- عربي - نصوص الآيات عثماني : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَٱسْتَغْفِرِى لِذَنۢبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِـِٔينَ
- عربى - نصوص الآيات : يوسف أعرض عن هذا ۚ واستغفري لذنبك ۖ إنك كنت من الخاطئين
- عربى - التفسير الميسر : قال عزيز "مصر": يا يوسف اترك ذِكْر ما كان منها فلا تذكره لأحد، واطلبي -أيتها المرأة- المغفرة لذنبك؛ إنك كنتِ من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه، وفي افترائك عليه.
- السعدى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
ثم إن سيدها لما تحقق الأمر، قال ليوسف: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } أي: اترك الكلام فيه وتناسه ولا تذكره لأحد، طلبا للستر على أهله، { وَاسْتَغْفِرِي } أيتها المرأة { لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } فأمر يوسف بالإعراض، وهي بالاستغفار والتوبة.
- الوسيط لطنطاوي : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
ثم وجه كلامه إلى يوسف فقال له ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا ) أى : يا يوسف أعرض عن هذا الأمر الذى دار بينك وينها فاكتمه . ولا تتحدث به خوفا من الفضيحة ، وحفاظا على كرامتى وكرامتها .
وقوله : ( واستغفري لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطئين ) خطاب منه لزوجته التى ثبتت عليها الجريمة ثبوتا تاما .
أى : واستغفرى الله من ذنبك الذى وقع منك ، بإساءتك فعل السوء مع يوسف ، ثم اتهامك له بما هو برئ منه .
وجملة : ( إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطئين ) تعليل لطلب الاستغفار . أى توبى إلى الله مما حدث منك ، لأن ما حدث منك مع يوسف جعلك من جملة القوم المتعمدين لارتكاب الذنوب ، وجعلها من جملة الخاطئين للتخفيف عليها فى المؤاخذة .
وهكذا نجد هذا الرجل - صاحب المنصب الكبير - يعالج الجريمة التى تثور لها الدماء فى العروق ، وتستلزم حسما وجزماً فى الأحكام ، بهذا الأسلوب الهادئ البارد ، شأن المترفين فى كل زمان ومكان ، الذين يهمهم ظواهر الأمور دون حقائقها وأشكالها دون جواهرها ، فهو يلوم امرأته لوما خفيفا يشبه المدح ، ثم يطلب من يوسف كتمان الأمر ، ثم يطلب منها التوبة من ذنوبها المتعمدة .
. ثم تستمر الأمور بعد ذلك على ما هى عليه من بقاء يوسف معها فى بيتها ، بعد أن كان منها معه ما يستلزم عدم اجتماعهما .
هذا ومن العبر والعظات والأحكام التى نأخذها من هذه الآيات الكريمة :
1 - أن اختلاط الرجال بالنساء . كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع فى الفاحشة وذلك لأن ميل الرجل إلى المرأة وميل المرأة إلى الرجل أمر طبيعى ، وما بالذات لا يتغير .
ووجود يوسف - عليه السلام - مع ارمأة العزيز تحت سقف واحد فى سن كانت هى فيه مكتملة الأنوثة ، وكان هو فيها فتى شابا جميلا . . أدى إلى فتنتها به ، وإلى أن تقول له فى نهاية الأمر بعد إغراءات شتى له منها : ( هَيْتَ لَكَ ) .
ولا شك أن من الأسباب الأساسية التى جعلتها تقول هذا القول العجيب وجودهما لفترة طويلة تحت سقف واحد .
لذا حرم الإِسلام تحريما قاطعا الخلوة بالأجنبية ، سدا لباب الوقوع فى الفتن ، ومنعا من تهيئة الوسائل للوقوع فى الفاحشة .
ومن الأحاديث التى وردت فى ذلك ما رواه الشيخان عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار ، أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال : الحمو الموت " والحمو هو قريب الزوج كأخيه وابن عمه .
وسئلت امرأة انحرفت عن طريق العفاف ، لماذا كان منك ذلك فقالت : قرب الوساد ، وطول السواد .
أى : حملنى على ذلك قربى ممن أحبه وكثرة محادثتى له!
2 - أن هم الإِنسان لفعل ، ثم رجوعه عنه قبل الدخول فى مرحلة التصميم والتنفيذ لا مؤاخذة فيه .
