- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَرَٰوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلْأَبْوَٰبَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ رَبِّىٓ أَحْسَنَ مَثْوَاىَ ۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك ۚ قال معاذ الله ۖ إنه ربي أحسن مثواي ۖ إنه لا يفلح الظالمون
- عربى - التفسير الميسر : ودعت امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها؛ لحبها الشديد له وحسن بهائه، وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف، وقالت: هلمَّ إليَّ، فقال: معاذ الله أعتصم به، وأستجير مِن الذي تدعينني إليه، من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله، إنه لا يفلح مَن ظَلَم فَفَعل ما ليس له فعله.
- السعدى : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
تفسير الآيتين 23 و 24 :ـ
هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظم أجرا، لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة، لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها، وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها، وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك، أن { رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } أي: هو غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد، ولا إحساس بشر.
{ وَ } زادت المصيبة، بأن { غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ } وصار المحل خاليا، وهما آمنان من دخول أحد عليهما، بسبب تغليق الأبواب، وقد دعته إلى نفسها { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } أي: افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ، ومع هذا فهو غريب، لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه، وهو أسير تحت يدها، وهي سيدته، وفيها من الجمال ما يدعو إلى ما هنالك، وهو شاب عزب، وقد توعدته، إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن، أو العذاب الأليم.
فصبر عن معصية الله، مع وجود الداعي القوي فيه، لأنه قد هم فيها هما تركه لله، وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء، ورأى من برهان ربه - وهو ما معه من العلم والإيمان، الموجب لترك كل ما حرم الله - ما أوجب له البعد والانكفاف، عن هذه المعصية الكبيرة، و { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ } أي: أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح، لأنه مما يسخط الله ويبعد منه، ولأنه خيانة في حق سيدي الذي أكرم مثواي.
فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة، وهذا من أعظم الظلم، والظالم لا يفلح، والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله، ومراعاة حق سيده الذي أكرمه، وصيانة نفسه عن الظلم الذي لا يفلح من تعاطاه، وكذلك ما منَّ الله عليه من برهان الإيمان الذي في قلبه، يقتضي منه امتثال الأوامر، واجتناب الزواجر، والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء، لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم، الذين أخلصهم الله واختارهم، واختصهم لنفسه، وأسدى عليهم من النعم، وصرف عنهم من المكاره ما كانوا به من خيار خلقه.
- الوسيط لطنطاوي : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
استمع إلى السورةالكريمة وهى تحكى بأسلوبها البليغ ما فعلتهه معه امرأة العزيز من ترغيب وترهيب ، وإغراء وتهديد . . . فتقول :
( وَرَاوَدَتْهُ التي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ . . . )
قوله - سبحانه - ( وَرَاوَدَتْهُ التي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ . . . ) رجوع إلى شرح ما جرى ليوسف فى منزل العزيز بعد أن أمر امرأته بإكرام مثواه ، وما كان من حال تلك المرأة مع يوسف ، وكيف أنها نظرت إليه بعين ، تخالف العين التى نظر بها إليه زوجها .
والمراودة - كما يقول صاحب الكشاف - مفاعلة من راد يرود إذا جاء وذهب ، كأن المعنى : خادعته عن نفسه ، أى : فعلت معه ما يفعله المخادع لصاحبه عن الشئ الذى لا يريد أن يخرجه من يده ، يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه ، وهو عبارة عن التحايل لمواقعته إياها .
والتعبير عن حالها معه بالمراودة المقتضية لتكرار المحاولة ، للإِشعار بأنها كان منها الطلب المستمر ، المصحوب بالإِغراء والترفق والتحايل على ما تشتهيه منه بشتى الوسائل والحيل . وكان منه - عليه السلام - الإِباء والامتناع عما تريده خوفا من الله - تعالى . .
وقال - سبحانه - ( التي هُوَ فِي بَيْتِهَا ) دون ذكر لاسمها ، سترا لها ، وابتعادا عن التشهير بها ، وهذا من الأدب السامى الذى التزمه القرآن فى تعبيراته وأساليبه ، حتى يتأسى أتباعه بهذا اللون من الأدب فى التعبير .
والمراد ببيتها : يبت سكناها ، والإِخبار عن المراودة بأنها كانت فى بيتها . أدعى لإظهار كما نزاهته عليه السلام - فإن كونه فى بيتها يغرى بالاستجابة لها ، ومع ذلك فقد أعرض عنها ، ولم يطاوعها فى مرادها .
وعدى فعل المراودة بعن ، لتضمنه معنى المخادعة .
قال بعض العلماء : و " عن " هنا للمجاوزة ، أى : راودته مباعدة له عن نفسه ، أى : بأن يجعل نفسه لها ، والظاهر أن هذا التركيب من مبتكرات القرآن الكريم ، فالنفس هنا كناية عن غرض المواقعة ، قاله ابن عطية ، أى : فالنفس أريد به عفافه وتمكينها منه لما تريد ، فكأنها تراوده عن أن يسلم إليها إرادته وحكمه فى نفسه .
وقوله ( وَغَلَّقَتِ الأبواب ) أى : أبواب بيت سكناها الذى تبيت فيه بابا فباباً ، قيل : كانت الأبواب سبعة .
والمراد أنها أغلقت جميع الأبواب الموصلة إلى المكان الذى راودته فيه إغلاقا شديدا محكما ، كما يشعر بذلك التضعيف فى " غلّقت " زيادة فى حمله على الاستجابة لها .
ثم أضاقت إلى كل تلك المغريات أنها قالت له : هيت لك ، أى : هأنذا مهيئة لك فأسرع فى الإقبال على . . .
وهذه الدعوة السافرة منها له ، تدل على أنه تلك المرأة كانت قد بلغت النهاية فى الكشف عن رغبتها ، وأنها قد خرجت من المألوف من بنات جنسها ، فقد جرت العادة أن تكون المرأة مطلوبة لا طالبة . . .
و " هيت " اسم فعل أمر بمعنى أقبل وأسرع ، فهى كلمة حض وحث على الفعل ، واللام فى " لك " لزيادة بيان المقصود بالخطاب ، كما فى قولهم : سقيا لك وشكراً لك .
وهى متعلقة بمحذوف فكأنما تقول : إرادتى كائنة لك .
قال الجمل ما ملخصه : " ورد هذه الكلمة قراءات : " هَيتِ " كليت ، و " هِيتَ " كفيل و " هَيتُ " كحيث ، و " هِيئتُ " بكسر الهاء وضم التاء ، و " هِئتَ " بكسر الهاء وفتح التاء .
ثم قال : فالقراءات السبعية خمسة ، وهذه كلها لغات فى هذه الكلمة ، وهى فى كلها اسم فعل بمعنى هلم أى أقبل وتعال .
وقوله - سبحانه - ( قَالَ مَعَاذَ الله إِنَّهُ ربي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون )
بيان لما ردّ به يوس عليها ، بعد أن تجاوزت فى إثارته كل حد .
و "
معاذ " مصدر أضيف إلى لفظ الجلالة ، وهو منصوب بفعل محذوف أى : قال يوسف فى الرد عليها : أعوذ بالله معاذا مما تطلبينه منى ، وأعتصم به اعتصاما مما تحاولينه معى ، فإن ما تطلبينه وتلحين فى طلبه يتنافى مع الدين والمروءة والشرف . . ولا يفعله إلا من خبث منبته ، وساء طبعه ، وأظلم قلبه .وقوله : ( إِنَّهُ ربي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ) تعليل لنفوره مما دعته إليه ، واستعاذ بالله منه .
