- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍۢ مَّن نَّشَآءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه ۚ كذلك كدنا ليوسف ۖ ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله ۚ نرفع درجات من نشاء ۗ وفوق كل ذي علم عليم
- عربى - التفسير الميسر : ورجعوا بإخوة يوسف إليه، فقام بنفسه يفتش أمتعتهم، فبدأ بأمتعتهم قبل متاع شقيقه؛ إحكامًا لما دبَّره لاستبقاء أخيه معه، ثم انتهى بوعاء أخيه، فاستخرج الإناء منه، كذلك يسَّرنا ليوسف هذا التدبير الذي توصَّل به لأخذ أخيه، وما كان له أن يأخذ أخاه في حكم مَلِك "مصر"؛ لأنه ليس من دينه أن يتملك السارق، إلا أن مشيئة الله اقتضت هذا التدبير والاحتكام إلى شريعة إخوة يوسف القاضية برِقِّ السارق. نرفع منازل مَن نشاء في الدنيا على غيره كما رفعنا منزلة يوسف. وفوق كل ذي علمٍ من هو أعلم منه، حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى عالم الغيب والشهادة.
- السعدى : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
{ فَبَدَأَ } المفتش { بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ } وذلك لتزول الريبة التي يظن أنها فعلت بالقصد، فلما لم يجد في أوعيتهم شيئا { اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ } ولم يقل "وجدها، أو سرقها أخوه" مراعاة للحقيقة الواقعة.
فحينئذ تم ليوسف ما أراد من بقاء أخيه عنده، على وجه لا يشعر به إخوته، قال تعالى: { كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } أي: يسرنا له هذا الكيد، الذي توصل به إلى أمر غير مذموم { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ } لأنه ليس من دينه أن يتملك السارق، وإنما له عندهم، جزاء آخر، فلو ردت الحكومة إلى دين الملك، لم يتمكن يوسف من إبقاء أخيه عنده، ولكنه جعل الحكم منهم، ليتم له ما أراد.
قال تعالى: { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ } بالعلم النافع، ومعرفة الطرق الموصلة إلى مقصدها، كما رفعنا درجات يوسف، { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } فكل عالم، فوقه من هو أعلم منه حتى ينتهي العلم إلى عالم الغيب والشهادة.
- الوسيط لطنطاوي : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
وقوله - سبحانه - ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ استخرجها مِن وِعَآءِ أَخِيهِ ) معطوف على كلام محذوف يفهم من المقام .
والتقدير : وبعد هذه المحاورة التى دارت بين إخوة يوسف وبين الذين اتهموهم بالسرقة أخبر الإخوة بتفتيش أمتعتهم للبحث عن الصواع بداخلها .
" فبدأ " المؤذن بتفتيش أوعيتهم ، قبل أن يفتش وعاء " بنيامين " فلم يجد شيئاً بداخل أوعيتهم .
فلما وصل إلى وعاء " بنيامين " وقام بتفتيشه وجد السقاية بداخله ، فاستخرجها منه على مشهد منهم جميعاً .
ويبدو أن هذا الحوار من أوله كان بمشهد ومرأى من يوسف - عليه السلام - وكان أيضاً بتدبير وتوجيه منه للمؤذن ومن معه ، فهو الذى أمر المؤذن بأن ينادى ( أَيَّتُهَا العير إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) وهو الذى أشار عليه بأن يسألهم عن حكم السارق فى شريعتهم ، وهو الذى أمره بأن يبدأ بتفتيش أوعيتهم قبل أن يفتش وعاء شقيقه " بنيامين " فدعا للتهمة ، ونفيا للشبهة . . .
روى أنه لما بلغت النوبة إلى وعاء " بنيامين " لتفتيشه قال يوسف - عليه السلام - : ما أظن هذا أخذ شيئاً؟ فقالوا : " والله لا تتركه حتى تنظر فى رحله ، فإنه أطيب لنفسك وأنفسنا " .
ويطوى القرآن ما اعترى إخوة يوسف من دهشه وخزى ، بعد أن وجدت السقاية فى رحل " بنيامين " وبعد أن أقسموا بالله على براءتهم من تهمة السرقة . . يطوى القرآن كل ذلك ، ليترك للعقول أن تتصوره . . .
ثم يعقب على ما حدث ببيان الحكمة التى من أجلها ألهم الله - تعالى - يوسف أن يفعل ما فعل من دس السقاية فى رحل أخيه ، ومن سؤال إخوته عن جزاء السارق فى شريعتهم فيقول ( كذلك كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملك إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله .
. . )
و " كدنا " من الكيد وأصله الاحتيال والمكر ، وهوصرف غيرك عما يريده بحيله ، وهو مذموم إن تحرى به الفاعل الشر والقبيح ، ومحمود إن تحرى به الفاعل الخير والجميل .
والمراد به هنا : النوع المحمود ، واللام فى " ليوسف " للتعليل .
والمراد بدين الملك : شريعته التى يسير عليها فى الحكم بين الناس .
والمعنى : مثل هذا التدبير الحكيم دبرنا من أجل يوسف ما يوصله إلى غرضه ومقصده ، وهو احتجاز أخيه بنيامين معه ، بأن ألهمناه بأن يضع السقاية فى رحل أخيه ، وبأن يسأل إخوته عن حكم السارق فى شريعتهم . . وما كان يوسف ليستطيع أن يحتجز أخاه معه ، لو نفذ شريعة ملك مصر ، لأن شريعته لا تجيز استرقاق السارق سنة كما هو الحال فى شريعة يعقوب ، وإنما تعاقب السارق بضربه وتغريمه قيمة ما سرقه .
وما كان يوسف ليفعل كل ذلك التدبير الحكيم فى حال من الأحوال ، إلا فى حال مشيئة الله ومعونته وإذنه بذلك ، فهو - سبحانه - الذى ألهمه أن دس السقاية فى رحل أخيه ، وهو - سبحانه - الذى ألهمه أن يسأل إخوته عن عقوبة السارق فى شريعتهم حتى يطبقها على من يوجد صواع الملك فى رحله منهم .
والجملة الكريمة بيان لمظهر من مظاهر فضل الله - تعالى - على يوسف حيث ألهمه ما يوصله إلى مقصوده بأحكم أسلوب .
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله : ( كذلك كِدْنَا لِيُوسُفَ ) أى : مثل ذلك الكيد العجيب وهو إرشاد الإِخوة إلى الإِفتاء المذكور . . . دبرنا وصنفنا من أجل يوسف ما يحصل به غرضه . . .
وقوله ( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملك ) أى فى حكمه وقضائه والكلام استئناف وتعليل لذلك الكيد ، كأنه قيل : لماذا فعل؟ فقيل : لأنه لم يكن ليأخذ أخاه جزاء وجود الصواع عنده فى دين الملك فى أمر السارق إلا بذلك الكيد ، لأن جزاء السارق فى دينه أن يضاعف عليه الغرم . . . دون أن يسترق كما هو الحال فى شريعة يعقوب .
وقوله ( إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ) أى : لم يكن يوسف ليتمكن من أخذ أخيه فى حال نم الأحوال ، إلا فى حال مشيئته - تعالى - التى هى عبارة عن ذلك الكيد المذكور . . .
قالوا : وفى الآية دليل على جواز التوصل إلى الأغراض الصحيحة بما صورته صورة الحيلة والمكيدة إذا لم يخالف ذلك شرعاص ثابتاً .
وقوله - سبحانه - ( نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) استئناف لبيان قدرة الله - تعالى - وسعة رحمته وعطائه .
أى : نرفع من نشاء رفعه من عبادنا إلى درحات عالية من العلوم والمعارف والعطايا قدرة الله - تعالى - وسعة رحمته وعطائه .
أى : نرفع من نشاء رفعه من عبادنا إلى درجات عالية من العلوم والمعارف والعطايا والمواهب .
. كما رفعنا درجات يوسف - عليه السلام - .
( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ ) من أولئك المرفوعين ( عليم ) يزيد عنهم فى علمهم وفى مكانتهم عند الله - تعالى - فهو - سبحانه - العليم بأحوال عباده ، وبمنازلهم عنده ، وبأعلاهم درجة ومكانة .
وقال - سبحانه - ( نرفع ) بصيغة الاستقبال وللأشعار بأن ذلك سنة من سننه الإِلهية التى لا تتخلف ولا تتبدل ، وأن عطاءه - سبحانه - لايناله إلا الذين تشملهم إرادته ومشيئته كما تقتضيه حكمته .
وجاءت كلمة ( درجات ) بالتنكير ، للإِشارة إلى عظمها وكثرتها .
