- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَلَمَّا رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُواْ لَا تَخَفْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ۚ قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط
- عربى - التفسير الميسر : فلما رأى إبراهيم أيديهم لا تَصِل إلى العجل الذي أتاهم به ولا يأكلون منه، أنكر ذلك منهم، وأحس في نفسه خيفة وأضمرها، قالت الملائكة -لما رأت ما بإبراهيم من الخوف-: لا تَخَفْ إنا ملائكة ربك أُرسلنا إلى قوم لوط لإهلاكهم.
- السعدى : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
{ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ } أي: إلى تلك الضيافة { نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } وظن أنهم أتوه بشر ومكروه، وذلك قبل أن يعرف أمرهم.
فـ { قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ } أي: إنا رسل الله, أرسلنا الله إلى إهلاك قوم لوط.
- الوسيط لطنطاوي : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
ثم بين - سبحانه - حال إبراهيم عندما رأى ضيوفه لا يأكلون من طعامه فقال : ( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً .
. . )
ومعنى ( نَكِرَهُمْ ) : نفر منهم ، وكره تصرفهم . نقول فلان نكر حال فلان - كعلم - وأنكره نكراً ونكوراً . . . إذا وجده على غير ما يعهده فيه ، ويتوقعه منه .
( وَأَوْجَسَ ) من الوجس وهو الصوت الخفى ، والمراد به هنا : الإِحساس الخفى بالخوف والفزع الذى يقع فى النفس عند رؤية ما يقلقها ويخيفها .
أى : فلما رأى إبراهيم - عليه السلام - ضيوفه لا تمتد أيديهم إلى الطعام الذى قدمه لهم ، نفر منهم ، وأحس فى نفسه من جهتهم خوفاً ورعباً؛ لأن امتناع الضيف عن الأكل من طعام مضيفه - بدون سبب مقنع 0- يشعر بأن هذا الضيف ينوى شراً به . . . والتقاليد فى كثير من البلاد إلى الآن تؤيد ذلك .
ولذا قالت الملائكة لإِبراهيم عندما لاحظوا ما يساور نفسه من الخوف : ( لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ )
أى : لا تخف يا إبراهيم فإنا لسنا ضيوفا من البشر ، وإنما نحن رسل من الله - تعالى - أرسلنا إلى قوم لوط لإِهلاكهم .
وقد جاء فى بعض الآيات أنه صارحهم بالخوف منهم ، ففى سورة الحجر قال - تعالى - : ( وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ . إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ . قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ . . . ).
- البغوى : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ) أي : إلى العجل ، ( نكرهم ) أنكرهم ، ( وأوجس ) أضمر ، ( منهم خيفة ) خوفا . قال مقاتل : وقع في قلبه ، وأصل الوجوس : الدخول ، كان الخوف دخل قلبه . وقال قتادة : وذلك أنهم كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وإنما جاء بشر . ( قالوا لا تخف ) يا إبراهيم إنا رسل ربك . يعني : ( إنا ) ملائكة الله ( أرسلنا إلى قوم لوط ) .
- ابن كثير : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
وقوله : ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ) تنكرهم ، ( وأوجس منهم خيفة ) وذلك أن الملائكة لا همة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه; فلهذا رأى حالهم معرضين عما جاءهم به ، فارغين عنه بالكلية فعند ذلك نكرهم ، ( وأوجس منهم خيفة ) .