والضمير فى "
إنه " يصح أن يعود إلى الله - تعالى - فيكون لفظ ربى بمعنى خالقى . والتقدير : قال يوسف فى الرد عليها : معاذ الله أن أفعل الفحشاء والمنكر ، بعد أن أكرمنى الله - تعالى - بما أكرمنى به من النجاة من الجب ، ومن تهيئة الأسباب التى جعلتنى أعيش معززا مكرما ، وإذا كان - سبحانه - قد حبانى كل هذه النعم فيكف ارتكب ما يغضبه؟وجوز بعضهم عودة الضمير فى "
إنه " إلى زوجها ، فيكون لفظ ربى بمعنى سيدى ومالكى ، والتقدير : معاذ الله أن أقابل من اشترانى بماله ، وأحسن منزلى ، وأمرك بإكرامى - بالخيانة له فى عرضه .وفى هذه الجملة الكريمة تذكير لها بألطف أسلوب بحقوق الله - تعالى - وبحقوق زوجها ، وتنبيه لها إلى وجوب الإقلاع عما تريده منه من مواقعتها ، لأنه يؤدى إلى غضب الله وغضب زوجها عليها .
وجملة ( إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون ) تعليل آخر لصدها عما تريده منه .
والفلاح : الظفر وإدراك المأمول .
أى : إن كل من ارتكب ما نهى الله - تعالى - عنه ، تكون عاقبته الخيبة والخسران وعدم الفلاح فى الدنيا والآخرة فكيف تريدين منى أن أكون كذلك؟
هذا ، والمتأمل فى هذه الآية الكريمة يرى أن القرآن الكريم قد قابل دواعى الغواية الثلاث التى جاهرت بها امرأة العزيز والمتمثلة فى المراودة ، وتغليق الأبواب ، وقولها ، هيت لك : بدواعى العفاف الثلاث التى رد بها عليها يوسف ، والمتمثلة فى قوله - كما حكى القرآن عنه - ( مَعَاذَ الله إِنَّهُ ربي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون ) .
- البغوى : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ) يعني : امرأة العزيز . والمراودة : طلب الفعل ، والمراد ها هنا أنها دعته إلى نفسها ليواقعها ( وغلقت الأبواب ) أي : أطبقتها ، وكانت سبعة ( وقالت هيت لك ) أي : هلم وأقبل .
قرأه أهل الكوفة والبصرة : ( هيت لك ) بفتح الهاء والتاء .
وقرأ أهل المدينة والشام : ( هيت ) بكسر الهاء وفتح التاء .
وقرأ ابن كثير : ( هيت ) بفتح الهاء وضم التاء .
وقرأ السلمي وقتادة : ( هئت لك ) بكسر الهاء وضم التاء مهموزا ، يعني : تهيأت لك ، وأنكره أبو عمرو والكسائي وقالا لم يحك هذا عن العرب .
والأول هو المعروف عند العرب .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم ( هيت لك ) .
قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول : هي لغة لأهل حوران رفعت إلى الحجاز معناها [ إلي ] تعال .
وقال عكرمة : هي أيضا بالحورانية هلم .
وقال مجاهد وغيره : هي لغة عربية وهي كلمة حث وإقبال على الشيء .
قال أبو عبيدة : إن العرب لا تثني ( هيت ) ولا تجمع ولا تؤنث ، وإنها بصورة واحدة في كل حال .
( قال ) يوسف لها عند ذلك : ( معاذ الله ) أي : أعوذ بالله وأعتصم بالله مما دعوتني إليه ( إنه ربي ) يريد أن زوجك قطفير سيدي ( أحسن مثواي ) أي : أكرم منزلي . هذا قول أكثر المفسرين .
وقيل : الهاء راجعة إلى الله تعالى ، يريد : أن الله تعالى ربي أحسن مثواي ، أي : آواني ، ومن بلاء الجب عافاني .
( إنه لا يفلح الظالمون ) يعني : إن فعلت هذا فخنته في أهله بعد ما أكرم مثواي فأنا ظالم ، ولا يفلح الظالمون .
وقيل : لا يفلح الظالمون : أي لا يسعد الزناة .
- ابن كثير : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
يخبر تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر ، وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه [ ( وراودته التي هو في بيتها ] عن نفسه ) أي : حاولته على نفسه ، ودعته إليها ، وذلك أنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه ، فحملها ذلك على أن تجملت له ، وغلقت عليه الأبواب ، ودعته إلى نفسها ، ( وقالت هيت لك ) فامتنع من ذلك أشد الامتناع ، ( وقال معاذ الله إنه ربي [ أحسن مثواي ] ) وكانوا يطلقون " الرب " على السيد والكبير ، أي : إن بعلك ربي أحسن مثواي أي : منزلي وأحسن إلي ، فلا أقابله بالفاحشة في أهله ، ( إنه لا يفلح الظالمون ) قال ذلك مجاهد ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم .
وقد اختلف القراء في قراءة : ( هيت لك ) فقرأه كثيرون بفتح الهاء ، وإسكان الياء ، وفتح التاء . وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد : معناه : أنها تدعوه إلى نفسها . وقال علي بن أبي طلحة ، والعوفي ، عن ابن عباس : ( هيت لك ) تقول : هلم لك . وكذا قال زر بن حبيش ، وعكرمة ، والحسن وقتادة .
قال عمرو بن عبيد ، عن الحسن : وهي كلمة بالسريانية ، أي : عليك .
وقال السدي : ( هيت لك ) أي : هلم لك ، وهي بالقبطية .
قال مجاهد : هي لغة عربية تدعوه بها .
وقال البخاري : وقال عكرمة : ( هيت لك ) هلم لك بالحورانية .
وهكذا ذكره معلقا ، وقد أسنده الإمام أبو جعفر بن جرير : حدثني أحمد بن سهيل الواسطي ، حدثنا قرة بن عيسى ، حدثنا النضر بن عربي الجزري ، عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله : ( هيت لك ) قال : هلم لك . قال : هي بالحورانية .
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : وكان الكسائي يحكي هذه القراءة - يعني : ( هيت لك ) - ويقول : هي لغة ، لأهل حوران ، وقعت إلى أهل الحجاز ، معناها : تعال . وقال أبو عبيد : سألت شيخا عالما من أهل حوران ، فذكر أنها لغتهم يعرفها .
واستشهد الإمام ابن جرير على هذه القراءة بقول الشاعر لعلي بن أبى طالب ، رضي الله عنه :
أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتينا إن العراق وأهله
عنق إليك فهيت هيتا
يقول : فتعال واقترب
وقرأ ذلك آخرون : " هئت لك " بكسر الهاء والهمزة ، وضم التاء ، بمعنى : تهيأت لك ، من قول القائل : هئت للأمر أهى هيئة وممن روي عنه هذه القراءة ابن عباس ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو وائل ، وعكرمة ، وقتادة ، وكلهم يفسرها بمعنى : تهيأت لك .
قال ابن جرير : وكان أبو عمرو والكسائي ينكران هذه القراءة . وقرأ عبد الله بن إسحاق هيت " ، " بفتح الهاء وكسر التاء : وهي غريبة .
وقرأ آخرون ، منهم عامة أهل المدينة " هيت " بفتح الهاء ، وضم التاء ، وأنشد قول الشاعر :
ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة : هيت
قال عبد الرزاق : أنبأنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل قال : قال ابن مسعود : قد سمعت القرأة فسمعتهم متقاربين ، فاقرءوا كما علمتم ، وإياكم والتنطع والاختلاف ، فإنما هو كقول أحدكم : " هلم " و " تعال " ثم قرأ عبد الله : ( هيت لك ) فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إن ناسا يقرءونها : " هيت [ لك ] " ؟ فقال عبد الله : إني أقرؤها كما علمت ، أحب إلي
وقال ابن جرير : حدثني ابن وكيع ، حدثنا ابن عيينة ، عن منصور ، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : ( هيت لك ) فقال له مسروق : إن ناسا يقرءونها : " هيت لك " ؟ فقال : دعوني ، فإني أقرأ كما أقرئت ، أحب إلي
وقال أيضا : حدثني المثنى ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة ، عن شقيق ، عن ابن مسعود قال : ( هيت لك ) بنصب الهاء والتاء وبلا همز .
