- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَجَآءَهُۥ قَوْمُهُۥ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ۚ قَالَ يَٰقَوْمِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِىٓ ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
- عربى - نصوص الآيات : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات ۚ قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ۖ فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ۖ أليس منكم رجل رشيد
- عربى - التفسير الميسر : وجاء قومُ لوط يسرعون المشي إليه لطلب الفاحشة، وكانوا مِن قبل مجيئهم يأتون الرجال شهوة دون النساء، فقال لوط لقومه: هؤلاء بناتي تَزَوَّجوهن فهنَّ أطهر لكم مما تريدون، وسماهن بناته؛ لأن نبي الأمة بمنزلة الأب لهم، فاخشوا الله واحذروا عقابه، ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي، أليس منكم رجل ذو رشد، ينهى من أراد ركوب الفاحشة، فيحول بينهم وبين ذلك؟
- السعدى : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
فـ { وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } أي: يسرعون ويبادرون، يريدون أضيافه بالفاحشة، التي كانوا يعملونها، ولهذا قال: { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } أي: الفاحشة التي ما سبقهم عليها أحد من العالمين.
{ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } من أضيافي، [ وهذا كما عرض لسليمان صلى الله عليه وسلم، على المرأتين أن يشق الولد المختصم فيه, لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن، ولا حق لهم فيهن. والمقصود الأعظم، دفع هذه الفاحشة الكبرى ]
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي } أي: إما أن تراعوا تقوى الله, وإما أن تراعوني في ضيفي، ولا تخزون عندهم.
{ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ } فينهاكم، ويزجركم، وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم، من الخير والمروءة.
- الوسيط لطنطاوي : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
ثم بين - سبحانه - ما كان من قوم لوط - عليه السلام - عندما علموا بوجود هؤلاء الضويف عنده فقال : ( وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات . . . )
- ويهرعون - بضم الياء وفتح الراء على صيغة المبنى للمفعول - أى : يدفع بعضهم بعضاً بشدة ، كأن سائقاً يسوقهم إلى المكان الذى فيه لوط وضيوفه .
يقال هُرع الرجل وأهرع - بالبناء للمفعول فيهما - إذا أعجل وأسرع لدافع يدفعه إلى ذلك .
قال الآلوسى : والعامة على قراءة مبنياً للمفعول ، وقرأ جماعة يهرعون - بفتح الياء مع البناء للفاعل - من هرع - بفتح الهاء والراء - وأصله من الهرع وهو الدم الشديد السيلان ، كأن بعضه يدفع بعضاً .
أى : وبعد أن علم قوم لوط بوجود هؤلاء الضيوف عند نبيهم ، جاءوا إليه مسرعين يسوق بعضهم بعضاً إلى بيته من شدة الفرح ، ومن قبل هذا المجئ ، كان هؤلاء القوم الفجرة ، يرتكبون السيئات الكثيرة ، التى من أقبحها إتيانهم الرجال شهوة من دون النساء .
وقد طوى القرآن الكريم ذكر الغرض الذى جاءوا من أجله ، وأشار إليه بقوله : ( وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات ) للإِشعار بأن تلك الفاحشة صارت عادة من العادات المتأصلة فى نفوسهم الشاذة ، فلا يسعون إلا من أجل قضائها .
ثم حكى القرآن بعد ذلك ما بادرهم به نبيهم بعد أن رأى هياجهم وتدافعهم نحو داره فقال : ( ياقوم هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ . . . ) يرشدهم إلى نسائهم ، فإن النبى للأمة بمنزلة الولد ، فأرشدهم إلأى ما هو أنفع لهم ، كما قال لهم فى آية أخرى : ( أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين . وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) قال مجاهد : لم يكن بناته ، ولكن كن من أمته ، وكل نبى أبو أمته . . .
وقال سعيد بن جبير : يعنى نساؤهم ، هن بناته وهو أب لهم . . .
ومنهم من يرى أن المراد ببيناته هنا : بناته من صلبه ، وأنه عرض عليهم الزواج بهن . . .
ويضعف هذا الرأى أن لوطا - عليه السلام - كان له بنتان أو ثلاثة - كما جاء فى بعض الروايات - وعدد المتدافعين من قومه إلى بيته كان كثيراً ، فكيف تكفيهم بنتان أو ثلاثة للزواج . . . ؟
ويبدو لنا أن الرأى الأول أقرب إلى الصواب ، وقد رجحه الإِمام الرازى بأن قال ما ملخصه : " وهذا لاقول عندى هو المختار ، ويدل عليه وجوه .
منها : أنه قال ( هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) وبناته اللاتى من صلبه لا تكفى للجمع العظيم ، أما نساء أمته ففيهن كفاية للكل . .
ومنها : أنه صحت الرواية أنه كان له بنتان وهما : "
زنتا وزعورا ، وإطلاق لفظ البنات على البنتين لا يجوز ، لما ثبت أن أقل الجمع ثلاثة . . . " .والمعنى : أن لوطا - عليه السلام - عندما رأى تدافعهم نحو بيته لارتكاب الفاحشة التى ما سبقهم بها من أحد من العالمين ، قال لهم : برجاء ورفق ( ياقوم ) هؤلاء نساؤكم اللائى بمنزلة بناتى ارجعوا إليهن فاقضوا شهوتكم معهن فهن أطهر لكم نفسياً وحسياً من التلوث برجس اللواط ، وأفعل التفضيل هنا وهو ( أطهر ) ليس على بابه ، بل هو للمبالغة فى الطهر .
قال القرطبى : وليس ألف أطهر للتفضيل ، حتى يتوهم أن فى نكاح الرجال طهارة ، بل هو كقولك الله أكبر - أى كبير - . . . ولم يكابر الله - تعالى - أحد حتى يكون الله - تعالى - أكبر منه . . .
ثم أضاف إلى هذا الإِرشاد لهم إرشاداً آخر فقال : ( فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي . . . )
قال الجمل : ولفظ الضيف فى الأصل مصدر ، ثم أطلق على الطلاق ليلاً إلى المضيف ، ولذا يقع على المفرد والمذكر وضديهما بلفظ واحد ، وقد يثنى فيقال : ضيفان ، ويجمع فيقال : "
أضايف وضيوف . . . "وتخزون : من الخزى وهو الإِهانة والمذلة . يقال : خزى الرجل يخزى خزياً . . . . إذا وقع فى بللية فذل بذلك .
أى : بعد أن أرشدهم إلى نسائهم ، أمرهم بتقوى الله ومراقبته ، فقال لهم : فاتقوا الله . ولا تجعلونى مخزياً مفضوحاً أمام ضويفى بسبب اعتدائكم عليهم ، فإن الاعتداء على الضيوف كأنه اعتداء على المضيف .
