- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِىٓ إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰٓ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ ٱلْءَاخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ۗ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ۗ ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ۗ أفلا تعقلون
- عربى - التفسير الميسر : وما أرسلنا من قبلك -أيها الرسول- للناس إلا رجالا منهم ننزل عليهم وحينا، وهم من أهل الحاضرة، فهم أقدر على فهم الدعوة والرسالة، يصدقهم المهتدون للحق، ويكذبهم الضالون عنه، أفلم يمشوا في الأرض، فيعاينوا كيف كان مآل المكذبين السابقين وما حلَّ بهم من الهلاك؟ ولَثواب الدار الآخرة أفضل من الدنيا وما فيها للذين آمنوا وخافوا ربهم. أفلا تتفكرون فتعتبروا؟
- السعدى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
ثم قال تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا } أي: لم نرسل ملائكة ولا غيرهم من أصناف الخلق، فلأي شيء يستغرب قومك رسالتك، ويزعمون أنه ليس لك عليهم فضل، فلك فيمن قبلك من المرسلين أسوة حسنة { نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى } أي: لا من البادية، بل من أهل القرى الذين هم أكمل عقولا، وأصح آراء، وليتبين أمرهم ويتضح شأنهم.
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ } إذا لم يصدقوا لقولك، { فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } كيف أهلكهم الله بتكذيبهم، فاحذروا أن تقيموا على ما أقاموا عليه، فيصيبكم ما أصابهم، { وَلَدَارُ الْآخِرَةِ } أي: الجنة وما فيها من النعيم المقيم، { خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا } الله في امتثال أوامره، واجتناب نواهيه، فإن نعيم الدنيا منغص منكد، منقطع، ونعيم الآخرة تام كامل، لا يفنى أبدا، بل هو على الدوام في تزايد وتواصل، { عطاء غير مجذوذ } { أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي: أفلا تكون لكم عقول تؤثر الذي هو خير على الأدنى.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
ثم بين - سبحانه - أن رسالته - صلى الله عليه وسلم - ليست بدعا من بين الرسالات السماوية ، وإنما قد سبقه إلى ذلك رجال يشبهونه فى الدعوة إلى الله ، فقال - تعالى - ( وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نوحي إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ القرى . . . )
أى : وما أرسلنا من قبلك - أيها الرسول الكريم - لتبليغ أوامرنا ونواهينا إلى الناس ، إلا رجالاً مثلك ، وهؤلاء الرجال اختصصناهم بوحينا ليبلغوه إلى من أرسلوا إليهم واصطفيناهم من بين أهل القرى والمدائن ، لكونهم أصفى عقولاً وأكثر حلما .
وإنما جعلنا الرسل من الرجال ولم نجعلهم من الملائكة أو من الجن أو من غيرهم ، لأن الجنس إلى جنسه أميل ، وأكثرهم تفهما وإدراكاً لما يلقى عليه من أبناء جنسه .
ثم نعى - سبحانه - على هؤلاء المشركين غفلتهم وجهالتهم فقال : ( أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ . . . )
أى : أوصلت الجهالة والغفلة بهؤلاء المشركين ، أنهم لم يتعظوا بما أصاب الجاحدين من قبلهم من عذاب دمرهم تدميراً ، وهؤلاء الجاحدين الذين دمروا ما زالت آثار بعضهم باقية وظاهرة فى الأرض . وقومك - يا محمد - يمرون عليهم فى الصباح وفى المساء وهم فى طريقهم إلى بلاد الشام ، كقوم صالح وقوم لوط - عليهما السلام - .
فالجملة توبيخ شديد لأهل مكة على عدم اعتبارهم بسوء مصير من كان على شاكلتهم فى الشرك والجحود .
وقوله ( وَلَدَارُ الآخرة ) وما فيها من نعيم دائم ( خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتقوا ) الله - تعالى - وصانوا أنفسهم عن كل ما لا يرضيه .
( أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) أيها المشركون ما خاطبناكم به فيحملكم هذا التعقل والتدبر إلى الدخول فى الإِيمان ، ونبذ الكفر والطغيان .
- البغوى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
( وما أرسلنا من قبلك ) يا محمد ( إلا رجالا ) لا ملائكة ( نوحي إليهم ) قرأ حفص : ( نوحي ) بالنون وكسر الحاء وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء .
( من أهل القرى ) يعني : من أهل الأمصار دون البوادي ، لأن أهل الأمصار أعقل وأفضل وأعلم وأحلم .