وقال آخرون : " هيت لك " ، بكسر الهاء ، وإسكان الياء ، وضم التاء .
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : " هيت " لا تثنى ولا تجمع ولا تؤنث ، بل يخاطب الجميع بلفظ واحد ، فيقال : هيت لك ، وهيت لك ، وهيت لكما ، وهيت لكم ، وهيت لهن .
- القرطبى : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
قوله تعالى : وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
قوله تعالى : وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وهي امرأة العزيز ، طلبت منه أن يواقعها . وأصل المراودة الإرادة والطلب برفق ولين . والرود والرياد طلب الكلأ ; وقيل : هي من رويد ; يقال : فلان يمشي رويدا ، أي برفق ; فالمراودة الرفق في الطلب ; يقال في الرجل : راودها عن نفسها ، وفي المرأة راودته عن نفسه . والرود التأني ; يقال : أرودني أمهلني .
وغلقت الأبواب غلق للكثير ، ولا يقال : غلق الباب ; وأغلق يقع للكثير والقليل ; كما قال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء :
ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
يقال : إنها كانت سبعة أبواب غلقتها ثم دعته إلى نفسها .
وقالت هيت لك أي هلم وأقبل وتعال ; ولا مصدر له ولا تصريف . قال النحاس : فيها سبع قراءات ; فمن أجل ما فيها وأصحه إسنادا ما رواه الأعمش عن أبي وائل قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ هيت لك قال فقلت : إن قوما يقرءونها " هيت لك " فقال : إنما أقرأ كما علمت . قال أبو جعفر : وبعضهم يقول عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يبعد ذلك ; لأن قوله : إنما أقرأ كما علمت يدل على أنه مرفوع ، وهذه القراءة بفتح التاء والهاء هي الصحيحة من قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وعكرمة ; وبها قرأ أبو عمرو بن العلاء وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي . قال عبد الله بن مسعود : لا تقطعوا في القرآن ; فإنما هو مثل قول أحدكم : هلم وتعال . وقرأ ابن أبي إسحاق النحوي " قالت هيت لك " بفتح الهاء وكسر التاء . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وابن كثير " هيت لك " بفتح الهاء وضم التاء ; قال طرفة :
ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة هيت
فهذه ثلاث قراءات الهاء فيهن مفتوحة . وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع " وقالت هيت لك " بكسر الهاء وفتح التاء . وقرأ يحيى بن وثاب " وقالت هيت لك " بكسر الهاء وبعدها ياء ساكنة والتاء مضمومة . وروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وابن عباس ومجاهد وعكرمة : " وقالت هئت لك " بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة والتاء مضمومة . وعن ابن عامر وأهل الشام : " وقالت هئت " بكسر الهاء وبالهمزة وبفتح التاء ; قال أبو جعفر : " هئت لك " بفتح التاء لالتقاء الساكنين ، لأنه صوت نحو مه وصه يجب ألا يعرب ، والفتح خفيف ; لأن قبل التاء ياء مثل أين وكيف ; ومن كسر التاء فإنما كسرها لأن الأصل الكسر ; لأن الساكن إذا حرك حرك إلى الكسر ، ومن ضم فلأن فيه معنى الغاية ; أي قالت : دعائي لك ، فلما حذفت الإضافة بني على الضم ; مثل حيث وبعد . وقراءة أهل المدينة فيها قولان : أحدهما : أن يكون الفتح لالتقاء الساكنين كما مر . والآخر : أن يكون فعلا من هاء يهيء مثل جاء يجيء ; فيكون المعنى في " هئت " أي حسنت هيئتك ، ويكون " لك " من كلام آخر ، كما تقول : لك أعني . ومن همز وضم التاء فهو فعل بمعنى تهيأت لك ; وكذلك من قرأ " هيت لك " . وأنكر أبو عمرو هذه القراءة ; قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء وضم التاء مهموزا فقال أبو عمرو : باطل ; جعلها من تهيأت ! اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن هل تعرف أحدا يقول هذا ؟ ! وقال الكسائي أيضا : لم تحك " هئت " عن العرب . قال عكرمة : " هئت لك " أي تهيأت لك وتزينت وتحسنت ، وهي قراءة غير مرضية ; لأنها لم تسمع في العربية . قال النحاس : وهي جيدة عند البصريين ; لأنه يقال : هاء الرجل يهاء ويهيء هيأة فهاء يهيء مثل جاء يجيء وهئت مثل جئت . وكسر الهاء في " هيت " لغة لقوم يؤثرون كسر الهاء على فتحها . قال الزجاج : أجود القراءات " هيت " بفتح الهاء والتاء ; قال طرفة :
ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة هيت
بفتح الهاء والتاء . وقال الشاعر في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتيتا
إن العراق وأهله سلم إليك فهيت هيتا
قال ابن عباس والحسن : " هيت " كلمة بالسريانية تدعوه إلى نفسها . وقال السدي : معناها بالقبطية هلم لك . قال أبو عبيد : كان الكسائي يقول : هي لغة لأهل حوران وقعت إلى أهل الحجاز معناه تعال ; قال أبو عبيد : فسألت شيخا عالما من حوران فذكر أنها لغتهم ; وبه قال عكرمة . وقال مجاهد وغيره : هي لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها ، وهي كلمة حث وإقبال على الأشياء ; قال الجوهري : يقال هوت به وهيت به إذا صاح به ودعاه ; قال :
قد رابني أن الكري أسكتا لو كان معنيا بها لهيتا
أي صاح ; وقال آخر :
يحدو بها كل فتى هيات
قوله تعالى : قال معاذ الله أي أعوذ بالله وأستجير به مما دعوتني إليه ; وهو مصدر ، أي أعوذ بالله معاذا ; فيحذف المفعول وينتصب المصدر بالفعل المحذوف ، ويضاف المصدر إلى اسم الله كما يضاف المصدر إلى المفعول ، كما تقول : مررت بزيد مرور عمرو أي كمروري بعمرو .
إنه ربي يعني زوجها ، أي هو سيدي أكرمني فلا أخونه ; قاله مجاهد وابن إسحاق والسدي . وقال الزجاج : أي إن الله ربي تولاني بلطفه ، فلا أرتكب ما حرمه . إنه لا يفلح الظالمون وفي الخبر أنها قالت له : يا يوسف ! ما أحسن صورة وجهك ! قال : في الرحم صورني ربي ; قالت : يا يوسف ما أحسن شعرك ! قال : هو أول شيء يبلى مني في قبري ; قالت : يا يوسف ! ما أحسن عينيك ؟ قال : بهما أنظر إلى ربي . قالت : يا يوسف ! ارفع بصرك فانظر في وجهي ، قال : إني أخاف العمى في آخرتي . قالت يا يوسف ! أدنو منك وتتباعد مني ؟ ! قال : أريد بذلك القرب من ربي . قالت : يا يوسف ! القيطون فرشته لك فادخل معي ، قال : القيطون لا يسترني من ربي . قالت : يا يوسف ! فراش الحرير قد فرشته لك ، قم فاقض حاجتي ، قال : إذا يذهب من الجنة نصيبي ; إلى غير ذلك من كلامها وهو يراجعها ; إلى أن هم بها .
