- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَٰلَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم ۚ إنه بما يعملون خبير
- عربى - التفسير الميسر : وإن كل أولئك الأقوام المختلفين الذين ذكرنا لك -أيها الرسول- أخبارهم ليوفينهم ربك جزاء أعمالهم يوم القيامة، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، إن ربك بما يعمل هؤلاء المشركون خبير، لا يخفى عليه شيء من عملهم. وفي هذا تهديد ووعيد لهم.
- السعدى : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
{ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ْ} أي: لا بد أن الله يقضي بينهم يوم القيامة، بحكمه العدل، فيجازي كلا بما يستحقه.
{ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ ْ} من خير وشر { خَبِيرٌ ْ} فلا يخفى عليه شيء من أعمالهم، دقيقها وجليلها.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
ثم بين - سبحانه - أن هؤلاء المختلفين فى شأن الكتاب ، الشاكين فى صدقه ، سوف يجمعهم الله - تعالى - مع غيرهم يوم القيامة للجزاء والحساب على أعمالهم فقال - تعالى - ( وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) .
وقد وردت فى هذه الآية الكريمة عدة قراءات متوارتة منها : قراءة ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم بتشديد ، إن ولما ، وقد قيل فى تخريجها :
إن لفظ ( كلا ) اسم ( إن ) والتنوين فيه عوض عن المضاف إليه ، واللام فى ، ( لما ) هى الداخلة فى خبر ( إن ) وما بعد اللام هو حرف " من " الذى هو من حروف الجر ، و " ما " موصولة أو نكره موصوفة والمراد بها من يعقل ، فيحكون تقدير الكلام : وإن كلا " لمن ما " فقلبت النون ميما للإِدغام فاجتمع ثلاث ميمات ، فحذفت واحدة منها للتخفيف ، فصارت " لما " والجار والمجرور خبر " إن " ، واللام فى ( ليوفينهم ) ، جواب قسم مضمر ، والجملة صلة أو صفة ( لما ) .
والتقدير : وإن كلا من أولئك المختلفين وغيرهم لمن خلق الله الذين هم بحق ربك ليوفينهم - سبحانه - جزاء أعمالهم بدون أن يلفت منهم أحد ، إنه - سبحانه - لا يخفى عليه شئ منها .
وفى الآية الكريمة توكيدات متنوعة ، حتى لا يشك فى نزول العذاب بالظالمين مهما تأجل ، وحتى لا يشك أحد - أيضا - فى أن ما عليه المشركون هو الباطل الذى لا يعرفه الحق ، وأنه الكفر الذى تلقاه الخلف عن السلف .
وكان مقتضى حال الدعوة الإِسلامية فى تلكالفترة التى نزلت فيها هذه السورة - وهى فترة ما بعد حادث الإِسراء والمعراج وقبل الهجرة - يستلزم هذه التأكيدات تثبيتا لقلوب المؤمنين ، وتوهينا للشرك والمشركين .
قال الإِمام الفخر الرازى عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه : سمعت بعض الأفاضل قال : إنه - تعالى - لما أخبر عن توفية الأجيزة على المستحقين فى هذه الآية ، ذكر فيها سبعة أنواع من التأكيدات :
أولها : كلمة " إن " وهى للتأكيد ، وثانيها كلمة " كل " وهى أيضا للتأكيد ، وثالثها : اللام الداخلة على خبر " إن " وهى تفيد التأكيد - أيضا - ، ورابعها حرف " ما " إذا جعلناه على قول الفراء موصولا ، وخامسها : القسم المضمر فإن تقدير الكلام : وإن جميعهم والله ليوفينهم : وسادسها : اللام الثانية الداخلة على جواب القسم ، وسابعها : النون المؤكدة فى قوله " ليوفينهم " .
فجميع هذه المؤكدات السبتعة تدل على أن أمر القيامة والحساب والجزاء حق . . .
- البغوى : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
( وإن كلا ) قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو بكر : " وإن كلا " ساكنة النون على تخفيف إن الثقيلة ، والباقون بتشديدها ( لما ) شددها هنا وفي يس والطارق : ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، [ وافق أبو جعفر ها هنا ، وفي الطارق وفي الزخرف ، بالتشديد عاصم وحمزة ] والباقون بالتخفيف ، فمن شدد قال الأصل فيه : ( وإن كلا ) [ لمن ما ، فوصلت من الجارة بما ، فانقلبت النون ميما للإدغام ، فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهن ، فبقيت لما بالتشديد ، و " ما " ها هنا بمعنى : من ، هو اسم لجماعة من الناس ، كما قال تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم ) ( النساء - 3 ) ، أي : من طاب لكم ، والمعنى : وإن كلا لمن جماعة ليوفينهم ] .
