- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّىٓ أَرَىٰنِىٓ أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ ٱلْءَاخَرُ إِنِّىٓ أَرَىٰنِىٓ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِى خُبْزًا تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِۦٓ ۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ودخل معه السجن فتيان ۖ قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا ۖ وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه ۖ نبئنا بتأويله ۖ إنا نراك من المحسنين
- عربى - التفسير الميسر : ودخل السجن مع يوسف فَتَيان، قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا، وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه، أخبرنا -يا يوسف -بتفسير ما رأينا، إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله، ومعاملتهم لخلقه.
- السعدى : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
أي: { و } لما دخل يوسف السجن، كان في جملة من { دَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ } أي: شابان، فرأى كل واحد منهما رؤيا، فقصها على يوسف ليعبرها، .فـ { قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا } وذلك الخبز { تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ } أي: بتفسيره، وما يؤول إليه أمرهما، وقولهما: { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } أي: من أهل الإحسان إلى الخلق، فأحسن إلينا في تعبيرك لرؤيانا، كما أحسنت إلى غيرنا، فتوسلا ليوسف بإحسانه.
- الوسيط لطنطاوي : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
ثم بين - سبحانه - جانبا من أحواله بعد أن دخل السجن فقالك ( وَدَخَلَ مَعَهُ السجن فَتَيَانِ . . )
والفتيان : تثنية فتى ، وهو من جاوز الحلم ودخل فى سن الشباب .
قالوا : وهذان الفتيان كان أحدهما : خبازا للملك وصاحب طعامه وكان الثانى : ساقيا للملك ، وصاحب شرابه .
وقد أدخلهما الملك السجن غضبا عليهما ، لأنهما اتهما بخيانته .
والجملة الكريمة عطف على كلام محذوف يفهم من السياق ، والتقدير بعد أن بدا للعزيز وحاشيته سجن يوسف .
نفذا ما بدا لهم فسجنوه ، ودخل معه فى السجن فتيان من خدم الملك " قال أحدهما " وهو ساقى الملك ليوسف - عليه السلام - :
( إني أراني أَعْصِرُ خَمْراً ) أى : إنى رأيت فيما يرى النائم . إنى عصرا عنبا ليصير خمرا . سماه بما يؤول إليه .
( وَقَالَ الآخر إِنِّي أراني أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطير مِنْهُ ) أى : وقال الثانى وهو خباز الملك ، إنى رأيت فى المنام أنى أحمل فوق رأسى سلالا بها خبز ، وهذا الخبز تأكل الطير منه وهو فوق رأسى .
والضمير المجرور فى قوله : ( نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المحسنين ) يعود إلى المرئى فى المنام أى : أخبرنا بتفسير ما رأيناه فى منامنا ، إذ نراك ونعتقدك من القوم الذين يحسنون تأويل الرؤى ، كما أننا نتوسم فيك الخير والصلاح ، لإِحسانك إلى غيرك ، من السجناء الذين أنت واحد منهم .
وقبل أن يبدأ يوسف - عليه السلام - فى تأويل رؤياهما ، أخذ يمهد لذلك بأن يعرفهما بنفسه ، وبعقيدته ، ويدعوهما إلى عبادة الله وحده ويقيم لهما الأدلة على ذلك . .
وهذا شأن المصلحين العقلاء المخلصين لعقيدتهم الغيورين على نشرها بين الناس ، إنهم يسوقون لغيرهم من الكلام الحكيم ما يجعل هذا الغير يثق بهم ، ويقبل عليهم ، ويستجيب لهم . .
- البغوى : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قوله تعالى : ( ودخل معه السجن فتيان ) وهما غلامان كانا [ للريان بن الوليد بن شروان العمليق ] ملك مصر الأكبر ، أحدهما : خبازه وصاحب طعامه ، والآخر : ساقيه وصاحب شرابه . غضب الملك عليهما فحبسهما .
وكان السبب فيه : أن جماعة من أهل مصر أرادوا المكر بالملك واغتياله ، فضمنوا لهذين مالا ليسما الملك في طعامه وشرابه فأجاباهم ، ثم إن الساقي نكل عنه ، وقبل الخباز الرشوة فسم الطعام ، فلما أحضر الطعام والشراب قال الساقي : لا تأكل أيها الملك فإن الطعام مسموم ، وقال الخباز : لا تشرب فإن الشراب مسموم .
فقال الملك للساقي : اشرب فشربه فلم يضره ، وقال للخباز : كل من طعامك ، [ فأبى فجرب ] ذلك الطعام على دابة فأكلته فهلكت ، فأمر الملك بحبسهما .
وكان يوسف حين دخل السجن جعل ينشر علمه ويقول : إني أعبر الأحلام ، فقال أحد الفتيين لصاحبه : هلم فلنجرب هذا العبد العبراني ، فتراءيا له فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا ، قال ابن مسعود : ما رأيا شيئا وإنما تحالما ليجربا يوسف .
وقال قوم : بل كانا رأيا حقيقة ، فرآهما يوسف وهما مهمومان ، فسألهما عن شأنهما ، فذكرا أنهما صاحبا الملك ، حبسهما ، وقد رأيا رؤيا غمتهما . فقال يوسف : قصا علي ما رأيتما ، فقصا عليه .
( قال أحدهما ) وهو صاحب الشراب ( إني أراني أعصر خمرا ) أي : عنبا ، سمى العنب خمرا باسم ما يئول إليه ، كما يقال : فلان يطبخ الآجر أي : يطبخ اللبن للآجر . وقيل : الخمر العنب بلغة عمان ، وذلك أنه قال : إني رأيت كأني في بستان ، فإذا بأصل حبلة عليها ثلاث عناقيد من عنب فجنيتها ، وكان كأس الملك بيدي فعصرتها فيه وسقيت الملك فشربه .
( وقال الآخر ) وهو الخباز : ( إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه ) وذلك أنه قال : إني رأيت كأن فوق رأسي ثلاث سلال فيها الخبز وألوان الأطعمة ، وسباع الطير تنهش منه . ( نبئنا بتأويله ) أخبرنا بتفسيره وتعبيره وما يئول إليه أمر هذه الرؤيا .
