- عربي - نصوص الآيات عثماني : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلْغَٰفِلِينَ
- عربى - نصوص الآيات : نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين
- عربى - التفسير الميسر : نحن نقصُّ عليك -أيها الرسول- أحسن القصص بوحينا إليك هذا القرآن، وإن كنت قبل إنزاله عليك لمن الغافلين عن هذه الأخبار، لا تدري عنها شيئًا.
- السعدى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ْ} وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها، { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ْ} أي: بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك، وفضلناك به على سائر الأنبياء، وذاك محض منَّة من الله وإحسان.
{ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ْ} أي: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحي الله إليك، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا.
ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القصص، وأنها أحسن القصص على الإطلاق، فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن، ذكر قصه يوسف، وأبيه وإخوته، القصة العجيبة الحسنة
- الوسيط لطنطاوي : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
ثم بين - سبحانه - أن هذا القرآن مشتمل على أحسن القصص وأحكمها وأصدقها فقال - تعالى - ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هذا القرآن وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغافلين ) .
قال الفخر الرازى ما ملخصه : " القصص : إتباع الخبر بعضه بعضا ، وأصله فى اللغة المتابعة قال - تعالى - ( وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ . . ) أى اتبعى أثره . وقال - تعالى - ( فارتدا على آثَارِهِمَا قَصَصاً ) أى : اتباعاً ، وإنما سميت الحكاية قصصا ، لأن الذى يقص الحديث يذكر تلك القصة شيئا فشيئا ، كما يقال : " تلا فلان القرآن ، أى قرأه آية فآية " .
والمعنى : نحن نقص عليك - أيها الرسول الكريم "
أحسن القصص " أى : أحسن أنواع البيان ، وأوفاه بالغرض الذى سبق من أجله .وإنما كان قصص القرآن أحسن القصص ، لاشتماله على أصدق الأخبار ، وأبلغ الأساليب ، وأجمعها للحكم والعبر والعظات .
والباء فى قوله ( بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هذا القرآن ) للسببية متعلقة بنقص ، و ( ما ) مصدرية .
أى : نقص عليك أحسن القصص ، بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والذى هو فى الذورة العليا فى بلاغته وتأثيره فى النفوس .
وجملة ( وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغافلين ) فى موضع الحال من كاف الخطاب فى ( إليك ) و "
إن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف .والضمير فى قوله ( مِن قَبْلِهِ ) يعود إلى الإِيحاء المفهوم من قوله ( أَوْحَيْنَآ ) .
والمعنى : نحن نقص عليك أحسن القصص بسبب ما أوحيناه إليك من هذا القرآن . والحال أنك كنت قبل إيحائنا إليك بهذا القرآن ، من الغافلين عن تفاصيل هذا القصص ، وعن دقائق أخباره وأحداثه ، شأنك فى ذلك شأن قومك الأميين .
قال تعالى : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الغيب نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هذا فاصبر إِنَّ العاقبة لِلْمُتَّقِينَ ) .
- البغوى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
( نحن نقص عليك ) أي : نقرأ عليك ( أحسن القصص ) والقاص هو الذي يتبع الآثار ويأتي بالخبر على وجهه .
معناه : نبين لك أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان .
وقيل : المراد منه : قصة يوسف عليه السلام خاصة ، سماها أحسن القصص لما فيها من العبر ، والحكم ، والنكت ، والفوائد التي تصلح للدين والدنيا ، من سير الملوك والمماليك ، والعلماء ، ومكر النساء ، والصبر على أذى الأعداء ، وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء ، وغير ذلك من الفوائد .
قال خالد بن معدان : سورة يوسف وسورة مريم يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة .
وقال ابن عطاء : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها .
قوله عز وجل : ( بما أوحينا إليك ) " ما " المصدر ، أي : بإيحائنا إليك ( هذا القرآن وإن كنت ) وقد كنت ( من قبله ) أي : [ قبل وحينا ] ( لمن الغافلين ) لمن الساهين عن هذه القصة لا تعلمها .
قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل الله عز وجل : ( الله نزل أحسن الحديث ) ( الزمر - 23 ) فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله عز وجل : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) فقالوا : يا رسول الله ، لو ذكرتنا ، فأنزل الله عز وجل ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) ( الحديد - 16 ) .
- ابن كثير : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
ولهذا قال تعالى : ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ) بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن .
