- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِىٓ إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَٰهِلِينَ
- عربى - نصوص الآيات : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ۖ وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
- عربى - التفسير الميسر : قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة، وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن، وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم.
- السعدى : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ } وهذا يدل على أن النسوة، جعلن يشرن على يوسف في مطاوعة سيدته، وجعلن يكدنه في ذلك.
فاستحب السجن والعذاب الدنيوي على لذة حاضرة توجب العذاب الشديد، { وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أي: أمل إليهن، فإني ضعيف عاجز، إن لم تدفع عني السوء، { وَأَكُنْ } إن صبوت إليهن { مِنَ الْجَاهِلِينَ } فإن هذا جهل، لأنه آثر لذة قليلة منغصة، على لذات متتابعات وشهوات متنوعات في جنات النعيم، ومن آثر هذا على هذا، فمن أجهل منه؟" فإن العلم والعقل يدعو إلى تقديم أعظم المصلحتين وأعظم اللذتين، ويؤثر ما كان محمود العاقبة.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
ويترامى على مسامع يوسف - عليه السلام - هذا التهديد السافر . . فيلجأ إلى ربه مستجيرا به ، ومحتميا بحماه ويقول : ( قَالَ رَبِّ السجن أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ . . . )
أى : قال يوسف - عليه السلام - متضرعا إلى ربه - تعالى - يا رب السجن الذى هددتنى به تلك المرأة ومن معها ، أحب إلى ، وآثر عندي مما يدعوننى إليه من ارتكاب الفواحش .
وقال أحب إلى مما يدعوننى إليه ، ولم يقل مما تدعونى إليه امرأة العزيز ، لأنهن جميعا كن مشتركات فى دعوته إلى الفاحشة سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ، بعد أن شاهدن هيئته وحسنه ، وبعد أن سمعن ما قالته فى شأنه ربة الدار . .
قال الآلوسى : " وإسناد الدعوة إليهن ، لأنهن خوفنه من مخالفتها ، وزين له مطاوعتها .
فقد روى أنهن قلن له أطع مولاتك ، واقض حاجتها ، لتأمن عقوبتها . . وروى أن كل واحدة منهن طلبت الخلوة به لنصيحته ، فلما خلت به دعته إلى نفسها . .
وقوله : ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الجاهلين ) واعتراف منه - عليه السلام - بضعفه البشرى الذى لا قدرة له على الصمود أمام الإِغراء ، إذا لم يكن معه عون الله - تعالى - وعنايته ورعايته .
و ( أصب ) من الصبوة وهى الميل إلى الهوى ، يقال : صبا فلان يصبو صبوا وصبوة ، إذا مال إلى شهوات نفسه واتبع طريق الشر ، ومنه ريح الصبا ، وهى التى تميل إليها النفوس لطيب نسيمها واعتدال هوائها .
والمعنى : وإلا تدفع عنى يا إلهى كيد هؤلاء النسوة ، ومحاولاتهن إيقاعى فى حبائلهن ، أمل إليهن . وأطاوعهن على ما يردنه منى ، وأكن بذلك من الجاهلين السفهاء الذين يخضعون لأهوائهم وشهواتهم ، فيقعون فى القبائح والمنكرات .
- البغوى : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
( قال رب ) أي : يا رب ( السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) قيل : كان الدعاء منها خاصة ، ولكنه أضاف إليهن خروجا من التصريح إلى التعريض .
وقيل : إنهن جميعا دعونه إلى أنفسهن .
وقرأ يعقوب وحده : السجن بفتح السين . وقرأ العامة بكسرها .
وقيل : لو لم يقل : السجن أحب إلي لم يبتل بالسجن ، والأولى بالمرء أن يسأل الله العافية .
قوله تعالى : ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن ) أمل إليهن وأتابعهن ، يقال : صبا فلان إلى كذا يصبو صبوا وصبوا وصبوة إذا مال واشتاق إليه .
( وأكن من الجاهلين ) فيه دليل على أن المؤمن إذا ارتكب ذنبا يرتكبه عن جهالة .
