- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَـًٔا وَءَاتَتْ كُلَّ وَٰحِدَةٍۢ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُۥٓ أَكْبَرْنَهُۥ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ۖ فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم
- عربى - التفسير الميسر : فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها، أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها، وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد، وما يأكلنه من الطعام، وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام، ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن، فلما رأينه أعظمنه وأجللنه، وأخَذَهن حسنه وجماله، فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول، وقلن متعجبات: معاذ الله، ما هذا من جنس البشر؛ لأن جماله غير معهود في البشر، ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة.
- السعدى : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ } تدعوهن إلى منزلها للضيافة.
{ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً } أي: محلا مهيأ بأنواع الفرش والوسائد، وما يقصد بذلك من المآكل اللذيذة، وكان في جملة ما أتت به وأحضرته في تلك الضيافة، طعام يحتاج إلى سكين، إما أترج، أو غيره، { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا } ليقطعن فيها ذلك الطعام { وَقَالَتِ } ليوسف: { اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ } في حالة جماله وبهائه.
{ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ } أي: أعظمنه في صدورهن، ورأين منظرا فائقا لم يشاهدن مثله، { وَقَطَّعْنَ } من الدهش { أَيْدِيَهُنَّ } بتلك السكاكين اللاتي معهن، { وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ } أي: تنزيها لله { مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ } وذلك أن يوسف أعطي من الجمال الفائق والنور والبهاء، ما كان به آية للناظرين، وعبرة للمتأملين.
- الوسيط لطنطاوي : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
وهنا تحكى السورة الكريمة كيف قابلت تلك المرأة الداهية الجريئة ، مكر بنات جنسها وطبقتها بمكر أشد من مكرهن بها فقال - تعالى - :
( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ ) أى : فاغتيابهن لها . وسوء مقالتهن فيها ، وسمى ذلك مكرا لشبهه به فى الإِخفاء والخداع .
أو قصدن بما قلنه - كما سبق أن أشرنا - إثارتها ، لكى تطلعهن على فتاها الذى راودته عن نفسه ، ليعرفن السر فى هذه المراودة ، وعلى هذا يكون المكر على حقيقته . ومثل هذا المكر ليس غريبا على النساء فى مثل هذه الأحوال .
وقوله : ( أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ . . ) الخ بيان لما فعلته معهن .
أى : أرسلت إلى النسوة اللائى وصفنها بأنها فى ضلال مبين ، ودعتهن إلى الحضور إليها فى دراها لتناول الطعام .
( وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً ) أى : وهيأت لهن فى مجلس طعامها ، ما يتكئن عليه من الوسائد والنمارق وما يشبه ذلك .
فالمتكأ : اسم مفعول من الإتكاء ، وهو الميل إلى أحد الجانبين فى الجلوس كما جرت بذلك عادة المترفين عند تناول الطعام ، وعندما يريدون إطالة المكث مع انتصاب قليل فى النصف الأعلى من الجسم والاستراحة بعد الأكل .
أخرج ابن شيبة عن جابر عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يأكل الرجل بشماله ، وأن يأكل متكئا .
( وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً ) أى : وأعطت كل واحدة من هؤلاء النسوة سكينا ليقطعن به ما يأكلن من لحم وفاكهة .
ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن الحضارة المادية فى مصر فى ذلك الوقت كانت قد بلغت شأوا بعيدا ، وأن الترف فى القصور كان عظيما ، فإن استعمال السكاكين فى الأكل قبل هذه الآلاف من السنين له قيمته فى تصوير الترف والحضارة المادية .
وهنا نجد المرأة الجريئة الماكرة ، تقول ليوسف - عليه السلام - كما حكى القرآن عنها : ( اخرج عَلَيْهِنَّ ) أى ابرز لهن ، وادخل عليهن ، وهن على تلك الحالة من الأكل والاتكاء وتقطيع ما يحتاج إلى تقطيع الطعام . .
وهى ترمى من وراء خروجه عليهن إلى إطلاعهن عليه حتى يعذرنها فى حبها له وقد كان لهذه المفاجأة من يوسف لهن وهن مشغولات بما يقطعنه ويأكلنه ، أثرها الشديد فى نفوسهن ، وهذا ما حكاه القرآن الكريم فى قوله : ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هذا بَشَراً إِنْ هاذآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) .
والجملة الكريمة معطوفة على كلام محذوف دل عليه السياق ، والتقدير : قالت امرأة العزيز ليوسف اخرج عليهن ، فخرج عليهن وهن على تلك الحالة فلما رأينه أكبرنه ، أى : أعظمنه ، ودهشن لهيئته ، وجمال طلعته وحسن شمائله .
( وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) أى : جرحن أيديهن وخدشنها بالسكاكين التى فى أيديهن دون أن يشعرن بذلك ، لشدة دهشتهن المفاجئة بهيئة يوسف . .
( وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هذا بَشَراً ) وحاش فعل ماض ، واللام فى " لله " للتعليل ، والمراد بهذه الجملة الكريمة التعبير عن عجيب صنع الله فى خلقه أى : وقلن عندما فوجئن بخروج يوسف عليهن : تنزه الله - تعالى - تنزيها كبيرا عن صفات العجز ، ونتعجب تعجبا شديدا من قدرته - سبحانه - على خلق هذا الجمال البديع ، وما هذا الذى نراه أمامنا بشرا كسائر البشر ، لتفرقه فى الحسن عنهم ، وإنما هو ملك كريم من الملائكة المقربين تمثل فى هذه الصورة البديعة التى تخلب الألباب .
ووصفوه بذلك بناء على ما ركز فى الطباع من تشبيه ما هو مفرط فى الجمال والعفة بالملك وتشبيه ما هو شديد القبح والسوء بالشيطان .
- البغوى : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
( فلما سمعت ) راعيل ( بمكرهن ) بقولهن وحديثهن ، قاله قتادة و السدي .
قال ابن إسحاق إنما قلن ذلك مكرا بها لتريهن يوسف وكان يوصف لهن حسنه وجماله .
وقيل : إنها أفشت إليهن سرها واستكتمتهن فأفشين ذلك ، فلذلك سماه مكرا .
( أرسلت إليهن ) قال وهب : اتخذت مأدبة ، ودعت أربعين امرأة ، منهن هؤلاء اللاتي عيرنها . ( وأعتدت ) أي : أعدت ( لهن متكأ ) أي : ما يتكأ عليه .
وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد : متكأ أي : طعاما ، سماه متكأ لأن أهل الطعام إذا جلسوا يتكئون على الوسائد ، فسمى الطعام متكأ على الاستعارة . يقال : اتكأنا عند فلان أي : طعمنا . ويقال : المتكأ ما اتكأت عليه للشرب أو الحديث أو الطعام ، ويقرأ في الشواذ متكأ بسكون التاء .
واختلفوا في معناه : فقال ابن عباس : [ هو الأترج . ويروى عن مجاهد مثله . وقيل ] هو الأترج بالحبشة .
وقال الضحاك : هو الرباورد .
وقال عكرمة : هو كل شيء يقطع بالسكين .
وقال أبو زيد الأنصاري : كل ما يجز بالسكين فهو عند العرب متك ، والمتك والبتك بالميم والباء : القطع ، فزينت [ المأدبة بألوان ] الفواكه والأطعمة ، ووضعت الوسائد ودعت النسوة .
( وآتت ) وأعطت ( كل واحدة منهن سكينا ) فكن يأكلن اللحم حزا بالسكين .
( وقالت ) ليوسف ( اخرج عليهن ) وذلك أنها كانت أجلسته في مجلس آخر ، فخرج عليهن يوسف .
قال عكرمة : كان فضل يوسف على الناس في الحسن كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم .
وروي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت ليلة أسري بي إلى السماء يوسف كالقمر ليلة البدر " .
قال إسحاق بن أبي فروة : كان يوسف إذا سار في أزقة مصر يرى تلألؤ وجهه على الجدران .
( فلما رأينه أكبرنه ) أعظمنه ، قال أبو العالية : هالهن أمره وبهتن . وقيل : أكبرنه أي : حضن لأجله من جماله . ولا يصح .
( وقطعن ) أي : حززن بالسكاكين التي معهن ( أيديهن ) وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترج ، ولم يجدن الألم لشغل قلوبهن بيوسف .
قال مجاهد : فما أحسسن إلا بالدم .
وقال قتادة : أبن أيديهن حتى ألقينها .
والأصح كان قطعا بلا إبانة .
وقال وهب : ماتت جماعة منهن .
( وقلن حاش لله ما هذا بشرا ) أي : معاذ الله أن يكون هذا بشرا . قرأ أبو عمرو : حاشى لله ، بإثبات الياء في الوصل ، على الأصل . وقرأ الآخرون بحذف الياء لكثرة ورودها على الألسن ، واتباعا للكتاب .
وقوله : ( ما هذا بشرا ) نصب بنزع حرف الصفة ، أي : ليس هذا ببشر ( إن هذا ) أي : ما هذا ( إلا ملك ) من الملائكة ( كريم ) على الله تعالى .
- ابن كثير : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
فلما سمعت بمكرهن ) قال بعضهم : بقولهن . وقال محمد بن إسحاق : بل بلغهن حسن يوسف ، فأحببن أن يرينه ، فقلن ذلك ليتوصلن إلى رؤيته ومشاهدته ، فعند ذلك ( أرسلت إليهن ) أي : دعتهن إلى منزلها لتضيفهن ( وأعتدت لهن متكأ )
قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والحسن ، والسدي ، وغيرهم : هو المجلس المعد ، فيه مفارش ومخاد وطعام ، فيه ما يقطع بالسكاكين من أترج ونحوه . ولهذا قال تعالى : ( وآتت كل واحدة منهن سكينا ) وكان هذا مكيدة منها ، ومقابلة لهن في احتيالهن على رؤيته ، ( وقالت اخرج عليهن ) وذلك أنها كانت قد خبأته في مكان آخر ، ( فلما ) خرج و ( رأينه أكبرنه ) أي : أعظمن شأنه ، وأجللن قدره; وجعلن يقطعن أيديهن دهشا برؤيته ، وهن يظنن أنهن يقطعن الأترج بالسكاكين ، والمراد : أنهن حززن أيديهن بها ، قاله غير واحد .
وعن مجاهد ، وقتادة : قطعن أيديهن حتى ألقينها ، فالله أعلم .