- البغوى : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
( فبدأ بأوعيتهم ) لإزالة التهمة ( قبل وعاء أخيه ) فكان يفتش أوعيتهم واحدا واحدا . قال قتادة : ذكر لنا أنه كان لا يفتح متاعا ولا ينظر في وعاء إلا استغفر الله تأثما مما قذفهم به حتى إذا لم يبق إلا رحل بنيامين قال : ما أظن هذا أخذه ، فقال إخوته : والله لا نترك حتى تنظر في رحله فإنه أطيب لنفسك ولأنفسنا ، فلما فتحوا متاعه استخرجوه منه . فذلك قوله تعالى :
( ثم استخرجها من وعاء أخيه ) وإنما أنث الكناية في قوله : " ثم استخرجها " والصواع مذكر ، بدليل قوله : " ولمن جاء به حمل بعير " ; لأنه رد الكناية ها هنا إلى السقاية .
وقيل : الصواع يذكر ويؤنث . فلما أخرج الصواع من رحل بنيامين نكس إخوته رءوسهم من الحياء ، وأقبلوا على بنيامين وقالوا : ما الذي صنعت فضحتنا وسودت وجوهنا ، يا بني راحيل ؟ ما يزال لنا منكم البلاء ، متى أخذت هذا الصواع ؟ فقال بنيامين : بل بنو راحيل لا يزال لهم منكم بلاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية ، ووضع هذا الصواع في رحلي الذي وضع البضاعة في رحالكم ، فأخذوا بنيامين رقيقا .
وقيل : إن ذلك الرجل أخذ برقبته ورده إلى يوسف كما يرد السراق . ( كذلك كدنا ليوسف ) والكيد ها هنا جزاء الكيد ، يعني : كما فعلوا في الابتداء بيوسف من الكيد فعلنا بهم . وقد قال يعقوب عليه السلام ليوسف : " فيكيدوا لك كيدا " ، فكدنا ليوسف في أمرهم .
والكيد من الخلق : الحيلة ، ومن الله تعالى التدبير بالحق . وقيل : كدنا : ألهمنا . وقيل : دبرنا . وقيل : أردنا . ومعناه : صنعنا ليوسف حتى ضم أخاه إلى نفسه ، وحال بينه وبين إخوته .
( ما كان ليأخذ أخاه ) فيضمه إلى نفسه ( في دين الملك ) أي : في حكمه . قاله قتادة . وقال ابن عباس : في سلطانه . ( إلا أن يشاء الله ) يعني : إن يوسف لم يكن يتمكن من حبس أخيه في حكم الملك لولا ما كدنا له بلطفنا حتى وجد السبيل إلى ذلك ، وهو ما أجرى على ألسنة الإخوة أن جزاء السارق الاسترقاق ، فحصل مراد يوسف بمشيئة الله تعالى .
( نرفع درجات من نشاء ) بالعلم كما رفعنا درجة يوسف على إخوته . وقرأ يعقوب : " يرفع " و " يشاء " بالياء فيهما [ وإضافة درجات إلى ( من ) في هذه السورة . والوجه أن الفعل فيهما مسند إلى الله تعالى وقد تقدم ذكره في قوله : ( إلا أن يشاء الله ) أي : يرفع الله درجات من يشاء . وقرأ الباقون بالنون فيهما إلا أن الكوفيين قرءوا : " درجات " بالتنوين ، ومن سواهم بالإضافة ، أي : نرفع به نحن ، والرافع أيضا هو الله تعالى ] .
( وفوق كل ذي علم عليم ) قال ابن عباس : فوق كل عالم عالم إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى . فالله تعالى فوق كل عالم .
- ابن كثير : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
ولهذا بدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ، أي فتشها قبله ، تورية ، ( ثم استخرجها من وعاء أخيه ) فأخذه منهم بحكم اعترافهم والتزامهم وإلزاما لهم بما يعتقدونه; ولهذا قال تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ) وهذا من الكيد المحبوب المراد الذي يحبه الله ويرضاه ، لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة .
وقوله : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) أي : لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر ، قاله الضحاك وغيره .
وإنما قيض الله له أن التزم له إخوته بما التزموه ، وهو كان يعلم ذلك من شريعتهم; ولهذا مدحه تعالى فقال : ( نرفع درجات من نشاء ) كما قال تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) [ المجادلة : 11 ] .
( وفوق كل ذي علم عليم ) قال الحسن البصري : ليس عالم إلا فوقه عالم ، حتى ينتهي إلى الله عز وجل . وكذا روى عبد الرزاق ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الأعلى الثعلبي ، عن سعيد بن جبير قال : كنا عند ابن عباس فتحدث بحديث عجيب ، فتعجب رجل فقال : الحمد لله فوق كل ذي علم عليم [ فقال ابن عباس : بئس ما قلت ، الله العليم ، وهو فوق كل عالم ] وكذا روى سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( وفوق كل ذي علم عليم ) قال : يكون هذا أعلم من هذا ، وهذا أعلم من هذا ، والله فوق كل عالم . وهكذا قال عكرمة .
وقال قتادة : ( وفوق كل ذي علم عليم ) حتى ينتهي العلم إلى الله ، منه بدئ وتعلمت العلماء ، وإليه يعود ، وفي قراءة عبد الله " وفوق كل عالم عليم " .
- القرطبى : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
قوله : فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم
قوله تعالى : فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه إنما بدأ يوسف برحالهم لنفي التهمة والريبة من قلوبهم إن بدأ بوعاء أخيه . والوعاء يقال بضم الواو وكسرها ، لغتان ; وهو ما يحفظ فيه المتاع ويصونه .
ثم استخرجها من وعاء أخيه يعني بنيامين ; أي استخرج السقاية أو الصواع عند من يؤنث ، وقال : ولمن جاء به فذكر ; فلما رأى ذلك إخوته نكسوا رءوسهم ، وظنوا الظنون كلها ، وأقبلوا عليه وقالوا ويلك يا بنيامين ! ما رأينا كاليوم قط ، ولدت أمك " راحيل " أخوين لصين ! قال لهم أخوهم : والله ما سرقته ، ولا علم لي بمن وضعه في متاعي . ويروى أنهم قالوا له : يا بنيامين ! أسرقت ؟ قال : لا والله ; قالوا : فمن جعل الصواع في رحلك ؟ قال : الذي جعل البضاعة في رحالكم . ويقال : إن المفتش كان إذا فرغ من رحل رجل استغفر الله - عز وجل - تائبا من فعله ذلك ; وظاهر كلام قتادة وغيره أن المستغفر كان يوسف ; لأنه كان يفتشهم ويعلم أين الصواع حتى فرغ منهم ، وانتهى إلى رحل بنيامين فقال : ما أظن هذا الفتى رضي بهذا ولا أخذ شيئا ، فقال له إخوته : والله لا نبرح حتى تفتشه ; فهو أطيب لنفسك ونفوسنا ; ففتش فأخرج السقاية ; وهذا التفتيش من يوسف يقتضي أن المؤذن سرقهم برأيه ; فيقال : إن جميع ذلك كان أمر من الله تعالى ; ويقوي ذلك قوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف .
قوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : " كدنا " معناه صنعنا ; عن ابن عباس . والقتبي : دبرنا . ابن الأنباري : أردنا ; قال الشاعر :
كادت وكدت وتلك خير إرادة لو عاد من عهد الصبا ما قد مضى
وفيه جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل إذا لم تخالف شريعة ، ولا هدمت أصلا ، خلافا لأبي حنيفة في تجويزه الحيل وإن خالفت الأصول ، وخرمت التحليل .
الثانية : أجمع العلماء على أن للرجل قبل حلول الحول التصرف في ماله بالبيع والهبة إذا لم ينو الفرار من الصدقة ; وأجمعوا على أنه إذا حال الحول وأظل الساعي أنه لا يحل له التحيل ولا النقصان ، ولا أن يفرق بين مجتمع ، ولا أن يجمع بين متفرق . وقال مالك : إذا فوت من ماله شيئا ينوي به الفرار من الزكاة قبل الحول بشهر أو نحوه لزمته الزكاة عند الحول ، أخذا منه بقوله - عليه السلام - : " خشية الصدقة " . وقال أبو حنيفة : إن نوى بتفريقه الفرار من الزكاة قبل الحول بيوم لا يضره ; لأن الزكاة لا تلزم إلا بتمام الحول ، ولا يتوجه إليه معنى قوله : خشية الصدقة إلا حينئذ . قال ابن العربي : سمعت أبا بكر محمد بن الوليد الفهري وغيره يقول : كان شيخنا قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني صاحب عشرات آلاف دينار من المال ، فكان إذا جاء رأس الحول دعا بنيه فقال لهم : كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وهذا مال لا أحتاجه فهو لكم ، ثم يخرجه فيحمله الرجال على أعناقهم إلى دور بنيه ; فإذا جاء رأس الحول ودعا بنيه لأمر قالوا : يا أبانا ! إنما أملنا حياتك ، وأما المال فأي رغبة لنا فيه ما دمت حيا ; أنت ومالك لنا ، فخذه إليك ، ويسير الرجال به حتى يضعوه بين يديه ، فيرده إلى موضعه ; يريد بتبديل الملك إسقاط الزكاة على رأي أبي حنيفة في التفريق بين المجتمع ، والجمع بين المتفرق ; وهذا خطب عظيم وقد صنف البخاري - رضي الله عنه - في جامعه كتابا مقصودا فقال : " كتاب الحيل " .