- ابن كثير : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
فعند ذلك استعاذ يوسف ، عليه السلام ، من شرهن وكيدهن ، وقال : ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) أي : من الفاحشة ، ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن ) أي : إن وكلتني إلى نفسي ، فليس لي من نفسي قدرة ، ولا أملك لها ضرا ولا نفعا إلا بحولك وقوتك ، أنت المستعان وعليك التكلان ، فلا تكلني إلى نفسي .
( أصب إليهن وأكن من الجاهلين)
- القرطبى : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
قوله تعالى : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه أي دخول السجن ، فحذف المضاف ; قاله الزجاج والنحاس . " أحب إلي " أي أسهل علي وأهون من الوقوع في المعصية ; لا أن دخول السجن مما يحب على التحقيق . وحكي أن يوسف - عليه السلام - لما قال : السجن أحب إلي أوحى الله إليه " يا يوسف ! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي ، ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت " . وحكى أبو حاتم أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قرأ : " السجن " بفتح السين وحكي أن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن الأعرج ويعقوب ; وهو مصدر سجنه سجنا .
وإلا تصرف عني كيدهن أي كيد النسوان . وقيل : كيد النسوة اللاتي رأينه ؟ فإنهن أمرنه بمطاوعة امرأة العزيز ، وقلن له : هي مظلومة وقد ظلمتها . وقيل : طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز ; والقصد بذلك أن تعذله في حقها ، وتأمره بمساعدتها ، فلعله يجيب ; فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له : يا يوسف ! اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك ; تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده ; فقال : يا رب كانت واحدة فصرن جماعة . وقيل : كيد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة ; وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها في الخطاب ، وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض . والكيد الاحتيال والاجتهاد ; ولهذا سميت الحرب كيدا لاحتيال الناس فيها ; قال عمر بن لجأ :
تراءت كي تكيدك أم بشر وكيد بالتبرج ما تكيد
أصب إليهن جواب الشرط ، أي أمل إليهن ، من صبا يصبو - إذا مال واشتاق - صبوا وصبوة ; قال :
إلى هند صبا قلبي وهند مثلها يصبي
أي إن لم تلطف بي في اجتناب المعصية وقعت فيها .
وأكن من الجاهلين أي ممن يرتكب الإثم ويستحق الذم ، أو ممن يعمل عمل الجهال ; ودل هذا على أن أحدا لا يمتنع عن معصية الله إلا بعون الله ; ودل أيضا على قبح الجهل والذم لصاحبه .
- الطبرى : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)
قال أبو جعفر: وهذا الخبر من الله يدلُّ على أن امرأة العزيز قد عاودت يوسف في المراودة عن نفسه , وتوعَّدته بالسّجن والحبس إن لم يفعل ما دعته إليه , فاختار السجن على ما دعته إليه من ذلك ; لأنها لو لم تكن عاودته وتوعَّدته بذلك , كان محالا أن يقول: (ربّ السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه) ، وهو لا يدعَى إلى شيء، ولا يخوَّف بحبس.
* * *
و " السجن " هو الحبس نفسه , وهو بيت الحَبْس.
* * *
وبكسر السين قرأه قرأة الأمصار كلها. والعرب تضع الأماكن المشتقة من الأفعال مواضع الأفعال (27) . فتقول: " طلعت الشمس مطلعًا , وغربت مغربًا " , فيجعلونها، وهي أسماء، خلفًا من المصادر , فكذلك " السجن " , فإذا فتحت السين من " السَّجن " كان مصدرًا صحيحًا.
* * *
وقد ذكر عن بعض المتقدمين أنه يقرأه: " السَّجْنُ أَحَبُّ إلَيَّ" ، بفتح السين . ولا أستجيز القراءة بذلك، لإجماع الحجة من القرأة على خلافها.
* * *
قال أبو جعفر: وتأويل الكلام: قال يوسف: يا رب، الحبس في السجن أحبُّ إليَّ مما يدعونني إليه من معصيتك، ويراودنني عليه من الفاحشة، كما: -
19246 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو , قال: حدثنا أسباط , عن السدي: (قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) : من الزنا.
