- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالُواْ يَٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ ۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍۢ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَٰدِقِينَ
- عربى - نصوص الآيات : قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ۖ وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين
- عربى - التفسير الميسر : قالوا: يا أبانا إنا ذهبنا نتسابق في الجَرْي والرمي بالسهام، وتركنا يوسف عند زادنا وثيابنا، فلم نقصِّر في حفظه، بل تركناه في مأمننا، وما فارقناه إلا وقتًا يسيرًا، فأكله الذئب، وما أنت بمصدِّق لنا ولو كنا موصوفين بالصدق؛ لشدة حبك ليوسف.
- السعدى : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
فقالوا - متعذرين بعذر كاذب - { يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } إما على الأقدام، أو بالرمي والنضال، { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا } توفيرا له وراحة. { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } في حال غيبتنا عنه في استباقنا { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } أي: تعذرنا بهذا العذر، والظاهر أنك لا تصدقنا لما في قلبك من الحزن على يوسف، والرقة الشديدة عليه.
- الوسيط لطنطاوي : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
( قَالُواْ ياأبانآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ) أى : نتسابق عن طريق الرمى بالسهام ، أو على الخيل ، أو على الأقدام . يقال : فلان وفلان استبقا أى : تسابقا حتى ينظر أيها يسبق الآخر .
( وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا ) أى : عند الأشياء التى نتمتع بها وننتفع فى رحلتنا ، كالثياب والأطعمة ، وما يشبه ذلك .
( فَأَكَلَهُ الذئب ) فى تلك الفترة التى تركناه فيها عند متاعنا .
والمراد : قتله الذئب ، ثم أكله دون أن يبقى منه شيئا ندفنه .
( وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) أى : وما أنت بمصدق لنا فيما أخبرناك به من أن يوسف قد أكله الذئب ، حتى ولو كنا صادقين فى ذلك ، لسوء ظنك بنا ، وشدة محبتك له .
وهذه الجملة الكريمة توحى بكذبهم على أبيهم ، وبمخادعتهم له ، ويكاد المريب أن يقول خذونى - كما يقولون - .
- البغوى : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
( قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق ) أي : نترامى وننتضل ، وقال السدي : نشتد على أقدامنا . ( وتركنا يوسف عند متاعنا ) أي : عند ثيابنا وأقمشتنا . ( فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ) بمصدق لنا ( ولو كنا ) وإن كنا ( صادقين ) .
فإن قيل : كيف قالوا ليعقوب أنت لا تصدق الصادق ؟ .
قيل : معناه إنك تتهمنا في هذا الأمر لأنك خفتنا في الابتداء واتهمتنا في حقه .
وقيل : معناه لا تصدقنا لأنه لا دليل لنا على صدقنا وإن كنا صادقين عند الله .
- ابن كثير : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا : ( إنا ذهبنا نستبق ) أي : نترامى ، ( وتركنا يوسف عند متاعنا ) أي : ثيابنا وأمتعتنا ، ( فأكله الذئب ) وهو الذي كان [ قد ] جزع منه ، وحذر عليه .
وقولهم : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) تلطف عظيم في تقرير ما يحاولونه ، يقولون : ونحن نعلم أنك لا تصدقنا - والحالة هذه - لو كنا عندك صادقين ، فكيف وأنت تتهمنا في ذلك ، لأنك خشيت أن يأكله الذئب ، فأكله الذئب ، فأنت معذور في تكذيبك لنا; لغرابة ما وقع وعجيب ما اتفق لنا في أمرنا هذا .