وقد ذكر عن زيد بن أسلم أنها قالت لهن بعد ما أكلن وطابت أنفسهن ، ثم وضعت بين أيديهن أترجا وآتت كل واحدة منهن سكينا : هل لكن في النظر إلى يوسف ؟ قلن : نعم . فبعثت إليه تأمره أن اخرج إليهن فلما رأينه جعلن يقطعن أيديهن ، ثم أمرته أن يرجع فرجع ليرينه مقبلا ومدبرا ، وهن يحززن في أيديهن ، فلما أحسسن بالألم جعلن يولولن ، فقالت : أنتن من نظرة واحدة فعلتن هكذا ، فكيف ألام أنا ؟ فقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ، ثم قلن لها : وما نرى عليك من لوم بعد الذي رأينا ، لأنهن لم يرين في البشر شبهه ولا قريبا منه ، فإنه ، صلوات الله عليه وسلم كان قد أعطي شطر الحسن ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح في حديث الإسراء : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بيوسف ، عليه السلام ، في السماء الثالثة ، قال : " فإذا هو قد أعطي شطر الحسن "
وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أعطي يوسف وأمه شطر الحسن " وقال سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود قال : أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن .
وقال أبو إسحاق أيضا ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : كان وجه يوسف مثل البرق ، وكانت المرأة إذا أتته لحاجة غطى وجهه مخافة أن تفتتن به .
ورواه الحسن البصري مرسلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " أعطي يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا ، وأعطي الناس الثلثين ، أو قال : أعطي يوسف وأمه الثلثين والناس الثلث "
وقال سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد عن ربيعة الجرشي قال : قسم الحسن نصفين ، فأعطي يوسف وأمه سارة نصف الحسن . والنصف الآخر بين سائر الخلق .
وقال الإمام أبو القاسم السهيلي : معناه : أن يوسف كان على النصف من حسن آدم ، عليه السلام ، فإن الله خلق آدم بيده على أكمل صورة وأحسنها ، ولم يكن في ذريته من يوازيه في جماله ، وكان يوسف قد أعطي شطر حسنه .
فلهذا قال هؤلاء النسوة عند رؤيته : ( حاش لله ) قال مجاهد وغير واحد : معاذ الله ، ( ما هذا بشرا ) وقرأ بعضهم : " ما هذا بشرى " أي : بمشترى .
( إن هذا إلا ملك كريم )
- القرطبى : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
قوله تعالى : فلما سمعت بمكرهن أي بغيبتهن إياها ، واحتيالهن في ذمها . وقيل : إنها أطلعتهن واستأمنتهن فأفشين سرها ، فسمي ذلك مكرا .
قوله : أرسلت إليهن في الكلام حذف ; أي أرسلت إليهن تدعوهن إلى وليمة لتوقعهن فيما وقعت فيه ; فقال مجاهد عن ابن عباس : إن امرأة العزيز قالت لزوجها إني أريد أن أتخذ طعاما فأدعو هؤلاء النسوة ; فقال لها : افعلي ; فاتخذت طعاما ، ثم نجدت لهن البيوت ; نجدت أي زينت ; والنجد ما ينجد به البيت من المتاع أي يزين ، والجمع نجود عن أبي عبيد ; والتنجيد التزيين ; وأرسلت إليهن أن يحضرن طعامها ، ولا تتخلف منكن امرأة ممن سميت . قال وهب بن منبه : إنهن كن أربعين امرأة فجئن على كره منهن ، وقد قال فيهن أمية بن أبي الصلت :
حتى إذا جئنها قسرا ومهدت لهن أنضادا وكبابا
ويروى : أنماطا . قال وهب بن منبه : فجئن وأخذن مجالسهن .
وأعتدت لهن متكأ أي هيأت لهن مجالس يتكئن عليها . قال ابن جبير : في كل مجلس جام فيه عسل وأترج وسكين حاد . وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير " متكا " مخففا غير مهموز ، والمتك هو الأترج بلغة القبط ، وكذلك فسره مجاهد روى سفيان عن منصور عن مجاهد قال : المتكأ مثقلا هو الطعام ، والمتك مخففا هو الأترج ; وقال الشاعر :
نشرب الإثم بالصواع جهارا وترى المتك بيننا مستعارا
وقد تقول أزد شنوءة : الأترجة المتكة ; قال الجوهري : المتك ما تبقيه الخاتنة . وأصل المتك الزماورد . والمتكاء من النساء التي لم تخفض . قال الفراء : حدثني شيخ من ثقات أهل البصرة أن المتك مخففا الزماورد . وقال بعضهم : إنه الأترج ; حكاه الأخفش . ابن زيد : أترجا وعسلا يؤكل به ; قال الشاعر :
فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال من قلله
أي أكلنا .
النحاس : قوله تعالى : " وأعتدت " من العتاد ; وهو كل ما جعلته عدة لشيء . " متكأ " أصح ما قيل فيه ما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : مجلسا ، وأما قول جماعة من أهل التفسير إنه الطعام فيجوز على تقدير : طعام متكأ ، مثل : واسأل القرية ; ودل على هذا الحذف وآتت كل واحدة منهن سكينا لأن حضور النساء معهن سكاكين إنما هو لطعام يقطع بالسكاكين ; كذا قال في كتاب " إعراب القرآن " له . وقال في كتاب " معاني القرآن " له :
وروى معمر عن قتادة قال : المتكأ الطعام . وقيل : المتكأ كل ما اتكئ عليه عند طعام أو شراب أو حديث ; وهذا هو المعروف عند أهل اللغة ، إلا أن الروايات قد صحت بذلك . وحكى القتبي أنه يقال : اتكأنا عند فلان أي أكلنا ، والأصل في متكأ موتكأ ، ومثله متزن ومتعد ; لأنه من وزنت ، ووعدت ووكأت ، ويقال : اتكأ يتكئ اتكاء .
وآتت كل واحدة منهن سكينا مفعولان ; وحكى الكسائي والفراء أن السكين يذكر ويؤنث ، وأنشد الفراء :
فعيث في السنام غداة قر بسكين موثقة النصاب
الجوهري : والغالب عليه التذكير ، وقال : يرى ناصحا فيما بدا فإذا خلا فذلك سكين على الحلق حاذق
الأصمعي : لا يعرف في السكين إلا التذكير .
قوله تعالى : وقالت اخرج عليهن بضم التاء لالتقاء الساكنين ; لأن الكسرة تثقل إذا كان بعدها ضمة ، وكسرت التاء على الأصل . قيل : إنها قالت لهن : لا تقطعن ولا تأكلن حتى أعلمكن ، ثم قالت لخادمها : إذا قلت لك ادع إيلا فادع يوسف ; وإيل : صنم كانوا يعبدونه ، وكان يوسف - عليه السلام - يعمل في الطين ، وقد شد مئزره ، وحسر عن ذراعيه ; فقالت للخادم : ادع لي إيلا ; أي ادع لي الرب ; وإيل بالعبرانية الرب ; قال : فتعجب النسوة وقلن : كيف يجيء ؟ ! فصعدت الخادم فدعت يوسف ، فلما انحدر قالت لهن : اقطعن ما معكن .
فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن بالمدى حتى بلغت السكاكين إلى العظم ; قاله وهب بن منبه . سعيد بن جبير : لم يخرج عليهن حتى زينته ، فخرج عليهن فجأة فدهشن فيه ، وتحيرن لحسن وجهه وزينته وما عليه ، فجعلن يقطعن أيديهن ، ويحسبن أنهن يقطعن الأترج ; واختلف في معنى أكبرنه فروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : أعظمنه وهبنه ; وعنه أيضا أمنين وأمذين من الدهش ; وقال الشاعر :
إذا ما رأين الفحل من فوق قارة صهلن وأكبرن المني المدفقا
وقال ابن سمعان عن عدة من أصحابه : إنهم قالوا أمذين عشقا ; وهب بن منبه : عشقنه حتى مات منهن عشر في ذلك المجلس دهشا وحيرة ووجدا بيوسف . وقيل : معناه حضن من الدهش ; قاله قتادة ومقاتل والسدي ; قال الشاعر :
نأتي النساء على أطهارهن ولا نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا
وأنكر ذلك أبو عبيدة وغيره وقالوا : ليس ذلك في كلام العرب ، ولكنه يجوز أن يكن حضن من شدة إعظامهن له ، وقد تفزع المرأة فتسقط ولدها أو تحيض . قال الزجاج يقال أكبرنه ، ولا يقال حضنه ، فليس الإكبار بمعنى الحيض ; وأجاب الأزهري فقال : يجوز أكبرت بمعنى حاضت ; لأن المرأة إذا حاضت في الابتداء خرجت من حيز الصغر إلى الكبر ; قال : والهاء في أكبرنه يجوز أن تكون هاء الوقف لا هاء الكناية ، وهذا مزيف ، لأن هاء الوقف تسقط في الوصل ، وأمثل منه قول ابن الأنباري : إن الهاء كناية عن مصدر الفعل ، أي أكبرن إكبارا ، بمعنى حضن حيضا . وعلى قول ابن عباس الأول تعود الهاء إلى يوسف ; أي أعظمن يوسف وأجللنه .
قوله تعالى : وقطعن أيديهن قال مجاهد : قطعنها حتى ألقينها . وقيل : خدشنها . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : حزا بالسكين ، قال النحاس : يريد مجاهد أنه ليس قطعا تبين منه اليد ، إنما هو خدش وحز ، وذلك معروف في اللغة أن يقال إذا خدش الإنسان يد صاحبه قطع يده . وقال عكرمة : " أيديهن " أكمامهن ، وفيه بعد . وقيل : أناملهن ; أي ما وجدن ألما في القطع والجرح ، أي لشغل قلوبهن بيوسف ، والتقطيع يشير إلى الكثرة ، فيمكن أن ترجع الكثرة إلى واحدة جرحت يدها في موضع ، ويمكن أن يرجع إلى عددهن .