[ وقال الحسن : لم يبعث الله نبيا من بدو ، ولا من الجن ، ولا من النساء . وقيل : إنما لم يبعث ] من أهل البادية لغلظهم وجفائهم .
( أفلم يسيروا في الأرض ) يعني : هؤلاء المشركين المكذبين ( فينظروا كيف كان عاقبة ) آخر أمر ( الذين من قبلهم ) يعني : الأمم المكذبة فيعتبروا .
( ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ) يقول جل ذكره : هذا فعلنا بأهل ولايتنا وطاعتنا; أن ننجيهم عند نزول العذاب ، وما في الدار الآخرة خير لهم ، فترك ما ذكرنا اكتفاء ، لدلالة الكلام عليه .
قوله تعالى : ( ولدار الآخرة ) قيل : معناه ولدار الحال الآخرة .
وقيل : هو إضافة الشيء إلى نفسه ، كقوله : ( إن هذا لهو حق اليقين ) ( الواقعة - 95 ) وكقولهم : يوم الخميس ، وربيع الآخر ( أفلا تعقلون ) فتؤمنون .
- ابن كثير : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
يخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء . وهذا قول جمهور العلماء ، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة : أن الله تعالى لم يوح إلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع .
وزعم بعضهم : أن سارة امرأة الخليل ، وأم موسى ، ومريم أم عيسى نبيات ، واحتجوا بأن الملائكة بشرت سارة بإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ، وبقوله : ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) الآية . [ القصص : 7 ] وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى - عليه السلام - وبقوله تعالى : ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) [ آل عمران : 42 ، 43 ] .
وهذا القدر حاصل لهن ، ولكن لا يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك ، فإن أراد القائل بنبوتهن هذا القدر من التشريف ، فهذا لا شك فيه ، ويبقى الكلام معه في أن هذا : هل يكفي في الانتظام في سلك النبوة بمجرده أم لا ؟ الذي عليه [ أئمة ] أهل السنة والجماعة ، وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم : أنه ليس في النساء نبية ، وإنما فيهن صديقات ، كما قال تعالى مخبرا عن أشرفهن مريم بنت عمران حيث قال : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) [ المائدة : 75 ] فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية ، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام ، فهي صديقة بنص القرآن .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) أي : ليسوا من أهل السماء كما قلتم . وهذا القول من ابن عباس يعتضد بقوله تعالى : ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) الآية [ الفرقان : 20 ] وقوله تعالى : ( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ) [ الأنبياء : 8 ، 9 ] وقوله تعالى : ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) الآية [ الأحقاف : 9 ] .
وقوله : ( من أهل القرى ) المراد بالقرى : المدن ، لا أنهم من أهل البوادي ، الذين هم أجفى الناس طباعا وأخلاقا . وهذا هو المعهود المعروف أن أهل المدن أرق طباعا ، وألطف من أهل سوادهم ، وأهل الريف والسواد أقرب حالا من الذين يسكنون في البوادي; ولهذا قال تعالى : ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) [ التوبة : 97 ] .
وقال قتادة في قوله : ( من أهل القرى ) لأنهم أعلم وأحلم من أهل العمود .
وفي الحديث الآخر : أن رجلا من الأعراب أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقة ، فلم يزل يعطيه ويزيده حتى رضي ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت ألا أتهب هبة إلا من قرشي ، أو أنصاري ، أو ثقفي ، أو دوسي " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن يحيى بن وثاب ، عن شيخ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الأعمش : هو [ ابن ] عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم " .
وقوله : ( أفلم يسيروا في الأرض ) [ يعني : هؤلاء المكذبين لك يا محمد في الأرض ] ( فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) أي : من الأمم المكذبة للرسل ، كيف دمر الله عليهم ، وللكافرين أمثالها ، كقوله : ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) [ الحج : 46 ] ، فإذا استمعوا خبر ذلك ، رأوا أن الله قد أهلك الكافرين ونجى المؤمنين ، وهذه كانت سنته تعالى في خلقه; ولهذا قال تعالى : ( ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ) أي : وكما أنجينا المؤمنين في الدنيا ، كذلك كتبنا لهم النجاة في الدار الآخرة أيضا ، وهي خير لهم من الدنيا بكثير ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ غافر : 50 ، 51 ] .