- القرطبى : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
قوله تعالى : قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين فيه سبع مسائل الأولى : قوله تعالى : نستبق نفتعل ، من ، المسابقة . وقيل : أي ننتضل ; وكذا في قراءة عبد الله " إنا ذهبنا ننتضل " وهو نوع من المسابقة ; قاله الزجاج . وقال الأزهري : النضال في السهام ، والرهان في الخيل ، والمسابقة تجمعهما . قال القشيري أبو نصر : نستبق أي في الرمي ، أو على الفرس ; أو على الأقدام ; والغرض من المسابقة على الأقدام تدريب النفس على العدو ، لأنه الآلة في قتال العدو ، ودفع الذئب عن الأغنام . وقال السدي وابن حبان : نستبق نشتد جريا لنرى أينا أسبق . قال ابن العربي : المسابقة شرعة في الشريعة ، وخصلة بديعة ، وعون على الحرب ; وقد فعلها - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وبخيله ، وسابق عائشة - رضي الله عنها - على قدميه فسبقها ; فلما كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابقها فسبقته ; فقال لها : هذه بتلك .
قلت : وسابق سلمة بن الأكوع رجلا لما رجعوا من ذي قرد إلى المدينة فسبقه سلمة ; خرجه مسلم .
الثانية : وروى مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع ، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، وأن عبد الله بن عمر كان ممن سابق بها ; وهذا الحديث مع صحته في هذا الباب تضمن ثلاثة شروط ; فلا تجوز المسابقة بدونها ، وهي : أن المسافة لا بد أن تكون معلومة . الثاني : أن تكون الخيل متساوية الأحوال . الثالث : ألا يسابق المضمر مع غير المضمر في أمد واحد وغاية واحدة . والخيل التي يجب أن تضمر ويسابق عليها ، وتقام هذه السنة فيها هي الخيل المعدة لجهاد العدو لا لقتال المسلمين في الفتن .
الثالثة : وأما المسابقة بالنصال والإبل ; فروى مسلم عن عبد الله بن عمرو قال : سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ، ومنا من ينتضل ، وذكر الحديث . وخرج النسائي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر . وثبت ذكر النصل من حديث ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع عن أبي هريرة ، ذكره النسائي ; وبه يقول فقهاء الحجاز والعراق . وروى البخاري عن أنس قال : كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة تسمى العضباء لا تسبق - قال حميد : أو لا تكاد تسبق - فجاء أعرابي على قعود فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ; فقال : حق على الله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه .
الرابعة : أجمع المسلمون على أن السبق لا يجوز على وجه الرهان إلا في الخف ، والحافر والنصل ; قال الشافعي : ما عدا هذه الثلاثة فالسبق فيها قمار . وقد زاد أبو البختري القاضي في حديث الخف والحافر والنصل " أو جناح " وهي لفظة وضعها للرشيد ، فترك العلماء حديثه لذلك ولغيره من موضوعاته ; فلا يكتب العلماء حديثه بحال . وقد روي عن مالك أنه قال : لا سبق إلا في الخيل والرمي ، لأنه قوة على أهل الحرب ; قال : وسبق الخيل أحب إلينا من سبق الرمي . وظاهر الحديث يسوي بين السبق على النجب والسبق على الخيل . وقد منع بعض العلماء الرهان في كل شيء إلا في الخيل ; لأنها التي كانت عادة العرب المراهنة عليها . وروي عن عطاء أن المراهنة في كل شيء جائزة ; وقد تؤول قوله ; لأن حمله على العموم في كل شيء يؤدي إلى إجازة القمار ، وهو محرم باتفاق .
