- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ يَٰبَنِىَّ لَا تَدْخُلُواْ مِنۢ بَابٍۢ وَٰحِدٍۢ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَٰبٍۢ مُّتَفَرِّقَةٍۢ ۖ وَمَآ أُغْنِى عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ ۖ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ۖ وما أغني عنكم من الله من شيء ۖ إن الحكم إلا لله ۖ عليه توكلت ۖ وعليه فليتوكل المتوكلون
- عربى - التفسير الميسر : وقال لهم أبوهم: يا أبنائي إذا دخلتم أرض "مصر" فلا تدخلوا مِن باب واحد، ولكن ادخلوها من أبواب متفرقة، حتى لا تصيبكم العين، وإني إذ أوصيكم بهذا لا أدفع عنكم شيئًا قضاه الله عليكم، فما الحكم إلا لله وحده، عليه اعتمدت ووثقت، وعليه وحده يعتمد المؤمنون.
- السعدى : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
ثم لما أرسله معهم وصاهم، إذا هم قدموا مصر، أن { لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ } وذلك أنه خاف عليهم العين، لكثرتهم وبهاء منظرهم، لكونهم أبناء رجل واحد، وهذا سبب.
{ وَ } إلا فـ { مَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } فالمقدر لا بد أن يكون، { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } أي: القضاء قضاؤه، والأمر أمره، فما قضاه وحكم به لا بد أن يقع، { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } أي: اعتمدت على الله، لا على ما وصيتكم به من السبب، { وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } فإن بالتوكل يحصل كل مطلوب، ويندفع كل مرهوب.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك ما وصى به يعقوب أبناءه عند سفرهم فقال ( وَقَالَ يابني لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وادخلوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ . . . ) .
أى : وقال يعقوب - الأب العطوف - لأبنائه وهو يودعهم : يا بنى إذا وصلتم إلى مصر ، فلا تدخلوا كلكم من باب واحد ، وأنتم أحد عشر رجلاً بل ادخلوا من أبوابها المتفرقة ، بحيث يدخل كل اثنين أو ثلاثة من باب .
قالوا : وكانت أبواب مصر فى ذلك الوقت أربعة أبواب .
وقد ذكر المفسرون أسباباً متعددة لوصية يعقوب هذه لأبنائه ، وأحسن هذه الأسباب ما ذكره الآلوسى فى قوله : نهاهم عن الدخول من باب واحد ، حذراً من إصابة العين ، أى من الحسد ، فإنهم كانوا ذوى جمال وشارة حسنة . . فكانوا مظنة لأن يعانوا - أى لأن يحسدوا - إذا ما - دخلوا كوكبة واحدة . . .
ثم قال : والعين حق ، كما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصح أيضاً بزيادة " ولو كان شئ يسبق القدر سبقته العين " .
وقد ورد أيضاً : " إن العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل القدر " .
وقيل : إن السبب فى وصية يعقوب لأبنائه بهذه الوصية ، خوفه عليهم من أن يسترعى عددهم حراس مدينة مصر إذا ما دخلوا من باب واحد ، فيترامى فى أذهانهم أنهم جواسيس أو ما شابه ذلك ، فربما سجنوهم ، أو حالوا بينهم وبين الوصول إلى يوسف - عليه السلام - . . .
وقوله ( وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ الله مِن شَيْءٍ ) اعتراف منه - عليه السلام - بأن دخولهم من الأبواب المتفرقة ، لن يحول بينهم وبين ما قدره - تعالى - وأراده لهم ، وإنما هو أمرهم بذلك من باب الأخذ بالأسباب المشروعة .
أى : وإنى بقولى هذا لكم ، لا أدفع عنكم شيئا قدره الله عليكم ، ولو كان هذا الشئ قليلا .
( إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ ) أى : ما الحكم فى كل شئ إلى لله - تعالى - وحده لا ينازعه فى ذلك منازع . ولا يدافعه مدافع .
( وعليه ) وحده ( توكلت ) فى كل أمورى .
( وعليه ) وحده ( فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون ) أى المريدون للتوكل الحق ، والاعتماد الصدق الذى لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب التى شرعها الله وأمر بها .
إذ أن كلا من التوكل والأخذ بالأسباب مطلوب من العبد ، إلا أن العاقل عندما يأخذ فى الأسباب يجزم بأن الحكم لله وحده فى كل الأمور ، وأن الأسباب ما هى إلا أمور عادية ، يوجد الله - تعالى - معها ما يريد إيجاده ، ويمنع ما يريد منعه ، فهو الفعال لما يريد .
ويعقوب - عليه السلام - عندما أوصى أبناءه بهذه الوصية ، أرادبها تعليمهم الاعتماد على توفيق الله ولطفه ، مع الأخذ بالأسباب المعتادة الظاهرة تأدباً مع الله - تعالى - واضع الأسباب ومشرعها . . .
