- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍۢ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم ۗ واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين
- عربى - التفسير الميسر : فهلاَّ وُجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير والصلاح، ينهون أهل الكفر عن كفرهم، وعن الفساد في الأرض، لم يوجد من أولئك الأقوام إلا قليل ممن آمن، فنجَّاهم الله بسبب ذلك مِن عذابه حين أخذ الظالمين. واتَّبع عامتهم من الذين ظلموا أنفسهم ما مُتِّعوا فيه من لذات الدنيا ونعيمها، وكانوا مجرمين ظالمين باتباعهم ما تنعموا فيه، فحقَّ عليهم العذاب.
- السعدى : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
لما ذكر تعالى، إهلاك الأمم المكذبة للرسل، وأن أكثرهم منحرفون، حتى أهل الكتب الإلهية، وذلك كله يقضي على الأديان بالذهاب والاضمحلال، ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير يدعون إلى الهدى، وينهون عن الفساد والردى، فحصل من نفعهم ما بقيت به الأديان، ولكنهم قليلون جدا.
وغاية الأمر، أنهم نجوا، باتباعهم المرسلين، وقيامهم بما قاموا به من دينهم، وبكون حجة الله أجراها على أيديهم، ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيا من حيَّ عن بيِّنة
{ و ْ} لكن { اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ ْ} أي: اتبعوا ما هم فيه من النعيم والترف، ولم يبغوا به بدلا.
{ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ْ} أي: ظالمين، باتباعهم ما أترفوا فيه، فلذلك حق عليهم العقاب، واستأصلهم العذاب. وفي هذا، حث لهذه الأمة، أن يكون فيهم بقايا مصلحون، لما أفسد الناس، قائمون بدين الله، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصرونهم من العمى.
وهذه الحالة أعلى حالة يرغب فيها الراغبون، وصاحبها يكون, إماما في الدين، إذا جعل عمله خالصا لرب العالمين.
- الوسيط لطنطاوي : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بهذه الآيات الدالة على سنن الله - تعالى - فى خلقه ، وعلى الحكم التى من أجلها ساق الله - تعالى - تلك القصص فى كتابه فقال - تعالى - :
( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القرون مِن قَبْلِكُمْ . . . ) .
قوله - تعالى - ( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القرون مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفساد فِي الأرض إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ . . . ) إرشاد إلى أن الأمم إذا خلت من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، حلت بها المصائب والنكبات . .
ولولا : حرف تحضيض بمعنى هلا . والمقصود بالتحضيض هنا تحذير المعاصرين للنبى - صلى الله عليه وسلم - ومن سيأتى بعدهم من الوقوع فيما وقع فيه أهل القرون الماضية من ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، حتى لا يصيب اللاحقين ما أصاب السابقين .
والقرون : جمع قرن ، والمراد به الأمة من الناس الذين يجمعهم زمان واحد ، والراجح أن القرن مائة عام .
و ( أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ ) أى : أصحاب مناقب حميدة ، وخصال كريمة ، وعقول راجحة . . .
وأصل البقية : ما يصطفيه الإِنسان لنفسه من أشياء نفيسة يدخرها لينتفع بها ، ومنه قولهم : فلان من بقية القوم ، أى : من خيارهم وأهل الفضل فيهم ، قال الشاعر :
إن تذنبوا ثم تأتينى بقيتكم ... فما على بذنب منكم فوت
وفى الأمثال : فى الزوايا خبايا ، وفى الرجال بقايا .
والفساد فى الأرض : يشمل ما يكون فيها من المعاصى واختلال الأحوال وارتكاب المنكرات والبعد عن الصراط المستقيم .
والمعنى : فلا وجد من أولئك الأقوام الذين كانوا من قبلكم ، رجال أصحاب خصال كريمة ، وعقول سليمة ، تجعلهم هذه الخصال وتلك العقول ينهون أنفسهم وغيرهم عن الإِفساد فى الأرض ، وعن انتهاك الحرمات؟
كلا إنهم لم يكن فيهم هؤلاء الرجال الذين ينهون عن الفساد فى الأرض ، إلا عددا قليلا منهم أنجيناهم بسبب إيمانهم عن الفساد فى الأرض .
وفى هذا من التوبيخ لأهل مكة ولكل من تقاعس عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ما فيه ، لأن الله - تعالى - بين أن عذاب الاستئصال الذى حل بالظالمين السابقين ، كان من أسبابه عدم نهيهم عن الفساد فى الأرض .
قال الشوكانى : والاستثناء فى قوله ( إِلاَّ قَلِيلاً . . . ) منقطع ، أى : لكن قليلا ممن أنجينا منهم كانوا ينهون عن الفساد فى الأرض ، وقيل : هو متصل ، لأن فى حرف التحضيض معى النفى ، فكأنه قال : ما كان فى القرون أولو بقية ينهون عن الفساد فى الأرض ، إلا قليلا من أنجينا منهم ، ومن فى قوله ( مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ) بيانية ، لأنه لم ينج إلا الناهون .