قال القرطبى ما ملخصه : " الهم الذى هم به يوسف ، من نوع ما يخطر فى النفس ، ولا يثبت فى الصدر ، وهو الذى رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه " .
وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " قالت الملائكة يا ربنا ذلك عبدك يريد أن يعمل السيئة - وهو أبصر به - فقال : ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من أجلى " .
وفى الصحيح : " إن الله تجاوز لأمتى عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به " .
3 - أن من الواجب على المؤمن إذا ما دعى إلى معصية أن يستعيذ بالله من ذلك ، وأن يذكِّر اللداعى له بضررها ، وبسوء عاقبة المرتكب لها . . كما قال يوسف - عليه السلام - ( مَعَاذَ الله إِنَّهُ ربي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون ) .
4 - أن يوسف - عليه السلام - قد خرج من هذه المحنة مشهودا له بالبراءة ونقاء العرض ، من الله - تعالى - ومن خلقه الذين سخرهم لهذه الشهادة .
قال الإِمام الرازى ما ملخصه : واعلم أن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة ، يوسف - عليه السلام - وتلك المرأة وزوجها ، ورب العالمين . . والكل شهد ببراءة يوسف عن المعصية ، أما يوسف - عليه السلام - فقد قال ( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ) وقال : ( قَالَ رَبِّ السجن أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ ) . .
وأما امرأة العزيز فقد قالت : ( أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصادقين ) وأما زوجها فقد قال : ( إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ . . )
أما شهادة رب العالمين ببراءته ففى قوله - تعالى - : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السواء والفحشآء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المخلصين ) .
فقد شهد الله - تعالى - على طهارته فى هذه الآية أربع مرات ، أولها : " لنصرف عنه السوء " وثانيها " الفحشاء " وثالثها " إنه من عبادنا " ورابعها " المخلصين " .
5 - أن موقف العزيز من امرأته كان موقفا ضعيفا متراخيا . . وهذا الموقف هو الذى جعل تلك المرأة المتحكمة فى زمام زوجها ، تقول بعد ذلك بكل تبجح وتكشف واستهتار : ( وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فاستعصم وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّن الصاغرين ) 6 - أن القرآن الكريم صور تلك المحنة فى حياة يوسف وامرأة العزيز ، تصويرا واقعيا صادقا ، ولكن بأسلوب حكيم ، بعيد عما يخدش الحياء أو يجرح الشعور .
قال بعض العلماء : " والذى خطر لى أن قوله - تعالى - ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لولا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) هو نهاية موقف طويل من الإِغراء ، بعدما أبى يوسف فى أول الأمر واستعصم ، وهو تصوير واقعى صادق لحالة النفس البشرية الصالحة فى المقاومة والضعف ، ثم الاعتصام بالله فى النهاية والنجاة ، ولكن السياق القرآنى لم يفصل فى تلك المشاعر البشرية المتداخلة المتعارضة المتغالبة ، لأنه المنهج القرآنى لا يريد أن يجعل من هذه اللحظة معرضا يستغرق أكثر من مساحته المناسبة فى محيط القصة وفى محيط الحياة البشرية المكتملة كذلك فذكر طرفى الموقف بين الاعتصام فى أوله والاعتصام فى نهايته ، مع الإِلمام بلحظة الضعف بينهما ، ليكتمل الصدق والواقعية والجو النظيف جميعا . . "
- البغوى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
( يوسف ) أي : يا يوسف ( أعرض عن هذا ) أي : عن هذا الحديث ، فلا تذكره لأحد حتى لا يشيع .
وقيل : معناه لا تكترث له ، فقد بان عذرك وبراءتك .
ثم قال لامرأته : ( واستغفري لذنبك ) أي : توبي إلى الله ( إنك كنت من الخاطئين )
وقيل : إن هذا من قول الشاهد ليوسف ولراعيل .
وأراد بقوله : ( واستغفري لذنبك ) ، أي سلي زوجك أن لا يعاقبك ويصفح عنك ( إنك كنت من الخاطئين ) من المذنبين ، حتى راودت شابا عن نفسه وخنت زوجك ، فلما استعصم كذبت عليه ، وإنما قال : " من الخاطئين " ولم يقل : من الخاطئات ، لأنه لم يقصد به الخبر عن النساء بل قصد به الخبر عمن يفعل ذلك ، تقديره : من القوم الخاطئين ، كقوله تعالى : ( وكانت من القانتين ) ( التحريم - 12 ) بيانه قوله تعالى : ( إنها كانت من قوم كافرين ) ( النمل - 43 ) .