ويبدو أن لوطاً - عليه السلام - قد قال هذه الجملة ليلمس بها نخوتهم إن كان قد بقى فيهم بقية من نخوة ، ولكنه لما رأى إصرارهم على فجورهم وبخهم بقوله :
( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ) يهدى إلى الرشد والفضيلة . وينهى عن الباطل والرذيلة . فيقف إلى جانبى ، ويصرفكم عن ضيوفى؟
ولكن هذا النصح الحكيم من لوط لهم لم يحرك قلوبهم الميتة الآسنة . ولا فطرتهم الشاذة المنكوسة . بل ردوا عليه بقولهم :
( قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ) .
- البغوى : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
( وجاءه قومه يهرعون إليه ) قال ابن عباس وقتادة : يسرعون إليه . وقال مجاهد : يهرولون ، وقال الحسن : مشي بين مشيتين . قال شمر بن عطية : بين الهرولة والجمز .
( ومن قبل ) أي : من قبل مجيئهم إلى لوط ، ( كانوا يعملون السيئات ) كانوا يأتون الرجال في أدبارهم . ( قال ) لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان ، ( يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) يعني : بالتزويج ، وفي أضيافه ببناته ، وكان في ذلك الوقت ، تزويج المسلمة من الكافر جائزا كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب ، وأبي العاص بن الربيع قبل الوحي ، وكانا كافرين .
وقال الحسين بن الفضل : عرض بناته عليهم بشرط الإسلام .
وقال مجاهد وسعيد بن جبير : قوله : ( هؤلاء بناتي ) أراد : نساءهم ، وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته . وفي قراءة أبي بن كعب : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " .
وقيل : ذكر ذلك على سبيل الدفع لا على التحقيق ، ولم يرضوا هذا .
( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ) أي : خافوا الله ولا تخزون في ضيفي ، أي : لا تسوءوني ولا تفضحوني في أضيافي . ( أليس منكم رجل رشيد ) صالح سديد . قال عكرمة : رجل يقول لا إله إلا الله . وقال ابن إسحاق : رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
- ابن كثير : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
وقوله : ( يهرعون إليه ) أي : يسرعون ويهرولون [ في مشيتهم ويجمرون ] من فرحهم بذلك [ وروي في هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة وشمر بن عطية وسفيان بن عيينة ] .
وقوله : ( ومن قبل كانوا يعملون السيئات ) أي : لم يزل هذا من سجيتهم [ إلى وقت آخر ] حتى أخذوا وهم على ذلك الحال .
وقوله : ( قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) يرشدهم إلى نسائهم ، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد [ للرجال والنساء ] ، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة ، كما قال لهم في الآية الأخرى : ( أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ) [ الشعراء : 165 ، 166 ] وقوله في الآية الأخرى : ( قالوا أولم ننهك عن العالمين ) [ الحجر : 70 ] أي : ألم ننهك عن ضيافة الرجال ( قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين . لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) [ الحجر : 71 ، 72 ] ، وقال في هذه الآية الكريمة : ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) قال مجاهد : لم يكن بناته ، ولكن كن من أمته ، وكل نبي أبو أمته .
وكذا روي عن قتادة ، وغير واحد .
وقال ابن جريج : أمرهم أن يتزوجوا النساء ، ولم يعرض عليهم سفاحا .
وقال سعيد بن جبير : يعني نساءهم ، هن بناته ، وهو أب لهم ويقال في بعض القراءات النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم .
وكذا روي عن الربيع بن أنس ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم .
وقوله : ( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ) أي : اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم ، ( أليس منكم رجل رشيد ) أي : [ ليس منكم رجل ] فيه خير ، يقبل ما آمره به ، ويترك ما أنهاه عنه ؟
- القرطبى : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
قوله تعالى : وجاءه قومه يهرعون إليه في موضع الحال . يهرعون أي يسرعون . قال الكسائي والفراء وغيرهما من أهل اللغة : لا يكون الإهراع إلا إسراعا مع رعدة ; يقال : أهرع الرجل إهراعا أي أسرع في رعدة من برد أو غضب أو حمى ، وهو مهرع ; قال مهلهل :
فجاءوا يهرعون وهم أسارى نقودهم على رغم الأنوف
وقال آخر :
بمعجلات نحوه مهارع
وهذا مثل : أولع فلان بالأمر ، وأرعد زيد . وزهي فلان . وتجيء ولا تستعمل إلا على هذا الوجه . وقيل : أهرع أي أهرعه حرصه ; وعلى هذا يهرعون أي يستحثون عليه . ومن قال بالأول قال : لم يسمع إلا أهرع الرجل أي أسرع ; على لفظ ما لم يسم فاعله . قال ابن القوطية : هرع الإنسان هرعا ، وأهرع : سيق واستعجل . وقال الهروي يقال : هرع الرجل وأهرع أي استحث . قال ابن عباس وقتادة والسدي : ( يهرعون يهرولون ) . الضحاك : يسعون . ابن عيينة : كأنهم يدفعون . وقال شمر بن عطية : هو مشي بين الهرولة والجمزى . وقال الحسن : مشي بين مشيين ; والمعنى متقارب . وكان سبب إسراعهم ما روي أن امرأة لوط الكافرة ، لما رأت الأضياف وجمالهم وهيئتهم ، خرجت حتى أتت مجالس قومها ، فقالت لهم : إن لوطا قد أضاف الليلة فتية ما رئي مثلهم جمالا ; وكذا وكذا ; فحينئذ جاءوا يهرعون إليه . ويذكر أن الرسل لما وصلوا إلى بلد لوط وجدوا لوطا في حرث له . وقيل : وجدوا ابنته تستقي ماء من نهر سدوم ; فسألوها الدلالة على من يضيفهم ، ورأت هيئتهم فخافت عليهم من قوم لوط ، وقالت لهم : مكانكم ! وذهبت إلى أبيها فأخبرته ; فخرج إليهم ; فقالوا : نريد أن تضيفنا الليلة ; فقال لهم : أو ما سمعتم بعمل هؤلاء القوم ؟ فقالوا : وما عملهم ؟ فقال أشهد بالله إنهم لشر قوم في الأرض - وقد كان الله - عز وجل - قال لملائكته لا تعذبوهم حتى يشهد لوط عليهم أربع شهادات - فلما قال لوط هذه المقالة ، قال جبريل لأصحابه : هذه واحدة ، وتردد القول بينهم حتى كرر لوط الشهادة أربع مرات ، ثم دخل بهم المدينة .