وأضاف الدار إلى الآخرة فقال : ( ولدار الآخرة ) كما يقال : " صلاة الأولى " و " مسجد الجامع " و " عام الأول " و " بارحة الأولى " و " يوم الخميس " . قال الشاعر :
أتمدح فقعسا وتذم عبسا ألا لله أمك من هجين ولو أقوت عليك ديار عبس
عرفت الذل عرفان اليقين
- القرطبى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
قوله تعالى : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى هذا رد على القائلين : لولا أنزل عليه ملك أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك ; وهذا يرد ما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إن في النساء أربع نبيات حواء وآسية وأم موسى ومريم . وقد تقدم في " آل عمران " شيء من هذا . من أهل القرى يريد المدائن ; ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو ; ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم . قال الحسن : لم يبعث الله نبيا من أهل البادية قط ، ولا من النساء ، ولا من الجن . وقال قتادة : من أهل القرى أي من أهل الأمصار ; لأنهم أعلم وأحلم . وقال العلماء : من شرط الرسول أن يكون رجلا آدميا مدنيا ; وإنما قالوا آدميا تحرزا ; من قوله : يعوذون برجال من الجن والله أعلم .
قوله تعالى : أفلم يسيروا في الأرض فينظروا إلى مصارع الأمم المكذبة لأنبيائهم فيعتبروا .
ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ابتداء وخبره . وزعم الفراء أن الدار هي الآخرة ; وأضيف الشيء إلى نفسه لاختلاف اللفظ ، كيوم الخميس ، وبارحة الأولى ; قال الشاعر :
ولو أقوت عليك ديار عبس عرفت الذل عرفان اليقين
أي عرفانا يقينا ; واحتج الكسائي بقولهم : صلاة الأولى ; واحتج الأخفش بمسجد الجامع . قال النحاس : إضافة الشيء إلى نفسه محال ; لأنه إنما يضاف الشيء إلى غيره ليتعرف به ; والأجود الصلاة الأولى ، ومن قال صلاة الأولى فمعناه : عند صلاة الفريضة الأولى ; وإنما سميت الأولى لأنها أول ما صلي حين فرضت الصلاة ، وأول ما أظهر ; فلذلك قيل لها أيضا الظهر . والتقدير : ولدار الحال الآخرة خير ، وهذا قول البصريين ; والمراد بهذه الدار الجنة ; أي هي خير للمتقين . وقرئ : " وللدار الآخرة " . وقرأ نافع وعاصم ويعقوب وغيرهم " أفلا تعقلون " بالتاء على الخطاب . الباقون بالياء على الخبر .
- الطبرى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (109)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا، يا محمد، من قبلك إلا رجالا لا نساءً ولا ملائكة ، ( نوحي إليهم ) آياتنا، بالدعاء إلى طاعتنا وإفراد العبادة لنا ، ( من أهل القرى ) ، يعني: من أهل الأمصار , دون أهل البوادي، (12) كما:-
19985 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله: ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) ، لأنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العَمُود (13) .
* * *
وقوله: ( أفلم يسيروا في الأرض ) ، يقول تعالى ذكره: أفلم يسر هؤلاء المشركون الذين يكذبونك، يا محمد، ويجحدون نبوّتك , وينكرون ما جئتهم به من توحيد الله وإخلاص الطاعة والعبادة له ، ( في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) ، إذ كذبوا رسُلنا؟ ألم نُحِلّ بهم عقوبتنا , فنهلكهم بها , وننج منها رسلنا وأتباعنا , فيتفكروا في ذلك ويعتبروا؟
* * *
* ذكر من قال ذلك:
19986 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: حدثني حجاج , قال: قال ابن جريج: قوله: ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) ، قال: إنهم قالوا: مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ [سورة الأنعام: 91] ، قال: وقوله: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ * وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ [سورة يوسف: 103، 104]، وقوله: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا [سورة يوسف: 105]، وقوله: أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ [سورة يوسف: 107] ، وقوله: ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا ) ، من أهلكنا؟ قال: فكل ذلك قال لقريش: أفلم يسيروا في الأرض فينظروا في آثارهم، فيعتبروا ويتفكروا؟
* * *
وقوله: ( ولدار الآخرة خير ) ، يقول تعالى ذكره: هذا فِعْلُنا في الدنيا بأهل ولايتنا وطاعتنا , أَنّ عقوبتنا إذا نـزلت بأهل معاصينا والشرك بنا، أنجيناهم منها , وما في الدار الآخرة لهم خير.