- البغوى : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
( وقال ) لهم يعقوب لما أرادوا الخروج من عنده ( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) وذلك أنه خاف عليهم العين; لأنهم كانوا أعطوا جمالا وقوة وامتداد قامة ، وكانوا ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يتفرقوا في دخولهم لئلا يصابوا بالعين ، فإن العين حق ، وجاء في الأثر : " إن العين تدخل الرجل القبر ، والجمل القدر " .
وعن إبراهيم النخعي : أنه قال ذلك لأنه كان يرجو أن يروا يوسف في التفرق . والأول أصح .
ثم قال : ( وما أغني عنكم من الله من شيء ) معناه : إن كان الله قضى فيكم قضاء فيصيبكم مجتمعين كنتم أو متفرقين ، فإن المقدور كائن والحذر لا ينفع من القدر ( إن الحكم ) ما الحكم ( إلا لله ) هذا تفويض يعقوب أموره إلى الله ( عليه توكلت ) اعتمدت ( وعليه فليتوكل المتوكلون ) .
- ابن كثير : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
يقول تعالى ، إخبارا عن يعقوب ، عليه السلام : إنه أمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر ، ألا يدخلوا كلهم من باب واحد ، وليدخلوا من أبواب متفرقة ، فإنه كما قال ابن عباس ، ومحمد بن كعب ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي : إنه خشي عليهم العين ، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ، ومنظر وبهاء ، فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم; فإن العين حق ، تستنزل الفارس عن فرسه .
وروى ابن أبي حاتم ، عن إبراهيم النخعي في قوله : ( وادخلوا من أبواب متفرقة ) قال : علم أنه سيلقى إخوته في بعض الأبواب .
وقوله : ( وما أغني عنكم من الله من شيء ) أي : هذا الاحتراز لا يرد قدر الله وقضاءه ; فإن الله إذا أراد شيئا لا يخالف ولا يمانع ( إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون)
- القرطبى : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
قوله تعالى : وقال يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون
فيه سبع مسائل :
الأولى : لما عزموا على الخروج خشي عليهم العين ; فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد ، وكانت مصر لها أربعة أبواب ; وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلا لرجل واحد ; وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة ; قاله ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم .
الثانية : إذا كان هذا معنى الآية فيكون فيها دليل على التحرز من العين ، والعين حق ; وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل القدر . وفي تعوذه - عليه السلام - : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ما يدل على ذلك . وروى مالك عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول : اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخزار فنزع جبة كانت عليه ، وعامر بن ربيعة ينظر ، قال : وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد قال فقال له عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء ! فوعك سهل مكانه واشتد وعكه ، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر أن سهلا وعك ، وأنه غير رائح معك يا رسول الله ; فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر ; فقال رسول الله صلى الله عليه سلم : علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق ، توضأ له ، فتوضأ عامر ، فراح سهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأس ; في رواية ( اغتسل ) فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخل إزاره في قدح ثم صب عليه ; فراح سهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأس . وركب سعد بن أبي وقاص يوما فنظرت إليه امرأة فقالت : إن أميركم هذا ليعلم أنه أهضم الكشحين ; فرجع إلى منزله فسقط ، فبلغه ما قالت المرأة ، فأرسل إليها فغسلت له ; ففي هذين الحديثين أن العين حق ، وأنها تقتل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; وهذا قول علماء الأمة ، ومذهب أهل السنة ; وقد أنكرته طوائف من المبتدعة ، وهم محجوجون بالسنة وإجماع علماء هذه الأمة ، وبما يشاهد من ذلك في الوجود ; فكم من رجل أدخلته العين القبر ، وكم من جمل ظهير أدخلته القدر ، لكن ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال : وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله . قال الأصمعي : رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه شخبها فقال : أيتهن هذه ؟ فقالوا : الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها ، فهلكتا جميعا ، المورى بها والمورى عنها . قال الأصمعي . وسمعته يقول : إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني .
الثالثة : واجب على كل مسلم أعجبه شيء أن يبرك ; فإنه إذا دعا بالبركة صرف المحذور لا محالة ; ألا ترى قوله - عليه السلام - لعامر : ألا بركت فدل على أن العين لا تضر ولا تعدو إذا برك العائن ، وأنها إنما تعدو إذا لم يبرك . والتبريك أن يقول : تبارك الله أحسن الخالقين ! اللهم بارك فيه .
الرابعة : العائن إذا أصاب بعينه ولم يبرك فإنه يؤمر بالاغتسال ، ويجبر على ذلك إن أباه ; لأن الأمر على الوجوب ، لا سيما هذا ; فإنه قد يخاف على المعين الهلاك ، ولا ينبغي لأحد أن يمنع أخاه ما ينتفع به أخوه ولا يضره هو ، ولا سيما إذا كان بسببه وكان الجاني عليه .
