- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَٰلِحًا ۚ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ وإلى ثمود أخاهم صالحا ۚ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ۖ هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه ۚ إن ربي قريب مجيب
- عربى - التفسير الميسر : وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحده ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، هو الذي بدأ خَلْقكم من الأرض بخلق أبيكم آدم منها، وجعلكم عُمَّارا لها، فاسألوه أن يغفر لكم ذنوبكم، وارجعوا إليه بالتوبة النصوح. إن ربي قريب لمن أخلص له العبادة، ورغب إليه في التوبة، مجيب له إذا دعاه.
- السعدى : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
أي: { و } أرسلنا { إِلَى ثَمُودَ } وهم: عاد الثانية، المعروفون، الذين يسكنون الحجر، ووادي القرى، { أَخَاهُمْ } في النسب { صَالِحًا } عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، يدعوهم إلى عبادة الله وحده، فـ { قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ } أي: وحدوه، وأخلصوا له الدين { مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } لا من أهل السماء، ولا من أهل الأرض.
{ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ } أي: خلقكم فيها { وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } أي: استخلفكم فيها، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون، وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها، فكما أنه لا شريك له في جميع ذلك، فلا تشركوا به في عبادته.
{ فَاسْتَغْفِرُوهُ } مما صدر منكم، من الكفر، والشرك، والمعاصي, وأقلعوا عنها، { ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } أي: ارجعوا إليه بالتوبة النصوح، والإنابة، { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب، واعلم أن قربه تعالى نوعان: عام، وخاص، فالقرب العام: قربه بعلمه، من جميع الخلق، وهو المذكور في قوله تعالى: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } والقرب الخاص: قربه من عابديه، وسائليه، ومحبيه، وهو المذكور في قوله تعالى { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
وفي هذه الآية، وفي قوله تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ } وهذا النوع، قرب يقتضي إلطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم، ولهذا يقرن، باسمه "القريب" اسمه "المجيب"
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
ثم واصلت السورة الكريمة حديثها عن قصص بعض الأنبياء مع أقوامهم فتحدثت عن قصة صالح - عليه السلام - مع قومه ، فقال - تعالى -
( وإلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً . . . ) .
هذه قصة صالح - عليه السلام - مع قومه كما ذكرتها هذه السورة ، وقد وردت هذه القصة فى سور أخرى منها سورة الأعراف ، والشعراء ، والنمل ، والقمر .
وصالح - عليه السلام - ينتهى نسبه إلى نوح - عليه السلام - فهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود . . بن نوح .
وثمود : اسم للقبيلة التى منها صالح ، سميت باسم جدها ثمود ، وقيل سميت بذلك لقلة مائها ، لأن الثمد هو الماء القليل .
وكانت مساكنهم بالحجر - بكسر الحاء وسكون الجيم - وهو مكان يقع بين الحجاز والشام إلى وادى القرى ، وموقعه الآن - تقريبا - المنطقة التى بين الحجاز وشرق الأردن ، وما زال المكان الذى كانوا يسكنونه بمدائن صالح حتى اليوم .
وقبيلة صالح من القبائل العربية ، وكانوا خلفاء لقوم هود - عليه السلام - فقد قال - سبحانه - : ( واذكروا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأرض تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الجبال بُيُوتاً . . . ) وكانوا يعبدون الأصنام ، فأرسل الله - تعالى - إليهم صالحاً ليأمرهم بعبادة الله وحده .
وقوله : ( وإلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ ياقوم اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ . . )
معطوف على ما قبله من قصتى نوح وهود - عليهما السلام - .
أى : وأرسلنا إلى قبيلة ثمود أخاهم فى النسب والموطن صالحا - عليه السلام فقال لهم تكل الكلمة التى قالها كل نبى لقومه : يا قوم اعبدوا الله وحده ، فهو الإِله الذى خلقكم ورزقكم ، وليس هناك من إله سواه يفعل ذلك .
ثم ذكرهم بقدرة الله - تعالى - وبنعمه عليهم فقال : ( هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأرض واستعمركم فِيهَا )
والإِنشاء : الإِيجاد والإِحداث على غير مثال سابق .
واستعمركم من الإِعمار ضد الخراب فالسين والتاء للمبالغة . يقال : أعمر فلان فلانا فى المكان واستعمره ، أى جعله يعمره بأنواع البناء والغرس والزرع .
أى : اعبدوا الله - تعالى - وحده ، لأنه - سبحانه - هو الذى ابتدأ خلقكم من هذه الأرض ، وأبوكم آدم ما خلق إلا منها وهو الذى جعلكم المعمرين لها ، والساكنين فيها ( تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الجبال بُيُوتاً . . . ) قال - تعالى - فى شأنهم . . ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ . فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ . وَتَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتاً فَارِهِينَ . فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ ) فأنت ترى أن صالحا - عليه السلام - قد ذكرهم بجانب من مظاهر قدرة الله ومن أفضاله عليهم ، لكى يستميلهم إلى التفكر والتدبر ، وإلى تصديقه فيما يدعوهم إليه .
والفاء فى قوله ( فاستغفروه ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ ) للتفريع على ما تقدم .
أى : إذا كان الله - تعالى - هو الذى أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فعليكم أن تخلصوا له العبادة ، وأن تطلبوا مغفرته عما سلف منكم من ذنوب .
ثم تتوبوا إليه توبة صادقة : تجعلكم تندمون على ما كان منكم فى الماضى من شرك وكفر ، وتعزمون على التمسك بكل ما يرضى الله - تعالى - فى المستقبل .