الخامسة : لا يجوز السبق في الخيل والإبل إلا في غاية معلومة وأمد معلوم ، كما ذكرنا ، وكذلك الرمي لا يجوز السبق فيه إلا بغاية معلومة ورشق معلوم ، ونوع من الإصابة ; مشترط خسقا أو إصابة بغير شرط . والأسباق ثلاثة : سبق يعطيه الوالي أو الرجل غير الوالي من ماله متطوعا فيجعل للسابق شيئا معلوما ; فمن سبق أخذه . وسبق يخرجه أحد المتسابقين دون صاحبه ، فإن سبقه صاحبه أخذه ، وإن سبق هو صاحبه أخذه ، وحسن أن يمضيه في الوجه الذي أخرجه له ، ولا يرجع إلى ماله ; وهذا مما لا خلاف فيه . والسبق الثالث : اختلف فيه ; وهو أن يخرج كل واحد منهما شيئا مثل ما يخرجه صاحبه ، فأيهما سبق أحرز سبقه وسبق صاحبه ; وهذا الوجه لا يجوز حتى يدخلا بينهما محللا لا يأمنا أن يسبقهما ; فإن سبق المحلل أحرز السبقين جميعا وأخذهما وحده ، وإن سبق أحد المتسابقين أحرز سبقه وأخذ سبق صاحبه ; ولا شيء للمحلل فيه ، ولا شيء عليه . وإن سبق الثاني منهما الثالث كان كمن لم يسبق واحد منهما . وقال أبو علي بن خيران - من أصحاب الشافعي - : وحكم الفرس المحلل أن يكون مجهولا جريه ; وسمي محللا لأنه يحلل السبق للمتسابقين أو له . واتفق العلماء على أنه إن لم يكن بينهما محلل واشترط كل واحد من المتسابقين أنه إن سبق أخذ سبقه وسبق صاحبه أنه قمار ، ولا يجوز . وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فليس بقمار ومن أدخله وهو يأمن أن يسبق فهو قمار . وفي الموطأ عن سعيد بن المسيب قال : ليس برهان الخيل بأس إذا دخل فيها محلل ، فإن سبق أخذ السبق ، وإن سبق لم يكن عليه شيء ; وبهذا قال الشافعي وجمهور أهل العلم . واختلف في ذلك قول مالك ; فقال مرة لا يجب المحلل في الخيل ، ولا نأخذ فيه بقول سعيد ، ثم قال : لا يجوز إلا بالمحلل ; وهو الأجود من قوله .
السادسة : ولا يحمل على الخيل والإبل في المسابقة إلا محتلم ، ولو ركبها أربابها كان أولى ; وقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : لا يركب الخيل في السباق إلا أربابها . وقال الشافعي : وأقل السبق أن يسبق بالهادي أو بعضه ; أو بالكفل أو بعضه . والسبق من الرماة على هذا النحو عنده ; وقول محمد بن الحسن في هذا الباب نحو قول الشافعي .
السابعة : روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سابق أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - فسبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلى أبو بكر وثلث عمر ; ومعنى وصلى أبو بكر : يعني أن رأس فرسه كان عند صلا فرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصلوان موضع العجز .
قوله تعالى : وتركنا يوسف عند متاعنا أي عند ثيابنا وأقمشتنا حارسا لها .
فأكله الذئب وذلك أنهم لما سمعوا أباهم يقول : وأخاف أن يأكله الذئب أخذوا ذلك من فيه فتحرموا به ; لأنه كان أظهر المخاوف عليه .
وما أنت بمؤمن لنا أي بمصدق .
" ولو كنا " أي وإن كنا ; قاله المبرد وابن إسحاق . " صادقين " في قولنا ; ولم يصدقهم يعقوب لما ظهر له منهم من قوة التهمة وكثرة الأدلة على خلاف ما قالوه على ما يأتي بيانه . وقيل : ولو كنا صادقين أي ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدقتنا ، ولاتهمتنا في هذه القضية ، لشدة محبتك في يوسف ; قال معناه الطبري والزجاج وغيرهما .
- الطبرى : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
قالوا: ( يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب) ! فبكى الشيخ وصاح بأعلى صوته، وقال: أين القميص؟ فجاءوه بالقميص عليه دمٌ كذب ، فأخذ القميص فطرحه على وجهه ، ثم بكى حتى تخضَّب وجهه من دم القميص.
* * *
وقوله: (وما أنت بمؤمن لنا) ، يقولون: وما أنت بمصدّقنا على قِيلنا: إن يوسف أكله الذئب، ولو كنا صادقين! كما:-
18842 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي: (وما أنت بمؤمن لنا) قال: بمصدق لنا!
.......................................................................................
......................................................................................
......................................................................................