قوله تعالى : وقلن حاش لله أي معاذ الله . وروى الأصمعي عن نافع أنه قرأ كما قرأ أبو عمرو بن العلاء . " وقلن حاشا لله " بإثبات الألف وهو الأصل ، ومن حذفها جعل اللام في لله عوضا منها . وفيها أربع لغات ; يقال : حاشاك وحاشا لك وحاش لك وحشا لك . ويقال : حاشا زيد وحاشا زيدا ; قال النحاس : وسمعت علي بن سليمان يقول سمعت محمد بن يزيد يقول : النصب أولى ; لأنه قد صح أنها فعل لقولهم حاش لزيد ، والحرف لا يحذف منه ; وقد قال ، النابغة :
ولا أحاشي من الأقوام من أحد
وقال بعضهم : حاش حرف ، وأحاشى فعل . ويدل على كون حاشا فعلا وقوع حرف الجر بعدها . وحكى أبو زيد عن أعرابي : اللهم اغفر لي ولمن يسمع ، حاشا الشيطان وأبا الأصبغ ; فنصب بها . وقرأ الحسن " وقلن حاش لله " بإسكان الشين ، وعنه أيضا " حاش الإله " . ابن مسعود وأبي : " حاش الله " بغير لام ، ومنه قول الشاعر :
حاشا أبي ثوبان إن به ضنا عن الملحاة والشتم
قال الزجاج : وأصل الكلمة من الحاشية ، والحشا بمعنى الناحية ، تقول : كنت في حشا فلان أي في ناحيته ; فقولك : حاشا لزيد أي تنحى زيد من هذا وتباعد عنه ، والاستثناء إخراج وتنحية عن جملة المذكورين . وقال أبو علي : هو فاعل من المحاشاة ; أي حاشا يوسف وصار في حاشية وناحية مما قرف به ، أو من أن يكون بشرا ; فحاشا وحاش في الاستثناء حرف جر عند سيبويه ، وعلى ما قال المبرد وأبو علي فعل .
قوله تعالى : ما هذا بشرا قال الخليل وسيبويه : ما بمنزلة ليس ; تقول : ليس زيد قائما ، و " ما هذا بشرا " و " ما هن أمهاتهم " . وقال الكوفيون : لما حذفت الباء نصبت ; وشرح هذا - فيما قاله أحمد بن يحيى - إنك إذا قلت : ما زيد بمنطلق ، فموضع الباء موضع نصب ، وهكذا سائر حروف الخفض ; فلما حذفت الباء نصبت لتدل على محلها ، قال : وهذا قول الفراء ، قال : ولم تعمل " ما " شيئا ; فألزمهم البصريون أن يقولوا : زيد القمر ; لأن المعنى كالقمر ! فرد أحمد بن يحيى بأن قال : الباء أدخل في حروف الخفض من الكاف ; لأن الكاف تكون اسما . قال النحاس : لا يصح إلا قول البصريين ; وهذا القول يتناقض ; لأن الفراء أجاز نصا ما بمنطلق زيد ، وأنشد :
أما والله أن لو كنت حرا وما بالحر أنت ولا العتيق
ومنع نصا النصب ; ولا نعلم بين النحويين اختلافا أنه جائز : ما فيك براغب زيد ، وما إليك بقاصد عمرو ، ثم يحذفون الباء ويرفعون . وحكى البصريون والكوفيون ما زيد منطلق بالرفع ، وحكى البصريون أنها لغة تميم ، وأنشدوا :
أتيما تجعلون إلي ندا وما تيم لذي حسب نديد
الند والنديد والنديدة المثل والنظير . وحكى الكسائي أنها لغة تهامة ونجد . وزعم الفراء أن الرفع أقوى الوجهين ، قال أبو إسحاق : وهذا غلط ; كتاب الله - عز وجل - ولغة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقوى وأولى .
قلت : وفي مصحف حفصة - رضي الله عنها - " ما هذا ببشر " ذكره الغزنوي . قال القشيري أبو نصر : وذكرت النسوة أن صورة يوسف أحسن من صورة البشر ، بل هو في صورة ملك ; وقال الله تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم والجمع بين الآيتين أن قولهن : حاش لله تبرئة ليوسف عما رمته به امرأة العزيز . من المراودة ، أي بعد يوسف عن هذا ; وقولهن : " لله " أي لخوفه ، أي براءة لله من هذا ; أي قد نجا يوسف من ذلك ، فليس هذا من الصورة في شيء ; والمعنى : أنه في التبرئة عن المعاصي كالملائكة ; فعلى هذا لا تناقض . وقيل : المراد تنزيهه عن مشابهة البشر في الصورة ، لفرط جماله . وقوله : " لله " تأكيد لهذا المعنى ; فعلى هذا المعنى قالت النسوة ذلك ظنا منهن أن صورة الملك أحسن ، وما بلغهن قوله تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم فإنه من كتابنا . وقد ظن بعض الضعفة أن هذا القول لو كان ظنا باطلا منهن لوجب على الله أن يرد عليهن ، ويبين كذبهن ، وهذا باطل ; إذ لا وجوب على الله تعالى ، وليس كل ما يخبر به الله سبحانه من كفر الكافرين وكذب الكاذبين يجب عليه أن يقرن به الرد عليه ، وأيضا أهل العرف قد يقولون في القبيح كأنه شيطان ، وفي الحسن كأنه ملك ; أي لم ير مثله ، لأن الناس لا يرون الملائكة ; فهو بناء على ظن في أن صورة الملك أحسن ، أو على الإخبار بطهارة أخلاقه وبعده عن التهم . إن هذا إلا ملك أي ما هذا إلا ملك ; وقال الشاعر :
فلست لإنسي ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
وروي عن الحسن : " ما هذا بشرى " بكسر الباء والشين ، أي ما هذا عبدا مشترى ، أي ما ينبغي لمثل هذا أن يباع ، فوضع المصدر موضع اسم المفعول ، كما قال : أحل لكم صيد البحر أي مصيده ، وشبهه كثير . ويجوز أن يكون المعنى : ما هذا بثمن ، أي مثله لا يثمن ولا يقوم ; فيراد بالشراء على هذا الثمن المشترى به : كقولك : ما هذا بألف إذا نفيت قول القائل : هذا بألف . فالباء على هذا متعلقة بمحذوف هو الخبر ، كأنه قال : ما هذا مقدرا بشراء . وقراءة العامة أشبه ; لأن بعده إن هذا إلا ملك كريم مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة تعظيما لشأنه ، ولأن مثل " بشرى " يكتب في المصحف بالياء .
- الطبرى : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فلما سمعت امرأة العزيز بمكر النسوة اللاتي قلن في المدينة ما ذكره الله عز وجل عنهن ،
* * *
وكان مكرهنَّ ما: -
19164 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , قال: حدثنا أسباط , عن السدي: (فلما سمعت بمكرهن) ، يقول: بقولهن.
19165 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: لما أظهر النساء ذلك، من قولهن ": تراود عبدها!" مكرًا بها لتريهن يوسف , وكان يوصف لهن بحُسنه وجماله ;(فلما سمعت بمكرهن (1) أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ).
19166 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله: (فلما سمعت بمكرهن) : ، أي بحديثهن ,( أرسلت إليهن) ، يقول: أرسلت إلى النسوة اللاتي تحدثن بشأنها وشأن يوسف.
* * *
(وأعتدت ) ،" أفعلت " من العتاد , ، وهو العدَّة، (2) ومعناه: أعدّت لهن ، " متكأ "، يعني: مجلسًا للطعام , وما يتكئن عليه من النمارق والوَسائد:
* * *
، وهو " مفتعل " من قول القائل: " اتَّكأت " , يقال: " ألق له مُتَّكأ " , يعني: ما يتكئ عليه.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
19167 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا يحيى بن اليمان , عن أشعث , عن جعفر , عن سعيد: (وأعتدت لهن متكأ) قال: طعامًا وشرابًا ومتكأ.
19168 - .... قال: حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: يتكئن عليه.
19169 - حدثني المثنى , قال: حدثنا عبد الله بن صالح , قال: حدثني معاوية عن علي , عن ابن عباس: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: مجلسًا.
19170 - .... قال: حدثنا عمرو بن عون , قال: أخبرنا هشيم , عن أبي الأشهب , عن الحسن أنه كان يقرأ: (مُتَّكَآءً)، ويقول: هو المجلس والطعام. (3)
19171 - .... قال: حدثنا إسحاق , قال: حدثنا عبد الله بن يزيد: من قرأ: " مُتْكَأً" ، خفيفة , يعني طعامًا. ومن قرأ (مُتَّكَأً) ، يعني المتكأ.
* * *
فهذا الذي ذكرنا عمن ذكرنا عنه تأويل هذه الكلمة , هو معنى الكلمة، وتأويل " المتكأ " , وأنها أعدّت للنسوة مجلسًا فيه متكأ وطعام وشراب وأترج . ثم فسر بعضهم " المتكأ " بأنه الطعام على وجه الخبر عن الذي أعدّ من أجله المتكأ ، وبعضهم عن الخبر عن الأترج. إذ كان في الكلام: ( وآتت كل واحدة منهن سكينًا )، لأن السكين إنما تعد للأترج وما أشبهه مما يقطع به ، وبعضهم على البزماورد.
19172 - حدثني هارون بن حاتم المقرئ , قال: حدثنا هشيم بن الزبرقان , عن أبي روق , عن الضحاك , في قوله: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: البزماورد.
* * *
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: " المتكأ ": هو النُّمْرُق يتكأ عليه. وقال: زعم قوم أنه الأترج. قال: وهذا أبطل باطل في الأرض , ولكن عسى أن يكون مع " المتكأ " أترج يأكلونه. (4)
* * *
وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام قول أبي عبيدة , ثم قال: والفقهاء أعلم بالتأويل منه . ثم قال: ولعله بعضُ ما ذهب من كلام العرب , فإنّ الكسائي كان يقول: قد ذهب من كلام العرب شيء كثير انقرض أهله.
* * *
قال أبو جعفر: والقول في أن الفقهاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة، كما قال أبو عبيد لا شك فيه , غير أن أبا عبيدة لم يُبْعد من الصواب في هذا القول , بل القول كما قال: مِن أن مَن قال للمتكأ: هو الأترج، إنما بيَّن المعدَّ في المجلس الذي فيه المتكأ، والذي من أجله أعطين السكاكين , لأن السكاكين معلومٌ أنها لا تعدُّ للمتكأ إلا لتخريقه! (5) ولم يعطين السكاكين لذلك.
* * *
ومما يبين صحة ذلك القول الذي ذكرناه عن ابن عباس , من أن " المتكأ " هو المجلس .
ثم رُوي عن مجاهد عنه، ما: -
19173 - حدثني به سليمان بن عبد الجبار , قال، حدثنا محمد بن الصلت , قال: حدثنا أبو كدينة , عن حصين , عن مجاهد , عن ابن عباس: (وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينًا) ، قال: أعطتهن أترجًّا , وأعطت كل واحدة منهن سكّينًا.
* * *
فبيّن ابن عباس في رواية مجاهد هذه، ما أعطت النسوة , وأعرض عن ذكر بيان معنى " المتكأ " , إذ كان معلومًا معناه.