19247 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: قال يوسف، وأضاف إلى ربه، واستغاثه على ما نـزل به (28) ( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه) ، أي: السجن أحبّ إليّ من أن آتي ما تكره.
* * *
وقوله: (وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن) ، يقول: وإن لم تدفع عني، يا رب، فعلهن الذي يفعلن بي، في مراودتهن إياي على أنفسهن (29) ، " أصب إليهن " , يقول: أمِلْ إليهن , وأتابعهن على ما يُرِدن مني ويهوَيْن.
* * *
، من قول القائل: " صَبا فلان إلى كذا " , ومنه قول الشاعر: (30)
إِلَـــى هِنْـــدٍ صَبَـــا قَلْبِــي
وَهِنْــــدٌ مِثْلُهَــــا يُصْبِـــي (31)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
* ذكر من قال ذلك:
19248 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة: (أصب إليهن) ، يقول: أتابعهن.
19249 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (وإلا تصرف عني كيدهن) ، أي: ما أتخوَّف منهن ، ( أصب إليهن).
19250 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) ، قال: إلا يكن منك أنت العون والمنعة , لا يكن منّي ولا عندي.
* * *
وقوله: (وأكن من الجاهلين) ، يقول: وأكن بصبوتي إليهن، من الذين جهلوا حقك، وخالفوا أمرك ونهيك، (32) كما: -
19251 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (وأكن من الجاهلين) ، أي: جاهلا إذا ركبت معصيتك.
----------------------
الهوامش:
(27) " الأفعال" يعني" المصادر" ، وانظر ما سلف من فهارس المصطلحات .
(28) في المخطوطة :" وأحاف إلى ربه واستغاثه" ، والصواب في الأولى ما في المطبوعة ، وفي المطبوعة" استعانه" ، فأثبت ما في المخطوطة ." أضاف إلى ربه" ، خاف وأشفق ، فلجأ إليه مستجيرًا به .
(29) انظر تفسير" الصرف" فيما سلف ص : 49 ، تعليق 1 : ، والمراجع هناك .
، وتفسير" الكيد" فيما سلف ص : 60 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(30) هو يزيد بن ضبة الثقفي" .
(31) الأغاني 7 : 102 ( دار الكتب ) ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 311 ، من أبيات له هو مطلعها ، وبعده :
وهِنْــــدٌ غَـــــادَةٌ غَيْــــدَا
ءُ مِــــنْ جُرْثُومَـــةٍ غُلْـــبِ
وَمَــــا إنْ وَجَــــدَ النَّـــاسُ
مِــــــنَ الأدْوَاءِ كـــــالحُبِّ
.
(32) انظر تفسير"
الجهل" فيما سلف 13 : 332 ، تعليق : 1 ، 2 ، والمراجع هناك . - ابن عاشور : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
استئناف بياني ، لأن ما حُكي قبله مقام شدة من شأنه أن يَسأل سامعه عن حال تلقي يوسف عليه السّلام فيه لكلام امرأة العزيز .
وهذا الكلام مناجاة لربه الذي هو شاهدهم ، فالظاهر أنه قال هذا القول في نفسه . ويحتمل أنّه جهر به في ملئهن تأييساً لهن من أن يفعل ما تأمره به .
وقرأ الجمهور «السّجن» بكسر السين . وقرأه يعقوب وحده بفتح السين على معنى المصدر ، أي أن السجن أحب إليّ . وفضّل السجن مع ما فيه من الألم والشدة وضيق النفس على ما يدعونه إليه من الاستمتاع بالمرأة الحسنة النفيسة على ما فيه منا للذة ولكن كرهه لفعل الحرام فضل عنده مقاساة السجن . فلما علم أنه لا مَحيص من أحد الأمرين صار السجن محبوباً إليه باعتبار أنّه يخلصه من الوقوع في الحرام فهي محبة ناشئة عن ملاءمة الفكر ، كمحبة الشجاع الحرب .
