- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِى بِهِۦ ۖ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسْـَٔلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱلَّٰتِى قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّى بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : وقال الملك ائتوني به ۖ فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ۚ إن ربي بكيدهن عليم
- عربى - التفسير الميسر : وقال الملك لأعوانه: أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي، فلما جاءه رسول الملك يدعوه قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك الملك، واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي؛ لتظهر الحقيقة للجميع، وتتضح براءتي، إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن لا يخفى عليه شيء من ذلك.
- السعدى : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
يقول تعالى: { وَقَالَ الْمَلِكُ } لمن عنده { ائْتُونِي بِهِ } أي: بيوسف عليه السلام، بأن يخرجوه من السجن ويحضروه إليه، فلما جاء يوسف الرسول وأمره بالحضور عند الملك، امتنع عن المبادرة إلى الخروج، حتى تتبين براءته التامة، وهذا من صبره وعقله ورأيه التام.
فـ { قَالَ } للرسول: { ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ } يعني به الملك. { فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } أي: اسأله ما شأنهن وقصتهن، فإن أمرهن ظاهر متضح { إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
لقد قص علينا القرآن الكريم ما طلبه الملك من حاشيته وما رد به يوسف - عليه السلام - على رسول الملك ، وما قالته النسوة وامرأة العزيز فى شأن يوسف وما طلبه - عليه السلام - من الملك ، استمع إلى القرآن الكريم وهو يحكى كل ذلك بأسلوبه الخاص فيقول :
( وَقَالَ الملك ائتوني بِهِ فَلَمَّا جَآءَهُ الرسول . . . ) .
قوله - سبحانه - ( وَقَالَ الملك ائتوني بِهِ . . . ) حكاية لما طلبه الملك فى ذلك الوقت من معاونيه فى شأن يوسف - عليه السلام - ، وفى الكلام حذف يفهم من المقام ، والتقدير :
وقال الملك بعد أن سمع من ساقيه ما قاله يوسف فى تفسير الرؤيا أحضروا إلى يوسف هذا لأراه وأسمع منه ، وأستفيد من علمه .
وهذا يدل - كما يقول الإِمام الرازى - على فضيلة العلم ، فإنه - سبحانه - جعل ما علمه ليوسف سببا لخلاصه من المحنة الدنيوية ، فكيف لا يكون العلم سببا للخلاص من المحن الأخروية .
وقوله - سبحانه - ( فَلَمَّا جَآءَهُ الرسول قَالَ ارجع إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النسوة اللاتي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ) بيان لما قاله يوسف - عليه السلام - لرسول الملك . . .
أى : فلما جاء رسول الملك إلى يوسف بأناة وإباء : اجرع إلى ربك ، أى إلى سيدك الملك " فاسأله " قبل خروجى من السجن وذهابى إليه ( مَا بَالُ النسوة اللاتي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) أى : ما حالهن ، وما حقيقة أمرهن معى ، لأن الجميع أننى برئ ، وأننى نقى العرض طاهر الذيل .
والمراد بالسؤال فى قوله ( ارجع إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ ) الحث والتحريض على معرفة حقيقة أمر النسوة اللائى قطعن أيديهن . . .
ولم يكشف له يوسف عن حقيقة أمرهن معه لزيادة تهييجه على البحث والتقصى إذ من شأن الإِنسان - خصوصا إذا كان - حاكما - أن يأنف من أن يسأل عن شئ مهم ، ثم لا يهتم بالإِجابة عنه .
وقد آثر يوسف - عليه السلام - أن يكون هذا السؤال وهو فى السجن لتظهر الحقيقة خالصة ناصعة ، دون تدخل منه فى شأنها .
وجعل السؤال عن النسوة اللائى قطعن أيديهن دون امرأة العزيز ، وفاء لحق زوجها ، واحترازا من مكرها ، ولأنهن كن شواهد على إقرارها بأنها قد راودته عن نفسه ، فقد قالت أمامهن بكل تبجح وتكشف ( فذلكن الذي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فاستعصم وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّن الصاغرين ) واكتفى بالسؤال عن تقطيع أيديهن ، دون التعرض لكيدهن له ، سترا لهن ، وتنزها منه - عليه السلام - عن ذكرهن بما يسؤوهن .
ولذا فقد اكتفى بالإِشارة الإِجمالية إلى كيدهن ، وفوض أمرهن إلى الله - تعالى - فقال : ( إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ) .
أى إن ربى وحده هو العليم بمكرهن بى ، وكيدهن لى ، وهو - سبحانه - هو الذى يتولى حسابهن على ذلك .
ولا شك فى امتناع يوسف - عليه السلام - عن الذهاب إلى الملك إلا بعد التحقيق فى قضيته ، يدل دلالة واضحة على صبره ، وسمو نفسه ، وعلو همته . . .