قوله تعالى : " ومن قبل " أي ومن قبل مجيء الرسل . وقيل : من قبل لوط .
كانوا يعملون السيئات أي كانت عادتهم إتيان الرجال .
فلما جاءوا إلى لوط وقصدوا أضيافه قام إليهم لوط مدافعا " هؤلاء بناتي " ابتداء وخبر . وقد اختلف في قوله : " هؤلاء بناتي " فقيل : كان له ثلاث بنات من صلبه . وقيل : بنتان ; زيتا وزعوراء ; فقيل : كان لهم سيدان مطاعان فأراد أن يزوجهما ابنتيه . وقيل : ندبهم في هذه الحالة إلى النكاح ، وكانت سنتهم جواز نكاح الكافر المؤمنة ; وقد كان هذا في أول الإسلام جائزا ثم نسخ ; فزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنتا له من عتبة بن أبي لهب ، والأخرى من أبي العاص بن الربيع قبل الوحي ، وكانا كافرين . وقالت فرقة - منهم مجاهد وسعيد بن جبير - أشار بقوله : بناتي إلى النساء جملة ; إذ نبي القوم أب لهم ; ويقوي هذا أن في قراءة ابن مسعود . النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم . وقالت طائفة : إنما كان الكلام مدافعة ولم يرد إمضاءه ; روي هذا القول عن أبي عبيدة ; كما يقال لمن ينهى عن أكل مال الغير : الخنزير أحل لك من هذا . وقال عكرمة : لم يعرض عليهم بناته ولا بنات أمته ، وإنما قال لهم هذا لينصرفوا .
قوله تعالى : " هن أطهر لكم " ابتداء وخبر ; أي أزوجكموهن ; فهو أطهر لكم مما تريدون ، أي أحل . والتطهر التنزه عما لا يحل . وقال ابن عباس : ( كان رؤساؤهم خطبوا بناته فلم يجبهم ، وأراد ذلك اليوم أن يفدي أضيافه ببناته ) . وليس ألف " أطهر " للتفضيل حتى يتوهم أن في نكاح الرجال طهارة ، بل هو كقولك : الله أكبر وأعلى وأجل ، وإن لم يكن تفضيلا ; وهذا جائز شائع في كلام العرب ، ولم يكابر الله تعالى أحد حتى يكون الله تعالى أكبر منه . وقد قال أبو سفيان بن حرب يوم أحد : اعل هبل اعل هبل ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر : قل الله أعلى وأجل . وهبل لم يكن قط عاليا ولا جليلا . وقرأ العامة برفع الراء . وقرأ الحسن وعيسى بن عمرو " هن أطهر " بالنصب على الحال . و " هن " عماد . ولا يجيز الخليل وسيبويه والأخفش أن يكون " هن " هاهنا عمادا ، وإنما يكون عمادا فيما لا يتم الكلام إلا بما بعدها ، نحو كان زيد هو أخاك ، لتدل بها على أن الأخ ليس بنعت . قال الزجاج : ويدل بها على أن كان تحتاج إلى خبر . وقال غيره : يدل بها على أن الخبر معرفة أو ما قارنها .
قوله تعالى : فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أي لا تهينوني ولا تذلوني . ومنه قول حسان :
فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق
مددت يمينا للنبي تعمدا ودميت فاه قطعت بالبوارق
ويجوز أن يكون من الخزاية ، وهو الحياء ، والخجل ; قال ذو الرمة :
خزاية أدركته بعد جولته من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب
وقال آخر :
من البيض لا تخزى إذا الريح ألصقت بها مرطها أو زايل الحلي جيدها
وضيف يقع للاثنين والجميع على لفظ الواحد ; لأنه في الأصل مصدر ; قال الشاعر :
لا تعدمي الدهر شفار الجازر للضيف والضيف أحق زائر
ويجوز فيه التثنية والجمع ; والأول أكثر كقولك : رجال صوم وفطر وزور . وخزي الرجل خزاية ; أي استحيا مثل ذل وهان . وخزي خزيا إذا افتضح ; يخزى فيهما جميعا .
ثم وبخهم بقوله : أليس منكم رجل رشيد أي شديد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . وقيل : رشيد أي ذو رشد . أو بمعنى راشد أو مرشد ، أي صالح أو مصلح . ابن عباس : ( مؤمن ) . أبو مالك : ناه عن المنكر . وقيل : الرشيد بمعنى الرشد ; والرشد والرشاد الهدى والاستقامة . ويجوز أن يكون بمعنى المرشد ; كالحكيم بمعنى المحكم .
- الطبرى : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وجاء لوطًا قومه يستحثون إليه ، يُرْعَدون مع سرعة المشي ، مما بهم من طلب الفاحشة.
* * *
يقال: " أهْرِعَ الرجل " ، من برد أو غضب أو حمَّى، إذا أرعد، " وهو مُهْرَع " ، إذا كان مُعْجلا حريصًا، كما قال الراجز: (24)
* بِمُعْجَلاتٍ نَحْوَهُ مَهَارِع * (25)
ومنه قول مهلهل:
فجــاؤوا يُهْرَعُـونَ وهـمْ أُسـارَى
تَقُــودُهُمُ عــلى رَغــمِ الأُنُـوفِ (26)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك :
18361- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (يُهْرَعون إليه) ، قال: يهرولون، وهو الإسراع في المشي.
18362- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
18363- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
18364- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو خالد والمحاربي، عن جويبر، عن الضحاك: (وجاءه قومه يهرعون إليه) ، قال: يسعون إليه.
18365- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة : قال : فأتوه يهرعون إليه، يقول: سراعًا إليه.
18366- حدثنا ابن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (يهرعون إليه) ، قال: يسرعون إليه.
18367- حدثنا موسى قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط، عن السدي: (وجاءه قومه يهرعون إليه) ، يقول: يسرعون المشي إليه.
18368- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا يحيى بن زكريا، عن ابن جريج، عن مجاهد: (وجاءه قومه يهرعون إليه) ، قال: يهرولون في المشي ، قال سفيان: (يهرعون إليه) ، يسرعون إليه.
18369- حدثنا سوار بن عبد الله قال، قال سفيان بن عيينة في قوله: (يهرعون إليه) ، قال: كأنهم يدفعون.
18370- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يعقوب قال ، حدثنا حفص بن حميد، عن شمر بن عطية قال، أقبلوا يسرعون مشيًا بين الهرولة والجمز.
18371- حدثني علي بن داود قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي عن ابن عباس، قوله: (وجاءه قومه يهرعون إليه) ، يقول: مسرعين.
