- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۚ وَجَآءَكَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ۚ وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : ونقصُّ عليك -أيها النبي- من أخبار الرسل الذين كانوا قبلك، كل ما تحتاج إليه مما يقوِّي قلبك للقيام بأعباء الرسالة، وقد جاءك في هذه السورة وما اشتملت عليه من أخبار، بيان الحق الذي أنت عليه، وجاءك فيها موعظة يرتدع بها الكافرون، وذكرى يتذكر بها المؤمنون بالله ورسله.
- السعدى : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
لما ذكر في هذه السورة من أخبار الأنبياء، ما ذكر، ذكر الحكمة في ذكر ذلك، فقال: { وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ْ} أي: قلبك ليطمئن ويثبت ويصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، فإن النفوس تأنس بالاقتداء، وتنشط على الأعمال، وتريد المنافسة لغيرها, ويتأيد الحق بذكر شواهده، وكثرة من قام به.
{ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ ْ} السورة { الْحَقُّ ْ} اليقين، فلا شك فيه بوجه من الوجوه، فالعلم بذلك من العلم بالحق الذي هو أكبر فضائل النفوس.
{ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ْ} أي: يتعظون به، فيرتدعون عن الأمور المكروهة، ويتذكرون الأمور المحبوبة لله فيفعلونها.
- الوسيط لطنطاوي : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
ثم بين - سبحانه - أهم الفوائد التى تعود على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من وراء إخباره بأحوال الأنبياء السابقين مع أقوامهم فقال : ( وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرسل مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ . . . ) .
والتنوين فى قوله ( وكلا ) للعوض عن المضاف إليه . والأنباء جمع نبأ وهو الخبر الهام :
أى : وكل نبأ من أنباء الرسل الكرام السابقين نقصه عليك - أيها الرسول الكريم - ونخبرك عنه . فالمقصود به تثبيت قلبك ، وتقوية يقينك ، وتسلية نفسك ونفوس أصحابك عما لحقكم من أذى فى سبيل تبليغ دعوة الحق إلى الناس .
وقوله - سبحانه - ( وَجَآءَكَ فِي هذه الحق وَمَوْعِظَةٌ وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) بيان لما اشتملت هذه السورة الكريمة من أخبار صادقة ، وعظات بليغة .
أى وجاءك - أيها الرسول الكريم - فى هذه السورة الكريمة وغيرها من سور القرآن الكريم : الحق الثابت المطابق للواقع ، والعظات الحكيمة ، والذكرى النافعة للمؤمنين بما جئت به .
وأما الذين فى قلوبهم مرض فقد زادتهم هذه السورة وأمثالها رجسا إلى رجسهم ، وماتوا وهم كافرون .
- البغوى : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) معناه : وكل الذي تحتاج إليه من أنباء الرسل ، أي : من أخبارهم وأخبار أممهم نقصها عليك لنثبت به فؤادك ، لنزيدك يقينا ونقوي قلبك ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعها كان في ذلك تقوية لقلبه على الصبر على أذى قومه .
( وجاءك في هذه الحق ) قال الحسن ، وقتادة : في هذه الدنيا .
وقال غيرهما : في هذه السورة . وهذا قول الأكثرين .
خص هذه السورة تشريفا ، وإن كان قد جاءه الحق في جميع السور .
( وموعظة ) أي : وجاءتك موعظة ( وذكرى للمؤمنين ) .
- ابن كثير : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
يقول تعالى : وكل أخبار نقصها عليك ، من أنباء الرسل المتقدمين قبلك مع أممهم ، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات ، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى ، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين - كل هذا مما نثبت به فؤادك - يا محمد - أي : قلبك ، ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة .
وقوله : ( وجاءك في هذه الحق ) أي : [ في ] هذه السورة . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وجماعة من السلف . وعن الحسن - في رواية عنه - وقتادة : في هذه الدنيا .
والصحيح : في هذه السورة المشتملة على قصص الأنبياء وكيف نجاهم الله والمؤمنين بهم ، وأهلك الكافرين ، جاءك فيها قصص حق ، ونبأ صدق ، وموعظة يرتدع بها الكافرون ، وذكرى يتوقر بها المؤمنون .
- القرطبى : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
قوله تعالى : وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين
قوله تعالى : وكلا نقص عليك كلا نصب ب " نقص " معناه وكل الذي تحتاج إليه من أنباء الرسل نقص عليك . وقال الأخفش : " كلا " حال مقدمة ، كقولك : كلا ضربت القوم .