ولقد أجاد صاحب الكشاف فى تعليله لامتناع يوسف عن الخروج من السجن للقاء الملك إلا بعد أن تثبت براءته فقال :
" إنما تأنى وتثبت يوسف فى إجابة الملك ، وقدم سؤال النسوة ، ليظهر براءة ساحته عما قذف به وسجن فيه ، لئلا يتسلق به الحاسدون إلى تقبيح أمره عنده ، ويجعلوه سلما إلى حط منزلته لديه ، ولئلا يقولوا : ما خلد فى السجن إلا لأمر عظيم ، وجرم كبير ، حق به أن يسجن ويعذب ، ويستكف شره .
وفيه دليل على أن الاجتهاد فى نفى التهم ، واجب وجوب اتقاء الوقوف فى مواقفها "
وقد ساق الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية بعض الأحاديث فى فضل يوسف - عليه السلام - فقال ما ملخصه :
وقد وردت السنة بمدحه على ذلك - أى على امتناعه من الخروج من السجن حتى يتحقق الملك ورعيته من براءة ساحته ونزاهة عرضه - ففى الصحيحين عن أبى هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نحن أحق بالشك من إبراهيم ، إذ قال : رب أرنى كيف تحيى الموتى؟ قال : أو لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ، ويرحم الله لوطا ، لقد كان يأوى إلى ركن شديد ، ولو لبثت فى السجن ما لبثت يوسف لأجبت الداعى " .
وروى الإِمام أحمد عن أبى هريرة فى قوله - تعالى - ( فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النسوة اللاتي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ . . . ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : " لو كنت أنا لأسرعت الإِجابة ، وما ابتغيت العذر " .
وروى عبد الرزاق عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه؛ والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ، ولو كنت مكانه ما أجبتهم حتى اشترط أن يخرجونى .
ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له ، حين أتاه الرسول ، ولو كنت مكانه لبادرتهم إلى الباب ، ولكنه أراد أن يكون له العذر " .
- البغوى : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
( وقال الملك ائتوني به ) وذلك أن الساقي لما رجع إلى الملك وأخبره بما أفتاه يوسف من تأويل رؤياه ، وعرف الملك أن الذي قاله كائن ، قال : ائتوني به .
( فلما جاءه الرسول ) وقال له : أجب الملك ، أبى أن يخرج مع الرسول حتى تظهر براءته ثم ( قال ) للرسول : ( ارجع إلى ربك ) يعني : سيدك الملك ( فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ) ولم يصرح بذكر امرأة العزيز أدبا واحتراما .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي " .
( إن ربي بكيدهن عليم ) أي : إن الله بصنيعهن عالم ، وإنما أراد يوسف بذكرهن بعد طول المدة حتى لا ينظر إليه الملك بعين التهمة ، ويصير إليه بعد زوال الشك عن أمره ، فرجع الرسول إلى الملك من عند يوسف برسالته ، فدعا الملك النسوة وامرأة العزيز .
- ابن كثير : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
قول تعالى إخبارا عن الملك لما رجعوا إليه بتعبير رؤياه ، التي كان رآها ، بما أعجبه وأينقه ، فعرف فضل يوسف ، عليه السلام ، وعلمه [ وحسن اطلاعه على رؤياه ] وحسن أخلاقه على من ببلده من رعاياه ، فقال ) ائتوني به ) أي : أخرجوه من السجن وأحضروه . فلما جاءه الرسول بذلك امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته ، ونزاهة عرضه ، مما نسب إليه من جهة امرأة العزيز ، وأن هذا السجن لم يكن على أمر يقتضيه ، بل كان ظلما وعدوانا ، قال : ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم )
وقد وردت السنة بمدحه على ذلك ، والتنبيه على فضله وشرفه ، وعلو قدره وصبره - صلوات الله وسلامه عليه - ففي المسند والصحيحين من حديث الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال ( رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) [ البقرة : 260 ] ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي "
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ) فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لو كنت أنا لأسرعت الإجابة ، وما ابتغيت العذر " .
وقال عبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه ، والله يغفر له ، حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ، ولو كنت مكانه ما أجبتهم حتى أشترط أن يخرجوني . ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه ، والله يغفر له ، حين أتاه الرسول ، ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب ، ولكنه أراد أن يكون له العذر " . هذا حديث مرسل
- القرطبى : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
قوله تعالى : وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم
قوله تعالى : وقال الملك ائتوني به أي فذهب الرسول فأخبر الملك ، فقال : ائتوني به .
فلما جاءه الرسول أي يأمره بالخروج
قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة أي حال النسوة .
