- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالُواْ يَٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَٰكَ ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ۖ ولولا رهطك لرجمناك ۖ وما أنت علينا بعزيز
- عربى - التفسير الميسر : قالوا: يا شعيب ما نفقه كثيرًا مما تقول، وإننا لَنراك فينا ضعيفًا لست من الكبراء ولا من الرؤساء، ولولا مراعاة عشيرتك لقتلناك رَجْما بالحجارة -وكان رهطه من أهل ملتهم-، وليس لك قَدْر واحترام في نفوسنا.
- السعدى : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ ْ} أي: تضجروا من نصائحه ومواعظه لهم، فقالوا: { ما نفقه كثيرا مما تقول ْ} وذلك لبغضهم لما يقول, ونفرتهم عنه.
{ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ْ} أي: في نفسك، لست من الكبار والرؤساء بل من المستضعفين.
{ وَلَوْلَا رَهْطُكَ ْ} أي: جماعتك وقبيلتك { لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ْ} أي: ليس لك قدر في صدورنا، ولا احترام في أنفسنا، وإنما احترمنا قبيلتك، بتركنا إياك.
- الوسيط لطنطاوي : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
ولكن القوم كانوا قد بلغوا من الفساد نهايته ، ومن الجهل أقصاه . . . فقد ردوا على هذه النصائح الغالية بقولهم : ( قَالُواْ ياشعيب مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ . . . )
أى : قال قوم شعيب له على سبيل التحدى والتكذيب : يا شعيب إننا لا نفهم الكثير من قولك ، لأنه قول لم نألفه ولم تتقبله نفوسنا ، ولقد أطلت فى دعوتنا إلى عبادة الله وترك النقص فى الكيل والميزان حتى مللنا دعوتك وسئمناها ، وصارت ثقيلة على مسامعنا ، وخافية على عقولنا . .
فمرادهم بهذه الجملة الاستهانة ، به والصدود عنه ، كما يقول الرجل لمن لا يعبأ بحديثه : لا أدرى ما تقوله ، ولا أفهم ما تتفوه به من ألفاظ .
قال أبو السعود ما ملخصه : والفقه : معرفة غرض المتكلم من كلامه ، أى : ما نفهم مرادك وإنما قالوا ذلك بعد أن سمعوا منه دلائل الحق البين على أسحن وجه وأبلغه ، وضاقت عليهم الحيل ، فلم يجدوا إلى محاورته سبيلا . . . كما هو ديدن المفحم المحجوج ، يقابل النصائح البينات بالسب والإِبراق والإِرعاد . . . إذ جعلوا كلامه المشتمل على الحكم من قبيل ما لا يفهم معناه . . .
ثم قالوا له - ثانيا - ( وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً ) أى : لا قوة لك إلى جانب قوتنا ، ولا قدرة عندك على مقاومتنا إن أردنا قتلك أو طردك من قريتنا .
ثم قالوا له . . ثانيا - ( وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ) ورهط الرجل : قومه وعشيرته الأقربون . ومنه الراهط لحجر اليربوع ، لأنه يحتمى فيه . . .
ولفظ ( الرهط ) اسم جمع يطلق غالبا على العصابة دون العشرة من الرجال ليس فيهم أمرأة .
أى : ولولا عشيرتك التى هى على ملتنا وشريعتنا لرجمناك بالحجارة حتى تموت ، ولكن مجاملتنا لعشيرتك التى كفرت بك هى التى جعلتنا نبقى عليك .
ثم قالوا له - رابعا - ( وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) أى : وما أنت علينا بمكرم أو محبوب أو قوى حتى نمتنع عن رجمك ، بل أنت فينا الضعيف المكروه . .
- البغوى : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
( قالوا يا شعيب ما نفقه ) ما نفهم ، ( كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ) وذلك أنه كان ضرير البصر ، فأرادوا ضعف البصر ، ( ولولا رهطك ) عشيرتك وكان في منعة من قومه ، ( لرجمناك ) لقتلناك . والرجم : أقبح القتل . ( وما أنت علينا ) عندنا ، ( بعزيز ) .