وقال ابن كثير : ولهذا أمر الله - تعالى - هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، وفى الحديث : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " ولهذا قال : ( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القرون مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفساد فِي الأرض . . . )
وقوله : ( واتبع الذين ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ .
. . )
إشارة إلى أن هؤلاء القاعدين عن النهى عن الإِفساد فى الأرض ، قد استمروا على فجورهم وفسقهم دون أن يلتفتوا إلى خصال الخير ، وإلى سبيل الصلاح .وأترفوا من الترف ومعناه التقلب فى نعم الله - تعالى - مع ترك شكره - سبحانه - عليها .
والمترف : هو الشخص الذى أبطرته النعمة ، فانغمس فى الشهوات والمعاصى ، وأعرض عن الأعمال الصالحة . .
والجملة الكريمة معطوفة على كلام مقدر يقتضيه الكلام ، والمعنى : أن هؤلاء الذين لم يكن فيهم أولو بقية ينهون عن الفساد فى الأرض إلا من استثنى ، قد استمروا فى طغيانهم واتبعوا ما أنعموا فيه من الثروة والعيش الهنئ والشهوت العاجلة ، فكفروا النعمة ، واستكبروا وفسقوا عن أمر ربهم ، وكانوا قوما مجرمين ، أى مصرين على ارتكاب الجرائم والمنكرات ، فحق عليهم العقاب الذى يستحقونه بسبب هذه السيئات .
- البغوى : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
قوله عز وجل : ( فلولا ) فهلا ( كان من القرون ) التي أهلكناهم ( من قبلكم ) والآية للتوبيخ ( أولو بقية ) أي : أولو تمييز . وقيل : أولو طاعة . وقيل : أولو خير . يقال : فلان ذو بقية إذا كان فيه خير . معناه : فهلا كان من القرون من قبلكم من فيه خير ينهى عن الفساد في الأرض ؟ [ وقيل : معناه أولو بقية من خير . يقال : فلان على بقية من الخير إذا كان على خصلة محمودة ] .
( ينهون عن الفساد في الأرض ) أي يقومون بالنهي عن الفساد ، ومعناه جحد ، أي : لم يكن فيهم أولو بقية . ( إلا قليلا ) هذا استثناء منقطع معناه : لكن قليلا ( ممن أنجينا منهم ) وهم أتباع الأنبياء كانوا ينهون عن الفساد في الأرض . ( واتبع الذين ظلموا ما أترفوا ) نعموا ( فيه ) والمترف : المنعم . وقال مقاتل بن حيان : خولوا . وقال الفراء : [ عودوا من النعيم واللذات وإيثار الدنيا ] أي : واتبع الذين ظلموا ما عودوا من النعيم واللذات وإيثار الدنيا على الآخرة . ( وكانوا مجرمين ) كافرين .
- ابن كثير : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
قول تعالى : فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ، ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض .
وقوله : ( إلا قليلا ) أي : قد وجد منهم من هذا الضرب قليل ، لم يكونوا كثيرا ، وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غيره ، وفجأة نقمه; ولهذا أمر تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، كما قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) [ آل عمران : 104 ] . وفي الحديث : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعقاب " ; ولهذا قال تعالى : ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم ) .
وقوله : ( واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ) أي : استمروا على ما هم فيه من المعاصي والمنكرات ، ولم يلتفتوا إلى إنكار أولئك ، حتى فجأهم العذاب ، ( وكانوا مجرمين ) .
- القرطبى : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
قوله تعالى : فلولا كان أي فهلا كان
من القرون من قبلكم أي من الأمم التي قبلكم .
أولو بقية أي أصحاب طاعة ودين وعقل وبصر .
ينهون قومهم .
عن الفساد في الأرض لما أعطاهم الله تعالى من العقول وأراهم من الآيات ; وهذا توبيخ للكفار . وقيل : لولا هاهنا للنفي ; أي ما كان من قبلكم ; كقوله : فلولا كانت قرية آمنت أي ما كانت .
إلا قليلا استثناء منقطع ; أي لكن قليلا .
ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد في الأرض . قيل : هم قوم يونس ; لقوله : إلا قوم يونس . وقيل : هم أتباع الأنبياء وأهل الحق .
واتبع الذين ظلموا أي أشركوا وعصوا .