* * *
، وترك ذكر ما ذكرنا، اكتفاء بدلالة قوله: ( ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ) ، عليه , وأضيفت " الدار " إلى " الآخرة " , وهي" الآخرة " , لاختلاف لفظهما , كما قيل: إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ، [سورة الواقعة: 95]، وكما قيل: " أتيتك عام الأوَّل , وبارحة الأولى , وليلة الأولى , ويوم الخميس "، (14) وكما قال: الشاعر: (15)
أَتَمْــدَحُ فَقْعَسًــا وَتَــذُمُّ عَبْسًــا
أَلا للـــهِ أُمُّــكَ مِــنْ هَجِــينِ
وَلَــوْ أَقْــوَتْ عَلَيْـكَ دِيَـارُ عَبْسٍ
عَــرَفْتَ الــذُّلَّ عِرْفَــانَ اليَقِيـنِ (16)
يعني: عرفانًا له يقينًا . (17)
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام: وللدار الآخرة خير للذين اتقوا الله، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه .
* * *
وقوله: ( أفلا تعقلون ) ، يقول: أفلا يعقل هؤلاء المشركون بالله حقيقةَ ما نقول لهم ونخبرهم به، من سوء عاقبة الكفر , وغِبّ ما يصير إليه حال أهله، مع ما قد عاينوا ورأوا وسمعوا مما حلّ بمن قبلهم من الأمم الكافرة المكذبةِ رسلَ ربّها؟ (18)
* * *
----------------------
الهوامش:
(12) انظر تفسير" القرية" فيما سلف 8 : 453 / 12 : 299 .
(13) قوله" أهل العمود" ، العمود ( بفتح العين ) : وهو الخشبة القائمة في وسط الخباء ، والأخبية بيوت أهل البادية ، فقوله" أهل العمود" ، يعني أهل البادية ، كما يدل عليه السياق هنا ، وكما بينه ابن زيد في تفسير هذه الآية إذ قال :" أهل القرى أعلم وأحلم من أهل البادية" ( تفسير أبي حيان 5 : 353 ) . وقال الزمخشري في الأساس" ويقال لأصحاب الأخبية : هم أهل عمود ، وأهل عماد ، وأهل عمد" ، وروى صاحب اللسان بيتًا ، وهو :
ومَــا أهْــلُ العَمُــود لنَـا بـأَهْلٍ
ولاَ النَّعَــمُ المُسَــامُ لَنــا بمَــالٍ
فهذا قول رجل يبرأ من أن يكون من أهل البادية ، فذكر الخصائص التي يألفها أهل البادية ، ويكونون بها أهل بادية .
(14) هذا موجز كلام الفراء في معاني القرآن ، في تفسير الآية .
(15) لم أعرف قائله .
(16) رواهما الفراء في معاني القرآن ، في تفسير الآية . وكان في المطبوعة :" ولو أفزت" ، وهو خطل محض ، وفي المخطوطة" ولو أفرت" ، غير منقوطة ، وهو تصحيف .
و" الهجين" ، ولد العربي لغير العربية . و" أقوت الدار" : أقفرت وخلت من سكانها . وظاهر هذا الشعر ، أن قائله يقوله في رجل من بني عبس ، كان هجينًا ، فمدح فقعسًا وذم قومه لخذلانهم إياه . فهو يقول له : لو فارقت عبس مكانها وأفردتك فيه ، لعرفت الذل عرفانًا يقينًا .
(17) في المطبوعة والمخطوطة :" عرفانا به" ، وكأن الصواب ما أثبت . وفي الفراء :" عرفانًا يقينًا" ، بغير" له" ، وهو أجود .
(18) في المطبوعة :" بما قبلهم من الأمم" ، والصواب من المخطوطة .
- ابن عاشور : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
عطف على جملة { وما أكثر الناس } [ سورة يوسف : 103 ] الخ . هاتان الآيتان متّصل معناهما بما تضمنه قوله تعالى : { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك } [ سورة يوسف : 102 ] إلى قوله : { إن هو إلاّ ذكر للعالمين } [ سورة يوسف : 104 ] وقوله : { قل هذه سبيلي } الآية [ سورة يوسف : 108 ] ، فإن تلك الآي تضمنت الحجة على صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما جاءهم به ، وتضمنت أن الذين أشركوا غير مصدقينه عناداً وإعراضاً عن آيات الصدق . فالمعنى أن إرسال الرسل عليهم السلام سنّة إلهية قديمة فلماذا يَجعل المشركون نبوءتك أمراً مستحيلاً فلا يصدّقون بها مع ما قارنها من آيات الصدق فيقولون : أبعث الله بشراً رسولاً }. وهل كان الرسل عليهم السلام السابقون إلا رجالاً من أهل القرى أوحى الله إليهم فبماذا امتازوا عليك ، فسلم المشركون ببعثتهم وتحدّثوا بقصصهم وأنكروا نبوءتك .