* * *
وقوله: (ومن قبل كانوا يعملون السيئات)، يقول: من قبل مجيئهم إلى لوط ، كانوا يأتون الرجال في أدبارهم، كما:-
18372- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (ومن قبل كانوا يعملون السيئات) ، قال: يأتون الرجال.
* * *
وقوله: (قال يا قوم هؤلاء بناتي)، يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه لما جاؤوه يراودونه عن ضيفه: هؤلاء يا قوم بناتي ، يعني نساء أمته ، فانكحوهن فهنّ أطهر لكم، كما:-
18373- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) ، قال: أمرهم لوط بتزويج النساء وقال: (هن أطهر لكم).
18374- حدثنا محمد قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: وبلغني هذا أيضًا عن مجاهد.
18375- حدثنا ابن وكيع، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) ، قال: لم تكن بناته، ولكن كنَّ من أمّته، وكل نبي أبُو أمَّته.
18376- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) ، قال: أمرهم أن يتزوجوا النساء، لم يعرضْ عليهم سفاحًا.
18377- حدثني يعقوب قال ، حدثنا أبو بشر، سمعت ابن أبي نجيح يقول في قوله: (هن أطهر لكم) ، قال: ما عرض عليهم نكاحًا ولا سفاحًا. (27)
18378- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) قال: أمرهم أن يتزوجوا النساء، وأراد نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يَقي أضيافه ببناته.
18379- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال، أخبرنا أبو جعفر عن الربيع، في قوله: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم)، يعني التزويج ، حدثني أبو جعفر، عن الربيع في قوله: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) ، يعني التزويج. (28)
18380- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو النعمان عارم قال ، حدثنا حماد بن زيد قال ، حدثنا محمد بن شبيب الزهراني ، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قول لوط: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) ، يعني: نساءهم ، هنّ بَنَاته ، هو نبيّهم ، وقال في بعض القراءة: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ ) [سورة الأحزاب: 6] . (29)
18381- حدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط، عن السدي: (وجاءه قومه يهرعون إليه)، قالوا: أو لم ننهك أن تضيف العالمين؟ قال: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم )، إن كنتم فاعلين ، أليس منكم رجل رشيد؟
18382- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما جاءت الرسل لوطًا أقبل قومه إليهم حين أخبروا بهم يهرَعون إليه. فيزعمون ، والله أعلم ، أن امرأة لوط هي التي أخبرتهم بمكانهم، وقالت: إن عند لوط لضيفانًا ما رأيت أحسنَ ولا أجمل قطُّ منهم ! وكانوا يأتون الرجالَ شهوة من دون النساء، فاحشةٌ ، لم يسبقهم بها أحد من العالمين. فلما جاؤوه قالوا: أو لم ننهك عن العالمين؟ أي : ألم نقل لك: لا يقربنَّك أحدٌ، فإنا لن نجد عندك أحدًا إلا فعلنا به الفاحشة؟ قال : " يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم "، فأنا أفدي ضيفي منكم بهنّ، ولم يدعهم إلا إلى الحلال من النكاح.
18383- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: (هؤلاء بناتي ، قال: النساء.
* * *
واختلفت القراء في قراءة قوله: (هن أطهر لكم)
.فقرأته عامة القراء برفع : (أَطْهَرُ)، على أن جعلوا " هن " اسمًا، " وأطهر " خبره، كأنه قيل: بناتي أطهرُ لكم مما تريدون من الفاحشة من الرجال.
* * *
وذكر عن عيسى بن عمر البصري أنه كان يقرأ ذلك: (هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ ) ، بنصب " أطهر ". (30)
* * *
وكان بعض نحويي البصرة يقول: هذا لا يكون، إنما ينصب خبر الفعل الذي لا يستغني عن الخبر إذا كان بين الاسم والخبر هذه الأسماء المضمرة.
وكان بعض نحويي الكوفة يقول: من نصبه جعله نكرةً خارجة من المعرفة، ويكون قوله: " هن " عمادًا للفعل فلا يُعْمِله.
* * *
وقال آخر منهم: مسموع من العرب: " هذا زيد إيَّاه بعينه " ، قال: فقد جعله خبرًا لـ " هذا " مثل قولك: " كان عبد الله إياه بعينه ". قال: وإنما لم يجز أن يقع الفعل ههنا ، لأن التقريب ردُّ كلام ، (31) فلم يجتمعا ، لأنه يتناقض، لأنَّ ذلك إخبار عن معهود، وهذا إخبار عن ابتداء ما هو فيه: " ها أنا ذا حاضر "، أو : " زيد هو العالم "، فتناقض أن يدخل المعهودُ على الحاضر، فلذلك لم يجُزْ.
* * *
قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز خلافها في ذلك، الرفع : ( هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ )، لإجماع الحجة من قراء الأمصار عليه ، مع صحته في العربية، وبعد النصب فيه من الصحة.
* * *
وقوله: (فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي)، يقول: فاخشوا الله ، أيها الناس، واحذروا عقابه ، في إتيانكم الفاحشة التي تأتونها وتطلبونها ، (ولا تخزون في ضيفي) ، يقول: ولا تذلوني بأن تركبوا مني في ضيفي ما يكرهون أن تركبُوه منهم. (32)
* * *
و " الضيف " ، في لفظ واحدٍ في هذا الموضع بمعنى جمع. والعرب تسمي الواحد والجمع " ضيفًا " بلفظ واحدٍ. كما قالوا: " رجل عَدْل، وقوم عَدْل ".
* * *
وقوله: (أليس منكم رجل رشيد)، يقول: أليس منكم رجل ذو رُشد ، ينهى من أراد ركوبَ الفاحشة من ضيفي، فيحول بينهم وبين ذلك؟ (33) كما:-
18384- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: (فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) ، أي رجل يعرف الحقَّ وينهى عن المنكر؟
------------------------
الهوامش :
(24) لم أعرف قائله .
(25) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 294 .
(26) اللسان ( هرع ) ، ولم أعرف سائر الشعر .
(27) لا يظهر لهذه العبارة معنى ، وأخشى أن يكون سقط من الكلام شيء ويكون : " ما عرض عليهم بناته نكاحا ولا سفاحا " ، ويكون ابن أبي نجيح أراد أنه أمرهم بأن يتزوجوا النساء من قومهم .
(28) هكذا جاء التكرار في المخطوطة والمطبوعة ، وأخشى أن يكون سقط من الإسناد شيء .
(29) الأثر : 18380 - " محمد بن شبيب الزهراني " ، ثقة . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 114 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 285 .