ثم فتح أمامهم باب الأمل فى رحمة الله - تعالى - فقال : ( إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ )
أى : إن ربى قريب الرحمة من المحسنين ، مجيب الدعاء الداعين المخلصين ، فاقبلوا على عبادته وطاعته ، ولا تقنطوا من رحمة الله .
- البغوى : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
قوله تعالى : ( وإلى ثمود أخاهم صالحا ) أي : أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا في النسب لا في الدين ( قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوا الله عز وجل ، ( ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض ) ابتدأ خلقكم ، ( من الأرض ) وذلك أنهم من آدم عليه السلام وآدم خلق من الأرض ، ( واستعمركم فيها ) أي : جعلكم عمارها وسكانها ، وقال الضحاك : أطال عمركم فيها حتى كان الواحد منهم يعيش ثلاثمائة سنة إلى ألف سنة . وكذلك قوم عاد .
قال مجاهد : أعمركم من العمرى ، أي : جعلها لكم ما عشتم . وقال قتادة : أسكنكم فيها .
( فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب ) من المؤمنين ، ( مجيب ) لدعائهم .
- ابن كثير : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
يقول تعالى : ولقد أرسلنا ( إلى ثمود ) وهم الذين كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك والمدينة ، وكانوا بعد عاد ، فبعث الله منهم ( أخاهم صالحا ) فأمرهم بعبادة الله وحده [ لا شريك له الخالق الرازق ] ; ولهذا قال : ( هو أنشأكم من الأرض ) أي : ابتدأ خلقكم منها ، [ من الأرض التي ] خلق منها أباكم آدم ، ( واستعمركم فيها ) أي : جعلكم [ فيها ] عمارا تعمرونها وتستغلونها ، لسالف ذنوبكم ، ( ثم توبوا إليه ) فيما تستقبلونه; ( إن ربي قريب مجيب ) كما قال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) الآية [ البقرة : 186 ] .
- القرطبى : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
قوله تعالى : وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب
فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وإلى ثمود أي أرسلنا إلى ثمود
" أخاهم " أي في النسب .
صالحا وقرأ يحيى بن وثاب وإلى ثمود بالتنوين في كل القرآن ; وكذلك روي عن الحسن . واختلف سائر القراء فيه فصرفوه في موضع ولم يصرفوه في موضع . وزعم أبو عبيدة أنه لولا مخالفة السواد لكان الوجه ترك الصرف ; إذ كان الأغلب عليه التأنيث . قال النحاس : الذي قال أبو عبيدة - رحمه الله - من أن الغالب عليه التأنيث كلام مردود ; لأن ثمودا يقال له حي ; ويقال له قبيلة ، وليس الغالب عليه القبيلة ; بل الأمر على ضد ما قال عند سيبويه . والأجود عند سيبويه فيما لم يقل فيه بنو فلان الصرف ، نحو قريش وثقيف وما أشبههما ، وكذلك ثمود ، والعلة في ذلك أنه لما كان التذكير الأصل ، وكان يقع له مذكر ومؤنث كان الأصل الأخف أولى . والتأنيث جيد بالغ حسن . وأنشد سيبويه في التأنيث :
غلب المساميح الوليد سماحة وكفى قريش المعضلات وسادها
الثانية : قوله تعالى : قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره تقدم . هو أنشأكم من الأرض أي ابتدأ خلقكم من الأرض ، وذلك أن آدم خلق من الأرض على ما تقدم في " البقرة " و " الأنعام " وهم منه ، وقيل : أنشأكم في الأرض . ولا يجوز إدغام الهاء من غيره في الهاء من " هو " إلا على لغة من حذف الواو في الإدراج .
واستعمركم فيها أي جعلكم عمارها وسكانها . قال مجاهد : ومعنى استعمركم أعمركم من قوله : أعمر فلان فلانا داره ; فهي له عمرى . وقال قتادة : أسكنكم فيها ; وعلى هذين القولين تكون استفعل بمعنى أفعل ; مثل استجاب بمعنى أجاب . وقال الضحاك : أطال أعماركم ، وكانت أعمارهم من ثلاثمائة إلى ألف . ابن عباس : أعاشكم فيها . زيد بن أسلم : أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء مساكن ، وغرس أشجار . وقيل : المعنى ألهمكم عمارتها من الحرث والغرس وحفر الأنهار وغيرها .
الثالثة : قال ابن العربي قال بعض علماء الشافعية : الاستعمار طلب العمارة ; والطلب المطلق من الله تعالى على الوجوب ، قال القاضي أبو بكر : تأتي كلمة استفعل في لسان العرب على معان : منها ; استفعل بمعنى طلب الفعل كقوله : استحملته أي طلبت منه حملانا ; وبمعنى اعتقد ، كقولهم : استسهلت هذا الأمر اعتقدته سهلا ، أو وجدته سهلا ، واستعظمته أي اعتقدته عظيما ووجدته ، ومنه استفعلت بمعنى أصبت ; كقولهم : استجدته أي أصبته جيدا : ومنها بمعنى فعل ; كقوله : قر في المكان واستقر ; وقالوا وقوله : " يستهزئون " و " يستسخرون " منه ; فقوله تعالى : استعمركم فيها خلقكم لعمارتها ، لا على معنى استجدته واستسهلته ; أي أصبته جيدا وسهلا ; وهذا يستحيل في الخالق ، فيرجع إلى أنه خلق ; لأنه الفائدة ، وقد يعبر عن الشيء بفائدته مجازا ; ولا يصح أن يقال : إنه طلب من الله تعالى لعمارتها ، فإن هذا اللفظ لا يجوز في حقه ، أما أنه يصح أن يقال : إنه استدعى عمارتها فإنه جاء بلفظ استفعل ، وهو استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه إذا كان أمرا ، وطلب للفعل إذا كان من الأدنى إلى الأعلى رغبة .