وقد ورد في سبب نزول هذه الآيات ما رواه ابن جرير :
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي . حدثنا حكام الرازي ، عن أيوب ، عن عمرو ، هو ابن قيس الملائي ، عن ابن عباس قال : قالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ؟ فنزلت : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) .
ورواه من وجه آخر ، عن عمرو بن قيس مرسلا .
وقال أيضا : حدثنا محمد بن سعيد العطار ، حدثنا عمرو بن محمد ، أنبأنا خلاد الصفار ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن مصعب بن سعد عن سعد قال : أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن ، قال : فتلا عليهم زمانا ، فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا . فأنزل الله عز وجل : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) إلى قوله : ( لعلكم تعقلون ) . ثم تلا عليهم زمانا ، فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا . فأنزل الله عز وجل : ( الله نزل أحسن الحديث ) الآية [ الزمر : 23 ] ، وذكر الحديث .
ورواه الحاكم من حديث إسحاق بن راهويه ، عن عمرو بن محمد القرشي العنقزي ، به .
وروى ابن جرير بسنده ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله قال : مل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملة ، فقالوا : يا رسول الله ، حدثنا . [ فأنزل الله : ( الله نزل أحسن الحديث ) ثم ملوا ملة أخرى فقالوا : يا رسول الله ، حدثنا ] فوق الحديث ودون القرآن - يعنون القصص - فأنزل الله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) فأرادوا الحديث ، فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص .
ومما يناسب ذكره عند هذه الآية الكريمة ، المشتملة على مدح القرآن ، وأنه كاف عن كل ما سواه من الكتب ما قال الإمام أحمد :
حدثنا سريج بن النعمان ، أخبرنا هشيم ، أنبأنا مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله; أن عمر بن الخطاب أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب ، فقرأه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب وقال : " أمتهوكون فيها يابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده ، لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبونه ، أو بباطل فتصدقونه ، والذي نفسي بيده ، لو أن موسى كان حيا ، لما وسعه إلا أن يتبعني "
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا سفيان ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن ثابت قال : جاء عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني مررت بأخ لي من قريظة ، فكتب لي جوامع من التوراة ، ألا أعرضها عليك ؟ قال : فتغير وجه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . قال عبد الله بن ثابت : فقلت له : ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا . قال : فسري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : " والذي نفس محمد بيده ، لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظي من الأمم ، وأنا حظكم من النبيين " .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ، حدثنا علي بن مسهر ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن خليفة بن قيس ، عن خالد بن عرفطة قال : كنت جالسا عند عمر ، إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس ، فقال له عمر : أنت فلان بن فلان العبدي ؟ قال : نعم . قال : وأنت النازل بالسوس ، قال : نعم . فضربه بقناة معه ، قال : فقال الرجل : ما لي يا أمير المؤمنين ؟ فقال له عمر : اجلس . فجلس ، فقرأ عليه : ( بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك [ أحسن القصص ] ) إلى قوله : ( لمن الغافلين ) فقرأها ثلاثا ، وضربه ثلاثا ، فقال له الرجل : ما لي يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أنت الذي نسخت كتاب دانيال! قال : مرني بأمرك أتبعه . قال : انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ، ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس ، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ، ثم قال له : اجلس ، فجلس بين يديه ، فقال : انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ، ثم جئت به في أديم ، فقال لي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " ما هذا في يدك يا عمر ؟ " . قال : قلت : يا رسول الله ، كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا . فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرت وجنتاه ، ثم نودي بالصلاة جامعة ، فقالت الأنصار : أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم ؟ السلاح السلاح . فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا أيها الناس ، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه ، واختصر لي اختصارا ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ، ولا يغرنكم المتهوكون " . قال عمر : فقمت فقلت : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبك رسولا . ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره مختصرا ، من حديث عبد الرحمن بن إسحاق ، به . وهذا حديث غريب من هذا الوجه . وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي ، وقد ضعفوه وشيخه . قال البخاري : لا يصح حديثه .