اللاتي قطعن أيديهن فأبى أن يخرج إلا أن تصح براءته عند الملك مما قذف به ، وأنه حبس بلا جرم . وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - قال - ولو لبثت في السجن ما لبث ثم جاءني الرسول أجبت - ثم قرأ - فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن - قال - ورحمة الله على لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد إذ قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد فما بعث الله من بعده نبيا إلا في ذروة من قومه . وروى البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يرحم الله أخي يوسف لقد كان صابرا حليما ولو لبثت في السجن ما لبثه أجبت الداعي ولم ألتمس العذر . وروي نحو هذا الحديث من طريق عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك ، في كتاب التفسير من صحيح البخاري ، وليس لابن القاسم في الديوان غيره . وفي رواية الطبري يرحم الله يوسف لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا إن كان لحليما ذا أناة وقال - صلى الله عليه وسلم - : لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات لو كنت مكانه لما أخبرتهم حتى أشترط أن يخرجوني ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب . قال ابن عطية : كان هذا الفعل من يوسف - عليه السلام - أناة وصبرا ، وطلبا لبراءة الساحة ; وذلك أنه - فيما روي - خشي أن يخرج وينال من الملك مرتبة ويسكت عن أمر ذنبه صفحا فيراه الناس بتلك العين أبدا ويقولون : هذا الذي راود امرأة مولاه ; فأراد يوسف - عليه السلام - أن يبين براءته ، ويحقق منزلته من العفة والخير ; وحينئذ يخرج للإحظاء والمنزلة ; فلهذا قال للرسول : ارجع إلى ربك وقل له ما بال النسوة ، ومقصد يوسف - عليه السلام - إنما كان : وقل له يستقصي عن ذنبي ، وينظر في أمري هل سجنت بحق أو بظلم ; ونكب عن امرأة العزيز حسن عشرة ، ورعاية لذمام الملك العزيز له . فإن قيل : كيف مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - يوسف بالصبر والأناة وترك المبادرة إلى الخروج ، ثم هو يذهب بنفسه عن حالة قد مدح بها غيره ؟ فالوجه في ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخذ لنفسه وجها آخر من الرأي ، له جهة أيضا من الجودة ; يقول : لو كنت أنا لبادرت بالخروج ، ثم حاولت بيان عذري بعد ذلك ، وذلك أن هذه القصص والنوازل هي معرضة لأن يقتدي الناس بها إلى يوم القيامة ; فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل الناس على الأحزم من الأمور ; وذلك أن تارك الحزم في مثل هذه النازلة ، التارك فرصة الخروج من مثل ذلك السجن ، ربما نتج له البقاء في سجنه ، وانصرفت نفس مخرجه عنه ، وإن كان يوسف ، - عليه السلام - أمن من ذلك بعلمه من الله ، فغيره من الناس لا يأمن ذلك ; فالحالة التي ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه إليها حالة حزم ، وما فعله يوسف - عليه السلام - صبر عظيم وجلد . قوله تعالى : ( فاسأله ما بال النسوة ) ذكر النساء جملة ليدخل فيهن امرأة العزيز مدخل العموم بالتلويح حتى لا يقع عليها تصريح ، وذلك حسن عشرة وأدب ، وفي الكلام محذوف ، أي فاسأله أن يتعرف ما بال النسوة .
- الطبرى : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: فلما رجع الرسول الذي أرسلوه إلى يوسف ، الذي قال: أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ فأخبرهم بتأويل رؤيا الملك عن يوسف ، علم الملك حقيقة ما أفتاه به من تأويل رؤياه وصحة ذلك ، وقال الملك: ائتوني بالذي عبَر رؤياي هذه . كالذي:-
19392 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: فخرج نبو من عند يوسف بما أفتاهم به من تأويل رؤيا الملك حتى أتى الملك ، فأخبره بما قال ، فلما أخبره بما في نفسه كمثل النهار، (19) وعرف أن الذي قال كائن كما قال، قال: " ائتوني به ".
19393 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال: لما أتى الملك رسوله قال: " ائتوني به ".
* * *
وقوله: (فلما جاءه الرسول)، يقول: فلما جاءه رسول الملك يدعوه إلى الملك ، (قال ارجع إلى ربك)، يقول: قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك (20) (فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)؟ وأبى أن يخرج مع الرسول وإجابةَ الملك، حتى يعرف صحّة أمره عندهم مما كانوا قرفوه به من شأن النساء ، (21) فقال للرسول: سل الملك ما شأن النسوة اللاتي قطعن أيديهن ، والمرأة التي سجنت بسببها ؟ كما:-
&; 16-134 &;
19394 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: (فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)، والمرأة التي سجنت بسبب أمرها، عما كان من ذلك.
19395 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال: لما أتى الملك رسوله فأخبره، قال: ( ائتوني به)، فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك، أبى يوسف الخروجَ معه ، ( قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) الآية . قال السدي ، قال ابن عباس: لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلمَ الملك بشأنه ، ما زالت في نفس العزيز منه حاجَةٌ ! يقول: هذا الذي راود امرأته.
19396 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن رجل ، عن أبي الزناد ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله يوسف إن كان ذا أناة ! لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إليَّ لخرجت سريعًا ، إن كان لحليمًا ذا أناة! (22)
19397- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا محمد بن بشر قال ، حدثنا محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم جاءني الداعي لأجبته ، إذ جاءه الرسول فقال: ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) الآية . (23)
19398- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال ،أخبرني سليمان بن بلال ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله . (24)
19399- حدثنا زكريا بن أبان المصريّ قال ، حدثنا سعيد بن تليد قال ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم قال ، حدثني بكر بن مضر ، عن عمرو بن الحارث ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي . (25)
19400- حدثني يونس قال ،أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله (26) .