قال السدي : لما بعث الله الملائكة لقوم لوط أقبلت تمشي في صور رجال شبان حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه ، فلما رآهم [ إبراهيم ] أجلهم ، ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ) فذبحه ثم شواه في الرضف . [ فهو الحنيد حين شواه ] وأتاهم به فقعد معهم ، وقامت سارة تخدمهم فذلك حين يقول : " وامرأته قائمة وهو جالس " في قراءة ابن مسعود : " فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون قالوا : يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن . قال فإن لهذا ثمنا . قالوا وما ثمنه ؟ قال : تذكرون اسم الله على أوله ، وتحمدونه على آخره فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال : حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا " ، ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ) يقول : فلما رآهم لا يأكلون فزع منهم ، وأوجس منهم خيفة ، فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ، ضحكت وقالت : عجبا لأضيافنا هؤلاء ، [ إنا ] نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم ، وهم لا يأكلون طعامنا .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا نصر بن علي ، [ حدثنا ] نوح بن قيس ، عن عثمان بن محصن في ضيف إبراهيم قال : كانوا أربعة : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، ورفائيل . قال نوح بن قيس : فزعم نوح بن أبي شداد أنهم لما دخلوا على إبراهيم ، فقرب إليهم العجل ، مسحه جبريل بجناحه ، فقام يدرج حتى لحق بأمه ، وأم العجل في الدار .
وقوله تعالى إخبارا عن الملائكة : ( قالوا لا تخف ) [ إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت ] ) أي قالوا : لا تخف منا ، إنا ملائكة أرسلنا إلى قوم لوط لنهلكهم . فضحكت سارة استبشارا [ منها ] بهلاكهم ، لكثرة فسادهم ، وغلظ كفرهم وعنادهم ، فلهذا جوزيت بالبشارة بالولد بعد الإياس .
وقال قتادة : ضحكت [ امرأته ] وعجبت [ من ] أن قوما يأتيهم العذاب وهم في غفلة [ فضحكت من ذلك وعجبت فبشرناها بإسحاق ] .
وقوله : ( ومن وراء إسحاق يعقوب ) قال العوفي ، عن ابن عباس : ( فضحكت ) أي : حاضت .
وقول محمد بن قيس : إنها إنما ضحكت من أنها ظنت أنهم يريدون أن يعملوا كما يعمل قوم لوط ، وقول الكلبي إنها إنما ضحكت لما رأت من الروع بإبراهيم . ضعيفان جدا ، وإن كان ابن جرير قد رواهما بسنده إليهما ، فلا يلتفت إلى ذلك ، والله أعلم .
وقال وهب بن منبه : إنما ضحكت لما بشرت بإسحاق . وهذا مخالف لهذا السياق ، فإن البشارة صريحة مرتبة على .
- القرطبى : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
قوله تعالى : فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم يقول : أنكرهم ; تقول : نكرتك وأنكرتك واستنكرتك إذا وجدته على غير ما عهدته ; قال الشاعر :
وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا
فجمع بين اللغتين . ويقال : نكرت لما تراه بعينك . وأنكرت لما تراه بقلبك .
- الطبرى : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
القول في تأويل قوله تعالى : فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: فلما رأى إبراهيم أيديَهم لا تصل إلى العجل الذي أتاهم به، والطعام الذي قدّم إليهم ، نكرهم، وذلك أنه لما قدم طعامه صلى الله عليه وسلم إليهم ، فيما ذكر، كفّوا عن أكله، لأنهم لم يكونوا ممن يأكله. وكان إمساكهم عن أكله ، عند إبراهيم ، وهم ضِيَفانه مستنكرًا. ولم تكن بينهم معرفةٌ، وراعه أمرهم، وأوجس في نفسه منهم خيفة.
* * *
وكان قتادة يقول: كان إنكاره ذلك من أمرهم ، كما:-
18311- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) ، وكانت العرب إذا نـزل بهم ضيف فلم يطعم من طعامهم، ظنوا أنه لم يجئ بخير، وأنه يحدِّث نفسه بشرّ.
18312- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرَهم) ، قال : كانوا إذا نـزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم، ظنوا أنه لم يأت بخير، وأنه يحدّث نفسه بشرّ، ثم حدَّثوه عند ذلك بما جاؤوا.