قلت : وقد روي له شاهد من وجه آخر ، فقال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي : أخبرني الحسن بن سفيان ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي ، حدثني عمرو بن الحارث ، حدثنا عبد الله بن سالم الأشعري ، عن الزبيدي ، حدثنا سليم بن عامر : أن جبير بن نفير حدثهم : أن رجلين كانا بحمص في خلافة عمر ، رضي الله عنه ، فأرسل إليهما فيمن أرسل من أهل حمص ، وكانا قد اكتتبا من اليهود صلاصفة فأخذاها معهما يستفتيان فيها أمير المؤمنين ويقولون : إن رضيها لنا أمير المؤمنين ازددنا فيها رغبة . وإن نهانا عنها رفضناها ، فلما قدما عليه قالا إنا بأرض أهل الكتابين ، وإنا نسمع منهم كلاما تقشعر منه جلودنا ، أفنأخذ منه أو نترك ؟ فقال : لعلكما كتبتما منه شيئا . قالا لا . قال : سأحدثكما ، انطلقت في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتيت خيبر ، فوجدت يهوديا يقول قولا أعجبني ، فقلت : هل أنت مكتبي ما تقول ؟ قال : نعم . فأتيت بأديم ، فأخذ يملي علي ، حتى كتبت في الأكرع . فلما رجعت قلت : يا نبي الله ، وأخبرته ، قال : " ائتني به " . فانطلقت أرغب عن المشي رجاء أن أكون أتيت رسول الله ببعض ما يحب ، فلما أتيت به قال : " اجلس اقرأ علي " . فقرأت ساعة ، ثم نظرت إلى وجهه فإذا هو يتلون ، فتحيرت من الفرق ، فما استطعت أجيز منه حرفا ، فلما رأى الذي بي دفعه ثم جعل يتبعه رسما رسما فيمحوه بريقه ، وهو يقول : " لا تتبعوا هؤلاء ، فإنهم قد هوكوا وتهوكوا " ، حتى محا آخره حرفا حرفا . قال عمر ، رضي الله عنه : فلو علمت أنكما كتبتما منه شيئا جعلتكما نكالا لهذه الأمة! قالا والله ما نكتب منه شيئا أبدا . فخرجا بصلاصفتهما فحفرا لها فلم يألوا أن يعمقا ، ودفناها فكان آخر العهد منها .
وكذا روى الثوري ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري ، عن عمر بن الخطاب ، بنحوه وروى أبو داود في المراسيل ، من حديث أبي قلابة ، عن عمر نحوه . والله أعلم .
- القرطبى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
قوله تعالى : نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين
قوله تعالى : نحن نقص عليك ابتداء وخبره . أحسن القصص بمعنى المصدر ، والتقدير : قصصنا أحسن القصص . وأصل القصص تتبع الشيء ، ومنه قوله تعالى : وقالت لأخته قصيه أي تتبعي أثره ; فالقاص ، يتبع الآثار فيخبر بها .
والحسن يعود إلى القصص لا إلى القصة . يقال : فلان حسن الاقتصاص للحديث أي جيد السياقة له . وقيل : القصص ليس مصدرا ، بل هو في معنى الاسم ، كما يقال : الله رجاؤنا ، أي مرجونا فالمعنى على هذا : نحن نخبرك بأحسن الأخبار .
بما أوحينا إليك أي بوحينا ف " ما " مع الفعل بمنزلة المصدر .
هذا القرآن نصب القرآن على أنه نعت لهذا ، أو بدل منه ، أو عطف بيان . وأجاز الفراء الخفض ; قال : على التكرير ; وهو عند البصريين على البدل من " ما " . وأجاز أبو إسحاق الرفع على إضمار مبتدأ ، كأن سائلا سأله عن الوحي فقيل له : هو هذا القرآن .
وإن كنت من قبله لمن الغافلين أي من الغافلين عما عرفناكه .
مسألة : واختلف العلماء لم سميت هذه السورة أحسن القصص من بين سائر الأقاصيص ؟ فقيل : لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن من العبر والحكم ما تتضمن هذه القصة ; وبيانه قوله في آخرها : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب . وقيل : سماها أحسن القصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته ، وصبره على أذاهم ، وعفوه عنهم - بعد الالتقاء بهم - عن ذكر ما تعاطوه ، وكرمه في العفو عنهم ، حتى قال : لا تثريب عليكم اليوم . وقيل : لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين ، والجن والإنس والأنعام والطير ، وسير الملوك والممالك ، والتجار والعلماء والجهال ، والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن ، وفيها ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا ، والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش ، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا . وقيل لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وسيرهما . وقيل : " أحسن " هنا بمعنى أعجب . وقال بعض أهل المعاني : إنما كانت أحسن القصص لأن كل من ذكر فيها كان مآله السعادة ; انظر إلى يوسف وأبيه وإخوته ، وامرأة العزيز ; قيل : والملك أيضا أسلم بيوسف وحسن إسلامه ، ومستعبر الرؤيا الساقي ، والشاهد فيما يقال : فما كان أمر الجميع إلا إلى خير .