( إنا نراك من المحسنين ) أي : العالمين بعبارة الرؤيا ، والإحسان بمعنى العلم .
وروي أن الضحاك بن مزاحم سئل عن قوله : ( إنا نراك من المحسنين ) ما كان إحسانه ؟ قال : كان إذا مرض إنسان في السجن عاده وقام عليه ، وإذا ضاق [ عليه المجلس ] وسع له ، وإذا احتاج جمع له شيئا ، وكان مع هذا يجتهد في العبادة ، ويقوم الليل كله للصلاة .
وقيل : إنه لما دخل السجن وجد فيه قوما اشتد بلاؤهم وانقطع رجاؤهم وطال حزنهم ، فجعل يسليهم ويقول : أبشروا واصبروا تؤجروا ، فيقولون : بارك الله فيك يا فتى ، ما أحسن وجهك وخلقك وحديثك ، لقد بورك لنا في جوارك فمن أنت يا فتى ؟ قال : أنا يوسف بن صفي الله يعقوب بن ذبيح الله إسحاق بن خليل الله إبراهيم فقال له عامل السجن : يا فتى ، والله لو استطعت لخليت سبيلك ، ولكن سأحسن جوارك فتمكن في أي بيوت السجن شئت .
ويروى أن الفتيين لما رأيا يوسف قالا له : لقد أحببناك حين رأيناك ، فقال لهما يوسف : أنشدكما بالله أن لا تحباني ، فوالله ما أحبني أحد قط إلا دخل علي من حبه بلاء ، لقد أحبتني عمتي فدخل علي بلاء ، ثم أحبني أبي فألقيت في الجب ، وأحبتني امرأة العزيز فحبست . فلما قصا عليه الرؤيا كره يوسف أن يعبر لهما ما سألاه لما علم في ذلك من المكروه على أحدهما ، فأعرض عن سؤالهما وأخذ في غيره في إظهار المعجزة والدعاء إلى التوحيد .
- ابن كثير : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قال قتادة : كان أحدهما ساقي الملك ، والآخر خبازه .
قال محمد بن إسحاق : كان اسم الذي على الشراب " نبوا " ، والآخر " مجلث " .
قال السدي : وكان سبب حبس الملك إياهما أنه توهم أنهما تمالآ على سمه في طعامه وشرابه .
وكان يوسف ، عليه السلام ، قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة وصدق الحديث ، وحسن السمت وكثرة العبادة - صلوات الله عليه وسلامه - ومعرفة التعبير والإحسان إلى أهل السجن وعيادة مرضاهم والقيام بحقوقهم . ولما دخل هذان الفتيان إلى السجن ، تآلفا به وأحباه حبا شديدا ، وقالا له : والله لقد أحببناك حبا زائدا . قال : بارك الله فيكما ، إنه ما أحبني أحد إلا دخل علي من محبته ضرر ، أحبتني عمتي فدخل علي الضرر بسببها ، وأحبني أبي فأوذيت بسببه ، وأحبتني امرأة العزيز فكذلك ، فقالا : والله ما نستطيع إلا ذلك ، ثم إنهما رأيا مناما ، فرأى الساقي أنه يعصر خمرا - يعني عنبا - وكذلك هي في قراءة عبد الله بن مسعود : " إني أراني أعصر عنبا " . ورواه ابن أبي حاتم ، عن أحمد بن سنان ، عن يزيد بن هارون ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن ابن مسعود : أنه قرأها : " أعصر عنبا " .
وقال الضحاك في قوله : ( إني أراني أعصر خمرا ) يعني : عنبا . قال : وأهل عمان يسمون العنب خمرا .
وقال عكرمة : رأيت فيما يرى النائم أني غرست حبلة من عنب ، فنبتت . فخرج فيه عناقيد ، فعصرتهن ثم سقيتهن الملك . قال تمكث في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتسقيه خمرا .
وقال الآخر ، وهو الخباز : ( إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين )
والمشهور عند الأكثرين ما ذكرناه ، وأنهما رأيا مناما وطلبا تعبيره .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن إبراهيم ، عن عبد الله قال : ما رأى صاحبا يوسف شيئا ، إنما كانا تحالما ليجربا عليه .
- القرطبى : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قوله تعالى : ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين
قوله تعالى : ودخل معه السجن فتيان " فتيان " تثنية فتى ; وهو من ذوات الياء ، وقولهم : الفتو شاذ . قال وهب وغيره : حمل يوسف إلى السجن مقيدا على حمار ، وطيف به " هذا جزاء من يعصي سيدته " وهو يقول : هذا أيسر من مقطعات النيران ، وسرابيل القطران ، وشراب الحميم ، وأكل الزقوم . فلما انتهى يوسف إلى السجن وجد فيه قوما قد انقطع رجاؤهم ، واشتد بلاؤهم ; فجعل يقول لهم : اصبروا وأبشروا تؤجروا ; فقالوا له : يا فتى ! ما أحسن حديثك ! لقد بورك لنا في جوارك ، من أنت يا فتى ؟ قال : أنا يوسف ابن صفي الله يعقوب ، ابن ذبيح الله إسحاق ، ابن خليل الله إبراهيم . وقال ابن عباس : لما قالت المرأة لزوجها إن هذا العبد العبراني قد فضحني ، وأنا أريد أن تسجنه ، فسجنه في السجن ; فكان يعزي فيه الحزين ، ويعود فيه المريض ، ويداوي فيه الجريح ، ويصلي الليل كله ، ويبكي حتى تبكي معه جدر البيوت وسقفها والأبواب ، وطهر به السجن ، واستأنس به أهل السجن ; فكان إذا خرج الرجل من السجن رجع حتى يجلس في السجن مع يوسف ، وأحبه صاحب السجن فوسع عليه فيه ; ثم قال له : يا يوسف ! لقد أحببتك حبا لم أحب شيئا حبك ; فقال : أعوذ بالله من حبك ، قال : ولم ذلك ؟ فقال : أحبني أبي ففعل بي إخوتي ما فعلوه ، وأحبتني سيدتي فنزل بي ما ترى ، فكان في حبسه حتى غضب الملك على خبازه وصاحب شرابه ، وذلك أن الملك عمر فيهم فملوه ، فدسوا إلى خبازه وصاحب شرابه أن يسماه جميعا ، فأجاب الخباز وأبى صاحب الشراب ، فانطلق صاحب الشراب فأخبر الملك بذلك ، فأمر الملك بحبسهما ، فاستأنسا بيوسف ، فذلك قوله : ودخل معه السجن فتيان وقد قيل : إن الخباز وضع السم في الطعام ، فلما حضر الطعام قال الساقي : أيها الملك ! لا تأكل فإن الطعام مسموم . وقال الخباز : أيها الملك لا تشرب ! فإن الشراب مسموم ; فقال الملك للساقي : اشرب ! فشرب فلم يضره ، وقال للخباز : كل ; فأبى ، فجرب الطعام على حيوان فنفق مكانه ، فحبسهما سنة ، وبقيا في السجن تلك المدة مع يوسف . واسم الساقي منجا ، والآخر مجلث ; ذكره الثعلبي عن كعب . وقال النقاش : اسم أحدهما شرهم ، والآخر سرهم ; الأول ، بالشين المعجمة . والآخر بالسين المهملة . وقال الطبري : الذي رأى أنه يعصر خمرا هو نبو ، قال السهيلي : وذكر اسم الآخر ولم أقيده . وقال فتيان لأنهما كانا عبدين ، والعبد يسمى فتى ، صغيرا كان أو كبيرا ; ذكره الماوردي . وقال القشيري : ولعل الفتى كان اسما للعبد في عرفهم ; ولهذا قال : تراود فتاها عن نفسه . ويحتمل أن يكون الفتى اسما للخادم وإن لم يكن مملوكا . ويمكن أن يكون حبسهما مع حبس يوسف أو بعده أو قبله ، غير أنهما دخلا معه البيت الذي كان فيه .
قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا أي عنبا ; كان يوسف قال لأهل السجن : إني أعبر الأحلام ; فقال أحد الفتيين لصاحبه : تعال حتى نجرب هذا العبد العبراني ; فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا ; قاله ابن مسعود . وحكى الطبري أنهما سألاه عن علمه فقال : إني أعبر الرؤيا ; فسألاه عن رؤياهما . قال ابن عباس ومجاهد : كانت رؤيا صدق رأياها وسألاه عنها ; ولذلك صدق تأويلها . وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا . وقيل : إنها كانت رؤيا كذب سألاه عنها تجريبا ; وهذا قول ابن مسعود والسدي . وقيل : إن المصلوب منهما كان كاذبا ، والآخر صادقا ; قاله أبو مجلز . وروى الترمذي عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قال : من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح وعن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة . قال : حديث حسن . قال ابن عباس : لما رأيا رؤياهما أصبحا مكروبين ; فقال لهما يوسف : ما لي أراكما مكروبين ؟ قالا : يا سيدنا ! إنا رأينا ما كرهنا ; قال : فقصا علي ، فقصا عليه ; قالا : نبئنا بتأويل ما رأينا ; وهذا يدل على أنها كانت رؤيا منام إنا نراك من المحسنين فإحسانه ، أنه كان يعود المرضى ويداويهم ، ويعزي الحزانى ; قال الضحاك : كان إذا مرض الرجل من أهل السجن قام به ، وإذا ضاق وسع له ، وإذا احتاج جمع له ، وسأل له . وقيل : من المحسنين أي العالمين الذين أحسنوا العلم ، قاله الفراء . وقال ابن إسحاق : من المحسنين لنا إن فسرته ، كما يقول : افعل كذا وأنت محسن .
. قال : فما رأيتما ؟ قال الخباز : رأيت كأني اختبزت في ثلاثة تنانير ، وجعلته في ثلاث سلال ، فوضعته على رأسي فجاء الطير فأكل منه . وقال الآخر : رأيت كأني أخذت ثلاثة عناقيد من عنب أبيض ، فعصرتهن في ثلاث أوان ، ثم صفيته فسقيت الملك كعادتي فيما مضى ، فذلك قوله : إني أراني أعصر خمرا أي عنبا ، بلغة عمان ، قاله الضحاك . وقرأ ابن مسعود : " إني أراني أعصر عنبا " . وقال الأصمعي : أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيا ومعه عنب فقال له : ما معك ؟ قال : خمر . وقيل : معنى . أعصر خمرا أي عنب خمر ، فحذف المضاف . ويقال : خمرة وخمر وخمور ، مثل تمرة وتمر وتمور .
- الطبرى : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ودخل مع يوسف السجن فتيان ، فدل بذلك على متروكٍ قد ترك من الكلام، وهو: ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ، فسجنوه وأدخلوه السجن ، ودخل معه فتيان , فاستغنَى بدليل قوله: (ودخل معه السجن فتيان) ، على إدخالهم يوسف السجن، من ذكره.
* * *
وكان الفتيان، فيما ذكر، (37) غلامين من غلمان ملك مصر الأكبر، أحدهما صاحبُ شرابه , والآخر صاحبُ طعامه، كما: -
&; 16-95 &; 19266 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: فطرح في السجن ، يعني يوسف ، ( ودخل معه السجن فتيان ) , غلامان كانا للملك الأكبر الرّيان بن الوليد , كان أحدهما على شرابه , والآخر على بعض أمره , في سَخْطَةٍ سخطها عليهما , اسم أحدهما " مجلث " والآخر " نبو " , و " نبو " الذي كان على الشراب.
19267 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة: (ودخل معه السجن فتيان) ، قال: كان أحدهما خبازًا للملك على طعامه , وكان الآخر ساقيه على شرابِه.
* * *
وكان سبب حبس الملك الفتيين فيما ذكر، ما: -
19268 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدي , قال: إن الملك غضب على خبَّازه , بلغه أنه يريد أن يسمّه , فحبسه وحبس صاحب شرابه , ظنَّ أنه مالأه على ذلك. فحبسهما جميعًا ; فذلك قول الله: ( ودخل معه السجن فتيان ).