قلت : وترجم فيه أبوابا منها : " باب الزكاة وألا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة " . وأدخل فيه حديث أنس بن مالك ، وأن أبا بكر كتب له فريضة الصدقة ; وحديث طلحة بن عبيد الله أن أعرابيا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس . الحديث ; وفي آخره : أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق . وقال بعض الناس : في عشرين ومائة بعير حقتان ; فإن أهلكها متعمدا أو وهبها أو احتال فيها فرارا من الزكاة فلا شيء عليه ; ثم أردف بحديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان ويقول أنا كنزك الحديث ، قال المهلب : إنما قصد البخاري في هذا الباب أن يعرفك أن كل حيلة يتحيل بها أحد في إسقاط الزكاة فإن إثم ذلك عليه ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما منع من جمع الغنم وتفريقها خشية الصدقة فهم منه هذا المعنى ، وفهم من قوله : أفلح إن صدق أن من رام أن ينقض شيئا من فرائض الله بحيلة يحتالها أنه لا يفلح ، ولا يقوم بذلك عذره عند الله ; وما أجازه الفقهاء من تصرف صاحب المال في ماله قرب حلول الحول إنما هو ما لم يرد بذلك الهرب من الزكاة ; ومن نوى ذلك فالإثم عنه غير ساقط ، والله حسيبه ; وهو كمن فر من صيام رمضان قبل رؤية الهلال بيوم ، واستعمل سفرا لا يحتاج إليه رغبة عن فرض الله الذي كتبه الله على المؤمنين ; فالوعيد متوجه عليه ; ألا ترى عقوبة من منع الزكاة يوم القيامة بأي وجه متعمدا كيف تطؤه الإبل ، ويمثل له ماله شجاعا أقرع ؟ ! وهذا يدل على أن الفرار من الزكاة لا يحل ، وهو مطالب بذلك في الآخرة .
الثالثة : قال ابن العربي : قال بعض علماء الشافعية في قوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه . دليل على وجه الحيلة إلى المباح ، واستخراج الحقوق ; وهذا وهم عظيم ; وقوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف في الأرض قيل فيه : كما مكنا ليوسف ملك نفسه عن امرأة العزيز مكنا له ملك الأرض عن العزيز ، أو مثله مما لا يشبه ما ذكره . قال الشفعوي : ومثله قوله - عز وجل - : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث وهذا ليس حيلة ، إنما هو حمل لليمين على الألفاظ أو على المقاصد . قال الشفعوي : ومثله حديث أبي سعيد الخدري في عامل خيبر أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمر جنيب الحديث ; ومقصود الشافعية من هذا الحديث أنه - عليه السلام - أمره أن يبيع جمعا ويبتاع جنيبا من الذي باع منه الجمع أو من غيره . وقالت المالكية : معناه من غيره ; لئلا يكون جنيبا بجمع ، والدراهم ربا ; كما قال ابن عباس : جريرة بجريرة والدراهم ربا .
قوله تعالى : في دين الملك أي سلطانه ، عن ابن عباس . ابن عيسى : عاداته ، أي يظلم بلا حجة . مجاهد : في حكمه ; وهو استرقاق السراق .
إلا أن يشاء الله أي إلا بأن يشاء الله أن يجعل السقاية في رحله تعلة وعذرا له . وقال قتادة : بل كان حكم الملك الضرب والغرم ضعفين ، ولكن شاء الله أن يجري على ألسنتهم حكم بني إسرائيل ، على ما تقدم .
قوله تعالى : نرفع درجات من نشاء أي بالعلم والإيمان . وقرئ " نرفع درجات من نشاء " بمعنى : نرفع من نشاء درجات ; وقد مضى في " الأنعام "
قوله : وفوق كل ذي علم عليم روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : يكون ذا أعلم من ذا وذا أعلم من ذا ، والله فوق كل عالم . وروى سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير قال : كنا عند ابن عباس - رحمه الله - فتحدث بحديث فتعجب منه رجل فقال : سبحان الله ! وفوق كل ذي علم عليم ; فقال ابن عباس : بئس ما قلت ; الله العليم وهو فوق كل عالم .
- الطبرى : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ففتش يوسف أوعيتهم ورحالهم، طالبًا بذلك صواعَ الملك , فبدأ في تفتيشه بأوعية إخوته من أبيه , فجعل يفتشها وعاء وِعاءً قبل وعاء أخيه من أبيه وأمه , فإنه أخّر تفتيشه , ثم فتش آخرها وعاء أخيه , فاستخرج الصُّواع من وعاء أخيه .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
19559- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد , عن قتادة قوله: (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه) ، ذكر لنا أنه كان لا ينظر في وعاء إلا استغفر الله تأثمًا مما قذفهم به , حتى بقي أخوه , وكان أصغر القوم، قال: ما أرى هذا أخذ شيئًا! قالوا: بلى فاستبْرِهِ! (18) ألا وقد علموا حيث وضعوا سقايتهم (ثم استخرجها من وعاء أخيه).
19560- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة قال: (فاستخرجها من وعاء أخيه)، قال: كان كلما فتح متاعًا استغفر تائبًا مما صنع , حتى بلغ متاعَ الغلام , فقال: ما أظن هذا أخذ شيئًا! قالوا: بلى , فاستَبْره!
19561- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي قال، (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه) ، فلما بقي رحل الغلام قال: ما كان هذا الغلام ليأخذه! قالوا: والله لا يترك حتى تنظر في رحله , لنذهب وقد طابت نفسك. فأدخلَ يده فاستخرجه من رحله. (19)
19562- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق قال: لما قال الرسول لهم: وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ، قالوا: ما نعلمه فينَا ولا معنَا . قال: لستم ببارحين حتى أفتّش أمتعتكم، وأعْذِر في طلبها منكم! فبدأ بأوعيتهم وعاء وعاءً يفتشها وينظر ما فيها , حتى مرّ على وعاء أخيه ففتشه , فاستخرجها منه , فأخذ برقبته , فانصرف به إلى يوسف . يقول الله: (كذلك كدنا ليوسف).
19563- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن ابن جريج قال: ذُكر لنا أنه كان كلما بَحَث متاع رجل منهم استغفر ربه تأثمًا , قد علم أين موضع الذي يَطْلُب! حتى إذا بقي أخوه، وعلم أن بغيته فيه، قال: لا أرى هذا الغلام أخذه , ولا أبالي أن لا أبحث متاعه ! قال إخوته: إنه أطيبُ لنفسك وأنفسنا أن تستبرئ متاعه أيضًا . فلما فتح متاعه استخرج بغيته منه، قال الله: (كذلك كدنا ليوسف).
* * *
واختلف أهل العربية في الهاء والألف اللتين في قوله: (ثم استخرجها من وعاء أخيه) .
فقال بعض نحويي البصرة: هي من ذكر " الصواع ", قال: وأنّث وقد قال: وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ، لأنه عنى " الصواع " . قال، و " الصواع "، مذكر , ومنهم من يؤنث " الصواع "، وعني ههنا " السقاية " , وهي مؤنثة . قال: وهما اسمان لواحد، مثل " الثوب " و " الملحفة "، مذكر ومؤنث لشيءٍ واحدٍ .
* * *
وقال بعض نحويي الكوفة في قوله: (ثم استخرجها من وعاء أخيه) ، ذهب إلى تأنيث " السرقة ". قال: وإن يكن " الصواع " في معنى " الصاع " (20) فلعل هذا التأنيث من ذلك . قال، وإن شئت جعلته لتأنيث السقاية . قال: و " الصواع " ذكر , و " الصاع " يؤنث ويذكر , فمن أنثه قال، ثلاث أصوُع , مثل ثلاث أدور , ومن ذكره قال " أصواع " , مثل أبواب .
* * *
وقال آخر منهم: إنما أنّث " الصواع " حين أنث لأنه أريدت به " السقاية "، وذكّر حين ذكّر , لأنه أريد به " الصواع " . قال: وذلك مثل " الخوان " و " المائدة " , و " سنان الرمح " و " عاليته " , وما أشبه ذلك من الشيء الذي يجتمع فيه اسمان: أحدهما مذكر , والآخر مؤنث .
* * *
وقوله: (كذلك كدنا ليوسف) ، يقول: هكذا صنعنا ليوسف، (21) حتى يخلص أخاه لأبيه وأمه من إخوته لأبيه , بإقرارٍ منهم أن له أن يأخذه منهم ويحتبسه في يديه، ويحول بينه وبينهم. وذلك أنهم قالوا، إذ قيل لهم: (ما جزاؤه إن كنتم كاذبين) : جزاءُ من سرق الصُّواع أن من وجد ذلك في رحله فهو مستَرَقٌّ به , وذلك كان حكمهم في دينهم . فكاد الله ليوسف كما وصف لنا حتى أخذ أخاه منهم , فصار عنده بحكمهم وصُنْعِ الله له .