ومن قرأ بالتخفيف قال : " ما " صلة [ زيدت بين اللامين ليفصل بينهما كراهة اجتماعهما ، والمعنى ] وإن كلا ليوفينهم .
وقيل " ما " بمعنى من ، تقديره : لمن ليوفينهم ، واللام في " لما " لام التأكيد [ التي تدخل على خبر إن ] ، وفي ليوفينهم لام القسم ، [ والقسم مضمر ] تقديره : والله ( ليوفينهم ربك أعمالهم ) أي : جزاء أعمالهم ( إنه بما يعملون خبير ) .
- ابن كثير : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
فقال : ( وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير ) أي : عليم بأعمالهم جميعها ، جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها .
وفي هذه الآية قراءات كثيرة ، ويرجع معناها إلى هذا الذي ذكرناه ، كما في قوله تعالى : ( وإن كل لما جميع لدينا محضرون ) [ يس : 32 ] .
- القرطبى : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
قوله تعالى : وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير
قوله تعالى : وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم أي إن كلا من الأمم التي عددناهم يرون جزاء أعمالهم ; فكذلك قومك يا محمد . واختلف القراء في قراءة وإن كلا لما فقرأ أهل الحرمين - نافع وابن كثير وأبو بكر معهم - " وإن كلا لما " بالتخفيف ، على أنها " إن " المخففة من الثقيلة معملة ; وقد ذكر هذا الخليل وسيبويه ، قال سيبويه : حدثنا من أثق به أنه سمع العرب تقول : إن زيدا لمنطلق ; وأنشد قول الشاعر :
كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
أراد كأنها ظبية فخفف ونصب ما بعدها ; والبصريون يجوزون تخفيف إن المشددة مع إعمالها ; وأنكر ذلك الكسائي وقال : ما أدري على أي شيء قرئ " وإن كلا " ! وزعم الفراء أنه نصب كلا في قراءة من خفف بقوله : ليوفينهم أي وإن ليوفينهم كلا ; وأنكر ذلك جميع النحويين ، وقالوا : هذا من كبير الغلط ; لا يجوز عند أحد : زيدا لأضربنه . وشدد الباقون إن ونصبوا بها كلا على أصلها . وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر لما بالتشديد . وخففها الباقون على معنى : وإن كلا ليوفينهم ، جعلوا " ما " صلة . وقيل : دخلت لتفصل بين اللامين اللتين تتلقيان القسم ، وكلاهما مفتوح ففصل بينهما ب " ما " . وقال الزجاج : لام " لما " لام " إن " و " ما " زائدة مؤكدة ; تقول : إن زيدا لمنطلق ، فإن تقتضي أن يدخل على خبرها أو اسمها لام كقولك : إن الله لغفور رحيم ، وقوله : إن في ذلك لذكرى . واللام في ليوفينهم هي التي يتلقى بها القسم ، وتدخل على الفعل ويلزمها النون المشددة أو المخففة ، ولما اجتمعت اللامان فصل بينهما ب " ما " و " ما " زائدة مؤكدة ، وقال الفراء : " ما " بمعنى " من " كقوله : وإن منكم لمن ليبطئن أي وإن كلا لمن ليوفينهم ، واللام في " ليوفينهم " للقسم ; وهذا يرجع معناه إلى قول الزجاج ، غير أن " ما " عند الزجاج زائدة وعند الفراء اسم بمعنى " من " . وقيل : ليست بزائدة ، بل هي اسم دخل عليها لام التأكيد ، وهي خبر " إن " و " ليوفينهم " جواب القسم ، التقدير : وإن كلا خلق ليوفينهم ربك أعمالهم . وقيل : " ما " بمعنى " من " كقوله : فانكحوا ما طاب لكم من النساء أي من ; وهذا كله هو قول الفراء بعينه . وأما من شدد لما وقرأ وإن كلا لما بالتشديد فيهما - وهو حمزة ومن وافقه - فقيل : إنه لحن ; حكي عن محمد بن زيد أن هذا لا يجوز ; ولا يقال : إن زيدا إلا لأضربنه ، ولا لما لضربته . وقال الكسائي : الله أعلم بهذه القراءة ; وما أعرف لها وجها . وقال هو وأبو علي الفارسي : التشديد فيهما مشكل . قال النحاس وغيره : وللنحويين في ذلك أقوال : الأول : أن أصلها " لمن ما " فقلبت النون ميما ، واجتمعت ثلاث ميمات فحذفت الوسطى فصارت لما و " ما " على هذا القول بمعنى " من " تقديره : وإن كلا لمن الذين ; كقولهم :
وإني لما أصدر الأمر وجهه إذا هو أعيا بالسبيل مصادره