قلت : لم يذكر استفعل بمعنى أفعل ، مثل قوله : استوقد بمعنى أوقد ، وقد ذكرناه وهي :
الرابعة : ويكون فيها دليل على الإسكان والعمرى وقد مضى القول في " البقرة " في السكنى والرقبى . وأما العمرى فاختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال :
أحدها - أنها تمليك لمنافع الرقبة حياة المعمر مدة عمره ; فإن لم يذكر عقبا فمات المعمر رجعت إلى الذي أعطاها أو لورثته ; هذا قول القاسم بن محمد ويزيد بن قسيط والليث بن سعد ، وهو مشهور مذهب مالك ، وأحد أقوال الشافعي ، وقد تقدم في " البقرة " حجة هذا القول .
الثاني : أنها تمليك الرقبة ومنافعها وهي هبة مبتولة ; وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأصحابهما والثوري والحسن بن حي وأحمد بن حنبل وابن شبرمة وأبي عبيد ; قالوا : من أعمر رجلا شيئا حياته فهو له حياته ; وبعد وفاته لورثته ; لأنه قد ملك رقبتها ، وشرط المعطي الحياة والعمر باطل ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : العمرى جائزة و العمرى لمن وهبت له .
الثالث : إن قال عمرك ولم يذكر العقب كان كالقول الأول ، وإن قال لعقبك كان كالقول الثاني ; وبه قال الزهري وأبو ثور وأبو سلمة بن عبد الرحمن وابن أبي ذئب ، وقد روي عن مالك ; وهو ظاهر قوله في الموطأ . والمعروف عنه وعن أصحابه أنها ترجع إلى المعمر ; إذا انقرض عقب المعمر ; إن كان المعمر حيا ، وإلا فإلى من كان حيا من ورثته ، وأولى الناس بميراثه . ولا يملك المعمر بلفظ العمرى عند مالك وأصحابه رقبة شيء من الأشياء ، وإنما يملك بلفظ العمرى المنفعة دون الرقبة . وقد قال مالك في الحبس أيضا : إذا حبس على رجل وعقبه أنه لا يرجع إليه . وإن حبس على رجل بعينه حياته رجع إليه ، وكذلك العمرى قياسا ، وهو ظاهر الموطأ . وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أيما رجل أعمر رجلا عمرى له ولعقبه فقال قد أعطيتكها وعقبك ما بقي منكم أحد فإنها لمن أعطيها وأنها لا ترجع إلى صاحبها من أجل أنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث وعنه قال : إن العمرى التي أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : هي لك ولعقبك ، فأما إذا قال : هي لك ما عشت فإنها ترجع إلى صاحبها ; قال معمر : وبذلك كان الزهري يفتي .
قلت : معنى القرآن يجري مع أهل القول الثاني ; لأن الله سبحانه قال : واستعمركم بمعنى أعمركم ; فأعمر الرجل الصالح فيها مدة حياته بالعمل الصالح ، وبعد موته بالذكر الجميل والثناء الحسن ; وبالعكس الرجل الفاجر ; فالدنيا ظرف لهما حياة وموتا . وقد يقال : إن الثناء الحسن يجري مجرى العقب . وفي التنزيل : واجعل لي لسان صدق في الآخرين أي ثناء حسنا . وقيل : هو محمد - صلى الله عليه وسلم - . قال : وجعلنا ذريته هم الباقين وقال : وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين .
الخامسة : قوله تعالى : فاستغفروه أي سلوه المغفرة من عبادة الأصنام .
ثم توبوا إليه أي ارجعوا إلى عبادته ،
إن ربي قريب أي قريب الإجابة لمن دعاه . وقد مضى في " البقرة " عند قوله : فإني قريب أجيب دعوة الداعي القول فيه .
- الطبرى : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا، فقال لهم: يا قوم ، اعبدوا الله وحده لا شريك له، وأخلصوا له العبادة دون ما سواه من الآلهة، فما لكم من إله غيره يستوجب عليكم العبادة، ولا تجوز الألوهة إلا له ، (هو أنشأكم من الأرض) ، يقول: هو ابتدأ خلقكم من الأرض. (20)
* * *
وإنما قال ذلك لأنه خلق آدم من الأرض، فخرج الخطاب لهم ، إذ كان ذلك فعله بمن هم منه.
* * *
، (واستعمركم فيها) ، يقول: وجعلكم عُمَّارًا فيها، فكان المعنى فيه: أسكنكم فيها أيام حياتكم.
* * *
، من قولهم: " أعْمر فلانٌ فلانًا دارَه "، و " هي له عُمْرَى " . (21)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
18283- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: (واستعمركم فيها) ، قال: أعمركم فيها
18284- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (واستعمركم فيها) ، يقول: أعمركم
* * *
وقوله: (فاستغفروه) ، يقول: اعملوا عملا يكون سببًا لستر الله عليكم ذنوبكم، وذلك الإيمان به، وإخلاص العبادة له دون ما سواه ، واتباعُ رسوله صالح ، (ثم توبوا إليه) ، يقول: ثم اتركوا من الأعمال ما يكرهه ربكم ، إلى ما يرضاه ويحبه ، (إن ربي قريب مجيب) ، يقول: إن ربي قريب ممن أخلص له العبادة ورغب إليه في التوبة، مجيبٌ له إذا دعاه.
