- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلْأَرْضِ ۖ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : قال اجعلني على خزائن الأرض ۖ إني حفيظ عليم
- عربى - التفسير الميسر : وأراد يوسف أن ينفع العباد، ويقيم العدل بينهم، فقال للملك: اجعلني واليًا على خزائن "مصر"، فإني خازن أمين، ذو علم وبصيرة بما أتولاه.
- السعدى : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
{ قَالَ } يوسف طلبا للمصلحة العامة: { اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ } أي: على خزائن جبايات الأرض وغلالها، وكيلا حافظا مدبرا.
{ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } أي: حفيظ للذي أتولاه، فلا يضيع منه شيء في غير محله، وضابط للداخل والخارج، عليم بكيفية التدبير والإعطاء والمنع، والتصرف في جميع أنواع التصرفات، وليس ذلك حرصا من يوسف على الولاية، وإنما هو رغبة منه في النفع العام، وقد عرف من نفسه من الكفاءة والأمانة والحفظ ما لم يكونوا يعرفونه.
فلذلك طلب من الملك أن يجعله على خزائن الأرض، فجعله الملك على خزائن الأرض وولاه إياها.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
وهنا طلب يوسف - عليه السلام - من الملك بعزة وإباء أن يجعله فى الوظيفة التى يحسن القيام بأعبائها ( قَالَ اجعلني على خَزَآئِنِ الأرض إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) والخزائن جمع خزانة - بكسر الخاء وهى اسم للمكان الذى يخزن فيه الشئ ، والمراد بالأرض : أرض مصر .
أى : قال يوسف - عليه السلام - للملك : اجعلنى - أيها الملك - المتصرف الأول فى خزائن أرض مملتك ، المشتملة على ما يحتاج إليه الناس من أموال وأطعمة ، لأنى شديد الحفظ لما فيها ، عليم بوجوه تصريفها فيما يفيد وينفع . . .
فأنت ترى أن يوسف - عليه السلام - لم يسأل الملك شيئا لنفسه من أعراض الدنيا ، وإنما طلب منه أن يعينه فى منصب يتمكن بواسطته من القيام برعاية مصالح الأمة ، وتدبير شئونها . . . لأنها مقبلة على سنوات عجاف ، تحتاج إلى خبرة يوسف وأمانته وكفاءته وعلمه . . .
قال صاحب الكشاف : " وصف يوسف نفسه بالأمانة والكفاية اللتين هما طلبة الملوك ممن يولونه ، وإنما قال ذلك ليتوصل إلى إمضاء أحكام الله تعالى - وإقامة الحق ، وبسط العدل ، والتمكن مما لأجله تبعث الأنبياء إلى العباد ، ولعلمه أن أحدا غيره لا يقوم مقامه فى ذلك ، فطلب التولية ابتغاء وجه الله - لا لحب الملك والدنيا "
وقال القرطبى ما ملخصه : " ودلت الآية - أيضاً - على جواز أن يطلب الإِنسان عملاً يكون له أهلاً .
فإن قيل : فإن ذلك يعارضه ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الأحاديث الصحيحة من نهيه عن طلب الإِمارة . . .
فالجواب : أولاً : أن يوسف - عليه السلام - إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه فى العدل والإِصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم ، فرأى أن ذلك فرض متعين عليه ، فإنه لم يكن هناك غيره . . .
الثانى : أنه لم يقل اجعلنى على خزائن الأرض لأنى حسيب كريم ، وإن كان كذلك ، ولم يقل إنى جميل مليح . . . وإنما قال ( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) فسألها بالحفظ والعلم لا بالنسب والجمال .
الثالث : إنما قال ذلك عند من لا يعرفه فأراد تعريف نفسه ، وصار ذلك مستثنى من قوله - تعالى - ( فَلاَ تزكوا أَنفُسَكُمْ . . ) والخلاصة أن يوسف - عليه السلام - إنما قال ما قال للملك ، ، وطلب ما طلب منه ، لأنه علم أن هذا المنصب لا يصلح له أحد سواه فى ذلك الوقت وفى تلك الظروف ، فهو يريد من ورائه خدمة الأمة لأجر منفعة شخصية لنفسه . . .
وما قاله إنما هو من باب التحدث بنعمة الله - تعالى - الذى أعطاه هذه الصفات الكريمة ، والمناقب العالية ، وليس من باب تزكية النفس المحظورة .
- البغوى : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
ف ( قال ) يوسف ( اجعلني على خزائن الأرض ) الخزائن : جمع خزانة ، وأراد خزائن الطعام والأموال ، والأرض : أرض مصر أي : خزائن أرضك .
وقال الربيع بن أنس : على خراج مصر ودخله .
( إني حفيظ عليم ) أي : [ حفيظ للخزائن عليم بوجوه مصالحها . وقيل : حفيظ عليم ] كاتب حاسب .
وقيل : حفيظ لما استودعتني ، عليم بما وليتني .
وقيل : حفيظ للحساب عليم بالألسن أعلم لغة كل من يأتيني .