وقد ذكر بعضهم ما زال النساء يملن إلى يوسف ميل شهوة حتى نبأه الله ، فألقى عليه هيبة النبوة ; فشغلت هيبته كل من رآه عن حسنه . واختلف العلماء في همه . ولا خلاف أن همها كان المعصية ، وأما يوسف فهم بها لولا أن رأى برهان ربه ولكن لما رأى البرهان ما هم ; وهذا لوجوب العصمة للأنبياء ; قال الله تعالى : كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين فإذا في الكلام تقديم وتأخير ; أي لولا أن رأى برهان ربه هم بها . قال أبو حاتم : كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة فلما أتيت على قوله :
- الطبرى : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وراودت امرأة العزيز، وهي التي كان يوسفُ في بيتها [ يوسفَ ] عن نفسه، (1) أن يواقعها، كما: -
18964 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: ولما بلغ أشدَّه، راودته التي هو في بيتها عن نفسه، امرأة العزيز.
18965 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو , قال: حدثنا أسباط , عن السدي: (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) قال: أحبته.
18966 - .... قال: وحدثني أبي , عن إسرائيل , عن أبي حصين , عن سعيد بن جبير , قال: قالت: تعالَهْ.
* * *
وقوله: (وغلقت الأبواب)، يقول: وغلقت المرأة أبواب البيوت عليها وعلى يوسف، لما أرادت منه وراودته عليه , بابًا بعد باب.
* * *
وقوله: (وقالت هيت لك)، اختلفت القرأة في قراءة ذلك . فقرأته عامة قرأة الكوفة والبصرة: (هَيْتَ لَكْ) بفتح , الهاء والتاء , بمعنى: هلمَّ لك، وادن وتقرَّب , كما قال الشاعر لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه: (2)
أَبْلِــــغْ أَمِــــيرَ الْمُـــؤْمِنِينَ
أَخَــــا العِـــرَاقِ إذَا أَتَيْنَـــا
أَنَّ العِــــــرَاقَ وَأَهْلَــــــهُ
عُنُـــقٌ إِلَيْـــكَ فَهَيْــتَ هَيْتَــا (3)
يعني: تعال واقرب.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك تأوّله من قرأه كذلك:
18967 - حدثني محمد بن عبد الله المخرمي , قال: حدثنا أبو الجواب , قال: حدثنا عمار بن رزيق , عن الأعمش , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: (هيت لك) قال: هلمَّ لك. (4)
18968- حدثني المثنى , قال: حدثنا عبد الله بن صالح , قال: حدثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله: (هيت لك) قال: هلم لك.
18969 - حدثني محمد بن سعد , قال: حدثني أبي , قال: حدثني عمي , قال:حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قال: (هيت لك) تقول: هلمّ لك.
18970 - حدثني المثنى , قال: حدثنا حجاج , قال: حدثنا حماد , عن عاصم بن بهدلة , عن زرّ بن حبيش , أنه كان يقرأ هذا الحرف: (هيتَ لك) نصبًا، أي: هلم لك.
18971 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال:حدثني حجاج , قال: قال ابن جريج , قال ابن عباس , قوله: (هيت لك) قال: تقول: هلم لك.
18972 - حدثني أحمد بن سهيل الواسطي , قال: حدثنا قرة بن عيسى , قال: حدثنا النضر بن عربيّ الجزري , عن عكرمة , مولى ابن عباس , في قوله: (هيت لك) قال: هلم لك ، قال: هي بالحَوْرانية. (5)
18973 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله: (وقالت هيت لك) قال الحسن: يقول: هلم لك.
18974 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة , عن الحسن: (هيت لك) يقول بعضهم: هلم لك.
18975 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي: (وقالت هيت لك) قال: هلم لك ، وهي بالقبطية.
18976 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء , عن عمرو , عن الحسن: (هيت لك) قال: كلمة بالسريانية، أي: عليك.
18977 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب , عن سعيد , عن قتادة , عن الحسن: (هيت لك) قال: هلمَّ لك.
18978 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا خلف بن هشام , قال: حدثنا محبوب , عن قتادة , عن الحسن: (هيت لك) قال: هلم لك.
18979 - ... قال: حدثنا عفان , قال: حدثنا حماد , عن عاصم , عن زرّ: (هيت لك) ، أي: هلم.
18980 - حدثني الحارث , قال: حدثنا عبد العزيز , قال: حدثنا الثوري , قال: بلغني في قوله: (هيت لك) قال: هلم لك.
18981 - حدثنا أحمد بن يوسف , قال: حدثنا أبو عبيد , قال: حدثنا علي بن عاصم , عن خالد الحذاء , عن عكرمة , عن ابن عباس أنه قرأ: (هيت لك) وقال: تدعوه إلى نفسها .
18982 - حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قول الله تعالى: (هيت لك) قال: لغة عربية، تدعُوه بها .
18983 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله ، إلا أنه قال: لغة بالعربية، تدعوه بها إلى نفسها .
18984 - حدثنا الحسن , قال: حدثنا شبابة , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثل حديث محمد بن عمرو سواء .
18985 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد , مثله .
18986 - حدثنا أحمد بن يوسف , قال: حدثنا القاسم , قال: حدثنا هشيم , عن يونس , عن الحسن: (هيت لك) بفتح الهاء والتاء , وقال: تقول: هلم لك.
18987 - حدثني الحارث قال: قال أبو عبيد: كان الكسائي يحكيها ، يعني: (هيت لك) قال: وقال: وهي لغة لأهل حوران وقعت إلى الحجاز , معناها: " تعال " . قال: وقال أبو عبيدة: سألت شيخًا عالمًا من أهل حوران , فذكر أنها لغتُهم، يعرفها.
18988 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (هيت لك) قال: تعال.
18989 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (وقالت هيت لك) قال: هلمَّ لك، إليَّ.
* * *
وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين: " وَقَالَتْ هِئْتُ لَكَ" بكسر الهاء، وضم التاء، والهمزة , بمعنى: تهيَّأت لك , من قول القائل: " هئت للأمر أهِيء هَيْئَةً".
وممن روي ذلك عنه ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وجماعة غيرهما .
18990 - حدثنا أحمد بن يوسف , قال: حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحجاج , عن هارون , عن أبان العطار , عن قتادة: أن ابن عباس قرأها كذلك، مكسور الهاء، مضمومة التاء . قال أحمد: قال أبو عبيدة: لا أعلمها إلا مهموزة.
18991 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب , عن أبان العطار , عن عاصم , عن أبي عبد الرحمن السلمي: " هِئْتُ لَكَ" أي: تهيأت لك.
18992 - .... قال: حدثنا عبد الوهاب , عن سعيد , عن قتادة , عن عكرمة , مثله .
18993 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة , قال: كان عكرمة يقول: تهيأت لك.
18994 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة , قال: " هِئْتُ لَكَ" قال عكرمة: تهيأت لك .
18995 - حدثني المثنى , قال: حدثنا الحجاج , قال: حدثنا حماد , عن عاصم بن بهدلة , قال: كان أبو وائل يقول: " هِئْتُ لَكَ": أي تهيأت لك. وكان أبو عمرو بن العلاء والكسائي ينكران هذه القراءة .
18996 - حدثت عن علي بن المغيرة , قال: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: شهدت أبا عمرو وسأله أبو أحمد ، أو أحمد ، وكان عالما بالقرآن (6) [وكان لألاء، ثم كبر، فقعد في بيته، فكان يؤخذ عنه القرآن، ويكون مع القضاة، فسأله] عن قول من قال: " هِئْتُ لَكَ" بكسر الهاء، وهمز الياء. فقال: أبو عمرو: [سى] (7) إي: باطل، جعلها ," فعلت " من " تهيأت " , فهذا الخندق، (8) فاستعرض العربَ حتى تنتهي إلى اليمن , هل تعرف أحدًا يقول: " هئت لك "؟ (9)
18997 - حدثني الحارث , قال: حدثنا القاسم , قال: لم يكن الكسائي يحكي &; 16-30 &; " هئت لك " عن العرب.