وزيف الزجاج هذا القول ، وقال : " من " اسم على حرفين فلا يجوز حذفه . الثاني : أن الأصل . لمن ما ، فحذفت الميم المكسورة لاجتماع الميمات ، والتقدير : وإن كلا لمن خلق ليوفينهم . وقيل : " لما " مصدر " لم " وجاءت بغير تنوين حملا للوصل على الوقف ; فهي على هذا كقوله : وتأكلون التراث أكلا لما أي جامعا للمال المأكول ; فالتقدير على هذا : وإن كلا ليوفينهم ربك أعمالهم توفية لما ; أي جامعة لأعمالهم جمعا ، فهو كقولك : قياما لأقومن . وقد قرأ الزهري لما بالتشديد والتنوين على هذا المعنى . الثالث : أن " لما " بمعنى " إلا " حكى أهل اللغة : سألتك بالله لما فعلت ; بمعنى إلا فعلت ; ومثله قوله تعالى : إن كل نفس لما عليها حافظ أي إلا عليها ; فمعنى الآية : ما كل واحد منهم إلا ليوفينهم ; قال القشيري : وزيف الزجاج هذا القول بأنه لا نفي لقوله : وإن كلا لما حتى تقدر " إلا " ولا يقال : ذهب الناس لما زيد . الرابع : قال أبو عثمان المازني : الأصل وإن كلا لما بتخفيف " لما " ثم ثقلت كقوله :
لقد خشيت أن أرى جدبا في عامنا ذا بعدما أخصبا
وقال أبو إسحاق الزجاج : هذا خطأ ، إنما يخفف المثقل ; ولا يثقل المخفف . الخامس : قال أبو عبيد القاسم بن سلام : يجوز أن يكون التشديد من قولهم : لممت الشيء ألمه لما إذا جمعته ; ثم بني منه فعلى ، كما قرئ ثم أرسلنا رسلنا تترى بغير تنوين وبتنوين . فالألف على هذا للتأنيث ، وتمال على هذا القول لأصحاب الإمالة ; قال أبو إسحاق : القول الذي لا يجوز غيره عندي أن تكون مخففة من الثقيلة ، وتكون بمعنى " ما " مثل : إن كل نفس لما عليها حافظ وكذا أيضا تشدد على أصلها ، وتكون بمعنى " ما " و " لما " بمعنى " إلا " حكى ذلك الخليل وسيبويه وجميع البصريين ; وأن " لما " يستعمل بمعنى " إلا " قلت : هذا القول الذي ارتضاه الزجاج حكاه عنه النحاس وغيره ; وقد تقدم مثله وتضعيف الزجاج له ، إلا أن ذلك القول صوابه " إن " فيه نافية ، وهنا مخففة من الثقيلة فافترقا وبقيت قراءتان ; قال أبو حاتم : وفي حرف أبي : " وإن كل إلا ليوفينهم " وروي عن الأعمش " وإن كل لما " بتخفيف " إن " ورفع " كل " وبتشديد " لما " . قال النحاس : وهذه القراءات المخالفة للسواد تكون فيها " إن " بمعنى " ما " لا غير ، وتكون على التفسير ; لأنه لا يجوز أن يقرأ بما خالف السواد إلا على هذه الجهة .
إنه بما يعملون خبير تهديد ووعيد
- الطبرى : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)
قال أبو جعفر : اختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته جماعة من قراء أهل المدينة والكوفة: (وَإنَّ) مشددة (كُلا لَمَّا) مشددة.
* * *
واختلف أهل العربية في معنى ذلك:
فقال بعض نحويي الكوفيين: معناه إذا قرئ كذلك : وإنّ كلا لممَّا ليوفينهم ربك أعمالهم ، ولكن لما اجتمعت الميمات حذفت واحدة ، فبقيت ثنتان، فأدغمت واحدة في الأخرى، كما قال الشاعر: (5)
وَإِنِّـي لَمِمَّـا أُصْـدِرُ الأَمْـرَ وَجْهَـهُ
إِذَا هُــوَ أَعْيـى بالسَّـبِيلِ مَصَـادِرُهُ (6)
ثم تخفف، كما قرأ بعض القراء: وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ ، [سورة النحل: 90] ، تخفُّ الياء مع الياء. (7) وذكر أن الكسائي أنشده: (8)
وَأشْــمَتَّ العُــدَاةَ بِنَــا فَـأضْحَوْا
لــدَيْ يَتَبَاشَــرُونَ بِمَــا لَقِينَــا (9)
وقال: يريد " لديَّ يتباشرون بما لقينا "، فحذف ياء، لحركتهن واجتماعهن ، قال: ومثله: (10)
كـــأنَّ مِــنْ آخِرِهــا الْقــادِمِ
مَخْــرِمُ نَجْــدٍ فــارعِ المَخَـارِمِ (11)
وقال: أراد : إلى القادم، فحذف اللام عند اللام.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك إذا قرئ كذلك: وإن كلا شديدًا وحقًّا ، ليوفينهم ربك أعمالهم. قال: وإنما يراد إذا قرئ ذلك كذلك: (وإنّ كلا لمَّا) بالتشديد والتنوين، (12) ولكن قارئ ذلك كذلك حذف منه التنوين، فأخرجه على لفظ فعل " لمَّا " ، كما فعل ذلك في قوله: ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ، [سورة المؤمنون: 44] ، فقرأ " تترى " ، بعضهم بالتنوين، كما قرأ من قرأ: " لمَّا " بالتنوين، وقرأ آخرون بغير تنوين، كما قرأ (لمَّا) بغير تنوين من قرأه. وقالوا: أصله من " اللَّمِّ" من قول الله تعالى: وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا ، يعني : أكلا شديدًا.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك إذا قرئ كذلك: وإنّ كلا إلا ليوفينهم، كما يقول القائل: " بالله لمَّا قمتَ عنا ، وبالله إلا قمت عنا ". (13)
* * *
قال أبو جعفر: ووجدت عامة أهل العلم بالعربية ينكرون هذا القول، ويأبون أن يكون جائزًا توجيه " لمَّا " إلى معنى " إلا " ، في اليمين خاصة . (14) وقالوا: لو جاز أن يكون ذلك بمعنى إلا جاز أن يقال: " قام القوم لمَّا أخاك " بمعنى: إلا أخاك، ودخولها في كل موضع صلح دخول " إلا " فيه.