* * *
[ فإن قال قائل : ( ولو كنا صادقين ) وقوله ]: (9) (ولو كنا صادقين) ، إما خبرٌ عنهم أنهم غير صادقين ، فذلك تكذيب منهم أنفسَهم ، أو خبرٌ منهم عن أبيهم أنه لا يصدِّقهم لو صدَقوه، فقد علمت أنهم لو صَدَقوا أباهم الخبرَ صَدَّقهم؟
قيل: ليس معنى ذلك بواحد منهما ، وإنما معنى ذلك: وما أنت بمصدِّق لنا ولو كنا من أهل الصدق الذين لا يُتَّهمون، لسوء ظنك بنا، وتُهمَتك لنا.
----------------------
الهوامش:
(9) هذه الزيادة بين القوسين لا بد منها حتى يستقيم الكلام ، وظني أنه سقط من كلام الطبري شيء ، فلذلك وضعت قبله أسطرًا من النقط ، لأني أرى أنه لم يتم تفسير الآية على عادته في كل ما سلف .
- ابن عاشور : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
والاستباق : افتعال من السبق وهو هنا بمعنى التسابق قال في الكشاف } : «والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل ، والارتماء والترامي ، أي فهو بمعنى المفاعلة . ولذلك يقال : السباق أيضاً . كما يقال النضال والرماء» . والمراد : الاستباق بالجري على الأرجل ، وذلك من مرح الشباب ولعبهم .
والمتاع : ما يتمتع أي ينتفع به . وتقدم قي قوله تعالى : { لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم } في سورة النساء ( 102 ). والمراد به هنا ثَقَلهم من الثياب والآنية والزاد .
ومعنى { فأكله الذئب } قتله وأكل منه ، وفعل الأكل يتعلق باسم الشيء . والمراد بعضه . يقال أكلَه الأسد إذا أكل منه . قال تعالى : { وما أكل السّبع } [ سورة المائدة : 3 ] عطفاً على المنهيات عن أن يؤكل منها ، أي بقتلها .
ومن كلام عمر حين طعنه أبو لؤلؤة أكلني الكلب ، أي عضّني .
والمراد بالذئب جمع من الذئاب على ما عرفت آنفاً عند قوله : { وأخاف أن يأكله الذئب } [ سورة يوسف : 13 ] ؛ بحيث لم يترك الذئاب منه ، ولذلك لم يقولوا فدفنّاه .
وقوله : { وما أنت بمؤمن لنا } خبر مستعمل في لازم الفائدة . وهو أن المتكلم علم بمضمون الخبر . وهو تعريض بأنهم صادقون فيما ادّعوه لأنهم يعلمون أباهم لا يصدقهم فيه ، فلم يكونوا طامعين بتصديقه إياهم .
وفعل الإيمان يعدّى باللام إلى المصدّق بفتح الدال كقوله تعالى : { فآمن له لوطٌ } [ سورة العنكبوت : 26 ]. وتقدم بيانه عند قوله تعالى : { فما آمن لموسى إلا ذريةٌ من قومه } في سورة يونس ( 83 ).
وجملة ولو كنا صادقين } في موضع الحال فالواو واو الحال . { ولو } اتصالية ، وهي تفيد أنه مضمون ما بعدها هو أبعد الأحوال عن تحقق مضمون ما قبلها في ذلك الحال . والتقدير : وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين في نفس الأمر ، أي نحن نعلم انتفاء إيمانك لنا في الحالين فلا نطمع أن نموّه عليك .
وليس يلزم تقدير شرط محذوف هو ضد الشرط المنطوق به لأن ذلك تقدير لمجرد التنبيه على جعل الواو للحال مع ( لو وإن ) الوصليتين وليس يستقيم ذلك التقدير في كل موضع ، ألا ترى قول المعري
وإني وإن كنتُ الأخيّر زمانه: ...
لآتتٍ بما لم تستطعه الأوائل ... كيف لا يستقيم تقدير إني إن كنت المتقدم زمانه بل وإن كنت الأخيرَ زمانه . فشرط ( لو ) الوصلية و ( إن ) الوصلية ليس لهما مفهومُ مخالفة ، لأن الشرط معهما ليس للتقييد . وتقدم ذكر ( لَو ) الوصلية عند قوله تعالى : { أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون } في سورة البقرة ( 170 ) ، وعند قوله تعالى : { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً } في سورة آل عمران ( 91 ).