* * *
* ذكر من قال في تأويل " المتكأ " ما ذكرنا:
19174 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي , قال: حدثنا فضيل بن عياض , عن حصين , عن مجاهد , عن ابن عباس: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: التُّرُنْج.
19175 - حدثني المثنى , قال: حدثنا عمرو بن عون , قال: حدثنا هشيم , عن عوف , قال: حدثت عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: " مُتْكًا " مخففة , ويقول: هو الأترُجّ.
19176 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا ابن إدريس , عن أبيه , عن عطية: " وأعتدت لهن متكأ " ، قال الطعام.
19177 - حدثني يعقوب والحسن بن محمد , قالا حدثنا ابن علية , عن أبي رجاء , عن الحسن , في قوله: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: طعامًا.
19178 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا ابن علية , عن أبي رجاء , عن الحسن , مثله .
19179 - حدثنا ابن بشار وابن وكيع , قالا حدثنا غندر , قال: حدثنا شعبة , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , في قوله: (وأعتدت لهن مُتَّكأ) ، قال: طعامًا.
19180 - حدثنا ابن المثنى , قال: حدثنا وهب بن جرير , قال: حدثنا شعبة , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير، نحوه .
19181 - حدثنا محمد بن بشار , قال: حدثنا عبد الرحمن , قال: حدثنا سفيان , عن منصور , عن مجاهد , قال: من قرأ (مُتَّكَأ) فهو الطعام , ومن قرأها " مُتْكًأ " فخففها , فهو الأترجّ.
19182- حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قوله: (متكأ) ، قال: طعامًا
19183- حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا شبابة , قال: حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19184 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد ،
19185 - وحدثني المثنى , قال: حدثنا إسحاق , قال: حدثنا عبد الله , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19186 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا أبو خالد القرشي , قال: حدثنا سفيان , عن منصور , عن مجاهد , قال: من قرأ: " مُتْكًا " ، خفيفة , فهو الأترجّ.
19187 - حدثني الحارث , قال: حدثنا عبد العزيز , قال: حدثنا سفيان , عن منصور , عن مجاهد , بنحوه .
19188 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا جرير , عن ليث , قال سمعت بعضهم يقول: الأترج .
19189 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة: (وأعتدت لهن متكأ) : ، أي طعامًا.
19190 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة , مثله .
19191 - .... قال: حدثنا يزيد , عن أبي رجاء , عن عكرمة , في قوله: (متكأ) ، قال: طعامًا.
19192 - حدثني محمد بن سعد , قال: حدثني أبي , قال: حدثني عمي , قال: حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس: (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتْكًا) ، يعني الأترج.
19193 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (وأعتدت لهن متكأ) ، والمتكأ، الطعام.
19194 - .... قال: حدثنا جرير عن ليث , عن مجاهد: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: الطعام.
19195 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (وأعتدت لهن متكأ) ، قال: طعامًا.
19196 - حدثت عن الحسين , قال: سمعت أبا معاذ , قال: حدثنا عبيد بن سليمان , قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (مُتَّكَأً) ، فهو كل شيء يجزّ بالسكين.
* * *
قال أبو جعفر: قال الله تعالى ذكره، مخبرًا عن امرأة العزيز والنسوة اللاتي تحدَّثن بشأنها في المدينة: (وآتت كل واحدة منهن سكينًا) ، يعني بذلك جل ثناؤه: وأعطت كل واحدة من النسوة اللاتي حضرنها، سكينًا لتقطع به من الطعام ما تقطع به. وذلك ما ذكرت أنَّها آتتهن إما من الأترج , وإما من البزماورد , أو غير ذلك مما يقطع بالسكين، كما:-
19197 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي: (وآتت كل واحدة منهن سكينًا)، وأترجًّا يأكلنه.
19198 - حدثنا سليمان بن عبد الجبار , قال: حدثنا محمد بن الصلت , قال: حدثنا أبو كدينة , عن حصين , عن مجاهد , عن ابن عباس: (وآتت كل واحدة منهن سكينًا) ، قال: أعطتهن أترجًّا , وأعطت كل واحدة منهن سكينًا.
19199 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (وآتت كل واحدة منهن سكينًا) ، ليحتززن به من طعامهنّ.
19200 - حدثني يونس بن عبد الأعلى , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (وآتت كل واحدة منهن سكينا) ، وأعطتهن تُرنجًا وعسلا فكن يحززن الترنج بالسكين , ويأكلن بالعسل.
* * *
قال أبو جعفر: وفي هذه الكلمة بيانُ صحة ما قلنا واخترنا في قوله (6) (وأعتدت لهن متكأ) . وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر عن إيتاء امرأة العزيز النسوةَ السكاكينَ , وترك ما لَهُ آتتهن السكاكين , إذ كان معلومًا أن السكاكين لا تدفع إلى من دعي إلى مجلس إلا لقطع ما يؤكل إذا قطع بها. فاستغني بفهم السامع بذكر إيتائها صواحباتها السكاكين، عن ذكر ما له آتتهن ذلك. فكذلك استغني بذكر اعتدادها لهنّ المتكأ، عن ذكر ما يعتدُّ له المتكأ مما يحضر المجالس من الأطعمة والأشربة والفواكه وصنوف الالتهاء ; لفهم السامعين بالمراد من ذلك , ودلالة قوله: (وأعتدت لهن متكأ) ، عليه . فأما نفس " المتكأ " فهو ما وصفنا خاصةً دون غيره.
* * *
وقوله: (وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه) ، يقول تعالى ذكره: وقالت امرأة العزيز ليوسف: (اخرج عليهن) ، فخرج عليهن يوسف ، (فلما رأينه أكبرنه) ، يقول جل ثناؤه: فلما رأين يوسف أعظمنه وأجللْنه.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
19201 - حدثنا الحسن بن محمد , قال، حدثنا شبابة , قال: حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله: (أكبرنه) ، أعظمنه.
19202 - حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد مثله .
19203 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح . قال: حدثنا إسحاق , قال: حدثنا عبد الله , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19204 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة: (فلما رأينه أكبرنه) : ، أي: أعظمنه.
19205 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي: (وقالت اخرج عليهن) ، ليوسف ، (فلما رأينه أكبرنه) : ، عظَّمنه.
19206 - حدثنا إسماعيل بن سيف العجلي , قال: حدثنا علي بن عابس , قال: سمعت السدي يقول في قوله: (فلما رأينه أكبرنه) ، قال: أعظمنه. (7)
19207 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (اخرج عليهن) ، فخرج، فلما رأينه أعظمنه وبُهِتن.
19208 - حدثنا إسماعيل بن سيف . قال: حدثنا عبد الصمد بن علي الهاشمي , عن أبيه , عن جده , في قوله: (فلما رأينه أكبرنه) ، قال: حِضْن. (8)
19209 - حدثنا علي بن داود , قال: حدثنا عبد الله , قال: حدثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , في قوله: (فلما رأينه أكبرنه) ، يقول: أعظمنه.
19210 - حدثني الحارث , قال: حدثنا عبد العزيز , قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة , عن ابن جريج , عن مجاهد، مثله.
* * *
قال أبو جعفر: وهذا القول ، أعني القول الذي روي عن عبد الصمد , عن أبيه , عن جده , في معنى (أكبرنه) ، أنه حِضْن ، إن لم يكن عَنَى به أنهن حضن من إجلالهن يوسف وإعظامهن لما كان الله قسم له من البهاء والجمال , ولما يجد من مثل ذلك النساءُ عند معاينتهن إياه ، فقولٌ لا معنى له. لأن تأويل ذلك: فلما رأين يوسف أكبرنه , فالهاء التي في" أكبرنه "، من ذكر يوسف , ولا شك أن من المحال أن يحضنَ يوسف. ولكن الخبر، إن كان صحيحًا عن ابن عباس على ما روي , فخليقٌ أن يكون كان معناه في ذلك أنهن حضن لِمَا أكبرن من حسن يوسف وجماله في أنفسهن، ووجدن ما يجد النساء من مثل ذلك.
* * *
وقد زعم بعض الرواة أن بعض الناس أنشده في" أكبرن " بمعنى حضن , بيتًا لا أحسب أنَّ له أصلا لأنه ليس بالمعروف عند الرواة , وذلك:
نَـأْتِي النِّسَـاءَ عَـلَى أَطْهَـارِهِنَّ وَلا
نَــأْتِي النِّسَــاءَ إِذَا أَكْـبَرْنَ إِكْبَـارَا (9)
وزعم أن معناه: إذا حضن (10) .
* * *
وقوله: (وقطعن أيديهن) ، اختلف أهل التأويل في معنى ذلك.
فقال بعضهم: معناه: أنهن حَززن بالسكين في أيديهن، وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترُجّ .
* ذكر من قال ذلك:
19211 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا شبابة , قال: حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله: (وقطعن أيديهن) ، حزًّا حزًّا بالسكين.
19212 - حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (وقطعن أيديهن) ، قال: حزًّا حزًّا بالسكاكين.
19213 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد ،
19214 - .... قال: وحدثنا إسحاق , قال: حدثنا عبد الله , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (وقطعن أيديهن) ، قال: حزًّا حزًّا بالسكين.
19215 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , قال: حدثنا أسباط , عن السدي: (وقطعن أيديهن) قال: جعل النسوة يحززن أيديهن , يحسبن أنهن يقطعن الأترج.
19216 - حدثنا إسماعيل بن سيف , قال: حدثنا علي بن عابس , قال: سمعت السدي يقول: كانت في أيديهن سكاكين مع الأترج , فقطعن أيديهنّ , وسالت الدماء , فقلن: نحن نلومك على حبّ هذا الرجل , ونحن قد قطعنا أيدينا وسالت الدماء !
19217 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد: جعلن يحززن أيديهن بالسكين , ولا يحسبن إلا أنهن يحززن الترنج , قد ذهبت عقولهن مما رأين!
19218 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة: (وقطعن أيديهن) ، وحززن أيديهن.
19219 - حدثني سليمان بن عبد الجبار , قال: حدثنا محمد بن الصلت , قال: حدثنا أبو كدينة , عن حصين , عن مجاهد , عن ابن عباس , قال: جعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترج.
19220 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة: (وقطعن أيديهن) ، قال: جعلن يحززن أيديهن , ولا يشعرن بذلك.