* * *
وقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة: " هِيتَ لَكَ" بكسر الهاء، وتسكين الياء، وفتح التاء.
* * *
وقرأه بعض المكيين: " هَيْتُ لَكَ" بفتح الهاء، وتسكين الياء، وضم التاء.
* * *
وقرأه بعض البصريين , وهو عبد الله بن إسحاق: " هَيْتِ لَكَ" بفتح الهاء، وكسر التاء.
* * *
وقد أنشد بعض الرواة بيتًا لطرفة بن العبد في" هيت " بفتح الهاء، وضم التاء , وذلك:
لَيْسَ قَــومِي بِــالأبْعَدِينَ إذَا مَــا
قَــالَ دَاعٍ مِــنَ الْعَشِــيرَةِ هَيْـتُ (10)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءة في ذلك , قراءة من قرأه: (هَيْتَ لَكَ) بفتح الهاء والتاء , وتسكين الياء , لأنها اللغة المعروفة في العرب دون غيرها , وأنها فيما ذُكِر قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
18998 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال: أخبرنا عبد الرزاق , قال: أخبرنا الثوري , عن الأعمش , عن أبي وائل , قال ابن مسعود: قد سمعت القرأة، فسمعتهم متقاربين , فاقرءوا كما عُلِّمتم , وإياكم والتنطع والاختلاف , فإنما هو كقول أحدكم: " هلم " و " تعال " . ثم قرأ عبد الله: (هَيْتَ لَكَ) فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إن ناسًا يقرءونها: " هَيْتُ لَكَ" فقال عبد الله: إني أقرؤها كما عُلِّمْت، أحبُّ إليَّ. (11)
18999 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا جرير , عن الأعمش , عن أبي وائل , قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ هذه الآية: ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ) قال: فقالوا له: ما كنا نقرؤها إلا " هَيْتُ لَكَ" ، فقال عبد الله: إنّي أقرؤها كما عُلِّمت، أحبُّ إليّ. (12)
19000 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا ابن عيينة , عن منصور , عن أبي وائل , قال: قال عبد الله: (هَيْتَ لَكَ) فقال له مسروق: إن ناسًا يقرءونها: " هَيْتُ لَكَ" فقال: دعوني , فإني أقرأ كما أقرئت أحبُّ إليّ. (13)
19001 - حدثني المثنى , قال: حدثنا آدم العسقلاني , قال: حدثنا شعبة , عن الأعمش , عن شقيق , عن ابن مسعود قال: (هَيْتَ لَكَ) بنصب الهاء، والتاء، وبلا همز. (14)
* * *
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى: أنَّ العرب لا تثني" هيت " ولا تجمع ولا تؤنث، (15) وأنها تصوره في كل حال،, وإنّما يتبين العدد بما بعد , وكذلك التأنيث والتذكير. وقال: تقول للواحد: " هيت لك " , وللإثنين: " هيت لكما " , وللجمع: " هيت لكم " , وللنساء: " هيت لكن ". (16)
* * *
وقوله: (قال معاذ الله) يقول جل ثناؤه: قال يوسف إذ دعته المرأة &; 16-32 &; إلى نفسها، وقالت له: " هلم إلي": أعتصم بالله من الذي تدعوني إليه، واستجير به منه. (17)
* * *
وقوله: (إنه ربي أحسن مثواي) يقول: إن صاحبك وزوجك سيدي، (18) كما: -
19002 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي: (معاذ الله إنه ربي) قال: سيدي.
19003 - .... قال: حدثنا ابن نمير , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح: (إنه ربي) قال: سيدي.
19004 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا شبابة , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19005 - حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19006 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19007 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال:حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد: (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) قال: سيدي ، يعني: زوج المرأة.
19008 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (قال معاذ الله إنه ربي) يعني: إطفير. يقول: إنه سيدي.
* * *
وقوله: (أحسن مثواي) يقول: أحسن منـزلتي، وأكرمني وائتمنني , فلا أخونه، (19) كما:-
19009 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: (أحسن مثواي) أمنني على بيته وأهله.
19010 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو , قال: حدثنا أسباط , عن السدي: (أحسن مثواي) فلا أخونه في أهله.
19011 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد: (أحسن مثواي) قال: يريد يوسف سيدَه زوجَ المرأة.
* * *
وقوله: (إنه لا يفلح الظالمون) يقول: إنه لا يدرك البقاء , ولا ينجح من ظلم، (20) ففعل ما ليس له فعله. وهذا الذي تدعوني إليه من الفجور، ظلم وخيانة لسيدي الذي ائتمنني على منـزله، كما:-
19012 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (إنه لا يفلح الظالمون) قال: هذا الذي تدعوني إليه ظلم , ولا يفلح من عمل به.
* * *
----------------------
الهوامش:
(1) الزيادة بين القوسين ، لا يستقيم الكلام إلا بها .
(2) لم أعرف الآن قائله .
(3) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 305 ، واللسان ( هيت ) ، ( عنق ) . وقوله :" عنق إليك" أي مائلون إليك ، كأنهم لووا أعناقهم إليك شوقًا أو ترقبًا .
(4) الأثر : 18967 -" محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي" ، شيخ الطبري سلف مرارًا .
" أبو الجواب" ، هو" الأحوص بن جواب الضبي" ، روى عن سفيان الثوري ، وسعير ابن الخمس ، وعمار بن رزيق ، وغيرهم . كان ثقة ، وربما وهم . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 59 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 328 .
" وعمار بن رزيق الضبي" ،" أبو الأحوص" ، ثقة مضى برقم : 10191 .
(5) الأثر : 18972 -" أحمد بن سهيل الواسطي" شيخ الطبري . قال الحاكم :" في حديثه بعض المناكير" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : حدثنا عنه حبيش بن عبد الله النهشلي بواسط . مترجم في ميزان الاعتدال 1 : 48 ، ولسان الميزان 1 : 185 .
وأما" قرة بن عيسى" فلم أجد من يسمى بهذا الاسم . ولكن الذي يروي عن" النضر بن عربي" هو :" بشر بن عبيس بن مرحوم العطار" ، مترجم في التهذيب وابن أبي حاتم 1 / 1 / 362 .
وأما" النضر بن عربي الجزري الباهلي" ثقة لا بأس به ، مضى برقم : 1307 ، 5864 ، وكان في المطبوعة" النضر بن علي الجزري" ، غير ما في المخطوطة وأساء .
(6) هذه الزيادة بين القوسين ، من كتاب أبي عبيدة ، مجاز القرآن 1 : 305 . وقوله" لألاء" ، هو بائع اللؤلؤ ، ويقال أيضًا :" لأء" و لأل" ( بتشديد الهمزة بعد هاء ألف ) على وزن" نجار" .
(7) هكذا رسم الكلمة في المخطوطة ، وف المطبوعة"
ينسى" ، وفي مجاز القرآن" بنسى" ، ( بكسر النون ، وسكون الباء ، وكسر السين ، بعدها ياء ) ، وأنا في شك من ذلك كله ، وأخشى أن تكون" بسبس" ( بفتح فسكون ففتح ) و" البسبس" ، الباطل ، و" البسابس" مثله .(8) "
الخندق" ، هو خندق سابور ، حفره من مدينة" هيت" ، يشق طف البادية إلى كاظمة ، مما يلي البصرة ، وجعل عليه المسالح . وشرحه أبو عبيدة في المجاز شرحًا وافيًا ، فراجعه هناك .(9) الأثر : 18996 - هو نص كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن 1 : 305 - 306 .
(10) لم أجد البيت في مكان آخر .