* * *
وقوله: (قال أحدهما إني أراني أعصر خمرًا) ، ذكر أن يوسف صلوات الله عليه لما أدخل السجن , قال لمن فيه من المحبَّسين , وسألوه عن عمله: إني أعبُرُ الرؤيا: فقال أحد الفتيين اللذين أدخلا معه السجن لصاحبه: تعال فلنجربه، كما: -
19269 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي , قال: لما دخل يوسف السجن قال: أنا أعبُرُ الأحلام . فقال أحد الفتيين لصاحبه: هلمَّ نجرّب هذا العبد العبرانيّ فتراءَيَا له ! فسألاه، (38) من غير أن يكونا رأيا شيئًا . فقال الخباز: إني أراني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه؟ وقال الآخر: إني أراني أعصر خمرًا؟ (39)
19270 - حدثنا ابن وكيع وابن حميد , قالا حدثنا جرير , عن عمارة بن القعقاع , عن إبراهيم , عن عبد الله , قال: ما رأى صاحبا يوسف شيئًا , وإنما كانا تحالما ليجرِّبا علمه.
* * *
وقال قوم: إنما سأله الفَتَيان عن رؤيا كانا رأياها على صحةٍ وحقيقةٍ , وعلى تصديق منهما ليوسف لعلمه بتعبيرها .
* ذكر من قال ذلك:
19271 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: لما رأى الفتيان يوسف , قالا والله، يا فتى لقد أحببناك حين رأيناك.
19272 - .... قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن عبد الله , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: أن يوسف قال لهم حين قالا له ذلك: أنشدكما الله أن لا تحباني، فوالله ما أحبني أحدٌ قط إلا دخل عليَّ من حبه بلاء، لقد أحبتني عمتي فدخل علي من حبها بلاء , ثم لقد أحبني أبي فدخل عليّ بحبه بلاء , ثم لقد أحبتني زوجةُ صاحبي هذا فدخل عليَّ بحبها إياي بلاء , فلا تحباني بارك الله فيكما ! قال: فأبيا إلا حبه وإلفه حيث كان , وجعلا يعجبهما ما يريان من فهمه وعقله. وقد كانا رأيا حين أدخلا السجن رؤيا , فرأى " مجلث " أنه يحمل فوق رأسه خبزًا تأكل الطير منه , ورأى " نبو " أنه يعصر خمرًا , فاستفتياه فيها، وقالا له: (نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين) ، إن فعلت.
* * *
وعني بقوله: (أعصر خمرًا) ، أي: إني أرى في نومي أني أعصر عنبًا . وكذلك ذلك في قراءة ابن مسعود فيما ذكر عنه .
19273 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا أبي , عن أبي سلمة الصائغ , عن إبراهيم بن بشير الأنصاري , عن محمد بن الحنفية قال في قراءة ابن مسعود: " إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا. (40)
* * *
وذكر أن ذلك من لغة أهل عمان , وأنهم يسمون العنب خمرًا .
* ذكر من قال ذلك:
19274 - حدثت عن الحسين , قال: سمعت أبا معاذ , يقول: حدثنا عبيد , قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (إني أراني أعصر خمرًا) ، يقول: أعصر عنبًا , وهو بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمرًا.
19275 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا وكيع ; وثنا ابن وكيع , قال: حدثنا أبي ، عن سلمة بن نبيط , عن الضحاك: (إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا , أرضُ كذا وكذا يدعُون العنب "
خمرًا ".19276 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: ثني حجاج , عن ابن جريج , قال: قال ابن عباس: (إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا.
19277 - حدثت عن المسيب بن شريك , عن أبي حمزة , عن عكرمة , قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حَبَلة من عنب، (41) فنبتت , فخرج فيه عناقيد فعصرتهنّ , ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام , ثم تخرج فتسقيه خمرًا.
* * *
وقوله: (وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله) ، يقول تعالى ذكره: وقال الآخر من الفَتيين: إني أراني في منامي أحمل فوق رأسي خبزًا ; يقول: أحمل على رأسي ، فوضعت "
فوق " مكان " على " (42) ، (تأكل الطير منه) ، يعني: من الخبز.* * *
وقوله: (نبئنا بتأويله) ، يقول: أخبرنا بما يؤول إليه ما أخبرناك أنَّا رأيناه في منامنا، ويرجع إليه، (43) كما: -
19278 - حدثني الحارث , قال: حدثنا القاسم , قال: حدثنا يزيد , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (نبئنا بتأويله) ، قال: به ، قال الحارث , قال أبو عبيد: يعني مجاهد أن "
تأويل الشيء "، هو الشيء . قال: ومنه: " تأويل الرؤيا "، إنما هو الشيء الذي تؤول إليه.* * *
وقوله: (إنا نراك من المحسنين) اختلف أهل التأويل في معنى "
الإحسان " الذي وصف به الفتيان يوسف. (44)فقال بعضهم: هو أنه كان يعود مريضهم , ويعزي حزينهم , وإذا احتاج منهم إنسان جَمَع له .
* ذكر من قال ذلك:
19279 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا سعيد بن منصور , قال: حدثنا خلف بن خليفة , عن سلمة بن نبيط , عن الضحاك بن مزاحم , قال: كنت جالسًا معه ببلخ , فسئل عن قوله: (نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين) ، قال: قيل له: ما كان إحسان يوسف؟ قال: كان إذا مرض إنسان قام عليه , وإذا احتاج جمع له , وإذا ضاق أوْسَع له.
19280 - حدثنا إسحاق , عن أبي إسرائيل , قال: حدثنا خلف بن خليفة , عن سلمة بن نبيط , عن الضحاك , قال: سأل رجل الضحاك عن قوله: (إنا نراك من المحسنين) ما كان إحسانه؟ قال: كان إذا مرض إنسان في السجن قامَ عليه , وإذا احتاج جمع له , وإذا ضاق عليه المكان وسَّع له.