* * *
وقوله: (ما كان ليأخذ أخا في دين الملك إلا أن يشاء الله) ، يقول: ما كان يوسف ليأخذ أخاه في حكم ملك مصر وقضائه وطاعته منهم , لأنه لم يكن من حكم ذلك الملك وقضائه أن يسترقّ أحد بالسَّرَق , فلم يكن ليوسف أخذ أخيه في حكم ملك أرضه، إلا أن يشاء الله بكيده الذي كاده له , حتى أسلم من وجد في وعائه الصواع إخوتُه ورفقاؤه بحكمهم عليه، وطابت أنفسهم بالتسليم .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
19564- حدثنا الحسن قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، إلا فعلة كادها الله له , فاعتلّ بها يوسف.
19565- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .
19566- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (كذلك كدنا ليوسف) كادها الله له , فكانت علَّةً ليوسف.
19567- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد: (ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله) ، قال: إلا فعلة كادها الله، فاعتلّ بها يوسف ، قال حدثني حجاج , عن ابن جريج قوله: (كذلك كدنا ليوسف) ، قال، صنعنا.
19568- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدي: (كذلك كدنا ليوسف) ، يقول: صنعنا ليوسف.
19569- حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (كذلك كدنا ليوسف) ، يقول: صنعنا ليوسف
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) .
فقال بعضهم: ما كان ليأخذ أخاه في سلطان الملك .
*ذكر من قال ذلك:
19570- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، يقول: في سلطان الملك.
19571- حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ , يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، يقول: في سلطان الملك.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: في حكمه وقضائه .
*ذكر من قال ذلك:
19572- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد , عن قتادة قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله) ، يقول: ما كان ذلك في قضاء الملك أن يستعبد رجلا بسرقة.
19573- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة: (في دين الملك) ، قال: لم يكن ذلك في دين الملك ، قال: حكمه.
19574- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح محمد بن ليث المروزي , عن رجل قد سماه , عن عبد الله بن المبارك , عن أبي مودود المديني قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ، (كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، قال: دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلا ولكن الله كاد لأخيه , حتى تكلموا ما تكلموا به , فأخذهم بقولهم , وليس في قضاء الملك. (22)
19575- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق , عن معمر قال: بلغه في قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، قال: كان حكم الملك أن من سَرَق ضوعف عليه الغُرْم.
19576- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، يقول: في حكم الملك.
19577- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) : ، أي: بظلم , ولكن الله كاد ليوسف ليضمّ إليه أخاه .
19578- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد , في قوله: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، قال: ليس في دين الملك أن يؤخذ السارق بسرقته . قال: وكان الحكم عند الأنبياء، يعقوب وبنيه، أن يؤخذ السارق بسرقته عبدًا يسترقّ.
* * *
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال وإن اختلفت ألفاظ قائليها في معنى " دين الملك " , فمتقاربة المعاني , لأن من أخذه في سلطان الملك عامله بعمله , فبرضاه أخذه إذًا لا بغيره , (23) وذلك منه حكم عليه , وحكمه عليه قضاؤه .
* * *
وأصل " الدين "، الطاعة. وقد بينت ذلك في غير هذا الموضع بشواهده بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . (24)
* * *
وقوله: (إلا أن يشاء الله) كما:-
19579- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدي: (إلا أن يشاء الله) ، ولكن صنعنا له، بأنهم قالوا: فَهُوَ جَزَاؤُهُ .
19580- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (إلا أن يشاء الله) إلا بعلة كادَها الله , فاعتلَّ بها يوسف.
* * *
وقوله: (نرفع درجات من نشاء) ، اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأه بعضهم: " نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ نَشَاءُ" بإضافة " الدرجات " إلى " من " بمعنى: نرفع منازل من نشاء رفع منازله ومراتبه في الدنيا بالعلم على غيره , كما رفعنا مرتبة يوسف في ذلك ومنـزلته في الدنيا على منازل إخوته ومراتبهم . (25)
* * *
وقرأ ذلك آخرون: ( نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ) بتنوين " الدرجات ", بمعني: نرفع من نشاء مراتب ودرجات في العلم على غيره , كما رفعنا يوسف . فـ" مَنْ" على هذه القراءة نصبٌ , وعلى القراءة الأولى خفض . وقد بينا ذلك في" سورة الأنعام " . (26)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
19581- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريح قوله: (نرفع درجات من نشاء) ، يوسف وإخوته، أوتوا علمًا , فرفعنا يوسف فوقهم في العلم.
* * *
وقوله: (وفوق كل ذي علم عليم) ، يقول تعالى ذكره: وفوق كل عالم من هو أعلم منه، حتى ينتهي ذلك إلى الله . وإنما عنى بذلك أنّ يوسف أعلم إخوته , وأنّ فوق يوسف من هو أعلم من يوسف , حتى ينتهي ذلك إلى الله .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
19582- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو عامر العقدي قال، حدثنا سفيان , عن عبد الأعلى الثعلبي , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , أنه حدّث بحديث , فقال رجل عنده: (وفوق كل ذي علم عليم) ، فقال ابن عباس: بئسما قلت ! إن الله هو عليم , وهو فوق كل عالم.
19583- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي ، عن سفيان , عن عبد الأعلى , عن سعيد بن جبير قال: حدَّث ابن عباس بحديث , فقال رجل عنده: الحمد لله، (وفوق كل ذي علم عليم) ! فقال ابن عباس: العالم الله , وهو فوق كل عالم.
19584- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري , عن عبد الأعلى , عن سعيد بن جبير قال: كنا عند ابن عباس , فحدث حديثًا , فتعجب رجل فقال، الحمد لله، (فوق كل ذي علم عليم) ! فقال ابن عباس: بئسما قلت: الله العليم , وهو فوق كل عالم.
19585- حدثنا الحسن بن محمد وابن وكيع قالا حدثنا عمرو بن محمد قال، أخبرنا إسرائيل , عن سالم , عن عكرمة , عن ابن عباس: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال: يكون هذا أعلم من هذا , وهذا أعلم من هذا , والله فوق كل عالم.
19586- حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا سعيد بن منصور قال، أخبرنا أبو الأحوص , عن عبد الأعلى , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال، الله الخبير العليم، فوق كل عالم.
19587- حدثني المثنى قال، حدثنا عبيد الله قال، أخبرنا إسرائيل , عن عبد الأعلى , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال: الله فوق كل عالم.
19588- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي ، عن أبي معشر , عن محمد بن كعب قال، سأل رجل عليًّا عن مسألة , فقال فيها , فقال الرجل: ليس هكذا ولكن كذا وكذا. قال عليٌّ: أصبتَ وأخطأتُ ، (وفوق كل ذي علم عليم).
19589- حدثني يعقوب، وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية , عن خالد , عن عكرمة في قوله: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال: علم الله فوق كل أحد.
19590- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير , عن نضر , عن عكرمة , عن ابن عباس: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال، الله عز وجل.
19591- حدثنا ابن وكيع , حدثنا يعلى بن عبيد , عن سفيان , عن عبد الأعلى , عن سعيد بن جبير: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال: الله أعلم من كل أحد.
19592- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير , عن ابن شبرمة , عن الحسن , في قوله: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال: ليس عالمٌ إلا فوقه عالم، حتى ينتهي العلم إلى الله.
19593- حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا عاصم قال، حدثنا جويرية , عن بشير الهجيمي قال: سمعت الحسن قرأ هذه الآية يومًا: (وفوق كل ذي علم عليم) , ثم وقف فقال: إنه والله ما أمسى على ظهر الأرض عالم إلا فوقه من هو أعلم منه , حتى يعود العلم إلى الذي علَّمه.
19594- حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا علي , عن جرير , عن ابن شبرمة , عن الحسن: (وفوق كل ذي علم عليم) ، قال: فوق كل عالم عالم , حتى ينتهي العلم إلى الله.
19595- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله: (وفوق كل ذي علم عليم) ، حتى ينتهي العلم إلى الله , منه بدئ , وتعلَّمت العلماء , وإليه يعود . في قراءة عبد الله: " وَفَوْقَ كُلِّ عَالِمٍ عَلِيمٌ".
* * *
قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: وكيف جاز ليوسف أن يجعل السقاية في رحل أخيه، ثم يُسَرِّق قومًا أبرياء من السّرَق (27) ويقول: أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ؟
قيل: إن قوله: أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ، إنما هو خبَرٌ من الله عن مؤذِّن أذَّن به , لا خبر عن يوسف . وجائز أن يكون المؤذِّن أذَّن بذلك إذ فَقَد الصُّواع (28) ولا يعلم بصنيع يوسف . وجائز أن يكون كان أذّن المؤذن بذلك عن أمر يوسف , واستجاز الأمر بالنداء بذلك، لعلمه بهم أنهم قد كانوا سرقوا سَرِقةً في بعض الأحوال , فأمر المؤذن أن يناديهم بوصفهم بالسَّرق , ويوسف يعني ذلك السَّرق لا سَرَقهم الصُّواع . وقد قال بعض أهل التأويل: إن ذلك كان خطأ من فعل يوسف , فعاقبه الله بإجابة القوم إيّاه: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ، وقد ذكرنا الرواية فيما مضى بذلك . (29)
* * *
----------------------
الهوامش:
(18) " بلى" ، انظر استعمالها في غير جواب الجحد فيما سلف ، في التعليق على رقم : 16987 ، والمراجع هناك . وقوله" استبره" من" الاستبراء" سهلت همزتها ، وأصله : واستبرئه ، و" الاستبراء" طلب البراءة من الشيء ، ما كان تهمة أو عيبًا أو قادحًا .