وراء هذا معنى آخر من التذكير باستواء أحوال الرسل عليهم السلام وما لقوه من أقوامهم فهو وعيد باستواء العاقبة للفريقين .
و { من قبلك } يتعلق ب { أرسلنا } ف { من } لابتداء الأزمنة فصار ما صدق القبل الأزمنة السابقة ، أي من أول أزمنة الإرسال . ولولا وجود { من } لكان { قبلك } في معنى الصفة للمرسَلين المدلول عليهم بفعل الإرسال .
والرجال : اسم جنس جامد لا مفهوم له . وأطلق هنا مراداً به أناساً كقوله صلى الله عليه وسلم « ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه » أي إنسان أو شخص ، فليس المراد الاحتراز عن المرأة . واختير هنا دون غيره لِمطابقته الواقع فإن الله لم يرسل رسلاً من النساء لحكمة قبول قيادتهم في نفوس الأقوام إذ المرأة مستضعفة عند الرجال دون العكس؛ ألا ترى إلى قول قيس بن عاصم حين تنبأت سَجَاحِ:
أضحت نبيئتُنا أنثى نُطِيف بها ...
وأصبحت أنبياءُ الناس ذكرانا ... وليس تخصيص الرجال وأنهم من أهل القرى لقصد الاحتراز عن النساء ومن أهل البادية ولكنه لبيان المماثلة بين مَن سلّموا برسالتهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } [ الأنبياء : 5 ] و { قالوا لولا أوتي مثلَ ما أوتي موسى } [ القصص : 48 ] ، أي فما كان محمد صلى الله عليه وسلم بِدعاً من الرسل حتى تبادروا بإنكار رسالته وتُعرضوا عن النظر في آياته .
فالقصر إضافي ، أي لم يكن الرسل عليهم السلام قبلك ملائكةً أو ملوكاً من ملوك المدن الكبيرة فلا دلالة في الآية على نفي إرسال رسول من أهل البادية مثل خالد بن سنان العبسي ، ويعقوب عليه السلام حين كان ساكناً في البَدْو كما تقدم .
وقرأ الجمهور ، { يُوحَى } بتحتية وبفتح الحاء مبنياً للنائب ، وقرأه حفص بنون على أنه مبني للفاعل والنون نون العظمة .
وتفريع قوله : { أفلم يسيروا في الأرض } على ما دلت عليه جملة { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً } من الأسوة ، أي فكذّبهم أقوامهم من قبل قومك مثل ما كذّبك قومك وكانت عاقبتهم العقاب . أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الأقوام السابقين ، أي فينظروا آثار آخر أحوالهم من الهلاك والعذاب فيعلم قومك أن عاقبتهم على قياس عاقبة الذين كذّبوا الرسل قبلهم ، فضمير { يسيروا } عائد على معلوم من المقام الدال عليه { وما أنا من المشركين } [ سورة يوسف : 108 ].
والاستفهام إنكاري . فإن مجموع المتحدّث عنهم ساروا في الأرض فرأوا عاقبة المكذبين مثل عاد وثمود .
وهذا التفريع اعتراض بالوعيد والتهديد .
وكيف } استفهام معلّق لفعل النظر عن مفعوله .
وجملة { ولدار الآخرة } خبر . معطوفة على الاعتراض فلها حكمه ، وهو اعتراض بالتبشير وحسن العاقبة للرسل عليهم السلام ومن آمن بهم وهم الذين اتقوا . وهو تعريض بسلامة عاقبة المتقين في الدنيا . وتعريض أيضاً بأن دار الآخرة أشد أيضاً على الذين من قبلهم من العاقبة التي كانت في الدنيا فحصل إيجاز بحذف جملتين .
وإضافة { دار } إلى { آخرة } من إضافة الموصوف إلى الصفة مثل « يا نساء المسلمات » في الحديث .
وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر ، ويعقوب : { أفلا تعقلون } بتاء الخطاب على الالتفات ، لأن المعاندين لما جرى ذكرهم وتكرر صاروا كالحاضرين فالتفت إليهم بالخطاب . وقرأه الباقون بياء الغيبة على نسق ما قبله .