من أنباء الرسل أي من أخبارهم وصبرهم على أذى قومهم .
ما نثبت به فؤادك أي على أداء الرسالة ، والصبر على ما ينالك فيها من الأذى . وقيل : نزيدك به تثبيتا ويقينا . وقال ابن عباس : ما نشد به قلبك . وقال ابن جريج : نصبر به قلبك حتى لا تجزع . وقال أهل المعاني : نطيب ، والمعنى متقارب . و " ما " بدل من كلا ، المعنى : نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك .
وجاءك في هذه الحق أي في هذه السورة ; عن ابن عباس وأبي موسى وغيرهما ; وخص هذه السورة لأن فيها أخبار الأنبياء والجنة والنار . وقيل : خصها بالذكر تأكيدا وإن كان الحق في كل القرآن . وقال قتادة والحسن : المعنى في هذه الدنيا ، يريد النبوة .
وموعظة وذكرى للمؤمنين الموعظة ما يتعظ به من إهلاك الأمم الماضية ، والقرون الخالية المكذبة ; وهذا تشريف لهذه السورة ; لأن غيرها من السور قد جاء فيها الحق والموعظة والذكرى ولم يقل فيها كما قال في هذه على التخصيص . وذكرى للمؤمنين أي يتذكرون ما نزل بمن هلك فيتوبون ; وخص المؤمنين لأنهم المتعظون إذا سمعوا قصص الأنبياء .
- الطبرى : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: (وكلا نقصّ عليك) ، يا محمد (4) ، (من أنباء الرسل) ، الذين كانوا قبلك (5) ، (ما نثبت به فؤادك) ، فلا تجزع من تكذيب من كذبك من قومك ، وردَّ عليك ما جئتهم به، ولا يضق صدرك ، فتترك بعض ما أنـزلتُ إليك من أجل أن قالوا: لَوْلا أُنْـزِلَ عَلَيْهِ كَنْـزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ؟ إذا علمت ما لقي من قبلك من رسلي من أممها، (6) كما:-
18741- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) ، قال: لتعلم ما لقيت الرسل قبلك من أممهم.
* * *
وأختلف أهل العربية في وجه نصب " كلا ".
فقال بعض نحويي البصرة: نصب على معنى: ونقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ، كلا ، ، كأنَّ الكلّ منصوب عنده على المصدر من " نقص " بتأويل: ونقص عليك ذلك كلَّ القصص .
* * *
وقد أنكر ذلك من قوله بعض أهل العربية وقال: ذلك غير جائز ، وقال إنما نصبت " كلا " ب " نقصّ"، لأن " كلا " بنيت على الإضافة ، كان معها إضافةٌ أو لم يكن وقال: أراد: كلَّه نقص عليك، وجعل " ما نثبت " ردًّا على " كلا "، وقد بينت الصواب من القول في ذلك. (7)
* * *
وأما قوله: (وجاءك في هذه الحق) ، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله:
فقال بعضهم: معناه: وجاءك في هذه السورة الحق.
*ذكر من قال ذلك :
18742- حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس، عن أبي موسى: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: في هذه السورة.
18743- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس معاوية بن قرة، عن أبي موسى، مثله.
18744- حدثنا ابن بشار قال، حدثني سعيد بن عامر قال ، حدثنا عوف، عن أبي رجاء، عن ابن عباس، في قوله: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: في هذه السورة.
18745- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن عمرو العنبري، عن ابن عباس: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: في هذه السورة.
18746- حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن رجل من بني العنبر قال: خطبنا ابن عباس فقال: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: في هذه السورة.
18747- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عباس قرأ هذه السورة على الناس حتى بلغ: (وجاءك في هذه الحق) ، قال في هذه السورة.
18748- حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن عوف، عن مروان الأصغر، عن ابن عباس أنه قرأ على المنبر: (وجاءك في هذه الحق) فقال: في هذه السورة
18749- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن أبيه، عن ليث، عن مجاهد: (وجاءك في هذه الحق) قال: في هذه السورة.
18750- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:، في هذه السورة.
18751- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
18752- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
18753- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، مثله.
18754- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبد الله، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: هذه السورة.
18755- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد، قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، مثله.
18756- حدثني يعقوب قال ، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا أبو رجاء، عن الحسن في قوله: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: في هذه السورة.
18757- حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، بمثله.