- ابن كثير : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
يقولون : ( ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول ) أي : ما نفهم ولا نعقل كثيرا من قولك ، وفي آذاننا وقر ، ومن بيننا وبينك حجاب . ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) .
قال سعيد بن جبير ، والثوري : كان ضرير البصر . قال الثوري : وكان يقال له : خطيب الأنبياء .
[ وقال السدي : ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) قال : أنت واحد ] .
[ وقال أبو روق : ( وإنا لنراك فينا ضعيفا ) يعنون : ذليلا; لأن عشيرتك ليسوا على دينك ، فأنت ذليل ضعيف ] .
( ولولا رهطك ) أي : قومك وعشيرتك; لولا معزة قومك علينا لرجمناك ، قيل بالحجارة ، وقيل : لسببناك ، ( وما أنت علينا بعزيز ) أي : ليس لك عندنا معزة .
- القرطبى : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
قوله تعالى : قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول أي ما نفهم ; لأنك تحملنا على أمور غائبة من البعث والنشور ، وتعظنا بما لا عهد لنا بمثله . وقيل : قالوا ذلك إعراضا عن سماعه ، واحتقارا لكلامه ; يقال : فقه يفقه إذا فهم فقها ; وحكى الكسائي : فقه فقها وفقها إذا صار فقيها .
وإنا لنراك فينا ضعيفا قيل : إنه كان مصابا ببصره ; قاله سعيد بن جبير وقتادة . وقيل : كان ضعيف البصر ; قاله الثوري ، وحكى عنه النحاس مثل قول سعيد بن جبير وقتادة . قال النحاس : وحكى أهل اللغة أن حمير تقول للأعمى ضعيفا ; أي قد ضعف بذهاب بصره ; كما يقال له : ضرير ; أي قد ضر بذهاب بصره ; كما يقال له : مكفوف ; أي قد كف عن النظر بذهاب بصره . قال الحسن : معناه مهين . وقيل : المعنى ضعيف البدن ; حكاه علي بن عيسى . وقال السدي : وحيدا ليس لك جند وأعوان تقدر بها على مخالفتنا . وقيل : قليل المعرفة بمصالح الدنيا وسياسة أهلها و " ضعيفا " نصب على الحال .
" ولولا رهطك " رفع بالابتداء ، ورهط الرجل عشيرته الذي يستند إليهم ويتقوى بهم ; ومنه الراهطاء لجحر اليربوع ; لأنه يتوثق به ويخبأ فيه ولده .
ومعنى لرجمناك لقتلناك بالرجم ، وكانوا إذا قتلوا إنسانا رجموه بالحجارة ، وكان رهطه من أهل ملتهم . وقيل : معنى لرجمناك لشتمناك ; ومنه قول الجعدي :
تراجمنا بمر القول حتى نصير كأننا فرسا رهان
والرجم أيضا اللعن ; ومنه الشيطان الرجيم .
وما أنت علينا بعزيز أي ما أنت علينا بغالب ولا قاهر ولا ممتنع .
- الطبرى : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
القول في تأويل قوله تعالى : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال قوم شعيب لشعيب: (يا شعيب ما نفقه كثيرًا مما تقول)، أي : ما نعلم حقيقة كثير مما تقول وتخبرنا به (3) ، ( وإنا لنراك فينا ضعيفًا) .
* * *
ذُكِر أنه كان ضريرًا، فلذلك قالوا له: (إنا لنراك فينا ضعيفًا).
* * *
*ذكر من قال ذلك :
18507- حدثني عبد الأعلى بن واصل قال ، حدثنا أسد بن زيد الجصاص قال، أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير في قوله: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا)، قال: كان أعمى. (4)
18508- حدثنا عباس بن أبي طالب قال، حدثني إبراهيم بن مهدي المصيصي قال ، حدثنا خلف بن خليفة، عن سفيان، عن سعيد، مثله.