الخامسة : من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعا لضرره ; وقد قال بعض العلماء : يأمره الإمام بلزوم بيته ; وإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به ، ويكف أذاه عن الناس . وقد قيل : إنه ينفى ; وحديث مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال ; فإنه - عليه السلام - لم يأمر في عامر بحبس ولا بنفي ، بل قد يكون الرجل الصالح عائنا ، وأنه لا يقدح فيه ولا يفسق به ; ومن قال : يحبس ويؤمر بلزوم بيته . فذلك احتياط ودفع ضرر ، والله أعلم .
السادسة : روى مالك عن حميد بن قيس المكي أنه قال : دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما : ما لي أراهما ضارعين فقالت حاضنتهما : يا رسول الله ! إنه تسرع إليهما العين ، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر سبقته العين . وهذا الحديث منقطع ، ولكنه محفوظ لأسماء بنت عميس الخثعمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ثابتة متصلة صحاح ; وفيه أن الرقى مما يستدفع به البلاء ، وأن العين تؤثر في الإنسان وتضرعه ، أي تضعفه وتنحله ; وذلك بقضاء الله تعالى وقدره . ويقال : إن العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار ، والله أعلم .
السابعة : أمر - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي أمامة العائن بالاغتسال للمعين ، وأمر هنا بالاسترقاء ; قال علماؤنا : إنما يسترقى من العين إذا لم يعرف العائن ; وأما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء على حديث أبي أمامة ، والله أعلم .
قوله تعالى : وما أغني عنكم من الله من شيء أي من شيء أحذره عليكم ; أي لا ينفع الحذر مع القدر .
" إن الحكم " أي الأمر والقضاء .
إلا لله عليه توكلت أي اعتمدت ووثقت . وعليه فليتوكل المتوكلون .
- الطبرى : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال يعقوب لبنيه لما أرادُوا الخروج من عنده إلى مصر ليمتاروا الطعام: يا بني لا تدخلوا مصر من طريق واحد , وادخلوا من أبواب متفرقة.
* * *
وذكر أنه قال ذلك لهم , لأنهم كانوا رجالا لهم جمال وهيأة , (7) فخاف عليهم العينَ إذا دخلوا جماعة من طريق واحدٍ، وهم ولد رجل واحد , فأمرهم أن يفترقوا في الدخول إليها . كما:-
19487- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا يزيد الواسطي , عن جويبر , عن الضحاك: (لا تدخلوا من بابٍ واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) ، قال: خاف عليهم العينَ .
19488- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد , عن قتادة قوله: (يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد) خشي نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم العينَ على بنيه، كانوا ذوي صُورة وجَمال.
19489- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة: (وادخلوا من أبواب متفرقة) ، قال: كانوا قد أوتوا صورةً وجمالا فخشي عليهم أنفُسَ الناس.
19490- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله: (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) ، قال: رهب يعقوب عليه السلام عليهم العينَ.
19491- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان , قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (لا تدخلوا من باب واحد) ، خشي يعقوب على ولده العينَ.
19492- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا زيد بن الحباب , عن أبي معشر , عن محمد بن كعب: (لا تدخلوا من باب واحد) ، قال: خشي عليهم العين.
19493- ... قال، حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدي قال: خاف يعقوب صلى الله عليه وسلم على بنيه العين , فقال: (يا بني لا تدخلوا من باب واحد) . فيقال: هؤلاء لرجل واحدٍ! ولكن ادخلوا من أبواب متفرقة.
19494- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق قال: لما أجمعوا الخروجَ ، يعني ولد يعقوب ، قال يعقوب: (يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) ، خشي عليهم أعين الناس، لهيأتهم , وأنهم لرجل واحدٍ.
* * *
وقوله: (وما أغني عنكم من الله من شيء) ، يقول: وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء الله الذي قد قضاه عليكم من شيء صغير ولا كبير , لأن قضاءه نافذ في خلقه (8) ، (إن الحكم إلا لله) ، يقول: ما القضاء والحكم إلا لله دون ما سواه من الأشياء , فإنه يحكم في خلقه بما يشاء , فينفذ فيهم حكمه , ويقضي فيهم، ولا يُرَدّ قضاؤه ، (عليه توكلت) ، يقول: على الله توكلت فوثقت به فيكم وفي حفظكم عليّ، حتى يردكم إليّ وأنتم سالمون معافون , لا على دخولكم مصر إذا دخلتموها من أبواب متفرقة ، (وعليه فليتوكل المتوكلون) ، يقول: وإلى الله فليفوِّض أمورَهم المفوِّضون . (9)
----------------------
الهوامش:
(7) في المطبوعة :" وهيبة" ، لأنها في المخطوطة :" وهمة" ، غير منقوطة ، وستأتي كذلك بعد ، وسأصححها دون أن أشير هذا التصحيح في سائر المواضع .
(8) انظر تفسير" أغنى" فيما سلف 15 : 472 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(9) انظر تفسير" التوكل" فيما سلف 15 : 545 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
- ابن عاشور : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
{ وقال يا بني } عطف على جملة { قال الله على ما نقول وكيل } [ يوسف : 66 ].