-------------------------
الهوامش :
(20) انظر تفسير " الإنشاء " فيما سلف 12 : 156 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(21) " عمري " ( بضم فسكون ، فراء مفتوحة ) ، مصدر مثل " الرجعي " : و " أعمره الدار " ، جعله يسكنها مدة عمره ، فإذا مات عادت إلى صاحبها . وكان ذلك من فعل الجاهلية ، فأبطله الله بالإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تعمروا ولا ترقبوا " ، فمن أعمر دارًا أو أرقبها ، فهي لورثته من بعده " .
- ابن عاشور : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
قوله تعالى : { وإلى ثمود أخاهم صالحاً إلى قوله غيره } الكلام فيه كالذي في قوله : { وإلى عَاد أخاهم هودا } [ هود : 50 ] إلخ .
وذكر ثمود وصالح عليه السّلام تقدّم في سورة الأعراف .
وثمود : اسم جدّ سميت به القبيلة ، فلذلك منع من الصرف بتأويل القبيلة .
وجملة { هو أنشأكم من الأرض } في موضع التّعليل للأمر بعبادة الله ونفي إلهية غيره ، وكأنهم كانوا مثل مشركي قريش لا يدّعون لأصنامهم خلقاً ولا رزقاً ، فلذلك كانت الحجّة عليهم ناهضة واضحة .
والإنشاء : الإيجاد والإحداث ، وتقدّم في قوله تعالى : { وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين } في [ الأنعام : 6 ].
وجَعل الخبرين عن الضمير فعلين دون : هو منشئكم ومستعمركم لإفادة القَصر ، أي لم ينشئكم من الأرض إلاّ هو ، ولم يستعمركم فيها غيره .
والإنشاء من الأرض خلق آدم من الأرض لأنّ إنشاءه إنشاء لنسله ، وإنّما ذكر تعلّق خلقهم بالأرض لأنّهم كانوا أهل غرس وزرع ، كما قال في سورة [ الشعراء : 146 148 ] { أتتْركون فيما هاهنا آمنين في جنّاتتٍ وعيوننٍ وزروععٍ ونخللٍ طلعها هضيمٌ } ولأنّهم كانوا ينحتون من جبال الأرض بيوتاً ويبنون في الأرض قصوراً ، كما قال في الآية الأخرى : { وبوّأكم في الأرض تتّخذون من سهولها قصُوراً وتنحتون الجبال بيوتاً } [ الأعراف : 74 ] ، فكانت لهم منافع من الأرض تناسب نعمة إنشائهم من الأرض فلأجل منافعهم في الأرض قيّدت نعمة الخلق بأنّها من الأرض التي أنشئوا منها ، ولذلك عطف عليه { واستعمركم فيها }.
والاستعمار : الإعمار ، أي جعلكم عامرينها ، فالسّين والتاء للمبالغة كالتي في استبقَى واستفاق . ومعنى الإعمار أنهم جَعلوا الأرض عامرة بالبناء والغرس والزرع لأنّ ذلك يعدّ تعميراً للأرض حتى سمي الحرث عِمارة لأنّ المقصود منه عَمر الأرض .
وفرع على التذكير بهذه النعم أمرهم باستغفاره والتّوبة إليه ، أي طلب مغفرة أجرامهم ، والإقلاع عمّا لا يرضاه من الشرك والفساد . ومن تفنّن الأسلوب أن جعلت هذه النعم علّة لأمرهم بعبادة الله وحده بطريق جملة التّعليل ، وجعلت علّة أيضاً للأمر بالاستغفار والتّوبة بطريق التّفريع .
وعطف الأمر بالتّوبة بحرف التّراخي للوجه المتقدّم في قوله : { ويا قوم استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه } [ هود : 51 ] في الآية المتقدمة .
وجملة { إنّ ربّي قريب مجيب } استئناف بيانيّ كأنهم استعظموا أن يكون جرمهم ممّا يقبل الاستغفار عنه ، فأجيبوا بأنّ الله قريب مجيب ، وبذلك ظهر أنّ الجملة ليست بتعليل . وحرف { إنّ } فيها للتّأكيد تنزيلاً لهم في تعظيم جرمهم منزلة من يشكّ في قبول استغفاره .
والقرب : هنا مستعار للرأفة والإكرام ، لأنّ البعد يستعار للجفاء والإعراض . قال جبير بن الأضبط
: ... تباعد عنّي مطحل إذ دعوته
أمين فزاد الله ما بيننا بعداً ... فكذلك يستعار ضدّه لضدّه ، وتقدّم في قوله : { فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الداعِ } في سورة [ البقرة : 186 ]. والمجيب هنَا : مجيب الدّعاء ، وهو الاستغفار . وإجابة الدّعاء : إعطاء السائل مسؤوله .