18509- حدثنا أحمد بن الوليد الرملي قال ، حدثنا إبراهيم بن زياد وإسحاق بن المنذر، وعبد الملك بن زيد قالوا، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد، مثله. (5)
18510- . . . . قال، حدثنا عمرو بن عون ومحمد بن الصباح قالا سمعنا شريكًا يقول في قوله: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا) ، قال: أعمى.
18511- حدثنا سعدويه قال ، حدثنا عباد، عن شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، مثله. (6)
18512- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو نعيم قال ، حدثنا سفيان قوله: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا) ، قال: كان ضعيف البصر ، قال سفيان: وكان يقال له : " خطيب الأنبياء "
18513-. . . . قال، حدثنا الحماني قال ، حدثنا عباد، عن شريك، عن سالم، عن سعيد: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا) ، قال: كان ضرير البصر.
* * *
، وقوله: (ولولا رهطك لرجمناك) ، يقول: يقولون: ولولا أنك في عشيرتك وقومك ، (لرجمناك)، يعنون: لسببناك. (7)
* * *
وقال بعضهم: معناه لقتلناك.
*ذكر من قال ذلك:
18514- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (ولولا رهطك لرجمناك) ، قال: قالوا: لولا أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك.
* * *
وقوله : (وما أنت علينا بعزيز)، يعنون: ما أنت ممن يكرَّم علينا، فيعظمُ علينا إذلاله وهوانه، بل ذلك علينا هيّن. (8)
-------------------
الهوامش :
(3) انظر تفسير " الفقه " فيما سلف 14 : 582 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(4) الأثر : 18507 - " أسد بن زيد الجصاص " ، لم أجد له ذكرا . وإنما يذكرون : " أسيد بن زيد بن نجيح الجمال " ، وهو الذي يروي عن شريك ، ويروي عنه أبو كريب وطبقته من شيوخ أبي جعفر الطبري ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 16 وأبي حاتم 1 / 1 / 318 ، وميزان الاعتدال 1 : 119 . ولكن هذا " الجمال " ، وذاك " الجصاص " ، فلا أدري من يكون هذا الذي ذكره أبو جعفر .
(5) الأثر : 18509 - " عبد الملك بن يزيد " ، هكذا هو في المخطوطة ، كما أثبته ، وفي المطبوعة : " عبد الملك بن زيد " ، غير ما في المخطوطة . ولم أعرف من يكون " عبد الملك بن يزيد " أو " ابن زيد " ، الذي يروي عن شريك ؟
(6) الأثر : 18511 - " سعدويه ، الضبي الواسطي " ، هو " سعيد بن سليمان " ، شيخ الطبري ، مضى برقم : 611 ، 2168 ، 11996 ، 13809 ( ج 12 : 585 ، تعليق : 1 ) . " وسعدويه " ، يروي عن شريك ، ولكنه يروي أيضًا عن عباد بن العوام ، فروى عن شريك هنا بالواسطة .
(7) في المطبوعة والمخطوطة : " لولا أنت في عشيرتك " ، وأرجح أن الصواب ما أثبت .
(8) انظر تفسير " عزيز " فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) .
- ابن عاشور : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
والفقه : الفهم . وتقدّم عند قوله تعالى : { فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً } في سورة [ النّساء : 78 ] ، وقوله : { انظر كيف نصرّف الآيات لعلّهم يفقهون } في سورة [ الأنعام : 65 ].
ومرادهم من هذا يحتمل أن يكون قصد المباهتة كما حكى الله عن المشركين { وقالوا قلوبنا في أكنةٍ ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقْرٌ } [ فصلت : 5 ] وقوله عن اليهود : { وقالوا قلوبنا غلفٌ } [ البقرة : 88 ]. ويجوز أن يكون المراد ما نتعقّله لأنه عندهم كالمحال لمخالفته ما يألفون ، كما حكى الله عن غيرهم بقوله : { أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيءٌ عجابٌ } [ ص : 5 ] ، وليس المراد عدم فهم كلامه لأنّ شعيباً عليه السّلام كان مقوالاً فصيحاً ، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه خطيب الأنبياء .