(11) الأثر : 18998 - هذا إسناد صحيح ، مر تفسير مثله مرارًا ، وسيأتي من طرق مختصرًا . وهذا الخبر رواه البخاري في صحيحه (الفتح 8: 274، 275،) ، مختصرا. ورواه أبو داود أيضًا مختصرا في سننه 4 : 52 ، 53 برقم : 4004 ، 4005 . ورواه أبو جعفر فيما سلف من طرق أخرى ، مختصرًا ، ليس فيه"
هيت لك"، برقم : 48 ، في أول الكتاب . وفصل الحافظ ابن حجر في الفتح ، الكلام فيه بما لا مزيد عليه .(12) الأثر : - 18999 - مكرر الأثر السالف ، مختصرًا .
(13) الأثر : - 19000 - مكرر الأثرين السالفين ، من طريق أخرى صحيحة ، مختصر .
(14) الأثر : 19001 - مختصر الآثار السالفة ، من طريق صحيحة .
(15) في المطبوعة :"
هيت لك" ، وأثبت ما في المخطوطة .(16) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 305 .
(17) انظر تفسير"
عاذ" فيما سلف 15 : 352 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .(18) انظر تفسير"
الرب" فيما سلف 1 : 141 ، 142 / 12 : 385 ، 386 ، وغيرهما في فهارس اللغة ( ربب ) .(19) انظر تفسير"
المثوى" فيما سلف ص : 18 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .(20) انظر تفسير"
الفلاح" فيما سلف 15 : 156 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك . - ابن عاشور : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
عطف قصة على قصة ، فلا يلزم أن تكون هذه القصة حاصلة في الوجود بعد التي قبلها . وقد كان هذا الحادث قبل إيتائه النبوءة لأن إيتاء النبوءة غلب أن يكون في سن الأربعين . والأظهر أنه أوتي النبوءة والرسالة بعد دخول أهله إلى مصر وبعد وفاة أبيه . وقد تعرضت الآيات لتقرير ثبات يوسف عليه السّلام على العفاف والوفاء وكرم الخلق .
فالمراودة المقتضية تكرير المحاولة بصيغة المفاعلة ، والمفاعلة مستعملة في التكرير . وقيل : المفاعلة تقديرية بأن اعتبر العمل من جانب والممانعة من الجانب الآخر من العمل بمنزلة مقابلة العمل بمثله . والمراودة : مشتقة من راد يرود ، إذا جاء وذهب . شبه حال المحاول أحداً على فعل شيء مكرراً ذلك . بحال من يذهب ويجيء في المعاودة إلى الشيء المذهوب عنه ، فأطلق راود بمعنى حاول .
و { عن } للمجاوزة ، أي راودته مباعدة له عن نفسه ، أي بأن يجعل نفسه لها . والظاهر أن هذا التركيب من مبتكرات القرآن ، فالنفس هنا كناية عن غرض المواقعة ، قاله ابن عطية ، أي فالنفس أريد بها عفافه وتمكينها منه لما تريد ، فكأنها تراوده عن أن يسلم إليها إرادته وحكمه في نفسه .
وأما تعديته ب ( على ) فذلك إلى الشيء المطلوب حصوله . ووقع في قول أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم يراود عمه أبا طالب على الإسلام : وفي حديث الإسلاء «فقال له موسى : قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه» .
والتعبير عن امرأة العزيز بطريق الموصولية في قوله : { التي هو في بيتها } لقصد ما تؤذن به الصلة من تقرير عصمة يوسف عليه السّلام لأن كونه في بيتها من شأنه أن يطوّعه لمرادها .
و { بيتها } بيت سكناها الذي تبيت فيه . فمعنى { هو في بيتها } أنه كان حينئذٍ في البيت الذي هي به ، ويجوز أن يكون المراد بالبيت : المنزل كله ، وهو قصر العزيز . ومنه قولهم : ربة البيت ، أي زوجة صاحب الدار ويكون معنى { هو في بيتها } أنه من جملة أتباع ذلك المنزل .
وغلق الأبواب : جَعْل كل باب سادّاً للفرجة التي هو بها .
وتضعيف { غلّقت } لإفادة شدة الفعل وقوته ، أي أغلقت إغلاقاً محكماً .
والأبواب : جمع باب . وتقدم في قوله تعالى : { ادخلوا عليهم الباب } [ سورة المائدة : 23 ].
و { هَيتَ } اسم فعل أمر بمعنى بَادرْ . قيل أصلها من اللغة الحَوْرانية ، وهي نبطية . وقيل : هي من اللغة العبرانية .
واللام في { لك } لزيادة بيان المقصود بالخطاب ، كما في قولهم : سقياً لك وشكراً لك . وأصله : هيتَك . ويظهر أنها طلبت منه أمراً كان غير بدع في قصورهم بأن تستمتع المرأة بعبدها كما يستمتع الرجل بأمته ، ولذلك لم تتقدم إليه من قبل بترغيب بل ابتدأته بالتمكين من نفسها .
وسيأتي لهذا ما يزيده بياناً عند قوله تعالى : { قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً }.
وفي { هيت } لغات . قَرأ نافع ، وابن ذكوان عن ابن عامر ، وأبو جعفر بكسر الهاء وفتح المثناة الفوقية . وقرأه ابن كثير بفتح الهاء وسكون التحتية وضم الفوقية . وقرأه الباقون بفتح الهاء وسكون التحتية وضم التاء الفوقية ، والفتحة والضمة حركتا بناء .
و { مَعاذ } مصدر أضيف إلى اسم الجلالة إضافة المصدر إلى معموله . وأصله : أعوذ عَوذاً بالله ، أي أعتصم به مما تحاولين . وسيأتي بيانه عند قوله : { قال معاذ الله أن نأخذ } [ سورة يوسف : 79 ] في هذه السورة .
و ( إنّ ) مفيدة تعليل ما أفاده { معاذ الله } من الامتناع والاعتصام منه بالله المقتضي أن الله أمر بذلك الاعتصام .
وضمير { إنه } يجوز أن يعود إلى اسم الجلالة ، ويكون { ربي } بمعنى خالقي . ويجوز أن يعود إلى معلوم من المقام وهو زوجها الذي لا يرضى بأن يمسها غيره ، فهو معلوم بدلالة العرف ، ويكون { ربي } بمعنى سيدي ومالكي .
وهذا من الكلام الموجّه توجيهاً بليغاً حكي به كلام يوسف عليه السّلام إمّا لأن يوسف عليه السّلام أتى بمثل هذا التركيب في لغة القِبط ، وإما لأنه أتى بتركيبين عُذرين لامتناعه فحكاهما القرآن بطريقة الإيجاز والتوجيه .
وأياً ما كان فالكلام تعليل لامتناعه وتعريض بها في خيانة عهدها .
وفي هذا الكلام عبرة عظيمة من العفاف والتقوى وعصمة الأنبياء قبل النبوءة من الكبائر .
وذُكِرَ وصف الرب على الاحتمالين لما يؤذن به من وجوب طاعته وشكره على نعمة الإيجاد بالنسبة إلى الله ، ونعمة التربية بالنسبة لمولاه العزيز .
وأكدَ ذلك بوصفه بجملة { أحسن مثواي } ، أي جعل آخرتي حسنى ، إذ أنقذني من الهلاك ، أو أكرم كفالتي . وتقدم آنفاً تفسير المثوى .
وجملة { إنه لا يفلح الظالمون } تعليل ثان للامتناع . والضمير المجعول اسماً ل ( إن ) ضميرُ الشأن يفيد أهمية الجملة المجعولة خبراً عنه لأنها موعظة جامعة . وأشار إلى أن إجابتها لما راودته ظلم ، لأن فيها ظلم كليهما نفسه بارتكاب معصية مما اتفقت الأديان على أنها كبيرة ، وظلم سيده الذي آمنه على بينه وآمنها على نفسها إذ اتخذها زوجاً وأحصنها .