*وقال غيره في ذلك ما:-
18313- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا إسرائيل، عن الأسود بن قيس، عن جندب بن سفيان قال: لما دخل ضيف إبراهيم عليه السلام ، قرّب إليهم العجل، فجعلوا ينكتُون بقِداح في أيديهم من نبْل، ولا تصل أيديهم إليه، نكرهم عند ذلك. (37)
* * *
يقال منه: " نكرت الشيء أنكره "، و " أنكرته أنكره " ، بمعنى واحد، ومن " نكرت " و " أنكرت "، قول الأعشى:
وَأَنْكَـرَتْنِي وَمَـا كَـانَ الَّـذِي نَكِـرَتْ
مِـنَ الحَـوَادِثِ , إلا الشَّـيْبَ وَالصَّلَعَا (38)
فجمع اللغتين جميعا في البيت. وقال أبو ذؤيب:
فَنَكِرْنَــهُ , فَنَفَـرْنَ, وامْتَرَسَـتْ بِـهِ
هَوْجَــاءُ هَادِيَــةٌ وَهَــادٍ جُرْشُـعُ (39)
* * *
وقوله: (وأوجس منهم خيفة) ، يقول: أحسَّ في نَفسه منهم خيفة وأضمرها. (40) ، (قالوا لا تخف ) ، يقول: قالت الملائكة ، لما رأت ما بإبراهيم من الخوف منهم: لا تخف منا وكن آمنًا، فإنا ملائكة ربّك ، (أرسلنا إلى قوم لوط).
---------------------
الهوامش :
(37) الأثر : 18313 - " الأسود بن قيس العبدي ، البجلي " ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 7440 .
و" جندب بن سفيان " ، منسوب إلى جده ، وهو : " جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي " ، كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم غلامًا حزورًا ، كما قال هو ، وهو الذي راهق ، ولم يدرك بعد . مترجم في الإصابة ، وغيره ، وفي التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 220 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 510 .
(38) ديوانه : 72 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 293 ، واللسان ( نكر ) وغيرهما ، وسيأتي في التفسير 29 : 145 ( بولاق ) ، ومما يرويه أبو عبيدة ، أن أبا عمرو بن العلاء قال : " أنا قلت هذا البيت وأستغفر الله " ، فلم يروه ، وأنه أنشد بشارًا هذا البيت وهو يسمعه وقيل له : إنه للأعشى ، فقال : ليس هذا من كلامه . فقلت له : يا سيدي ، ولا عرف القصيدة . ثم قال : أعمى شيطان . وهذه قصة تروى أنا في شك منها .
(39) ديوانه ، ( ديوان الهذليين ) 1 : 8 ، وشرح المفضليات : 867 ، وغيرهما ، يذكر حمر الوحش ، لما شرعت في الماء ، وسمعت حس الصائد ، فقال :
فَشَــرِبْنَ ثُـمَّ سَـمِعْنَ حِسًّـا دُونَـهُ
شَـرَفُ الحِجَـابِ , وَرَيْبَ قَرْعٍ يَقْرَعُ
وَنمِيمَــةً مِـنْ قَــانِصٍ متلبِّــبٍ
فـي كَفِّـهِ جَـشْءٌ أَجَـشُّ وأَقْطَـعُ
يقول : سمعن حس الصائد ، يحجبه ما ارتفع من الحرة وهو " شرف الحجاب " ، ثم يقول : سمعن ما رابهن من قرع القوس وصوت الوتر ، وسمعن نميمة الصائد ، وهو ما ينم عليه من حركته ، و" المتلبب "المحتزم بثوبه . و" الجشء " القضيب الذي تعمل منه القوس . و" أجش " غليظ الصوت . و" الأقطع " جمع " قطع " ( بكسر فسكون ) ، وهو نصل بين النصلين ، صغير . يقول : فلما سمعت ذلك أنكرته فنفرت ، فامترست الأتان بالحمار ، أي دنت منه دنوًا شديدًا ، من شدة ملازمتها له . و"سطعاء " طويلة العنق ، و"هادية " متقدمة ، وهو "هاد " متقدم ، " جرشع "، منتفخ الجنبين .
وأما رواية " هوجاء هادية " ، فإنه يعني : جريئة متقدمة . .
(40) انظر تفسير " خيفة " فيما سلف 13 : 353 .
- ابن عاشور : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
و { لا تصل إليه } أشد في عدم الأخذ من ( لا تتناوله ).
ويقال : نكر الشيء إذا أنكره أي كرهه .