فالمعنى : أنك تقول مَا لاَ نصدق به . وهذا مقدمة لإدانته واستحقاقه الذم والعقاب عندهم في قولهم : { ولولا رهطك لرجمناك } ، ولذلك عطفوا عليه { وإنّا لنراك فينا ضعيفاً } أي وإنّك فينا لضعيف ، أي غير ذي قوّة ولا منعة . فالمراد الضعف عن المدافعة إذا راموا أذَاهُ وذلك ممّا يُرى لأنّه تُرى دلائله وسماته .
وذكر فعل الرؤية هنا للتّحقيق ، كما تقدّم في قوله تعالى : { ما نراك إلاّ بشراً مثلنا وما نراك اتّبعك إلاّ الذين هم أراذلنا } [ هود : 27 ] بحيث نزّلوه منزلة من تُظنون أنهم لا يرون ذلك بأبصارهم فصرحوا بفعل الرؤية . وأكّدوه بِ ( إنّ ) وَلاَم الابتداء مبالغة في تنزيله منزلة من يجهل أنهم يعلمون ذلك فيه ، أوْ مَنْ ينكر ذلك . وفي هذا التنزيل تعريض بغباوته كما في قول حجل بن نضلة
: ... إن بني عمّك فيهم رماح
ومن فساد التفاسير تفسير الضعيف بفاقد البصر وأنه لغة حميرية فركبوا منه أنّ شعيباً عليه السّلام كان أعمى ، وتطرّقوا من ذلك إلى فرض مسألة جواز العمى على الأنبياء ، وهو بناء على أوهام . ولم يعرف من الأثر ولا من كتب الأوّلين ما فيه أنّ شعيباً عليه السّلام كان أعمى .
وعطفوا على هذا قولهم : { وَلَوْلاَ رهطك لرجمناك } وهو المقصود ممّا مُهّد إليه من المقدمات ، أي لا يصدّنا عن رجمك شيء إلاّ مكان رهطك فينا ، لأنك أوجبت رجمك بطعنك في ديننا .
والرهط إذا أضيف إلى رجل أريد بِه القرابة الأدنَوْن لأنّهم لا يكونون كثيراً ، فأطلقوا عليهم لفظ الرهط الذي أصله الطائفة القليلة من الثلاثة إلى العشرة ، ولم يقولوا قومك ، لأنّ قومه قد نبذوه . وكان رهط شعيب عليه السّلام من خاصة أهل دين قومه فلذلك وقّروهم بكفّ الأذى عن قريبهم لأنهم يكرهون ما يؤذيه لقرابته . ولولا ذلك لما نصره رهطه لأنّهم لا ينصرون من سخطه أهل دينهم . على أنّ قرابته ما هم إلاّ عددٌ قليل لا يُخشى بأسهم ولكن الإبقاء عليه مجرد كرامة لقرابته لأنّهم من المخلصين لدينهم .
فالخبر المحذوف بعد { لَوْلاَ } يُقَدّرُ بما يدلّ على معنى الكرامة بقرينة قولهم : { وما أنت علينا بعزيز } وقوله : { أرهطي أعزّ عليكم من الله } [ هود : 92 ] ، فلمّا نفوا أن يكون عزيزاً وإنما عزة الرجل بحماته تعين أن وجود رهطه المانع من رجمه وجود خاص وهو وجود التكريم والتوقير ، فالتقدير : ولولا رهطك مكرمون عندنا لرجمناك .
والرجم : القتل بالحجارة رَمْياً ، وهو قِتلة حقارة وخزي . وفيه دلالة على أن حكم من يخلع دينه الرجم في عوائدهم .
وجملة { وما أنت علينا بعزيز } مؤكدة لمضمون { ولولا رهطك لرجمناك } لأنّه إذا انتفى كونه قويّاً في نفوسهم تعيّن أن كفّهم عن رجمه مع استحقاقه إيّاه في اعتقادهم ما كان إلاّ لأجل إكرامهم رهطَه لا للخوف منهم .
