- عربي - نصوص الآيات عثماني : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
- عربى - نصوص الآيات : كأن لم يغنوا فيها ۗ ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود
- عربى - التفسير الميسر : كأن لم يقيموا في ديارهم وقتًا من الأوقات. ألا بُعدًا لـ "مدين" -إذ أهلكها الله وأخزاها- كما بَعِدت ثمود، فقد اشتركت هاتان القبيلتان في البعد والهلاك.
- السعدى : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
{ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ْ} أي: كأنهم ما أقاموا في ديارهم، ولا تنعموا فيها حين أتاهم العذاب.
{ أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ ْ} إذ أهلكها الله وأخزاها { كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ْ} أي: قد اشتركت هاتان القبيلتان في السحق والبعد والهلاك.
وشعيب عليه السلام كان يسمى خطيب الأنبياء، لحسن مراجعته لقومه، وفي قصته من الفوائد والعبر، شيء كثير.
منها: أن الكفار، كما يعاقبون، ويخاطبون، بأصل الإسلام, فكذلك بشرائعه وفروعه، لأن شعيبا دعا قومه إلى التوحيد، وإلى إيفاء المكيال والميزان، وجعل الوعيد، مرتبا على مجموع ذلك.
ومنها: أن نقص المكاييل والموازين، من كبائر الذنوب, وتخشى العقوبة العاجلة، على من تعاطى ذلك، وأن ذلك من سرقة أموال الناس، وإذا كان سرقتهم في المكاييل والموازين، موجبة للوعيد، فسرقتهم - على وجه القهر والغلبة - من باب أولى وأحرى.
ومنها: أن الجزاء من جنس العمل، فمن بخس أموال الناس، يريد زيادة ماله، عوقب بنقيض ذلك, وكان سببا لزوال الخير الذي عنده من الرزق لقوله: { إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ْ} أي: فلا تسببوا إلى زواله بفعلكم.
ومنها: أن على العبد أن يقنع بما آتاه الله، ويقنع بالحلال عن الحرام وبالمكاسب المباحة عن المكاسب المحرمة، وأن ذلك خير له لقوله: { بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ْ} ففي ذلك، من البركة، وزيادة الرزق ما ليس في التكالب على الأسباب المحرمة من المحق، وضد البركة.
ومنها: أن ذلك، من لوازم الإيمان وآثاره، فإنه رتب العمل به, على وجود الإيمان، فدل على أنه إذا لم يوجد العمل، فالإيمان ناقص أو معدوم.
ومنها: أن الصلاة، لم تزل مشروعة للأنبياء المتقدمين، وأنها من أفضل الأعمال، حتى إنه متقرر عند الكفار فضلها، وتقديمها على سائر الأعمال, وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي ميزان للإيمان وشرائعه، فبإقامتها تكمل أحوال العبد، وبعدم إقامتها، تختل أحواله الدينية.
ومنها: أن المال الذي يرزقه الله الإنسان - وإن كان الله قد خوله إياه - فليس له أن يصنع فيه ما يشاء، فإنه أمانة عنده، عليه أن يقيم حق الله فيه بأداء ما فيه من الحقوق، والامتناع من المكاسب التي حرمها الله ورسوله، لا كما يزعمه الكفار، ومن أشبههم، أن أموالهم لهم أن يصنعوا فيها ما يشاءون ويختارون، سواء وافق حكم الله، أو خالفه.
ومنها: أن من تكملة دعوة الداعي وتمامها أن يكون أول مبادر لما يأمر غيره به، وأول منته عما ينهى غيره عنه، كما قال شعيب عليه السلام: { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ْ} ولقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ْ}
ومنها: أن وظيفة الرسل وسنتهم وملتهم، إرادة الإصلاح بحسب القدرة والإمكان، فيأتون بتحصيل المصالح وتكميلها، أو بتحصيل ما يقدر عليه منها، وبدفع المفاسد وتقليلها، ويراعون المصالح العامة على المصالح الخاصة.