وقال الكلبي : حفيظ بتقديره في السنين الخصبة [ في الأرض الجدبة ] عليم بوقت الجوع حين يقع ، فقال له الملك . ومن أحق به منك ؟ ! فولاه ذلك ، وقال له : إنك اليوم لدينا مكين ، ذو مكانة ومنزلة ، أمين على الخزائن .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الفنجوي حدثنا مخلد بن جعفر البقرجي حدثنا الحسن بن علويه ، حدثنا إسماعيل بن عيسى ، حدثنا إسحاق بن بشر ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ، ولكنه أخره لذلك سنة فأقام في بيته سنة مع الملك " .
وبإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما انصرمت السنة من اليوم الذي سأل الإمارة دعاه الملك فتوجه [ وقلده بسيفه ] ووضع له سريرا من ذهب مكلل بالدر والياقوت ، وضرب عليه حلة من إستبرق ، وطول السرير ثلاثون ذراعا ، وعرضه عشرة أذرع ، عليه ثلاثون فراشا وستون مقرمة ، ثم أمره أن يخرج ، فخرج متوجا ، ولونه كالثلج ، ووجهه كالقمر ، يرى الناظر وجهه في صفاء لون وجهه ، فانطلق حتى جلس على السرير ، ودانت له الملوك ، ودخل الملك بيته وفوض إليه أمر مصر وعزل قطفير عما كان عليه وجعل يوسف مكانه قاله ابن إسحاق .
وقال ابن زيد : وكان لملك مصر خزائن كثيرة فسلم سلطانه كله إليه ، وجعل أمره ، وقضاءه نافذا ، قالوا : ثم إن قطفير هلك في تلك الليالي فزوج الملك يوسف راعيل امرأة قطفير فلما دخل عليها قال : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين ؟ فقالت : أيها الصديق لا تلمني ، فإني كنت امرأة حسناء ناعمة كما ترى في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي فوجدها يوسف عذراء فأصابها فولدت له ولدين : أفراثيم بن يوسف وميشا بن يوسف .
واستوثق ليوسف ملك مصر أي : اجتمع ، فأقام فيهم العدل ، وأحبه الرجال والنساء ، فذلك قوله تعالى :
- ابن كثير : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
فقال يوسف ، عليه السلام : ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) مدح نفسه ، ويجوز للرجل ذلك إذا جهل أمره ، للحاجة . وذكر أنه ) حفيظ ) أي : خازن أمين ، ( عليم ) ذو علم وبصر بما يتولاه .
قال شيبة بن نعامة : حفيظ لما استودعتني ، عليم بسني الجدب . رواه ابن أبي حاتم .
وسأل العمل لعلمه بقدرته عليه ، ولما في ذلك من المصالح للناس وإنما سأل أن يجعل على خزائن الأرض ، وهي الأهرام التي يجمع فيها الغلات ، لما يستقبلونه من السنين التي أخبرهم بشأنها ، ليتصرف لهم على الوجه الأحوط والأصلح والأرشد ، فأجيب إلى ذلك رغبة فيه ، وتكرمة له; ولهذا قال تعالى :
- القرطبى : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
قوله تعالى : قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : قال اجعلني على خزائن الأرض قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : مصر خزانة الأرض ; أما سمعت إلى قوله : اجعلني على خزائن الأرض أي على حفظها ، فحذف المضاف . إني حفيظ لما وليت عليم بأمره . وفي التفسير : إني حاسب كاتب ; وأنه أول من كتب في القراطيس . وقيل : حفيظ لتقدير الأقوات عليم بسني المجاعات . قال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكن أخر ذلك عنه سنة . قال ابن عباس : لما انصرمت السنة من يوم سأل الإمارة دعاه الملك فتوجه ورداه بسيفه ، ووضع له سريرا من ذهب ، مكللا بالدر والياقوت ، وضرب عليه حلة من إستبرق ; وكان طول السرير ثلاثين ذراعا وعرضه عشرة أذرع ، عليه ثلاثون فراشا وستون مرفقة ، ثم أمره أن يخرج ، فخرج متوجا ، لونه كالثلج ، ووجهه كالقمر ; يرى الناظر وجهه من صفاء لون وجهه ، فجلس على السرير ودانت له الملوك ، ودخل الملك بيته مع نسائه ، وفوض إليه أمر مصر ، وعزل قطفير عما كان عليه وجعل يوسف مكانه . قال ابن زيد : كان لفرعون ملك مصر خزائن كثيرة غير الطعام ، فسلم سلطانه كله إليه ، وهلك قطفير تلك الليالي ، فزوج الملك يوسف راعيل امرأة العزيز ، فلما دخل عليها قال : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين ؟ ! فقالت : أيها الصديق لا تلمني ; فإني كنت امرأة حسناء ناعمة كما ترى ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله من الحسن فغلبتني نفسي . فوجدها يوسف عذراء فأصابها فولدت له رجلين : إفراثيم بن يوسف ، ومنشا بن يوسف . وقال وهب بن منبه : إنما كان تزويجه زليخاء امرأة العزيز بين دخلتي الإخوة ، وذلك أن زليخاء مات زوجها ويوسف في السجن ، وذهب مالها وعمي بصرها بكاء على يوسف ، فصارت تتكفف الناس ، فمنهم من يرحمها ومنهم من لا يرحمها ، وكان يوسف يركب في كل أسبوع مرة في موكب زهاء مائة ألف من عظماء قومه ، فقيل لها : لو تعرضت له لعله يسعفك بشيء ; ثم قيل لها : لا تفعلي ، فربما ذكر بعض ما كان منك من المراودة والسجن فيسيء إليك ، فقالت : أنا أعلم بخلق حبيبي منكم ، ثم تركته حتى إذا ركب في موكبه ، قامت فنادت بأعلى صوتها : سبحان من جعل الملوك عبيدا بمعصيتهم ، وجعل العبيد ملوكا بطاعتهم ، فقال يوسف : ما هذه ؟ فأتوا بها ; فقالت : أنا التي كنت أخدمك على صدور قدمي ، وأرجل جمتك بيدي ، وتربيت في بيتي ، وأكرمت مثواك ، لكن فرط ما فرط من جهلي وعتوي فذقت وبال أمري ، فذهب مالي ، وتضعضع ركني ، وطال ذلي ، وعمي بصري ، وبعدما كنت مغبوطة أهل مصر صرت مرحومتهم ، أتكفف الناس ، فمنهم من يرحمني ، ومنهم من لا يرحمني ، وهذا جزاء المفسدين ; فبكى يوسف بكاء شديدا ، ثم قال لها : هل بقيت تجدين مما كان في نفسك من حبك لي شيئا ؟ فقالت : والله لنظرة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا بحذافيرها ، لكن ناولني صدر سوطك ، فناولها فوضعته على صدرها ، فوجد للسوط في يده اضطرابا وارتعاشا من خفقان قلبها ، فبكى ثم مضى إلى منزله فأرسل إليها رسولا : إن كنت أيما تزوجناك ، وإن كنت ذات بعل أغنيناك ، فقالت للرسول : أعوذ بالله أن يستهزئ بي الملك ! لم يردني أيام شبابي وغناي ومالي وعزي أفيريدني اليوم وأنا عجوز عمياء فقيرة ؟ ! فأعلمه الرسول بمقالتها ، فلما ركب في الأسبوع الثاني تعرضت له ، فقال لها : ألم يبلغك الرسول ؟ فقالت : قد أخبرتك أن نظرة واحدة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا وما فيها ; فأمر بها فأصلح من شأنها وهيئت ، ثم زفت إليه ، فقام يوسف يصلي ويدعو الله ، وقامت وراءه ، فسأل الله تعالى أن يعيد إليها شبابها وجمالها وبصرها ، فرد الله عليها شبابها وجمالها وبصرها حتى عادت أحسن ما كانت يوم راودته ، إكراما ليوسف - عليه السلام - لما عف عن محارم الله ، فأصابها فإذا هي عذراء ، فسألها ; فقالت : يا نبي الله إن زوجي كان عنينا لا يأتي النساء ، وكنت أنت من الحسن والجمال بما لا يوصف ; قال : فعاشا في خفض عيش ، في كل يوم يجدد الله لهما خيرا ، وولدت له ولدين ; إفراثيم ومنشا . وفيما روي أن الله تعالى ألقى في قلب يوسف من محبتها أضعاف ما كان في قلبها ، فقال لها : ما شأنك لا تحبينني كما كنت في أول مرة ؟ فقالت له : لما ذقت محبة الله تعالى شغلني ذلك عن كل شيء .
الثانية : قال بعض أهل العلم : في هذه الآية ما يبيح للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر ، والسلطان الكافر ، بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه في فعل لا يعارضه فيه ، فيصلح منه ما شاء ; وأما إذا كان عمله بحسب اختيار الفاجر وشهواته وفجوره فلا يجوز ذلك . وقال قوم : إن هذا كان ليوسف خاصة ، وهذا اليوم غير جائز ; والأول أولى إذا كان على الشرط الذي ذكرناه . والله أعلم . قال الماوردي : فإن كان المولي ظالما فقد اختلف الناس في جواز الولاية من قبله على قولين : أحدهما - جوازها إذا عمل بالحق فيما تقلده ; لأن يوسف ولي من قبل فرعون ، ولأن الاعتبار في حقه بفعله لا بفعل غيره . الثاني : أنه لا يجوز ذلك ; لما فيه من تولي الظالمين بالمعونة لهم ، وتزكيتهم بتقلد أعمالهم ; فأجاب من ذهب إلى هذا المذهب عن ولاية يوسف من قبل فرعون بجوابين : أحدهما : أن فرعون يوسف كان صالحا ، وإنما الطاغي فرعون موسى . الثاني : أنه نظر في أملاكه دون أعماله ، فزالت عنه التبعة فيه . قال الماوردي : والأصح من إطلاق هذين القولين أن يفصل ما يتولاه من جهة الظالم على ثلاثة أقسام : أحدها : ما يجوز لأهله فعله من غير اجتهاد في تنفيذه كالصدقات والزكوات ، فيجوز توليه من جهة الظالم ، لأن النص على مستحقه قد أغنى عن الاجتهاد فيه ، وجواز تفرد أربابه به قد أغنى عن التقليد . والقسم الثاني : ما لا يجوز أن يتفردوا به ويلزم الاجتهاد في مصرفه كأموال الفيء ، فلا يجوز توليه من جهة الظالم ; لأنه يتصرف بغير حق ، ويجتهد فيما لا يستحق . والقسم الثالث : ما يجوز أن يتولاه لأهله ، وللاجتهاد فيه مدخل كالقضايا والأحكام ، فعقد التقليد محلول ، فإن كان النظر تنفيذا للحكم بين متراضيين ، وتوسطا بين مجبورين جاز ، وإن كان إلزام إجبار لم يجز .