19221 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: قالت ليوسف: ( اخرج عليهن )، فخرج عليهن ، ( فلما رأينه أكبرنه ) , وغلبت عقولهن عجبًا حين رأينه، فجعلن يقطعن أيديهن بالسكاكين التي معهن، ما يعقلن شيئًا مما يصنعن ، (وقلن حاش لله ما هذا بشرًا).
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهن قطعن أيديهن حتى أبنَّها، وهن لا يشعرن.
* ذكر من قال ذلك:
19222 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال: قطعن أيديهن حتى ألقينَها.
19223 - حدثني المثنى , قال: حدثنا إسحاق , قال: حدثنا عبد الرزاق , قال: أخبرنا معمر , عن قتادة , في قوله: (وقطعن أيديهن) ، قال: قطعن أيديهن حتى ألقينها.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أخبر عنهن أنهن قطَّعن أيديهن وهن لا يشعرن لإعظام يوسف، وجائز أن يكون ذلك قطعًا بإبانة ، وجائز أن يكون كان قطع حزّ وخدش ، ولا قول في ذلك أصوب من التسليم لظاهر التنـزيل.
* * *
19224 - حدثنا محمد بن بشار , قال: حدثنا عبد الرحمن , قال: حدثنا سفيان , عن أبي إسحاق , عن أبي الأحوص , عن عبد الله , قال: أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن. (11)
19225 - حدثنا محمد بن المثنى , قال: حدثنا محمد بن جعفر , قال: حدثنا شعبة , عن أبي إسحاق , عن أبي الأحوص , عن عبد الله , مثله .
19226 - .... وبه عن أبي الأحوص , عن عبد الله , قال: قسم ليوسف وأمه ثلث الحسن.
19227 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا وكيع ; وحدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا أبي , عن سفيان , عن أبي إسحاق , عن أبي الأحوص , عن عبد الله , قال: أعطي يوسف وأمه ثلث حسن الخلق.
19228 - حدثني أحمد بن ثابت , وعبد الله بن محمد الرازيّان , قالا حدثنا عفان , قال: أخبرنا حماد بن سلمة , قال: أخبرنا ثابت , عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال: أعطي يوسف وأمه شَطْرَ الحسن (12) .
19229 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا حكام , عن أبي معاذ , عن يونس , عن الحسن , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعطي يوسف وأمه ثلث &; 16-81 &; حُسن أهل الدنيا , وأعطي الناس الثلثين ، أو قال: أعطي يوسف وأمه الثلثين , وأعطي الناس الثلث.
19230 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا وكيع ; وحدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا أبي ، , عن سفيان , عن منصور , عن مجاهد , عن ربيعة الجرشي , قال: قسم الحسن نصفين , فأعطي يوسف وأمه سارة نصف الحسن , والنصف الآخر بين سائر الخلق.
19231 - حدثنا ابن بشار , قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري , قال: حدثنا سفيان , عن منصور , عن مجاهد , عن ربيعة الجرشي , قال: قسم الحسن نصفين: فقسم ليوسف وأمه النصف , والنصف لسائر الناس.
19232 - حدثنا ابن وكيع وابن حميد , قالا حدثنا جرير , عن منصور , عن مجاهد , عن ربيعة الجرشي , قال: قسم الحسن نصفين , فجعل ليوسف وسارَة النصف , وجعل لسائر الخلق نصف. (13)
19233 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا حكام , عن عيسى بن يزيد , عن الحسن: أعطي يوسف وأمه ثلث حسن الدنيا , وأعطي الناس الثلثين.
* * *
وقوله: (وقلن حاش لله) ، اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قرأة الكوفيين: (حَاشَ لِلّهِ) بفتح الشين وحذف الياء.
* * *
وقرأه بعض البصريين بإثبات الياء " حَاشَى لله ".
* * *
وفيه لغات لم يقرأ بها: " حَاشَى اللهِ" ، كما قال الشاعر: (14)
حَاشَــى أَبِــي ثَوْبَــانَ إِنَّ بِــهِ
ضَنًّــا عَــنِ المَلْحَــاةِ وَالشَّــتْمِ (15)
* * *
وذكر عن ابن مسعود أنه كان يقرأ بهذه اللغة: " حَشَى اللهَ"، و " حاشْ اللهَ"، (16) بتسكين الشين والألف، يجمع بين الساكنين.
* * *
وأما القراءة فإنما هي بإحدى اللغتين الأوليين , فمن قرأ: (حَاشَ لله) بفتح الشين وإسقاط الياء، فإنه أراد لغة من قال: " حاشى لله " , بإثبات الياء , ولكنه حذف الياء لكثرتها على ألسن العرب , كما حذفت العرب الألف من قولهم: " لا أب لغيرك " , و " لا أب لشانيك " , وهم يعنون: " لا أبا لغيرك ". و " لا أبا لشانيك ".
* * *
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يزعم أن لقولهم: " حاشى لله " , موضعين في الكلام:
أحدهما: التنـزيه.
والآخر: الاستثناء. وهو في هذا الموضع عندنا بمعنى التنـزيه لله , كأنه قيل: معاذ الله.
* * *
قال أبو جعفر: وأما القول في قراءة ذلك. فإنه يقال: للقارئ الخيار في قراءته بأي القراءتين شاء , إن شاء بقراءة الكوفيين، وإن شاء بقراءة البصريين , وهو: (حَاشَ لله) و " حَاشَى لله "، لأنهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان بمعنى واحد , وما عدا ذلك فلغات لا تجوز القراءة بها , لأنا لا نعلم قارئًا قرأ بها.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
19234 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا ابن نمير , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (وقلن حاش لله) ، قال: معاذ الله.
19235 - حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قوله: (حاش لله)، معاذ الله.
19236 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (وقلن حاش لله) : معاذ الله.
19237 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا شبابة , قال: حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله: (حاش لله) : معاذ الله.
19238 - .... قال: حدثنا عبد الوهاب , عن عمرو , عن الحسن: (حاش لله) : معاذ الله.
19239 - حدثني الحارث , قال: حدثنا عبد العزيز , قال: حدثنا يحيى , عن ابن جريج , عن مجاهد , مثله.
* * *
وقوله: (ما هذا بشرًا) ، يقول: قلن ما هذا بشرًا , لأنهن لم يرين في حسن صورته من البشر أحدًا , فقلن: لو كان من البشر، لكان كبعض ما رأينا من صورة البشر , ولكنه من الملائكة لا من البشر، كما:-
19240 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (وقلن حاش لله ما هذا بشرا) : ما هكذا تكون البشر!
* * *
وبهذه القراءة قرأ عامة قرأة الأمصار . وقد: -
19241 - حدثت عن يحيى بن زياد الفراء , قال: حدثني دعامة بن رجاء التيمي ، وكان غَزَّاءً (17) ، عن أبي الحويرث الحنفي أنه قرأ: " ما هذا بِشِرًى "، أي ما هذا بمشتري. (18)
* * *
، يريد بذلك أنهن أنكرن أن يكون مثلُه مستعبدًا يشترى ويُبَاع.
* * *
قال أبو جعفر: وهذه القراءة لا أستجيز القراءة بها، لإجماع قرأة الأمصار على خلافها. وقد بينا أن ما أجمعت عليه، فغير جائز خلافُها فيه.
* * *
وأما " نصب " البشر , فمن لغة أهل الحجاز إذا أسقطوا " الباء " من الخبر نصبوه , فقالوا: " ما عمرو قائمًا " . وأما أهل نجد , فإن من لغتهم رفعه , يقولون: " ما عمرو قائم " ; ومنه قول بعضهم حيث يقول: (19)
لَشَـتَّانَ مَـا أَنْـوِي وَيَنْـوِي بَنُـو أَبِي
جَمِيعًــا , فَمَــا هَـذَانِ مُسْـتَوِيَانِ
تَمَنَّـوْا لِـيَ المَـوْتَ الَّذِي يَشْعَبُ الفَتَى
وَكُــلُّ فَتًــى وَالمَــوْتُ يَلْتَقِيَـانِ (20)
وأما القرآن , فجاء بالنصب في كل ذلك , لأنه نـزل بلغة أهل الحجاز.
* * *
وقوله: (إن هذا إلا مَلَك كريمٌ) ، يقول: قلن ما هذا إلا ملك من الملائكة، كما: -
19242 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة: (إن هذا إلا ملك كريم) ، قال: قلن: ملك من الملائكة.
* * *
----------------------
الهوامش:
(1) انظر تفسير" المكر" فيما سلف 15 : 49 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(2) انظر تفسير" أعتد" فيما سلف 8 : 103 ، 355 / 9 : 353 ، 392 .
(3) قراءة الحسن بالمد ، آخره همز ، ذكر هذه القراءة ابن خالويه في شواذ القراءات ص : 63 عن الحسن ، وذكرها أبو حيان في تفسيره 5 : 302 ، ونسبها إلى الحسن وابن هرمز ، وقال :" بالمد والهمز . وهي مفتعل ، من الاتكاء ، إلا أنه أشبع الفتحة فتولدت منها الألف كما قالوا" :
وَأَنْـتَ مِـنَ الغَـوَائِل حَـيْثُ تُـرْمَى
ومِـــنْ ذَمِّ الرِّجـــالِ بِمُنْــتَزَاحِ
أي : بمنتزح ، فأشبع .
(4) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 309 .
(5) يقول : إلا إذا أعطين السكاكين لكي يمزقن النمارق والوسائد ، وهي المتكأ .
(6) في المطبوعة :" وأخبرنا في قوله" ، لم يحسن قراءة المخطوطة .
(7) الأثر : 19206 -" إسماعيل بن سيف العجلي" ، شيخ برقم الطبري مضى : 3843 ، وذكر أخي هناك أنه لم يجد له ترجمة ، وظنه" إسماعيل بن سيف ، أبو إسحاق" ، بل قطع بذلك . والله أعلم .
و" علي بن عابس الأسدي" ، ضعيف ، مضى برقم : 11233 .
(8) الأثر : 19208 -" إسماعيل بن سيف العجلي" ، انظر رقم : 19206
و" عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي" ، كان أميرًا بمكة ، وذكره العقيلي في الضعفاء . مترجم في ميزان الاعتدال 2 : 132 ، ولسان الميزان 4 : 21 .
(9) لسان العرب ( كبر ) .