- ابن كثير : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
ثم قال آمرا ليوسف ، عليه السلام ، بكتمان ما وقع : ( يا يوسف أعرض عن هذا ) أي : اضرب عن هذا [ الأمر ] صفحا ، فلا تذكره لأحد ، ( واستغفري لذنبك ) يقول لامرأته وقد كان لين العريكة سهلا أو أنه عذرها; لأنها رأت ما لا صبر لها عنه ، فقال لها : ( واستغفري لذنبك ) أي : الذي وقع منك من إرادة السوء بهذا الشاب ، ثم قذفه بما هو بريء منه ، استغفري من هذا الذي وقع منك ، ( إنك كنت من الخاطئين )
- القرطبى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
قوله تعالى : يوسف أعرض عن هذا القائل هذا هو الشاهد . و " يوسف " نداء مفرد ، أي يا يوسف ، فحذف .
أعرض عن هذا أي لا تذكره لأحد واكتمه .
ثم أقبل عليها فقال : وأنت استغفري لذنبك يقول : استغفري زوجك من ذنبك لا يعاقبك .
إنك كنت من الخاطئين ولم يقل من الخاطئات لأنه قصد الإخبار عن المذكر والمؤنث ، فغلب المذكر ; والمعنى : من الناس الخاطئين ، أو من القوم الخاطئين ; مثل : إنها كانت من قوم كافرين وكانت من القانتين . وقيل : إن القائل ليوسف " أعرض ولها استغفري " زوجها الملك ; وفيه قولان : أحدهما : أنه لم يكن غيورا ; فلذلك ، كان ساكنا . وعدم الغيرة في كثير من أهل مصر موجود . الثاني : أن الله تعالى سلبه الغيرة وكان فيه لطف بيوسف حتى كفي بادرته وعفا عنها .
- الطبرى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)
قال أبو جعفر: وهذا فيما ذكر عن ابن عباس , خبرٌ من الله تعالى ذكره عن قِيل الشاهد أنه قال للمرأة وليوسف.
* * *
يعني بقوله: (يوسف) يا يوسف ، (أعرض عن هذا) ، يقول: أعرض عن ذكر ما كان منها إليك فيما راودتك عليه، فلا تذكره لأحد، (53) كما:-
19136 - حدثنا يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد في قوله: (يوسف أعرض عن هذا) ، قال: لا تذكره ,(واستغفري) أنت زوجك , يقول: سليه أن لا يعاقبك على ذنبك الذي أذنبتِ , وأن يصفح عنه فيستره عليك.
* * *
، (إنك كنت من الخاطئين) , يقول: إنك كنت من المذنبين في مراودة يوسف عن نفسه.
* * *
يقال منه: " خَطِئ" في الخطيئة " يخطَأ خِطْأً وخَطَأً" (54) كما قال جل ثناؤه: إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [سورة الإسراء: 31]، و " الخطأ " في الأمر.
وحكي في" الصواب " أيضًا " الصوابُ"، و " الصَّوْبُ"، (55) كما قال: الشاعر: (56)
لَعَمْــرُكَ إِنَّمَــا خَـطَئِي وَصَـوْبِي
عَــلَيَّ وَإِنَّ مَــا أَهْلَكْــتُ مَــالُ (57)
وينشد بيت أمية:
عِبَــادُكَ يُخْــطِئُونَ وَأَنْــتَ رَبٌّ
بِكَـــفَّيْكَ الْمَنَايَـــا وَالْحُـــتُومُ (58)
من خطئ الرجل.
* * *
وقيل: (إنك كنت من الخاطئين) ، لم يقل: من الخاطئات , لأنه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النساء , وإنما قصد به الخبر عمَّن يفعل ذلك فيخطَأ.
* * *
----------------------
الهوامش:
(53) انظر تفسير" الإعراض" فيما سلف 15 : 407 ، تعليق : 1 ، والمراجع .
(54) انظر تفسير" خطئ" فيما سلف 2 : 110 / 6 : 143 .
(55) في المطبوعة والمخطوطة :" أيضًا الصواب ، والصوب" ، وكأن الصواب ما أثبت . وأخشى أن يكون :" والخطأ" و" الخطاء" في الأمر ، وحكي في" الصواب ..." ، يعني المقصور و الممدود .
(56) هو أوس بن غلفاء .