وإنّما نكرهم لأنّه حسب أنّ إمساكهم عن الأكل لأجل التبرّؤ من طعامه ، وإنّما يكون ذلك في عادة النّاس في ذلك الزّمان إذا كان النّازل بالبيت يضمر شرّاً لمضيّفه ، لأنّ أكل طعام القرى كالعهد على السّلامة من الأذى ، لأنّ الجزاء على الإحسان بالإحسان مركوز في الفطرة ، فإذا انكفّ أحد عن تناول الإحسان فذلك لأنّه لا يريد المسالمة ولا يرضى أن يكون كفوراً للإحسان .
ولذلك عقب قوله { نكرهم } ب { أوجس منهم خيفة } ، أي أحسّ في نفسه خيفة منهم وأضمر ذلك . ومصدره الإيجاس . وذلك أنّه خشي أن يكونوا مضمرين شرّاً له ، أي حسبهم قطّاعاً ، وكانوا ثلاثة وكان إبراهيم عليه السّلام وحده .
وجملة { قالوا لا تخف } مفصولة عمّا قبلها ، لأنّها أشبهت الجواب ، لأنّه لمّا أوجس منهم خيفة ظهر أثرها على ملامحه ، فكان ظهور أثرها بمنزلة قوله إنّي خفت منكم ، ولذلك أجابوا ما في نفسه بقولهم : { لا تَخف } ، فحكي ذلك عنهم بالطّريقة الّتي تحكى بها المحاورات ، أو هو جواب كلام مقدّر دلّ عليه قوله : { وأوجس منهم خيفة } ، أي وقال لهم : إنّي خفت منكم ، كما حكي في سورة [ الحجر : 52 ] { قال إنّا منكم وَجِلون } ومن شأن النّاس إذا امتنع أحد من قبول طعامهم أن يقولوا له : لعلّك غادر أو عَدوّ ، وقد كانوا يقولون للوافد : أحَرْبٌ أم سِلْمٌ .
وقولهم : { إنّا أرسلنا إلى قوم لوط } مكاشفة منهم إيّاه بأنّهم ملائكة . والجملة استئناف مبينة لسبب مجيئهم .
والحكمةُ من ذلك كرامة إبراهيم عليه السّلام وصدورهم عن علم منه .
وحذف متعلّق { أرسلنا } أي بأي شيء ، إيجازاً لظهوره من هذه القصّة وغيرها .
وعبّر عن الأقوام المراد عذابهم بطريق الإضافة { قوم لوط } إذ لم يكن لأولئك الأقوام اسم يجمعهم ولا يرجعون إلى نسب بل كانوا خليطاً من فصائل عرفوا بأسماء قراهم ، وأشهرها سدوم كما تقدّم في الأعراف .
- إعراب القرآن : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
«فَلَمَّا» الفاء استئنافية ولما الحينية ظرف زمان «رَأى » ماض فاعله مستتر والجملة مضاف إليه «أَيْدِيَهُمْ» مفعول به والهاء مضاف إليه «لا» نافية «تَصِلُ» مضارع فاعله مستتر «إِلَيْهِ» متعلقان بتصل والجملة استئنافية «نَكِرَهُمْ» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «وَ أَوْجَسَ» الواو عاطفة وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة «مِنْهُمْ» متعلقان بحال محذوفة «خِيفَةً» مفعول لأجله «قالُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «لا تَخَفْ» لا ناهية ومضارع مجزوم والفاعل مستتر والجملة مقول القول «إِنَّا» إن واسمها والجملة مقول القول «أُرْسِلْنا» ماض مبني للمجهول ونا نائب فاعل «إِلى قَوْمِ» متعلقان بأرسلنا «لُوطٍ» مضاف إليه والجملة خبر إن.