وإعادة فعل { قال } للإشارة إلى اختلاف زمن القولين وإن كانا معاً مسبّبَيْن على إيتاء موثقهم ، لأنه اطمأن لرعايتهم ابنَه وظهرت له المصلحة في سفرهم للإمتار ، فقوله : { يا بني لا تدخلوا من باب واحد } صادر في وقت إزمَاعهم الرحيل . والمقصود من حكاية قوله هذا العبرة بقوله : { وما أغني عنكم من الله من شيء } الخ .
والأبواب : أبواب المدينة . وتقدم ذكر الباب آنفاً . وكانت مدينة ( منفيس ) من أعظم مدن العالم فهي ذات أبواب . وإنما نهاهم أن يدخلوها من باب واحد خشية أن يسترعي عددهم أبصارَ أهل المدينة وحُراسها وأزياؤهم أزياء الغرباء عن أهل المدينة أن يُوجسوا منهم خيفة من تجسس أو سرقة فربما سجنوهم أو رصدوا الأعين إليهم ، فيكون ذلك ضرّاً لهم وحائلاً دون سرعة وصولهم إلى يوسف عليه السلام ودون قضاء حاجتهم . وقد قيل في الحكمة : «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» .
ولما كان شأن إقامة الحراس والأرصاد أن تكون على أبواب المدينة اقتصر على تحذيرهم من الدخول من باب واحد دون أن يحذرهم من المشي في سكة واحدة من سكك المدينة ، ووثق بأنهم عارفون بسكك المدينة فلم يخش ضلالهم فيها ، وعلم أن ( بنيامِين ) يكون في صحبة أحد إخوته لئلا يضل في المدينة .
والمتفرقة أراد بها المتعددة لأنه جعلها في مقابلة الواحد . ووجه العدول عن المتعددة إلى المتفرقة الإيماء إلى علة الأمر وهي إخفاء كونهم جماعة واحدة .
وجملة { وما أغني عنكم من الله من شيء } معترضة في آخر الكلام ، أي وما أغني عنكم بوصيتي هذه شيئاً . و { من الله } متعلق ب { أغني } ، أي لا يكون ما أمرتكم به مُغنياً غَنَاء مبتدِئاً من عند الله بل هو الأدب والوقوف عندما أمر الله ، فإنْ صادف ما قدره فقد حصل فائدتان ، وإن خالف ما قَدّره حصلت فائدة امتثال أوامره واقتناع النفس بعدم التفريط .
وتقدم وجه تركيب { وما أغني عنكم من الله من شيء } عند قوله تعالى : { ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً } في سورة العقود ( 41 ).
وأراد بهذا تعليمهم الاعتماد على توفيق الله ولطفه مع الأخذ بالأسباب المعتادة الظاهرة تأدباً مع واضع الأسباب ومقدّر الألطاف في رعاية الحالين ، لأنا لا نستطيع أن نطلع على مراد الله في الأعمال فعلينا أن نتعرفها بعلاماتها ولا يكون ذلك إلا بالسعي لها .
وهذا سرّ مسألة القدر كما أشار إليه قول النبي اعمَلوا فكلٌ ميسّر لما خلق له ، وفي الأثر إذا أراد الله أمراً يَسّر أسبابه قال الله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً } [ سورة الإسراء : 19 ]. ذلك أن شأن الأسباب أن تحصُل عندها مسبباتها . وقد يتخلف ذلك بمعارضة أسباب أخرى مضادة لتلك الأسباب حاصلة في وقت واحد ، أو لكون السبب الواحد قد يكون سبباً لأشياء متضادة باعتبارات فيخطىء تعَاطي السبب في مصادفة المسبّب المقصود ، ولولا نظام الأسباب ومراعاتها لصار المجتمع البشري هملاً وهمجاً .
والإغناء : هنا مشتق من الغَناء بفتح الغين وبالمدّ ، وهو الإجزاء والاضطلاع وكفاية المهم ، وأصله مرادف الغِنى بكسر الغين والقصر وهما معاً ضد الفقر ، وكثر استعمال الغناء المفتوح الممدود في الإجزاء والكفاية على سبيل المجاز المرسل لأن من أجزأ وكفى فقد أذهب عن نفسه الحَاجة إلى المغنين وأذهب عمن أجزأ عنه الاحتياج أيضاً ، وشاع هذا الاستعمال المجازي حتى غلب على هذا الفعل ، فلذلك كثر في الكلام تخصيص الغَناء بالفتح والمد بهذا المعنى ، وتخصيص الغِنى بالكسر والقصر في معنى ضد الفقر ونحوه حتى صار الغَناء الممدود لا يكاد يسمع في معنى ضد الفقر . وهي تفرقة حسنة من دقائق استعمالهم في تصاريف المترادفات . فما يوجد في كلام ابن بري من قوله : إن الغناء مصدر ناشىء عن فعل أغنى المهموز بحذف الزائد الموهم أنه لا فِعل له مجرّد فإنما عَنى به أن استعمال فِعل غَنِيَ في هذا المعنى المجازي متروك مُمات لا أنه ليس له فعل مجرد .