وإنّما عطفت هذه الجملة على التي قبلها مع أنّ حق الجملة المؤكدة أن تفصل ولا تعطف لأنّها مع إفادتها تأكيد مضمون الّتي قبلها قد أفادت أيضاً حكماً يخصّ المخاطب فكانت بهذا الاعتبار جديرة بأن تعطف على الجمل المفيدة أحواله مثل جملة { ما نَفْقَهُ كثيراً ممّا تقول } والجمل بعدها .
والعزة : القوم والشدّة والغلبة . والعزيز : وصف منه ، وتعديته بحرف ( على ) لما فيه من معنى الشّدة والوقْع على النفس كقوله تعالى : { عزيزٌ عليه ما عنتم } [ التوبة : 128 ] ، أي شديد على نفسه ، فمعنى { وما أنت علينا بعزيز } أنك لا يعجزنا قتلك ولا يشتدّ على نفوسنا ، أي لأنّك هَيّنُ علينا ومحقّر عندنا وليس لك من ينصرك منّا . وعزة المرء على قبيلة لا تكون غلبةَ ذاته إذْ لاَ يغلب واحد جماعة ، وإنما عزّته بقومه وقبيلته ، كما قال الأعشى
: ... وإنّما العِزّة للكاثِر
فمعنى { وما أنت علينا بعزيز } أنك لا تستطيع غلبتنا .
وقصدهم من هذا الكلام تحذيره من الاستمرار على مخالفة رهطه بأنّهم يوشك أن يخلعوه ويبيحوا لهم رجمه . وهذه معان جدّ دقيقة وإيجاز جدّ بديع .
وليس تقديم المسند إليه على المسند في قوله : { وما أنت علينا بعزيز } بمفيد تخصيصاً ولا تقوياً .
- إعراب القرآن : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
«قالُوا» أمر وفاعله «يا» أداة نداء «شُعَيْبُ» منادى مبني على الضم في محل نصب والجملة مقول القول «ما» نافية «نَفْقَهُ» مضارع مرفوع وفاعله مستتر «كَثِيراً» مفعول به والجملة مقول القول «مِمَّا» ما موصولية ومتعلقان بنفقه «تَقُولُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «وَإِنَّا» الواو حالية وإن واسمها ، والجملة حالية «لَنَراكَ» اللام المزحلقة ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والكاف مفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر «فِينا» متعلقان بضعيفا «ضَعِيفاً» مفعول به «وَلَوْ لا» الواو استئنافية ولو لا حرف امتناع لوجود «رَهْطُكَ» مبتدأ والكاف مضاف إليه والخبر محذوف والجملة استئنافية «لَرَجَمْناكَ» اللام واقعة في جواب لو لا وماض وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم «وَما» الواو عاطفة وما نافية تعمل عمل ليس «أَنْتَ» اسمها «عَلَيْنا» متعلقان بعزيز «بِعَزِيزٍ» الباء حرف جر زائد وعزيز خبر مجرور لفظا منصوب محلا والجملة معطوفة
- English - Sahih International : They said "O Shu'ayb we do not understand much of what you say and indeed we consider you among us as weak And if not for your family we would have stoned you [to death]; and you are not to us one respected"
- English - Tafheem -Maududi : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ(11:91) They said: 'O Shu'ayb! We do not understand much of what you say. *102 Indeed we see you weak in our midst. Were it not for your kinsmen, we would surely have stoned you for you have no strength to overpower us. *103
- Français - Hamidullah : Ils dirent O Chuayb nous ne comprenons pas grand chose à ce que tu dis; et vraiment nous te considérons comme un faible parmi nous Si ce n'est ton clan nous t'aurions certainement lapidé Et rien ne nous empêche de t'atteindre
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie sagten "O Su'aib wir verstehen nicht viel von dem was du sagst Und wir sehen wahrlich daß du unter uns nicht wehrhaft bist Wenn deine Sippschaft nicht wäre hätten wir dich fürwahr gesteinigt Du hast ja bei uns kein Ansehen"
- Spanish - Cortes : Dijeron ¡Suayb No entendemos mucho de lo que dices Entre nosotros se te tiene por débil Si no hubiera sido por tu clan te habríamos lapidado No nos impresionas