(19) في المطبوعة :" فاستخرجها" ، وأثبت ما في المخطوطة .
(20) في المطبوعة :" وإن لم يكن الصواع" ، زاد" لم" فأفسد الكلام ، وإنما عنى أن" الصاع" يذكر ويؤنث ، فمن أجل ذلك أنث" الصواع" .
(21) انظر تفسير" الكيد" فيما سلف ص : 141 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(22) الأثر : 19574 -" محمد بن ليث المروزي" ،" أبو صالح" ، لم أجد له ترجمة في شيء من المراجع التي بين يدي .
و" أبو مودود المديني" هو" عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي" ، كان قاصًا لأهل المدينة ، كان من أهل النسك والفضل ، وكان متكلمًا يعظ ، ورأى أبا سعيد الخدري وغيره من الصحابة . ثقة ، مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 384 .
(23) في المطبوعة :" فيريناه أخذه إذا لم يغيره" ، وهو كلام مختل لا معنى له ، وهو في المخطوطة غير منقوط بعضه ، وصواب قراءته إن شاء الله ما أثبت ، وأساء الناسخ في كتابته ، لأنه لم يحسن القراءة عن الأم التي نقل منها ، فجعل" فبرضاه"" فيريناه" ، وجعل" لا" ،" لم" ، أما" بغيره" فهي غير منقوطة في المخطوطة .
(24) انظر تفسير"
الدين" فيما سلف 3 : 571 / 6 : 273 ، 274 ، وغيرها من المواضع في فهارس اللغة ( دين ) .(25) انظر تفسير"
الدرجة" فيما سلف 14 : 173 ، تعليق : 6 ، والمراجع هناك .(26) انظر ما سلف 11 : 505 .
(27) "
يسرق" ، أي ينسبهم إلى السرقة ،" سرقة يسرقه" ( بتشديد الراء ) ، نسبه إلى ذلك .(28) في المطبوعة والمخطوطة :"
أن فقد الصواع" ، والصواب ما أثبت .(29) انظر ما سلف رقم : 19559 - 19563 ، وذلك أنه كان يستغفر كلما فتش وعاء من أوعيتهم ، تأثمًا مما فعل . وعنى أبو جعفر أن يوسف كان يعلم أنه مخطئ في فعله . أما جواب إخوته له ، فلم يمض له ذكر فيما سلف .
- ابن عاشور : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
{ بدأ } أي أمر يوسف عليه السلام بالبداءة بأوعية بقية إخوته قبلَ وعاء أخيه الشقيق .
وأوعية : جمع وعاء ، وهو الظرف ، . مشتق من الوعي وهو الحفظ . والابتداء بأوعية غير أخيه لإبعاد أن يكون الذي يُوجد في وعائه هو المقصود من أول الأمر . وتأنيث ضمير { استخرجها } للسقاية . وهذا التأنيث في تمام الرشاقة إذ كانت الحقيقة أنها سقاية جعلت صواعاً . فهو كردّ العجز على الصدر .
والقول في { كذلك كدنا ليوسف } كالقول في { كذلك نجزي الظالمين } [ سورة يوسف : 75 ].
والكَيْد : فعل يتوصل بظاهره إلى مقصد خفي . والكيد : هنا هو إلهام يوسف عليه السلام لهذه الحيلة المحكمة في وضع الصواع وتفتيشه وإلهام إخوته إلى ذلك الحكم المُصْمَت .
وأسند الكيد إلى الله لأنه ملهمه فهو مسبّبه . وجعل الكيد لأجل يوسف عليه السلام لأنه لفائدته .
وجملة ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله } بيان للكيد باعتبار جميع ما فيه من وضع السقاية ومن حكم إخوته على أنفسهم بما يلائم مَرغوب يوسف عليه السلام من إبقاء أخيه عنده ، ولولا ذلك لمَا كانت شريعة القبط تخوله ذلك ، فقد قيل : إن شرعهم في جزاء السارق أن يؤخذ منه الشيء ويضرب ويغرم ضعفي المسروق أو ضعفي قيمته . وعن مجاهد { في دين الملك } أي حكمه وهو استرقاق السراق . وهو الذي يقتضيه ظاهر الآية لقوله : { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } أي لولا حيلة وضع الصُّواع في متاع أخيه . ولعل ذلك كان حكماً شائعاً في كثير من الأمم ، ألا ترى إلى قولهم : { من وجد في رحله فهو جزاؤه } [ سورة يوسف : 75 ] كما تقدم ، أي أن ملك مصر كان عادلاً فلا يؤخذ أحد في بلاده بغير حق . ومثله ما كان في شرع الرومان من استرقاق المدين ، فتعين أن المراد بالدّين الشريعة لا مطلق السلطان .
ومعنى لام الجحود هنا نفي أن يكون في نفس الأمر سبب يخول يوسف عليه السلام أخذ أخيه عنده .
والاستثناء من عموم أسباب أخذ أخيه المنفية . وفي الكلام حرف جر محذوف قبل أن } المصدرية ، وهو باء السببية التي يدل عليها نفي الأخذ ، أي أسبابه . فالتقدير : إلا بأن يشاء الله ، أي يُلهم تصوير حالته ويأذن ليوسف عليه السلام في عَمله باعتبار ما فيه من المصالح الجمة ليوسف وإخوته في الحال والاستقبال لهم ولذريتهم .
وجملة { نرفع درجات من نشاء } تذييل لقصة أخذ يوسف عليه السلام أخاه لأن فيها رفع درجة يوسف عليه السلام في الحال بالتدبير الحكيم من وقت مناجاته أخاه إلى وقت استخراج السقاية من رحله . ورفع درجة أخيه في الحال بإلحاقه ليوسف عليه السلام في العيش الرفيه والكمال بتلقي الحكمة من فيه .
ورفع درجات إخوته وأبيه في الاستقبال بسبب رفع درجة يوسف عليه السلام وحنوه عليهم . فالدرجات مستعارة لقوة الشرف من استعارة المحسوس للمعقول . وتقدم في قوله تعالى : { وللرجال عليهن درجة } في سورة البقرة ( 228 ) ، وقوله : { لهم درجات عند ربهم } في سورة الأنفال ( 4 ).
وجملة وفوق كل ذي علم عليم } تذييل ثان لجملة { كذلك كدنا ليوسف } الآية .
وفيها شاهد لتفاوت الناس في العلم المؤذن بأن علم الذي خلق لهم العلم لا ينحصر مداه ، وأنه فوق كل نهاية من علم الناس .
والفوقية مجاز في شرف الحال ، لأن الشرف يشبّه بالارتفاع .
وعبر عن جنس المتفوق في العلم بوصف { عليم } باعتبار نسبته إلى من هو فوقه إلى أن يبلغ إلى العليم المطلق سبحانه .
وظاهر تنكير { عليم } أن يراد به الجنس فيعم كلّ موصوف بقوة العلم إلى أن ينتهي إلى علم الله تعالى . فعموم هذا الحكم بالنسبة إلى المخلوقات لا إشكال فيه . ويتعين تخصيص هذا العموم بالنسبة إلى الله تعالى بدليل العقل إذ ليس فوق الله عليم .
وقد يحمل التنكير على الوحدة ويكون المراد عليم واحد فيكون التنكير للوحدة والتعظيم ، وهو الله تعالى فلا يحتاج إلى التخصيص .
وقرأ الجمهور { درجات من نشاء } بإضافة { درجات } إلى { من نشاء }. وقرأه حمزة ، وعاصم ، والكسائي ، وخلف بتنوين { درجاتٍ } على أنه تمييز لتعلق فعل { نرفع } بمفعوله وهو { من نشاء }.