(57) نوادر أبي زيد : 47 ، طبقات فحول الشعراء : 140 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 241 ، اللسان ( صوب ) ، من أبيات يقولها لامرأته :
أَلا قــالَتْ أُمَامَــةُ يَــوْمَ غُـوْلٍ :
تَقَطَّــعَ بِــابنِ غَلْفــاء الحِبــالُ
ذَرِينــي إنَّمــا خَـطَئِي وصَـوْبي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فَــإِنْ تَــرَنِي أُمَامَـة قَـلَّ مـالِي
وَأْلَهــانِي عَــنِ الغَــزْوِ ابْتِـذَالُ
فَقَـدْ ألْهُـو مَـعَ النَّفَـرِ النَّشَـاوَى
لِــيَ النَّسَـبُ المُـوَاصَلُ والخِـلالُ
(58) ديوانه : 4 ، واللسان ( خطأ ) ، ( حتم ) ، وقبل البيت :
سَــلامَكَ رَبَّنــا فِـي كُـلِّ فَجْـرٍ
بَرِيئًــا مــا تَلِيــقُ بِـكَ الذًّمُـومُ
وبعده :
غَــــدَاةَ يَقُــــولُ بَعْضُهُـــمْ
ألاَ يَــــاليْتَ أُمَّكُـــمُ عَقِيـــمُ
.
- ابن عاشور : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
ثم أمر يوسفَ عليه السّلام بالإعراض عما رمتْه به ، أي عدم مؤاخذتها بذلك ، وبالكف عن إعادة الخوض فيه . وأمر زوجه بالاستغفار من ذنبها ، أي في اتهامها يوسف عليه السّلام بالجرأة والاعتداء عليها .
قال المفسرون : وكان العزيز قليل الغيرة . وقيل : كان حليماً عاقلاً . ولعله كان مولعاً بها ، أو كانت شبهة المِلك تخفف مؤاخذة المرأة بمراودة مملوكها . وهو الذي يؤذن به حال مراودتها يوسف عليه السّلام حين بادرته بقولها : { هِيتَ لك } كما تقدم آنفاً .
والخاطىء : فاعل الخطيئة ، وهي الجريمة . وجَعَلَها من زمرة الذين خَطِئوا تخفيفاً في مؤاخذتها . وصيغة جمع المذكر تغليب .
وجملة { يوسف أعرض عن هذا } من قول العزيز إذ هو صاحب الحكم .
وجملة { واستغفري لذنبك } عطف على جملة { يوسف أعرض } في كلام العزيز عطف أمر على أمر والمأمور مختلف . وكاف المؤنثة المخاطبة متعين أنه خطاب لامرأة العزيز ، فالعزيز بعد أن خاطبها بأن ما دبّرته هو من كيد النساء وجه الخطاب إلى يوسف عليه السّلام بالنداء ثم أعاد الخطاب إلى المرأة .
وهذا الأسلوب من الخطاب يسمى بالإقبال ، وقد يسمى بالالتفات بالمعنى اللغوي عند الالتفات البلاغي ، وهو عزيز في الكلام البليغ . ومنه قول الجَرمي من طي من شعراء الحماسة
: ... إخَالكَ مُوعدي ببني جفَيْف
وهالةَ إنني أنْهَاككِ هَالا ... قال المرزوقي في «شرح الحماسة» : والعرب تجمع في الخطاب والإخبار بين عدة ثم تقبل أو تلتفت من بينهم إلى واحد لكونه أكبرهم أو أحسنهم سماعاً وأخصّهم بالحال .