ما أترفوا فيه أي من الاشتغال بالمال واللذات ، وإيثار ذلك على الآخرة . وكانوا مجرمين
- الطبرى : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: فهلا كان من القرون الذين قصصت عليك نبأهم في هذه السورة ، الذين أهلكتهم بمعصيتهم إياي ، وكفرهم برسلي (64) من قبلكم.(أولو بقية) ، يقول: ذو بقية من الفهم والعقل، (65) يعتبرون مواعظَ الله ويتدبرون حججه، فيعرفون ما لهم في الإيمان بالله ، وعليهم في الكفر به (66) ، (ينهون عن الفساد في الأرض) ، يقول: ينهون أهل المعاصي عن معاصيهم ، وأهل الكفر بالله عن كفرهم به ، في أرضه (67) ، (إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، يقول: لم يكن من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض ، إلا يسيرًا، فإنهم كانوا ينهون عن الفساد في الأرض، فنجاهم الله من عذابه، حين أخذ من كان مقيمًا على الكفر بالله عذابُه ، وهم اتباع الأنبياء والرسل.
* * *
ونصب " قليلا " لأن قوله: (إلا قليلا) استثناء منقطع مما قبله، كما قال: إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا ، [سورة يونس: 98] . وقد بينا ذلك في غير موضع ، بما أغنى عن إعادته. (68)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك :
18690- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: اعتذر فقال: (فلولا كان من القرون من قبلكم) ، حتى بلغ: (إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، فإذا هم الذين نجوا حين نـزل عذاب الله. وقرأ: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه).
18691- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية) ، إلى قوله: (إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، قال: يستقلَّهم الله من كل قوم.
18692- حدثنا محمد بن المثني قال ، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود قال: سألني بلال عن قول الحسن في القدر، (69) قال: فقال: سمعت الحسن يقول: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، قال: بعث الله هودًا إلى عاد، فنجى الله هودًا والذين آمنوا معه وهلك المتمتعون. وبعث الله صالحًا إلى ثمود، فنجى الله صالحًا وهلك المتمتعون. فجعلت أستقريه الأمم، فقال: ما أراه إلا كان حسن القول في القَدر . (70)
18693- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، أي : لم يكن من قبلكم من ينهى عن الفساد في الأرض ، (إلا قليلا ممن أنجينا منهم).
* * *
وقوله: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه) ، يقول تعالى ذكره: واتبع الذين ظلموا أنفسهم فكفروا بالله ما أترفوا فيه.
*ذكر من قال ذلك :
18694- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه) ، قال: ما أُنْظروا فيه.
18695- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه)، من دنياهم.
، وكأنّ هؤلاء وجَّهوا تأويل الكلام: واتبع الذين ظلموا الشيء الذي أنظرهم فيه ربُّهم من نعيم الدنيا ولذاتها، إيثارًا له على عمل الآخرة وما ينجيهم من عذاب الله.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: واتبع الذين ظلَموا ما تجبَّروا فيه من الملك ، وعتَوْا عن أمر الله.
*ذكر من قال ذلك :
18696- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه)، قال: في ملكهم وتجبُّرهم، وتركوا الحق.
18697- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه، إلا أنه قال: وتركِهم الحق.
18698- حدثني القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثل حديث محمد بن عمرو سواء.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر تعالى ذكره: أن الذين ظلموا أنفسهم من كل أمة سلفت فكفروا بالله، اتبعوا ما أنظروا فيه من لذات الدنيا ، فاستكبروا وكفروا بالله ، واتبعوا ما أنظروا فيه من لذات الدنيا، فاستكبروا عن أمر الله وتجبروا وصدوا عن سبيله .
* * *
، وذلك أن المترف في كلام العرب: هو المنعم الذي قد غُذِّي باللذات، ومنه قول الراجز: (71)
نُهْــدِي رُءُوسَ المُــتْرَفينَ الصُّـدَّادْ
إلــى أمِــير المُــؤْمِنِينَ المُمْتَـادْ (72)
* * *
وقوله: (وكانوا مجرمين)، يقول: وكانوا مكتسبي الكفر بالله. (73)
--------------------
الهوامش :
(64) انظر تفسير " القرن " فيما سلف 11 : 263 / 15 : 37 .
(65) انظر تفسير " البقية " فيما سلف ص : 447 - 449 .
(66) في المطبوعة والمخطوطة : " وعليهم " بإسقاط " ما " ، والأجود إثباتها .
(67) انظر تفسير " الفساد في الأرض " فيما سلف من فهارس اللغة ( فسد ) .
(68) انظر فهارس مباحث العربية والنحو وغيرهما .
(69) في المطبوعة والمخطوطة هنا : " في العذر " ، والصواب ما أثبت ، وانظر التعليق التالي .
(70) في المطبوعة وحدها : " في العذر ، والصواب من المخطوطة . ويعني أنه أمر قد فرغ منه ، لقول الله سبحانه لنوح : " وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم " ، وذلك قبل أن يكونوا ، وهو قول أهل الإثبات ، من أهل الحق .