الثالثة : ودلت الآية أيضا على جواز أن يخطب الإنسان عملا يكون له أهلا ; فإن قيل : فقد روى مسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها . وعن أبي بردة قال : قال أبو موسى : أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين ، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ، فكلاهما سأل العمل ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك ، فقال : ما تقول يا أبا موسى - أو يا عبد الله بن قيس . قال قلت : والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما ، وما شعرت أنهما يطلبان العمل ، قال : وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت ، فقال : لن - أو - لا نستعمل على عملنا من أراده وذكر الحديث ; خرجه مسلم أيضا وغيره ; فالجواب : أولا : أن يوسف - عليه السلام - إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم فرأى أن ذلك فرض متعين عليه فإنه لم يكن هناك غيره ، وهكذا الحكم اليوم ، لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه ، ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك ، كما قال يوسف - عليه السلام - : فأما لو كان هناك من يقوم بها ويصلح لها وعلم بذلك فالأولى ألا يطلب ; لقوله - عليه السلام - لعبد الرحمن : لا تسأل الإمارة وأيضا فإن في سؤالها والحرص عليها مع العلم بكثرة آفاتها وصعوبة التخلص منها دليلا على أنه يطلبها لنفسه ولأغراضه ، ومن كان هكذا يوشك أن تغلب عليه نفسه فيهلك ; وهذا معنى قوله - عليه السلام - : ( وكل إليها ومن أباها لعلمه بآفاتها ، ولخوفه من التقصير في حقوقها فر منها ، ثم إن ابتلي بها فيرجى له التخلص منها ، وهو معنى قوله : أعين عليها . الثاني : أنه لم يقل : إني حسيب كريم ، وإن كان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ولا قال : إني جميل مليح ، إنما قال : إني حفيظ عليم فسألها بالحفظ والعلم ، لا بالنسب والجمال . الثالث : إنما قال ذلك عند من لا يعرفه فأراد تعريف نفسه ، وصار ذلك مستثنى من قوله تعالى : فلا تزكوا أنفسكم . الرابع : أنه رأى ذلك فرضا متعينا عليه ; لأنه لم يكن هنالك غيره ، وهو الأظهر ، والله أعلم .
الرابعة ودلت الآية أيضا على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل ; قال الماوردي : وليس هذا على الإطلاق في عموم الصفات ، ولكنه مخصوص فيما اقترن بوصله ، أو تعلق بظاهر من مكسب ، وممنوع منه فيما سواه ، لما فيه من تزكية ومراءاة ، ولو ميزه الفاضل عنه لكان أليق بفضله ; فإن يوسف دعته الضرورة إليه لما سبق من حاله ، ولما يرجو من الظفر بأهله .
- الطبرى : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه: قال يوسف للملك: اجعلني على خزائن أرضك.
* * *
وهي جمع " خِزَانة ".
* * *
و " الألف واللام " دخلتا في" الأرض " خلفًا من الإضافة ، كما قال الشاعر: &; 16-149 &; (3)
والأَحْلامُ غَيْرُ عَوَازِبِ (4)
* * *
وهذا من يوسف صلوات الله عليه، مسألة منه للملك أن يولّيه أمر طعام بلده وخراجها ، والقيام بأسباب بلده ، ففعل ذلك الملك به، فيما بلغني، كما:-
19453 - حدثني يونس قال ،أخبرنا ابن وهب قال ،قال ابن زيد في قوله: (اجعلني على خزائن الأرض)، قال: كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام قال: فأسلم سلطانه كُلَّه إليه ، وجعل القضاء إليه ، أمرُه وقضاؤه نافذٌ.
19454- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شيبة الضبي ، في قوله: (اجعلني على خزائن الأرض)، قال: على حفظ الطعام (5) .
* * *
وقوله: (إني حفيظ عليم) اختلف أهل التأويل في تأويله.
فقال بعضهم: معنى ذلك: إني حفيظ لما استودعتني، عليم بما وليتني .
*ذكر من قال ذلك:
19455 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: (إني حفيظ عليم)، إني حافظ لما استودعتني ، عالم بما وليتني . قال: قد فعلت.