قال أبو جعفر: وأنا أرى أنّ ذلك فاسد من وجه هو أبين مما قاله الذين حكينا قولهم من أهل العربية ، في فساده، وهو أنّ " إنّ" إثبات للشيء وتحقيق له، و " إلا "، تحقيق أيضًا، (15) وإنما تدخل نقضًا لجحد قد تقدَّمها. فإذا كان ذلك معناها، فواجب أن تكون عندَ متأولها التأويلَ الذي ذكرنا عنه، أن تكون " إنّ" بمعنى الجحد عنده، حتى تكون " إلا نقضًا " لها. وذلك إن قاله قائل، قولٌ لا يخفى جهلُ قائله، اللهم إلا أن يخفف قارئ " إن " فيجعلها بمعنى " إن " التي تكون بمعنى الجحد. وإن فعل ذلك ، فسدت قراءته ذلك كذلك أيضًا من وجه آخر، وهو أنه يصير حينئذ ناصبًا " لكل " بقوله: ليوفينهم، وليس في العربية أن ينصب ما بعد " إلا " من الفعل ، الاسم الذي قبلها. لا تقول العرب: " ما زيدًا إلا ضربت "، فيفسد ذلك إذا قرئ كذلك من هذا الوجه ، إلا أن يرفع رافع " الكل "، فيخالف بقراءته ذلك كذلك قراءة القراء وخط مصاحف المسلمين، ولا يخرج بذلك من العيب لخروجه من معروف كلام العرب. (16)
* * *
وقد قرأ ذلك بعض قراء الكوفيين: (وَإنْ كُلا) بتخفيف " إن " ونصب (كُلا لمَّا) مشدّدة.
* * *
وزعم بعض أهل العربية أن قارئ ذلك كذلك، أراد " إنّ" الثقيلة فخففها، وذكر عن أبي زيد البصري أنه سمع: " كأنْ ثَديَيْه حُقَّان "، فنصب ب " كأن "، والنون مخففة من " كأنّ" ، ومنه قول الشاعر: (17)
وَوَجْــــهٌ مُشْـــرِقُ النَّحْـــرِ
كَــــأَنْ ثَدْيَيْــــهِ حُقَّــــانِ (18)
* * *
وقرأ ذلك بعض المدنيين بتخفيف: (إنْ) ونصب (كُلا)، وتخفيف (لَمَا).
* * *
وقد يحتمل أن يكون قارئ ذلك كذلك، قصدَ المعنى الذي حكيناه عن قارئ الكوفة من تخفيفه نون " إن " وهو يريد تشديدها، ويريد ب " ما " التي في " لما " التي تدخل في الكلام صلة، (19) وأن يكون قَصَد إلى تحميل الكلام معنى: وإنّ كلا ليوفينهم .
ويجوز أن يكون معناه كان في قراءته ذلك كذلك: وإنّ كُلا ليوفينهم ، أي : ليوفين كُلا ، فيكون نيته في نصب " كل " كانت بقوله: " ليوفينهم "، فإن كان ذلك أراد ، ففيه من القبح ما ذكرت من خلافه كلام العرب. وذلك أنها لا تنصب بفعل بعد لام اليمين اسمًا قبلَها.