وحقيقة المصلحة، هي التي تصلح بها أحوال العباد، وتستقيم بها أمورهم الدينية والدنيوية.
ومنها: أن من قام بما يقدر عليه من الإصلاح، لم يكن ملوما ولا مذموما في عدم فعله، ما لا يقدر عليه، فعلى العبد أن يقيم من الإصلاح في نفسه، وفي غيره، ما يقدر عليه.
ومنها: أن العبد ينبغي له أن لا يتكل على نفسه طرفة عين، بل لا يزال مستعينا بربه، متوكلا عليه، سائلا له التوفيق، وإذا حصل له شيء من التوفيق، فلينسبه لموليه ومسديه، ولا يعجب بنفسه لقوله: { وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ْ}
ومنها: الترهيب بأخذات الأمم، وما جرى عليهم، وأنه ينبغي أن تذكر القصص التي فيها إيقاع العقوبات بالمجرمين في سياق الوعظ والزجر.
كما أنه ينبغي ذكر ما أكرم الله به أهل التقوى عند الترغيب والحث على التقوى.
ومنها: أن التائب من الذنب كما يسمح له عن ذنبه، ويعفى عنه فإن الله تعالى يحبه ويوده، ولا عبرة بقول من يقول: "إن التائب إذا تاب، فحسبه أن يغفر له, ويعود عليه العفو، وأما عود الود والحب فإنه لا يعود" فإن الله قال: { وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ْ}
ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة، قد يعلمون بعضها, وقد لا يعلمون شيئا منها، وربما دفع عنهم، بسبب قبيلتهم، أو أهل وطنهم الكفار، كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين، لا بأس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك، لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية، لكان أولى، من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتها، وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم.
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين، وهم الحكام، فهو المتعين، ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة، فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة، والله أعلم.
- الوسيط لطنطاوي : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
( كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ ) أى : كأن هؤلاء الهلكى من قوم شعيب ، لم يعيشوا فى ديارهم قبل ذلك عيشة ملؤها الرغد والرخاء والأمان . . .
يقال : غنى فلان بالمكان ، إذا أقام به وعاش فيه ف نعمة ورغد . . .
( أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ) أى : ألا هلاكا مصحوبا بالخزى واللعنة والطرد من رحمة الله لقبيلة مدين ، كما هلكت من قبلهم قبيلة ثمود .
وهكذا طويت صفحة أخرى من صفات الظالمين وهم قوم شعيب . . عليهم السلام - كما طويت من قبلهم صفحات قوم نوح وهود وصالح ولوط - عليه السلام- .
هذا ، ومن أهم العبر والعظات التى تتجلى واضحة فى قصة شعيب مع قومه كما جاءت فى هذه السورة الكريمة :
أن الداعى إلى الله لكى ينجح فى دعوته ، عليه أن ينوع خطابه للمدعوين ، بحيث يشتمل توجيهه على الترغيب والترهيب ، وعلى الأسباب وما تؤدى إليه من نتائج ، وعلى ما يقنع العقل ويقنع العاطفة . . .
ففى هذه القصة نجد شعيبا - عليه السلام - يبدأ دعوته بأمر قومه بعبادة الله - تعالى - ، ثم ينهاهم عن أبرز الرذائل التى كانت منتشرة وهى نقص المكيال والميزان ، ثم يبين لهم الأسباب التى حملته على ذلك : ( إني أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وإني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ) .
ثم ينهاهم نهيا عاما عن الإِفساد فى الأرض ( وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ ) .
ثم يرشدهم إلى أن الرزق الحلال مع الإِيمان والاستقامة ، خير لهم من التشبع بزينة الحياة الدنيا بدون تمييز بين ما هو صالح وما هو طالح : وبقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين . .
ثم يذكرهم بأنه لا يأمرهم إلا بما يأمر به نفسه ، ولا ينهاهم إلا عما ينهاها عنه وأنه ليس ممن يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم ( وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإصلاح مَا استطعت . . . ) .
ثم يذكرهم بمصارع السابقين ، ويحذرهم من أن يسلكوا مسلكهم ، لأنهم لو فعلوا ذلك لهلكوا كما هلك الذين من قبلهم : ( وياقوم لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شقاقي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ . . . ) .
ثم يفتح لهم باب الأمل فى عفو الله عنهم متى استغفروه وتابوا إليه : ( واستغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ )
ثم تراه يثور عليهم عندما يراهم يتجاوزون حدودهم بالنسبة لله - تعالى - وللحق الذى جاءهم به من عنده - سبحانه - : ( أرهطي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ الله واتخذتموه وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ . وياقوم اعملوا على مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ . . . ) .
وهكذا نجد شعيبا - عليه السلام - وهو خطيب الأنبياء كما وصفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرشد قومه إلى ما يصلحهم ويسعدهم بأسلوب حكيم ، جامع لكل ألوان التأثير ، والتوجيه السديد .
وليت الدعاة إلى الله فى كل زمان ومكان يتعلمون من قصة شعيب . . عليه السلام - مع قومه أسلوب الدعوة إلى الله - تعالى .
- البغوى : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
( كأن لم يغنوا ) أي : كأن لم يقيموا ولم يكونوا ( فيها ألا بعدا ) هلاكا ، ( لمدين كما بعدت ) هلكت ( ثمود ) .
- ابن كثير : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
وقوله : ( كأن لم يغنوا فيها ) أي : يعيشوا في دارهم قبل ذلك ، ( ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ) وكانوا جيرانهم قريبا منهم في الدار ، وشبيها بهم في الكفر وقطع الطريق ، وكانوا عربا شبههم .
- القرطبى : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود تقدم معناه ، وحكى الكسائي أن أبا عبد الرحمن السلمي قرأ " كما بعدت ثمود " بضم العين . قال النحاس : المعروف في اللغة إنما يقال بعد يبعد بعدا وبعدا إذا هلك . وقال المهدوي : من ضم العين من " بعدت " فهي لغة تستعمل في الخير والشر ، ومصدرها البعد ; وبعدت تستعمل في الشر خاصة ; يقال : بعد يبعد بعدا ; فالبعد على قراءة الجماعة بمعنى اللعنة ، وقد يجتمع معنى اللغتين لتقاربهما في المعنى ; فيكون مما جاء مصدره على غير لفظه لتقارب المعاني .
- الطبرى : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
القول في تأويل قوله تعالى : كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: كأن لم يعش قوم شعيب الذين أهلكهم الله بعذابه ، حين أصبحوا جاثمين في ديارهم قبل ذلك. ولم يغنوا.
* * *
، من قولهم: " غنيت بمكان كذا " ، إذا أقمت به، (21) ومنه قول النابغة:
* * *
غَنِيَــتْ بِـذَلِكَ إِذْ هُـمُ لِـي جِـيرَةٌ
مِنْهَــا بِعَطْــفِ رِسَــالِةٍ وتَـوَدُّدِ (22)
وكما :-
18528- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح، قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (كأن لم يغنوا فيها) ، قال يقول: كأن لم يعيشوا فيها.
18529- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.
18530- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة مثله.
* * *
، وقوله: (ألا بعدًا لمدين كما بعدت ثمود) ، يقول تعالى ذكره: ألا أبعد الله مدين من رحمته، بإحلال نقمته بهم (23) ، " كما بعدت ثمود "، يقول: " كما بعدت من قبلهم ثمود من رحمته ، بإنـزال سخطه بهم.
---------------------------
الهوامش :
(21) انظر تفسير "
غني بكذا " فيما سلف 12 : 569 ، 570 / 15 : 56 ، 381 .(22) مضى البيت وشرحه فيما سلف ص : 56 .