فالإخبار بأن السجن أحبُّ إليه مِن الاستمتاع بالمرأة مستعمل في إنشاء الرضى بالسجن في مرضاة الله تعالى والتباعد عن محارمه ، إذ لا فائدة في إخبار من يعلم ما في نفسه فاسم التفضيل على حقيقته ولا داعي إلى تأويله بمسلوب المفاضلة .
وعبّر عما عرضته المرأة بالموصولية لما في الصلة من الإيماء إلى كون المطلوب حالة هي مظنة الطواعية ، لأن تمالىء الناس على طلب الشيء من شأنه أن يوطن نفس المطلوب للفعل ، فأظهر أن تمالئهن على طلبهن منه امتثالَ أمْر المرأة لم يَفُلّ من صارم عزمه على الممانعة ، وجعل ذلك تمهيداً لسؤال العصمة من الوقوع في شَرك كيدهن ، فانتقل من ذكر الرضى بوعيدها إلى سؤال العصمة من كيدها .
وأسند فعل { يدعونني } إلى نون النسوة ، فالواو الذي فيه هو حرف أصلي وليست واو الجماعة ، والنون ليست نون رفع لأنه مبني لاتصاله بنون النسوة ، ووزنه يفعُلْنَ . وأسند الفعل إلى ضمير جمع النساء مع أنّ التي دعته امرأة واحدة ، إما لأن تلك الدعوة من رغبات صنف النساء فيكون على وزان جمع الضمير في { كيدهن } ، وإما لأنّ النسوة اللاّتي جمعتهن امرأة العزيز لما سمعن كلامها تمَالأن على لوم يوسف عليه السّلام وتحريضه على إجابة الداعية ، وتحذيره من وعيدها بالسجن . وعلى وزان هذا يكون القول في جمع الضمير في { كيدهن } [ سورة يوسف : 28 ] أي كيد صنف النساء ، مثل قول العزيز إنّ كيدكنّ عظيم } ، أي كيد هؤلاء النسوة .
وجملة { وإلاّ تصرف عني كيدهن } خبر مستعمل في التخوّف والتوقع التجاء إلى الله وملازمة للأدب نحو ربه بالتبرؤ من الحَول والقوة والخشية من تقلب القلب ومن الفتنة بالميل إلى اللذة الحرام . فالخبر مستعمل في الدعاء ، ولذلك فرع عنه جملة { فاستجاب له ربّه }.
ومعنى { أصبُ } أمِلْ . والصبو : الميل إلى المحبوب .
والجاهلون : سفهاء الأحلام ، فالجهل هنا مقابِل الحلم . والقول في أن مبالغة { أكن من الجاهلين } أكثرُ من أكن جاهلاً كالقول في { وليكوناً من الصاغرين } [ سورة يوسف : 32 ].
- إعراب القرآن : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
«قالَ» ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «رَبِّ» منادى بأداة نداء محذوفة منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة والجملة مقول القول «السِّجْنُ» مبتدأ «أَحَبُّ» خبر «إِلَيَّ» متعلقان بأحب «مِمَّا» من حرف جر وما موصولية متعلقان بأحب «يَدْعُونَنِي» مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ونون النسوة فاعل والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة صلة «إِلَيْهِ» متعلقان بيدعونني «وَإِلَّا» الواو مستأنفة وإن شرطية ولا نافية «تَصْرِفْ» مضارع مجزوم وفاعله مستتر «عَنِّي» متعلقان بتصرف «كَيْدَهُنَّ» مفعوله به والهاء مضاف إليه والنون علامة جمع الإناث والجملة ابتدائية لا محل لها «أَصْبُ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وفاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم يقترن بالفاء «إِلَيْهِنَّ» متعلقان بأصب «وَأَكُنْ» مضارع ناقص معطوف على ما قبله ومجزوم مثله واسمه محذوف «مِنَ الْجاهِلِينَ» متعلقان بالخبر المحذوف
- English - Sahih International : He said "My Lord prison is more to my liking than that to which they invite me And if You do not avert from me their plan I might incline toward them and [thus] be of the ignorant"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ(12:33) Joseph said, "My Lord! I prefer imprisonment to that to which they invite me. If Thou dost not ward off their cunning devices from me, I may be caught in their snare, and become one of the ignorant. " *28
- Français - Hamidullah : Il dit O mon Seigneur la prison m'est préférable à ce à quoi elles m'invitent Et si Tu n'écartes pas de moi leur ruse je pencherai vers elles et serai du nombre des ignorants [des pécheurs]