(10) ذكر أبو منصور الأزهري ، عن أبي الهيثم أنه قال :" سألت رجلا من طيئ فقلت : يا أخا طيئ ، ألك زوجة ؟ قال : لا والله ما تزوجت ، وقد وعدت في ابنة عم لي . قلت : ما سنها ؟ قال : قد أكبرت ، أو : كبرت ، قلت : ما أكبرت ؟ قال : حاضت" . قال : الأزهري :" وإن صحت هذه اللفظة في اللغة بمعنى الحيض ، فلها مخرج حسن . وذلك أن المرأة أول ما تحيض فقد خرجت من حد الصغر إلى حد الكبر ، فقيل لها : أكبرت ، أي : حاضت فدخلت في حد الكبر الموجب عليها الأمر والنهي .
(11) الآثار 19224 - 19227 - حديث موقوف صحيح الإسناد ، خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 : 17 من طرق وبألفاظ مختلفة ، وخرجه الهيثمي بهذا اللفظ ، في مجمع الزوائد 8 : 203 . وبغير هذا اللفظ مطولا . وقال :"
رواه الطبراني موقوفًا ، ورجاله رجال الصحيح" ثم ذكر هذا المختصر ، فقال : رواه الطبراني ، والظاهر أنه وهم" . وذلك أن نص الأول المطول :" أعطى يوسف وأمه ثلثي حسن الناس" .(12) الأثر : 19228 -" أحمد بن ثابت بن عتاب الرازي" ،" فرخويه" ، شيخ الطبري كذاب ، مضى برقم : 2055 .
و" عبد الله بن محمد الرازي" ، شيخ الطبري ، لم أعرفه ، وفي التاريخ :" حدثني عبد الله بن محمد ، وأحمد بن ثابت الشيان .." ، ولا أدري ما هذا ؟
و" عفان" ، هو" عفان بن مسلم الصفار" ، ثقة من شيوخ أحمد والبخاري ، مضى برقم : 5392 ، أخرج له الجماعة .
و" حماد بن سلمة" ، ثقة ، مضى مرارًا .
و" ثابت" هو" ثابت بن أسلم الناني" تابعي ثقة ، مضى مرارًا .
وهذا خبر صحيح الإسناد ، ولا يضره كذب" أحمد بن ثابت" ، فالثقات قد رووه ، رواه أحمد في مسنده 3 : 286 ، عن عفان نفسه ، بهذا اللفظ .
ورواه الحاكم في المستدرك 2 : 570 ، من طريق محمد بن إسحاق الصغاني ، ومحمد بن غالب بن حرب ، وإسحاق بن الحسن بن ميمون ، جميعًا عن عفان بن مسلم . بمثله ، وقال :" هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه" ، ووافقه الذهبي .
ورواه الطبري في تاريخه من هذا الطريق نفسه 1 : 173 .
(13) الآثار : 19230 - 19232 -" ربيعة الجرشي" ، مختلف في اسم أبيه ، وفي صحبته . فقيل في اسم أبيه" ربيعة بن عمرو" ، و" ربيعة بن الغاز" ، انظر ترجمته في الإصابة ، والكبير للبخاري 2 / 1 / 256 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 472 ، وابن سعد في الطبقات 7 / 2 / 150 ، وقال :" وفي بعض الحديث أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عنه ، قال : وكان ثقة ، وقتل يوم مرج راهط في ذي الحجة سنة 64".
(14) هو الجميح ، منقد بن الطماح الأسدي ، ونسب لسبرة بن عمرو الأسدي .
(15) المفضليات 718 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 310 ، والخزانة 2 : 150 ، والعيني ( بهامش الخزانة ) 4 : 129 ، واللسان ( حشى ) في موضعين ، بروايتين ، وهو من شعر له هجا فيه بني رواحه بن قطيعة بن عبس ، ويستثنى منهم عمرو بن عبد الله أبا ثوبان ، يقول :
وَبَنُـــو رَوَاحَـــةَ يَنْظُــرُونَ إذَا
نَظَـــرَ النَّــدِيُّ بِــآنُفٍ خُــثْمِ
حَاشَـــا أبِــي ثَوْبَــانَ إنّ أبَــا
ثَوْبَـــان لَيْسَ بِبُكْمَـــةٍ فَـــدْمِ
عَمْــرُو بــنَ عَبْــدِ اللـهِ إنَّ بِـهِ
ضَنًّــا عَــنِ المَلْحَــاةِ والشَّــتْمِ
وخلط في الشعر أبو عبيدة وغيره ، وفي المخطوطة" أبي ثروان" ، وفي اللسان في أحد الموضعين" أبي مروان" ، كأنه نقل محرف عن رواية" ثروان" ، إن صحت ، رواه المفضل" حاشى أبا ثوبان" بالنصب .
و" الندى" المجلس ، واراد أهله . و" الآنف" جمع" أنف" ،" الخثم" جمع" أخثم" ، وهو الأنف العظيم الكثير اللحم ، ليس برقيق ولا أشم ، وهو ذم .
و" البكمة" ، الأبكم ، و" الفدم" العيي الثقيل الفهم . و" الملحاة" مصدر ميمي من" لحوت الرجل ولحيته" ، إذا ألححت عليه باللائمة ، وكأنه يعني المشاغبة .
(16) في المطبوعة ، أسقط" حشى الله" ، وأثبتها منها .
(17) كان في المطبوعة :" غرا" ، والصواب ما أثبت ، وهو كذلك في معاني القرآن .
(18) الأثر : 19241 - هو في معاني القرآن للفراء في تفسير الآية .
(19) لم أعرف قائله .
(20) رواهما الفراء في معاني القرآن , في تفسير الآية .
- ابن عاشور : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
حقّ سمع أن يعدّى إلى المسموع بنفسه ، فتعديته بالباء هنا إما لأنه ضمن معنى أخْبِرت ، كقول المثل : «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» أي تخبر عنه . وإما أن تكون الباء مزيدة للتوكيد مثل قوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم } [ سورة المائدة : 6 ].
وأطلق على كلامهن اسم المكر ، قيل : لأنهن أردن بذلك أن يبلغ قولهن إليها فيغريَها بعَرضها يوسف عليه السّلام عليهن فيريْنَ جماله لأنهن أحببن أن يرينه . وقيل : لأنهن قلنه خفية فأشبه المكر ، ويجوز أن يكون أطلق على قولهن اسم المكر لأنهن قلنه في صورة الإنكار وهن يُضمرن حسَدَها على اقتناء مثله ، إذ يجوز أن يكون الشغف بالعبد في عادتهم غير منكر .
وأعتدت } : أصله أعددت ، أبدلت الدال الأولى تاء ، كما تقدم عند قوله تعالى : { وأعتدنا للكافرين عذاباً مُهيناً } في سورة النساء ( 37 ).
والمتّكأ : محل الاتكاء . والاتكاء : جِلسة قريبة من الاضطجاع على الجنب مع انتصاب قليل في النصب الأعلى . وإنما يكون الاتكاء إذا أريد إطالة المكث والاستراحة ، أي أحضرت لهن نمارق يتّكِئْن عليها لتناول طعام . وكان أهل الترف يأكلون متكئين كما كانت عادةً للرومان ، ولم تزل أسرّة اتكائهم موجودة في ديار الآثار . وقال النبي : أمّا أنَا فلا آكلُ متكئاً .
ومعنى { آتت } أمرت خدمها بالإيتاء كقوله : { يا هامان ابن لي صرحاً } [ سورة غافر : 36 ].
والسكين : آلة قطع اللحم وغيره . قيل : أحضرت لهن أتْرُجاً ومَوْزاً فحضرن واتكأن ، وقد حذف هذان الفعلان إيجازاً . وأعطت كل واحدة سكيناً لقشر الثمار .
وقولها : أُخرج عليهن } يقتضي أنه كان في بيت آخر وكان لا يدخل عليها إلا بإذنها . وعدّي فعل الخروج بحرف ( على ) لأنه ضمن معنى ( أُدخل ) لأن المقصود دخوله عليهن لا مجرد خروجه من البيت الذي هو فيه .
ومعنى { أكبرنه } أعظمنه ، أي أعظمن جماله وشمائله ، فالهمزة فيه للعدّ ، أي أعددنه كبيراً ، وأطلق الكبر على عظيم الصفات تشبيهاً لِوفرة الصفات بعظم الذات .
وتقطيع أيديهن كان من الذهول ، أي أجرين السكاكين على أيديهن يحسبن أنهن يقطعن الفواكه . وأريد بالقطع الجُرح ، أطلق عليه القطع مجازاً للمبالغة في شدته حتى كأنه قَطْع قطعة من لحم اليد .
و { حاش لله } تركيب عربي جرى مجرى المثل يراد منه إبطال شيء عن شيء وبراءته منه . وأصل ( حاشا ) فعل يدل على المباعدة عن شيء ، ثم يعامل معاملة الحرف فيجَرُّ به في الاستثناء فيقتصر عليه تارة . وقد يوصل به اسم الجلالة فيصير كاليمين على النفي يقال : حَاشَا الله ، أي أحاشيه عن أن يكذب ، كما يقال : لا أقسم . وقد تزاد فيه لام الجر فيقال : حاشا لله وحاش لله ، بحذف الألف ، أي حاشا لأجله ، أي لخوفه أن أكذب . حكي بهذا التركيب كلام قالته النسوة يدل على هذا المعنى في لغة القبط حكاية بالمعنى .
وقرأ أبو عَمرو «حاشا لله» بإثبات ألف حاشا في الوصل ، وقرأ البقية بحذفها فيه . واتفقوا على الحذف في حالة الوقف .
وقولهن : { مَا هذا بشراً } مبالغة في فَوْته محاسن البشر ، فمعناه التفضيل في محاسن البشر ، وهو ضد معنى التشابه في باب التشبيه .
ثم شبّهنه بواحد من الملائكة بطريقة حصره في جنس الملائكة تشبيهاً بليغاً مؤكّداً . وكان القبط يعتقدون وجود موجودات علوية هي من جنس الأرواح العلوية ، ويعبرون عنها بالآلهة أو قضاة يوم الجزاء ، ويجعلون لها صوراً ، ولعلهم كانوا يتوخّوْن أن تكون ذواتاً حسنة . ومنها ما هي مدافعة عن الميت يوم الجزاء . فأطلق في الآية اسم الملك على ما كانت حقيقته مماثلة لحقيقة مسمّى الملك في اللغة العربية تقريباً لأفهام السامعين .
فهذا التشبيه من تشبيه المحسوس بالمتخيل ، كقول امرىء القيس
ومسنونة زرق كأنياب أغوال: ...