19281 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: حدثني حجاج , عن أبي بكر بن عبد الله , عن قتادة , قوله: (إنا نراك من المحسنين) ، قال: بلغنا أن إحسانه أنه كان يداوي مريضهم , ويعزِّي حزينهم , ويجتهد لربه . وقال: لما انتهى يوسف إلى السجن وجد فيه قومًا قد انقطع رجاؤهم، واشتد بلاؤهم , فطال حزنهم , فجعل يقول: أبشروا واصبروا تؤجَروا , إن لهذا أجرًا , إن لهذا ثوابًا. فقالوا: يا فتى، بارك الله فيك، ما أحسن وجهك، وأحسن خلقك , لقد بورك لنا في جوارك , ما نحبُّ أنَّا كنا في غير هذا منذ حبسنا، لما تخبرنا من الأجر والكفَّارة والطَّهارة , فمن أنت يا فتى؟ قال: أنا يوسف، ابن صفي الله يعقوب، ابن ذبيح الله إسحاق بن إبراهيم خليل الله. وكانت عليه محبَّة. وقال له عامل السجن: يا فتى، والله لو استطعت لخلَّيت سبيلك , ولكن سأحسن جِوارك، وأحسن إسارك , فكن في أيِّ بيوت السجن شئت.
19282 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا وكيع , عن خلف الأشجعي , عن سلمة بن نبيط , عن الضحاك في: (إنا نراك من المحسنين) ، قال: كان يوسع للرجل في مجلسه , ويتعاهد المرضى.
* * *
وقال آخرون: معناه: (إنا نراك من المحسنين) ، إذا نبأتنا بتأويل رؤيانا هذه.
* ذكر من قال ذلك:
19283 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: استفتياه في رؤياهما , وقالا له: (نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين) ، إن فعلت.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ، القول الذي ذكرناه عن الضحاك وقتادة.
* * *
فإن قال قائل: وما وجهُ الكلام إن كان الأمر إذن كما قلت , وقد علمت أن مسألتهما يوسف أن ينبئهما بتأويل رؤياهما، ليست من الخبَر عن صفته بأنه يعود المريض ويقوم عليه، ويحسن إلى من احتاج في شيء , وإنما يقال للرجل: "
نبئنا بتأويل هذا فإنك عالم " , وهذا من المواضع التي تحسن بالوصف بالعلم، لا بغيره؟قيل: إن وجه ذلك أنهما قالا له: نبئنا بتأويل رؤيانا محسنًا إلينا في إخبارك إيانا بذلك , كما نراك تحسن في سائر أفعالك: ( إنا نراك من المحسنين).
* * *
----------------------
الهوامش:
(37) انظر تفسير"
الفتى" فيما سلف 8 : 188 / 16 : 62 .(38) في المطبوعة :"
نتراءى له" ، والصواب من المخطوطة ، والتاريخ .(39) الأثر : 19269 - رواه أبو جعفر في تاريخه 1 : 176 .
(40) الأثر : 19273 -"
أبو سلمة الصائغ" هو" راشد ، أبو سلمة الصائغ الفزاري" ، روى عن الشعبي ، وزيد الأحمسي ، وغيرهما . مترجم في الكبير 2 / 1 / 272 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 485 ، ولم يذكرا فيه جرحًا .و"
إبراهيم بن بشير الأنصاري" ، روى عن ابن الحنفية ، مترجم في الكبير 1 / 1 / 274 زابن أبي حاتم 1 / 1 / 89 .وهذا الخبر ، ذكره البخاري في ترجمة"
إبراهيم بن بشير" .(41) "
الحبلة" ( بفتح الحاء والباء ) ، القضيب من شجر الأعناب ، يغرس فينبت .(42) انظر تفسير"
فوق" فيما سلف 13 : 430 .(43) انظر تفسير"
النبأ" فيما سلف من فهارس اللغة ( نبأ ) .، وتفسير"
التأويل" فيما سلف ص : 20 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .(44) انظر تفسير"
الإحسان" فيما سلف من فهارس اللغة ( حسن ) . - ابن عاشور : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
اتفق جميع القراء على كسر سين { السّجن } هنا بمعنى البيت الذي يسجن فيه ، لأنّ الدخول لا يناسب أن يتعلق إلا بالمكان لا بالمصدر .
وهذان الفتيان هما ساقي المَلك وخبّازُه غضب عليهما الملك فأمر بسجنهما . قيل : اتهما بتسميم الملك في الشراب والطعام .
وجملة { قال أحدهما } ابتداء محاورة ، كما دل عليه فعل القول . وكان تعبير الرؤيا من فنون علمائهم فلذلك أيّد الله به يوسف عليه السّلام بينهم .
وهذان الفتيان توسّما من يوسف عليه السّلام كمال العقل والفهم فظنّا أنه يحسن تعبير الرؤيا ولم يكونا علِما منه ذلك من قبل ، وقد صادفا الصواب ، ولذلك قالا : { إنا نراك من المحسنين } ، أي المحسنين التعبير ، أو المحسنين الفهم .
والإحسان : الإتقان ، يقال : هو لا يحسن القراءة ، أي لا يتقنها . ومن عادة المساجين حكاية المرائي التي يرونها ، لفقدانهم الأخبار التي هي وسائل المحادثة والمحاورة ، ولأنهم يتفاءلون بما عسى أن يبشرهم بالخلاص في المستقبل . وكان علم تعبير الرؤيا من العلوم التي يشتغل بها كهنة المصريين ، كما دل عليه قوله تعالى حكاية عن ملك مصر { أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون } [ سورة يوسف : 43 ] كما سيأتي .
والعصر : الضغط باليد أو بحَجر أو نحوه على شيء فيه رطوبة لإخراج ما فيه من المائع زيتتٍ أو ماءٍ . والعصير : ما يستخرج من المعصور سمي باسم محله ، أي معصور من كذا .
والخبز : اسم لقطعة من دقيق البر أو الشعير أو نحوهما يعجن بالماء ويوضع قرب النار حتى ينضج ليؤكل ، ويسمى رغيفاً أيضاً .
والضمير في بتأويله } للمذكور ، أو للمرئي باعتبار الجنس .
وجملة { إنّا نراك } تعليل لانتفاء المستفاد من { نبّئنا }.