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "Mein Herr das Gefängnis ist mir lieber als das wozu sie mich auffordern Und wenn Du ihre List von mir nicht abwendest werde ich mich zu ihnen hingezogen fühlen und zu den Toren gehören"
- Spanish - Cortes : Dijo él ¡Señor Prefiero la cárcel a acceder a lo que ellas me piden Pero si no apartas de mí su astucia cederé a ellas y seré de los ignorantes
- Português - El Hayek : Disse José Ó Senhor meu é preferível o cárcere ao que me incitam; porém se não afastares de mim as suasconspirações cederei a elas e serei um dos néscios
- Россию - Кулиев : Он сказал Господи Темница мне милее того к чему меня призывают Если Ты не отвратишь от меня их козни то я уступлю им и окажусь в числе невежд
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
Он сказал: «Господи! Темница мне милее того, к чему меня призывают. Если Ты не отвратишь от меня их козни, то я уступлю им и окажусь в числе невежд».Очевидно, женщины стали советовать Йусуфу согласиться на предложение госпожи и пользовались различными ухищрениями. Однако он предпочел попасть в темницу и вкусить наказание в мирской жизни, нежели насладиться мирскими благами и обречь себя на страшное наказание после смерти. Он взмолился: «Господи! Если Ты не избавишь меня от ухищрений этих женщин, то я могу склониться на их сторону, потому что я слаб и беспомощен. Если Ты не защитишь меня от них, то я могу уступить их желаниям. И если это произойдет, то я стану одним из невежественных грешников». Он назвал грех невежеством, ибо только невежественный человек может предпочесть недолговечные и беспокойные мирские удовольствия вечным и разнообразным удовольствиям в Райских садах. Может ли быть еще большее невежество?!! Воистину, знания и здравый смысл побуждают человека всегда отдавать предпочтение только самому лучшему и самому приятному, и поэтому благоразумный человек предпочитает совершать деяния, имеющие похвальные последствия.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yusuf "Rabbim Hapis benim için bunların istediklerini yapmaktan daha iyidir Eğer tuzaklarını benden uzaklaştırmazsan onlara meyleder ve bilmeyenlerden olurum" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse “O mio Signore preferisco la prigione a ciò cui mi invitano; ma se Tu non allontani da me le loro arti cederò loro e sarò uno di quelli che disconoscono [la Tua legge]”
- كوردى - برهان محمد أمين : یوسف کهئهمهی بیست وتی پهروهردگارم من زیندانم لهلا خۆشهویستره لهوهی که ئهوان بانگم دهکهن بۆی خۆ ئهگهر له فێڵ و تهڵهکهی ئهوانه ڕزگارم نهکهیت و پیلان و نهخشهکانیان دهربازم نهکهیت و لام نهدهیت لهوانهیه منیش مهیلم بۆ دروست ببێت و ئارهزوویان بکهم پاشان بچمه ڕیزی نهفام و گوناهبارانهوه
- اردو - جالندربرى : یوسف نے دعا کی کہ پروردگار جس کام کی طرف یہ مجھے بلاتی ہیں اس کی نسبت مجھے قید پسند ہے۔ اور اگر تو مجھ سے ان کے فریب کو نہ ہٹائے گا تو میں ان کی طرف مائل ہوجاوں گا اور نادانوں میں داخل ہوجاوں گا
- Bosanski - Korkut : "Gospodaru moj" – zavapi on – "draža mi je tamnica od ovoga na što me one navraćaju I ako Ti ne odvratiš od mene lukavstva njihova ja mogu prema njima naklonost osjetiti i lahkomislen postati"
- Swedish - Bernström : [Josef] bad "Herre Hellre går jag i fängelse än jag gör det som dessa [kvinnor] vill locka mig att göra; men om Du inte befriar mig ur deras snaror kan det hända att jag ger efter för dem och blir en av dem som inte vet [vad rätt och orätt är]"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Yusuf berkata "Wahai Tuhanku penjara lebih aku sukai daripada memenuhi ajakan mereka kepadaku Dan jika tidak Engkau hindarkan dari padaku tipu daya mereka tentu aku akan cenderung untuk memenuhi keinginan mereka dan tentulah aku termasuk orangorang yang bodoh"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