- إعراب القرآن : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
«وَراوَدَتْهُ» الواو استئنافية وماض ومفعوله والتاء للتأنيث والجملة مستأنفة «الَّتِي» اسم موصول فاعل «هُوَ» مبتدأ «فِي بَيْتِها» متعلقان بالخبر المحذوف والجملة صلة لا محل لها «وَغَلَّقَتِ» الواو عاطفة وماض فاعله مستتر والتاء للتأنيث «الْأَبْوابَ» مفعول به والجملة معطوفة «هَيْتَ» اسم فعل أمر وفاعله مستتر «لَكَ» متعلقان بهيت والجملة مقول القول «قالَ» ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «مَعاذَ» مفعول مطلق لفعل محذوف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «إِنَّهُ رَبِّي» إن واسمها وخبرها والياء مضاف إليه والجملة وما قبلها مقول القول «أَحْسَنَ مَثْوايَ» ماض وفاعله مستتر ومثواي مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه والجملة في محل رفع خبر ثان لإن «إِنَّهُ» إن واسمها والجملة مستأنفة «لا» نافية «يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» مضارع وفاعله المرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة خبر إنه
- English - Sahih International : And she in whose house he was sought to seduce him She closed the doors and said "Come you" He said "[I seek] the refuge of Allah Indeed he is my master who has made good my residence Indeed wrongdoers will not succeed"
- English - Tafheem -Maududi : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(12:23) Now the woman in whose house he was began to tempt him, and one day she closed the doors and said, "Come here." Joseph replied, "May Allah protect me from this! My Lord has given me a good abode: (and should I, then, misbehave like this?) Such workers of iniquity never fare well. " *21
- Français - Hamidullah : Or celle [Zulikha] qui l'avait reçu dans sa maison essaya de le séduire Et elle ferma bien les portes et dit Viens je suis prête pour toi - Il dit Qu'Allah me protège C'est mon maître qui m'a accordé un bon asile Vraiment les injustes ne réussissent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenige in deren Haus er war versuchte ihn zu verführen' Sie schloß die Türen ab und sagte "Da bin ich für dich" Er sagte "Allah schütze mich davor Er mein Herr hat mir einen schönen Aufenthalt bereitet Gewiß den Ungerechten wird es nicht wohl ergehen"
- Spanish - Cortes : La señora de la casa en que estaba José le solicitó Cerró bien las puertas y dijo ¡Ven acá Dijo él ¡Alá me libre Él es mi señor y me ha procurado una buena acogida Los impíos no prosperarán
- Português - El Hayek : A mulher em cuja casa se alojara tentou seduzilo; fechou as portas e lhe disse Agora vem Porém ele disse Amparome em Deus Ele o marido é meu amo e acolheume condignamente Em verdade os iníquos jamais prosperarão
- Россию - Кулиев : Женщина в доме которой он жил стала соблазнять его заперла двери и сказала Иди ко мне Он сказал Упаси Аллах Ведь он - мой господин обеспечивший мне прекрасную жизнь Воистину беззаконники не преуспеют
- Кулиев -ас-Саади : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
Женщина, в доме которой он жил, стала соблазнять его, заперла двери и сказала: «Иди ко мне». Он сказал: «Упаси Аллах! Ведь он - мой господин, обеспечивший мне прекрасную жизнь. Воистину, беззаконники не преуспеют».- Turkish - Diyanet Isleri : Evinde bulunduğu kadın onu kendine çağırdı kapıları sıkı sıkı kapadı ve "gelsene" dedi Yusuf "Günah işlemekten Allah'a sığınırım doğrusu senin kocan benim efendimdir; bana iyi baktı Haksızlık yapanlar şüphesiz başarıya ulaşamazlar" dedi
- Italiano - Piccardo : Avvenne che colei nella cui casa egli si trovava s'innamorò di lui Chiuse le porte e gli disse “Accostati a me” Disse “Che Allah non voglia Il mio padrone mi ha dato buona accoglienza gli ingiusti non prospereranno”
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئهو ئافرهتهی که یوسف له ماڵیدا بوو ههوڵیدا یوسف له خشته ببات و دڵی ڕابکێشێت بۆ لای خۆی ههموو دهرگاکانیشی داخست و وتی وهره پێشهوه و خۆت ئاماده بکه یوسف وتی پانا دهگرم به خوا کاری واناکهم چونکه پهروهردگارم دهرووی لێ کردوومهتهوه ههروهها مێردهکهشت چاك ڕهفتارر بووه لهگهڵمدا چۆن خیانهتی لێ دهکهم و چونکه من دڵنیام ستهمکاران سهرفراز نابن
- اردو - جالندربرى : تو جس عورت کے گھر میں وہ رہتے تھے اس نے ان کو اپنی طرف مائل کرنا چاہا اور دروازے بند کرکے کہنے لگی یوسف جلدی او۔ انہوں نے کہا کہ خدا پناہ میں رکھے وہ یعنی تمہارے میاں تو میرے اقا ہیں انہوں نے مجھے اچھی طرح سے رکھا ہے میں ایسا ظلم نہیں کرسکتا بےشک ظالم لوگ فلاح نہیں پائیں گے
- Bosanski - Korkut : I poče da ga na grijeh navodi ona u čijoj je kući bio pa pozaključa sva vrata i reče "Hodi" – "Sačuvaj Bože" – uzviknu on – "vlasnik me moj lijepo pazi; a oni koji dobro uzvrate zlim neće nikad uspjeti"
- Swedish - Bernström : Men [det hände sig att] kvinnan i vars hus han bodde försökte förföra honom; hon reglade dörrarna och sade "Kom nu till mig" [Josef] svarade "Gud är mitt fäste Min husbonde har behandlat mig väl och den som begår sådan orätt kommer att råka illa ut"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan wanita Zulaikha yang Yusuf tinggal di rumahnya menggoda Yusuf untuk menundukkan dirinya kepadanya dan dia menutup pintupintu seraya berkata "Marilah ke sini" Yusuf berkata "Aku berlindung kepada Allah sungguh tuanku telah memperlakukan aku dengan baik" Sesungguhnya orangorang yang zalim tiada akan beruntung
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