(71) هو رؤبة .
(72) سلف البيت وتخريجه وشرح فيما سلف 11 : 223 ، تعليق : 1 . ، "
الممتاد " ، الذي نسأله العطاء فيعطي .(73) انظر تفسير "
الإجرام " فيما سلف من فهارس اللغة (جرم) . - ابن عاشور : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
هذا قوي الاتّصال بقوله تعالى : { وكذلك أخذ ربك } [ هود : 102 ] فيجوز أن يكون تفريعاً عليه ويكون ما بينهما اعتراضاً دعا إليه الانتقال الاستطرادي في معان متماسكة . والمعنى فهلاّ كان في تلك الأمم أصحاب بقية من خير فنهوا قومهم عن الفساد لما حلّ بهم ما حلّ . وذلك إرشاد إلى وجوب النهي عن المنكر . ويجوز أن يكون تفريعاً على قوله تعالى : { فاستقم كما أمرت } [ هود : 112 ] والآية تفريع على الأمر بالاستقامة والنهي عن الطغيان وعن الركون إلى الذين ظلموا ، إذ المعنى : ولا تكونوا كالأمم من قبلكم إذ عدموا من ينهاهم عن الفساد في الأرض وينهاهم عن تكذيب الرّسل فأسرفوا في غلوائهم حتى حلّ عليهم غضب الله إلاّ قليلاً منهم ، فإن تركتم ما أمرتم به كان حالكم كحالهم ، ولأجل هذا المعنى أتي بفاء التفريع لأنّه في موقع التفصيل والتعليل لجملة { فاستقم كما أمرت } [ هود : 112 ] وما عطف عليها؛ كأنّه قيل : وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم فَلَوْلاَ كان منهم بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلى آخره ، أي فاحذروا أن تكونوا كما كانوا فيصيبكم ما أصابهم ، وكونوا مستقيمين ولا تَطغوا ولا تركنوا إلى الظّالمين وأقيموا الصلاة ، فغُيّرَ نظمُ الكلام إلى هذا الأسلوب الذي في الآية لتفنن فوائده ودقائقه واستقلال أغراضه مع كونها آيلة إلى غرض يعمّمها . وهذا من أبدع أساليب الإعجاز الذي هو كردّ العجز على الصدر من غير تكلّف ولا ظهور قصد .
ويقرب من هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وَمَا أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنّما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم "
و ( لولا ) حرف تحضيض بمعنى ( هلاّ ). وتحضيض الفائت لا يقصد منه إلاّ تحذير غيره من أن يقع فيما وقعوا فيه والعبرة بما أصابهم .
والقرون : الأمم . وتَقَدّم في أوّل الأنعام .
والبقية : الفضل والخير . وأطلق على الفضل البقية كناية غلبت فسارت مسرى الأمثال لأنّ شأن الشيء النفيس أنّ صاحبه لا يفرط فيه .
وبقيّة الناس : سادتهم وأهل الفضل منهم ، قال رويشد بن كثير الطائي :
إنْ تذنبوا ثم تأتيني بقيّتكم ... فَمَا عليّ بذنب منكم فوت
ومن أمثالهم «في الزوايا خبايا وفي الرجال بقايا» . فمن هنالك أطلقت على الفضل والخير في صفات الناس فيقال : في فلان بقية ، والمعنى هنا : أولُو فضل ودين وعلم بالشريعة ، فليس المراد الرّسل ولكن أريد أتباع الرسل وحملة الشرائع ينهون قومهم عن الفساد في الأرض .
والفساد : المعاصي واختلاف الأحوال ، فنهيهم يردعهم عن الاستهتار في المعاصي فتصلح أحوالهم فلا يحق عليهم الوهن والانحلال كما حلّ ببني إسرائيل حين عدموا من ينهاهم . وفي هذا تنويه بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنّهم أولُو بقيّة من قريش يدعونهم إلى الإيمان حتى آمن كلّهم ، وأولُو بقية بين غيرهم من الأمم الذين اختلطوا بهم يدعونهم إلى الإيمان والاستقامة بعد الدخول فيه ويعلّمون الدين ، كما قال تعالى فيهم :
{ كنتم خيرَ أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } [ آل عمران : 110 ].
وفي قوله : { من القرون من قبلكم } إشارة إلى البشارة بأنّ المسلمين لا يكونون كذلك ممّا يومىء إليه قوله تعالى : { مِن قبلكم }.
وقرأ ابن جمّاز عن أبي جعفر «بِقْية» بكسر الباء الموحّدة وسكون القاف وتخفيف التّحتية فهي لغة ولم يذكرها أصحاب كتب اللغة ولعلّها أجريت مجرى الهيئة لما فيها من تخيّل السمت والوقار .