- إعراب القرآن : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
«وَدَخَلَ» الواو عاطفة وماض «مَعَهُ» ظرف مكان متعلق بدخل والهاء مضاف إليه «السِّجْنَ» مفعول به مقدم «فَتَيانِ» فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والجملة معطوفة «قالَ أَحَدُهُما» ماض وفاعله والجملة معطوفة والهاء مضاف إليه والجملة مستأنفة «إِنِّي» إن واسمها «أَرانِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والنون للوقاية والياء مفعول به أول «أَعْصِرُ خَمْراً» مضارع ومفعوله وفاعله مستتر والجملة مفعول به ثان لأراني «وَقالَ الْآخَرُ» ماض وفاعله والجملة معطوفة «إِنِّي أَرانِي» إن واسمها وجملة أراني التي سبق إعرابها خبر والجملة مقول القول «أَحْمِلُ» مضارع فاعله مستتر «فَوْقَ» ظرف مكان متعلق بأحمل «رَأْسِي» مضاف إليه والياء مضاف إليه «خُبْزاً» مفعول به «تَأْكُلُ الطَّيْرُ» مضارع وفاعله والجملة صفة لخبز. «مِنْهُ» متعلقان بتأكل أو بحال محذوفة. «نَبِّئْنا» أمر ومفعوله وفاعله مستتر والجملة مقول القول «بِتَأْوِيلِهِ» متعلقان بنبئنا «إِنَّا» إن واسمها «نَراكَ» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والكاف مفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر إن والجملة الاسمية تعليل لا محل لها «مِنَ الْمُحْسِنِينَ» متعلقان بنراك
- English - Sahih International : And there entered the prison with him two young men One of them said "Indeed I have seen myself [in a dream] pressing wine" The other said "Indeed I have seen myself carrying upon my head [some] bread from which the birds were eating Inform us of its interpretation; indeed we see you to be of those who do good"
- English - Tafheem -Maududi : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(12:36) Two *31 other slaves also entered into the prison along with him. *32 One day one of them said, "I have dreamt that I am pressing grapes into wine," and the other said, "I have dreamt that I am carrying loaves of bread on my head, of which birds are eating. " Then both of them said, "Tell us their interpretations, for we have seen that you arc a righteous man. " *33
- Français - Hamidullah : Deux valets entrèrent avec lui en prison L'un d'eux dit Je me voyais [en rêve] pressant du raisin Et l'autre dit Et moi je me voyais portant sur ma tête du pain dont les oiseaux mangeaient Apprends-nous l'interprétation de nos rêves nous te voyons au nombre des bienfaisants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Mit ihm kamen zwei Burschen ins Gefängnis Der eine von ihnen sagte "Ich sah mich Wein auspressen" Der andere sagte "Ich sah mich auf dem Kopf Brot tragen von dem die Vögel fraßen Tue uns die Deutung hiervon kund Wir sehen daß du zu den Gutes Tuenden gehörst"
- Spanish - Cortes : Con él entraron en la cárcel dos esclavos Uno de ellos dijo Me he visto prensando uva Y el otro dijo Yo me he visto llevando sobre la cabeza pan del que comían los pájaros ¡Danos a conocer su interpretación Vemos que eres de quienes hacen el bien
- Português - El Hayek : Dois jovens ingressaram com ele na prisão Um deles disse Sonhei que estava espremendo uvas E eu disse o outro sonhei que em cima da cabeça levava pão o qual era picado por pássaros Explicanos a interpretação disso porque teconsideramos entre os benfeitores
- Россию - Кулиев : Вместе с ним в темницу попали двое юношей Один из них сказал Я видел что выжимаю виноград Другой сказал Я видел что несу на голове хлеб который клюют птицы Поведай нам толкование этого ибо мы считаем тебя одним из праведников
- Кулиев -ас-Саади : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
Вместе с ним в темницу попали двое юношей. Один из них сказал: «Я видел, что выжимаю виноград». Другой сказал: «Я видел, что несу на голове хлеб, который клюют птицы. Поведай нам толкование этого, ибо мы считаем тебя одним из праведников».Среди заключенных в темницу было двое юношей, которые рассказали Йусуфу свои сновидения. Одному из них приснилось, что он выжимает виноград. А другому приснилось, что у него на голове лежит лепешка, которую клюют птицы. Они сказали: «Истолкуй нам эти сновидения. Мы считаем тебя праведным человеком, потому что ты делаешь добро людям. Поведай нам о смысле этих видений и окажи нам услугу, подобно тому, как ты оказываешь услуги другим». Они упомянули о добродетели Йусуфа для того, чтобы добиться его согласия.