19401- حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا عفان بن مسلم قال ، حدثنا &; 16-136 &; حماد ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأ هذه الآية: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت أنا، لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العُذر . (27)
19402- حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج بن المنهال قال ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومحمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)، الآية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو بعث إليَّ لأسرعت في الإجابة، وما ابتغيت العذر. (28)
19403 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ،أخبرنا عبد الرزاق قال ،أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه ، والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ، ولو كنت مكانه ما أخبرتهم بشيء حتى أشترط أن يخرجُوني.
ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه، والله يغفر له حين أتاه الرسول ، ولو كنت مكانه لبادرتهم البابَ ، ولكنه أراد أن يكون له العذر. (29)
19404- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة)، أراد نبيُّ الله عليه السلام أن لا يخرج حتى يكون له العذر.
19405- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن &; 16-137 &; ابن جريج ، قوله: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)، قال: أراد يوسف العذر قبل أن يخرج من السجن.
* * *
وقوله: (إن ربي بكيدهن عليم)، يقول: إن الله تعالى ذكره ذو علم بصنيعهن وأفعالهن التي فعلن، بي ويفعلن بغيري من الناس ، لا يخفى عليه ذلك كله ، وهو من ورَاء جزائهن على ذلك . (30)
* * *
وقيل: إن معنى ذلك: إن سيدي إطفير العزيز، زوج المرأة التي راودتني عن نفسي، ذو علم ببراءتي مما قرفتني به من السوء. (31)
----------------------
الهوامش:
(19) في المطبوعة :" بمثل النهار" ، وهي في المخطوطة سيئة الكتابة ، والصواب ما أثبت .
(20) انظر تفسير" الرب" فيما سلف ص : 107 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(21) في المطبوعة :" قذفوه" ، وأثبت الصواب من المخطوطة ." قرفه بالشيء" ، اتهمه به .
(22) الأثر : 19396 - هذا حديث ضعيف الإسناد ، لإبهام الرجل الذي حدث عن أبي الزناد .
(23) الأثر : 19397 - حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، رواه أبو جعفر من ثلاث طرق ، هذا ، والذي يليه ، ورقم : 19401 ، 19402 .
و" محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي" ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 12822 ، وغيرها قبله وبعده .
ومن طريق محمد بن عمرو ، ورواه أحمد في مسند أبي هريرة ، ونقله بإسناده ولفظه ابن كثير في تفسيره 4 : 448 ، قال :" حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة" . ولم أوفق لاستخراجه من المسند ، لطول مسند أبي هريرة .
وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 : 40 ، وقال :" قلت : له حديث في الصحيح غير هذا - رواه أحمد ، وفيه محمد بن عمرو ، وهو حسن الحديث" .
(24) الأثر : 19398 - مكرر الذي قبله .
" سليمان بن بلال التيمي" ، ثقة روى له الجماعة ، مضى مرارًا ، آخرها رقم : 11503 .
(25) الأثر : 19399 - : زكريا بن أبان المصري" ، هو" زكريا بن يحيى بن أبان المصري" ، شيخ الطبري ، وسلف برقم : 5973 ، 12803 ، وانظر ما كتبته عن الشك في أمره هناك . وكان في المطبوعة :" المقرئ" ، فكان" المصري" ، لم يحسن قراءة المخطوطة .
وهذا الخبر صحيح الإسناد ، رواه البخاري في صحيحه ( الفتح 8 : 277 ) ، عن سعيد بن تليد ، بمثله مطولا ، وانظر التعليق التالي .
(26) الأثر : 19400 - هذه طريق أخرى للأثر السالف .
ومن هذه الطريق رواه البخاري في صحيحه مطولا ( الفتح 6 : 293 - 295 ) ، واستقصى الحافظ شرحه وتخريجه هناك .
ورواه مسلم في صحيحه مطولا 2 : 183 / 15 : 122 ، 123 .
(27) الأثر : 19401 - من هذه الطريق رواه أحمد في مسنده ، وانظر التعليق على رقم : 19397 .
(28) الأثر : 19042 - هو حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، كما بينته في رقم : 19397 .
(29) الأثر : 19403 - هذا حديث مرسل .
(30) انظر تفسير"
الكيد" فيما سلف ص : 88 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .، وتفسير"
عليم" فيما سلف من فهارس اللغة ( علم ) .(31) في المطبوعة :"
قذفتني به" ، والصواب من المخطوطة : أي : اتهمتني به . - ابن عاشور : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
قال الملك : ائتوني به لما أبلغه الساقي صورة التعبير . والخطاب للملأ ليرسلوا مَن يعينونه لجلبه . ولذلك فرع عليه { فلما جاءه الرسول }. فالتقدير : فأرسلوا رسولاً منهم . وضميرا الغائب في قوله : { به } وقوله : { جاءه } عائدان إلى يوسف عليه السّلام . وضمير { قال } المستتر كذلك .