- إعراب القرآن : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
«وَإِلى ثَمُودَ» الواو عاطفة ومتعلقان بفعل محذوف تقديره أرسلنا والجملة معطوفة «أَخاهُمْ» مفعول به للفعل المحذوف والهاء مضاف إليه «صالِحاً» بدل من أخاهم «قالَ» ماض وفاعله محذوف والجملة مستأنفة «يا قَوْمِ» يا أداة نداء قوم منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف «اعْبُدُوا» أمر والواو فاعل والجملة وما قبلها مقول القول «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «ما لَكُمْ» ما نافية لكم متعلقان بخبر محذوف «مِنْ» حرف جر زائد «إِلهٍ» مبتدأ والجملة مستأنفة «غَيْرُهُ» صفة لإله على المحل والهاء مضاف إليه «هُوَ» مبتدأ «أَنْشَأَكُمْ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر هو «مِنَ الْأَرْضِ» متعلقان بأنشأكم «وَاسْتَعْمَرَكُمْ» معطوف على أنشأكم «فِيها» متعلقان باستعمركم «فَاسْتَغْفِرُوهُ» الفاء الفصيحة وأمر وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم «ثُمَّ تُوبُوا» معطوف على ما قبله «إِلَيْهِ» متعلقان بتوبوا «إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ» إن واسمها والياء مضاف إليه وقريب ومجيب خبراها والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب
- English - Sahih International : And to Thamud [We sent] their brother Salih He said "O my people worship Allah; you have no deity other than Him He has produced you from the earth and settled you in it so ask forgiveness of Him and then repent to Him Indeed my Lord is near and responsive"
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ(11:61) And to Thamud We sent their brother Sali'h. *66 He said: 'My people! Serve Allah; you have no god other than Him. He brought you into being out of the earth, and has made you dwell in it. *67 So ask Him to forgive you, and do turn towards Him in repentance. *68 Indeed My Lord is near, responsive to prayers . *69
- Français - Hamidullah : Et Nous avons envoyé aux Thamûd leur frère Sâlih qui dit O mon peuple adorez Allah Vous n'avez point de divinité en dehors de Lui De la terre Il vous a créés et Il vous l'a fait peupler et exploiter Implorez donc Son pardon puis repentez-vous à Lui Mon Seigneur est bien proche et Il répond toujours aux appels
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir sandten zu Tamud ihren Bruder Salih Er sagte "O mein Volk dient Allah Keinen Gott habt ihr außer Ihm Er hat euch aus der Erde entstehen lassen und sie euch zu besiedeln gegeben So bittet Ihn um Vergebung hierauf bereut vor Ihm Mein Herr ist nahe und erhört die Gebete"
- Spanish - Cortes : Y a los tamudeos su hermano Salih Dijo ¡Pueblo ¡Servid a Alá No tenéis a ningún otro dios que a Él Él os ha creado de la tierra y os ha establecido en ella ¡Pedidle perdón Luego ¡volveos a Él Mi Señor está cerca escucha
- Português - El Hayek : E ao povo de Samud enviamos seu irmão Sáleh que lhes disse Ó povo meu adorai a Deus porque não tereis outradivindade além d'Ele; Ele foi Quem vos criou a terra e nela vos enraizou Implorai pois Seu perdão; voltai a Elearrependidos porque meu Senhor está próximo e é Exorável
- Россию - Кулиев : Мы отправили к самудянам их брата Салиха Он сказал О мой народ Поклоняйтесь Аллаху ибо нет у вас иного божества кроме Него Он сотворил вас из земли и поселил вас на ней Просите прощения у Него а затем покайтесь перед Ним Воистину мой Господь - Близкий Отзывчивый
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
Мы отправили к самудянам их брата Салиха. Он сказал: «О мой народ! Поклоняйтесь Аллаху, ибо нет у вас иного божества, кроме Него. Он сотворил вас из земли и поселил вас на ней. Просите прощения у Него, а затем покайтесь перед Ним. Воистину, мой Господь - Близкий, Отзывчивый».Самудяне - это известное племя, которое проживало в местечке Хиджр и долине аль-Кура. Аллах отправил к ним своего раба и посланника Салиха, который был выходцем из этого народа и собратом своих соплеменников. Ему также было велено призвать людей к поклонению одному Аллаху, и он сказал: «О мои соплеменники! Поклоняйтесь одному Аллаху и искренне служите Ему одному, потому что на небесах и на земле нет иного божества, достойного поклонения. Аллах сотворил вас из земли, поселил вас на ней и наделил властью. Он одарил вас зримыми и незримыми милостями и раскрыл перед вами большие возможности, благодаря чему вы можете строить дома, сажать деревья и засеивать поля. Вы извлекаете из этого выгоду и пользуетесь плодами своих трудов, а происходит это только по милости Аллаха. Никто не помогает Ему в этом, и никто не заслуживает поклонения наряду с Ним. Попросите же Аллаха простить вам неверие, многобожие и ослушание, которые были присущи вам в прошлом. Отрекитесь от них и обратитесь к своему Господу посредством искреннего покаяния. Воистину, Господь близок к тем, кто обращается к Нему с молитвами, прося о помощи или просто поклоняясь Ему. Он отвечает на молитвы Своих рабов, оказывая им помощь, принимая их поклонение и вознаграждая их самым славным образом». Следует знать, что близость Аллаха к творениям бывает двух видов: всеобщая и особая. Всеобщая близость проявляется в том, что Всевышний Аллах близок абсолютно ко всем творениям благодаря Своему знанию. По этому поводу Всевышний сказал: «Мы сотворили человека и знаем, что нашептывает ему душа. Мы ближе к нему, чем яремная вена» (50:16). А особая близость распространяется только на тех, кто поклоняется Аллаху, обращается к Нему с молитвами и питает к Нему искреннюю любовь. О такой близости говорится в следующем откровении: «Так нет! Не повинуйся ему, а пади ниц и приближайся к Аллаху» (96:19). Именно такая близость упоминается в обсуждаемом нами аяте и в следующем откровении: «Если Мои рабы спросят тебя обо Мне, то ведь Я близок и отвечаю на зов молящегося, когда он взывает ко Мне» (2:186). Особая близость Аллаха к Своим рабам свидетельствует о милосердии Всевышнего Господа, который отвечает на молитвы Своих рабов и удовлетворяет их желания. Именно поэтому прекрасные имена Аллаха - Близкий и Отзывчивый - упоминаются вместе.