18758- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن شعبة، عن أبي رجاء عن الحسن. مثله.
18759- حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا عبد الرحمن، عن أبان بن تغلب، عن مجاهد، مثله.
18760- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وجاءك في هذه الحق) قال: في هذه السورة.
18761- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة [مثله]. (8)
18762- حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا شعبة، عن أبي رجاء قال: سمعت الحسن البصري يقول في قول الله: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: يعني في هذه السورة.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: وجاءك في هذه الدنيا الحق.
*ذكر من قال ذلك :
18763- حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة، عن قتادة: (وجاءك في هذه الحق) ، قال: في هذه الدنيا.
18764- حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن شعبة، عن قتادة: (وجاءك في هذه الحق)، قال: كان الحسن يقول: في الدنيا .
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالصواب في تأويل ذلك، قول من قال: وجاءك في هذه السورة الحق ، لإجماع الحجة من أهل التأويل، على أن ذلك تأويله.
* * *
فإن قال قائل: أو لم يجيء النبي صلى الله عليه وسلم الحق من سور القرآن إلا في هذه السورة ، فيقال : وجاءك في هذه السورة الحق؟
قيل له: بلى ، قد جاءه فيها كلِّها.
فإن قال: فما وجه خصُوصه إذًا في هذه السورة بقوله: (وجاءك في هذه الحق) ؟ قيل: إن معنى الكلام: وجاءك في هذه السورة الحق مع ما جاءك في سائر سور القرآن ، أو إلى ما جاءك من الحق في سائر سور القرآن ، لا أن معناه: وجاءك في هذه السورة الحق دون سائر سور القرآن.
* * *
وقوله: (وموعظة) يقول: وجاءك موعظةٌ تعظ الجاهلين بالله ، وتبين لهم عبره ممن كفر به وكذب رسله (9) ، (وذكرى للمؤمنين) يقول: وتذكرة تذكر المؤمنين بالله ورسله ، كي لا يغفلوا عن الواجب لله عليهم.
* * *
- ابن عاشور : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
هذا تذييل وحوصلة لما تقدّم من أنباء القرى وأنباء الرسل . . .
فجملة { وكُلاّ نَقُصّ عليك من أنباء الرسل } إلى آخرها عطفُ الإخبار على الإخبار والقصة على القصة ، ولك أن تجعل الواو اعتراضيّة أو استئنافية . وهذا تهيئة لاختتام السورة وفذلكة لما سيق فيها من القصص والمواعظ .
وانتصف { كُلاّ } على المفعولية لفعل { نقُصُّ }. وتقديمه على فعله للاهتمام ولِمَا فيه من الإبهام ليأتي بيانه بعده فيكون أرسخ في ذهن السامع .
وتنوين { كُلاّ } تنوين عوض عن المضاف إليه المحذوف المبيّن بقوله : { من أنباء الرسل }. فالتقدير : وكلّ نبأ عن الرسل نقصّه عليك ، فقوله : { من أنباء الرسل } بيان للتّنوين الذي لحق ( كلاّ ). و { ما نثبّت به فؤادك } بدل من { كلاّ }.
والقصص يأتي عند قوله تعالى : { نحن نقصّ عليك أحسن القصص } في أوّل سورة [ يوسف : 3 ].
والتثبيت : حقيقته التسكين في المكان بحيث ينتفي الاضطراب والتزلزل . وتقدّم في قوله تعالى : { لكان خيراً لهم وأشدّ تثبيتاً } في سورة [ النساء : 66 ] ، وقوله : { فثبتوا الذين آمنوا } في سورة [ الأنفال : 12 ] ، وهو هنا مستعار للتقرير كقوله : { ولكن ليطمئن قلبي } [ البقرة : 260 ].
والفؤاد : أطلق على الإدراك كما هو الشّائع في كلام العرب .
وتثبيت فؤاد الرّسول صلى الله عليه وسلم زيادة يقينه ومعلوماته بما وعده الله لأن كل ما يعاد ذكره من قصص الأنبياء وأحوال أممهم معهم يزيده تذكراً وعلماً بأنّ حاله جار على سنن الأنبياء وازداد تذكراً بأنّ عاقبته النصر على أعدائه ، وتجدّد تسلية على ما يلقاه من قومه من التكذيب وذلك يزيده صبراً . والصبر : تثبيت الفؤاد .