- إعراب القرآن : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
«وَما» الواو استئنافية وما نافية «أَرْسَلْنا» ماض وفاعله «مِنْ قَبْلِكَ» متعلقان بأرسلنا والكاف مضاف إليه والجملة استئنافية «إِلَّا» أداة حصر «رِجالًا» مفعول به «نُوحِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء وفاعله مستتر والجملة صفة رجالا «إِلَيْهِمْ» متعلقان بنوحي «مِنْ أَهْلِ» متعلقان بصفة ثانية
لرجالا. «الْقُرى » مضاف إليه «أَفَلَمْ» الهمزة للاستفهام ولم حرف نفي وجزم وقلب «يَسِيرُوا» مضارع مجزوم والواو فاعل والجملة استئنافية «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بيسيروا «فَيَنْظُرُوا» الفاء عاطفة وينظروا معطوفة على يسيروا مجزوم بحذف النون والجملة معطوفة والواو فاعل «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب خبر مقدم لكان «كانَ عاقِبَةُ» كان واسمها والجملة في محل نصب مفعول به لينظروا «الَّذِينَ» موصول في محل جر بالإضافة. «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بصلة محذوفة والهاء مضاف إليه «وَلَدارُ» الواو استئنافية واللام لام الابتداء ودار مبتدأ «الْآخِرَةِ» مضاف إليه «خَيْرٌ» خبر والجملة مستأنفة «لِلَّذِينَ» اسم الموصول مجرور ومتعلقان بخير «اتَّقَوْا» ماض والواو فاعله والجملة صلة «أَفَلا» الهمزة للاستفهام ولا نافية «تَعْقِلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : And We sent not before you [as messengers] except men to whom We revealed from among the people of cities So have they not traveled through the earth and observed how was the end of those before them And the home of the Hereafter is best for those who fear Allah; then will you not reason
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(12:109) (O Muhammad !) all the Messengers, whom We sent before you, were also human beings, and lived in the same habitations, and to them We sent Our Revelations. Have these people, then, not travelled in the land and seen what has been the end of those who have passed away before them ? Surely, the abode of the Hereafter is far better for those who (believed in the Messengers and) adopted the attitude of piety. What! will you not understand it even now ? *79
- Français - Hamidullah : Nous n'avons envoyé avant toi que des hommes originaires des cités à qui Nous avons fait des révélations [Ces gens là] n'ont-ils pas parcouru la terre et considéré quelle fut la fin de ceux qui ont vécu avant eux La demeure de l'au-delà est assurément meilleure pour ceux qui craignent [Allah] Ne raisonnerez-vous donc pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir haben vor dir nur Männer gesandt von den Bewohnern der Städte denen Wir Offenbarungen eingaben Sind sie denn nicht auf der Erde umhergereist so daß sie schauen konnten wie das Ende derjenigen war die vor ihnen waren Die Wohnstätte des Jenseits ist wahrlich besser für diejenigen die gottesfürchtig sind Begreift ihr denn nicht
- Spanish - Cortes : Antes de ti no enviamos más que a hombres de las ciudades a los que hicimos revelaciones ¿No han ido por la tierra y mirado cómo terminaron sus antecesores Sí la Morada de la otra vida es mejor para los que temen a Alá ¿Es que no razonáis
- Português - El Hayek : Antes de ti não enviamos senão homens que habitavam as cidades aos quais revelamos a verdade Acaso nãopercorreram a terra para observar qual foi o destino dos seus antecessores A morada da outra vida é preferível para ostementes Não raciocinais
- Россию - Кулиев : До тебя Мы направляли посланниками только мужей из селений которым мы внушали откровение Разве они не странствовали по земле и не видели каким был конец тех которые жили до них Воистину обитель в Последней жизни лучше для богобоязненных Неужели они не разумеют
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
До тебя Мы направляли посланниками только мужей из селений, которым мы внушали откровение. Разве они не странствовали по земле и не видели, каким был конец тех, которые жили до них? Воистину, обитель в Последней жизни лучше для богобоязненных. Неужели они не разумеют?О Мухаммад! Все предыдущие посланники были мужчинами, потому что Мы не отправляли посланниками ангелов или другие творения. Почему же твои соплеменники удивляются твоей пророческой миссии? Почему они считают, что никто не может превзойти их? Следуй же примеру своих предшественников, которые не приходили к своим народам из пустыни, а были уроженцами своих городов и поселений. Они были самыми благоразумными и самыми здравомыслящими людьми, и тебе должны быть ясны их поступки и деяния. Разве они не путешествовали по земле и не видели, каков был конец тех, кто жил прежде? Если они не верят тебе, пусть сами убедятся в том, что Аллах уничтожил тех, кто отказывался обратиться в правую веру. И пусть они остерегаются повторять ошибки своих предшественников, дабы их не постигло наказание, которое постигло тех, кто жил прежде. И пусть они знают, что райская обитель и вечные райские удовольствия лучше для тех, кто боится Аллаха, повинуется Его повелениям и остерегается нарушать Его запреты. Воистину, мирские удовольствия беспокойные, несовершенные и недолговечные, тогда как удовольствия в Последней жизни совершенны, нетленны и бесконечны. Они продолжаются вечно и с каждым мигом только увеличиваются. Неужели же люди лишены разума, благодаря которому они могли бы отдать предпочтение тому, что лучше?