- إعراب القرآن : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
«قالُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «يا» أداة نداء «أَبانا» منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة ونا مضاف إليه «إِنَّا» إن ونا اسمها والجملة وسابقتها مقول القول «ذَهَبْنا» ماض وفاعله والجملة خبر إنا «نَسْتَبِقُ» مضارع مرفوع والجملة حالية «وَتَرَكْنا» الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «يُوسُفَ» مفعول به منصوب «عِنْدَ» ظرف مكان متعلق بتركنا «مَتاعِنا» مضاف إليه ونا مضاف إليه «فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ» الفاء عاطفة وماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر «وَما» الواو حالية وما نافية تعمل عمل ليس «أَنْتَ» اسم ما «بِمُؤْمِنٍ» الباء زائدة و
مؤمن خبر مجرور لفظا منصوب محلا «لَنا» متعلقان بمؤمن والجملة حالية «وَلَوْ» الواو حالية ولو زائدة «كُنَّا» كان واسمها «صادِقِينَ» خبر منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة حالية.
- English - Sahih International : They said "O our father indeed we went racing each other and left Joseph with our possessions and a wolf ate him But you would not believe us even if we were truthful"
- English - Tafheem -Maududi : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ(12:17) and said, "O father! we were absorbed in running races, and we had left Joseph with our things, when a wolf came and devoured him: but you will never believe us, even though we were truthful".
- Français - Hamidullah : Ils dirent O notre père nous sommes allés faire une course et nous avons laissé Joseph auprès de nos effets; et le loup l'a dévoré Tu ne nous croiras pas même si nous disons la vérité
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie sagten "O unser Vater wir gingen um einen Wettlauf zu machen und ließen Yusuf bei unseren Sachen zurück Da fraß ihn der Wolf Aber du glaubst uns wohl nicht auch wenn wir die Wahrheit sagen"
- Spanish - Cortes : Dijeron Padre Fuimos a hacer carreras y dejamos a José junto a nuestras cosas Entonces se lo comió el lobo No nos creerás pero decimos la verdad
- Português - El Hayek : Disseram Ó pai estávamos apostando corrida e deixamos José junto à nossa bagagem quando um lobo o devorou Porém tu não irás crer ainda que estejamos falando a verdade
- Россию - Кулиев : и сказали О отец наш Мы соревновались а Йусуфа Иосифа оставили стеречь наши вещи и волк съел его Ты все равно не поверишь нам хотя мы говорим правду
- Кулиев -ас-Саади : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
и сказали: «О отец наш! Мы соревновались, а Йусуфа (Иосифа) оставили стеречь наши вещи, и волк съел его. Ты все равно не поверишь нам, хотя мы говорим правду».С позволения отца братья отправились в пустыню вместе с Йусуфом. Они имели твердое намерение бросить его на дно колодца, руководствуясь предложением одного из братьев. У них было достаточно сил для того, чтобы выполнить задуманное, и они сбросили его в колодец. Когда Йусуф оказался в таком затруднительном положении, Аллах смилостивился над ним и внушил ему, что спустя много лет, когда его братья позабудут о случившемся, он напомнит им об этом коварном поступке и упрекнет их за содеянное. Аллах словно обрадовал его вестью о том, что он будет спасен и сможет соединиться со своей семьей и своими братьями, обретя власть и могущество. Братья вернулись к отцу поздно вечером. Они задержались в пустыне дольше обычного и плакали для того, чтобы придуманная ими история выглядела правдивой. Они сказали: «Отец наш! Мы велели Йусуфу отдохнуть и постеречь наши вещи, а сами решили поиграть. Мы хотели побегать наперегонки, побросать камни или побороться. Но стоило нам оставить его одного, как на него напал волк. Ты можешь не поверить нам, ведь ты всегда испытывал к нему нежные чувства и сильно тосковал по нему. Но даже если ты сомневаешься в нашей искренности, мы все равно должны оправдаться перед тобой».