- إعراب القرآن : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
«فَبَدَأَ» الفاء استئنافية وبدأ ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة «بِأَوْعِيَتِهِمْ» متعلقان ببدأ والهاء مضاف إليه «قَبْلَ» ظرف زمان متعلق بمحذوف حال أو بالفعل قبله «وِعاءِ» مضاف إليه «أَخِيهِ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «اسْتَخْرَجَها» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة على ما سبق «مِنْ وِعاءِ» متعلقان باستخرجها ، «أَخِيهِ» مضاف إليه مجرور بالباء لأنه من الأسماء الخمسة «كَذلِكَ» الكاف للتشبيه والجر وذا اسم إشارة في محل جر بالكاف متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق «كِدْنا» ماض تام وفاعله «لِيُوسُفَ» اللام جارة ويوسف مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف متعلقان بكدنا «ما» نافية «كانَ» ماض ناقص اسمها محذوف تقديره هو «لِيَأْخُذَ» اللام لام الجحود والمضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود وجوبا والفاعل مستتر والجملة في تأويل المصدر مع اللام متعلقان بمحذوف خبر كان «أَخاهُ» مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه «فِي دِينِ» متعلقان بيأخذ «الْمَلِكِ» مضاف إليه «إِلَّا» أداة حصر «أَنْ» ناصبة «يَشاءَ اللَّهُ» مضارع منصوب ولفظ الجلالة فاعل وأن ما بعدها في تأويل المصدر مجرورة بحرف جر محذوف وهما متعلقان بمحذوف حال «نَرْفَعُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر «دَرَجاتٍ» ظرف منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم «مِنْ» موصولية في محل نصب مفعول به والجملة مستأنفة «نَشاءُ» مضارع مرفوع والفاعل مستتر والجملة صلة «وَفَوْقَ» الواو عاطفة وفوق ظرف مكان متعلق بالخبر المقدم «كُلِّ» مضاف إليه «ذِي» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة «عِلْمٍ» مضاف إليه «عَلِيمٌ» مبتدأ مؤخر والجملة استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : So he began [the search] with their bags before the bag of his brother; then he extracted it from the bag of his brother Thus did We plan for Joseph He could not have taken his brother within the religion of the king except that Allah willed We raise in degrees whom We will but over every possessor of knowledge is one [more] knowing
- English - Tafheem -Maududi : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(12:76) Then Joseph first began to search the packs of his step-brothers before searching the pack of his own brother. At last he took it out from the pack of his brother. Thus We supported Joseph with Our plan: *59 or it did not behove Joseph to seize his brother (by the king's law) except that Allah willed it so. *60 We raise high the ranks of those We will, and there is the One Whose knowledge is far greater than the knowledge of all others.
- Français - Hamidullah : [Joseph] commença par les sacs des autres avant celui de son frère; puis il la fit sortir du sac de son frère Ainsi suggérâmes-Nous cet artifice à Joseph Car il ne pouvait pas se saisir de son frère selon la justice du roi à moins qu'Allah ne l'eût voulu Nous élevons en rang qui Nous voulons Et au-dessus de tout homme détenant la science il y a un savant [plus docte que lui]
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er begann zu suchen in ihren Behältern vor dem Behälter seines Bruders Hierauf holte er es aus dem Behälter seines Bruders hervor So führten Wir für Yusuf eine List aus Nach dem Gesetz des Königs hätte es ihm nicht zugestanden seinen Bruder als Sklaven zu nehmen außer daß Allah es wollte Wir erhöhen wen Wir wollen um Rangstufen Und über jedem der Wissen besitzt steht einer der noch mehr weiß
- Spanish - Cortes : Comenzó por sus sacos antes que por el de su hermano Luego la sacó del saco de su hermano Nosotros sugerimos esta artimaña a José pues no podía prender a su hermano según la ley del rey a menos que Alá quisiera Elevamos la categoría de quien Nosotros queremos Por encima de todo el que posee ciencia hay Uno Que todo lo sabe
- Português - El Hayek : E começou ele a revistar os alforjes deixando o de seu irmão Benjamim por último; depois tiroua do alforje deste Assim inspiramos a José esta argúcia porque de outra maneira não teria podido apoderarse do irmão seguindo uma lei dorei exceto se Deus o quisesse Nós elevamos as dignidades de quem queremos e acima de todo o conhecedor está oOnisciente
- Россию - Кулиев : Он начал с их мешков до того как обыскал мешок своего брата а затем вытащил чашу из мешка своего брата Мы научили Йусуфа этой хитрости ибо по законам царя он не мог задержать своего брата если бы того не захотел Аллах Мы возносим по степеням тех кого пожелаем и выше любого обладающего знанием есть более знающий
- Кулиев -ас-Саади : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
Он начал с их мешков до того, как обыскал мешок своего брата, а затем вытащил чашу из мешка своего брата. Мы научили Йусуфа этой хитрости, ибо по законам царя он не мог задержать своего брата, если бы того не захотел Аллах. Мы возносим по степеням тех, кого пожелаем, и выше любого обладающего знанием есть более знающий.Обыскивать их вещи начали с мешков старших братьев для того, чтобы никто не заподозрил, что это было подстроено. Когда пропавшая чаша не была обнаружена среди их вещей, начали обыскивать вещи Беньямина, среди которых лежала эта чаша. Йусуф не сказал, что он нашел чашу или что Беньямин украл ее, дабы не говорить слов, противоречащих истине. Благодаря этому Йусуф получил возможность оставить возле себя младшего брата так, чтобы остальные братья ничего не заподозрили. Аллах научил его такой хитрости, потому что по законам египетского царя вора полагалось наказывать другим способом. Если бы он осудил Беньямина по египетским законам, то не смог бы оставить младшего брата возле себя. Однако он предложил братьям самим вынести приговор для того, чтобы завершить задуманное. Воистину, благодаря знаниям о том, что приносит пользу и как можно добиться желаемого, Всевышний Аллах возвышает одних людей над другими. Именно так Всевышний Аллах возвысил Йусуфа. Однако выше каждого образованного ученого есть другой, еще более образованный ученый. А самым совершенным знанием обладает ведающий явное и сокровенное Аллах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yusuf kardeşinin yükünden önce onlarınkini aramaya başladı; sonra kardeşinin yükünden su kabını çıkardı İşte biz Yusuf'a böyle bir plan kullanmasını vahyettik Çünkü hükümdarın kanunlarına göre kardeşini alıkoyamazdı meğer ki Allah dileye Dilediğimizi derecelerle yükseltiriz Her ilim sahibinden üstün bir bilen bulunur
- Italiano - Piccardo : [Giuseppe] iniziò dai sacchi degli altri prima che da quello di suo fratello e infine la trasse dai bagagli di quest'ultimo Suggerimmo Noi quest'astuzia a Giuseppe ché altrimenti non avrebbe potuto trattenere suo fratello nel rispetto della legge del re a meno che Allah non l'avesse voluto Eleviamo il rango di chi vogliamo e sopra ogni sapiente c'è l'Onnisciente
- كوردى - برهان محمد أمين : ئینجا یوسف خۆی دهستی کرد بهگهڕان بهبارهکاندا پێش ئهوهی باری بنیامینی برای بپشکنێت لهوهودوا لهباری براکهیدا دهری هێنا ئا بهو شێوهیه یوسفمان فێری نهخشهی گلدانهوهی براکهی کرد نهدهبوو بهدهستووری پاشا براکهی گل بداتهوه مهگهر ویستی خوای گهورهی لهسهر بێت بهو شێوهیه چهندهها جار پلهو پاییهی ههر کهس که بمانهوێت بهرزو بڵند دهکهینهوه و له سهروو ههموو خاوهن زانست و زانیارێکهوه زانا و شارهزاتر ههیه