- الطبرى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " نحن نقص عليك " يا محمد،" أحسن القصص " بوحينا إليك هذا القرآن ، فنخبرك فيه عن الأخبار الماضية، وأنباء الأمم السالفة والكتب التي أنـزلناها في العصور الخالية (20) ، ( وإن كنت من قبله لمن الغافلين) ، يقول تعالى ذكره: وإن كنت يا محمد من قبل أن نوحيه إليك لمن الغافلين عن ذلك ، لا تعلمه ولا شيئا منه، (21) كما:
18772 حدثنا بشر ، قال: حدثنا يزيد ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة: (نحن نقص عليك أحسن القصص) من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم ، (وإن كنت من قبله لمن الغافلين).
* * *
وذكر أن هذه الآية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسألة أصحابه إياه أن يقصَّ عليهم .
*ذكر الرواية بذلك:
18773 حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال: حدثنا حكام الرازي ، عن أيوب ، عن عمرو الملائي ، عن ابن عباس ، قال: قالوا: يا رسول الله ، لو قصصت علينا؟ قال: فنـزلت: (نحن نقص عليك أحسن القصص) . (22)
18774 حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا حكام ، عن أيوب بن سيار أبي عبد الرحمن ، عن عمرو بن قيس ، قال: قالوا: يا نبي الله ، فذكر مثله .
18775 حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، قال: ملَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملّةً ، فقالوا: يا رسول الله حدثنا ! فأنـزل الله عز وجل: اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ [سورة الزمر:23] . ثم ملوا ملَّةً أخرى فقالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن ! يعنون القصَص، فأنـزل الله: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ، فأرادوا الحديث فدَّلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصصَ فدلهم على أحسن القصص . (23)
18776 حدثنا محمد بن سعيد العطار ، قال: حدثنا عمرو بن محمد ، قال: أخبرنا خلاد الصفار ، عن عمرو بن قيس ، [عن عمرو بن مرة] ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، قال: أنـزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ، قال: فتلاه عليهم زمانًا ، فقالوا: يا رسول الله ، لو قصصت علينا ! فأنـزل الله: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ، إلى قوله: لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، الآية . قال: ثم تلاه عليهم زمانًا ، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا ! فأنـزل الله تعالى اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا [سورة الزمر:23] ، قال خلاد: وزاد فيه رجل آخر ، قالوا: يا رسول الله ، أو قال أبو يحيى: ذهبت من كتابي كلمة ، فأنـزل الله: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [سورة الحديد:16]. (24)
* * *
----------------------
الهوامش:
(20) انظر تفسير" القصص" فيما سلف ص : 539 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(21) انظر تفسير" الغفلة" فيما سلف ص : 545 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(22) الأثران : 18773 ، 18774 -" أيوب بن سيار ، أبو عبد الرحمن" ، لم أجده بهذه الكنية وإنما ذكروا" أيوب بن سيار الزهري المدني"وكناه البخاري" أبا سيار" ، قال البخاري :" منكر الحديث" ، وقال ابن حبان :" كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل" . مترجم في الكبير 1 / 1 / 417 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 248 ، وميزان الاعتدال 1 : 134 ، ولسان الميزان 1 : 482 ، وكأنه هو . هو نفسه :" أبو عبد الرحمن" ، و" أبو سيار" ، له كنيتان . وقد روى الأول مرفوعًا إلى ابن عباس ، والآخر موقوفًا . ثم انظر حديث عمرو بن قيس الملائي ، مرفوعًا إلى سعد بن أبي وقاص ، برقم : 18776 . فلعل هذا مما قلبه أيوب بن سيار .
(23) الأثر : 18775 -" عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود" ، روى عن أبيه وعمه مرسلا . وهذا الخبر ، خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 : 3 من طريق عون بن عبد الله ، عن ابن مسعود ، فهو مرسل . وذكره الواحدي في أسباب النزول : 203 .