- إعراب القرآن : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
«يُوسُفُ» منادى بأداة نداء محذوفة وهو مبني على الضم في محل نصب على النداء «أَعْرِضْ» أمر فاعله مستتر «عَنْ هذا» ذا اسم إشارة في محل جر ومتعلقان بأعرض والجملة وما قبلها مقول القول لفعل محذوف تقديره قال يوسف إلخ «وَاسْتَغْفِرِي» الواو عاطفة وأمر والياء فاعل والجملة معطوفة «لِذَنْبِكِ» متعلقان باستغفري «إِنَّكِ» إن واسمها والجملة تعليل لا محل لها «كُنْتِ» كان واسمها «مِنَ الْخاطِئِينَ» متعلقان بالخبر والجملة خبر إنك
- English - Sahih International : Joseph ignore this And [my wife] ask forgiveness for your sin Indeed you were of the sinful"
- English - Tafheem -Maududi : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ(12:29) Joseph !leave this matter. And, O woman, beg forgiveness for your sin, for you' were indeed the wrong-doer. " 25a
- Français - Hamidullah : Joseph ne pense plus à cela Et toi femme implore le pardon pour ton péché car tu es fautive
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Yusuf lasse davon ab Und du jene bitte um Vergebung für deine Sünde Du gehörst ja zu denjenigen die Verfehlungen begangen haben"
- Spanish - Cortes : ¡José ¡No pienses más en eso ¡Y tú pide perdón por tu pecado ¡Has pecado
- Português - El Hayek : Ó José esquecete disto E tu ó mulher pede perdão por teu pecado porque és uma das muitas pecadoras
- Россию - Кулиев : Йусуф Иосиф забудь об этом А ты проси прощения за свое прегрешение ибо ты совершила грех
- Кулиев -ас-Саади : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
Йусуф (Иосиф), забудь об этом! А ты проси прощения за свое прегрешение, ибо ты совершила грех».Когда визирь увидел, что рубашка Йусуфа порвана со спины, ему стало ясно, что Йусуф говорит правду, а его жена лжет. Он был возмущен тем, насколько чудовищны могут быть козни женщины. И что вообще может быть ужаснее поступка женщины, которая вознамерилась совершить грех, совершила его и обвинила в этом пророка Аллаха? Когда обстоятельства происшедшего прояснились, визирь сказал: «О Йусуф! Никому не рассказывай о случившемся и забудь об этом. Я не желаю, чтобы люди склоняли мою жену. А ты должна покаяться и просить прощения своему греху».
- Turkish - Diyanet Isleri : Kocası gömleğin arkadan yırtılmış olduğunu görünce karısına hitaben "Doğrusu bu sizin hilenizdir siz kadınların fendi büyüktür" dedi Yusuf'a dönerek "Yusuf Sen bundan kimseye bahsetme"; kadına dönerek "Sen de günahının bağışlanmasını dile çünkü suçlulardansın" dedi
- Italiano - Piccardo : Vai pure Giuseppe E [tu donna] implora perdono per la tua colpa ché in verità sei colpevole”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئینجا ڕووی کرده یوسف وتی ئهی یوسف ئهم باسه فهرامۆش بکه و گوێی مهدهرێ تۆش داوای لێخۆشبوون و لێبوردن بکه له ههڵه و تاوانهکهت چونکه بهڕاستی تۆ له گوناهباران و بهههڵهچواندایت
- اردو - جالندربرى : یوسف اس بات کا خیال نہ کر۔ اور زلیخا تو اپنے گناہوں کی بخشش مانگ بےشک خطا تیری ہے
- Bosanski - Korkut : Ti Jusufe ostavi se toga a ti traži oproštenje za grijeh svoj jer si zaista htjela zgriješiti"
- Swedish - Bernström : [Och till Josef] "Låt nu detta vara glömt" Och [vänd till hustrun sade han] "Be om förlåtelse för din synd för du har begått ett allvarligt felsteg"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai Yusuf "Berpalinglah dari ini dan kamu hai isteriku mohon ampunlah atas dosamu itu karena kamu sesungguhnya termasuk orangorang yang berbuat salah"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
Selanjutnya suami wanita itu berkata, "Hai (Yusuf! Berpalinglah dari ini) dari peristiwa ini, lupakanlah supaya jangan tersiar beritanya (dan kamu mohon ampunlah) hai Zulaikha istriku (atas dosamu itu, karena kamu sesungguhnya termasuk orang-orang yang berbuat salah.") yakni orang-orang yang telah berbuat dosa. Akan tetapi peristiwa itu beritanya tidak dapat disembunyikan lalu tersiarlah di kalangan masyarakat.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইউসুফ এ প্রসঙগ ছাড় আর হে নারী এ পাপের জন্য ক্ষমা প্রার্থনা কর নিঃসন্দেহে তুমিই পাপাচারিনী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : என்றும் "யூஸுஃபே இதனை நீர் இம்மட்டில் விட்டு விடும் பெண்ணே உனது பாவத்திற்காக மன்னிப்புத் தேடிக் கொள்; நிச்சயமாக நீ தவறு செய்தவர்களில் ஒருத்தியாக இருக்கின்றாய்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ยูซุฟ จงผินหลังให้เรื่องนี้เถิด และเธอจงขออภัยโทษในความผิดของเธอ แท้จริงเธออยู่ในหมู่ผู้กระทำผิด”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй Юсуф сен бу ишни унут Сен хотин гуноҳингга истиғфор айт Албатта сен хато қилгувчилардан бўлдинг деди
- 中国语文 - Ma Jian : (又说):优素福,你避开此事吧!(我的妻子,)你为你的罪过而求饶吧,你原是错误的!