وأنّ تماثل أحوال الأمم تلقاء دعوة أنبيائها مع اختلاف العصور يزيده علماً بأنّ مراتب العقول البشريّة متفاوتة ، وأن قبول الهدي هو منتهى ارتقاء العقل ، فيعلم أن الاختلاف شنشنة قديمة في البشر ، وأنّ المصارعة بين الحق والباطل شأن قديم ، وهي من النواميس التي جُبِلَ عليها النظام البشري ، فلا يُحْزنه مخالفة قومه عليه ، ويزيده علماً بسمُوّ أتباعه الذين قبلوا هداه ، واعتصموا من دينه بعراه ، فجاءه في مثل قصة موسى عليه السّلام واختلاف أهل الكتاب فيه بيان الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين فلا يقعوا فيما وقع فيه أهل الكتاب .
والإشارة من قوله : { في هذه } قيل إلى السورة وروي عن ابن عبّاس ، فيقتضي أن هذه السورة كانت أوفى بأنباء الرسل من السور النازلة قبلها وبهذا يجري على قول من يقول : إنها نزلت قبل سورة يونس . والأظهر أن تكون الإشارة إلى الآية التي قبلها وهي { فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيّة ينهون عن الفساد في الأرض إلى قوله من الجنة والنّاس أجمعين } [ هود : 116 119 ]. فتكون هذه الآيات الثلاث أول ما نزل في شأن النهي عن المنكر .
على أن قوله : { وجاءك في هذه الحق } ليس صريحاً في أنه لم يجىء مثله قبل هذه الآيات ، فتأمل .
ولعلّ المراد ب { الحق } تأمين الرسول من اختلاف أمته في كتابه بإشارة قوله : { فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيّة } [ هود : 116 ] المفهم أنّ المخاطبين ليسوا بتلك المثابة ، كما تقدّمت الإشارة إليه آنفاً .
وتعريفُه إشارة إلى حق معهود للنبيء؛ إمّا بأن كان يتطلّبه ، أو يسأل ربه .
والموعظة : اسم مصدر الوعظ ، وهو التّذكير بما يَصُدّ المرء عن عمل مضرّ .
والذكرى : مجرد التّذكير بما ينفع . فهذه موعظة للمسلمين ليحذروا ذلك وتذكيراً لهم بأحوال الأمم ليقيسوا عليها ويتبصّروا في أحوالها . وتنكير { موعظة وذكرى } للتعظيم .
- إعراب القرآن : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
«وَكُلًّا» الواو استئنافية وكلا مفعول به مقدم «نَقُصُّ» مضارع فاعله مستتر والجملة استئنافية «عَلَيْكَ» متعلقان بالفعل «مِنْ أَنْباءِ» متعلقان بنقص «الرُّسُلِ» مضاف إليه «ما» موصولية مفعول به «نُثَبِّتُ» مضارع مرفوع وفاعله مستتر «بِهِ» متعلقان بنثبت «فُؤادَكَ» مفعول به والكاف مضاف إليه «وَجاءَكَ» الواو استئنافية وماض ومفعوله والجملة مستأنفة «فِي هذِهِ» ذا اسم إشارة ومتعلقان بجاءك «الْحَقُّ» فاعل مؤخر «وَمَوْعِظَةٌ» معطوف على الحق «وَذِكْرى » معطوف على ما سبق وهو مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «لِلْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بذكرى.
- English - Sahih International : And each [story] We relate to you from the news of the messengers is that by which We make firm your heart And there has come to you in this the truth and an instruction and a reminder for the believers
- English - Tafheem -Maududi : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ(11:120) (O Muhammad!) We narrate these anecdotes of Messengers to you that We may strengthen through them your heart. In these anecdotes come to you the truth, and an exhortation, and a reminder for the believers.