- English - Sahih International : But when he saw their hands not reaching for it he distrusted them and felt from them apprehension They said "Fear not We have been sent to the people of Lot"
- English - Tafheem -Maududi : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ(11:70) When he perceived that their hands could not reach it, he mistrusted them, and felt afraid of them. *76 They said: 'Do not be afraid. We have been sent to the people of Lot. *77
- Français - Hamidullah : Puis lorsqu'il vit que leurs mains ne l'approchaient pas il fut pris de suspicion à leur égard et ressentit de la peur vis-à-vis d'eux Ils dirent N'aie pas peur nous sommes envoyés au peuple de Lot
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Als er aber sah daß ihre Hände nicht danach hinlangten fand er es von ihnen befremdlich und er empfand Furcht vor ihnen Sie sagten "Fürchte dich nicht Wir sind zu dem Volk Luts gesandt"
- Spanish - Cortes : Y cuando vio que sus manos no lo tocaban sospechó de ellos y sintió temor de ellos Dijeron ¡No temas Se nos ha enviado al pueblo de Lot
- Português - El Hayek : Porém quando observou que suas mãos hesitavam em tocar o vitelo desconfiou deles sentindolhes temor Disseram Não temas porque somos enviados contra o povo de Lot
- Россию - Кулиев : Увидев что они не дотрагиваются до еды он усомнился в них и почувствовал страх перед ними Посланцы сказали Не бойся Воистину мы посланы к народу Лута Лота
- Кулиев -ас-Саади : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
Увидев, что они не дотрагиваются до еды, он усомнился в них и почувствовал страх перед ними. Посланцы сказали: «Не бойся! Воистину, мы посланы к народу Лута (Лота)».Когда благородные ангелы явились к возлюбленному Аллаха, Божьему посланнику Ибрахиму, они принесли ему радостную весть о скором рождении мальчика. Это произошло, когда Аллах отправил ангелов погубить народ Лута и повелел им пройти через поселение Ибрахима и обрадовать его вестью о рождении Исхака. Войдя к святому пророку, ангелы поприветствовали его миром, и он также поприветствовал их миром. Это свидетельствует о том, что приветствие миром было узаконено даже в религии пророка Ибрахима, причем приветствовать встречного следует до того, как начать разговор. Это также свидетельствует о том, что отвечать на приветствие следует более обширным приветствием. Дело в том, что приветствие ангелов выражено глагольным предложением, которое в арабском языке подчеркивает обновление речи, тогда как ответное приветствие Ибрахима выражено именным предложением, которое подразумевает продолжение речи. Между глагольным и именным предложениями вообще существует большая разница, которая хорошо известна знатокам арабского языка. Когда гости вошли в дом Ибрахима, он отправился поскорее преподнести им зажаренного жирного теленка. Он положил перед ними теленка и сказал: «Не отведаете ли нашего угощения?» Однако гости даже не протянули руки для того, чтобы попробовать угощение, и тогда Ибрахиму стало боязно. Он подумал, что они явились с дурными намерениями и собираются причинить ему зло. И тогда ангелы сказали: «Не бойся нас! Мы - посланцы Аллаха, которым поручено уничтожить народ Лута».