(24) الأثر : 18776 -" محمد بن سعيد بن غالب البغدادي ، العطار ، الضرير" ،" أبو يحيى" ، شيخ الطبري . روى عن ابن علية ، وعبد الله بن نمير ، والشافعي ، ووهب بن جرير ، وغيرهم . ثقة ، مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 266 ، وتاريخ بغداد 5 : 306 . " وعمرو بن محمد القرشي العنقزي" ، ثقة ، جائز الحديث ، مضى برقم : 6139 ، 12369 ، 13258 . " وخلاد الصفار" ، هو :" خلاد بن عيسى العبدي" ، ويقال :" خلاد بن مسلم" ، وكنيته" أبو مسلم" . ثقة ، مضى برقم : 3014 . " وعمرو بن قيس الملائي" ، ثقة ، مضى مرارًا كثيرة . " وعمرو بن مرة المرادي الجملي" ، ثقة ، روى له الجماعة ، وهو الذي يروي عن مصعب ابن سعد ، مضى مرارًا كثيرة . وكان اسمه ساقطًا من الإسناد في المخطوطة والمطبوعة ، وزدته بين القوسين ، لأن ابن كثير نقل هذا الخبر في تفسيره 4 : 411 ، عن هذا الموضع من تفسير الطبري ، وجاء على الصواب كما أثبته ، كما رواه الحاكم وغيره ، كما سترى في التخريج . و" مصعب بن سعد بن أبي وقاص" ، تابعي ثقة ، روى له الجماعة ، روى عن أبيه ، مضى برقم : 9841 ، 11450 ، 16633 . وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك 2 : 345 ، من هذه الطريق نفسها ، وقال :" هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه" ، ووافقه الذهبي ، ولكن الحاكم قال :" حدثنا خلاد بن مسلم" ، فقال الذهبي :" صوابه : خلاد أبو مسلم الصفار ، وأبوه اسمه عيسى" ، وقد رأيت قبل ما ذكر من الاختلاف في اسم أبيه . ونقله عن الحاكم ، الواحدي في أسباب النزول : 203 ، وليس فيهما هذه الزيادة عن خلاد في آخر الحديث .
وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 : 3 ، وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهوية ، والبزار ، وأبي يعلى ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه .
- ابن عاشور : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
هذه الجملة تتنزل من جملة { إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً } [ سورة يوسف : 2 ] منزلة بدل الاشتمال لأنّ أحسن القصص ممّا يشتمل عليه إنزال القرآن . وكون القصص من عند الله يتنزّل منزلة الاشتمال من جملة تأكيد إنزاله من عند الله .
وقوله : بما أوحينا إليك هذا القرآن } يتضمّن رابطاً بين جملة البدل والجملة المبدل منها .
وافتتاح الجملة بضمير العظمة للتّنويه بالخبر ، كما يقول كتّاب «الديوان» : أمير المؤمنين يأمر بكذا .
وتقديم الضمير على الخبر الفعليّ يفيد الاختصاص ، أي نحن نقصّ لا غيرُنا ، ردّاً على من يطعن من المشركين في القرآن بقولهم : { إنّما يعلمه بشرٌ } [ سورة النحل : 103 ] وقولهم : { أساطير الأولين اكتتبها } [ سورة الفرقان : 5 ] وقولهم : يُعلمه رجل من أهل اليمامة اسمه الرّحمان . وقول النضر بن الحارث المتقدّم ديباجة تفسير هذه السورة .
وفي هذا الاختصاص توافُق بين جملة البدل والجملة المبدل منها في تأكيد كون القرآن من عند الله المفاد بقوله : { إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً } [ سورة يوسف : 2 ].
ومعنى نَقُصُّ } نخبر الأخبار السّالفة . وهو منقول من قَصّ الأثر إذا تتبّع مواقع الأقدام ليتعرّف منتهى سير صاحبها . ومصدره : القصّ بالإدغام ، والقصص بالفكّ . قال تعالى : { فارتدّا على آثارهما قصصاً } [ سورة الكهف : 64 ]. وذلك أنّ حكاية أخبار الماضين تشبه اتّبَاعَ خطاهم ، ألاَ ترى أنّهم سمّوا الأعمال سِيرة وهي في الأصل هيئة السّير ، وقالوا : سار فلان سِيرة فلان ، أي فعل مثل فعله ، وقد فرّقوا بين هذا الإطلاق المجازي وبين قصّ الأثر فخصّوا المجازي بالصّدر المفكّك وغلبوا المصدر المدغم على المعنى الحقيقيّ مع بقاء المصدر المفكك أيضاً كما في قوله : فارتدّا على آثارهما قَصصاً }.
ف { أحسن القصص } هنا إمّا مفعول مطلق مبيّن لنوع فعله ، وإمّا أن يكون القصص بمعنى المفعول من إطلاق المصدر وإرادة المفعول ، كالخلق بمعنى المخلوق ، وهو إطلاق للقصص شائع أيضاً . قال تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب } [ سورة يوسف : 111 ]. وقد يكون وزن فَعْل بمعنى المفعول كالنّبأ والخبر بمعنى المنبّأ به والمخبّر به ، ومثله الحَسب والنقَض .