- Português - El Hayek : Disseram Ó Xuaib não compreendemos muito do que dizes e para nós é incapaz; se não fosse por tua família terteíamos apedrejado porque não ocupas grande posição entre nós
- Россию - Кулиев : Они сказали О Шуейб Многое из того что ты говоришь нам непонятно Мы считаем тебя слабым среди нас Если бы не твой род мы побили бы тебя камнями Ты нисколько не дорог нам
- Кулиев -ас-Саади : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
Они сказали: «О Шуейб! Многое из того, что ты говоришь, нам непонятно. Мы считаем тебя слабым среди нас. Если бы не твой род, мы побили бы тебя камнями. Ты нисколько не дорог нам».Многобожники были раздражены проповедями и наставлениями святого пророка и сказали: «О Шуейб! Мы не понимаем твоих проповедей и не понимаем многое из того, что ты говоришь». Это свидетельствовало об их ненависти и отвращении к истине. Они также сказали: «Ты не являешься старейшиной или вождем. Ты - всего лишь слабый и беспомощный человек. И если бы не твои друзья и родственники, то мы непременно забросали бы тебя камнями. Мы абсолютно не ценим тебя и не испытываем к тебе никакого уважения. Но мы уважаем твоих родственников, и поэтому мы оставляем тебя в покое».
- Turkish - Diyanet Isleri : "Ey Şuayb Söylediklerinin çoğunu anlamıyor ve doğrusu seni aramızda güçsüz görüyoruz Eğer taraftarların olmasaydı seni taşlardık Esasen bizim gözümüzde pek itibarın da yoktur" dediler
- Italiano - Piccardo : Dissero “O Shuayb non capiamo molto di quello che dici e invero ti consideriamo un debole tra noi Se non fosse per il tuo clan ti avremmo certamente lapidato poiché non ci sembri affatto potente”
- كوردى - برهان محمد أمين : خزمانی نالهبار وتیان ئهی شوعهیب ئێمه تێناگهین له زۆربهی ئهو باسانهی که تۆ دهیڵێیت ئێمهش بهڕاستی تۆ بهلاواز دهبینین لهناو خۆماندا وادهزانین ناتوانیت بهرهنگاری ئهم ههموو خهڵکه بکهیت ئهمهی تۆ باسی دهکهیت پێویستی بههێزو توانایهکی زۆر ههیه و خۆ ئهگهر خزمهکانت نهبوایه بهرد بارانمان دهکردیت وهنهبێت تۆ هیچ تواناو دهسهڵاتێکت ههبێت بهسهرماندا
- اردو - جالندربرى : انہوں نے کہا کہ شعیب تمہاری بہت سی باتیں ہماری سمجھ میں نہیں اتیں اور ہم دیکھتے ہیں کہ تم ہم میں کمزور بھی ہو اور اگر تمہارے بھائی نہ ہوتے تو ہم تم کو سنگسار کر دیتے اور تم ہم پر کسی طرح بھی غالب نہیں ہو
- Bosanski - Korkut : "O Šuajbe" – rekoše oni – "mi ne razumijemo mnogo toga što ti govoriš a vidimo da si ti među nama jadan; da nije roda tvoga mi bismo te kamenovali ti nisi nama drag"
- Swedish - Bernström : [Men] de sade "Mycket av det som du säger Shu`ayb övergår vårt förstånd Vad vi kan se är att du har en svag [ställning] bland oss och om inte din familj hade funnits skulle vi helt säkert ha stenat dig till döds; över oss har du ingen makt"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka berkata "Hai Syu'aib kami tidak banyak mengerti tentang apa yang kamu katakan itu dan sesungguhnya kami benarbenar melihat kamu seorang yang lemah di antara kami; kalau tidaklah karena keluargamu tentulah kami telah merajam kamu sedang kamupun bukanlah seorang yang berwibawa di sisi kami"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