(Dan wanita, yang Yusuf tinggal di rumahnya menggoda Yusuf) yaitu Zulaikha (untuk menundukkan dirinya kepadanya) yakni ia meminta kepada Yusuf supaya mau memenuhi kehendaknya (dan dia menutup pintu-pintu) rumah (seraya berkata) kepada Yusuf ("Marilah ke sini.") artinya kemarilah; huruf lam dari lafal haitalak bermakna tabyin atau untuk menjelaskan. Menurut qiraat dibaca dengan dikasrahkan huruf ha-nya, sehingga bacaannya menjadi hiitalak. Sedangkan menurut qiraat lainnya dapat dibaca haytulak dengan mendamahkan huruf ta-nya. (Yusuf berkata, "Aku berlindung kepada Allah) artinya aku berlindung kepada Allah dari perbuatan itu (sesungguhnya dia) artinya orang yang telah membelinya (adalah tuanku) majikanku (telah memperlakukan aku dengan baik) telah berlaku baik terhadap diriku maka aku tidak akan mengkhianatinya dengan berlaku tidak baik terhadap istrinya (sesungguhnya) pada kenyataannya (orang-orang yang lalim tiada akan beruntung) yang dimaksud adalah orang-orang yang suka berzina.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর সে যে মহিলার ঘরে ছিল ঐ মহিলা তাকে ফুসলাতে লাগল এবং দরজাসমূহ বন্ধ করে দিল। সে মহিলা বললঃ শুন তোমাকে বলছি এদিকে আস সে বললঃ আল্লাহ রক্ষা করুন; তোমার স্বামী আমার মালিক। তিনি আমাকে সযত্নে থাকতে দিয়েছেন। নিশ্চয় সীমা লংঘনকারীগণ সফল হয় না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர் எந்தப் பெண்ணின் வீட்டில் இருந்தாரோ அவள் அவர்மீது விருப்பங்கொண்டு கதவுகளைத் தாழிட்டுக் கொண்டு தன் விருப்பதிற்கு இணங்குமாறு "வாரும்" என்று அழைத்தாள் அதற்கு அவர் மறுத்து "அல்லாஹ் இத்தீய செயலிலிருந்து என்னைக் காத்தருள்வானாக் நிச்சயமாக உன் கணவர் என் எஜமானர் என் இடத்தை அழகாக கண்ணியமாக வைத்திருக்கிறார் அநியாயம் செய்பவர்கள் நிச்சயமாக வெற்றி பெற மாட்டார்கள்" என்று சொன்னார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และนางได้ยั่วยวนเขาโดยที่เขาอยู่ในบ้านของนาง และนางได้ปิดประตูอย่างแน่นและกล่าวว่า”มานี่ซิ“ เขากล่าวว่า “ฉันขอความคุ้มครองต่ออัลลอฮ์ แท้จริงเขาเป็นนายของฉัน ให้ที่พักพิงที่ดียิ่งแก่ฉัน แท้จริงบรรดาผู้อธรรมจะไม่บรรลุความสำเร็จ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У уйида бўлган аёл ундан нафсини хоҳлади Эшикларни беркитиб Бу ёққа кел деди У Аллоҳ сақласин Ахир у жойимни яхшилаб берган хўжамку Албатта золимлар нажот топмаслар деди Яъни бундай ҳаром ишни қилишдан Аллоҳ сақласин демоқда Кейин у яхшиликни унутадиган одам ҳам эмас Шунинг учун ҳам ахир у яъни уй эгаси–хотиннинг эри жойимни яхшилаб берган хўжамку деди Менга шунча яхшилик қилган инсонга хиёнат этиб хотинининг гапига кириб фаҳш иш қиламанми Агар шундай қиладиган бўлсам золимлардан бўламан
- 中国语文 - Ma Jian : 他的女主人,把所有的门都紧紧地关闭起来,然后,勾引他说:快来(拥抱)我啊!他说:求真主保佑我!他是我的主,他已优待了我。不义的人必定不会成功。
- Melayu - Basmeih : Dan perempuan yang Yusuf tinggal di rumahnya bersungguhsungguh memujuk Yusuf berkehendakkan dirinya; dan perempuan itupun menutup pintupintu serta berkata "Marilah ke mari aku bersedia untukmu" Yusuf menjawab "Aku berlindung kepada Allah dari perbuatan yang keji itu; sesungguhnya Tuhanku telah memuliharaku dengan sebaikbaiknya; sesungguhnya orangorang yang zalim tidak akan berjaya"
- Somali - Abduh : Waxaa dalbatay naftiisa tii uu joogay gurigeeda waxayna xidhay albaabyadii waxayna ku tidhi kaalay wuxuuna yidhi magan gal Ilaah illeen waa Sayidkaygii wuxuu wanaajiyay horgaygee mana Liibaanaan daalimiintu
- Hausa - Gumi : Kuma wadda yake a cikin ɗãkinta ta nẽme shi ga kansa kuma ta kukkulle ƙõfõfi kuma ta ce "Yã rage a gare ka" ya ce "Ina neman tsarin Allah Lalle shĩne Ubangijina Yã kyautata mazaunina Lalle ne shĩ mãsu zãlunci ba su cin nasara"
- Swahili - Al-Barwani : Na yule bibi wa nyumba aliyo kuwamo Yusuf alimtamani kinyume cha nafsi yake na akafunga milango Akamwambia Njoo Yusuf akasema Audhubillahi Najikinga na Mwenyezi Mungu Huyu bwana wangu kaniweka maskani nzuri na hakika wenye kudhulumu hawatengenekewi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ajo gruaja në shtëpinë e së cilës gjendej ai nisi ta nxisë atë në mëkat i mbylli të gjitha dyert dh tha “Jam e gatshme për ty” E ai tha “Perëndia më ruajtë Me të vërtetë Ai – Zoti im më ka bërë të mirë strehimin; e me të vërtetë zullumqarët nuk do të shpëtojnë kurrë”
- فارسى - آیتی : و آن زن كه يوسف در خانهاش بود، در پى كامجويى از او مىبود. و درها را بست و گفت: بشتاب. گفت: پناه مىبرم به خدا. او پروراننده من است و مرا منزلتى نيكو داده و ستمكاران رستگار نمىشوند.
- tajeki - Оятӣ : Ва он зан, ки Юсуф дар хонааш буд, дар паи комҷӯӣ аз Юсуф мебуд. Ва дарҳоро басту гуфт: «Бишитоб». Гуфт: «Паноҳ мебарам ба Худо, Ӯ парваронандаи ман аст ва маро обрӯи некӯ дода ва ситамкорон наҷотёфта намешаванд».
- Uyghur - محمد صالح : يۇسۇف تۇرۇۋاتقان ئۆيدىكى ئايال (يەنى زۈلەيخا) يۇسۇفتىن ئۆزى بىلەن مۇناسىۋەت ئۆتكۈزۈشنى تەلەپ قىلدى، ئۇ ئىشىكلەرنى تاقىۋېتىپ: «بېرى كەل» دېدى. يۇسۇف: «خۇدا پاناھ بەرسۇن! ئۇ (يەنى ئېرىڭ) ھەقىقەتەن مېنىڭ خوجايىنىمدۇر، ئۇ مېنى ياخشى كۈتتى. ئۆزىگە زۇلۇم قىلغۇچىلار ھەقىقەتەن نىجات تاپالمايدۇ» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : യൂസുഫ് പാര്ക്കുന്ന പുരയിലെ പെണ്ണ് അയാളെ വശീകരിക്കാന് ശ്രമിച്ചു. വാതിലുകളടച്ച് അവള് പറഞ്ഞു: "വരൂ.” അവന് പറഞ്ഞു: "അല്ലാഹു ശരണം; അവനാണെന്റെ നാഥന്. അവനെനിക്കു നല്ല സ്ഥാനം നല്കിയിരിക്കുന്നു. അതിക്രമികള് ഒരിക്കലും വിജയിക്കുകയില്ല.”
- عربى - التفسير الميسر : ودعت امراه العزيز برفق ولين يوسف الذي هو في بيتها الى نفسها لحبها الشديد له وحسن بهائه وغلقت الابواب عليها وعلى يوسف وقالت هلم الي فقال معاذ الله اعتصم به واستجير من الذي تدعينني اليه من خيانه سيدي الذي احسن منزلتي واكرمني فلا اخونه في اهله انه لا يفلح من ظلم ففعل ما ليس له فعله
*21) Generally the commentators and translators are of the opinion that Prophet Joseph used (Rabbi "My Lord") for the master of the house, and what he meant to imply by way of argument was this: "My Lord has treated me very kindly and kept me well in the house. How can I, then, be so disloyal and ungrateful as to commit adultery with his wife?" I, however, strongly differ with such a translation and commentary. Though the Arabic usage of (rabb) admits of such a meaning, I have two strong reasons against this here. First, it is far below the dignity of a Prophet to refrain from a sin because of the regard he had for some person other than AIlah. Second, there is not a single instance in the Qur'an that a Prophet ever called anyone other than Allah his "rabb." Prophet Joseph himself differentiates between his creed and that of the Egyptians making it plain that his ( "rabb" : Lord) was Allah, while they had made other human beings their "rabb". Then this verse should be considered from another point of view: when ("rabbi") may also mean "My Lord", Prophet Joseph might have invoked Allah. Why should then one take the other meaning, "my master", which most surely implies something that is against the right creed?