* * *
وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز والبصرة: (وَإنَّ) مشددة (كُلا لَمَا) مخففة (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ). ولهذه القراءة وجهان من المعنى:
أحدهما: أن يكون قارئها أراد: وإن كلا لمَنَ ليوفينهم ربك أعمالهم، فيوجه " ما " التي في " لما " إلى معنى " من " كما قال جل ثناؤه: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ، [سورة النساء : 3] ، وإن كان أكثر استعمال العرب لها في غير بني آدم ، وينوي باللام التي في " لما " اللام التي تُتَلقَّى بها " إنْ" جوابًا لها، وباللام التي في قوله: (ليوفينهم) ، لام اليمين ، دخلت فيما بين ما وصلتها، كما قال جل ثناؤه: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ [سورة النساء : 72] ، وكما يقال : " هذا ما لَغَيرُه أفضلُ منه " .
والوجه الآخر: أن يجعل " ما " التي في " لما " بمعنى " ما " التي تدخل صلة في الكلام، واللام التي فيها هي اللام التي يجاب بها، واللام التي في: (ليوفينهم) ، هي أيضًا اللام التي يجاب بها " إنّ" كررت وأعيدت، إذا كان ذلك موضعها، وكانت الأولى مما تدخلها العرب في غير موضعها ، ثم تعيدها بعدُ في موضعها، كما قال الشاعر: (20)
فَلَـوْ أَنَّ قَـوْمِي لَـمْ يَكُونُـوا أَعِـزَّةً
لَبَعْـدُ لَقَـدْ لاقَيْـتُ لا بُـدَّ مَصْرَعَـا (21)
وقرأ ذلك الزهري فيما ذكر عنه: (وإنَّ كُلا) بتشديد " إنَّ" ، و (لمَّا) بتنوينها، بمعنى: شديدًا وحقًا وجميعًا.
* * *
قال أبو جعفر : وأصح هذه القراءات مخرجًا على كلام العرب المستفيض فيهم ، قراءة من قرأ: " وَإنَّ" بتشديد نونها، " كُلا لَمَا " بتخفيف " ما "( لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ ) ، بمعنى: وإن كل هؤلاء الذين قصَصَنا عليك ، يا محمد ، قصصهم في هذه السورة، لمن ليوفينهم ربك أعمالهم ، بالصالح منها بالجزيل من الثواب، وبالطالح منها بالشديد من العقاب ، فتكون " ما " بمعنى " مَن " واللام التي فيها جوابًا لـ" إنّ" ، واللام في قوله: ( ليوفينهم ) ، لام قسم.
* * *
وقوله: ( إنه بما يعملون خبير) ، يقول تعالى ذكره: إن ربك بما يعمل هؤلاء المشركون بالله من قومك ، يا محمد، " خبير "، لا يخفى عليه شيء من عملهم ، بل يخبرُ ذلك كله ويعلمه ويحيط به ، حتى يجازيهم على جميع ذلك جزاءهم. (22)
--------------------------
الهوامش :
(5) لم أعرف قائله .
(6) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية . في المطبوعة : " لما " و " أعيى بالنبيل " ، وكلاهما خطأ ، صوابه من المخطوطة ومعاني القرآن . وقوله " لمما " هنا ، ليست من باب " لما " التي يذكرها ، إلا في اجتماع الميمات . وذلك أن قوله : " وإن كلا لمما ليوفينهم " ، أصلها : " لمن ما " ، " من " بفتح فسكون ، اسم . وأما التي في البيت فهي " لمن ما " ، " من " حرف جر ، ومعناها معنى " ربما " للتكثير ، وشاهدهم عليه قول أبي حية النميري ( سيبويه 1 : 477 ) :
وَإِنَّـا لَمِمَّـا نَضْـرِبُ الكَـبْشَ ضَرْبَةً
عَـلَى رَأْسِـهِ تُلْقِـي اللِّسَـانَ مِنَ الفَم
.
(7) هكذا في المخطوطة : " تخف " ، وفي المطبوعة : " يخفف " ، وأما الذي في معاني القرآن للفراء ، وهذا نص كلامه : " بحذف الياء " ، وهو الصواب الجيد .
(8) لم أعرف قائله .
(9) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية ، وفي المطبوعة والمخطوطة : " وأشمت الأعداء " ، وهو خطأ ، صوابه من معاني القرآن .
(10) لم أعرف قائله .
(11) معاني القرآن للفراء ، في تفسير الآية . وكان في المطبوعة : " من أحرها " ، و " محرم " و " المحارم " ، وهو خطأ . و " المخرم " ، ( بفتح فسكون فكسر ) ، الطريق في الجبل ، وجمعه " مخارم " .
(12) هذه قراءة الزهري ، كما سيأتي ص : 498 .
(13) في المطبوعة والمخطوطة : " لقد قمت عنا ، وبالله إلا قمت عنا " ، وذلك خطأ ، ولا شاهد فيه ، وصوابه من معاني القرآن للفراء ، في تفسير الآية .
(14) في المطبوعة ، أسقط " إلا " الثانية ، فأفسد الكلام .