19456 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله: (إني حفيظ عليم)، يقول: حفيظ لما وليت ، عليم بأمره.
19457 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن شيبة الضبي في قوله: (إني حفيظ عليم) يقول: إني حفيظ لما استودعتني ، عليم بسني المجاعة. (6)
* * *
وقال آخرون: إني حافظ للحساب ، عليم بالألسن .
*ذكر من قال ذلك:
19458 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو ، عن الأشجعي: (إني حفيظ عليم) ، حافظ للحساب ، عليم بالألسن.
* * *
قال أبو جعفر : وأولى القولين عندنا بالصواب ، قولُ من قال: معنى ذلك: " إني حافظ لما استودعتني ، عالم بما أوليتني"، لأن ذلك عقيب قوله: (اجعلني على خزائن الأرض)، ومسألته الملك استكفاءه خزائن الأرض ، فكان إعلامه بأن عنده خبرةً في ذلك وكفايته إياه ، أشبه من إعلامه حفظه الحساب، ومعرفته بالألسن . (7)
* * *
----------------------
الهوامش:
(3) هو النابغة الذبياني .
(4) سلف البيت وتخريجه وشرحه 5 : 160 /13 : 106 ، وهو :
لَهُـمْ شِـيمَةٌ لَـمْ يُعْطِهَـا الدَّهُرْ غَيْرَهُم
مِـنَ النَّـاسِ , والأَحْـلامُ غيْرُ عَوَازِبِ
(5) الأثر : 19454 -" إبراهيم بن المختار التميمي" ، ممن يتقى حديثه ، وبخاصة من رواية محمد بن حميد عنه ، مضى برقم : 4038 ، 14365 ، 17631 .
و "شيبة الضبي" ، هو" شيبة بن نعامة الضبي" ،" أبو نعامة" ، ضعيف الحديث لا يحتج به ، مترجم في الكبير 2 / 2 / 143 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 335 ، وميزان الاعتدال 1 : 452 ، ولسان الميزان 3 : 159 .
وانظر الإسناد الآتي رقم : 19457 .
(6) الأثر : 19457 - انظر بيانه في التعليق على رقم : 19454 .
(7) انظر تفسير" حفيظ" فيما سلف 15 : 449 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك
، وتفسير" عليم" في فهارس اللغة ( علم ) .
- ابن عاشور : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
وجملة { قال اجعلني على خزائن الأرض } حكاية جوابه لكلام الملك ولذلك فصلت على طريقة المحاورات .
و { على } هنا للاستعلاء المجازي ، وهو التصرف والتمكن ، أي اجعلني متصرّفاً في خزائن الأرض .
و { خزائن } جمع خِزانة بكسر الخاء ، أي البيت الذي يختزن فيه الحبوب والأموال .
والتعريف في { الأرض } تعريف العهد ، وهي الأرض المعهودة لهم ، أي أرض مصر .
والمراد من { خزائن الأرض } خزائن كانت موجودة ، وهي خزائن الأموال؛ إذ لا يخلو سلطان من خزائن معدودة لنوائب بلاده لا الخزائن التي زيدت من بعد لخزن الأقوات استعداداً للسنوات المعبر عنها بقوله : { مما تحصنون } [ سورة يوسف : 48 ].
واقتراح يوسف عليه السلام ذلك إعداد لنفسه للقيام بمصالح الأمة على سنة أهل الفضل والكمال من ارتياح نفوسهم للعلم في المصالح ، ولذلك لم يسأل مالاً لنفسه ولا عَرَضاً من متاع الدنيا ، ولكنه سأل أن يوليه خزائن المملكة ليحفظ الأموال ويعدل في توزيعها ويرفق بالأمة في جمعها وإبلاغها لمحالّها .
وعلّل طلبه ذلك بقوله : { إني حفيظ عليم } المفيد تعليل ما قبلها لوقوع ( إنّ ) في صدر الجملة فإنه علم أنه اتصف بصفتين يعسر حصول إحداهما في الناس بله كلتيهما ، وهما : الحفظ لما يليه ، والعلم بتدبير ما يتولاه ، ليعلم الملك أن مكانته لديه وائتمانه إياه قد صادفا محلهما وأهلهما ، وأنه حقيق بهما لأنه متصف بما يفي بواجبهما ، وذلك صفة الحفظ المحقّق للائتمان ، وصفة العلم المحققّ للمكانة . وفي هذا تعريف بفضله ليهتدي الناس إلى اتباعه وهذا من قبيل الحِسبَة .
وشبه ابن عطية بمقام يوسفَ عليه السلام هذا مقام أبي بكر رضي الله عنه في دخوله في الخلافة مع نهيه المستشير له من الأنصار من أن يتأمر على اثنين . قلت : وهو تشبيه رشيق ، إذ كلاهما صدّيق .