- Français - Hamidullah : Et tout ce que Nous te racontons des récits des messagers c'est pour en raffermir ton cœur Et de ceux-ci t'est venue la vérité ainsi qu'une exhortation et un rappel aux croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Alles berichten Wir dir von den Nachrichten über die Gesandten womit Wir dein Herz festigen Darin ist dir die Wahrheit zugekommen und eine Ermahnung und Erinnerung für die Gläubigen
- Spanish - Cortes : Te contamos todo esto sacado de las historias de los enviados para confirmar tu corazón Así te llegan con ellas la Verdad una exhortación y una amonestación para los creyentes
- Português - El Hayek : E tudo o que te relatamos da história dos mensageiros é para se firmar o teu coração Nesta surata chegoute averdade e a exortação e a mensagem para os fiéis
- Россию - Кулиев : Мы рассказываем тебе повествования о посланниках для того чтобы укрепить ими твое сердце В этой суре к тебе явились истина увещевание и напоминание для верующих
- Кулиев -ас-Саади : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
Мы рассказываем тебе повествования о посланниках для того, чтобы укрепить ими твое сердце. В этой суре к тебе явились истина, увещевание и напоминание для верующих.О Мухаммад! Посредством таких откровений Мы вселяем в тебя уверенность и помогаем тебе проявлять должное терпение, подобно остальным твердым духом посланникам. Примеры, достойные для подражания, всегда побуждают людей действовать и стремиться опередить остальных, а свидетельства и многочисленные сторонники делают истину еще более убедительной. В этой суре тебе открылась истина, в которой абсолютно невозможно усомниться. Знание этого является частицей истинного знания, которое является величайшим достоинством человеческой души. А наряду с этим ниспосланное тебе откровение являются увещеванием и напоминанием для верующих. Они выслушивают увещевания и отказываются от совершения грехов, вспоминают о богоугодных поступках и совершают их.
- Turkish - Diyanet Isleri : Peygamberlerin başlarından geçenlerden sana anlattığımız her şey senin gönlünü pekiştirmemizi sağlar; sana bu belgelerle gerçek; inananlara da öğüt ve hatırlatma gelmiştir
- Italiano - Piccardo : Ti raccontiamo tutte queste storie sui messaggeri affinché il tuo cuore si rafforzi In questa [sura] ti è giunta la verità insieme con un ammonimento ed un monito per i credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی محمد صلی الله علیه وسلم ههموو ئهوانهشت بۆ دهگێڕینهوه له چیرۆك و ههواڵی پێغهمبهران ئهوهی که دڵی تۆی پێ دابمهزرێنین و دڵنیات بکهین دڵنیاش به که لهم ههواڵانهدا حهق و ڕاستیت بۆ هات و بۆت ڕوونکرایهوه ههروهها ئامۆژگاری و بیرخستهوهی باشی تێدابوو بۆ ئیمانداران
- اردو - جالندربرى : اے محمدﷺ اور پیغمبروں کے وہ سب حالات جو ہم تم سے بیان کرتے ہیں ان سے ہم تمہارے دل کو قائم رکھتے ہیں۔ اور ان قصص میں تمہارے پاس حق پہنچ گیا اور یہ مومنوں کے لیے نصیحت اور عبرت ہے
- Bosanski - Korkut : I sve ove vijesti koje ti o pojedinim događajima o poslanicima kazujemo zato su da njima srce tvoje učvrstimo I u ovima došla ti je prava istina i pouka i vjernicima opomena
- Swedish - Bernström : AV berättelserna om [de tidigare] sändebuden har Vi låtit dig veta allt det som kan stärka [tron i] ditt hjärta; med det har sanningen nått dig och en förmaning och en påminnelse till de troende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan semua kisah dari rasulrasul Kami ceritakan kepadamu ialah kisahkisah yang dengannya Kami teguhkan hatimu; dan dalam surat ini telah datang kepadamu kebenaran serta pengajaran dan peringatan bagi orangorang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