(15) في المطبوعة والمخطوطة : " وإلا أيضًا تحقق أيضًا " ، حذفت أولاهما ، لأنه تكرار ولا ريب .
(16) في المطبوعة : " بخروجه " ، والصواب من المخطوطة .
(17) من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها .
(18) سيبويه 1 : 281 ، رفعًا " كأن ثدياه ، وابن الشجري في أماليه 1 : 237 رفعًا 2 : 3 ، نصبا ، والخزانة 4 : 358 ، والعيني ( هامش الخزانة ) 2 : 305 .
(19) "
صلة " ، أي : زيادة ، انظر فهارس المصطلحات فيما سلف .(20) لم أعرف قائله .
(21) معاني القرآن للفراء ، في تفسير الآية . وكان في المخطوطة والمطبوعة : "
مصرعي " ، وأثبت ما في معاني القرآن .(22) لنظر تفسير "
خبير " فيما سلف من فهارس اللغة ( خبر ) . - ابن عاشور : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
تذييل للأخبار السابقة . والواو اعتراضية . و ( إنْ ) مخفّفة من { إنّ } الثّقيلة في قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي بكر عن عاص ، وأعملت في اسمها فانتصب بعدها . و ( إنْ ) المخففة إذا وقعت بعدها جملة اسمية يكثر إعمالها ويكثر إهمالها قاله الخليل وسيبويه ونحاة البصرة وهو الحق . وقرأ الباقون ( إنّ ) مشدّدة على الأصل .
وبتنوين { كُلاّ } عوض عن المضاف إليه . والتقدير : وإنّ كلّهم ، أي كلّ المذكورين آنفاً من أهل القرى ، ومن المشركين المعرّض بهم ، ومن المختلفين في الكتاب من أتباع موسى عليه السّلام .
و ( لَما ) مخفّفة في قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، والكسائي ، فاللاّم الدّاخلة على ( مَا ) لام الابتداء التي تدخل على خبر { إنّ }. واللاّم الثّانية الدّاخلة على { ليوفينّهم } لام جواب القسم . و ( مَا ) مزيدة للتأكيد . والفصل بين اللاّمين دفعاً لكراهة توالي مثلين .
وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، وعاصم ، وأبو جعفر ، وخلَف بتشديد الميم من ( لَمّا ). فعند مَن قرأ ( إنْ ) مخفّفة وشدّد الميم وهو أبو بكر عن عاصم تكون ( إن ) مخفّفة من الثقيلة ، وأمّا مَن شدّد النون ( إنّ ) وشدّد الميم من ( لمّا ) وهم ابن عامر ، وحمزة ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر ، وخلف فتوجيه قراءتهم وقراءة أبي بكر ما قاله القراء : إنّها بمعنى ( لَمِنْ مَا ) فحذف إحدى الميمات الثلاث ، يريد أنّ ( لَمّا ) ليست كلمة واحدة وإن كانت في صُورتها كصورة حرف ( لَمّا ) في رسم المصحف ( لأنّه اتّبع فيه صورة النطق بها ) وإنّما هي مركّبة من لاَم الابتداء و ( مِنْ ) الجارة التي تستعمل في معنى كثرة تكرّر الفعل كالتي في قول أبي حَية النمري
: ... وإنّا لَمِمّا نَضرب الكبش ضربة
على رأسه تُلقِي اللسانَ من الفم ... أي نكثر ضرب الكبش ، أي أمير جيش العدوّ على رأسه . وقول ابن عبّاس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاقي من الوحي شدّة ، وكان ممّا يحرّك لسانه حين يُنزل عليه القرآن ، فقال الله تعالى : { لا تحرّك به لسانك لتعجل به } [ القيامة : 16 ] الآية . فأصل هذه الكلمات في الآية على هذه القراءات : وإنّ كُلا لَمِنْ مَا ليُوفينهم ، فلمّا قلبت نون ( من ) ميماً لإدغامها في ميم ( مَا ) اجتمع ثلاث ميمات فحذفت الميم الأولى تخفيفاً وهي ميم ( مِن ) لوجود دليل عليها وهو الميم الثانية لأنّ أصل الميم الثّانية نون ( مِن ) فصار ( لَمّا ).
ولام { ليوفينّهم } لام قسم .
ومعنى الكثرة في هذه الآية الكناية عن عدم إفلات فريق من المختلفين في الكتاب من إلحاق الجزاء عن عمله به .
والمعنى : وإنّ جميعهم لَلاَقُون جزاء أعمالهم لا يفلت منهم أحد ، وإن توفية الله إياهم أعمالهم حقّقه الله ولم يسامح فيه . فهذا التخريج هو أولى الوجوه التي خرجت عليها هذه القراءة وهو مروي عن الفراء وتبعه المهدوي ونصر الشيرازي النّحوي ومشى عليه البيضاوي .