وهذه الآية أصل لوجوب عرض المرء نفسه لولاية عمل من أمور الأمة إذا علم أنه لا يصلح له غيره لأن ذلك من النصح للأمة ، وخاصة إذا لم يكن ممّن يتهم على إيثار منفعة نفسه على مصلحة الأمة . وقد علم يوسف عليه السلام أنه أفضل الناس هنالك لأنه كان المؤمن الوحيد في ذلك القطر ، فهو لإيمانه بالله يبث أصول الفضائل التي تقتضيها شريعة آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام . فلا يعارض هذا ما جاء في «صحيح مسلم» عن عبد الرحمان بن سمرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عبد الرحمان لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتَها عن مسألة وُكلتَ إليها وإن أعطيتَها عن غير مسألة أُعنت عليها " لأن عبد الرحمان بن سمرة لم يكن منفرداً بالفضل من بين أمثاله ولا راجحاً على جميعهم .
ومن هذه الآية أخذ فقهاء المذهب جواز طلب القضاء لمن يعلم أنه أهل وأنه إن لم يُوَلّ ضاعت الحقوق . قال المازري : «يجب على من هو أهل الاجتهاد والعدالة السعي في طلب القضاء إن عَلم أنه إن لم يلِه ضاعت الحقوق أو وليه مَن لا يحلّ أن يولى . وكذلك إن كان وَلِيَه من لا تحلّ توليته ولا سبيل لعزله إلا بطلب أهله» .
وقال ابن مرزوق : لم أقف على هذا لأحد من قدماء أهل المذهب غير المازري .
وقال عياض في كتاب الإمارة ، أي من «شرح صحيح مسلم» ، ما ظاهره الاتفاق على جواز الطلب في هذه الحالة ، وظاهر كلام ابن رشد في «المقدمات» حِرمة الطلب مطلقاً . قال ابن مرزوق : وإنما رأيت مثل ما نقل المازري أو قريباً منه للغزالي في «الوجيز» .
- إعراب القرآن : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
«قالَ اجْعَلْنِي» اجعلني أمر وفاعله مستتر والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة في محل نصب مقول القول «عَلى خَزائِنِ» متعلقان بما قبلها «الْأَرْضِ» مضاف إليه «إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» إن والياء اسمها وحفيظ عليم خبران لها والجملة مستأنفة لا محل لها
- English - Sahih International : [Joseph] said "Appoint me over the storehouses of the land Indeed I will be a knowing guardian"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ(12:55) When Joseph had a talk with the king, he said, "From now you have an honourable place with us, and you will enjoy our full confidence. " *47 Joseph said, "Please place all the resources of the land under my trust for I know how to guard them and also possess knowledge. "47a
- Français - Hamidullah : Et [Joseph] dit Assigne-moi les dépôts du territoire je suis bon gardien et connaisseur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "Setze mich über die Vorratskammern des Landes ein; ich bin ein kenntnisreicher Hüter"
- Spanish - Cortes : Dijo ¡Ponme al frente de los almacenes del país ¡Yo sé bien cómo guardarlos
- Português - El Hayek : Pediulhes Confiame os armazéns do país que eu serei um bom guardião deles pois conheçolhes a importância
- Россию - Кулиев : Он сказал Назначь меня управлять хранилищами земли ибо я - знающий хранитель
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
Он сказал: «Назначь меня управлять хранилищами земли, ибо я - знающий хранитель».Когда царь и остальные люди убедились в полной невиновности Йусуфа, царь сказал: «Приведите его ко мне! Он будет моим приближенным, и посему относитесь к нему с почтением и уважением». Беседа с Йусуфом привела царя в восторг, и его отношение к нему стало еще лучше. Он сказал: «Мы наделим тебя властью и будем доверять тебе государственные тайны». Тогда Йусуф сделал ему предложение, которое было во всеобщих интересах. Он сказал: «Позволь мне собирать подать и распоряжаться хранилищами зерна. Я буду беречь имущество и нести за него ответственность, поскольку я - грамотный хранитель. Я всегда сберегаю то, что мне доверено, и расставляю все по своим местам. Я могу исправно вести учет того, что поступает в хранилища, и того, что выходит оттуда. Я знаю, как распоряжаться имуществом, кому раздавать продукты, а с кого удерживать». Йусуф попросил назначить его на высокую должность не потому, что стремился к власти, а потому, что желал принести пользу всему народу. Он знал о своих способностях, своей надежности и бережливости. Он знал о себе то, что не было известно остальным людям, и поэтому осмелился обратиться к царю с такой просьбой. Царь удовлетворил его просьбу и назначил его смотрителем над хранилищами. Поэтому далее Всевышний Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Yusuf "Beni memleketin hazinelerine memur et çünkü ben korumasını ve yönetmesini bilirim" dedi