- Turkish - Diyanet Isleri : Ellerini ona uzatmadıklarını görünce durumlarını beğenmedi ve içine korku düştü Onlar "Korkma biz Lut milletine gönderildik" dediler
- Italiano - Piccardo : Quando vide che le loro mani non lo avvicinavano si insospettì ed ebbe paura di loro Dissero “Non aver paura In verità siamo stati inviati al popolo di Lot”
- كوردى - برهان محمد أمين : جا کاتێك ئیبراهیم بینی دهستی بۆ نابهن کارهکهیانی به نائاسایی داناو لهدڵی خۆیدا لێیان ترسا ئهوانیش ههستیان پێکردو وتیان مهترسه بهڕاستی ئێمه نێردراوین بۆ لای قهومهکهی لوط
- اردو - جالندربرى : جب دیکھا کہ ان کے ہاتھ کھانے کی طرف نہیں جاتے یعنی وہ کھانا نہیں کھاتے تو ان کو اجنبی سمجھ کر دل میں خوف کیا۔ فرشتوں نے کہا کہ خوف نہ کیجیے ہم قوم لوط کی طرف ان کے ہلاک کرنے کو بھیجے گئے ہیں
- Bosanski - Korkut : A kad vidje da ga se ruke njihove ne dotiču on osjeti da nisu gosti i obuze ga neka zebnja od njih "Ti se ne boj" – rekoše oni – "mi smo Lutovu narodu poslani"
- Swedish - Bernström : Men när han såg att de inte sträckte sina händer mot födan blev han rädd [att de hade onda avsikter] [Men] de sade "Var inte orolig Vi har sänts till Lots folk"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka tatkala dilihatnya tangan mereka tidak menjamahnya Ibrahim memandang aneh perbuatan mereka dan merasa takut kepada mereka Malaikat itu berkata "Jangan kamu takut sesungguhnya kami adalah malaikatma]aikat yang diutus kepada kaum Luth"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
(Maka tatkala dilihatnya tangan mereka tidak menjamahnya, Ibrahim memandang aneh perbuatan mereka) merasa heran dengan kelakuan mereka itu (dan mulai timbul) memendam rasa di dalam hati (rasa takut terhadap mereka) ketakutan. (Malaikat itu berkata, "Jangan kamu takut, sesungguhnya kami adalah malaikat-malaikat yang diutus kepada kaum Luth.") untuk membinasakan mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কিন্তু যখন দেখলেন যে আহার্য্যের দিকে তাদের হস্ত প্রসারিত হচ্ছে না তখন তিনি সন্ধিগ্ধ হলেন এবং মনে মনে তাঁদের সম্পর্কে ভয় অনুভব করতে লাগলেন। তারা বললভয় পাবেন না। আমরা লূতের কওমের প্রতি প্রেরিত হয়েছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆனால் அவர்களுடைய கைகள் அதன் உணவின் பக்கம் செல்லாததைக் கண்டு அவர் அவர்களைப் பற்றி ஐயப்பட்டார் அவர்கள் மீது அவருக்குப் பயமும் ஏற்பட்டுவிட்டது; ஆனால் அவர்களோ அவரைப் பார்த்து "பயப்படாதீர் நிச்சயமாக நாங்கள் லூத்துடைய சமூகத்தார்பால் அனுப்பப்பட்டிருக்கிறோம்" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ครั้นเมื่อเขาเห็นว่ามือของพวกเขาไม่ถึงมัน เขาไม่พอใจและรู้สึกกลัวพวกเขา พวกเขากล่าวว่า “อย่ากลัวเลย แท้จริงเราถูกส่งมายังกลุ่มชนของลูฏ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уларнинг қўллари утаомга етмаётганини кўриб улардан ҳайрон бўлди ва ичида хавфсиради Улар Қўрқма биз Лут қавмига юборилганмиз дедилар Фаришталар одам суратида келган эдилар Шунинг учун Иброҳим а с саҳроликларнинг меҳмондўстликлари асосида уларни зиёфат қилишга шошилдилар Тезда пиширилган бузоқ гўштини олиб келиб меҳмонлар олдига қўйганларида фаришталар таом емасликлари сабабидан унга қўл узатмай ўтиравердилар Бу ҳол Иброҳимга а с ғалати кўринди ва улардан хавфсирай бошладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 当他看见他们不伸手去取犊肉的时候,他认为他们是奇怪的,他对他们觉得有点害怕。他们说:你不要害怕,我们确是被派到鲁特的宗族去的。
- Melayu - Basmeih : Maka apabila ia melihat tangan mereka tidak menyentuh hidangan itu ia merasa pelik akan hal mereka serta merasa takut dari keadaan mereka Melihat kecemasannya mereka berkata "Janganlah engkau takut wahai Ibrahim sebenarnya kami ini diutus kepada kaum Lut untuk membinasakan mereka"
- Somali - Abduh : markuu arkay in ayna gacmahoodu gaadhayn wuu la yaabay wuxuuna iska kasay cabsi xaggooda ah waxayna dheheen ha cabsan waxaa naloo soo diray Qoomka Nabi Luudhe
- Hausa - Gumi : Sa'an nan a lõkacin da ya ga hannayensu bã su sãduwa zuwa gare shi maraƙin sai ya yi ƙyãmarsu kuma ya ji tsõronsu Suka ce "Kada kaji tsõro lalle ne mũ an aiko mu ne zuwa ga mutãnen Lũɗu"
- Swahili - Al-Barwani : Basi alipoona mikono yao haimfikilii aliwatilia shaka na akawaogopa Wakasema Usiogope Hakika sisi tumetumwa kwa kaumu ya Lut'
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kur pa Ibrahimi se duart e tyre nuk po e përkasin atë viçin nuk u pëlqeu ky ngurrim i tyre ndaj ushqimit dhe ndjeu frikë nga ata Engjëjt thanë “Mos u friko na jemi dërguar te populli i Lutit”
- فارسى - آیتی : و چون ديد كه بدان دست نمىيازند، آنان را ناخوش داشت و در دل از آنها بيمناك شد. گفتند: مترس، ما بر قوم لوط فرستاده شدهايم.