(30) انظر قراءة عيسى بن عمر ، وما قاله له أبو عمرو بن العلاء ، في طبقات فحول الشعراء ص : 18 .
(31) انظر تفسير " التقريب " فيما سلف 7 : 149 ، تعليق : 4 ، وص : 150 ، تعليق : 3 ، وهو من اصطلاح الكوفيين . وهو أن تكون " هذا " و " هذه " ، من أخوات " كان " في احتياجهما إلى اسم مرفوع ، وخبر منصوب .
(32) انظر تفسير " الخزي " فيما سلف من فهارس اللغة ( خزي ) .
(33) انظر تفسير " الرشد " فيما سلف 13 : 114 ، تعليق : 5 ، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
أي جاءه بعضُ قومه . وإنما أسند المجيء إلى القوم لأن مثل ذلك المجيء دأبهم وقد تمالؤوا على مثله ، فإذا جاء بعضهم فسيعقبه مجيء بعض آخر في وقت آخر . وهذا من إسناد الفعل إلى القبيلة إذا فعله بعضها ، كقول الحارث بن وعلة الجرمي
: ... قومي همُ قتلوا أمَيْمة أخي
فإذا رميتُ يصيبني سهمي ... و { يُهرعون } بضم الياء وفتح الراء على صيغة المبني للمفعول فسّروه بالمشي الشبيه بمشي المدفوع ، وهو بين الخبب والجَمْز ، فهو لا يكون إلا مبنيّاً للمفعول لأن أصله مشي الأسير الذي يُسرَع به . وهذا البناء يقتضي أن الهَرْع هو دفع الماشي حين مشيه؛ إلاّ أن ذلك تنوسِيَ ، وبقي أهرع بمعنى سار سيراً كسير المدفوع ، ولذلك قال جمع من أهل اللغة : إنّه من الأفعال التي التزموا فيها صيغة المفعول لأنها في الأصل مسندة إلى فاعللٍ غير معلوم . وفسّره في «الصحاح» و«القاموس» بأنه الارتعاد من غضب أو خوف ، وعلى الوجهين فجملة { يهرعون } حال .
وقد طوى القرآن ذكر الغرض الذي جاؤوا لأجله مع الإشارة إليه بقوله : { ومن قبل كانوا يعملون السيّئات } فقد صارت لهم دأباً لا يسعون إلاّ لأجله .
وجملة { قال يا قوم } إلخ مستأنفة بيانياً ناشئاً عن جملة { وجاءه قومه } ، إذ قد علم السامع غرضهم من مجيئهم ، فهو بحيث يسأل عمّا تلقّاهم به .
وبادرهم لوط عليه السّلام بقوله : { يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم }. وافتتاح الكلام بالنّداء وبأنّهم قومه ترقيق لنفوسهم عليه ، لأنّه يعلم تصلبهم في عادتهم الفظيعة كما دلّ عليه قولهم : { لقد علمتَ ما لنا في بناتك من حق } [ هود : 79 ] ، كما سيأتي .
والإشارة ب { هؤلاء } إلى { بناتي }. و { بناتي } بدل من اسم الإشارة ، والإشارة مستعملة في العَرض ، والتقديرُ : فخذوهن .
وجملة { هنّ أطهر لكم } تعليل للعرض . ومعنى { هنّ أطهر } أنهنّ حلال لكم يَحُلْنَ بينكم وبين الفاحشة ، فاسم التفضيل مسلوب المفاضلة قصد به قوّة الطهارة .
و { هؤلاء } إشارة إلى جمع ، إذ بُيّنَ بقوله : { بناتي }.
وقد رُويَ أنه لم يكن له إلاّ ابنتان ، فالظّاهر أن إطلاق البنات هنا من قبيل التشبيه البليغ ، أي هؤلاء نساؤهن كبناتي . وأراد نساءً من قومه بعدد القوم الذين جاءوا يُهرعون إليه . وهذا معنى ما فسر به مجاهد ، وابن جبير ، وقتادة ، وهو المناسب لجعلهنّ لقومه إذ قال : { هنّ أطهر لكم } ، فإن قومه الذين حضروا عنده كثيرون ، فيكون المعنى : هؤلاء النساء فتَزَوّجوهنّ . وهذا أحسن المحامل .
وقيل : أراد بنات صلبه ، وهو رواية عن قتادة . وإذ كان المشهور أنّ لوطاً عليه السّلام له ابنتان صار الجمع مستعملاً في الاثنين بناء على أن الاثنين تعامل معاملة الجمع في الكلام كقوله تعالى : { فقد صَغَت قلوبكما } [ التحريم : 4 ].
وقيل : كان له ثلاث بنات .
وتعترض هذا المَحمل عقبتان :
الأولى : أنّ القوم كانوا عدداً كثيراً فكيف تكفيهم بنتان أو ثلاث؟ .
الثانية : أن قوله : { هؤلاء بناتي } عرض عليهم كما علمت آنفاً ، فكيف كانت صفة هذه التخلية بين القوم وبين البنات وهم عدد كثير ، فإن كان تزويجاً لم يكفين القوم وإن كان غير تزويج فما هو؟ .
والجواب عن الأول : أنه يجوز أن يكون عدد القوم الذين جاؤوه بقدر عدد بناته أو أن يكون مع بناته حتى من قومه . وعن الثاني : أنه يجوز أن يكون تصرف لوط عليه السّلام في بناته بوصف الأبوة ، ويجوز أن يكون تصرفاً بوصف النبوءة بالوحي للمصلحة أن يكون من شرع لوط عليه السّلام إباحة تمليك الأب بناته إذا شاء ، فإن كان أولئك الرهط شركاء في ملك بناته كان استمتاع كل واحد بكل واحدة منهنّ حلالاً في شريعته على نحو ما كان البغاء من بقايا الجاهلية في صدر الإسلام قبل أن ينسخ .
وأما لحاق النسب في أولاد من تحمل منهنّ فيجوز أن يكون الولد لاحقاً بالذي تُليطه أمه به من الرجال الذين دخلوا عليها ، كما كان الأمر في البغايا في صدر الإسلام ، ويجوز أن لا يلحق الأولاد بآباء فيكونوا لاحقين بأمّهاتهم مثل ابن الزنى وولد اللّعان ، ويكون هذا التحليل مباحاً ارتكاباً لأخف الضررين ، وهو ممّا يشرع شرعاً مؤقتاً مثل ما شرع نكاح المتعة في أوّل الإسلام على القول بأنه محرّماً وهو قول الجمهور .
وقد اشتغل المفسرون عن تحرير هذا بمسألة تزويج المؤمنات بالكفّار وهو فضول .