(Mereka berkata) dengan nada yang menunjukkan kurang perhatian mereka terhadap perkataan Nabi Syuaib ("Hai Syuaib! Kami tidak mengerti) kurang memahami (banyak tentang apa yang kamu katakan itu dan sesungguhnya kami benar-benar melihat kamu seorang yang lemah di antara kami) maksudnya orang yang rendah (kalau tidaklah karena keluargamu) familimu (tentulah kami telah merajam kamu) dengan batu (sedangkan kamu pun bukanlah seorang yang berwibawa di sisi kami.") bukan orang-orang tidak pantas untuk dihukum rajam; dan sesungguhnya hanya keluargamu sajalah orang-orang yang berwibawa itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা বললহে শোয়ায়েব আঃ আপনি যা বলেছেন তার অনেক কথাই আমরা বুঝি নাই আমারা তো আপনাকে আমাদের মধ্যে দূর্বল ব্যক্তি রূপে মনে করি। আপনার ভাই বন্ধুরা না থাকলে আমরা আপনাকে প্রস্তরাঘাতে হত্যা করতাম। আমাদের দৃষ্টিতে আপনি কোন মর্যাদাবান ব্যক্তি নন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அதற்கு அவர்கள் "ஷுஐபே நீர் சொல்பவற்றில் பெரும்பாலானதை நாங்கள் புரிந்து கொள்ள முடியவில்லை; நிச்சயமாக உம்மை எங்களிடையே பலஹீனராகவே நாங்கள் காண்கிறோம்; உம் குலத்தார் இல்லை என்றால் உம்மைக் கல்லாலெறிந்தே நாங்கள் கொன்றிருப்போம்; நீர் எங்களில் மதிப்புக்குரியவரும் அல்லர்" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขากล่าวว่า “โอ้ ชุอัยบ์เอ๋ย เราไม่เข้าใจส่วนมากที่ท่านกล่าว และแท้จริงเราเห็นว่าท่านเป็นคนอ่อนแอในหมู่พวกเรา ถ้ามิใช่เพราะครอบครัวของท่านแล้ว เราจะเอาหินขว้างท่าน และท่านก็มิได้เป็นผู้มีเกียรติเหนือพวกเรา”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Эй Шуайб айтганларингнинг кўпини яхши тушунмадик ва биз сени ичимизда заифҳол кўряпмиз агар одамларинг бўлмаганида сени тошбўрон қилар эдик Сенинг ўзинг биз учун қимматли эмассан дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们说:舒阿卜啊!你所说的话有很多是我们所不理解的。我们的确认为你是我们中的一个弱者,假若不为你的家族,我们誓必辱骂你,你对于我们并非尊贵的。
- Melayu - Basmeih : Mereka berkata "Wahai Syuaib kami tidak mengerti kebanyakan dari apa yang engkau katakan itu dan sesungguhnya kami melihat engkau orang yang lemah dalam kalangan kami; dan kalau tidaklah kerana kaum keluargamu tentulah kami telah melemparmu dengan batu hingga mati Dan engkau pula bukanlah orang yang dipandang mulia dalam kalangan kami"
- Somali - Abduh : waxay dheheen Schucaybow ma kasaynno wax badan ood sheegi waxaana kugu aragnaa inaad dhexdannada ku tabar yartahay hadduusan Qoomkaagu jirin waan ku dhegexyeyn lahayn mana tihid adugu mid cisi naguleh
- Hausa - Gumi : Suka ce "Yã Shu'aibu Bã mu fahimta da yawa daga abin da kake faɗi kuma munã ganin ka mai rauni a cikinmu Kuma bã dõmin jama'arka ba dã mun jẽfe ka sabõda ba ka zama mai daraja a gunmu ba"
- Swahili - Al-Barwani : Wakasema Ewe Shua'ibu Mengi katika hayo unayo yasema hatuyafahamu Na sisi tunakuona huna nguvu kwetu Lau kuwa si jamaa zako tunge kupiga mawe wala wewe si mtukufu kwetu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata thanë “O Shuajb na nuk kuptojmë shumë nga ato që na thua ti dhe na të shohim të dobët në mesin tonë E sikur të mos ishte farefisi yt na të kishim mbytur me gurë ti nuk je i respektuar te ne”
- فارسى - آیتی : گفتند: اى شعيب، بسيارى از چيزهايى را كه مىگويى نمىفهميم، تو را در ميان خود ناتوان مىبينيم، اگر به خاطر قبيلهات نبود، سنگسارت مىكرديم و تو بر ما پيروزى نيابى.