- Melayu - Basmeih : Wahai Yusuf lupakanlah hal ini Dan engkau Wahai Zulaikha mintalah ampun bagi dosamu sesungguhnya engkau adalah dari orangorang yang bersalah"
- Somali - Abduh : Yuusufow iskaga jeedso Xaalkan ha ka waramin Haweeneeyahay adna ka Dambi Dhaaf warso Eebe danbi gaaga waxaad kamid tahay Kuwa gafaye
- Hausa - Gumi : "Yusufu Ka kau da kai daga wannan Kuma ki nẽmi gãfara dõmin laifinki Lalle ne ke kin kasance daga mãsu kuskure"
- Swahili - Al-Barwani : Yusuf Wachilia mbali haya Na wewe mwanamke omba msamaha kwa dhambi zako Kwa hakika wewe ni katika walio fanya makosa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ti o Jusuf largohu nga kjo ndodhi e ti grua ime kërko falje për këtë mëkat Se me të vërtetë je njëra prej mëkatarëve”
- فارسى - آیتی : اى يوسف، زبان خويش نگه دار، و اى زن، از گناه خود آمرزش بخواه كه تو از خطا كارانى.
- tajeki - Оятӣ : Эй Юсуф, забони худ нигоҳ дор ва эй зан, аз гуноҳи худ бахшоиш бихоҳ, ки ту аз хатокоронӣ».
- Uyghur - محمد صالح : (يەنى ئېيتتى) «يۇسۇف! بۇنى سۆزلەپ يۈرمىگىن. (ئايالىم) سەن ئۆز گۇناھىڭغا كەچۈرۈم سورىغىن، سەن ھەقىقەتەن خاتالاشتىڭ»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "യൂസുഫ്, നീയിത് അവഗണിച്ചേക്കുക.” സ്ത്രീയോട്: "നീ നിന്റെ തെറ്റിന് മാപ്പിരക്കുക. തീര്ച്ചയായും നീയാണ് തെറ്റുകാരി.”
- عربى - التفسير الميسر : قال عزيز "مصر" يا يوسف اترك ذكر ما كان منها فلا تذكره لاحد واطلبي ايتها المراه المغفره لذنبك انك كنت من الاثمين في مراوده يوسف عن نفسه وفي افترائك عليه
*25)a. A comparative study of the story as given in the Qur'an and in the Bible and the Talmud will be worthwhile.
The Bible says, "And she caught him by his garment, saying, Lie with me: and he left his garment in her hand, and fled, and got him out. And it came to pass, when she saw that he had left his garment in her hand, and was fled forth, that she called unto the men of her house, and spake unto them, saying, See, he hath brought in an Hebrew unto us to mock us; he came in unto me to lie with me, and I cried with a loud voice: And it came to pass, when he heard that I lifted up my voice and cried, that he left his garment with me, and fled, and got him out. And she laid up his garment by her, until his lord came home...And it came to pass, when his master heard the words of his wife, which she spake unto him, saying, After this manner did thy servant to me; that his wrath was kindled. And Joseph's master took him, and put him into the prison, a place where the king's prisoners were bound." (Gen. 39: 12-16, 19-20).
The clumsy manner of the above version is obvious. It appears from this that Prophet Joseph's garment was so shaped that the whole of it fell into her hands when she tugged it. Then he ran away all naked, leaving it with her, as if to supply her with a clear proof of his own guilt.
Now let us turn to the Talmud. It says `....hearing the accusation, Potiphar commanded at once that the lad should be whipped severely. Then he carried Joseph before the judges............They ordered that the rent garmtent should be brought to them and upon an examination of the same, they pronounced Joseph "not guilty".' (The Talmud Selections, H. Polano, pp. 81-82). Obviously this version is also faulty, for it cannot be imagined that a person of such a high rank would himself take the case to a court that his own slave had tried to assault his wife criminally. Incidentally, this Qur'anic version of the story is a clear proof of the fact that it has no copied stories from the Israelite traditions as the pseudoorientalists allege, but has, on the other hand, corrected them and told the real facts to the world.