутунлай кесиб ташлаш учун Аллоҳ ҳаммасини ғарқ этишни ирода қилди
- 中国语文 - Ma Jian : 等到我的命令来临而洪水从地面涌出的时候,我说:你把每种动物各拿一对放在船里,并使你的家属除已被判决者外和信道的人们一起上船去。只有少数人同他一起信道。
- Melayu - Basmeih : Nabi Nuh terus bekerja sehingga apabila datang hukum Kami untuk membinasakan mereka dan air memancutmancut dari muka bumi yang menandakan kedatangan taufan Kami berfirman kepada Nabi Nuh "Bawalah dalam bahtera itu dua dari tiaptiap sejenis haiwan jantan dan betina dan bawalah ahlimu kecuali orang yang telah ditetapkan hukuman azab atasnya disebabkan kekufurannya juga bawalah orangorang beriman" Dan tidak ada orangorang yang beriman yang turut bersamasamanya melainkan sedikit sahaja
- Somali - Abduh : markuu yimid amarkannagii oo Tanuurkii burqaday waxaan ku nidhi ku xambaar Doonida nooc kasta Labo iyo Xaaskaaga ciddii dhumid loo xukumay mooyee iyo cidii rumaysa xaqa iyana ku xambaar mana rumeynin wax yar mooyee
- Hausa - Gumi : Har a lõkacin da umurninMu ya je kuma tandã ta ɓulɓula Muka ce "Ka ɗauka a cikinta daga kõme ma'aura biyu da kuma iyalanka fãce wanda magana ta gabãta a kansa da wanda ya yi ĩmãni" Amma kuma bãbu waɗanda suka yi ĩmãni tãre da shi fãce kaɗan"
- Swahili - Al-Barwani : Hata ilipo kuja amri yetu na tanuri ikafoka maji tulisema Pakia humo wawili wawili dume na jike kutoka kila aina na ahali zako isipo kuwa wale ambao imekwisha wapitia hukumu; na watu walio amini Na hawakuamini pamoja naye ila wachache tu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe kur arriti urdhëri Ynë e uji ng asipërfaqja e tokës nisi të gufojë Ne thamë “Ngarko në anije nga çdo lloj gjallese nga një palë një mashkull e një femër dhe familjen tënde përveç atyre që ka qenë fjala e dënimit për ta dhe besimtarët” E pak ka pasur të atillë që kanë besuar me të
- فارسى - آیتی : چون فرمان ما فراز آمد و تنور جوشيد، گفتيم: از هر نر و ماده دو تا و نيز خاندان خود را در كشتى بنشان -مگر آن كس را كه حكم در بارهاش از پيش صادر شده باشد- و نيز آنهايى را كه به تو ايمان آوردهاند. و جز اندكى به او ايمان نياورده بودند.
- tajeki - Оятӣ : Чуи фармони Мо фаро омад ва танур ҷӯшид, гуфтем: «Аз ҳар нару мода дуто ва низ хонадони худро дар киштӣ биншон, — ғайри он касе, ки ҳукм дар борааш аз пеш содир шуда бошад — ва низ онҳоеро, ки ба ту имон овардаанд. Ва ҷуз андаке ба ӯ имон наёварда буданд».
- Uyghur - محمد صالح : (توپان بالاسى توغرىسىدىكى) بۇيرۇقىمىز يېتىپ كەلگەن ۋە يەر يۈزىدىن سۇ ئېتىلىپ چىققان چاغدا: «كېمىگە ھايۋاناتلاردىن (ئەركەك چىشى بولۇپ) بىر جۇپتىن ئېلىۋالغىن، ئائىلەڭدىكىلەر بىلەن ھالاك بولۇشى ھۆكۈم قىلىنغانلار (يەنى نۇھ ئەلەيھىسسالامنىڭ ئايالى ۋائىلە بىلەن ئوغلى كەنئان) بۇنىڭ سىرتىدا - ۋە ئىمان ئېيتقانلار بىلەن كېمىگە چىققىن» دېدۇق، ئۇنىڭ بىلەن پەقەت ئازغىنا كىشىلەر ئىمان ئېيتتى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അങ്ങനെ നമ്മുടെ വിധി വന്നു. അടുപ്പില് ഉറവ പൊട്ടി. അപ്പോള് നാം പറഞ്ഞു: "എല്ലാ ജന്തുവര്ഗത്തില്നിന്നും ഈരണ്ടു ഇണകളെ അതില് കയറ്റുക. നിന്റെ കുടുംബത്തെയും. നേരത്തെ തീരുമാന പ്രഖ്യാപനം ഉണ്ടായവരെയൊഴികെ. വിശ്വസിച്ചവരെയും കയറ്റുക.” വളരെ കുറച്ചു പേരല്ലാതെ അദ്ദേഹത്തോടൊപ്പം വിശ്വസിച്ചവരായി ഉണ്ടായിരുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : حتى اذا جاء امرنا باهلاكهم كما وعدنا نوحا بذلك ونبع الماء بقوه من التنور وهو المكان الذي يخبز فيه علامه على مجيء العذاب قلنا لنوح احمل في السفينه من كل نوع من انواع الحيوانات ذكرا وانثى واحمل فيها اهل بيتك الا من سبق عليهم القول ممن لم يومن بالله كابنه وامراته واحمل فيها من امن معك من قومك وما امن معه الا قليل مع طول المده والمقام فيهم
*42).Commentators on the Qur'an have offered different explanations of this incident. In our view, the place from which the Flood began was a particular oven. It is from beneath it that a spring of water burst forth. This was followed by both a heavy downpour and by a very large number of springs which gushed forth. Surah al-Qamar provides relevant information in some detail: So We opened the gates of the heaven, with water intermittently pouring forth, and We caused the earth to be cleaved and the springs to flow out everywhere. Then the water (from both the sources - the heaven and the earth) converged to bring about that which had been decreed (al-Qamar, 54: 11-12).
In the present verse, the word tannur has been preceded by the article al: According to Arabic grammar, this indicates that the reference is to a particular tannur (oven). Thus, it is evident that God had determined that the Flood should commence from a particular oven. As soon as the appointed moment came, and as soon as God so ordained, water burst forth from that oven. Subsequently, it became known as the Flood-Oven. The fact that God had earmarked a certain oven to serve as the starting-point of the Flood is borne out by al-Mu'minun 23: 27.
*43). Information that some members of Noah's family were unbelievers and so were unworthy of God's mercy had already been given. Noah (peace be on him) had also been directed not to provide them with space in the Ark. Presumably these were only two persons. One was Noah's own son; the story of his drowning will be referred to shortly (see verse 43 below). The other was Noah's wife (see al-Tahrim 66: 15). It is possible that some other members of Noah's family also belonged to this category. Be that as it may, the Qur'an does not expressly mention any others.
*44). This refutes the opinion of those historians and genealogists who trace the ancestry of all human beings to Noah's three sons. This misconception has arisen from the Israelite traditions which suggest that Noah, his three sons and their wives were the only survivors of the Flood. (See Genesis 6: 18, 7: 7, p. 1 and 9: 19.) The Qur'an, however, repeatedly says that apart from Noah's family, at least some other people belonging to his nation - even if only a few - were also saved by God from the Flood. The Qur'an, therefore, considers the future generations of mankind to have descended not only from Noah, but also from those believers who, under God's directive, were accommodated in the Ark by Noah. It is significant that the Qur'an mentions post-Flood mankind as the 'offspring of those whom We carried along with Noah' (al-Isra 17: 3) and the 'offspring of Adam and those whom We carried along with Noah' (Maryam 19: 58). It does not refer to them simply as 'the offspring of Noah'.