- إعراب القرآن : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
«فَلَمَّا» الفاء استئنافية ولما حينية ظرف زمان «سَمِعَتْ» ماض والتاء للتأنيث والفاعل مستتر والجملة مضاف إليه «بِمَكْرِهِنَّ» متعلقان بسمعت والهاء مضاف إليه «أَرْسَلَتْ» ماض فاعله مستتر والتاء للتأنيث «إِلَيْهِنَّ» متعلقان بأرسلت «وَأَعْتَدَتْ» معطوف على أرسلت «لَهُنَّ» متعلقان بأعتدت «مُتَّكَأً» مفعول به «وَآتَتْ» الواو عاطفة وماض والتاء للتأنيث والفاعل مستتر والجملة معطوفة «كُلَّ» مفعول به أول «واحِدَةٍ» مضاف إليه «مِنْهُنَّ» متعلقان بمحذوف صفة «سِكِّيناً» مفعول به ثان «وَقالَتِ» معطوف على آتت «اخْرُجْ» أمر فاعله مستتر «عَلَيْهِنَّ» متعلقان باخرج «فَلَمَّا» الفاء عاطفة ولما الحينية «رَأَيْنَهُ» ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل والهاء مفعول به والجملة مضاف إليه «أَكْبَرْنَهُ» إعرابه مثل رأينه ماض والنون فاعله والهاء مفعوله «وَقَطَّعْنَ» الواو عاطفة وماض ونون النسوة فاعل «أَيْدِيَهُنَّ» مفعول به والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة «وَقُلْنَ» ماض والنون فاعله والجملة معطوفة «حاشَ» ماض فاعله مستتر «لِلَّهِ» متعلقان بحاش «ما هذا» ما نافية تعمل عمل ليس واسم الإشارة اسمها «بَشَراً» خبرها والجملة وما قبلها مقول القول «إِنْ» حرف فاعله مستتر والجملة معطوفة
- English - Sahih International : So when she heard of their scheming she sent for them and prepared for them a banquet and gave each one of them a knife and said [to Joseph] "Come out before them" And when they saw him they greatly admired him and cut their hands and said "Perfect is Allah This is not a man; this is none but a noble angel"
- English - Tafheem -Maududi : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ(12:31) When she heard about their cunning talk, she invited them to a banquet at her house and got ready pillows for the party *26 and placed before each of them a knife. Then, (when they were engaged in cutting fruit) she made a sign to Joseph. as if to say, "Come out before them. " When they caught sight of him, they were so amazed that they cut their hands, and exclaimed spontaneously, "Good God! He is no man; he is a noble angel!"
- Français - Hamidullah : Lorsqu'elle eut entendu leur fourberie elle leur envoya [des invitations] et prépara pour elles une collation; et elle remit à chacune d'elles un couteau Puis elle dit Sors devant elles Joseph - Lorsqu'elles le virent elles l'admirèrent se coupèrent les mains et dirent A Allah ne plaise Ce n'est pas un être humain ce n'est qu'un ange noble
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Als sie nun von ihren Ränken hörte sandte sie zu ihnen und bereitete ihnen ein Gastmahl' Sie gab einer jeden von ihnen ein Messer und sagte zu Yusuf "Komm zu ihnen heraus" Als sie ihn sahen fanden sie ihn großartig und sie zerschnitten sich ihre Hände und sagten "Allah behüte Das ist kein Mensch das ist nur ein ehrenvoller Engel"
- Spanish - Cortes : Cuando ella oyó sus murmuraciones envió a por ellas y les preparó un banquete dando a cada una de ellas un cuchillo Y dijo que saliera adonde ellas estaban Cuando las mujeres le vieron le encontraron tan bien parecido que se hicieron cortes en las manos y dijeron ¡Santo Alá ¡Éste no es un mortal éste no es sino un ángel maravilloso
- Português - El Hayek : Mas quando ela se inteirou de tais falatórios convidouas à sua casa e lhes preparou um banquete ocasião em que deuuma faca a cada uma delas; então disse a José Apresentate ante elas E quando o viram extasiaramse à visão dele chegando mesmo a ferir suas próprias mãos Disseram Valhanos Deus Este não é um ser humano Não é senão um anjonobre
- Россию - Кулиев : Когда она услышала про их хитрость то пригласила их велела приготовить им подушки дала каждой по ножу для фруктов и сказала Выйди к ним Когда они увидели его то так превознесли его что порезали ножами себе руки и сказали Упаси Аллах Да ведь это - не человек Он - не кто иной как благородный ангел
- Кулиев -ас-Саади : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
Когда она услышала про их хитрость, то пригласила их, велела приготовить им подушки, дала каждой по ножу для фруктов и сказала: «Выйди к ним». Когда они увидели его, то так превознесли его, что порезали ножами себе руки и сказали: «Упаси Аллах! Да ведь это - не человек. Он - не кто иной, как благородный ангел».Когда жена визиря узнала о молве, которая распространилась по городу, она пригласил знатных женщин к себе домой на пир. Она велела приготовить для них зал, обложенный подушками и матрацами, и подать им изысканные блюда. Среди угощений, которые были поданы гостям, были лимоны или другие фрукты, которые следует разрезать ножом. И поэтому перед каждой гостьей лежал нож, которым она могла разрезать угощение. А затем жена визиря велела Йусуфу нарядиться и выйти к гостям. Когда они увидели его, то превознесли его в душе. Никогда ранее они не видели подобной красоты. Они были так поражены, что не заметили, как порезали себе руки. А объяснялось это тем, что Аллах даровал Йусуфу неописуемую красоту и почтил его светом и прелестью, которые делали его знамением для смотрящих и назиданием для размышляющих.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kadınların kendisini yermesini işitince onları davet etti; koltuklar hazırladı; geldiklerinde her birine birer bıçak verdi Yusuf'a "Yanlarına çık" dedi Kadınlar Yusuf'u görünce şaşıp ellerini kestiler ve "Allah'ı tenzih ederiz ama bu insan değil ancak çok güzel bir melektir" dediler
- Italiano - Piccardo : Avendo sentito i loro discorsi inviò loro qualcuno e preparò i cuscini [giunte che furono] diede a ciascuna un coltello quindi disse [a Giuseppe] “Entra al loro cospetto” Quando lo videro lo trovarono talmente bello che si tagliuzzarono le mani dicendo “Che Allah ci protegga Questo non è un essere umano ma un angelo nobilissimo”
- كوردى - برهان محمد أمين : جا کاتێك ژنهکهی عهزیزی میسر توانج و پلارهکهی ئهوانی بیست ئهویش ناردی به شوێنیانداو جێگهیهکی خۆشی بۆ ئاماده کردن چهقۆشی دایه دهستی ههریهکهیان ئینجا فهرمانیدا به یوسف و وتی ئادهی وهره دهرهوه بۆ لایان با بتبینن و جا کاتێك بینیان به گهورهو گرنگیان زانیو الله اکبر یان بۆ کردو به بێئاگایی دهستی خۆیان بڕی وتیشیان پاکی و بێگهردی ودووری له ههموو ناتهواویهك شایستهی خوایه که ئهمهی دروست کردووه ئهمه بهشهر نیه تهنها فریشتهیهکی جوان و بهڕێزه و هیچی تر نیه
- اردو - جالندربرى : جب زلیخا نے ان عورتوں کی گفتگو جو حقیقت میں دیدار یوسف کے لیے ایک چال تھی سنی تو ان کے پاس دعوت کا پیغام بھیجا اور ان کے لیے ایک محفل مرتب کی۔ اور پھل تراشنے کے لیے ہر ایک کو ایک چھری دی اور یوسف سے کہا کہ ان کے سامنے باہر او۔ جب عورتوں نے ان کو دیکھا تو ان کا رعب حسن ان پر ایسا چھا گیا کہ پھل تراشتے تراشتے اپنے ہاتھ کاٹ لیے اور بےساختہ بول اٹھیں کہ سبحان الله یہ حسن یہ ادمی نہیں کوئی بزرگ فرشتہ ہے
- Bosanski - Korkut : I kad ona ču za ogovaranja njihova posla po njih te im priredi divane dade svakoj od njih po nož i reče "Izađi pred njih" A kad ga one ugledaše zadiviše se ljepoti njegovoj i po rukama svojim se porezaše "Bože Bože" – uskliknuše – "ovo nije čovjek ovo je melek plemeniti"
- Swedish - Bernström : Och när hon fick veta vad deras elaka tungor sladdrade skickade hon bud till dem [med inbjudan] till en festmåltid som hon lät laga till åt dem Hon gav var och en av dem en kniv [och till Josef] sade hon "Kom ut [och visa dig] för dem" Och när kvinnorna fick se honom häpnade de över hans [skönhet]; och [deras förvirring var så stor att] deras knivar slant och de skar sig i händerna Och de utbrast "Måtte Gud förlåta oss Detta är ingen vanlig dödlig man han kan inte vara annat än en ängel [från ovan]"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka tatkala wanita itu Zulaikha mendengar cercaan mereka diundangnyalah wanitawanita itu dan disediakannya bagi mereka tempat duduk dan diberikannya kepada masingmasing mereka sebuah pisau untuk memotong jamuan kemudian dia berkata kepada Yusuf "Keluarlah nampakkanlah dirimu kepada mereka" Maka tatkala wanitawanita itu melihatnya mereka kagum kepada keelokan rupanya dan mereka melukai jari tangannya dan berkata "Maha sempurna Allah ini bukanlah manusia Sesungguhnya ini tidak lain hanyalah malaikat yang mulia"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