(23) انظر تفسير "
البعد " فيما سلف ص : 334 ، 367 ، 381 . - ابن عاشور : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
وتقدم الكلام على { بُعْداً } في قصة نوح في قوله : { وقيل بُعداً للقوم الظالمين } [ هود : 44 ].
وأما قوله : { كما بَعدت ثمود } فهو تشبيه البعد الذي هو انقراض مدين بانقراض ثمود . ووجه الشبه التّماثل في سبب عقابهم بالاستئصال ، وهو عذاب الصيحة ، ويجوز أن يكون المقصود من التّشبيه الاستطراد بذمّ ثمود لأنهم كانوا أشدّ جرأة في مناواة رسل الله ، فلمّا تهيأ المقام لاختتام الكلام في قصص الأمم البائدة ناسب أن يعاد ذكر أشدّها كفراً وعناداً فَشُبّهَ هلك مدين بهلكهم .
والاستطراد فَنّ من البديع . ومنه قول حسّان في الاستطراد بالهجاء بالحارث أخي أبي جهل :
إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجَى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة أن يقاتل دُونهم ... ونَجا برأس طمرّة ولجام
- إعراب القرآن : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
«كَأَنْ» مخففة من كأنّ واسمها محذوف والجملة مستأنفة «لَمْ» حرف جازم «يَغْنَوْا» مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة خبر كأن «فِيها» متعلقان بيغنوا «أَلا» حرف استفتاح وتنبيه «بُعْداً» مفعول مطلق لفعل محذوف «لِمَدْيَنَ»
متعلقان ببعدا «كَما» الكاف حرف جر وما المصدرية وما وما بعدها في محل جر ومتعلقان بمحذوف صفة لبعد «بَعِدَتْ» ماض والتاء للتأنيث «ثَمُودُ» فاعل بعدت
- English - Sahih International : As if they had never prospered therein Then away with Madyan as Thamud was taken away
- English - Tafheem -Maududi : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ(11:95) as though they had never dwelt in them before. Lo! Away with (the people of) Midian, even as the Thamud were done away with!
- Français - Hamidullah : comme s'ils n'y avaient jamais prospéré Que les Madyan s'éloignent comme les Thamûd se sont éloignés
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : als hätten sie überhaupt nicht darin gewohnt Aber ja weg mit Madyan wie auch die Tamud entfernt wurden
- Spanish - Cortes : como si no hubieran habitado en ellas ¡Sí Atrás los madianitas como también se había dicho a los tamudeos
- Português - El Hayek : Como se jamais neles houvessem vivido Da mesma maneira que foi extirpado o povo de Madian também foi extirpadoo povo de Samud
- Россию - Кулиев : словно они никогда не жили там Да сгинут мадьяниты как сгинули самудяне
- Кулиев -ас-Саади : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
словно они никогда не жили там. Да сгинут мадьяниты, как сгинули самудяне!Когда Всевышний Аллах повелел уничтожить народ Шуейба, спастись от наказания удалось только самому пророку и тем, кто уверовал вместе с ним. А нечестивцы были поражены зловещим воплем и неподвижно лежали в их домах. На утро они не двигались и не издавали никаких звуков, словно в их домах никогда не кипела жизнь, словно они никогда не наслаждались мирскими благами. Да сгинут мадьяниты, погубленные и посрамленные Самим Аллахом! Да сгинут они, подобно самудянам! Воистину, эти два народа вкусили Божье проклятие и наказание. А пророк Шуейб благодаря своему прекрасному обхождению с соплеменниками заслужил право называться проповедником пророков. Из его истории можно сделать много полезных выводов и мудрых наставлений. Перечислим некоторые из них: 1. Неверующие получают наказание не только за искаженные представления об основах религии, но и за нарушение второстепенных предписаний шариата, и поэтому в проповедях следует упоминать не только основные, но и второстепенные вопросы религии. Вот почему пророк Шуейб наряду с призывом к поклонению одному Аллаху призывал своих соплеменников не обманывать людей на мере и на весах, а также предостерегал их от наказания за оба упомянутых прегрешения. 