وفرع على قوله : { هنّ أطهر لكم } أن أمرهم بتقوى الله لأنّهم إذا امتثلوا ما عرض لهم من النساء فاتّقوا الله .
وقرأ الجمهور { ولا تخزون } بحذف ياء المتكلم تخفيفاً . وأثبتها أبو عمرو .
والخزي : الإهانة والمذلة . وتقدم آنفاً . وأراد مذلته .
و { في } للظرفية المجازيّة . جعل الضيف كالظرف ، أي لا تجعلوني مخزياً عند ضيفي إذ يلحقهم أذى في ضيافتي ، لأنّ الضيافة جوار عند ربّ المنزل ، فإذا لحقت الضيف إهانة كانت عاراً على ربّ المنزل .
والضيف : الضائف ، أي النازل في منزل أحد نزولاً غير دائم ، لأجل مرور في سفر أو إجابة دعوة .
وأصل ضيف مصدر فعل ضاف يضيف ، ولذلك يطلق على الواحد وأكثر ، وعلى المذكر والمؤنث بلفظ واحد ، وقد يعامل معاملة غير المصدر فيجمع كما قال عمرو بن كلثوم :
نزلتم منزل الأضياف منّا
وقد ظن لوط عليه السّلام الملائكة رجالاً مارّين ببيته فنزلوا عنده للاستراحة والطعام والمبيت .
والاستفهام في { أليس منكم رجل رشيد } إنكار وتوبيخ لأنّ إهانة الضيف مسبّة لا يفعلها إلاّ أهل السفاهة .
وقوله : { منكم } بمعنى بعضكم أنكر عليهم تمالؤهم على الباطل وانعدام رجل رشيد من بينهم ، وهذا إغراء لهم على التعقل ليظهر فيهم من يتفطّن إلى فساد ما هم فيه فينهاهم ، فإنّ ظهور الرشيد في الفئة الضالة يفتح باب الرشاد لهم . وبالعكس تمالؤُهم على الباطل يزيدهم ضراوة به .
- إعراب القرآن : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
«وَ جاءَهُ قَوْمُهُ» الواو استئنافية وماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والهاء مضاف إليه والجملة مستأنفة «يُهْرَعُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة حالية «وَ مِنْ قَبْلُ» الواو حالية ومن حرف جر وقبل ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة متعلقان بيعملون «كانُوا» كان واسمها والجملة مضاف إليه «يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ» مضارع مرفوع والواو فاعل والسيئات مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة خبر «قالَ» ماض فاعله مستتر «يا قَوْمِ» يا أداة نداء وقوم منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة «هؤُلاءِ بَناتِي» الها للتنبيه واسم الإشارة مبتدأ وبناتي خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه والجملة مقول القول «هُنَّ أَطْهَرُ» مبتدأ وخبر الجملة خبر
ثان «لَكُمْ» متعلقان بأطهر «فَاتَّقُوا اللَّهَ» الفاء الفصيحة وأمر وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها «وَلا» الواو عاطفة ولا ناهية «تُخْزُونِ» مضارع مجزوم بلا والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة معطوفة «فِي ضَيْفِي» متعلقان بتخزوني «أَلَيْسَ» الهمزة للاستفهام وليس ماض ناقص «مِنْكُمْ» متعلقان بالخبر المقدم «رَجُلٌ» اسم ليس «رَشِيدٌ» صفة والجملة مستأنفة
- English - Sahih International : And his people came hastening to him and before [this] they had been doing evil deeds He said "O my people these are my daughters; they are purer for you So fear Allah and do not disgrace me concerning my guests Is there not among you a man of reason"
- English - Tafheem -Maududi : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ(11:78) And his people came to him rushing. Before this they were wont to commit evil deeds. Lot said: 'My people! Here are my daughters; they are purer for you. *87 Have fear of Allah and do not disgrace me concerning my guests. Is there not even one right-minded person in your midst?'
- Français - Hamidullah : Quant à son peuple ils vinrent à lui accourant Auparavant ils commettaient des mauvaises actions Il dit O mon peuple voici mes filles elles sont plus pures pour vous Craignez Allah donc et ne me déshonorez pas dans mes hôtes N'y a-t-il pas parmi vous un homme raisonnable
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Seine Leute kamen eilig zu ihm getrieben Zuvor pflegten sie böse Taten zu begehen Er sagte "O mein Volk dies hier sind meine Töchter sie sind reiner für euch So fürchtet Allah und stürzt mich nicht um meiner Gäste willen in Schande Gibt es denn unter euch keinen besonnenen Mann"
- Spanish - Cortes : Su pueblo que solía antes cometer el mal corrió a Lot que dijo ¡Pueblo ¡Aquí tenéis a mis hijas Son más puras para vosotros ¡Temed a Alá y no me avergoncéis en mis huéspedes ¿No hay entre vosotros un hombre honrado
- Português - El Hayek : E seu povo que desde antanho havia cometido obscenidades acudiu precipitadamente a ele; Lot disse Ó povo meu; eis aqui minhas filhas; elas vos são mais puras Temei pois a Deus e não me avilteis perante os meus hóspedes Não haveráentre vós um homem sensato
- Россию - Кулиев : К нему сбежались его соплеменники которые уже давно совершали преступления Он сказал О мой народ Вот мои дочери Они для вас чище Побойтесь Аллаха и не позорьте меня перед моими гостями Неужели среди вас нет благоразумного мужчины
- Кулиев -ас-Саади : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
К нему сбежались его соплеменники, которые уже давно совершали преступления. Он сказал: «О мой народ! Вот мои дочери. Они для вас чище. Побойтесь Аллаха и не позорьте меня перед моими гостями. Неужели среди вас нет благоразумного мужчины?»Нечестивцы сбежались к его дому, желая совершить с гостями Лута отвратительный содомский грех, которого ранее не совершал ни один обитатель миров. И тогда пророк Лут сказал: «О мои соплеменники! Возьмите моих дочерей, ибо удовлетворить страсть с женщинами для вас лучше, чем совершить подобное с моими гостями». Это предложение было подобно предложению пророка Сулеймана рассечь пополам ребенка, относительно которого препирались две женщины. Он сделал его для того, чтобы выявить истину, потому что прекрасно знал, что его соплеменники не станут прикасаться к его дочерям и не испытывают к ним никакого влечения. А его главной целью было отвратить своих собратьев от величайшей мерзости. Он сказал: «Побойтесь Аллаха и не позорьте меня перед гостями! Откажитесь от своего намерения либо из страха перед Аллахом, либо из уважения ко мне и моим гостям. Не позорьте меня перед ними. Неужели среди вас нет ни одного благоразумного мужа, который призвал бы вас отказаться от подобного поступка и удержал бы вас от преступления?» Эти слова святого пророка свидетельствуют о том, что его соплеменники были совершенно лишены добродетели и мужества.