و { إلاّ قليلاً } استثناء منقطع من { أولُوا بقيّة } وهو يستتبع الاستثناء من القرون إذ القرون الذين فيهم { أولوا بقيّة } ليسوا داخلين في حكم القرون المذكورة من قبل ، وهو في معنى الاستدراك لأنّ معنى التحْضيض متوجّه إلى القرون الذين لم يكن فيهم أولو بقية فهم الذين يُنعى عليهم فقدان ذلك الصنف منهم . وهؤلاء القرون ليس منهم من يستثنى إذ كلهم غير ناجين من عواقب الفساد ، ولكن لمّا كان معنى التحضيض قد يوهم أنّ جميع القرون التي كانت قبل المسلمين قد عدموا أولي بقية مع أن بعض القرون فيهم أولو بقيّة كان الموقع للاستدراك لرفع هذا الإيهام ، فصار المستثنى غيرَ داخل في المذكور من قبل ، فلذلك كان منقطعاً ، وعلامة انقطاعه انتصابه لأنّ نصب المستثنى بعد النفي إذا كان المستثنى منه غير منصوب أمارة على اعتبار الانقطاع إذ هو الأفصح . وهل يجيء أفصح كلام إلاّ على أفصح إعْراب ، ولو كان معتبراً اتّصاله لجاء مرفوعاً على البدلية من المذكور قبله .
و ( مِن ) في قوله : { ممن أنجينا } بيانيّة ، بيان للقليل لأنّ الذين أنجاهم الله من القرون هم القليل الذين ينهون عن الفساد ، وهم أتباع الرسل .
وفي البيان إشارة إلى أنّ نهيهم عن الفساد هو سبب إنجاء تلك القرون لأنّ النهي سبب السبب إذ النهي يسبّب الإقلاع عن المعاصي الذي هو سبب النجاة .
ودلّ قوله : { ممّن أنجينا منهم } على أن في الكلام إيجازَ حذففٍ تقديره : فكانوا يتوبون ويقلعون عن الفساد في الأرض فينجون من مسّ النار الذي لا دافع له عنهم .
وجملة { واتّبع الذين ظلموا } معطوفة على ما أفاده الاستثناء من وجود قليل ينهون عن الفساد ، فهو تصريح بمفهوم الاستثناء وتبيين لإجماله . والمعنى : وأكثرهم لم ينهوا عن الفساد ولم ينتهوا هم ولا قومهم واتّبعوا ما أترفوا فيه كقوله تعالى : { فسجدوا إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين } [ البقرة : 34 ] تفصيلاً لمفهوم الاستثناء .
وفي الآية عبرة وموعظة للعصاة من المسلمين لأنّهم لا يخلون من ظلم أنفسهم .
واتباعُ ما أترفوا فيه هو الانقطاع له والإقبال عليه إقبال المتّبِع على متبوعه .
وأترفوا : أعطوا التّرف ، وهو السعة والنعيم الذي سهّله الله لهم فالله هو الذي أترفهم فلم يشكروه .
و { كانوا مجرمين } أي في اتّباع الترف فلم يكونوا شاكرين ، وذلك يحقّق معنى الاتّباع لأنّ الأخذ بالترف مع الشكر لا يطلق عليه أنه اتّباع بل هو تمحّض وانقطاع دون شوبه بغيره . وفي الكلام إيجاز حذف آخر ، والتقدير : فحقّ عليهم هلاك المجرمين ، وبذلك تهيّأ المقام لقوله بعده : { وما كان ربك ليهلك الْقُرى بظلم } [ هود : 117 ].
- إعراب القرآن : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
«فَلَوْ لا» الفاء استئنافية ولو لا حرف تحضيض «كانَ» ماض ناقص والجملة مستأنفة «مِنَ الْقُرُونِ» متعلقان بمحذوف حال «مِنْ قَبْلِكُمْ» متعلقان بمحذوف حال والكاف مضاف إليه «أُولُوا» اسم كان مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «بَقِيَّةٍ» مضاف إليه «يَنْهَوْنَ» مضارع وفاعله والجملة خبر كان «عَنِ الْفَسادِ» متعلقان بينهون «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفساد «إِلَّا» أداة استثناء «قَلِيلًا» مستثنى بإلا «مِمَّنْ» اسم موصول متعلقان بصفة محذوفة لقليلا «أَنْجَيْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «مِنْهُمْ» متعلقان بأنجينا «وَاتَّبَعَ» ماض وجملته معطوفة «الَّذِينَ» اسم موصول فاعل «ظَلَمُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «ما» موصولية مفعول به «أُتْرِفُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة «فِيهِ» متعلقان بأترفوا «وَكانُوا مُجْرِمِينَ» كان واسمها وخبرها المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : So why were there not among the generations before you those of enduring discrimination forbidding corruption on earth - except a few of those We saved from among them But those who wronged pursued what luxury they were given therein and they were criminals
- English - Tafheem -Maududi : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ(11:116) Why were there not, out of the generations that passed away before you, righteous men who would forbid others from causing corruption on the earth? And if such were there, they were only a few whom We had saved from those generations, or else the wrong-doers kept pursuing the ease and comfort which had been conferred upon them, thus losing themselves in sinfulness.