- Turkish - Diyanet Isleri : Akşam üstü ağlayarak babalarına geldiklerinde "Ey babamız İnan olsun biz yarış yapıyorduk; Yusuf'u eşyamızın yanına bırakmıştık; bir kurt onu yedi Her ne kadar doğru söylüyorsak da sen bize inanmazsın" dediler
- Italiano - Piccardo : Dissero “Abbiamo fatto una gara di corsa abbiamo lasciato Giuseppe a guardia della nostra roba e il lupo lo ha divorato Tu non ci crederai eppure siamo veritieri”
- كوردى - برهان محمد أمين : وتیان ئهی باوکی بهڕێزمان بهڕاستی ئێمه ڕۆشتین پێشبڕکێمان دهکردو یوسفمان لای کهل و پهلهکهمان بهجێ هێشت ئهوسا گورگهکه پهلاماری داو خواردی بهڵام تۆ ههمیشه بڕوامان پێناکهیت ئهگهرچی ئێمه ڕاستگۆش بین
- اردو - جالندربرى : اور کہنے لگے کہ اباجان ہم تو دوڑنے اور ایک دوسرے سے اگے نکلنے میں مصروف ہوگئے اور یوسف کو اپنے اسباب کے پاس چھوڑ گئے تو اسے بھیڑیا کھا گیا۔ اور اپ ہماری بات کو گو ہم سچ ہی کہتے ہوں باور نہیں کریں گے
- Bosanski - Korkut : "O oče naš" – rekoše – "bili smo otišli da se trkamo a Jusufa smo ostavili kod naših stvari pa ga je vuk pojeo A ti nam nećeš vjerovati iako istinu govorimo"
- Swedish - Bernström : och sade "Fader Vi ställde till med kapplöpning och lämnade Josef med det som vi hade fört med oss ut och då kom vargen och bet ihjäl honom Kanske tror du oss inte fastän vi säger sanningen"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka berkata "Wahai ayah kami sesungguhnya kami pergi berlombalomba dan kami tinggalkan Yusuf di dekat barangbarang kami lalu dia dimakan serigala; dan kamu sekalikali tidak akan percaya kepada kami sekalipun kami adalah orangorang yang benar"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
(Mereka berkata, "Wahai ayah kami! Sesungguhnya kami pergi berlomba-lomba) memanah (dan kami tinggalkan Yusuf di dekat barang-barang kami) yakni pakaian-pakaian kami (lalu dia dimakan oleh serigala dan engkau sekali-kali tidak akan percaya) mempercayai (kepada kami sekali pun kami adalah orang-orang yang benar.") terhadapmu. Pasti engkau akan menuduh kami dengan tuduhan yang bukan-bukan sehubungan dengan perihal Yusuf ini karena kecintaanmu terhadapnya. Mengapa sampai sedemikian buruknya persangkaanmu terhadap diri kami?