وقد أبى يوسف عليه السّلام الخروج من السجن قبل أن تثبت براءته مما رمي به في بيت العزيز ، لأن ذلك قد بلغ الملك لا محالة لئلا يكون تبريزه في التعبير الموجب لإطلاقه من السجن كالشفيع فيه فيبقى حديث قرفه بما قرف به فاشياً في الناس فيتسلق به الحاسدون إلى انتقاص شأنه عند الملك يوماً ما ، فإن تبرئة العرض من التهم الباطلة مقصد شرعي ، وليكون حضوره لدى الملك مرموقاً بعين لا تنظر إليه بشائبة نقص .
وجعل طريق تقرير براءته مفتتحةً بالسؤال عن الخبر لإعادة ذكره من أوله ، فمعنى { فاسألْه } بلَغ إليه سؤالاً من قِبلي . وهذه حكمة عظيمة تحق بأن يؤتسى بها . وهي تطلب المسجون باطلاً أن يَبقى في السجن حتى تتبين براءته من السبب الذي سجن لأجله ، وهي راجعة إلى التحلي بالصبر حتى يظهر النصر .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم « لو لبثت ما لبث يوسف في السجن لأجبت الداعي » أي داعيَ الملك وهو الرسول الذي في قوله تعالى : { فلما جاءه الرسول } ، أي لما راجعت الملك . فهذه إحدى الآيات والعبر التي أشار إليها قوله تعالى : { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين } [ سورة يوسف : 7 ].
والسؤال : مستعمل في التنبيه دون طلب الفهم ، لأن السائل عالم بالأمر المسؤول عنه وإنما يريد السائل حث المسؤول عن علم الخبر . وقريب منه قوله تعالى : { عم يتساءلون } [ سورة النبإ : 1 ].
وجعل السؤال عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن دون امرأة العزيز تسهيلاً للكشف عن أمرها ، لأن ذكرها مع مكانة زوجها من الملك ربما يصرف الملك عن الكشف رعياً للعزيز ، ولأن حديث المُتّكأ شاع بين الناس ، وأصبحت قضية يوسف عليه السّلام مشهورة بذلك اليوم ، كما تقدم عند قوله تعالى : { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه } [ سورة يوسف : 35 ] ، ولأن النسوة كن شواهد على إقرار امرأة العزيم بأنها راودت يوسف عليه السّلام عن نفسه . فلا جرم كان طلب الكشف عن أولئك النسوة منتهى الحكمة في البحث وغاية الإيجاز في الخطاب .
وجملة إن ربي بكيدهن عليم } من كلام يوسف عليه السّلام . وهي تذييل وتعريض بأن الكشف المطلوب سينجلي عن براءته وظهور كيد الكائدات له ثقة بالله ربه أنه ناصره .
وإضافة كيد إلى ضمير النسوة لأدنى ملابسة لأن الكيد واقع من بعضهن ، وهي امرأة العزيز في غرضها من جمع النسوة فأضيف إلى ضمير جماعتهن قصداً للإبهام المعين على التبيان .
- إعراب القرآن : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
«وَقالَ الْمَلِكُ» الجملة معطوفة على ما سبق «ائْتُونِي» أمر مبني على حذف النون والنون للوقاية والواو فاعل والياء مفعول به والجملة في محل نصب مقول القول «بِهِ» متعلقان بالفعل «فَلَمَّا» الفاء حرف عطف ولما الحينية متعلقة بجاءه «جاءَهُ الرَّسُولُ» ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر والجملة مضاف إليه «قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ» جملة ارجع من فعل الأمر وفاعله المضمر مقول القول «إِلى رَبِّكَ» متعلقان بالفعل ارجع «فَسْئَلْهُ» الفاء عاطفة وأمر وفاعله المضمر والجملة معطوفة على جملة ارجع «ما بالُ» ما اسم استفهام مبتدأ وبال خبره «النِّسْوَةِ» مضاف إليه «اللَّاتِي» اسم موصول في محل جر صفة والجملة مقول القول «قَطَّعْنَ» ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل «أَيْدِيَهُنَّ» مفعول به والهاء مضاف إليه والجملة لا محل لها لأنها صلة «إِنَّ رَبِّي» إن حرف مشبه بالفعل وربي اسمها والياء مضاف إليه «بِكَيْدِهِنَّ» متعلقان بالخبر «عَلِيمٌ» خبر
- English - Sahih International : And the king said "Bring him to me" But when the messenger came to him [Joseph] said "Return to your master and ask him what is the case of the women who cut their hands Indeed my Lord is Knowing of their plan"
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ(12:50) The king said, "Bring him to me." But when the royal envoy came to him, Joseph said, *42 "Go back to your lord and ask him to enquire about the matter of the women who cut their hands. Indeed my Lord has full knowledge of their cunning. " *43
- Français - Hamidullah : Et le roi dit Amenez-le moi Puis lorsque l'émissaire arriva auprès de lui [Joseph] dit Retourne auprès de ton maître et demande-lui Quelle était la raison qui poussa les femmes à se couper les mains Mon Seigneur connaît bien leur ruse