- Turkish - Diyanet Isleri : Milleti ona koşarak geldiler Daha önce kötü işler işliyorlardı "Ey milletim İşte bunlar benim kızlarım onlar sizin için daha temizdir size nikahlıyabilirim Allah'tan sakının konuklarımın önünde beni rezil etmeyin İçinizde aklı başında kimse yok mudur" dedi
- Italiano - Piccardo : La gente del suo popolo andò da lui tutta eccitata Già avevano commesso azioni empie Disse [loro] “O popol mio ecco le mie figlie sono più pure per voi Temete Allah e non svergognatemi davanti ai miei ospiti Non c'è fra voi un uomo di coscienza”
- كوردى - برهان محمد أمين : هۆزهکهشی بهبیستنی هاتنی ئهم میوانانه بهپهلهو بێ شهرمانه کشان بۆ لای پێشتریش کرداره خراپهکانیان دهکرد کاتێك لوط ئهم دیمهنه ناشیرینهی بینی وتی ئهی خزمهکانم ئائهوانه کچهکانمن و ئهوان پاك و خاوێنن بۆ ئێوه وهرن لهناو هۆزدا کێتان به دڵه بهشێوهیهکی شهرعی و ڕهوا لێتان ماره بکهم جا له خوا بترسن و شهرمهزارم مهکهن لهناو میوانهکانمدا ئایا پیاوێکی ژیرو مهردتان تێدا نیه که له کاری ناڕهوای ئاوا جڵهوگیری بکات
- اردو - جالندربرى : اور لوط کی قوم کے لوگ ان کے پاس بےتحاشا دوڑتے ہوئے ائے اور یہ لوگ پہلے ہی سے فعل شنیع کیا کرتے تھے۔ لوط نے کہا کہ اے قوم یہ جو میری قوم کی لڑکیاں ہیں یہ تمہارے لیے جائز اور پاک ہیں۔ تو خدا سے ڈرو اور میرے مہمانوں کے بارے میں میری ابرو نہ کھوو۔ کیا تم میں کوئی بھی شائستہ ادمی نہیں
- Bosanski - Korkut : I narod njegov pohrli njemu – a i prije su radili sramotna djela "O narode moj" – reče on – "eto mojih kćeri one su vam čistije Bojte se Allaha i pred gostima mojim me ne sramotite Zar među vama nema razumna čovjeka"
- Swedish - Bernström : Och invånarna skyndade till [från alla håll] drivna [av sina begär]; sedan länge hade de tagit för vana [att tillfredsställa sin lust] på detta skamliga sätt [Lot] sade "Mitt folk Här är mina döttrar; det vore mindre anstötligt [om ni ville förströ er] med dem Frukta Gud och drag inte skam över mig genom att förgripa er på mina gäster Finns det inte en [enda] rättsinnig man bland er"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan datanglah kepadanya kaumnya dengan bergegasgegas Dan sejak dahulu mereka selalu melakukan perbuatanperbuatan yang keji Luth berkata "Hai kaumku inilah puteriputeriku mereka lebih suci bagimu maka bertakwalah kepada Allah dan janganlah kamu mencemarkan namaku terhadap tamuku ini Tidak adakah di antaramu seorang yang berakal"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
(Datanglah kepadanya kaumnya) ketika mereka mengetahui tentang tamu-tamunya itu (dengan bergegas-gegas) dengan segera (menuju kepadanya. Dan sejak dahulu) sebelum kedatangan para tetamu itu (mereka selalu mengerjakan perbuatan-perbuatan keji) yaitu menyetubuhi anus laki-laki. (Ia pernah berkata,) yakni Nabi Luth ("Hai kaumku! Inilah putri-putriku) maka kawinilah mereka (mereka lebih suci bagi kalian, maka bertakwalah kepada Allah dan janganlah kalian membuat malu) mempermalukan diriku (terhadap tamuku ini) tamu-tamu ini. (Tidak adakah di antara kalian seorang yang berakal?") yang memerintahkan kalian berbuat kebajikan dan melarang kalian melakukan perbuatan yang mungkar.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর তাঁর কওমের লোকেরা স্বতঃস্ফুর্তভাবে তার গৃহ পানে ছুটে আসতে লাগল। পূর্ব থেকেই তারা কুকর্মে তৎপর ছিল। লূত আঃ বললেনহে আমার কওম এ আমার কন্যারা রয়েছে এরা তোমাদের জন্য অধিক পবিত্রতমা। সুতরাং তোমরা আল্লাহকে ভয় কর এবং অতিথিদের ব্যাপারে আমাকে লজ্জিত করো না তোমাদের মধ্যে কি কোন ভাল মানুষ নেই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவருடைய சமூகத்தார் அவரிடம் விரைந்தோடி வந்தார்கள்; இன்னும் முன்னிருந்தே அவர்கள் தீய செயல்களே செய்து கொண்டிருந்தார்கள் அவர்களை நோக்கி லூத் "என் சமூகத்தார்களே இதோ இவர்கள் என் புதல்விகள்; இவர்கள் உங்களுக்குத் திருமணத்திற்குப் பரிசத்தமானவர்கள்; எனவே நீங்கள் அல்லாஹ்வுக்கு அஞ்சங்கள்; இன்னும் என் விருந்தினர் விஷயத்தில் என்னை நீங்கள் அவமானப் படுத்தாதீர்கள்; நல்ல மனிதர் ஒருவர் கூட உங்களில் இல்லையா" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และกลุ่มชนของเขาได้มาหาเขา พวกเขารีบร้อนมายังเขา และก่อนหน้านั้นพวกเขาเคยทำความชั่ว เขากล่าวว่า “กลุ่มชนของฉันเอ๋ย เหล่านี้คือลูกสาวของฉัน พวกนางนั้นบริสุทธิ์สำหรับพวกท่าน ดังนั้น พวกท่านจงยำเกรงอัลลอฮ์เถิดและอย่าทำให้ฉันขายหน้าต่อแขกของฉันเลย ไม่มีคนที่มีสติสัมปชัญญะในหมู่พวกท่านบ้างหรือ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қавми унга шошилиб ҳаллослаб етиб келди Улар бундан олдин гуноҳлар қилар эдилар У Эй қавмим анаву қизларим сизлар учун покроқку Бас Аллоҳдан қўрқинг Меҳмонларим ҳақида мени шарманда қилманг Ичингизда бирорта тузукроқ одам йўқми деди Мазкур қавм баччабозлик қилардилар Лутнинг а с меҳмонга ёш йигитларнинг келишидан ёмон ҳолга тушишлари ва қўлоёқлари бўшашишлари ҳам юқорида айтиб ўтилганидек шу боисдан эди Қавмнинг нияти кўринишидан маълум эди
- 中国语文 - Ma Jian : 他的宗族仓猝地到他的家里来,他们向来是作恶的。他说:我的宗族啊!这些是我的女儿,她们对于你们是更纯洁的。你们应当敬畏真主,你们对于我的客人们不要使我丢脸。难道你们当中没有一个精神健全的人吗?