- اردو - جالندربرى : پھر یوسف نے اپنے بھائی کے شلیتے سے پہلے ان کے شلیتوں کو دیکھنا شروع کیا پھر اپنے بھائی کے شلیتے میں سے اس کو نکال لیا۔ اس طرح ہم نے یوسف کے لیے تدبیر کی ورنہ بادشاہ کے قانون کے مطابق وہ مشیت خدا کے سوا اپنے بھائی کو لے نہیں سکتے تھے۔ ہم جس کے لیے چاہتے ہیں درجے بلند کرتے ہیں۔ اور ہر علم والے سے دوسرا علم والا بڑھ کر ہے
- Bosanski - Korkut : I on poče s vrećama njihovim prije vreće brata svoga a onda izvadi čašu iz vreće brata svoga – Mi poučismo Jusufa da tako varku izvede – On po vladarevu zakonu nije mogao uzeti kao roba brata svoga ali je mogao Allahovim dopuštenjem Mi uzvisujemo onoga koga Mi hoćemo a nad svakim znalcem ima još znaniji
- Swedish - Bernström : [De fördes till Josef] och han började med halvbrödernas packning innan han sökte igenom sin broder [Benjamins] packning; till sist drog han därifrån fram [bägaren] På detta sätt lät Vi händelserna gynna Josef Enligt den kungliga lagen var det omöjligt för honom att hålla kvar sin broder om inte Gud hade velat detta [Genom att ge honom kunskap] upphöjer Vi den Vi vill till en högre rang; men över alla som äger kunskap står En som äger all kunskap
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka mulailah Yusuf memeriksa karungkarung mereka sebelum memeriksa karung saudaranya sendiri kemudian dia mengeluarkan piala raja itu dari karung saudaranya Demikianlah Kami atur untuk mencapai maksud Yusuf Tiadalah patut Yusuf menghukum saudaranya menurut undangundang raja kecuali Allah menghendakiNya Kami tinggikan derajat orang yang Kami kehendaki; dan di atas tiaptiap orang yang berpengetahuan itu ada lagi Yang Maha Mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
(Maka mulailah Yusuf dengan karung-karung mereka) yaitu memeriksanya (sebelum memeriksa karung saudaranya sendiri) supaya mereka tidak menaruh rasa curiga terhadapnya (kemudian dia mengeluarkan piala raja itu) yakni tempat minum raja. (dari karung saudaranya.) Selanjutnya Allah berfirman mengisahkan (Demikianlah) tipu muslihat itu (Kami atur untuk mencapai maksud Yusuf) artinya, Kami ajarkan kepadanya tentang siasat untuk mengambil saudara sekandungnya (Tiada patut) Yusuf (menghukum saudaranya) dengan menjadikannya sebagai budak karena terbukti telah mencuri (menurut undang-undang raja) sesuai dengan ketentuan raja Mesir, karena hukuman bagi pencuri menurut undang-undang raja Mesir ialah dipukuli dan dikenai denda sebanyak dua kali lipat harga barang yang dicurinya, bukannya dijadikan sebagai budak (kecuali Allah menghendaki-Nya) yakni menghendaki supaya Yusuf menghukum saudaranya sesuai dengan ketentuan syariat Nabi Yakub. Artinya Nabi Yusuf tidak dapat menghukumnya kecuali Allah menghendaki melalui wahyu-Nya supaya Nabi Yusuf menghukum saudaranya itu sesuai dengan syariat yang berlaku pada mereka (Kami tinggikan derajat orang yang Kami kehendaki) melalui ilmu seperti yang Kami lakukan terhadap Yusuf. Lafal ayat ini dapat dibaca secara idhafah, yaitu menjadi darajaati man nasyaau, dan dapat pula dibaca darajaatin man nasyaau (dan di atas tiap-tiap orang berpengetahuan itu) di antara semua makhluk (ada lagi yang Maha Mengetahui.) artinya yang lebih mengetahui daripadanya sehingga rentetannya selesai pada Allah swt.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর ইউসুফ আপন ভাইদের থলের পূর্বে তাদের থলে তল্লাশী শুরু করলেন। অবশেষে সেই পাত্র আপন ভাইয়ের থলের মধ্য থেকে বের করলেন। এমনিভাবে আমি ইউসুফকে কৌশল শিক্ষা দিয়েছিলাম। সে বাদশাহর আইনে আপন ভাইকে কখনও দাসত্বে দিতে পারত না কিু栦#2438;ল্লাহ যদি ইচ্ছা করেন। আমি যাকে ইচ্ছা মর্যাদায় উন্নীত করি এবং প্রত্যেক জ্ঞানীর উপরে আছে অধিকতর এক জ্ঞানীজন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆகவே அவர் தம் சகோதரன் புன்யாமீனின் பொதியைச் சோதிக்கு முன்னே அவர்களுடைய கொதிகளை சோதிக்க ஆரம்பித்தார்; பின்பு அதனை தம்சொந்த சகோதரனின் பொதியிலிருந்து வெளிப்படுத்தினார்; இவ்வாறாக யூஸுஃபுக்காக நாம் ஓர் உபாயம் செய்து கொடுத்தோம்; அல்லாஹ் நாடினாலன்றி அவர் தம் சகோதரனை எடுத்துக் கொள்ள அரசரின் சட்டப்படி இயலாதிருந்தார் நாம் நாடியவர்களின் பதவிகளை நாம் உயர்த்துகின்றோம்; கல்வி அறிவுடைய ஒவ்வொருவருக்கும் மேலான அறிந்த ஒருவன் இருக்கவே செய்கிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้น เขาได้เริ่มค้นในย่ามของพวกเขาก่อนย่ามของน้องชายของเขา แล้วเขาก็ได้เอามันออกมาจากย่ามของน้องชายของเขา เช่นนั้นแหละเราได้ถูกยูซุฟใช้กลอุบาย เขาจะเอาน้องชายของเขาไว้ไม่ได้ในศาสนาของกษัตริย์ นอกจากว่าอัลลอฮ์จะทรงประสงค์ เราจะเชิดชูฐานะหลายชั้นแก่ผู้ที่เราประสงค์ และเหนือทุก ๆ ผู้ที่มีความรู้คือผู้ทรงรอบรู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : У инисининг юкидан олдин уларнинг юкидан тафтиш бошлади Сўнгра у идишни унинг юкидан чиқариб олди Шундай қилиб Юсуф фойдасига ҳийла қилдик У подшоҳнинг дини бўйича инисини олиб қола олмас эди Магар Аллоҳ хоҳласагина бўлиши мумкин эди Кимни хоҳласак ўшанинг даражасини кўтарамиз Ҳар бир илм эгаси устидан билувчи бор Миср подшоҳининг қонуни ўғрига бошқа жазо берарди уни олиб қолиш мумкин эмас эди Шунинг учун оғаиниларнинг эътироф қилдириб Яъқуб а с дини ҳукми бўйича амал қилишга–ўғрини олиб қолишга йўл очилди
- 中国语文 - Ma Jian : 优素福在检查他弟弟的粮袋之前,先检查了他们的粮袋。随后,在他弟弟的粮袋里查出了那只酒杯。我这样为优素福定计。按照国王的法律,他不得把他弟弟当作奴仆,但真主意欲他那样做。我把我所意欲者提升若干级,每个有知识的人上面,都有一个全知者。
- Melayu - Basmeih : Maka Yusuf pun mulailah memeriksa tempattempat barang mereka sebelum memeriksa tempat barang saudara kandungnya Bunyamin kemudian ia mengeluarkan benda yang hilang itu dari tempat simpanan barang saudara kandungnya Demikianlah Kami jayakan rancangan untuk menyampaikan hajat Yusuf Tidaklah ia akan dapat mengambil saudara kandungnya menurut undangundang raja kecuali jika dikehendaki oleh Allah Dengan ilmu pengetahuan Kami tinggikan pangkat kedudukan sesiapa yang Kami kehendaki dan tiaptiap orang yang berilmu pengetahuan ada lagi di atasnya yang lebih mengetahui
- Somali - Abduh : wuxuuna ka billaabay Fatashihii Yuusuf Alaabtoodii Walaalkii Alaabtiisa ka hor markaasuu ka soo bixiyey Weelkii Walaalkiis saasaana u baray kaydkaas yusuuf mana ahayn mid ku waadan kara walaalkiis diinta Boqorka in Eebe doono mooyee Waxaan kor yeelaa darajada ciddaan doono Mid kastoo cilmi lehna waxaa ka Sarreeya cilmi badane Eebe
- Hausa - Gumi : To sai ya fãra bincike da jikunansu a gabãnin jakar ɗan'uwansa Sa'an nan ya fitar da ita daga jakar ɗan'uwansa Kamar wancan muka shirya wa Yũsufu Bai kasance ya kãma ɗan'uwansa a cikin addinin dõkõkin sarki ba fãce idan Allah Ya so Munã ɗaukaka darajõji ga wanda Muka so kuma a saman kõwane ma'abũcin ilmi akwai wani masani
- Swahili - Al-Barwani : Basi akaanza kwenye mizigo yao kabla ya mzigo wa nduguye Kisha akakitoa katika mzigo wa nduguye Hivi ndivyo tulivyo mpangia Yusuf Hakuweza kumzuia nduguye kwa sharia ya mfalme isipo kuwa alivyo taka Mwenyezi Mungu Tunawatukuza kwenye vyeo tuwatakao; na juu ya kila ajuaye yupo ajuaye zaidi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ai thërritësi nisi të kontrollojë barrët e tyre para barrës së vëllait të Jusufit e pastaj nxori gotën nga barra e vëllait të atij Na e mësuam Jusufin kështu që ta bëjë këtë mashtrim Ai sipas ligjit të mbretit nuk mund ta merrte për skllav vëllain e vet përveç se me lejën e Perëndisë Ne e ngrisim lart atë që duam Ne e mbi çdo të ditur ka edhe më të ditur
- فارسى - آیتی : پيش از بار برادر به بار آنها پرداخت، آنگاه از بار برادرش بيرونش آورد. حيلهاى اين سان به يوسف آموختيم. در آيين آن پادشاه، گرفتن برادر حق او نبود، چيزى بود كه خدا مىخواست. هر كس را كه بخواهيم به درجاتى بالا مىبريم و فراز هر دانايى داناترى است.