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Der König sagte "Bringt ihn zu mir" Als der Bote zu ihm kam sagte er "Kehr zu deinem Herrn zurück und frag ihn wie es mit den Frauen steht die sich ihre Hände zerschnitten Mein Herr weiß doch über ihre List Bescheid"
- Spanish - Cortes : El rey dijo ¡Traédmelo Cuando el enviado vino a él dijo ¡Vuelve a tu señor y pregúntale qué intención animaba a las mujeres que se hicieron cortes en las manos Mi Señor está bien enterado de su astucia
- Português - El Hayek : Então disse o rei Trazeime esse homem Mas quando o mensageiro se apresentou a José ele lhe disse Volta ao teuamo e dizelhe que se inteire quanto à intenção das mulheres que haviam ferido as mãos Meu Senhor é conhecedor das suasconspirações
- Россию - Кулиев : Царь сказал Приведите его ко мне Когда к нему пришел посланец он сказал Возвращайся к своему господину и спроси его что стало с женщинами которые порезали себе руки Воистину моему Господу известно об их кознях
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
Царь сказал: «Приведите его ко мне!» Когда к нему пришел посланец, он сказал: «Возвращайся к своему господину и спроси его, что стало с женщинами, которые порезали себе руки. Воистину, моему Господу известно об их кознях».Царь повелел освободить Йусуфа из темницы и привести его к нему. Однако, когда посланец явился к Йусуфу и велел ему предстать перед царем, он отказался покинуть темницу до тех пор, пока его полностью не оправдают. Этот поступок свидетельствует о его выдержке, благоразумии и здравомыслии. Он сказал посланцу: «Вернись к царю и спроси его, что случилось с женщинами, которые порезали себе руки? Воистину, история с этими женщинами очевидна и не вызывает никаких сомнений. И моему господину прекрасно известно о том, какими коварными были их козни».
- Turkish - Diyanet Isleri : Hükümdar "Onu bana getirin" dedi Yusuf'a elçi gelince "Efendine dön kadınlar niçin ellerini kesmişlerdi bir sor; doğrusu Rabbim onların hilesini bilir" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse il re “Conducetemelo” Quando giunse il messaggero [Giuseppe] disse “Ritorna presso il tuo signore e chiedigli "Cosa volevano le donne che si tagliuzzarono le mani" Invero il mio Signore ben conosce le loro astuzie”
- كوردى - برهان محمد أمين : ساقی گهڕایهوه بۆ لای پاشا ولێکدانهوهکهی یوسفی بۆ باس کرد زۆری بهدڵ بوو بۆیه پاشاش وتی ئادهی بچن بۆم بهێنن جا کاتێك که ڕهوانهکراوهکهی پاشا گهیشته لای یوسف و وتی پاشا داوات دهکات یوسف وتی بگهڕێرهوه بۆ لای پاشا و جا پێی بڵێ هۆی چی بوو ئهو ئافرهتانه کاتی خۆی دهستی خۆیان بڕی و برینداریان کرد ئایا من هیچ تاوانێکم لهوهدا ههیه بهڕاستی ههر پهروهردگارم به ئاگایه له فێڵ و تهڵهکه و پیلانیان
- اردو - جالندربرى : یہ تعبیر سن کر بادشاہ نے حکم دیا کہ یوسف کو میرے پاس لے او۔ جب قاصد ان کے پاس گیا تو انہوں نے کہا کہ اپنے اقا کے پاس واپس جاو اور ان سے پوچھو کہ ان عورتوں کا کیا حال ہے جنہوں نے اپنے ہاتھ کاٹ لیے تھے۔ بےشک میرا پروردگار ان کے مکروں سے خوب واقف ہے
- Bosanski - Korkut : I vladar reče "Dovedite mi ga" I kad Jusufu izaslanik dođe on reče "Vrati se gospodaru svome i upitaj ga 'Šta je s onim ženama koje su svoje ruke porezale – Vlasnik moj dobro zna spletke njihove'"
- Swedish - Bernström : [När kungen hörde vad Josef sagt] befallde han "För honom till mig" Men då budbäraren kom till honom sade han "Gå tillbaka till din herre och fråga honom om kvinnorna som skar sig i händerna [Ingen utom] Gud min Herre har kännedom om deras onda anslag [mot mig]"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Raja berkata "Bawalah dia kepadaku" Maka tatkala utusan itu datang kepada Yusuf berkatalah Yusuf "Kembalilah kepada tuanmu dan tanyakanlah kepadanya bagaimana halnya wanitawanita yang telah melukai tangannya Sesungguhnya Tuhanku Maha Mengetahui tipu daya mereka"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