وقد أنهاها أبو شامة في «شرح منظومَة الشّاطبي» إلى ستّة وجوه وأنهاها غيره إلى ثمانية وجوه .
وفي تفسير الفخر : سمعت بعض الأفاضل قال : إنّ الله تعالى لمّا أخبر عن توفية الأجزية على المستحقّين في هذه الآية ذكر فيها سبعة أنواع من التّوكيدات ، أوّلها : كلمة ( إنْ ) وهي للتأكيد ، وثانيها ( كلّ ) وهي أيضاً للتّأكيد ، وثالثها اللاّم الدّاخلة على خبر ( إنّ ) ، ورابعها حرف ( ما ) إذا جعلناه موصولاً على قول الفراء ، وخامسها القسم المضمر ، وسادسها اللاّم الدّاخلة على جواب القسم ، وسابعها النون المؤكدة في قوله : { ليوفينهم }.
وتوفية أعمالهم بمعنى توفية جزاء الأعمال ، أي إعطاء الجزاء وافياً من الخير على عمل الخير ومن السوء على عمل السوء .
وجملة { إنّه بما يعملون خبير } استئناف وتعليل للتّوفية لأنّ إحاطة العلم بأعمالهم مع آرادة جزائهم توجب أن يكون الجزاء مطابقاً للعمل تمام المطابقة . وذلك محقق التوفية .
- إعراب القرآن : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
«وَإِنَّ كُلًّا» الواو مستأنفة وإن واسمها «لَمَّا» اللام المزحلقة وما موصولية خبر «لَيُوَفِّيَنَّهُمْ» اللام واقعة في جواب قسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والهاء مفعوله الأول «رَبُّكَ» فاعل
مؤخر والكاف مضاف إليه «أَعْمالَهُمْ» مفعول به ثان ليوفينهم والهاء مضاف إليه والجملة صلة «إِنَّهُ» إن واسمها «بِما» ما موصولية ومتعلقان بخبير «يَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة «خَبِيرٌ» خبر إن
- English - Sahih International : And indeed each [of the believers and disbelievers] - your Lord will fully compensate them for their deeds Indeed He is Acquainted with what they do
- English - Tafheem -Maududi : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(11:111) Surely your Lord will recompense all to the full for their deeds. For indeed He is well aware of all what they do.
- Français - Hamidullah : Très certainement ton Seigneur fera leur pleine rétribution à tous pour leurs œuvres Il est Parfaitement Connaisseur de ce qu'ils font
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und allen wird dein Herr ihre Werke in vollem Maß ganz sicher erstatten Gewiß Er ist dessen was sie tun Kundig
- Spanish - Cortes : Ciertamente tu Señor remunerará a todos sus obras sin falta Está bien informado de lo que hacen
- Português - El Hayek : Teu Senhor retribuirá a cada um segundo suas obras porque Ele está bem inteirado de tudo quando fazem
- Россию - Кулиев : Воистину твой Господь воздаст сполна каждому из них за его деяния ведь Он знает о том что они совершают
- Кулиев -ас-Саади : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
Воистину, твой Господь воздаст сполна каждому из них за его деяния, ведь Он знает о том, что они совершают.Всевышний поведал о том, что пророку Мусе была дарована Священная Тора - Писание, которое обязывало сынов Исраила объединиться вокруг повелений и запретов Аллаха. Однако люди, которые провозгласили себя почитателями Торы, впали в разногласия, которые нанесли непоправимый урон их воззрениям и духовному единству. И если бы Всевышний Аллах не обещал отсрочить людям наказание и не подвергать их скорому возмездию, их спор был бы решен, а несправедливые грешники получили бы наказание. Однако Его мудрость требовала, чтобы наказание этим грешникам было отсрочено до Судного дня, и поэтому грешников продолжают терзать сомнения относительно истины. А когда наступит День воскресения, Аллах непременно вынесет справедливый приговор, и тогда каждый человек получит заслуженное воздаяние. Воистину, Ему прекрасно известно обо всех добрых и злых деяниях людей. Нет ни одного большого или малого деяния, которое осталось бы сокрытым от Него.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbin onların işlerinin karşılığını elbette tamamen verecektir O şüphesiz onların yaptıklarını bilir
- Italiano - Piccardo : In verità il tuo Signore darà a tutti il compenso delle opere loro Egli è perfettamente al corrente di quello che fanno