- Turkish - Diyanet Isleri : Semud milletine kardeşleri Salih'i gönderdik "Ey milletim Allah'a kulluk edin; O'ndan başka tanrınız yoktur; sizi yeryüzünde yaratıp orayı imar etmenizi dileyen O'dur Öyleyse O'ndan mağfiret dileyin sonra da O'na tevbe edin Doğrusu Rabbim size yakın ve duaları kabul edendir" dedi
- Italiano - Piccardo : E [mandammo] ai Thamûd il loro fratello Sâlih Disse loro “O popol mio adorate Allah Non c'è dio all'infuori di Lui Vi creò dalla terra e ha fatto sì che la colonizzaste Implorate il Suo perdono e tornate a Lui Il mio Signore è vicino e pronto a rispondere”
- كوردى - برهان محمد أمين : بۆ هۆزی ثهمودیش صالح ی برایانمان ڕهوانه کرد وتی ئهی خزمهکانم گوێڕایهڵی خوای گهوره بکهن جگه لهو زاته هیچ خوایهکی ترتان نیه ئهو بهرپای کردوون له زهویداو داوای لێکردوون که ئاوهدانی بکهنهوه جا کهوابوو داوای لێ خۆشبوونی لێ بکهن پاشان بگهرێنهوه بۆ لای و فهرمانهکانی بهجێ بهێنن چونکه بهڕاستی پهروهردگاری من زۆر نزیکه و نزا وهرگره لهو کهسانهی لێی دهپارێنهوه و داوای لێ خۆشبوونی لێدهکهن
- اردو - جالندربرى : اور ثمود کی طرف ان کے بھائی صالح کو بھیجا تو انہوں نے کہا کہ قوم خدا ہی کی عبادت کرو اس کے سوا تمہارا کوئی معبود نہیں۔ اسی نے تم کو زمین سے پیدا کیا اور اس میں اباد کیا تو اس سے مغفرت مانگو اور اس کے اگے توبہ کرو۔ بےشک میرا پروردگار نزدیک بھی ہے اور دعا کا قبول کرنے والا بھی ہے
- Bosanski - Korkut : I Semudu – brata njihova Saliha "O narode moj" – govorio je on – "klanjate se samo Allahu vi drugog boga osim Njega nemate On vas od Zemlje stvara i daje vam da živite na njoj Zato Ga molite da vam oprosti i pokajte Mu se jer Gospodar moj je zaista blizu i odaziva se"
- Swedish - Bernström : OCH TILL [stammen] Thamud [sändes] deras broder Salih Han sade "Dyrka Gud mitt folk Ni har ingen gud utom Honom Han skapade er av jord och Han lärde er att bruka den och där fick ni bygga och bo Be Honom om förlåtelse för era synder och vänd ångerfulla åter till Honom Min Herre är nära och hör [människans] bön"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan kepada Tsamud Kami utus saudara mereka Shaleh Shaleh berkata "Hai kaumku sembahlah Allah sekalikali tidak ada bagimu Tuhan selain Dia Dia telah menciptakan kamu dari bumi tanah dan menjadikan kamu pemakmurnya karena itu mohonlah ampunanNya kemudian bertobatlah kepadaNya Sesungguhnya Tuhanku amat dekat rahmatNya lagi memperkenankan doa hambaNya"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
(Dan) Kami utus (kepada Tsamud saudara mereka) yang satu kabilah (Saleh. Saleh berkata, "Hai kaumku! Sembahlah Allah) artinya esakanlah Dia (sekali-kali tidak ada bagi kalian Tuhan selain Dia. Dia telah menciptakan kalian) Dialah yang mula-mula menciptakan kalian (dari bumi) yaitu dengan menciptakan bapak moyang kalian, Adam, dari tanah (dan menjadikan kalian pemakmurnya) Dia menjadikan kalian sebagai para penghuni bumi (karena itu mohonlah ampunan-Nya) dari kemusyrikan (kemudian bertobatlah) kembali kalian (kepada-Nya) dengan menjalankan ketaatan. (Sesungguhnya Rabbku amat dekat) kepada makhluk-Nya melalui pengetahuan-Nya (lagi memperkenankan.") doa orang yang meminta kepada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর সামুদ জাতি প্রতি তাদের ভাই সালেহ কে প্রেরণ করি; তিনি বললেন হে আমার জাতি। আল্লাহর বন্দেগী কর তিনি ছাড়া তোমাদের কোন উপাস্য নাই। তিনিই যমীন হতে তোমাদেরকে পয়দা করেছেন তন্মধ্যে তোমাদেরকে বসতি দান করেছেন। অতএব; তাঁর কাছে ক্ষমা প্রার্থনা কর অতঃপর তাঁরই দিকে ফিরে চল আমার পালনকর্তা নিকটেই আছেন কবুল করে থাকেন; সন্দেহ নেই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் ஸமுது கூட்டத்தினர் பால் அவர்கள் சகோதரர் ஸாலிஹை நம் தூதராக