(Raja berkata) ketika utusannya datang dan mengisahkan kepadanya tentang takbir mimpinya itu ("Bawalah dia kepadaku.") bawalah orang yang telah menakbirkannya itu. (Maka tatkala datang kepadanya) kepada Nabi Yusuf (utusan raja itu) kemudian utusan itu meminta kepadanya supaya keluar dari penjara (berkatalah Yusuf) dengan maksud untuk membersihkan dirinya ("Kembalilah kepada tuanmu dan tanyakanlah kepadanya) dimaksud supaya utusan raja itu menanyakan kepada raja (bagaimana) halnya (dengan wanita-wanita yang telah melukai tangannya. Sesungguhnya Rabbku) Tuhanku (Maha Mengetahui tipu daya mereka.") kemudian utusan itu kembali, lalu ia menceritakan semuanya kepada sang raja, maka sang raja mengumpulkan wanita-wanita itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বাদশাহ বললঃ ফিরে যাও তোমাদের প্রভুর কাছে এবং জিজ্ঞেস কর তাকে ঐ মহিলার স্বরূপ কি যারা স্বীয় হস্ত কর্তন করেছিল আমার পালনকর্তা তো তাদের ছলনা সবই জানেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இவ்விவரம் அரசருக்கு அறிவிக்கப்பட்டதும் அவரை என்னிடம் அழைத்து வாருங்கள்" என்று அரசர் கூறினார்; அவருடைய தூதர் யூஸுஃபிடம் வந்தபோது அவர் "நீர் உம் எஜமானரிடம் திரும்பிச் சென்று 'தம் கைகளை வெட்டிக்கொண்ட பெண்களின் உண்மை நிலை என்ன' என்று அவரிடம் கேளும் நிச்சயமாக என் இறைவன் அப்பெண்களின் சதியை நன்கு அறிந்தவனாக இருக்கின்றனான்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และกษัตริย์ตรัสว่า “จงนำเขามาหาฉันซิ” เมื่อคนนำข่าวมาหาเขา เขากล่าวว่า “จงกลับไปยังนายของท่าน แล้วถามพระองค์ถึงเรื่องของพวกผู้หญิงที่เฉือนมือของนาง แท้จริงพระเจ้าของฉันทรงรอบรู้ถึงอุบายของนางเหล่านั้น”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Подшоҳ Уни менга келтиринглар деди Унга элчи келган пайтда Хўжанг ҳузурига қайтиб бор ва ундан қўлларини кесган хотинларнинг ҳоли нима бўлганини сўра албатта Роббим уларнинг макрини билгувчидир деди
- 中国语文 - Ma Jian : 国王说:你们带他来见我吧!当使者到来的时候,他说:请你回去问问你的主人,曾经把自己的手割伤了的那些妇女,现在是怎样的?我的主是全知她们的诡计的。
- Melayu - Basmeih : Dan apabila mendengar tafsiran itu berkatalah raja Mesir" Bawalah dia kepadaku "Maka tatkata utusan raja datang kepada Yusuf menjemputnya mengadap raja Yusuf berkata kepadanya Kembalilah kepada tuanmu kemudian bertanyalah kepadanya "Apa halnya perempuanperempuan yang melukakan tangan mereka Sesungguhnya Tuhanku Maha Mengetahui tipu daya mereka"
- Somali - Abduh : wuxuu yidhi Xaakimkii ii keena Yuusuf markuu kii loo diray u yimidna wuxuu ku yidhi ku noqo Sayidkaaga oo warso muxuu ahaa Xaalkii haweenkii iska Saray farahooda Eebehay waa ogyahay Dhagartooda
- Hausa - Gumi : Kuma sarkin ya ce "Ku zo mini da shi" To a lõkacin da manzo ya je masa Yũsufu ya ce "Ka kõma zuwa ga uban gidanka sa' an nan ka tambaye shi; Mẽnene hãlin mãtãyen nan waɗanda suka yanyanke hannãyensu Lalle ne Ubangijĩna ne Masani game da kaidinsu"
- Swahili - Al-Barwani : Na mfalme akasema Mleteni kwangu Basi mjumbe alipo mjia Yusuf alisema Rejea kwa bwana wako ukamuulize khabari ya wale wanawake walio jikata mikono yao Hakika Mola wangu Mlezi anazijua vyema hila zao
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe mbreti tha “Sillmani atë Jusufin” Kur Jusufit i erdh i deleguari për ta nxjerrë prej burgut ai i tha “Ktheu te mbreti yt e pyete ‘Ç’patën ato gra që i prenë duart e veta’ Me të vërtetë Zoti im i di dredhitë e tyre”
- فارسى - آیتی : پادشاه گفت: نزد منش بياوريد. چون فرستاده نزد او آمد، يوسف گفت: نزد مولايت بازگرد و بپرس حكايت آن زنان كه دستهاى خود را بريدند چه بود؟ كه پروردگار من به مكرشان آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Подшоҳ гуфт: «Назди манаш биёваред». Чун фиристода назди ӯ омад, Юсуф гуфт: «Назди хоҷаат бозгард ва бипурс: Ҳикояти он занон, ки дастҳои худро буриданд, чӣ буд? Ки Парвардигори ман ба макрашон огоҳ аст!»