- Français - Hamidullah : Si seulement il existait dans les générations d'avant vous des gens vertueux qui interdisent la corruption sur terre Hélas Il n'y en avait qu'un petit nombre que Nous sauvâmes alors que les injustes persistaient dans le luxe exagéré dans lequel ils vivaient et ils étaient des criminels
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn es unter den Geschlechtern vor euch doch nur Leute mit einem Rest von Tugend gegeben hätte die verbieten auf der Erde Unheil zu stiften - bis auf wenige unter denen die Wir von ihnen retteten Diejenigen die Unrecht taten folgten dem ihnen verliehenen üppigen Leben und wurden Übeltäter
- Spanish - Cortes : Entre las generaciones que os precedieron ¿por qué no hubo gentes virtuosas que se opusieran a la corrupción en la a tierra salvo unos pocos que Nosotros salvamos mientras que los impíos persistían en el lujo en que vivían y se hacían culpables
- Português - El Hayek : Se ao menos houvesse entre as gerações que vos precederam alguns sensatos que proibissem a corrupção na terra como o fizeram uns poucos do que havíamos salvo Mas os iníquos se entregaram às suas concupiscências e forampecadores
- Россию - Кулиев : Если бы только среди поколений живших до вас были мудрые люди которые выступали бы против нечестия на земле Такими были лишь немногие из числа тех кого Мы спасли А беззаконники последовали за тем что было даровано им и стали грешниками
- Кулиев -ас-Саади : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
Если бы только среди поколений, живших до вас, были мудрые люди, которые выступали бы против нечестия на земле. Такими были лишь немногие из числа тех, кого Мы спасли. А беззаконники последовали за тем, что было даровано им, и стали грешниками.После упоминания об истреблении народов, которые отказались уверовать в посланников, отворачивались от людей, придерживавшихся Священных Писаний, и привели к исчезновению истинной религии, Всевышний Аллах возвестил о том, что если бы среди предыдущих поколений людей были праведные люди, которые призывали бы к прямому пути и удерживали бы людей от пороков и погибели, то они принесли бы своим народам огромную пользу и сохранили бы религию. Однако таких людей было очень мало. Им удалось спасти только себя благодаря тому, что они следовали путем Божьих посланников и выполняли определенные предписания религии. А наряду с этим они донесли истину до остальных людей, дабы тот, кому было суждено погибнуть, погиб при полной ясности, а тот, кому было суждено жить, жил при полной ясности. Что же касается нечестивцев, то они охотились только за удовольствиями и роскошью и не желали ничего иного. Стремление к роскошной жизни превратило их в грешников и преступников, в результате чего они заслужили наказание и были искоренены. Все сказанное должно пробуждать в мусульманах стремление быть праведными даже тогда, когда все остальные люди увязли в распутстве, выполнять предписания религии Аллаха, призывать заблудших на прямой путь, помогать им прозреть и терпеливо сносить причиняемые ими страдания. Эти замечательные качества должны быть заветной мечтой рабов Аллаха, и если человек обладает такими качествами и посвящает свою жизнь одному Аллаху, то он становится образцом для подражания в религии.