அனுப்பினோம் அவர் சொன்னார்; "என் சமூகத்தாரே அல்லாஹ்வையே நீங்கள் வணங்குங்கள் அவனைத் தவிர உங்களுக்கு வேறு நாயன் இல்லை அவனே உங்களைப் பூமியிலிருந்து உண்டாக்கி அதிலேயே உங்களை வசிக்கவும் வைத்தான் எனவே அவனிடமே பிழை பொறுக்கத் தேடுங்கள்; இன்னும் தவ்பா செய்து அவன் பக்கமே மீளுங்கள் நிச்சயமாக என் இறைவன் உங்களுக்கு மிக அருகில் இருக்கின்றான்; நம் பிரார்த்தனைகளை ஏற்பவனாகவும் இருக்கின்றான்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และยังษะมูด เราได้ส่ง พี่น้องคนหนึ่งของพวกเขาคือซอและฮ์ เขากล่าวว่า “โอ้กลุ่มชนของฉันเอ๋ย พวกท่านจงเคารพอิบาดะฮ์อัลลอฮ์เถิด พวกท่านไม่มีพระเจ้าอื่นใดนอกจากพระองค์ พระองค์ทรงบังเกิดพวกท่านพำนักอยู่ในนั้น อังนั้น พวกท่านจงขออภัยต่อพระองค์ และจงกลับเนื้อกลับตัวต่อพระองค์ แท้จริงพระเจ้าของฉันนั้นทรงอยู่ใกล้ทรงตอบรับเสมอ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Самудга биродарлари Солиҳни юбордик У Эй қавмим Аллоҳга ибодат қилинг Сиз учун Ундан ўзга илоҳ йўқ У сизларни ердан пайдо қилди ва унга сизни ободлиги учун қўйди Бас Унга истиғфор айтинг сўнгра Унга тавба қилинг Албатта Роббим яқин ва ижобат қилгувчидир деди
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已派遣赛莫德人的弟兄撒立哈去教化他们,他说:我的宗族啊!你们应当崇拜真主,除他外,绝无应受你们崇拜的。他用地上的土创造你们,并使你们在大地上居住,故你们应当向他求饶,然后归依他。我的主确是临近的,确是有求必应的。
- Melayu - Basmeih : Dan kepada kaum Thamud kami utuskan saudara mereka Nabi Soleh Ia berkata "Wahai kaumku Sembahlah kamu akan Allah Sebenarnya tiada Tuhan bagi kamu selain daripadaNya Dia lah yang menjadikan kamu dari bahanbahan bumi serta menghendaki kamu memakmurkannya Oleh itu mintalah ampun kepada Allah dari perbuatan syirik kemudian kembalilah kepadaNya dengan taat dan tauhid Sesungguhnya Tuhanku sentiasa dekat lagi sentiasa memperkenankan permohonan hambaNya"
- Somali - Abduh : Thamuudna waxaan u dirray Walaalkeed Nabi Saalax wuxuuna yidhi Qoomkayow Caabuda Eebe Ilaa Eebe ka soo hadhay ma idiin sugnee isagaana idiinka ahaysiiyey Dhulka idinkuna Camiray dhexdeeda ee dambidhaaf warsada una toobad keena illeen Eebahay waa dhawyahay oo ajiibaa Baryade
- Hausa - Gumi : Kuma zuwa ga Samũdãwa an aika ɗan'uwansu Sãlihu Ya ce "Ya mutãnena Ku bauta wa Allah Bã ku da wani abin bautãwa fãce Shi Shĩ ne Ya ƙãga halittarku daga ƙasa kuma Ya sanya ku mãsu yin kyarkyara a cikinta Sai ku nẽme Shi gãfara sa'an nan kuma ku tũba zuwa gare Shi Lalle Ubangijina Makusanci ne Mai karɓãwa"
- Swahili - Al-Barwani : Na kina Thamud tuliwapelekea ndugu yao Saleh Akasema Enyi watu wangu Muabuduni Mwenyezi Mungu Nyinyi hamna Mungu ila Yeye Yeye ndiye aliye kuumbeni katika ardhi na akakuwekeni humo Basi mwombeni msamaha kisha mtubu kwake Hakika Mola wangu Mlezi yupo karibu anaitikia maombi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ia dërguam Themudit vëllaun e tyre Salihun “O populli im” tha ai “Adhuronie vetëm Perëndinë Ju s’keni zot tjetër përveç Atij Ai ju krijoi nga toka dheu dhe ju dha të jetoni në të; andaj kërkoni falje nga Ai dhe kthehuni tek Ai Me të vërtetë Zoti im është afër dhe Ai u përgjigjet lutjeve”
- فارسى - آیتی : و بر قوم ثمود برادرشان صالح را فرستاديم. گفت: اى قوم من، خداى يكتا را بپرستيد. شما را جز او خدايى نيست. اوست كه شما را از زمين پديد آورده است و خواست كه آبادانش داريد. پس آمرزش خواهيد و به درگاهش توبه كنيد. هر آينه پروردگار من نزديك است و دعاها را اجابت مىكند.
- tajeki - Оятӣ : Ва бар қавми Самуд бародарашон Солеҳро фиристодем. Гуфт: «Эй қавми ман. Худой якторо бипарастед! Шуморо ҷуз Ӯ худое нест. Ӯст, ки шуморо аз замин падид овардааст ва хост, ки ободонаш доред. Пас бахшоиш хоҳед ва ба даргоҳаш тавба кунед. Албатта Парвардигори ман наздик аст ва дуъоҳоро иҷобат мекунад!»