- Melayu - Basmeih : Dan kaumnya pun datang meluru kepadanya dengan tujuan hendak mengganggu tetamunya sedang mereka sebelum itu sudah biasa melakukan kejahatan Nabi Lut berkata "Wahai kaumku Di sini ada anakanak perempuanku mereka lebih suci bagi kamu maka berkahwinlah dengan mereka Oleh itu takutlah kamu kepada Allah dan janganlah kamu memberi malu kepadaku mengenai tetamutetamuku Tidakkah ada di antara kamu seorang lelaki yang bijak berakal yang dapat memberi nasihat"
- Somali - Abduh : waxaana yimid Qoomkiisii oo u deg degi xaggiisa horayna waxay u ahaayeen kuwo fala Xumaan wuxuuna yidhi Qoomkayow kuwaasu waa gabdhahaygii iyagaa idiin dhahiran ee ka dhawrsada Eebe bana igu dullaynina martidayda miyuusan Nin rashiida fiican idinku jirin
- Hausa - Gumi : Kuma mutãnensa suka je masa sunã gaggãwa zuwa gare shi kuma a gabãni sun kasance sunã aikatãwar mũnãnan ayyuka Ya ce "Yã mutãnẽna waɗannan 'yã'yã na sũ ne mafiya tsarki a gare ku Sai ku bi Allah da taƙawa kuma kada ku wulãkantã ni a cikin bãƙĩna Shin bãbu wani namiji shiryayye daga gare ku"
- Swahili - Al-Barwani : Wakamjia kaumu yake mbio mbio Na kabla ya haya walikuwa wakitenda maovu Yeye akasema Enyi watu wangu Hawa binti zangu ndio wametakasika zaidi kwenu Basi mcheni Mwenyezi Mungu wala msinihizi mbele ya wageni wangu Hivyo hamna hata mtu mmoja miongoni mwenu aliye ongoka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe erdhi populli i tij duke nxituar kah ai e që më parë patën punuar vepra të këqia Luti tha “O populli im këto janë bijat e ia Ato për ju janë më tëpastra e druajuni Perëndisë dhe mos më turpëroni para mysafirëve të mi a nuk ka në mes jush njeri të ndershëm
- فارسى - آیتی : و قومش شتابان نزد او آمدند و آنان پيش از اين مرتكب كارهاى زشت مىشدند. لوط گفت: اى قوم من، اينها دختران من هستند. براى شما پاكيزهترند. از خدا بترسيد و مرا در برابر مهمانانم خجل مكنيد. آيامرد خردمندى در ميان شما نيست؟
- tajeki - Оятӣ : Ва қавмаш шитобон назди ӯ омаданд ва онон пеш аз ин муртакиби корҳои зишт мешуданд. Лут гуфт: «Эй қавми ман, инҳо духтарони ман ҳастанд. Барои Шумо покизатаранд. Аз Худо битарсед ва моро дар баробари меҳмононам ҳиҷил макунед. Оё марди хирадманде дар миёни шумо нест?»
- Uyghur - محمد صالح : لۇتنىڭ قەۋمى ئۇنىڭ قېشىغا ئالدىراپ كېلىشتى، ئۇلار بۇرۇنلا يامان ئىشلارنى قىلاتتى (يەنى لىۋاتەت قىلاتتى). لۇت ئېيتتى: «ئى قەۋمىم! مېنىڭ بۇ قىزلىرىم سىلەرگە ئەڭ پاكتۇر، اﷲ تىن قورقۇڭلار، مېھمانلىرىم ئۈستىدە مېنى رەسۋا قىلماڭلار، ئاراڭلاردا قەبىھ ئىشتىن توسىدىغان بىرەر كاللىسى جايىدا ئادەم يوقمۇ؟»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ലൂത്വിന്റെ ജനത അദ്ദേഹത്തിന്റെയടുത്തേക്ക് ഓടിയടുത്തു. നേരത്തെ തന്നെ അവര് നീചവൃത്തികള് ചെയ്യുന്നവരായിരുന്നു. ലൂത്വ് പറഞ്ഞു: "എന്റെ ജനമേ, ഇതാ എന്റെ പെണ്കുട്ടികള്. ഇവരാണ് നിങ്ങള്ക്ക് കൂടുതല് വിശുദ്ധിയുള്ളവര്. അതിനാല് നിങ്ങള് അല്ലാഹുവെ സൂക്ഷിക്കുക. എന്റെ അതിഥികളുടെ കാര്യത്തില് എന്നെ മാനക്കേടിലാക്കാതിരിക്കുക. നിങ്ങളില് വിവേകമുള്ള ഒരാളുമില്ലേ?”
- عربى - التفسير الميسر : وجاء قوم لوط يسرعون المشي اليه لطلب الفاحشه وكانوا من قبل مجيئهم ياتون الرجال شهوه دون النساء فقال لوط لقومه هولاء بناتي تزوجوهن فهن اطهر لكم مما تريدون وسماهن بناته لان نبي الامه بمنزله الاب لهم فاخشوا الله واحذروا عقابه ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي اليس منكم رجل ذو رشد ينهى من اراد ركوب الفاحشه فيحول بينهم وبين ذلك
*87). It is possible that Lot (peace be on him) used the word 'daughters' to refer to the totality of females in his nation as such. For a Messenger is indeed like a father to his people, and all the females of that nation are to him like his own daughters. It is also possible that when Lot used the word 'daughters' he meant his own daughters. Whatever is the correct interpretation, one should not misunderstand the statement and think it an invitation for Lot's people to indulge in illegitimate sex. For the very next part of his remark, viz. 'they are purer for you', excludes all justification for such a misunderstanding. The whole thrust of Lot's statement was that if they wished to satisfy their sex-urge, they should do so in the natural and legitimate manner as laid down by God. Lot (peace be on him) wished to underscore the fact that the natural and legitimate means of sexual satisfaction were readily available as there was no dearth of women in their society.