2. Обмеривание и обвешивание относятся к тяжким грехам, за которые человек может получить наказание даже в мирской жизни. Эти грехи подобны воровству, и если незаконное присвоение чужого имущества посредством обмана на мере и на весах обрекает человека на страдания, то что можно сказать о грабеже, когда преступник насильно лишает человека его собственности? 3. Воздаяние всегда соответствует совершенным деяниям, и если человек удерживает чужое имущество в надежде приумножить собственное богатство, то Аллах покарает его, лишив его богатства, а его грехи станут причиной его материального неблагополучия. Именно поэтому пророк Шуейб сказал: «Я вижу, как вы благоденствуете. Посему не совершайте деяний, которые лишат вас этих мирских благ». 4. Раб Божий должен довольствоваться тем, что ему даровал Аллах. Он должен довольствоваться дозволенными благами и воздерживаться от всего запрещенного. Он должен довольствоваться честным заработком и не приумножать богатство незаконным путем. Поступать таким образом лучше для любого человека, поскольку пророк Шуейб сказал: «Оставленное вам Аллахом лучше для вас, если только вы веруете» (11:86). Если человек довольствуется честным заработком, то он сможет извлечь пользу из дарованного ему удела и приумножить свое богатство, но если он пользуется запрещенными способами обретения имущества, то обрекает себя на погибель и лишается Божьего благословения. 5. Стремление заработать мирские блага честным путем является результатом и благим последствием правой веры, потому что святой пророк поставил это стремление в зависимость от веры. А это значит, что если человек не совершает праведных деяний, то его вера является слабой или вообще отсутствует. 6. Совершать намаз было предписано даже древним пророкам, потому что этот поступок является одним из самых достойных. Даже неверующие осознавали важность этого обряда поклонения и его превосходство над остальными деяниями. Именно намаз удерживает человека от мерзостей и предосудительных поступков, является мерилом веры и набожности. И если человек регулярно совершает намаз надлежащим образом, то все его деяния являются правильными. Если же он не делает этого, то его вера разрушается. 7. Если Аллах одаряет человека благами и наделяет его богатством, это совершенно не означает того, что человек может делать с этим богатством все, что ему заблагорассудится. Человек несет ответственность за вверенное ему богатство, и он должен выполнять свои обязанности перед Аллахом, выполняя свои материальные обязанности перед людьми и воздерживаясь от заработка, запрещенного Аллахом и Его посланником. А неверующие и им подобные ошибаются, когда полагают, что могут распоряжаться своим имуществом по собственному усмотрению, независимо от того, совпадает это с предписаниями Аллаха или противоречит им. 8. Призыв проповедника является совершенным тогда, когда он первым совершает то, к чему призывает окружающих, и первым воздерживается от того, что он запрещает другим. Именно поэтому пророк Шуейб сказал: «Я не хочу отличаться от вас и совершать то, что я запрещаю совершать вам» (11:88). А Всевышний Аллах сказал: «О те, которые уверовали! Почему вы говорите то, чего не делаете? Велика ненависть Аллаха к тому, что говорите то, чего не делаете» (61:2–3). 