- Turkish - Diyanet Isleri : Hapse onunla beraber iki genç daha girdi Biri "Rüyamda şaraplık üzüm sıktığımı gördüm" dedi; diğeri "Başımın üzerinde kuşların yediği bir ekmek taşıdığımı gördüm" dedi "Bize bunu yorumla; senin iyi bir kimse olduğunu görüyoruz"
- Italiano - Piccardo : Insieme con lui entrarono in prigione due giovani Uno di loro disse “Mi sono visto [in sogno] mentre schiacciavo dell'uva” Disse l'altro “Mi sono visto mentre portavo sulla testa del pane e gli uccelli ne mangiavano Dacci l'interpretazione di tutto ciò Invero vediamo che sei uno di coloro che compiono il bene”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوسا دوو لاوی تریش بهتاوانی جیا جیا لهگهڵ یوسفدا خرانه بهندیخانهوه ههریهکهیان خهوێکی بینی بوو یهکێکیان وتی بێگومان من خۆمم دهبینی له خهومدا ترێم دهگوشی و شهرابم لێ دروست دهکرد ئهوی تریشیان وتی بهڕاستی من خۆمم دهبینی له خهومدا که نانم بهسهر سهرمهوه ههڵدهگرت باڵنده لێی دهخوارد ئاگادارمان بکه بهلێکدانهوهی ئهم خهونه چونکه بهڕاستی ئێمه دهبینین تۆ له چاکه خوازانیت و شارهزای له لێکدانهوهی خهودا
- اردو - جالندربرى : اور ان کے ساتھ دو اور جوان بھی داخل زندان ہوئے۔ ایک نے ان میں سے کہا کہ میں نے خواب دیکھا ہے دیکھتا کیا ہوں کہ شراب کے لیے انگور نچوڑ رہا ہوں۔ دوسرے نے کہا کہ میں نے بھی خواب دیکھا ہے میں یہ دیکھتا ہوں کہ اپنے سر پر روٹیاں اٹھائے ہوئے ہوں اور جانور ان میں سے کھا رہے ہیں تو ہمیں ان کی تعبیر بتا دیجیئے کہ ہم تمہیں نیکوکار دیکھتے ہیں
- Bosanski - Korkut : S njim su u tamnicu ušla još dva momka "Ja sam sanjao da cijedim grožđe" – reče jedan od njih – "A ja opet" – reče drugi – "kako na glavi nosim hljeb koji ptice kljuju Protumači nam to jer vidimo da si zaista dobar čovjek"
- Swedish - Bernström : OCH [DET hände att] två unga män kastades i fängelse tillsammans med Josef En av dem sade "Jag har [i en dröm] sett mig själv pressa vin" Och den andre sade "Och jag har [i drömmen] sett mig själv bära bröd på huvudet och fåglarna åt av det" [Och de vände sig till Josef och sade] "Säg oss vad detta betyder Vi förstår att du är en av dem som kan [tyda drömmar] på rätt sätt"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan bersama dengan dia masuk pula ke dalam penjara dua orang pemuda Berkatalah salah seorang diantara keduanya "Sesungguhnya aku bermimpi bahwa aku memeras anggur" Dan yang lainnya berkata "Sesungguhnya aku bermimpi bahwa aku membawa roti di atas kepalaku sebahagiannya dimakan burung" Berikanlah kepada kami ta'birnya; sesungguhnya kami memandang kamu termasuk orangorang yang pandai mena'birkan mimpi
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
(Dan bersama dengan dia masuk pula ke dalam penjara dua orang pemuda) dua orang pelayan raja; salah seorang di antaranya bekas atau mantan penyuguh minumannya dan yang seorang lainnya mantan penyuguh makanannya. Kemudian mereka berdua melihat bahwa Nabi Yusuf pandai menakwilkan arti mimpi lalu keduanya sepakat untuk mengujinya. (Berkatalah salah seorang di antara keduanya) yaitu mantan penyuguh minuman raja ("Sesungguhnya aku bermimpi bahwa aku memeras khamar.") yang dimaksud adalah memeras anggur (Dan yang lainnya berkata) yaitu mantan penyuguh hidangan raja ("Sesungguhnya aku bermimpi bahwa aku membawa roti di atas kepalaku, sebagiannya dimakan burung. Berikanlah kepada kami) ceritakanlah kepada kami (takbirnya) arti impian itu (sesungguhnya kami memandang kamu termasuk orang-orang yang pandai menakwilkan mimpi.").
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাঁর সাথে কারাগারে দুজন যুবক প্রবেশ করল। তাদের একজন বললঃ আমি স্বপ্নে দেখলাম যে আমি মদ নিঙড়াচ্ছি। অপরজন বললঃ আমি দেখলাম যে নিজ মাথায় রুটি বহন করছি। তা থেকে পাখী ঠুকরিয়ে খাচ্ছে। আমাদের কে এর ব্যাখ্যা বলুন। আমরা আপনাকে সৎকর্মশীল দেখতে পাচ্ছি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவருடன் இரண்டு வாலிபர்களும் சிறையில் புகுந்தனர்; அவ்விருவரில் ஒருவன் "நான் திராட்சை மது பிழிவதாக நிச்சயமாக ஒரு கனவு கண்டேன்" என்று கூறினான் மற்றவன் "நான் என் தலைமீது ரொட்டி சுமப்பதாகவும் அதிலிருந்து பறவைகள் தின்பதாகவும் கனவு கண்டேன்" என்று கூறினான் பின் இருவரும் "யூஸுஃபே எங்களுக்கு இவற்றின் விளக்கத்தை அறிவிவப்பீராக மெய்யாக நாங்கள் உம்மை ஞானமுள்ள முஹ்ஸின்களில் நன்மை செய்பவர்களில் ஒருவராகக் காண்கிறோன்" என்று கூறினார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และชายหนุ่มสองคนมหาดเล็ก ได้เข้าคุกพร้อมกับเขา หนึ่งในสองคนกล่าวว่า “แท้จริงฉันฝันเห็นว่าฉันคั้นเหล้า” และอีกคนหนึ่งกล่าวว่า “แท้จริงฉันฝันเห็นว่าฉันแบกขนมปังไว้บนศรีษะของฉัน แล้วนกได้มากินมัน จงบอกเราด้วยการทำนายฝัน แท้จริงเราเห็นท่านอยู่ในหมู่ผู้ทำความดี”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У билан қамоққа иккита йигит ҳам кирди Улардан бири Мен тушимда шароб тайёрлаб юрибман деди Бошқаси эса Мен бошимда нон кўтариб юрибман қуш ундан емоқда деди Бизга бунинг таъбирини хабар қил Биз сени шубҳасиз яхши амал қилгувчилардан деб билмоқдамиз
- 中国语文 - Ma Jian : 有两个青年和他一同入狱,这个说:我确已梦见我榨葡萄汁(酿酒)。那个说:我确已梦见我的头上顶著一个大饼,众鸟飞来啄食。请你替我们圆梦,我们的确认为你是行善的。