- tajeki - Оятӣ : Гуфтанд: «Эй Шуъайб, бисёре аз чизҳоеро, ки мегӯӣ, намефаҳмем, туро дар миёни худ нотавон мебинем, агар ба хотири қабилаат набуд, сангсорат мекардем ва ту бар мо пирӯзӣ наёбӣ».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار: «ئى شۇئەيب! بىز سېنىڭ ئېيتقانلىرىڭنىڭ نۇرغۇنىنى چۈشەنمەيمىز. بىز ئەلۋەتتە سېنى ئارىمىزدا كۈچسىز ئادەم دەپ قارايمىز، سېنىڭ قەۋم - قېرىنداشلىرىڭ بولمىغاندا ئىدى، بىز سېنى چوقۇم تاش - كېسەك قىلىپ ئۆلتۈرەتتۇق، سەن بىزگە ئەتىۋارلىق ئەمەسسەن» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് പറഞ്ഞു: "ശുഐബേ, നീ പറയുന്നവയില് ഏറെയും ഞങ്ങള്ക്ക് മനസ്സിലാകുന്നേയില്ല. തീര്ച്ചയായും ഞങ്ങളറിയുന്നു; ഞങ്ങളെക്കാള് ഏറെ ദുര്ബലനാണ് നീയെന്ന്. നിന്റെ കുടുംബമില്ലായിരുന്നെങ്കില് എന്നോ നിന്നെ ഞങ്ങള് കല്ലെറിഞ്ഞു കൊല്ലുമായിരുന്നു. ഞങ്ങളെ സംബന്ധിച്ചിടത്തോളം നീയൊട്ടും അജയ്യനല്ല.”
- عربى - التفسير الميسر : قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول واننا لنراك فينا ضعيفا لست من الكبراء ولا من الروساء ولولا مراعاه عشيرتك لقتلناك رجما بالحجاره وكان رهطه من اهل ملتهم وليس لك قدر واحترام في نفوسنا
*102). When Shu'ayb's people stated that they did not understand much of what Shu'ayb said, they did not say so because Shu'ayb (peace be on him) spoke in some foreign language, or because he talked in an ambiguous or complicated manner. On the contrary, Shu'ayb's teaching was quite clear and simple and was conveyed to his people in a language they fully understood - their own. The difficulty in understanding Shu'ayb's teaching arose from the fact that his people had become simply too perverse to grasp it. It is always the case that when some people become fully seized by their prejudice, are overpowered by their lusts, or begin to move vehemently in one particular intellectual direction, they hardly have the patience to give ear to any idea which is different from their own. But even if they were to listen to any unfamiliar idea, it would only sound to them as gibberish, as something coming to them from some other planet.
*103). It should be borne in mind that exactly the same situation that had obtained in the past among the people of Shu'ayb also obtained in Makka at the time these verses were revealed. The Quraysh were seething with enmity towards Prophet Muhammad (peace be on him) and wanted to put an end to his life in much the same way as Shu'ayb's people were inimical to him. The only reason which prevented the Quraysh from violently laying their hands on the Prophet (peace be on him) was that his clan, Hashim, stood firmly behind him.
Thus, the story of Shu'ayb in relation to his people was exactly the same as that of Prophet Muhammad (peace be on him) in relation to the Quraysh. The story of Shu'ayb is narrated here precisely because of the obvious resemblance it bears to the predicament of Prophet Muhammad (peace be on him).
Soon we will also come across (see verse 93) a very instructive statement of Shu'ayb's in response to the harsh expression of hostility (see verse 91). The implication is quite clear. The same statement would be addressed by Muhammad (peace be on him) to his own unbelieving people.