ولذلك فمعنى فعل ( أغنى ) بهذا الاستعمال معنى الأفعال القاصرة ، ولم يفده الهمز تعديةً ، فلعل همزته دالة على الصيرورة ذا غنى ، فلذلك كان حقه أن لا ينصب المفعول به بل يكون في الغالب مرادفاً لِمفعول مطلق كقول عمرو بن معديكرب:
أُغْني غَناء الذاهب ...
ين أُعَدُّ للحدثان عَدّا ... ويقولون : أغنى فلان عن فلان ، أي في أجزاه عوضه وقام مقامه ، ويأتون بمنصوب فهو تركيب غريب ، فإن حرف ( عن ) فيه للبدلية وهي المجاوزة المجازية . جعل الشيء البدل عن الشيء مجاوزاً له لأنه حلّ محلّه في حال غيبته فكأنه جاوزه فسموا هذه المجاوزة بدلية وقالوا : إنّ ( عن ) تجيء للبدلية كما تجيء لها الباء . فمعنى ما أغني عنكم } لا أجزي عنكم ، أي لا أكفي بدلاً عن إجزائكم لأنفسكم .
و { من شيء } نائب مناب شيئاً ، وزيدت { من } لتوكيد عموم شيء في سياق النفي ، فهو كقوله تعالى : { لا تغني عني شفاعتهم شيئاً } [ سورة يس : 23 ] أي من الضرّ . وجوز صاحب الكشاف في مثله أن يكون شيئاً } مفعولاً مطلقاً ، أي شيئاً من الغناء وهو الظاهر ، فقال في قوله تعالى : { واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً } [ سورة البقرة : 48 ] ، قال : أي قليلاً من الجزاء ، كقوله تعالى : { ولا يظلمون شيئاً } لكنه جوز أن يكون { شيئاً } مفعولاً به وهو لا يستقيم إلا على معنى التوسع بالحذف والإيصال ، أي بنزع الخافض .
وجملة { إن الحكم إلا لله } في موضع التعليل لمضمون { وما أغني عنكم من الله من شيء }.
والحكم : هنا بمعنى التصرف والتقدير ، ومعنى الحصر أنه لا يتم إلا ما أراده الله ، كما قال تعالى : { إن الله بالغٌ أمره } [ سورة الطلاق : 3 ]. وليس للعبد أن ينازع مراد الله في نفس الأمر ولكن واجبه أن يتطلب الأمور من أسبابها لأن الله أمر بذلك ، وقد جمع هذين المعنيين قوله : وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء }.
وجملة { عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون } في موضع البيان لِجملة { وما أغني عنكم من الله من شيء } ليبين لهم أن وصيته بأخذ الأسباب مع التنبيه على الاعتماد على الله هو معنى التوكّل الذي يَضل في فهمه كثير من الناس اقتصاراً وإنكاراً ، ولذلك أتى بجملة { وعليه فليتوكل المتوكلون } أمراً لهم ولغيرهم على معنى أنه واجب الحاضرين والغائبين ، وأن مقامه لا يختص بالصدّيقين بل هو واجب كل مؤمن كامل الإيمان لا يخلط إيمانه بأخطاء الجاهليات .
- إعراب القرآن : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
«وَقالَ» الجملة معطوفة أو مستأنفة «يا» أداة نداء «بَنِيَّ» منادى مضاف منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «لا» ناهية «تَدْخُلُوا» مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والجملة مقول القول «مِنْ بابٍ» متعلقان بتدخلوا «واحِدٍ» صفة لباب «وَادْخُلُوا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة معطوفة «مِنْ أَبْوابٍ» متعلقان بادخلوا «مُتَفَرِّقَةٍ» صفة لأبواب «وَما» الواو حالية وما نافية «أُغْنِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر «عَنْكُمْ» متعلقان بأغنى «مِنَ اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بحال من شيء «مِنْ» حرف جر زائد «شَيْ ءٍ» اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لفعل أغنى والجملة في محل نصب على الحال «إِنِ» نافية «الْحُكْمُ» مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بالخبر «عَلَيْهِ» متعلقان بتوكلت «تَوَكَّلْتُ» ماض و فاعله والجملة مقول القول «وَعَلَيْهِ» عطف على الجملة السابقة «فَلْيَتَوَكَّلِ» الفاء زائدة واللام لام الأمر ويتوكل مضارع مجزوم «الْمُتَوَكِّلُونَ» فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة مقول القول.