- Melayu - Basmeih : Dan masuklah bersamasamanya ke penjara dua orang khadam raja Salah seorang di antaranya bertanya kepada Yusuf dengan berkata "Sesungguhnya aku bermimpi melihat diriku memerah anggur " Dan berkata pula yang seorang lagi "Sesungguhnya aku bermimpi melihat diriku menjunjung roti atas kepalaku yang sebahagiannya dimakan oleh burung" kemudian keduanya berkata "Terangkanlah kepada kami akan takbirnya Sesungguhnya kami memandangmu dari orangorang yang berbuat kebaikan untuk umum"
- Somali - Abduh : waxaana la galay Xabiiska Laba dhalinyara ah midkoodbaana yidhi waxaan arkay Riyo anoo Miiri kahmro kii kalana wuxuu yidhi anna waxaan arkay anoo ku xambaari madaxayga korkiisa Khubus kibis kana cunayso shimirtu xaggiisa nooga warran fasiraadda waxaan kugu aragnaa inaad ka mid tahay sama falayaashee
- Hausa - Gumi : Kuma waɗansu samãri biyu suka shiga kurkuku tãre da shi ¦ayansu ya ce "Lalle ne nĩ nã yi mafarkin gã ni inã mãtsar giya" Kuma ɗayan ya ce "Lalle ne nĩ nã yi Mafarkin gã ni inã ɗauke da waina a bisa kaina tsuntsãye sunã ci daga gare ta Ka bã mu lãbãri game da fassararsu Lalle ne mũ Munã ganin ka daga mãsu kyautatãwa"
- Swahili - Al-Barwani : Wakaingia gerezani pamoja naye vijana wawili Mmoja wao akasema Hakika mimi nimeota nakamua mvinyo Na mwingine akasema Mimi nimeota nimebeba mikate juu ya kichwa changu na ndege wanaila Hebu tuambie tafsiri yake kwani sisi tunakuona wewe ni katika watu wema
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të hynë në burg dhe dy djelmosha Njeri prej tyre tha “Unë kam parë në ëndërr veten se si shtrydhja verë” E tjetri tha “Unë kam parë në ëndërr veten se si bartja bukë në kokë të cilën e hanin shpendët Shpjegona o Jusuf komentimin e tyre Na me të vërtetë shohim se ti je prej njerëzve bamirës”
- فارسى - آیتی : دو جوان نيز با او به زندان افتادند. يكى از آن دو گفت: در خواب، خود را ديدم كه انگور مىفشارم. ديگرى گفت: خود را ديدم كه نان بر سر نهاده مىبرم و پرندگان از آن مىخورند. ما را از تعبير آن آگاه كن، كه از نيكوكارانت مىبينيم.
- tajeki - Оятӣ : Ду ҷавон низ бо ӯ ба зиндон афтоданд. Яке аз он ду гуфт: «Дар хоб худро дидам, ки ангур мефишорам». Дигаре гуфт: «Худро дидам, ки нон бар сар ниҳода мебарам ва паррандагон аз он мехӯранд. Моро аз таъбири он огоҳ кун, ки аз некӯкоронат мебинем».
- Uyghur - محمد صالح : زىندانغا يۇسۇف بىلەن ئىككى يىگىت بىللە كىرگەن ئىدى. ئۇلارنىڭ بىرى: «مەن چۈشۈمدە ئۆزۈمنى ھەقىقەتەن (ئۈزۈمدىن) ھاراق سىقىۋاتقان كۆرۈپتىمەن» دېدى. ئىككىنچىسى: «مەن چۈشۈمدە ئۆزۈمنى ھەقىقەتەن بېشىمدا نان كۆتۈرۈپ تۇرغان، ناننى قۇشلار يەۋاتقان كۆرۈپتىمەن، تەبىرىنى بىزگە ئېيتىپ بەرسەڭ، بىز سېنى ھەقىقەتەن ياخشىلىق قىلغۇچىلاردىن (يەنى چۈشكە تەبىر بېرەلەيدىغانلاردىن) دەپ قارايمىز» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അദ്ദേഹത്തോടൊപ്പം മറ്റു രണ്ടു ചെറുപ്പക്കാരും ജയിലിലകപ്പെട്ടു. അവരിലൊരാള് പറഞ്ഞു: "ഞാന് മദ്യം പിഴിഞ്ഞെടുക്കുന്നതായി സ്വപ്നം കണ്ടിരിക്കുന്നു.” മറ്റെയാള് പറഞ്ഞു: "ഞാനെന്റെ തലയില് റൊട്ടി ചുമക്കുന്നതായും പക്ഷികള് അതില് നിന്ന് തിന്നുന്നതായും സ്വപ്നം കണ്ടിരിക്കുന്നു. ഞങ്ങള്ക്ക് ഇതിന്റെ വ്യാഖ്യാനം പറഞ്ഞുതരിക. താങ്കളെ നല്ല ഒരാളായാണ് ഞങ്ങള് കാണുന്നത്.”
- عربى - التفسير الميسر : ودخل السجن مع يوسف فتيان قال احدهما اني رايت في المنام اني اعصر عنبا ليصير خمرا وقال الاخر اني رايت اني احمل فوق راسي خبزا تاكل الطير منه اخبرنا يا يوسف بتفسير ما راينا انا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله ومعاملتهم لخلقه
*31) At the time when Prophet Joseph was sent to prison, probably he was about twenty years old. This has been inferred from two statements in the Qur'an and the Talmud. The Qur'an (v. 42) says that `....he remained in the prison for a decade or so' and the Talmud says that `....Joseph was thirty years old when he was elevated to his honourable and trustworthy position' .
>*32) One of the two prisoners, according to the Bible, was the chief of the butlers of the king of Egypt, and the other the chief of the bakers. And according to the Talmud, they were condemned to the prison because during a feast stone grits were found in the bread and a fly in the wine.
*33) The fact that two prisoners attested his righteousness shows that Prophet Joseph was held in high esteem in the prison. Otherwise there was no reason why the two should have requested him alone to interpret the dreams and paid their homage like this: "We have seen that you are a righteous man". It clearly means that the events narrated in the preceding verses had reached all and sundry and the people inside the prison and outside it, knew that he had not been guilty of any crime or sin. On the other hand, he had proved himself to be a noble soul who had come out successful in the hardest test of his piety. So much so that there was not the like of him in piety, not even among their own religious leaders in the whole country. That was why not only the prisoners but also the officers and officials of the prison looked upon him as an honourable man and had full confidence in him. The Bible confirms this: "And the keeper of the prison committed to Joseph's hand all the prisoners that were in the prison; and whatsoever they did there, he was the doer of it. The keeper of the prison looked not to anything that was under his hand." (Gen. 39: 22-23).