- Italiano - Piccardo : Rispose “Affidami i tesori della terra sarò buon guardiano ed esperto”
- كوردى - برهان محمد أمين : یوسف وتی پێم باشه بمکهیت بهلێپرسراو بهسهر گهنجینهکان و سامانی سهر زهوی ئهم وڵاته میسر بهڕاستی من پارێزهرێکی زانام لهخۆم ڕادهبینم که شت بپارێزم و زاناشم که چۆن دهیپارێزم
- اردو - جالندربرى : یوسف نے کہا مجھے اس ملک کے خزانوں پر مقرر کر دیجیئے کیونکہ میں حفاظت بھی کرسکتا ہوں اور اس کام سے واقف ہوں
- Bosanski - Korkut : "Postavi me" – reče – "da vodim brigu o stovarištima u zemlji ja sam zaista čuvaran i znan"
- Swedish - Bernström : [Josef] svarade "Anförtro mig tillsynen över landets förrådshus; jag kommer att vara en god och kunnig förvaltare"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkata Yusuf "Jadikanlah aku bendaharawan negara Mesir; sesungguhnya aku adalah orang yang pandai menjaga lagi berpengetahuan"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
(Berkatalah ia) Nabi Yusuf ("Jadikanlah aku bendaharawan negeri ini,) yakni negeri Mesir (sesungguhnya aku adalah orang yang pandai menjaga lagi berpengetahuan.") orang yang mempunyai keahlian dalam hal perbendaharaan. Menurut suatu pendapat ditakwilkan, bahwa Nabi Yusuf pandai dalam hal menulis dan menghitung.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইউসুফ বললঃ আমাকে দেশের ধনভান্ডারে নিযুক্ত করুন। আমি বিশ্বস্ত রক্ষক ও অধিক জ্ঞানবান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : யூஸுஃப் கூறினார்; "இந்த பூமியின் களஞ்சியங்களுக்கு என்னை அதிகாரியாய் ஆக்கிவிடுவீராக நிச்சயமாக நான் அவற்றைப் பாதுகாக்க நன்கறிந்தவன்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เขากล่าวว่า “ได้โปรดแต่งตั้งฉันให้ควบคุมการคลังของประเทศ แท้จริงฉันเป็นผู้ชื่อสัตย์ผู้รู้”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Мени ернинг хазиналари устига қўй Албатта мен муҳофаза қилувчи ва билувчиман деди Юсуф а с подшоҳга мен хазинани қандай муҳофаза қилиш–сақлаш ва уни қандай тасарруф қилишни билувчиман дедилар Туш таъбирига кўра Миср ўлкаси келажакда худди шундай сифатларни мужассам қилган одамга муҳтож эди
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:请你任命我管理全国的仓库,我确是一个内行的保管者。
- Melayu - Basmeih : Yusuf berkata "Jadikanlah daku pengurus perbendaharaan hasil bumi Mesir; sesungguhnya aku sedia menjaganya dengan sebaikbaiknya lagi mengetahui cara mentadbirkannya"
- Somali - Abduh : wuxuuna yidhi Yuusuf iga yeel Masuulka Khasnadaha dhulka waxaan ahay aamin cilmi lehe
- Hausa - Gumi : Ya ce "Ka sanya ni a kan taskõkin ƙasa Lalle ne nĩ mai tsarẽwa ne kuma masani"
- Swahili - Al-Barwani : Yusuf akasema Nifanye mshika khazina za nchi Kwani hakika mimi ni mlinzi mjuzi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Jusufi tha “Më cakto të udhëheq thesarin e vendit Unë me të vërtetë jam ruajtës dhe i dijshëm”
- فارسى - آیتی : گفت: مرا بر خزاين اين سرزمين بگمار كه من نگهبانى دانايم.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Маро бар хазинаҳои ин сарзамин муқаррар кун, ки ман нигаҳбоне доноям».
- Uyghur - محمد صالح : يۇسۇف: «مېنى (مىسىر) زېمىنىنىڭ خەزىنىلىرىنى باشقۇرۇشقا قويغىن، مەن ھەقىقەتەن (ئۇنى باشقۇرۇش يوللىرىنى) بىلىدىغان، ئوبدان ساقلىيالايدىغان ئادەممەن» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : യൂസുഫ് പറഞ്ഞു: "രാജ്യത്തെ ഖജനാവുകളുടെ ചുമതല എന്നെ ഏല്പിക്കുക. തീര്ച്ചയായും ഞാനതു പരിരക്ഷിക്കുന്നവനും അതിനാവശ്യമായ അറിവുള്ളവനുമാണ്.”
- عربى - التفسير الميسر : واراد يوسف ان ينفع العباد ويقيم العدل بينهم فقال للملك اجعلني واليا على خزائن "مصر" فاني خازن امين ذو علم وبصيره بما اتولاه
*47) It implied this: "We have such a high opinion of you that we can safely entrust you with the highest office of responsibility in the country."
47a. As this verse has given rise to some important questions, Iet us consider these one by one.