9. Стремление по мере возможности исправить людские деяния было обязанностью и дорогой всех Божьих посланников. Они желали добиться наилучшего результата, принести людям пользу или хотя бы сделать то, что было в их силах. Они также желали предотвратить зло или хотя бы уменьшить его. А наряду с этим они стремились принести пользу отдельным людям. И конечно же, настоящая польза заключается в исправлении деяний, связанных с мирской и духовной жизнью людей. 10. Если человек делает все возможное для того, чтобы исправить существующее положение вещей, то его нельзя упрекать и порицать за то, что он не совершает того, что выше его возможностей. Поэтому человек должен исправлять свои деяния и деяния окружающих по мере своих возможностей. 11. Раб Божий не должен полагаться на собственные силы даже на мгновение ока, а должен всегда испрашивать помощь у Аллаха и уповать на Него. И если Он почтит его Своей поддержкой, то он не должен обольщаться своими достижениями, а обязан связывать их со своим Покровителем и Благодетелем. Именно поэтому пророк Шуейб сказал: «Помогает мне только Аллах. На Него одного я уповаю, к Нему одному обращаюсь» (11:88). 12. Проповедник должен устрашать людей наказанием, которое постигло древние народы, и почаще рассказывать проповеди о судьбах грешников. А наряду с этим он должен призывать людей к набожности и рассказывать о том, как Аллах одаряет своих богобоязненных рабов. 13. Если человек раскаивается в совершенном грехе, то Всевышний Аллах не только прощает его прегрешение, но и одаряет его своей любовью. И ошибается тот, кто говорит: «Если человек покаялся в прегрешении, то ему достаточно того, что Аллах прощает ему содеянное. Но это не означает, что Аллах снова возлюбил его». По этому поводу пророк Шуейб сказал: «Попросите прощения у своего Господа, а затем покайтесь перед Ним. Воистину, мой Господь - Милосердный, Любящий (или Любимый)» (11:90). 14. Аллах защищает правоверных различными способами, некоторые из которых известны правоверным, а некоторые остаются непознанными. Одних верующих Аллах защищает посредством их родственников или неверующих соплеменников, как это произошло с пророком Шуейбом. Его соплеменники хотели забросать его камнями, но не сделали этого ради его сородичей. И если подобные обстоятельства оберегают ислам и мусульман, то пользоваться ими разрешается. Более того, иногда это может быть необходимо, потому что от проповедника требуется делать все возможное для исправления общества. А это значит, что если мусульмане живут в стране, которой правят неверующие, то им лучше стремиться к созданию республики, которая бы предоставляла отдельным личностям и целым народам права исповедовать религию и благоустраивать мирскую жизнь, нежели покоряться государству, которое мешает людям исповедовать религию и заботиться о мирском благополучии, порабощает людей и лишает их гражданских прав. Безусловно, было бы замечательно, если бы существовало мусульманское государство, которым правили бы мусульмане. Но если такого государства не существует, то лучше отдать предпочтение государству, в котором оберегаются религиозные и мирские права людей. А лучше всего об этом известно Аллаху.
- Turkish - Diyanet Isleri : Sanki orada hiç yaşamamışlardı Bilin ki Semud milleti Allah'ın rahmetinden uzaklaştığı gibi Medyen halkı da uzaklaştı
- Italiano - Piccardo : come se mai le avessero abitate Periscano i Madianiti come perirono i Thamûd