وجعل هذا القَصص أحسن القصص لأنّ بعض القصص لا يخلو عن حسن ترتاح له النفوس . وقصص القرآن أحسن من قصص غيره من جهة حسن نظمه وإعجاز أسلوبه وبما يتضمّنه من العبر والحكم ، فكلّ قصص في القرآن هو أحسن القصص في بابه ، وكلّ قصة في القرآن هي أحسن من كلّ ما يقصّه القاصّ في غير القرآن . وليس المراد أحسن قصص القرآن حتى تكون قصّة يوسف عليه السّلام أحسن من بقيّة قصص القرآن كما دلّ عليه قوله : بما أوحينا إليك هذا القرآن }.
والباء في { بما أوحينا إليك } للسببيّة متعلّقة ب { نقُصُّ } ، فإنّ القصص الوارد في القرآن كان أحسن لأنّه وارد من العليم الحكيم ، فهو يوحي ما يعلم أنّه أحسن نفعاً للسّامعين في أبدع الألفاظ والتراكيب ، فيحصل منه غذاء العقل والروح وابتهاج النفس والذّوق ممّا لا تأتي بمثله عقول البشر .
واسم الإشارة لزيادة التمييز ، فقد تكرّر ذكر القرآن بالتّصريح والإضمار واسم الإشارة ستّ مرّات ، وجمع له طرق التعريف كلّها وهي اللاّم والإضمار والعلمية والإشارة والإضافة .
وجملة { وإن كنتَ من قبله لمن الغافلين } في موضع الحال من كاف الخطاب . وحرف { إنْ } مخفّف من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف .
وجملة { كنتَ من قبله لمن الغافلين } خبر عن ضمير الشأن المحذوف واللاّم الدّاخلة على خبر { كنتَ } لام الفرق بين { إنْ } المخففة و ( إنْ ) النافية .
وأدخلت اللاّم في خبر كان لأنه جزء من الجملة الواقعة خبراً عن ( إن ).
والضمير في { قبله } عائد إلى القرآن . والمراد من قبل نزوله بقرينة السياق .
والغفلة : انتفاء العلم لعدم توجّه الذهن إلى المعلوم ، والمعنى المقصود من الغفلة ظاهر . ونكتة جعله من الغافلين دون أن يوصف وحده بالغفلة للإشارة إلى تفضيله بالقرآن على كل من لم ينتفع بالقرآن فدخل في هذا الفضل أصحابه والمسلمون على تفاوت مراتبهم في العلم .
ومفهوم { من قبله } مقصود منه التعريض بالمشركين المُعْرضين عن هدي القرآن . قال النبي صلى الله عليه وسلم « مَثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نَقية قبِلت الماء فأنبتت الكلأ والعُشُب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسَكَتْ الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقَوا وزَرعوا ، وأصاب منها طائفةً أخرى إنّما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تُنبت كلأ . فذلك مَثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِم وعلّم . ومثَل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به » أي المشركين الذين مثَلُهم كمثل من لا يرفع رأسه لينظر .
- إعراب القرآن : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
«نَحْنُ» مبتدأ وجملته مستأنفة «نَقُصُّ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر «عَلَيْكَ» متعلقان بنقص «أَحْسَنَ» مفعول به «الْقَصَصِ» مضاف إليه «بِما» ما مصدرية وهي وما بعدها في محل جر ومتعلقان بنقص «أَوْحَيْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «إِلَيْكَ» متعلقان بأوحينا «هذَا» ذا اسم إشارة مفعول به والها للتنبيه «الْقُرْآنَ» بدل من اسم الإشارة «وَإِنْ» الواو حالية وإن مخففة من إن الثقيلة واسمها ضمير الشأن والجملة حالية «كُنْتَ» كان واسمها والجملة خبر إن «مِنْ قَبْلِهِ» متعلقان بمحذوف حال والهاء مضاف إليه «لَمِنَ الْغافِلِينَ» اللام الفارقة ومتعلقان بالخبر المحذوف لكان
- English - Sahih International : We relate to you [O Muhammad] the best of stories in what We have revealed to you of this Qur'an although you were before it among the unaware
- English - Tafheem -Maududi : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ(12:3) (O Muhammad), by revealing this Qur'an to you, We narrate to you events and truths in the best manner: though before this you were utterly unaware (of these things). *3
- Français - Hamidullah : Nous te racontons le meilleur récit grâce à la révélation que Nous te faisons dans ce Coran même si tu étais auparavant du nombre des inattentifs à ces récits
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir berichten dir die schönsten Geschichten dadurch daß Wir dir diesen Qur'an als Offenbarung eingegeben haben obgleich du zuvor wahrlich zu den Unachtsamen gehörtest