The first question is: "Was it an application made by Prophet Joseph to the king for some post ?" In the light of the preceding Explanatory Notes, it would have become obvious that it was neither an application nor a request made by an ambitious person who had been on the look-out for an opportune moment for its submission, and no sooner did the king express his approval of him than he presented his request before him. As a matter of fact, this was a sort of proposal, giving his assent to the great desire of the king and the courtiers that he should be appointed as governor over the land. For, according to the Talmud, "the Hebrew has proved himself wise and skilful," and " ....surely there can be none more discrete than myself to whom God has made known all these things." The king, his courtiers, his princes, officers, and men of rank, had by that time, come to know and recognize his true worth and had had experience of his moral superiority during the last decade of the vicissitudes of his life. He had proved that there was none equal to him in honesty, righteousness, forbearance, selfdiscipline, generosity, intelligence and understanding. They knew and believed that he was the only one who knew how to guard and utilize the resources of the land and could be safely entrusted with them. Therefore, as soon as he showed his willingness, they heartily put these in his trust. This is also confirmed by the Bible that the king had formed a very high opinion of Prophet Joseph. He said to his servants, "Can we find such a one as this is, a man in whom the spirit of God is?" Above all, he said to Prophet Joseph, "There is none so discreet and wise as thou art." (Gen. 41: 38-39). Accordingly, therefore, the king, of his own accord, set him over his house and land. (Gen. 41: 41).
Let us now take up the second question: "What was the nature of the powers that were entrusted to Prophet Joseph?" This is important because those who are not well versed in the Qur'an have been misled by the words aAECOIONCaC in this verse and by his subsequent work of the distribution of grain. They wrongly conclude from these that this post was like the present day posts of a "Treasury Officer" or a "Famine Commissioner" or a "Finance Minister" etc. etc. In fact, it was none of these, for, according to the Qur'an and the Bible and the Talmud, Prophet Joseph had been invested with the full powers and privileges of a ruler. That is why he sat on the throne ( v. 100) and they used the title of malik (king) for him. (v. 72). He himself was grateful to Allah for bestowing the kingdom on him. (v. 101). Above all, Allah Himself testifies to this fact: "Thus We gave power to Joseph in the land, so he had every right to take possession of any piece of it, if he so desired." (v. 56). As regards the Bible, it says, "And Pharaoh said unto Joseph, `Thou shalt be over my house, and according unto thy word shall all my people be ruled: See, I have set thee over all the land of Egypt.... and without thee shall no tnan lift up his hand or foot in all the land of Egypt,' and called Joseph's name Zaphnath-paaneah (saviour of the world)." (Gen. 41: 40-45). And according to the Talmud, when his brothers returned w their father, Prophet Jacob, from Egypt, they said about Prophet Joseph, "The king of Egypt is mighty potentate, over his people he is supreme; upon his word they go out and upon his word they come in; his word governs, and the voice of his master, Pharaoh, is not required."
Another pertinent question is: What was the object for which Prophet Joseph made a proposal for powers in the land? Did he offer his services for the enforcement of the laws of a non-Muslim state? Or did he intend to establish the cultural, moral and political systems of Islam by taking the powers of government in his own hands? As for its answer let us quote the comments on this verse (55) by `Allamah Zamakhshari in his 'Kashshaf'. He says, "When Prophet Joseph proposed, `Please place all the resources of the country under my trust', he meant to get an opportunity for enforcing the Commandments of Allah and for establishing truth and justice, and to gain that power which is essential for fulfilling the Mission for which the Messengers are sent. He did not make this demand for the love of kingdom or for worldly desires and ambitions. He did this because he knew full well that there was none else who could perform that work.
To be frank, the above question leads to very important and basic issues. These are: Was Joseph a Prophet of Allah or not ? If he was, does the Qur'an put forward such a conception of a Prophet that he himself should (as they allege Prophet Joseph did) offer his services to a system of unbelief to carry on its work on un-Godly principles? Nay, it leads to a more delicate and important question Was he a righteous person or not ? and, if he was, could it ever be expected that he would (according to their interpretation,) practically accept the theory that Sovereignty belongs to the king and not to Allah, whereas in the prison he preached, "Sovereignty belongs to none but AIlah (v. 40) ?" for if, as they interpret, he submitted an application for service to the king, it meant that he did so against his own principles which he inculcated while in prison: " . . . . which is better: various gods or the One Omnipotent Allah?"As the king of Egypt was one of the "gods" they had set up, so to offer services to carry on the work of the unIslamic system under the existing un-Islamic law would have been tantamount to acknowledging the king as his Lord. Are they prepared to place Prophet Joseph in that position?
It is an irony that such Muslims as interpret this verse in this way, lower the character of Prophet Joseph. They have evinced the same mentality that the Jews had developed during the period of their degeneration. When they became morally and mentally depraved, they deliberately began to represent their Prophets and saints as people of low character like themselves in order to justify their own degraded characters and to make room for excuses for going still lower. Likewise, when the Muslims came under the sway of non-Muslim governments, they wanted to serve under them, but the teachings of Islam and the patterns of their worthy forefathers stood in their way and they felt ashamed of this. So, in order to pacify their consciences, they sought refuge in this verse and by its misinterpretation thought that that great Prophet had made an application for a post to serve under a non-Muslim under un-lslamic laws. Whereas the Prophet's own life taught the lesson that even a single Muslim could all by himself bring about the Islamic revolution in a whole country by his pure Islamic character, his Faith, intelligence and wisdom and that a true Believer is able to conquer, by the proper use of his moral character, a whole country without any army, ammunition or material provisions.