- tajeki - Оятӣ : Пеш аз бори бародар бар бори онҳо кофтанро сар кард, он гоҳ аз бори бародараш берун овард. Ҳилае инчунин ба Юсуф омӯхтем. Дар дини он подшоҳ гирифтани бародар хаққи ӯ набуд, чизе буд, ки Худо мехост. Ҳар касро, ки бихоҳем, ба дараҷоте боло мебарем ва болои ҳар доное донотарест.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار يۇسۇفنىڭ ئۇكىسىنىڭ يۈكىنى ئاختۇرۇشتىن ئىلگىرى، ئۇلارنى يۈكىنى ئاختۇرۇشقا باشلىدى، ئاندىن يۇسۇفنىڭ ئۇكىسىنىڭ يۈكىدىن قەدەھنى تېپىپ چىقتى. بىز يۇسۇفكە مۇشۇ تەدبىرنى كۆرسەتتۇق، (مىسىر) پادىشاھىنىڭ قانۇنى بويىچە يۇسۇف ئۇكىسىنى ئېلىپ قالالمايتى، لېكىن اﷲ ئۇنىڭ شۇنداق قىلىشىنى خالىدى، بىز خالىغان ئادەمنى (يۇسۇفنى كۆتۈرگەندەك) يۇقىرى دەرىجىلەرگە كۆتۈرىمىز، ھەربىر بىلىمدار ئۈستىدە ئۇنىڭدىنمۇ بىلىمدار زات بار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : യൂസുഫ് തന്റെ സഹോദരന്റെ ഭാണ്ഡം പരിശോധിക്കുന്നതിനു മുമ്പ് അവരുടെ ഭാണ്ഡങ്ങള് പരിശോധിക്കാന് തുടങ്ങി. അവസാനമത് തന്റെ സഹോദരന്റെ ഭാണ്ഡത്തില് നിന്ന് പുറത്തെടുത്തു. അവ്വിധം നാം യൂസുഫിനുവേണ്ടി തന്ത്രം പ്രയോഗിച്ചു. അല്ലാഹു ഉദ്ദേശിച്ചിരുന്നെങ്കിലല്ലാതെ രാജാവിന്റെ നിയമമനുസരിച്ച് യൂസുഫിന് തന്റെ സഹോദരനെ പിടിച്ചുവെക്കാന് സാധിക്കുമായിരുന്നില്ല. നാം ഇച്ഛിക്കുന്നവരെ നാം പല പദവികളിലും ഉയര്ത്തുന്നു. അറിവുള്ളവര്ക്കെല്ലാം ഉപരിയായി സര്വജ്ഞനായി അല്ലാഹുവുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ورجعوا باخوه يوسف اليه فقام بنفسه يفتش امتعتهم فبدا بامتعتهم قبل متاع شقيقه احكاما لما دبره لاستبقاء اخيه معه ثم انتهى بوعاء اخيه فاستخرج الاناء منه كذلك يسرنا ليوسف هذا التدبير الذي توصل به لاخذ اخيه وما كان له ان ياخذ اخاه في حكم ملك "مصر" لانه ليس من دينه ان يتملك السارق الا ان مشيئه الله اقتضت هذا التدبير والاحتكام الى شريعه اخوه يوسف القاضيه برق السارق نرفع منازل من نشاء في الدنيا على غيره كما رفعنا منزله يوسف وفوق كل ذي علم من هو اعلم منه حتى ينتهي العلم الى الله تعالى عالم الغيب والشهاده
*59) Now Iet us consider the question: How did AIlah directly support Prophet Joseph with His plan? It is obvious that the plan of placing the cup in Benjamin's pack was thought out and executed by Joseph himself. And it is also obvious that the royal servants checked their packs as a matter of routine for such is the procedure that is generally followed on such occasions. There is nothing in this passage that might be called supernatural support by Allah except that the servants asked the brothers to prescribe the punishment for the thief, and they answered that he should be made a bondsman. The sentence that follows also confirms this interpretation.
*60) Had AIIah willed it, He would not have removed the flaw in the plan of Prophet Joseph. It was this: he could seize his brother according to his plan only by the help of the king's law, but it was not worthy of a Prophet of Allah to apply that un-lslamic law to his own personal case. For he had taken political power in his hands in order to establish gradually the Islamic law and not to enforce and keep the king's law in vogue. Had Allah willed it, He would have left no other course for His Prophet except to have resort to the un-Islamic law. But He did not will it so because He did not like to tarnish the fair name of His Prophet. Therefore he made the servants enquire from the brothers (an unusual thing) about the punishment of a thief and they stated the Law of Prophet Abraham. Thus not only was the flaw removed, but also no room was left for the brothers to raise any objection against this on the plea that they were not Egyptians, and therefore the law of the land could not be applied against them. As has already been pointed out, this was the support of Allah to which He has referred in the two subsequent verses as a token of His favour and a sign of the perfection of His knowledge.
The favour of Allah was that He saved Prophet Joseph from applying the un-Islamic law of the king of Egypt to his personal case, for he was liable to do so under the stress of human weakness. And there can be no greater favour for one than this that AIlah Himself should arrange to guard his high moral position. It should, however, be noted that such a high rank is awarded only to those who prove themselves to be "righteous" in very hard trials.
By removing the flaw in his plan, Allah showed that His knowledge was far superior to the knowledge of those, whom (like Prophet Joseph) He had endowed with knowledge.
In this connection, there are some other points worthy of consideration and we will deal with them briefly:
(1) Generally the words BaaaC ail iY DYQia oaCoBcoa are translated like this: "Joseph could not seize his brother by the law of the king", or "Joseph was not authorized to seize his brother according to the law of the king. " In other words, it means, "He could not do this, as there was no provision for it in the king's law." Whereas it means this: "He ought not to have seized him by the king's law, as it did not behove him to do so." This version is open to two objections. Firstly, this is against the Qur'anic usage of as aCB Ca which usually means, "It did not behove him", "It was not right for him" and "He ought not to have done this." For instance, this is what it means in the following verses
"Indeed, Islam alone is the Right Way in the sight of Allah." (III: 18). "Whosoever will adopt any other way than the way of Islam, it shall not be accepted...." (III:85).
Secondly, such a version is meaningless, for there could have been no reason why he had not the power to seize him for theft according to the law of the king. Can there be any kingdom without having a law for taking action against a thief?
(2) As the Qur'an uses the word BaaaC ai'I which connotes "the king's way of life" in addition to "the king's law", it helps to understand the meaning of the sentence under discussion. For it is obvious that the Prophet was sent to establish the way of Allah and not the un-Islamic way of the king. Though by that time he had only partially succeeded in this Mission, it was not proper and worthy of a Prophet to adopt "the way of the king" for his own personal case. Though there was no legal hindrance in his way to seize his brother according to the king's law, nevertheless, it was inappropriate for him, as a Prophet, to adopt the king's way which he had hitherto scrupulously avoided as far as his own person was concerned. Thus it is clear that its appropriate interpretation will be this: "It did not behove Joseph to seize his brother by the king's law. "
(3) Besides this, by using the word for the "law of the land", AIlah has denoted the vast comprehension of the word (din) and this cuts at the root of the conception of din of those people who confine the scope of the Message of the Prophets to mere worship of One Allah and believe that it has nothing to do with the cultural, political, social, judicial, legal and other mundane affairs of life. Or, they opine that, if at all it has any concern with those matters, it is merely to give some instructions of an optional nature in regard to these, and leave it to the believers to adopt these or their own man-made laws, because, they think, there is no harm even in adopting the latter course. This erroneous conception of din, which has been in vogue among the Muslims for a long time, has been responsible for rendering them neglectful of making exertions for the establishment of the Islamic Way of life. As a result of this misconception of din, they became reconciled to un-Islamic ways of unbelief and ignorance. Nay, they considered this misconception of theirs to be the pattern set by Prophet Joseph and became willing helpers and servants of these un-Islamic systems. Whereas this verse categorically refutes this misconception by declaring that the "law of the land" is as much a part of the din of Allah as Salat, Haj, Fast, and Zakat are. Therefore, the demand of the acceptance of aiIaC (ad-Din) made in v. 19 and v. 85 of Al-i'Imran, that is, "Indeed, Islam alone is aiIaC the Right Way, in the sight of Allah" and "Whosoever will adopt any other way (aiI), than the' Way of Islam, it shall not be accepted", includes laws as well as Salat and other obligatory duties prescribed by Allah. Therefore the exclusion of this part of din from any system would incur the displeasure of Allah.
(4) The above interpretation, however, is open to one objection. It does, at least, imply that an un-Islamic way was in vogue in Egypt at the time, when Prophet Joseph was, even according to the present commentator, the supreme head of the country. It is, therefore, a proof that that Prophet himself was enforcing the un-Islamic law of the king. What difference, then, could it have made, if Prophet Joseph had followed, in his personal case too, the system of law of the king which he himself was enforcing instead of the system of law of Prophet Abraham? Most certainly this would have made a vast difference because it would have compromised his position as a Prophet, because he was trying to establish the Islamic Way of life, which naturally could have been accomplished gradually in course of time, during which the king's law would have inevitably remained in vogue. The same thing happened in Arabia during the Mission of the Holy Prophet in Madinah, which took nine years to establish the Islamic System in its entirety. During that period, several unIslamic laws remained in vogue. For instance, drinking, interest, the unIslamic laws of inheritance and marriage and some wrong ways of trade, etc., had to continue for some time. Likewise the civil and penal codes of Islam took some time for their complete introduction. So there is nothing strange in this that the king's law continued to be in vogue during the first nine years or so of Prophet Joseph's reign. But the continuance of the unIslamic law of the king during the period of transition is no argument to prove that Allah's Prophet was sent to follow the way of the king and not to establish the Way of Allah.