(Yusuf berkata, "Wahai Rabbku! Penjara lebih aku sukai daripada memenuhi ajakan mereka kepadaku. Dan jika tidak Engkau hindarkan aku dari tipu daya mereka, tentu aku akan cenderung untuk) memenuhi (kemauan mereka dan tentulah aku) menjadi (termasuk orang-orang yang bodoh") yakni orang-orang yang berbuat dosa. Makna yang dimaksud adalah berdoa. Pada ayat selanjutnya Allah berfirman:
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইউসুফ বললঃ হে পালনকর্তা তারা আমাকে যে কাজের দিকে আহবান করে তার চাইতে আমি কারাগারই পছন্দ করি। যদি আপনি তাদের চক্রান্ত আমার উপর থেকে প্রতিহত না করেন তবে আমি তাদের প্রতি আকৃষ্ট হয়ে পড়ব এবং অজ্ঞদের অন্তর্ভূক্ত হয়ে যাব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அதற்கு அவர் "என் இறைவனே இவர்கள் என்னை எதன் பக்கம் அழைக்கிறார்களோ அத்தீயதை விடச் சிறைக்கூடமே எனக்கு அதிக விருப்பமுடையதாகும்; இவர்களின் சதியை விட்டு நீ என்னைக் காப்பாற்றவில்லையானால் நான் இவர்கள் பால் சாய்ந்து பாவத்தால் அறிவில்லாதவர்களில் ஒருவனாகிவிடுவேன்" என்று பிரார்த்தித்தவராக கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เขากล่าวว่า “โอ้ ข้าแต่พระเจ้าของข้าพระองค์ คุกนั้นเป็นที่รักยิ่งแก่ข้าพระองค์กว่าสิ่งที่พวกนางเรียกร้องข้าพระองค์ไปสู่มัน และหากพระองค์มิทรงให้อุบายของพวกนางพ้นไปจากข้าพระองค์แล้ว ข้าพระองค์อาจจะโน้มเอียงไปหาพวกนาง และข้าพระองค์จะเป็นคนหนึ่งในหมู่ผู้โง่เขลา”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй Роббим улар мени чорлаётган нарсадан кўра мен учун қамоқ маҳбуброқдир буаёлларнинг макрини мендан Ўзинг нари қилмасанг уларга мойил бўлиб жоҳиллардан бўлиб қоламан деди
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:我的主啊!我宁愿坐牢,也不愿响应她们的召唤。如果你不为我排除她们的诡计,我将依恋她们,我将变成愚人。
- Melayu - Basmeih : Yusuf merayu kehadrat Allah Taala dengan berkata "Wahai Tuhanku Aku lebih suka kepada penjara dari apa yang perempuanperempuan itu ajak aku kepadanya Dan jika Engkau tidak menjauhkan daripadaku tipu daya mereka mungkin aku akan cenderung kepada mereka dan aku menjadi dari orangorang yang tidak mengamalkan ilmunya"
- Somali - Abduh : wuxuuna yidhi Nabi Yuusuf Eebow Xabbis baan ka jeelahay waxay iigu yeedhi haddaadan iga iilin dhagartooda waan u iilan Xaggooda waxaana ka mid noqon Jaahiliinta
- Hausa - Gumi : Ya ce "Yã Ubangijina Kurkuku ne mafi sõyuwa a gare ni daga abin da suke kirã na zuwa gare shi Kuma idan ba Ka karkatar da kaidinsu daga gare ni ba zan karkata zuwa gare su kuma in kasance daga jãhilai"
- Swahili - Al-Barwani : Yusuf akasema Ee Mola Mlezi wangu Nastahabu kifungo kuliko haya anayo niitia Na usipo niondoshea vitimbi vya wanawake mimi nitamili kwao na nitakuwa katika wajinga
- Shqiptar - Efendi Nahi : Jusufi tha “O Zoti im më shumë e dua burgun se atë që më ofrojnë ato E nëse ti nuk e largon prej meje dredhinë e tyre unë do të prirem kah ato dhe do të bëhem njëri nga xhahilat”
- فارسى - آیتی : گفت: اى پروردگار من، براى من زندان دوست داشتنىتر است از آنچه مرا بدان مىخوانند؛ و اگر مكر اين زنان را از من نگردانى، به آنها ميل مىكنم و در شمار نادانان درمىآيم.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Эй Парвардигори ман, барои ман зиндон дӯст доштанитар аст аз он чӣ маро ба он мехонанд ва агар макри ин занонро аз ман нагардонӣ, ба онҳо майл мекунам ва дар шумори нодонон дармеоям».