- Turkish - Diyanet Isleri : Senden önce kasabalar halkından şüphesiz kendilerine vahyettiğimiz bir takım insanlar gönderdik Yeryüzünde dolaşmıyorlar mı ki kendilerinden önce geçenlerin sonlarının ne olduğunu görsünler Ahiret yurdu Allah'a karşı gelmekten sakınanlar için hayırlıdır Akletmez misiniz
- Italiano - Piccardo : Non inviammo prima di te altro che uomini abitanti delle città e che Noi ispirammo Non viaggiano forse sulla terra e non vedono quale è stata la fine di coloro che furono prima di loro Certo la dimora dell'altra vita è migliore per quelli che temono [Allah] Non capite dunque
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمه کهسمان نهناردووه له پێش تۆدا جگه له پیاوانێك که ههڵمان بژاردوون له خهڵکی شارو شوێنهکان و نیگایان بۆ دهنێرین تا پهیامی ئێمه بهڕوونی بگهیهنن ئایا نهگهڕاون له زهویدا تا تهماشا بکهن و سهرنج بدهن که چۆن بوو سهرئهنجامی ئهوانهی پێش ئهمان کاتێك یاخی بوون بێگومان جێگهو ڕێگهو خانووبهرهی بهههشت له قیامهتدا چاکتره بۆ ئهوانهی که خواناس بوون و پارێزگاریان کردووه ئایا ئهوه عهقڵ و ژیریتان ناخهنهکار
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے تم سے پہلے بستیوں کے رہنے والوں میں سے مرد ہی بھیجے تھے جن کی طرف ہم وحی بھیجتے تھے۔ کیا ان لوگوں نے ملک میں سیر وسیاحت نہیں کی کہ دیکھ لیتے کہ جو لوگ ان سے پہلے تھے ان کا انجام کیا ہوا۔ اور متقیوں کے لیے اخرت کا گھر بہت اچھا ہے۔ کیا تم سمجھتے نہیں
- Bosanski - Korkut : A Mi smo i prije tebe samo ljude slali građane kojima smo objave objavljivali Zar ovi ne putuju po svijetu pa ne vide kako su skončali oni prije njih – a onaj svijet je doista bolji za one koji se budu Allaha bojali – zar se nećete opametiti
- Swedish - Bernström : Före dig har Vi inte sänt andra [som sändebud] än män som Vi gav del av [Vår] uppenbarelse tillhörande de folk [till vilka de sändes] Har [dagens förnekare] aldrig begett sig ut i världen och sett [spåren som visar] vad slutet blev för deras föregångare [som avvisade Våra budskap som lögn] Det eviga livet är bättre för dem som fruktar Gud [än detta liv] Använder ni inte ert förstånd
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kami tidak mengutus sebelum kamu melainkan orang lakilaki yang Kami berikan wahyu kepadanya diantara penduduk negeri Maka tidakkah mereka bepergian di muka bumi lalu melihat bagaimana kesudahan orangorang sebelum mereka yang mendustakan rasul dan sesungguhnya kampung akhirat adalah lebih baik bagi orangorang yang bertakwa Maka tidakkah kamu memikirkannya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
(Kami tidak mengutus sebelum kamu melainkan orang laki-laki yang Kami berikan wahyu) dan menurut suatu qiraat dibaca yuuhaa; artinya yang diberikan wahyu (kepada mereka) bukannya malaikat (di antara penduduk negeri) yakni penduduk kota-kota, sebab penduduk kota lebih mengetahui dan lebih menyantun, berbeda halnya dengan penduduk kampung yang terkenal dengan kekasaran sikap mereka dan kebodohannya itu (Maka tidaklah mereka bepergian) yang dimaksud adalah penduduk Mekah (di muka bumi lalu melihat bagaimana kesudahan orang-orang sebelum mereka) akibat daripada perbuatan mereka yang mendustakan rasul-rasul mereka, yaitu mereka dibinasakan (dan sesungguhnya kampung akhirat) yakni surga Allah (lebih baik bagi orang-orang yang bertakwa) kepada Allah (Maka tidakkah kalian memikirkannya?) hai penduduk Mekah, lalu kalian menjadi beriman karenanya. Lafal ta`qiluuna dapat pula dibaca ya`qiluuna yang artinya apakah mereka tidak memikirkannya?