- English - Sahih International : And he said "O my sons do not enter from one gate but enter from different gates; and I cannot avail you against [the decree of] Allah at all The decision is only for Allah; upon Him I have relied and upon Him let those who would rely [indeed] rely"
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(12:67) Then he said "O my children, do not enter the capital of Egypt by one gate but go into it by different gates. *53
- Français - Hamidullah : Et il dit O mes fils n'entrez pas par une seule porte mais entrez par portes séparées Je ne peux cependant vous être d'aucune utilité contre les desseins d'Allah La décision n'appartient qu'à Allah en Lui je place ma confiance Et que ceux qui placent leur confiance la placent en Lui
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und er sagte "O meine Kinder geht nicht alle durch ein einziges Tor hinein sondern geht durch verschiedene Tore hinein Ich kann euch gegen Allah nichts nützen Das Urteil ist allein Allahs Auf Ihn verlasse ich mich; und auf Ihn sollen sich diejenigen verlassen die sich überhaupt auf jemanden verlassen wollen"
- Spanish - Cortes : Y dijo ¡Hijos míos No entréis por una sola puerta sino por puertas diferentes Yo no os serviría de nada frente a Alá La decisión pertenece sólo a Alá ¡En Él confío ¡Que los que confían confíen en Él
- Português - El Hayek : Depois disse Ó filhos meus não entreis na cidade por uma só porta; outrossim entrai por portas distintas; porém sabei que nada poderei fazer por vós contra os desígnios de Deus porque o juízo é só d'Ele A Ele me encomendo e que aEle se encomendem os que n'Ele confiam
- Россию - Кулиев : Он сказал Сыновья мои Не входите через одни ворота а войдите через разные Я ничем не смогу помочь вам вопреки воле Аллаха Решение принимает только Аллах На Него одного я уповаю и пусть только на Него уповают уповающие
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
Он сказал: «Сыновья мои! Не входите через одни ворота, а войдите через разные. Я ничем не смогу помочь вам вопреки воле Аллаха. Решение принимает только Аллах. На Него одного я уповаю, и пусть только на Него уповают уповающие».Отправляя сыновей в путешествие, Йакуб сказал: «Когда приедете в Египет, то не входите в город через одни ворота, а входите через разные ворота. Вас много, и я боюсь, что люди могут вас сглазить, позавидовав тому, что все вы являетесь сыновьями одного человека. Больше я ничем не могу помочь вам, ибо ничто не способно предотвратить предопределенное Аллахом. Он предопределяет и выносит решения, и эти решения непременно исполняются. Я уповаю только на Него и не полагаюсь на то, что мое завещание может уберечь вас от вреда. Воистину, благодаря упованию можно обрести желаемое благо и уберечься от любых неприятностей».
- Turkish - Diyanet Isleri : Babaları "Oğullarım Tek bir kapıdan değil ayrı ayrı kapılardan girin Ama Allah katında size bir faydam olmaz hüküm ancak Allah'ındır O'na güvendim güvenenler de O'na güvensinler" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse “O figli miei non entrate da una sola porta ma entrate da porte diverse In nulla potrei proteggervi nei confronti di Allah La decisione appartiene solo ad Allah e in Lui confido In Lui confidino coloro che confidano”
- كوردى - برهان محمد أمين : هوروهها وتی کوڕهکانم ههمووتان له یهك دهروازهوه مهچنه ژوورهوه و له چهند دهروازهیهکی جیا جیاوه بچنه ژوورهوه خۆتان بکهن به شاردا دڵنیاش بن که من ناتوانم هیچ شتێک لهو بهڵاو پێشهاتانهی که بڕیاری خوای لهسهر بگێڕمهوه له ئێوه هیچ فهرمان و بڕیارێک بۆ کهس نی یه تهنها بۆ خوا نهبێت پشتم ههر بهو بهستووه و پشت و پهنام ههر ئهوه جا دهبا ئهوانهی که پاڵپشت و پشتیوانیان دهوێت ههر پشت بهو ببهستن