- tajeki - Оятӣ : Ва чун дид, ки ба он даст дароз намекунанд, ононро нохуш дошт ва дар дил аз онҳо бимнок шуд, гуфтанд: «Матарс, мо бар қавми Лут фиристода шудаем».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ (يەنى پەرىشتىلەرنىڭ) ئۇنىڭغا قول ئۇزاتمايۋاتقانلىقىنى كۆرۈپ، ئۇلارنى خوش كۆرمىدى، ئۇلاردىن قورقۇنچ ھېس قىلدى، ئۇلار: «قورقمىغىن (بىز رەببىڭنىڭ پەرىشتىلىرى، تاماق يېمەيمىز)، بىز ھەقىقەتەن لۇتنىڭ قەۋمىنى (ھالاك قىلىش ئۈچۈن) ئەۋەتىلدۇق» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരുടെ കൈകള് അതിലേക്ക് നീളുന്നില്ലെന്ന് കണ്ടപ്പോള് അദ്ദേഹത്തിന് അവരെ സംബന്ധിച്ച് സംശയമായി. അവരെപ്പറ്റി പേടി തോന്നുകയും ചെയ്തു. അവര് പറഞ്ഞു: "പേടിക്കേണ്ട. ഞങ്ങള് ലൂത്വിന്റെ ജനതയിലേക്ക് നിയോഗിക്കപ്പെട്ടവരാണ്.”
- عربى - التفسير الميسر : فلما راى ابراهيم ايديهم لا تصل الى العجل الذي اتاهم به ولا ياكلون منه انكر ذلك منهم واحس في نفسه خيفه واضمرها قالت الملائكه لما رات ما بابراهيم من الخوف لا تخف انا ملائكه ربك ارسلنا الى قوم لوط لاهلاكهم
*76). Some commentators on the Qur'an are of the view that when the guests hesitated to take food Prophet Abraham (peace be on him) felt suspicious about their intentions. He even became apprehensive that they had come with some hostile design. For, in Arabia when someone declines the food offered to him by way of hospitality, this gives rise to the fear that he has not come as a guest but rather with subversive purposes. The very next verse, however, does not lend any support to this view.
*77). The words as well as the tone of the verse suggest that as soon as Abraham (peace be on him) noticed that his guests were disinclined to eat, he realized that they were angels. Since angels appear in human form only in very exceptional circumstances, what terrified Abraham (peace be on him) was the possibility that the angels may have been sent to inflict punishment on account of any lapses that he himself, his family, or his people may have committed. Had Abraham (peace be on him) not been sure about the identity of his guests - as some Qur'an-commentators believe - they would have said: 'Do not fear, we are angels sent by your Lord.' However, they did not say so. They rather tried to allay Abraham's fears by saying: 'Do not be afraid, we have been sent to the people of Lot.' It is, thus, clear that Abraham had become aware of their true identity. What caused Abraham (peace be on him) to worry was the idea that the angels had been sent to his people, that his people were about to suffer a severe chastisement. However, he was soon to feel relieved that the angels had been sent to the people of Lot rather than to his own. So there was no reason to fear that his own people would soon suffer destruction.