- Spanish - Cortes : Con la revelación que te hacemos de este Corán vamos a contarte Nosotros el más bello de los relatos aunque hayas sido antes de los despreocupados
- Português - El Hayek : Nós te relatamos a mais formosa das narrativas ao inspirarte este Alcorão se bem que antes disso eras um dosdesatentos
- Россию - Кулиев : Мы рассказываем тебе самый прекрасный рассказ внушая тебе в откровении этот Коран хотя прежде ты был одним из тех кто ничего не ведал об этом
- Кулиев -ас-Саади : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
Мы рассказываем тебе самый прекрасный рассказ, внушая тебе в откровении этот Коран, хотя прежде ты был одним из тех, кто ничего не ведал об этом.О Мухаммад! Коран действительно является прекрасным повествованием, поскольку отличается правдивостью историй, плавностью речи и великолепием значений. Мы открыли тебе это писание и благодаря этому возвысили тебя над остальными пророками. Воистину, это - сущая милость Аллаха по отношению к тебе. А ведь до начала откровений ты ничего не ведал о писаниях и вере. Но Всевышний Аллах сделал это Откровение светом, благодаря которому Он наставляет на прямой путь, кого пожелает. После восхваления историй, содержащихся в Священном Коране, и признания их самыми прекрасными повествованиями, подобных которым не существует ни в одном другом писании, Всевышний Аллах поведал удивительную и прекрасную историю о пророке Йусуфе, его славном отце и братьях. Следует отметить, что вначале Всевышний Аллах подчеркнул, что из Священного Корана Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, узнает только самые прекрасные истории. Затем Аллах подробно описал эту историю и многое из того, что произошло с Йусуфом и его братьями. Из этого следует, что кораническое описание этой истории является полным и прекрасным. И если человек пытается дополнить и приукрасить это повествование рассказами, услышанными от сынов Исраила, которые передаются через неизвестную цепочку рассказчиков и зачастую оказываются лживыми, то он словно пытается дополнить слова Аллаха и усовершенствовать то, что считает несовершенным и незаконченным. И если поступок можно охарактеризовать подобным образом, то он является в достаточной мере порочным. И хотя во многих толкованиях эта кораническая история дополняется многочисленными лживыми и противоречивыми рассказами, раб Божий обязан постичь смысл ниспосланного Аллахом и отказаться от всего, что дошло до нас не от Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует.
- Turkish - Diyanet Isleri : Biz bu Kuran'ı vahyederek sana en güzel kıssaları anlatıyoruz Oysa daha önce sen bunlardan habersizdin
- Italiano - Piccardo : Grazie a ciò che ti ispiriamo in questo Corano Noi ti raccontiamo la più bella storia anche se precedentemente non ne eri a conoscenza
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمه چاکترین و جوانترین چیرۆك و بهسهرهاتت بۆ دهگێرینهوه ئهی محمد صلی الله علیه وسلم بههۆی ئهم قورئانهی که نیگامان کرد بۆ لای تۆ لهکاتێکدا بێگومان تۆ له پێش ئهم قورئانهدا لهم بهسهرهاته بێ ئاگا بوویت
- اردو - جالندربرى : اے پیغمبر ہم اس قران کے ذریعے سے جو ہم نے تمہاری طرف بھیجا ہے تمہیں ایک نہایت اچھا قصہ سناتے ہیں اور تم اس سے پہلے بےخبر تھے
- Bosanski - Korkut : Objavljujući ti ovaj Kur'an Mi tebi o najljepšim događajima kazujemo iako prije njega nisi doista ništa znao
- Swedish - Bernström : Allteftersom Vi uppenbarar denna Koran för dig [Muhammad] klarlägger Vi för dig [dess mening] på bästa sätt; förut var du ju en av dem som inte kände till något om [denna berättelse]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kami menceritakan kepadamu kisah yang paling baik dengan mewahyukan Al Quran ini kepadamu dan sesungguhnya kamu sebelum Kami mewahyukannya adalah termasuk orangorang yang belum mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