- Uyghur - محمد صالح : (ساقىي پادىشاھقا بېرىپ يۇسۇفنىڭ ئۇنىڭ چۈشىگە بەرگەن تەبىرىنى ئېيتقاندىن كېيىن) پادىشاھ: ئۇنى ئالدىمغا ئېلىپ كېلىڭلار» دېدى. (پادىشاھنىڭ) ئەلچىسى يۇسۇفنىڭ ئالدىغا بارغاندا، يۇسۇف ئەلچىگە: «خوجايىنىڭغا قايتىپ بېرىپ، ئۇنىڭدىن ھېلىقى قوللىرىنى كېسىۋالغان خوتۇنلارنىڭ ئىشىنى، (بىلەمدۇ؟) سوراپ باققىن، شۈبھىسىزكى مېنىڭ پەرۋەردىگارىم ئۇلارنىڭ ھىيلىسىنى ئوبدان بىلىدۇ» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : രാജാവ് പറഞ്ഞു: "നിങ്ങള് യൂസുഫിനെ എന്റെ അടുത്തു കൊണ്ടുവരിക.” യൂസുഫിന്റെ അടുത്ത് ദൂതന് ചെന്നപ്പോള് അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "നീ നിന്റെ യജമാനന്റെ അടുത്തേക്കു തന്നെ തിരിച്ചു പോവുക. എന്നിട്ട് അദ്ദേഹത്തോടു ചോദിക്കുക; സ്വന്തം കൈകള്ക്ക് മുറിവുണ്ടാക്കിയ ആ സ്ത്രീകളുടെ സ്ഥിതിയെന്തെന്ന്. എന്റെ നാഥന് അവരുടെ കുതന്ത്രത്തെപ്പറ്റി നന്നായറിയുന്നവനാണ്; തീര്ച്ച.”
- عربى - التفسير الميسر : وقال الملك لاعوانه اخرجوا الرجل المعبر للرويا من السجن واحضروه لي فلما جاءه رسول الملك يدعوه قال يوسف للرسول ارجع الى سيدك الملك واطلب منه ان يسال النسوه اللاتي جرحن ايديهن عن حقيقه امرهن وشانهن معي لتظهر الحقيقه للجميع وتتضح براءتي ان ربي عليم بصنيعهن وافعالهن لا يخفى عليه شيء من ذلك
*42) There is no mention in the Bible and the Talmud of this most important part of the story that Prophet Joseph declined to quit the prison till his character was cleared. On the other hand, according to the Bible, "Then Pharaoh sent and called Joseph, and they brought him hastily out of the dungeon; and he shaved himself, and changed his raiment, and came in unto Pharaoh" . And the Talmud depicts even a more degrading picture of the event. It says, "The king ordered that Joseph should be brought before him. But he commanded his officers to be careful not to frighten the lad, lest through fear he should be unable to interpret correctly. And the servant of the king brought Joseph forth from his dungeon, and shaved him and clothed him in new garments, and carried him before the king. The king was seated upon his throne, and the glare and glitter of the jewels which ornamented the throne dazzled and astonished the eyes of Joseph. Now the throne of the king was reached by seven steps, and it was the custom of Egypt for a prince or noble who held audience with the king, to ascend to the sixth step; but when an inferior or a private citizen of the land was called into his presence, the king descended to the third step and from there spoke with him." (The Talmud, H. Polano, pp. 87-88).
A comparison of the degrading picture in the Talmud with this self -respecting grand, and noble picture depicted in the Qur'an will convince every unbiased critic that the one in the Qur'an is worthy of a Prophet of God. Moreover the picture in the Talmud is open to a grave objection: Had Prophet Joseph behaved like a frightened and cringing lad who was so dazzled by the glitter and glare of the jewels of the throne that he bowed to the ground, how was it that the king and the courtiers were so impressed by him that they declared, "...... the Hebrew has proved himself wise and skilful and through his wisdom shall our country be saved the pangs of want"? So much so that the king appointed him, without demur, as "governor" over the land, "second only to himself". All this shows that by that time he had proved his moral and mental superiority and had enhanced it by his refusal to quit the prison without proving his innocence. Otherwise, they would have never raised him to the highest rank in such a civilized and advanced country as Egypt.
*43) He demanded an enquiry into the matter not because he himself had any doubt of his innocence, but because he was perfectly confident of this: "My Lord has full knowledge of my innocence and of their cunning. But your lord should also make a thorough inquiry as to why I had been sent to prison, for I do not want to go before the public with any blemish or blot on my reputation. Therefore a public enquiry should be held to prove that I was an innocent victim of the injustice of the chiefs and nobles of the country, who had cast me into prison in order to cover up the guilt of their own ladies."
The words in which the demand was made clearly show that the king was already fully acquainted with the details of the incident that had happened at the banquet of the wife of Al-'Aziz. That is why a mere reference to it was enough.
Another note-worthy thing in this demand was that Prophet Joseph did not in any way hint at the part the wife of Al-`Aziz had played in the event. This is another proof of his noble character that he did not like to involve and entangle the wife of his benefactor in the matter, even though she had done him her worst.