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা বললঃ পিতাঃ আমরা দৌড় প্রতিযোগিতা করতে গিয়েছিলাম এবং ইউসুফকে আসবাবপত্রের কাছে রেখে গিয়েছিলাম। অতঃপর তাকে বাঘে খেয়ে ফেলেছে। আপনি তো আমাদেরকে বিশ্বাস করবেন না যদিও আমরা সত্যবাদী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "எங்கள் தந்தையே நாங்கள் யூஸுஃபை எங்களுடைய சாமான்களிடத்தில் விட்டுவிட்டு ஓடியாடி விளையாடிக் கொண்டே வெகுதூரம் சென்று விட்டோம்; அப்போது ஓநாய் அவரைப் பிடித்துத் தின்று விட்டது ஆனால் நாங்கள் உண்மையே சொன்ன போதிலும் நீங்கள் எங்களை நம்பவே மாட்டீர்கள்" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขากล่าวว่า “โอ้พ่อของเรา พวกเราได้ออกไปวิ่งแข่งกัน และเราได้ปล่อยยูซุฟไว้เฝ้าสิ่งของ ๆเรา แล้วสุนัขป่าได้มากินเขาและท่านย่อมไม่เชื่อเราทั้ง ๆ ที่เราเป็นผู้สัตย์จริง”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй отамиз биз Юсуфни нарсаларимиз олдига қолдириб ўзимиз қувлашиб кетсак уни бўри еб қўйибди Агар ростгўй бўлсак ҳам сен бизга ишонмассан дедилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们说:我们的父亲啊!我们赛跑时,使优素福留守行李,不料狼把他吃了。你是绝不会相信我们的,即使我们说的是实话。
- Melayu - Basmeih : Mereka berkata "Wahai ayah kami Sesungguhnya kami telah pergi berlumbalumba berburu dan kami telah tinggalkan Yusuf menjaga barangbarang kami lalu ia dimakan oleh serigala; dan sudah tentu ayah tidak akan percaya kepada katakata kami ini sekalipun kami adalah orangorang yang benar"
- Somali - Abduh : Waxayna dhaheen aabbow waannu tagnay inaan orotonno Waxaana ku dhaafnay Yuusuf alaabtannada agteeda Markaasay yey cuntay aduguse nama rumaynaysid aanba Run sheegnee
- Hausa - Gumi : Suka ce "Yã bãbanmu Lalle ne mun tafi munã tsẽre kuma muka bar Yusufu a wurin kãyanmu sai kerkẽci ya cinye shi kuma kai bã mai amincẽwa da mu ba ne kuma kõ dã mun kasance mãsu gaskiya"_
- Swahili - Al-Barwani : Wakasema Ewe baba yetu Hakika tulikwenda kushindana na tukamwacha Yusuf penye vitu vyetu Basi mbwa mwitu akamla Lakini wewe hutuamini ijapo kuwa tunasema kweli
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thanë “O baba ynë na shkuam të vrapojmë e Jusufin e lamë te sendet tona andaj e hëngri ujku E ti nuk na beson neve edhe pse na flasim të vërtetën”
- فارسى - آیتی : گفتند: اى پدر، ما به اسبتاختن رفته بوديم و يوسف را نزد كالاى خود گذاشته بوديم، گرگ او را خورد. و هر چند هم كه راست بگوييم تو سخن ما را باور ندارى.
- tajeki - Оятӣ : Гуфтанд: «Эй падар, мо ба асп тохтан рафта будем ва Юсуфро назди матоъи худ гузошта будем, гург ӯро хӯрд. Ва ҳарчанд ҳам, ки рост бигӯем, ту сухани моро бовар надорӣ».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار: «ئى ئاتىمىز! يۇسۇفنى نەرسىلىرىمىزنىڭ يېنىدا قويۇپ يۈگۈرۈشكىلى كېتىپ قېلىپتۇق، ئۇنى بۆرە يەپ كېتىپتۇ، راست گەپ قىلساقمۇ سەن بىزگە ئىشەنمەيسەن» دېيىشتى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് പറഞ്ഞു: "ഞങ്ങളുടെ ഉപ്പാ, യൂസുഫിനെ ഞങ്ങളുടെ സാധനങ്ങള്ക്കരികെ നിര്ത്തി ഞങ്ങള് മല്സരിക്കാന് പോയതായിരുന്നു. അപ്പോള് അവനെ ഒരു ചെന്നായ തിന്നുകളഞ്ഞു. അങ്ങ് ഞങ്ങളെ വിശ്വസിക്കുകയില്ല. ഞങ്ങള് എത്ര സത്യം പറയുന്നവരായാലും.
- عربى - التفسير الميسر : قالوا يا ابانا انا ذهبنا نتسابق في الجري والرمي بالسهام وتركنا يوسف عند زادنا وثيابنا فلم نقصر في حفظه بل تركناه في مامننا وما فارقناه الا وقتا يسيرا فاكله الذئب وما انت بمصدق لنا ولو كنا موصوفين بالصدق لشده حبك ليوسف