(Kami menceritakan kepadamu kisah yang paling baik dengan mewahyukan) melalui apa yang Kami wahyukan (Alquran ini kepadamu dan sesungguhnya) lafal in merupakan takhfif daripada lafal inna (kamu sebelumnya adalah termasuk orang-orang yang belum mengetahui).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি তোমার নিকট উত্তম কাহিনী বর্ণনা করেছি যেমতে আমি এ কোরআন তোমার নিকট অবতীর্ণ করেছি। তুমি এর আগে অবশ্যই এ ব্যাপারে অনবহিতদের অন্তর্ভূক্ত ছিলে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நாம் வஹீ மூலம் உம் மீது இந்த குர்ஆனை அருள் செய்தது கொண்டு மிக அழகான வரலாற்றை உமக்கு நாம் கூறுகின்றோம் இதற்குமுன் இது குறித்து ஏதம் அறியாதவர்களில் ஒருவராய் நீர் இருந்தீர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เราจะเล่าเรื่องราวที่ดียิ่งแก่เจ้า ตามที่เราได้วะฮีอัลกุรอานนี้แก่เจ้า และหากว่าก่อนหน้านี้เจ้าอยู่ในหมู่ผู้ไม่รู้เรื่องราว
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз сенга ушбу Қуръонда ваҳий қилган нарсамиз ила энг гўзал қиссани ҳикоя қилурмиз Агарчи ундан олдин сен бундан бехабарлардан бўлсанг ҳам
- 中国语文 - Ma Jian : 我借著启示你这部《古兰经》而告诉你最美的故事,在这以前,你确是疏忽的。
- Melayu - Basmeih : Kami ceritakan kepadamu wahai Muhammad seindahindah kisah dengan jalan Kami wahyukan kepadamu AlQuran ini padahal sebenarnya engkau sebelum datangnya wahyu itu adalah dari orangorang yang tidak pernah menyedari akan halnya
- Somali - Abduh : Annagaa kaaga qisoon qissoyin tan u fiican waxyigaan Quraankan kuu waxyoonay dartiis waxaadna ka mid ahayd hortiisa kuwaan wax igayn
- Hausa - Gumi : Mũ Munã bãyar da lãbãri a gare ka mafi kyãwon lãbãri ga abin da Muka yi wahayin wannan Alƙur'ãni zuwa gare ka Kuma lalle ne kã kasance a gabãninsa haƙĩƙa daga gafalallu
- Swahili - Al-Barwani : Sisi tunasimulia simulizi nzuri kwa kukufunulia Qur'ani hii Na ijapo kuwa kabla ya haya ulikuwa miongoni mwa wasio jua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na ty o Muhammed do t’i tregojmë ngjarjet më të bukura përmes shpalljes së këtij Kur’ani; e ti me të vërtetë këto nuk i ke ditur më parë
- فارسى - آیتی : با اين قرآن كه به تو وحى كردهايم، بهترين داستان را برايت حكايت مىكنيم، كه تو از اين پيش از بىخبران بودهاى.
- tajeki - Оятӣ : Бо ин Қуръон, ки ба ту ваҳй кардаем, беҳтарин достонро бароят ҳикоят мекунем, ки ту аз ин пеш аз бехабарон будаӣ.
- Uyghur - محمد صالح : بۇ قۇرئاننى ساڭا ۋەھيى قىلىش ئارقىلىق ئەڭ چىرايلىق قىسسىنى ساڭا بايان قىلىپ بېرىمىز، بۇنىڭدىن بۇرۇن بۇ قىسسىدىن ھەقىقەتەن بىخەۋەر ئىدىڭ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഈ ഖുര്ആന് ബോധനമായി നല്കിയതിലൂടെ നാം നിനക്ക് നല്ല ചരിത്രകഥകള് വിവരിച്ചു തരികയാണ്. ഇതിനുമുമ്പ് നീ ഇതൊന്നുമറിയാത്തവരുടെ കൂട്ടത്തിലായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : نحن نقص عليك ايها الرسول احسن القصص بوحينا اليك هذا القران وان كنت قبل انزاله عليك لمن الغافلين عن هذه الاخبار لا تدري عنها شيئا
*3) This was to impress indirectly on the unbelievers of Makkah the fact that the Messenger did not know anything about the story of the settlement of the Israelites in Egypt, but was being informed of this by Revelation from Allah. This introduction was necessary because, as has been stated in the preface to this Surah, the disbelievers had put an abrupt question concerning this matter in order to "expose" the Holy Prophet by this test. The answer is to this effect: "Tell them, O Muhammad, that, though you did not know anything about the settlement of the Israelites in Egypt before this, you have now received a Revelation about this from Us."