- اردو - جالندربرى : اور ہدایت کی کہ بیٹا ایک ہی دروازے سے داخل نہ ہونا بلکہ جدا جدا دروازوں سے داخل ہونا۔ اور میں خدا کی تقدیر کو تم سے نہیں روک سکتا۔ بےشک حکم اسی کا ہے میں اسی پر بھروسہ رکھتا ہوں۔ اور اہل توکل کو اسی پر بھروسہ رکھنا چاہیئے
- Bosanski - Korkut : "O sinovi moji" – reče onda – "ne ulazite na jednu kapiju već na razne kapije a ja vas ne mogu spasiti od onoga što vam Allah odredi; moć pripada jedino Njemu ja se u Njega uzdam i neka se samo u Njega uzdaju oni koji se uzdaju"
- Swedish - Bernström : [Vidare] sade han "Mina söner Gå inte alla in [i staden] genom en och samma port utan [sprid er i grupper och] gå in genom flera portar Dock kan jag inte på något sätt skydda er mot [det som] Gud [beslutar]; Gud [ensam] har avgörandet i Sin hand; till Honom sätter jag min lit Alla som vill ha [ett mäktigt] stöd skall sätta sin lit till Honom"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Ya'qub berkata "Hai anakanakku janganlah kamu bersamasama masuk dari satu pintu gerbang dan masuklah dari pintupintu gerbang yang berlainlain; namun demikian aku tiada dapat melepaskan kamu barang sedikitpun dari pada takdir Allah Keputusan menetapkan sesuatu hanyalah hak Allah; kepadaNyalah aku bertawakkal dan hendaklah kepadaNya saja orangorang yang bertawakkal berserah diri"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
(Dan Yakub berkata, "Hai anak-anakku! Janganlah kalian masuk) ke negeri Mesir (dari satu pintu gerbang, tetapi masuklah dari pintu-pintu gerbang yang berlainan) supaya kalian tidak menjadi sial karenanya (namun demikian aku tidak dapat menghindarkan) menolak (diri kalian) dengan melalui saranku ini (dari takdir Allah) huruf min di sini adalah zaidah (barang sedikit pun) yang telah ditakdirkan-Nya terhadap kalian; sesungguhnya hal tersebut hanyalah terdorong oleh rasa sayangku. (Tiada lain) (keputusan hanyalah hak Allah) semata (dan hanya kepada-Nyalah aku bertawakal) artinya hanya kepada-Nyalah aku percaya (dan hanya kepada-Nyalah hendaknya orang-orang yang bertawakal berserah diri.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইয়াকুব বললেনঃ হে আমার বৎসগণ সবাই একই প্রবেশদ্বার দিয়ে যেয়ো না বরং পৃথক পৃথক দরজা দিয়ে প্রবেশ করো। আল্লাহর কোন বিধান থেকে আমি তোমাদেরকে রক্ষা করতে পারি না। নির্দেশ আল্লাহরই চলে। তাঁরই উপর আমি ভরসা করি এবং তাঁরই উপর ভরসা করা উচিত ভরসাকারীদের।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பின்னும் அவர் "என் அருமை மக்களே நீங்கள் மிஸ்ருக்குள் ஒரே வாசல் வழியாக நுழையாதீர்கள்; வெள; வேறு வாசல்களின் வழியாக நுழையுங்கள்; அல்லாஹ்வின் விதிகளில் யாதொன்றையும் நான் உங்களை விட்டுத்தடுத்து விட முடியாது ஏனென்றால் அதிகாரமெல்லாம் அல்லாஹ்வுக்கேயன்றி வேறு எவருக்கும் இல்லை அவன் மீதே நான் முழமையாக நம்பிக்கை கொண்டுள்ளேன் எனவே முழமையாக நம்பிக்கை வைப்பவர்கள் அவன் மீதே முழு நம்பிக்கைவைப்பார்களாக" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเขากล่าวว่า “โอ้ลูกเอ๋ย พวกเจ้าอย่าเข้าเมืองทางเดียวกัน แต่พวกเจ้าจงเข้าเมืองต่างทางกัน และฉันไม่อาจให้ความคุ้มกันพวกเจ้าจากอัลลอฮ์ได้ การตัดสินเป็นสิทธิ์ของอัลลอฮ์ฉันขอมอบการไว้ใจแด่พระองค์และขอให้บรรดาผู้มอบการไว้ใจจงไว้ใจแด่พระองค์”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Эй ўғилларим битта эшикдан кирманглар турли эшиклардан киринглар Мен сизлардан Аллоҳнинг ҳеч нарсасини қайтара олмасман Ҳукм қилиш фақат Аллоҳнинг Ўзига хосдир Унгагина таваккал қилдим Таваккал қилгувчилар фақат Унгагина таваккал қилсинлар деди Яъқуб а с ўғилларига манзилга етганларида шаҳарга бир эшикдан эмас бўлиниб турли эшиклардан киришларини насиҳат қилдилар У зот Аллоҳнинг белгилаган тақдирини ўзгартириб бўлмаслигини яхши билар эдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:我的孩子们,不要从一道城门进城,应当分散开,从几道城门进去。我对于真主的(判决),毫无裨益于你们;一切判决只归真主,我只信赖他,让一切信赖者都只信赖他吧!