(Dan setiap) lafal kullan ini dinashabkan dengan alamat naqsh sedangkan tanwinnya merupakan pergantian dari mudhaf ilaih, artinya semua kisah rasul-rasul yang diperlukan (Kami ceritakan kepadamu, yaitu kisah-kisah para rasul) lafal maa di sini menjadi badal daripada lafal kullan (yang dengannya Kami teguhkan) Kami tenangkan (hatimu) kalbumu (dan dalam surah ini telah datang kepadamu kebenaran) yang dimaksud adalah kisah-kisah para rasul ini atau ayat-ayat ini (serta pengajaran dan peringatan bagi orang-orang yang beriman) orang-orang yang beriman disebutkan di sini secara khusus, mengingat hanya merekalah yang dapat memanfaatkan adanya kisah-kisah atau ayat-ayat ini untuk mempertebal keimanan mereka, berbeda dengan orang-orang kafir.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর আমি রসূলগণের সব বৃত্তান্তই তোমাকে বলছি যদ্দ্বারা তোমার অন্তরকে মজবুত করছি। আর এভাবে তোমার নিকট মহাসত্য এবং ঈমানদারদের জন্য নসীহত ও স্বরণীয় বিষয়বস্তু এসেছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நம் தூதர்களின் வரலாறுகளிலிருந்து இவை யாவற்றையும் உம் இதயத்தைத் திடப்படுத்துவதற்காக உமக்குக் கூறினோம் இவற்றில் உமக்குச் சத்தியமும் நல்லுபதேசமும் முஃமின்களுக்கு நினைவூட்டலும் வந்து இருக்கின்றன
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และทั้งหมดนี้เราได้บอกเล่าแก่เจ้า จากเรื่องราวของบรรดาร่อซูล เพื่อทำให้จิตใจของเจ้าหนักแน่น และได้มายังเจ้าแล้วในเรื่องราวเหล่า นี้ซึ่งความจริงและข้อตักเตือน และข้อรำลึกสำหรับผู้ศรัทธาทั้งหลาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз қалбингни саботли қилиш учун сенга Пайғамбарлар хабарининг ҳаммасини қисса қилиб айтмоқдамиз Бу сурада сенга ҳақ ва мўминларга мавъиза ҳамда эслатма келди
- 中国语文 - Ma Jian : 关于使者们的消息,我把它告诉你,用来安定你的心。在这些消息中,真理以及对信士们的训戒和记念已降临你了。
- Melayu - Basmeih : Dan tiaptiap berita dari berita Rasulrasul itu kami ceritakan kepadamu wahai Muhammad untuk menguatkan hatimu dengannya Dan telah datang kepadamu dalam berita ini kebenaran dan pengajaran serta peringatan bagi orangorang yang beriman
- Somali - Abduh : Dhammaan waxaannu kaaga qisoon wararkii rasuulada waxaan ku sugno qalbigaaga waxaana taam kuugu yimid xaq iyo waedi iyo waanada Mu'miniinta
- Hausa - Gumi : Kuma dũbi dai Munã bã da lãbãri a gare ka daga lãbarun Manzanni abin da Muke tabbatar da zuciyarka da shi Kuma gaskiya ta zo maka a cikin wannan da wa'azi da tunãtarwã ga mãsu ĩmãni
- Swahili - Al-Barwani : Na yote tunayo kusimulia katika khabari za Mitume ni ya kukupa nguvu moyo wako Na katika haya imekujia haki na mawaidha na ukumbusho kwa Waumini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na po t’i tregojmë ty të gjitha lajmet e pejgamberëve për me ta forcua zemrën Dhe në këtë sure të ka ardhur ty e vërteta; këshilla dhe të përkujtuarit për besimtarët
- فارسى - آیتی : هر خبرى از اخبار پيامبران را برايت حكايت مىكنيم تا تو را قويدل گردانيم. و در اين كتاب بر تو سخن حق، و براى مؤمنان موعظه و اندرز نازل شده است.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар хабаре аз ахбори паёмбаронро бароят ҳикоят мекунем, то туро қавидил гардонем. Ва дар ин китоб бар ту сухани ҳақ ва барои мӯъминон панду насиҳат нозил шудааст.
- Uyghur - محمد صالح : كۆڭلۈڭنى خاتىرجەم قىلىش ئۈچۈن، ساڭا پەيغەمبەرلەرنىڭ قىسسىلىرىنى بايان قىلىپ بېرىمىز، بۇ قىسسىلەر ھەقىقەتنى، مۆمىنلەر ئۈچۈن ۋەز - نەسىھەت، ئىبرەتلەرنى ئۆز ئىچىگە ئالغان
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ദൈവദൂതന്മാരുടെ വാര്ത്തകളില്നിന്ന് നിന്റെ മനസ്സിന് ദൃഢത നല്കുന്നതെല്ലാം നിനക്കു നാം പറഞ്ഞുതരുന്നു. ഇതിലൂടെ യഥാര്ഥ ജ്ഞാനവും സത്യവിശ്വാസികള്ക്കുള്ള സദുപദേശവും ഉദ്ബോധനവും നിനക്ക് വന്നെത്തിയിരിക്കുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : ونقص عليك ايها النبي من اخبار الرسل الذين كانوا قبلك كل ما تحتاج اليه مما يقوي قلبك للقيام باعباء الرساله وقد جاءك في هذه السوره وما اشتملت عليه من اخبار بيان الحق الذي انت عليه وجاءك فيها موعظه يرتدع بها الكافرون وذكرى يتذكر بها المومنون بالله ورسله