- Turkish - Diyanet Isleri : Sizden önceki nesillerin ileri gelenleri yeryüzünde bozgunculuğa engel olmalı değil miydiler Onlardan kurtardıklarımız pek azdır Kendilerine verilen nimete karşı haksızlık edenlere uyanlar ise suçlu oldular
- Italiano - Piccardo : Perché mai tra le generazioni che vi precedettero le persone virtuose che proibivano la corruzione della terra e che salvammo erano poco numerose mentre gli ingiusti si davano al lusso di cui godevano e furono criminali
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئهوه بۆ لهناو خهڵکی زهمانی پێش ئێوهدا کهسانی ژیرو دیندار نهبوو که بهرگریان له خراپهو تاوان بکردایه له زهویدا مهگهر کهمێك نهبێت لهوانهی که ڕزگارمان کردن لێیان چونکه زۆربهیان له سنووری فهرمانی خوا دهرچوون و شوێن ڕابواردنی دنیاو ئارهزوو کهوتن ئیتر بهو کردهوه ناشیرینهیان چوونه ڕیزی تاوانبارو خراپکارانهوه
- اردو - جالندربرى : تو جو امتیں تم سے پہلے گزر چکی ہیں ان میں ایسے ہوش مند کیوں نہ ہوئے جو ملک میں خرابی کرنے سے روکتے ہاں ایسے تھوڑے سے تھے جن کو ہم نے ان میں سے مخلصی بخشی۔ اور جو ظالم تھے وہ ان ہی باتوں کے پیچھے لگے رہے جس میں عیش وارام تھا اور وہ گناہوں میں ڈوبے ہوئے تھے
- Bosanski - Korkut : A zašto je među narodima prije vas bilo samo malo čestitih koji su branili da se na Zemlji nered čini koje smo Mi spasili A oni koji su zlo radili odavali su se onome u čemu su uživali i grješnici su postali
- Swedish - Bernström : DET ÄR olyckligt [för människorna] att det bland de släkten [som Vi lät gå under] före er tid inte fanns fler kloka och sansade människor som [försökte] hejda oordningen och sedefördärvet på jorden Dessa var bara ett fåtal bland dem Vi räddade medan de orättfärdiga hängav sig åt ett förvekligande liv av nöjen och njutningar och sjönk [allt djupare] ned i synd
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka mengapa tidak ada dari umatumat yang sebelum kamu orangorang yang mempunyai keutamaan yang melarang daripada mengerjakan kerusakan di muka bumi kecuali sebahagian kecil di antara orangorang yang telah Kami selamatkan di antara mereka dan orangorang yang zalim hanya mementingkan kenikmatan yang mewah yang ada pada mereka dan mereka adalah orangorang yang berdosa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
(Maka mengapa tidak ada) mengapa tidak (dari umat-umat) dari bangsa-bangsa terdahulu (sebelum kamu orang-orang yang mempunyai keutamaan) orang-orang yang teguh dalam beragama dan memiliki keutamaan (yang melarang daripada mengerjakan kerusakan di muka bumi) makna yang dimaksud adalah meniadakan, artinya hal tersebut jelas tidak akan terjadi di kalangan mereka (kecuali) hanya (sebagian kecil di antara orang-orang yang telah Kami selamatkan di antara mereka) yang melakukan nahi mungkar sehingga selamatlah mereka. Huruf min di sini mengandung makna bayan atau penjelasan (dan orang-orang yang lalim hanya mementingkan) mereka tidak mau melakukan nahi mungkar dan selalu senang dengan perbuatan kerusakan (kenikmatan yang mewah yang ada pada mereka) mereka hanya bersenang-senang saja (dan mereka adalah orang-orang yang berdosa).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কাজেই তোমাদের পূর্ববতী জাতি গুলির মধ্যে এমন সৎকর্মশীল কেন রইল না যারা পৃথিবীতে বিপর্যয় সৃষ্টি করতে বাধা দিত; তবে মুষ্টিমেয় লোক ছিল যাদেরকে আমি তাদের মধ্য হতে রক্ষা করেছি। আর পাপিষ্ঠরা তো ভোগ বিলাসে মত্ত ছিল যার সামগ্রী তাদেরকে যথেষ্ট দেয়া হয়েছিল। আসলে তারা ছিল মহা অপরাধী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்களுக்கு முன்னால் இருந்த சமுதாயங்களில் இந்த பூமியில் குழப்பங்களை தடுக்கக் கூடிய அறிவுடையோர் இருந்திருக்கக் கூடாதா மிகக் குறைவாகவே தவிர அவ்வாறு இருக்கவில்லை அவர்களை நாம் காப்பாற்றினோம் யார் அநியாயம் செய்தார்களோ அவர்கள் தங்கள் செல்லச் செருக்கையே