- Uyghur - محمد صالح : يۇسۇف: «ئى پەرۋەردىگارىم! ماڭا ئۇلار ئۈندىگەن نەرسىدىن كۆرە زىندان سۆيۈملۈكتۇر، ئەگەر ئۇلارنىڭ ھىيلىسىنى مەندىن دەپئى قىلمىساڭ، (ئىنسانچىلىقتا) ئۇلارغا مايىل بولۇپ قالىمەن، نادانلاردىن بولۇپ قالىمەن» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : യൂസുഫ് പറഞ്ഞു: "എന്റെ നാഥാ, ഇവരെന്നെ ക്ഷണിക്കുന്നത് ഏതൊന്നിലേക്കാണോ അതിനേക്കാള് എനിക്കിഷ്ടം തടവറയാണ്. ഇവരുടെ കുതന്ത്രം നീയെന്നില് നിന്ന് തട്ടിമാറ്റുന്നില്ലെങ്കില് ഞാന് അവരുടെ കെണിയില് കുടുങ്ങി അവിവേകികളില്പ്പെട്ടവനായേക്കാം.”
- عربى - التفسير الميسر : قال يوسف مستعيذا من شرهن ومكرهن يا رب السجن احب الي مما يدعونني اليه من عمل الفاحشه وان لم تدفع عني مكرهن امل اليهن واكن من السفهاء الذين يرتكبون الاثم لجهلهم
*28) In order to grasp the full significance of this prayer of Prophet Joseph, we should try to form a mental picture of the circumstances in which he was placed at that time. In the light of this passage the picture will be something like this. "There is the handsome young man of twenty in the prime of his life, who has brought health and vigour of youth from the desert into Egypt, after passing through the ordeal of forced slavery and exile. Fortune has placed him in the house of one of the highest dignitaries in the capital of the most civilized country of the world at the time. There this handsome young man meets in the prime of life with a strange experience. The lady of the house in which he has to live day and night falls passionately in love with him and begins to tempt and seduce him.Then the fame of his beauty spreads all over the capital and the other ladies of the town also become enamoured of him. Now this is the critical position. He is surrounded on all sides by hundreds of beautiful snares that have been spread to entrap and catch him unawares. All sorts of devices are employed to excite his passions and entice him: wherever he goes he encounters sin lying in ambush with all its charms and allurements and waiting for an opportune moment to make a surprise attack upon him. Such are the circumstances that are tempting him with sin, but the pious young man successfully passes through the ordeal, set for him by Satan, with the self-control that is praiseworthy indeed. But it is all the more praiseworthy that he does not feel any pride for showing such extraordinary piety in such trying and tempting circumstances. On the other hand, he very humbly invokes his Lord to protect him from those traps of sin, for he is afraid of the common human weaknesses and cries out, "My Lord, I am weak ! I fear lest these temptations should over-power me, I would rather prefer imprisonment to doing such an evil thing into which they are tempting to ensnare me. "
In fact, that was the most important and critical period of Prophet Joseph's training, and this hard ordeal helped to bring forth all his latent virtues of which he himself was unaware up to that time. Then he himself realized that Allah had endowed him with the high and extraordinary qualities of honesty, fidelity, piety, charity, righteousness, self-control, balance of mind, and he made full use of these when he gained power in Egypt.