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ههموو ئهوانه پهروهردگارت پاداشتی کردهوهکانیان بهتهواوی دهداتهوه بێگومان ئهو زاته زۆر ئاگاداره بهوهی ئهوان ئهنجامی دهدهن و دهیکهن
- اردو - جالندربرى : اور تمہارا پروردگار ان سب کو قیامت کے دن ان کے اعمال کا پورا پورا بدلہ دے گا۔ بےشک جو عمل یہ کرتے ہیں وہ اس سے واقف ہے
- Bosanski - Korkut : I svima njima će Gospodar tvoj prema djelima njihovim platiti jer On dobro zna ono što su radili
- Swedish - Bernström : Din Herre skall helt visst ge alla människor den fulla lönen för deras handlingar; Han är väl underrättad om vad de gör
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya kepada masingmasing mereka yang berselisih itu pasti Tuhanmu akan menyempurnakan dengan cukup balasan pekerjaan mereka Sesungguhnya Dia Maha Mengetahui apa yang mereka kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
(Dan sesungguhnya) dapat dibaca wain dan wainna (kepada masing-masing) artinya kepada setiap makhluk (pasti) huruf maa adalah zaidah, sedangkan huruf lam adalah mauthiah atau pendahuluan bagi qasam atau sumpah, atau lam fariqah. Menurut qiraat yang lain lamaa dibaca tasydid sehingga menjadi lammaa yang maknanya sama dengan illaa sedangkan huruf in sebelumnya bermakna nafi (Rabbmu akan menyempurnakan dengan cukup amal perbuatan mereka) yakni pembalasannya. (Sesungguhnya Dia Maha Mengetahui apa yang mereka kerjakan) Dia Maha Mengetahui apa yang tersembunyi dan yang terlahirkan daripadanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যত লোকই হোক না কেন যখন সময় হবে তোমার প্রভু তাদের সকলেরই আমলের প্রতিদান পুরোপুরি দান করবেন। নিশ্চয় তিনি তাদের যাবতীয় কার্যকলাপের খবর রাখেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக அவர்கள் ஒவ்வொருவருக்கும் உம்முடைய இறைவன் அவர்களுடைய செயல்களுக்கு உரிய கூலியை முழமையாகக் கொடுப்பான் நிச்சயமாக அவன் அவர்கள் செய்வதை அறிந்தவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และแท้จริงพวกเขาทั้งหมด พระเจ้าของเจ้าจะทรงตอบแทนแก่พวกเขาอย่างครบถ้วนซึ่งการงานของพวกเขา แท้จริงพระองค์ทรงรู้ทุกสิ่งที่พวกเขากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Роббинг ҳаммага амалларига яраша тўлиқ вафо қилур Чунки У қилаётган нарсаларидан хабардордир
- 中国语文 - Ma Jian : 你的主必使每个人都得享受自己行为的完全的报酬,他确是彻知他们的行为的。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya tiaptiap seorang akan disempurnakan oleh Tuhanmu balasan amal mereka; sesungguhnya Allah Amat Mendalam pengetahuanNya tentang apa yang mereka kerjakan
- Somali - Abduh : dhammaan wuu u oofin Eebahaa Camalkooda illeen Eebe waxay camal fali wuu ogyahay
- Hausa - Gumi : Kuma lalle haƙĩƙa Ubangijinka Mai cika wa kõwa sakamakon ayyukansa ne Lalle Shĩ Mai ƙididdigewa ne ga abin da suke aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : Na hakika Mola wako Mlezi atawatimilizia malipo ya vitendo vyao Hakika Yeye anayo khabari ya wayatendayo
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë çdonjërit prej tyre Zoti yt do t’ia plotësojë pagimin për veprat e tyre Se Ai me të vërtetë është i njoftuar për atë që punojnë ata
- فارسى - آیتی : و پروردگار تو پاداش اعمال همه را به تمامى خواهد داد و خدا به كارهايى كه مىكنند آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Ва Парвардигори ту ҷазои аъмоли ҳамаро ба тамомӣ хоҳад дод ва Худо ба корҳое, ки мекунанд, огоҳ аст!
- Uyghur - محمد صالح : پەرۋەردىگارىڭ ھەر بىر ئادەمگە ئۇنىڭ قىلغان ئەمەللىرىڭنىڭ مۇكاپاتىنى تولۇق بېرىدۇ، اﷲ، ئەلۋەتتە، ئۇلارنىڭ ئەمەللىرىدىن تولۇق خەۋەرداردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരില് ഓരോരുത്തര്ക്കും നിന്റെ നാഥന് അവരുടെ പ്രവര്ത്തനത്തിന്റെ ഫലം പൂര്ണമായി നല്കുക തന്നെ ചെയ്യും. നിശ്ചയമായും അവര് പ്രവര്ത്തിക്കുന്നതിനെപ്പറ്റി നന്നായറിയുന്നവനാണവന്.
- عربى - التفسير الميسر : وان كل اولئك الاقوام المختلفين الذين ذكرنا لك ايها الرسول اخبارهم ليوفينهم ربك جزاء اعمالهم يوم القيامه ان خيرا فخير وان شرا فشر ان ربك بما يعمل هولاء المشركون خبير لا يخفى عليه شيء من عملهم وفي هذا تهديد ووعيد لهم