பின்பற்றுகிறார்கள்; மேலும் குற்றவாளிகளாகவும் இருந்தார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ทำไมในศตวรรษก่อนจากพวกเจ้าจึงไม่มีปัญญาชนช่วยกันห้ามปรามการบ่อนทำลายในแผ่นดิน เว้นแต่จำนวนน้อยเท่านั้นจากผู้ที่เราได้ช่วยพวกเขาให้รอดพ้น และบรรดาผู้อธรรมได้ปฏิบัติตามสิ่งที่พวกเขาถูกให้อยู่ในความสำราญ พวกเขาจึงเป็นผู้กระทำผิด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сиздан олдинги асрларда ер юзида фасоддан қайтарадиган боқийлик эгалари бўлганида эди Магар Биз нажот берганлар озгина кишилар бўлди холос Зулм қилганлар эса маишат ортидан кетдилар ва жиноятчилардан бўлдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 在你们之前逝去的各世代中,有德者为何不禁止众人在地方上作恶?但他们中我所拯救的少数人除外。不义的人们追随他们所享受的豪华生活。他们是犯罪的人。
- Melayu - Basmeih : Maka sepatutnya ada di antara umat yang telah dibinasakan dahulu daripada kamu itu orangorang yang berkelebihan akal fikiran yang melarang kaumnya dari perbuatanperbuatan jahat di muka bumi tetapi sayang Tidak ada yang melarang melainkan sedikit sahaja iaitu orangorang yang Kami telah selamatkan di antara mereka Dan orangorang yang tidak melarang itu telah menitik beratkan segala kemewahan yang diberikan kepada mereka dan menjadilah mereka orangorang yang berdosa
- Somali - Abduh : maxay u ahaan waayeen Quruumihii hore dad khayr caqli leh oo ka reeba fasaadka dhulka wax yar mooyee oo ka mida kuwaan korinnay xaggooda waxayna raaceen kuwii dulmi falay wixii loogu raaxeeyey waxayna ahaayeen dambiilayaal
- Hausa - Gumi : To don me mãsu hankali ba su kasance daga mutãnen ƙarnõnin da suke a gabãninku ba sunã hani daga ɓarna a cikin ƙasa fãce kaɗan daga wanda Muka kuɓutar daga gare su sun yi hanin Kuma waɗanda suka yi zãlunci suka bin abin da aka ni'imtar da su a cikinsa suka kasance mãsu laifi
- Swahili - Al-Barwani : Basi mbona hawakuwamo katika watu wa kabla yenu wenye vyeo na wasaa wanao kataza uharibifu katika nchi isipo kuwa wachache tu ambao ndio tulio waokoa Na walio dhulumu walifuata starehe zao na wakawa ni wakosefu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Vallë A nuk ka pasur njerëz të mençur te popujt para jush – të cilët pengonin ngatërresat në Tokë Ka pasur vetëm disa prej tyre – që i shpëtuam Ne e ata që bënin zullum ipeshin pas kënaqësive dhe ishin mëkatarë
- فارسى - آیتی : چرا در ميان مردمانى كه پيش از شما بودند -جز اندكى كه از آن ميان نجاتشان داديم- خردمندانى نبودند تا مردمان را از فسادكردن در زمين باز دارند؟ ظالمان از پى آسودگى و لذات دنيوى رفتند و گنهكار بودند.
- tajeki - Оятӣ : Чаро дар миёни мардумоне, ки пеш аз шумо буданд, ғайри андаке, ки аз он миён наҷоташон додем, хирадмандоне набуданд, то мардумонро аз фасод кардан дар замин боздоранд? Золимон аз паи осудагиву лаззати дунё рафтанд ва гунаҳкор буданд.
- Uyghur - محمد صالح : سىلەردىن بۇرۇن ئۆتكەن ئۈممەتلەرنىڭ ئارىسىدا نېمىشقا (يامانلارنى) يەر يۈزىدە بۇزۇقچىلىق قىلىشتىن توسىدىغان ئەقىل ئىلگىرى بولمىدى؟ ئۇلار ئارىسىدىن بۇزۇقچىلىقنى توسۇپ بىزنىڭ نىجاتلىقىمىزغا ئېرىشكەن ئازغىنا كىشىلەر بۇنىڭدىن مۇستەسنا. ئۆزلىرىگە زۇلۇم قىلغۇچىلار ئەيش - ئىشرەتلىك تۇرمۇشنى قوغلىشىدۇ. ئۇلار گۇناھكار ئادەملەردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള്ക്കു മുമ്പ് കഴിഞ്ഞുപോയ തലമുറകളില് ഭൂമിയില് കുഴപ്പമുണ്ടാക്കുന്നത് തടയുന്ന ഉത്തമ പാരമ്പര്യമുള്ള ഒരു വിഭാഗം ഉണ്ടാവാതിരുന്നതെന്തുകൊണ്ട്? അവരില് നിന്നും നാം രക്ഷപ്പെടുത്തിയ വളരെ കുറച്ചുപേരൊഴികെ. അക്രമികള് തങ്ങള്ക്കു കിട്ടിയ സുഖസൌകര്യങ്ങളുടെ പിറകെ പോവുകയാണുണ്ടായത്. അവര് കുറ്റവാളികളായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : فهلا وجد من القرون الماضيه بقايا من اهل الخير والصلاح ينهون اهل الكفر عن كفرهم وعن الفساد في الارض لم يوجد من اولئك الاقوام الا قليل ممن امن فنجاهم الله بسبب ذلك من عذابه حين اخذ الظالمين واتبع عامتهم من الذين ظلموا انفسهم ما متعوا فيه من لذات الدنيا ونعيمها وكانوا مجرمين ظالمين باتباعهم ما تنعموا فيه فحق عليهم العذاب