- Melayu - Basmeih : Dan ia berkata lagi "Wahai anakanakku Janganlah kamu masuk ke bandar Mesir dari sebuah pintu sahaja tetapi masuklah dari beberapa buah pintu yang berlainan Dan aku dengan nasihatku ini tidak dapat menyelamatkan kamu dari sesuatu takdir yang telah ditetapkan oleh Allah Kuasa menetapkan sesuatu sebab dan musabab itu hanya tertentu bagi Allah KepadaNyalah aku berserah diri dan kepadaNyalah hendaknya berserah orangorang yang mahu berserah diri"
- Somali - Abduh : Wuxuu yidhi Wiilashaydow ha ka galina Magaalada irrid kaliya ee ka gala irido kala Tagsan Waxna idiinkama tarayo xagga Eebe Amarka cidaan Eebe ahayn maleh isagaan talo saartay isaga uun ha talo saarteen kuwa wax talo saaran
- Hausa - Gumi : Kuma ya ce "Yã ɗiyana Kada ku shiga ta ƙõfa guda ku shiga ta ƙõfõfi dabamdabam kuma bã na wadãtar muku kõme daga Allah Bãbu hukunci fãce daga Allah a gare Shi na dõgara kuma a gare Shi mãsu dõgara sai su dõgara"
- Swahili - Al-Barwani : Na akasema Enyi wanangu Msiingie mlango mmoja bali ingieni kwa milango mbali mbali Wala mimi sikufaeni kitu mbele ya Mwenyezi Mungu Hukumu haiko ila kwa Mwenyezi Mungu tu Juu yake Yeye mimi nimetegemea na juu yake Yeye wategemee wanao tegemea
- Shqiptar - Efendi Nahi : E ai tha “O djemtë e mi mos hyni në të njëjtën derë por në dyer të ndryshme Unë asgjë nuk mund të largoj prej jush çka u ka caktuar Perëndia Se pushteti i përket vetëm Perëndisë Tek ai mbështetem uën dhe tek Ai le të mbështeten ata që dëshirojnë të jenë të mbështetur te Perëndia”
- فارسى - آیتی : گفت: اى پسران من، از يك دروازه داخل مشويد؛ از دروازههاى مختلف داخل شويد. و من قضاى خدا را از سر شما دفع نتوانم كرد و هيچ فرمانى جز فرمان خدا نيست. بر او توكل كردم و توكلكنندگان بر او توكل كنند.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Эй писарони ман, аз як дарвоза дохил нашавед; аз дарвозаҳои гуногун дохил шавед. Ва ман қазои Худоро аз сари шумо дафъ натавонам кард ва ҳеҷ фармоне ғайри фармони Худо нест. Бар Ӯ таваккал кардам ва таваккалкунандагон бар Ӯ таваккул кунанд».
- Uyghur - محمد صالح : (ئۇ يەنە) «ئى ئوغۇللىرىم! (مىسىرغا) ھەممىڭلار بىر دەرۋازىدىن كىرمەي، باشقا باشقا دەرۋازىلاردىن كىرىڭلار. اﷲ نىڭ قازاسى ئالدىدا مەن سىلەردىن ھېچ نەرسىنى دەپئى قىلالمايمەن، ھۆكۈم پەقەت اﷲ غىلا خاس، اﷲ قا تەۋەككۈل قىلدىم، تەۋەككۈل قىلغۇچىلار اﷲ غىلا تەۋەككۈل قىلسۇن!» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അദ്ദേഹം അവരോട് പറഞ്ഞു: "എന്റെ മക്കളേ, നിങ്ങള് ഒരേ വാതിലിലൂടെ പ്രവേശിക്കരുത്. വ്യത്യസ്ത വാതിലുകളിലൂടെ പ്രവേശിക്കുക. ദൈവവിധിയില് നിന്ന്ഒന്നുപോലും നിങ്ങളില് നിന്ന് തടഞ്ഞുനിര്ത്താന് എനിക്കു സാധ്യമല്ല. വിധിനിശ്ചയം അല്ലാഹുവിന്റേതു മാത്രമാണല്ലോ. ഞാനിതാ അവനില് ഭരമേല്പിക്കുന്നു. ഭരമേല്പിക്കുന്നവര് അവനിലാണ് ഭരമേല്പിക്കേണ്ടത്.”
- عربى - التفسير الميسر : وقال لهم ابوهم يا ابنائي اذا دخلتم ارض "مصر" فلا تدخلوا من باب واحد ولكن ادخلوها من ابواب متفرقه حتى لا تصيبكم العين واني اذ اوصيكم بهذا لا ادفع عنكم شيئا قضاه الله عليكم فما الحكم الا لله وحده عليه اعتمدت ووثقت وعليه وحده يعتمد المومنون
*53) Prophet Jacob's great concern over this journey of his sons was due to the fact that his youngest son, Benjamin, was to accompany them. He was anxious about his safety because he had already had a sad experience of his son, Joseph. Naturally his heart must have been full of such misgivings that that might be his last meeting with his other beloved son. Though he had full trust in Allah and was patiently resigned to His will, he, as a human being, advised his sons to take certain precautionary measures. In order to understand the significance of this precautionary measure of entering the capital by different gates, we should have a glimpse of the political conditions of that period. As the Israelites lived on the Eastern frontier of Egypt as independent clans, they were looked at with suspicion like all frontier people. Therefore Prophet Jacob feared that if they entered the city in a group, they might be taken for a gang of suspects, especially during that time of famine. Thus there was an apprehension of some severe action being taken against them as if they had come there for organized robbery. That was why he gave them this allowance that if under such adverse circumstances there was any trouble, he would not accuse them of breach of the pledge for the safety of Benjamin.