- Uyghur - محمد صالح : سەمۇدقا ئۇلارنىڭ قېرىندىشى سالىھنى (پەيغەمبەر قىلىپ) ئەۋەتتۇق، ئۇ ئېيتتى: «ئى قەۋمىم! اﷲ قا ئىبادەت قىلىڭلار، سىلەرگە اﷲ تىن باشقا ھېچ مەبۇد (بەرھەق) يوقتۇر، ئۇ سىلەرنى زېمىندىن (يەنى تۇپراقتىن) ياراتتى، سىلەرنى زېمىندا تۇرغۇزدى، اﷲ تىن مەغپىرەت تىلەڭلار، ئاندىن ئۇنىڭغا تەۋبە قىلىڭلار، پەرۋەردىگارىم ھەقىقەتەن يېقىندۇر، (دۇئانى) ئىجابەت قىلغۇچىدۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സമൂദ് ഗോത്രത്തിലേക്ക് അവരുടെ സഹോദരന് സ്വാലിഹിനെ നാം നിയോഗിച്ചു. അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "എന്റെ ജനമേ, നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിനു വഴിപ്പെടുക. അവനല്ലാതെ നിങ്ങള്ക്കൊരു ദൈവമില്ല. അവന് നിങ്ങളെ ഭൂമിയില് നിന്ന് സൃഷ്ടിച്ചു വളര്ത്തി. നിങ്ങളെ അവിടെ കുടിയിരുത്തുകയും ചെയ്തു. അതിനാല് നിങ്ങളവനോട് മാപ്പിരക്കുക. പിന്നെ അവങ്കലേക്ക് പശ്ചാത്തപിച്ചു മടങ്ങുക. നിശ്ചയമായും എന്റെ നാഥന് നിങ്ങള്ക്ക് ഏറെ അടുത്തവനത്രെ. ഉത്തരം നല്കുന്നവനും അവന് തന്നെ.”
- عربى - التفسير الميسر : وارسلنا الى ثمود اخاهم صالحا فقال لهم يا قوم اعبدوا الله وحده ليس لكم من اله يستحق العباده غيره جل وعلا فاخلصوا له العباده هو الذي بدا خلقكم من الارض بخلق ابيكم ادم منها وجعلكم عمارا لها فاسالوه ان يغفر لكم ذنوبكم وارجعوا اليه بالتوبه النصوح ان ربي قريب لمن اخلص له العباده ورغب اليه في التوبه مجيب له اذا دعاه
*66). For further information see Towards Understanding the Qur'an, vol. Ill, al-A'raf, nn. 57-62, pp. 45-8.
*67). This substantiates the fact that there is no god other than the One True God; and that He should be the sole object of worship and service. Now, even those who associated others with God in His divinity acknowledged that it is Allah alone Who created them. Using this obvious premise, Prophet Salih (peace be on him) sought to persuade people to affirm that God alone should be worshipped. He emphasized that it is God alone Who had made them into human beings out of the lifeless materials from the earth, and had subsequently settled them on earth. In view of this, who else than God could claim godhead? Likewise, who else could claim that he ought to be served and worshipped?
*68). The Thamud had been guilty of worshipping others besides God. They are now urged to seek God's forgiveness for this grave sin.
*69). This verse is aimed at removing a major misconception which had been prevalent among the polytheists. This misconception is in fact one of the major reasons which prompted men to associate others with God in His divinity. One of man's most persistent faults is that he has conceived God to be similar to those worldly rulers who immerse themselves in a life of ease and luxury in their grand palaces. Such rulers are normally far removed from their subjects. To all intents and purposes they are well beyond the direct access of their subjects. The only way for their subjects to reach them is through the auspices of their favourite courtiers. And even if a subject succeeds in conveying his pleadings through a courtier, these rulers are often too arrogant to directly respond to such pleadings. This is one aspect of the function of a courtier - to communicate to a ruler the pleadings of his subjects, and also to communicate to the subjects the response of the ruler.
Since God was often conceived in the image of such worldly rulers many people fell prey to the false belief that God is well above the reach of ordinary human beings. This belief spread further because many clever people found it quite profitable to propagate such a notion. No wonder many people felt God could only be approached through powerful intermediaries and intercessors. The only way that a person's prayer could reach God and be answered by Him was to approach Him through one of the holy men. It was, therefore, considered necessary to grease the palm of the religious functionaries who supposedly enjoyed the privilege of conveying a man's offerings and prayers to the One on high. This misconception gave birth to a pantheon of small and large deities and intercessors who are supposed to act as intermediaries between man and God. This misconception has given rise to institutionalized priesthood, according to which no ritual, whether relating to birth or death, can be performed without the active participation of the priests.
Prophet Salih (peace be on him) strikes at the root of this ignorant system, and totally demolishes its intellectual infrastructure. This he does by emphasizing two facts: that God is extremely close to His creatures and that He answers their prayers. Thus he refutes many misconceptions about God: that He is far away, altogether withdrawn from human beings, and that He does not answer their prayers if they are to directly approach Him. God, no doubt, is transcendent, and yet He is extremely close to every person. Everyone will find Him just beside himself. Everyone can whisper to Him the innermost desires of his heart. Everyone can address his prayers to God both in public and in private, by verbally expressing those prayers or addressing them to Him without so much as uttering a single word. Moreover, God answers the prayers of all His creatures directly. The fact is that God's court with all its majesty is just around everyone's corner, so close to one's threshold, and always open to all. How silly it is, therefore, for people to search for those intercessors who they think will help them approach God, (See also Towards Understanding the Qur'an, vol. I, al-Baqarah 2, n. 188.)