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهک لهوێ نهژیابن ئاگاداربن دهك مهدیهن لهوهولاتر بچێت ههروهك ثمود لهوهولاتر چوو
- اردو - جالندربرى : گویا ان میں کبھی بسے ہی نہ تھے۔ سن رکھو کہ مدین پر ویسی ہی پھٹکار ہے جیسی ثمود پر پھٹکار تھی
- Bosanski - Korkut : kao da na njoj nikada nisu ni postojali Daleko bio Medjen kao i Semud
- Swedish - Bernström : "[Nu] är det ute med [folket i] Madyan det gick för dem som det gick för Thamud"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Seolaholah mereka belum pernah berdiam di tempat itu Ingatlah kebinasaanlah bagi penduduk Madyan sebagaimana kaum Tsamud telah binasa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
(Seolah-olah) mereka; lafal ka-an adalah bentuk takhfif daripada lafal ka-anna (belum pernah tinggal di tempat tinggalnya itu, di tempat mereka bermukim. Ingatlah, kebinasaanlah bagi penduduk Madyan sebagaimana kaum Tsamud telah binasa).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যেন তারা সেখানে কখনো বসবাসই করে নাই। জেনে রাখ সামুদের প্রতি অভিসম্পাতের মত মাদইয়ানবাসীর উপরেও অভিসম্পাত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவ்வீடுகளில் அவர்கள் ஒரு காலத்தலும் வாழ்ந்திராதவர்கள் போல் ஆகிவிட்டனர் தெரிந்து கொள்ளுங்கள்; ஸமூது கூட்டத்தார் சாபக்கேட்டினால் நாசமானது போன்று மத்யனுக்கும் நாசம்தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ประหนึ่งว่าพวกเขามิได้เคยอยู่ในนั้นมาก่อน พึงทราบเถิด จงห่างไกลจากความเมตตาเถิดสำหรับมัดยัน เช่นเดียวกับที่ษะมูดได้ห่างไกลมาแล้ว
- Uzbek - Мухаммад Содик : Худди у ерда яшамаганлардек Огоҳ бўлингким худди Самуд йўқолгандек Мадян ҳам йўқолди Мадян аҳлини ҳалок этиш учун тайин қилинган вақт келиб амримиз етганида одатдагидек Пайғамбаримиз Шуайб ва у билан бирга бўлган мўминларга нажот бердик Зулмкор бўлган кофирларни эса биз томондан келган бир қичқириқ тутди ва ҳаммалари турган жойларида тўкилиб қолдилар Худди ер юзида яшамагандек адо бўлдилар Шуайбнинг а с қавми Мадян аҳли ҳам Солиҳнинг а с қавми Самуд каби йўқолди узоқ бўлди
- 中国语文 - Ma Jian : 彷佛他们没有在里面住过一样。真的,愿麦德彦人遭受毁灭,犹如赛莫德人遭受毁灭一样!
- Melayu - Basmeih : Mereka punahranah seolaholah mereka tidak pernah tinggal di situ Ketahuilah kebinasaanlah akhirnya bagi penduduk Madyan sebagaimana binasanya kaum Thamud
- Somali - Abduh : sidii iyagoon ku nagaanin fogaansho halaag baa u sugnaaday Madyan siday u fogaatay Thamuud u halaagsantay
- Hausa - Gumi : Kamar ba su zaunã ba a cikinsu To halaka ta tabbata ga Madyana kamar yadda Samũdãwa suka halaka
- Swahili - Al-Barwani : Kama kwamba hawakuwamo humo Zingatia walivyo angamia watu wa Madyana kama walivyo angamia watu wa Thamud
- Shqiptar - Efendi Nahi : thuajse nuk kanë ekzistuar kurrë në të Le të jetë larg nga mëshira e Zotit Medjeni ashtu siç ka qenë larg edhe Themudi
- فارسى - آیتی : چنان كه گويى هرگز در آن ديار نبودهاند. هان لعنت بر مردم مدين باد، همچنان كه لعنت بر قوم ثمود.
- tajeki - Оятӣ : чунон ки гӯё ҳаргиз дар он диёр набудаанд. Огоҳ бош, лаънат бар мардуми Мадян бод, ҳамчунон ки лаънат бар қавми Самуд!
- Uyghur - محمد صالح : گويا ئۇلار ئۆيلىرىدە تۇرمىغاندەك (يەنى ياشىمىغاندەك) بولۇپ قالدى. مەديەن ئاھالىسى خۇددى سەمۇد قەۋمى ھالاك بولغاندەك ھالاك بولسۇن!
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരവിടെ പാര്ത്തിട്ടേയില്ലെന്ന പോലെ. അറിയുക: മദ്യന് വാസികള് പൂര്ണമായും തൂത്തെറിയപ്പെട്ടു. സമൂദ് ഗോത്രം തൂത്തെറിയപ്പെട്ടപോലെത്തന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : كان لم يقيموا في ديارهم وقتا من الاوقات الا بعدا لـ "مدين" اذ اهلكها الله واخزاها كما بعدت ثمود فقد اشتركت هاتان القبيلتان في البعد والهلاك