(Maka tatkala wanita itu mendengar cercaan mereka) pergunjingan mereka terhadap dirinya (diundangnyalah wanita-wanita itu dan disediakannya) Zulaikha mempersiapkan (bagi mereka makanan) yang harus dipotong terlebih dahulu dengan pisau dan beralaskan pada talenan (dan diberikannya) Zulaikha memberikan (kepada masing-masing mereka sebuah pisau, kemudian dia berkata) kepada Yusuf ("Keluarlah kepada mereka." Maka tatkala wanita-wanita itu melihatnya, mereka merasa kagum terhadapnya) kepada ketampanan dan keelokan rupanya (dan mereka melukai jari tangannya) dengan pisau-pisau yang mereka pegang itu tanpa mereka sadari dan tanpa merasa sakit karena kekaguman mereka terhadap ketampanan Yusuf (dan berkatalah mereka, "Maha Sempurna Allah) dimaksud sebagai ungkapan memahasucikan Allah swt. (ini bukanlah) artinya Nabi Yusuf ini (manusia tetapi) melainkan (ia adalah malaikat yang mulia.") mengingat ketampanan dan keelokan rupanya hal ini tidak akan ditemui pada manusia. Di dalam sebuah hadis disebutkan bahwasanya Nabi Yusuf telah dianugerahi separuh dari ketampanan dan keelokan rupa.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন সে তাদের চক্রান্ত শুনল তখন তাদেরকে ডেকে পাঠাল এবং তাদের জন্যে একটি ভোজ সভার আয়োজন করল। সে তাদের প্রত্যেককে একটি ছুরি দিয়ে বললঃ ইউসুফ এদের সামনে চলে এস। যখন তারা তাকে দেখল হতভম্ব হয়ে গেল এবং আপন হাত কেটে ফেলল। তারা বললঃ কখনই নয় এ ব্যক্তি মানব নয়। এ তো কোন মহান ফেরেশতা।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அப் பெண்களின் பேச்சக்களை அஜீஸின் மனைவி கேட்டபோது விருந்திற்காகச் சாய்மானங்கள் சித்தம் செய்து அப் பெண்களுக்கு அழைப்பனுப்பினாள்; விருந்திற்கு வந்த அப் பெண்களில ஒவ்வொருத்திக்கும் பழங்களை நறுக்கித் தின்பதற்காக ஒரு கத்தியும் கொடுத்தாள் "இப் பெண்கள் எதிரே செல்லும்" என்று யூஸுஃபிடம் கூறினாள்; அப் பெண்கள் அவரைப் பார்த்ததும் அவரழகில் மயங்கி அவரை மிக மேன்மையாகக் கண்டார்கள் அவர் அழகில் மெய் மறந்து தம் கைகளையும் வெட்டிக்கொண்டனர்; "அல்லாஹ்வே பெரியவன்; இவர் மனிதரே அல்லர் இவர் மேன்மைக்குரிய ஒரு மலக்கேயன்றி வேறில்லை" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เมื่อนางได้ยินเสียงกล่าวหา โจษจรรย์ของนางเหล่านั้น นางจึงส่งคนไปยังนางเหล่านั้นและนางได้เตรียมที่พักพิงสำหรับนางเหล่านั้นและได้นำมีดมาให้ทุกคนในหมู่นางเหล่านั้น และนางกล่าว แก่เขาว่า “จงออกไปหานางเหล่านั้น” เมื่อนางเหล่านั้นเห็นเขาก็ให้การสรรเสริญและเฉือนมือของพวกนาง และเขากล่าวว่า “เป็นไปไม่ได้ นี่ไม่ใช่มนุษย์เป็นแน่ มิใช่อื่นใดนอกจากมะลักผู้มีเกียรติ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уларнинг макри ҳақида эшитган вақтда уларга одам юбориб чақирди Уларга суяниб ўтирадиган жой тайёрлади Ва ҳар бирларига пичоқ берди Сўнгра Юсуфга Уларнинг олдига чиқ деди Уни кўрган чоғларида лол қолдилар қўлларини кесдилар Ва Ё пок Парвардигоро Бу башар эмас Бу карамли фариштанинг ўзику дейишди Юсуф меҳмонларнинг ҳузурига чиқди Аёллар унинг ҳусну жамолини кўриб бошлари айланиб лол қолдилар ҳайратга тушдилар ва беихтиёр Қўлларини кесдилар Ана шунда Азизнинг хотини уларни Юсуфнинг ҳусну жамоли олдида таажжуб ва ҳайрат ила лол бўлганларини кўриб ўзини ғолиб сезди Энди у ўзини маломат қилган аёллар устидан кула бошлади
- 中国语文 - Ma Jian : 她听到了她们狡猾的流言蜚语,就派人去把她们邀请来,并为她们预备了一桌席,发给她们每人一把小刀,她(对优素福)说:你出去见见她们吧。当她们看见他的时候,她们赞扬了他,(她们都被迷住了),以致餐刀割伤了自己的手。她们说:啊呀!这不是一个凡夫,而是一位高洁的天神。
- Melayu - Basmeih : Maka apabila ia Zulaikha mendengar cacian mereka dia pun menjemput mereka dan menyediakan satu jamuan untuk mereka serta memberi kepada tiap seorang di antara mereka sebilah pisau Dan pada ketika itu berkatalah ia kepada Yusuf "Keluarlah di hadapan mereka" Maka ketika mereka melihatnya mereka tercengang melihat kecantikan parasnya dan mereka dengan tidak sedar melukakan tangan mereka sambil berkata "Jauhnya Allah dari kekurangan Ini bukanlah seorang manusia ini tidak lain melainkan malaikat yang mulia"
- Somali - Abduh : markay maqashay dhagartooda Xantoodii way u farriin dirtay waxayna u darabtay fadhi martiqaad waxayna siisay mid kasta mindi waxayna ku tidhi Yuusuf ku soo bax markay arkeenna way waynesteen waxayna iska gooyeen Sareen Gaemaha Faraha waxayna dheheen xaashaa Ilaah kani bashar Dad ma aha kani waxaan Malag sharaf leh ahayn ma aha
- Hausa - Gumi : Sa'an nan a lõkacin da ta ji lãbãri game da mãkircinsu sai ta aika kiran liyafa zuwa gare su kuma ta yi tattalin abincin da ake dõgara wajen cinsa kuma ta bai wa kõwace ɗaya daga cikinsu wuƙa kuma ta ce "Ka fito a kansu" To a lõkacin da suka gan shi suka girmamã shi kuma suka yanyanke hannãyensu kuma suka ce "Tsarki yanã ga Allah Wannan bã mutum ba ne Wannan bai zama ba fãce Malã'ika ne mai daraja"
- Swahili - Al-Barwani : Alipo sikia yule bibi masengenyo yao aliwaita na akawawekea matakia ya kuegemea na akampa kila mmoja wao kisu Akamwambia Yusuf Tokeza mbele yao Basi walipo mwona waliona ni kitu kikubwa kabisa na wakajikata mikono yao Wakasema Hasha Lillahi Huyu si mwanaadamu Hakuwa huyu ila ni Malaika mtukufu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe kur ajo dërgjoi për thashethënat e tyre i thirri ato në gosti dhe çdonjërës nga ato ia dha nga një thikë për të ngrënë pemë dhe mish dhe i tha Jusufit “Dil para tyre” E kur e panë atë u mahnitën nga bukuria e tij dhe u prenë duarve e thanë “O Zot o Zot Ky nuk është njeri por ky shtë vetëm një engjëll fisnik”
- فارسى - آیتی : چون افسونشان را شنيد، نزدشان كس فرستاد و براى هر يك تا تكيه دهد متكايى ترتيب داد و به هر يك كاردى داد، و گفت: بيرون آى تا تو را بنگرند. چون او را ديدند، بزرگش شمردند و دست خويش ببريدند و گفتند: معاذ اللّه، اين آدمى نيست، اين جز فرشتهاى بزرگوار نيست.
- tajeki - Оятӣ : Чун афсунашонро шунид, наздашон кас фиристод ва маҷлисе тартиб дод ва ба ҳар як корде дод ва гуфт: «Берун ой, то туро бингаранд». Чун ӯро диданд, бузургаш шумурданд ва дасти хеш бибуриданд ва гуфтанд: «Маъозаллоҳ ин одами нест, ин фариштае бузургвор аст!»
- Uyghur - محمد صالح : ئۇ (يەنى زۈلەيخا) ئۇلارنىڭ گەپ - سۆزلىرىنى ئاڭلاپ، ئۇلارغا (مېھماندارچىلىققا چاقىرىپ) ئادەم ئەۋەتتى. ئۇلارغا (يۆلىنىدىغان) تەكىيە ياستۇقلارنى تەييارلىدى، ئۇلارنىڭ ھەربىرىگە بىردىن پىچاق بەردى. (زۈلەيخا يۇسۇفكە) «سەن چىقىپ ئۇلار بىلەن كۆرۈشكىن دېدى، ئۇلار يۇسۇفنى كۆرۈپ ھاڭ تاڭ بولۇپ قېلىشتى ۋە ئۆزلىرىنىڭ قوللىرىنى كېسىۋېلىشتى. ئۇلار: «(بۇنداق چىرايلىق ئىنساننى ياراتقان) اﷲ پاكتۇر، بۇ ئادەمزات ئەمەس، پەقەت بىر ئېسىل پەرىشتىدۇر» دېيىشتى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരുടെ തന്ത്രത്തെപ്പറ്റി കേട്ട പ്രഭുപത്നി അവരുടെ അടുത്തേക്ക് ആളെ അയച്ചു. അവര്ക്ക് ചാരിയിരിക്കാന് അവള് ഇരിപ്പിടങ്ങളൊരുക്കി. അവരിലോരോരുത്തര്ക്കും ഓരോ കത്തി കൊടുക്കുകയും ചെയ്തു. അവള് യൂസുഫിനോടു പറഞ്ഞു: "ആ സ്ത്രീകളുടെ മുന്നിലേക്ക് ചെല്ലുക.” അവര് അദ്ദേഹത്തെ കണ്ടപ്പോള് വിസ്മയഭരിതരാവുകയും തങ്ങളുടെ കൈകള് സ്വയം മുറിപ്പെടുത്തുകയും ചെയ്തു. അവര് പറഞ്ഞുപോയി: "അല്ലാഹു എത്ര മഹാന്! ഇത് മനുഷ്യനല്ല. ഇത് മാന്യനായ ഒരു മലക്കല്ലാതാരുമല്ല”
- عربى - التفسير الميسر : فلما سمعت امراه العزيز بغيبتهن اياها واحتيالهن في ذمها ارسلت اليهن تدعوهن لزيارتها وهيات لهن ما يتكئن عليه من الوسائد وما ياكلنه من الطعام واعطت كل واحده منهن سكينا ليقطعن الطعام ثم قالت ليوسف اخرج عليهن فلما راينه اعظمنه واجللنه واخذهن حسنه وجماله فجرحن ايديهن وهن يقطعن الطعام من فرط الدهشه والذهول وقلن متعجبات معاذ الله ما هذا من جنس البشر لان جماله غير معهود في البشر ما هو الا ملك كريم من الملائكه
*26) The ancient Egyptians used to place pillows and cushions in such feasts for the guests to recline. And this is confirmed by the archaeological remains in Egypt.
There is no mention at all of this banquet in the Bible but it has been described in the Talmud in a way quite different from that of the Qur'an. Needless to say that while this narrative in the Qur'an is natural, life-like and teaches moral lessons, the one in the Talmud lacks all these things.