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনার পূর্বে আমি যতজনকে রসূল করে পাঠিয়েছি তারা সবাই পুরুষই ছিল জনপদবাসীদের মধ্য থেকে। আমি তাঁদের কাছে ওহী প্রেরণ করতাম। তারা কি দেশবিদেশ ভ্রমণ করে না যাতে দেখে নিত কিরূপ পরিণতি হয়েছে তাদের যারা পূর্বে ছিল সংযমকারীদের জন্যে পরকালের আবাসই উত্তম। তারা কি এখনও বোঝে না
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே உமக்கு முன்னர் பற்பல சமூகங்களுக்கும் நாம் அனுப்பிய தூதர்கள் அந்தந்த சமூகங்களின் ஊர்களிலிருந்த மனிதர்களேயன்றி வேறில்லை அவர்களுக்கு நாம் வஹீ மூலம் நம் கட்டளைகளை அறிவித்தோம் இவர்கள் பூமியில் பிரயாணம் செய்து இவர்களுக்கு முன் இருந்தவர்களின் முடிவு எப்படியிருந்தது என்பதைப் பார்க்க வில்லையா மறுமை வீடுதான் பயபக்தியுடையவர்களுக்கு மிகவும் மேலானதாகும்; இதனை நீங்கள் சிந்தித்து விளங்கிக்கொள்ள வேண்டாமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเรามิได้ส่งผู้ใดมาก่อนเจ้า นอกจากบรรพบุรุษจากชาวเมืองที่เราให้วะฮีแก่พวกเขา พวกเขามิได้ตระเวนไปในแผ่นดินดอกหรือ เพื่อพวกเขาจะเห็นบั้นปลายของบรรดาผู้ที่มาก่อนพวกเขาว่าเป็นอย่างไร และแน่นอนโลกอาคิเราะฮ์นั้นดียิ่งสำหรับบรรดาผู้ยำเกรง พวกท่านมิได้ใช้สติปัญญาดอกหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз сендан илгари ҳам фақат шаҳар аҳлидан эр кишиларга ваҳий юбориб Пайғамбар этганмиз Ер юзида юриб ўзларидан олдингиларнинг оқибати нима бўлганига назар солмайдиларми Албатта охират диёри тақво қиладиганлар учун яхшироқдир Ақл юритмайдиларми Ушбу оятда Аллоҳ таоло Пайғамбаримиз Муҳаммадга с а в тасалли бериб кофир ва мушрикларнинг у кишини инкор этишларига эътибор қилмасликка аввалги Пайғамбарлар ҳам у зотга ўхшаган инсонлар бўлганига ишора этмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 在你之前,我只派遣了城市居民中的若干男子,我启示他们,难道他们没有在大地上旅行,因而观察前人的结局是怎样的吗?后世的住所,对于敬畏者是更好的。难道你们不理解吗?
- Melayu - Basmeih : Dan tiadalah Kami mengutus Rasul sebelummu wahai Muhammad melainkan orangorang lelaki dari penduduk bandar yang kami wahyukan kepada mereka Maka mengapa orangorang yang tidak mahu beriman itu tidak mengembara di muka bumi supaya memerhatikan bagaimana akibat orangorang kafir yang terdahulu dari mereka Dan ingatlah sesungguhnya negeri akhirat lebih baik bagi orangorang yang bertaqwa Oleh itu mengapa kamu wahai manusia tidak mahu memikirkannya
- Somali - Abduh : Ma ahayn kuwii aan diray hortaa waxaan Rag loo Waxyoodo ahayn o Ehelka Magaalooyinka miyayna soconin Dhulka oo ay Fiiriyaan siday noqotay Cidhibta Kuwii ka horeeyay Daarta Aakhiro yaana u khayrroon kuwii Dhawrsadayee Miyaydaan kasayn
- Hausa - Gumi : Kuma ba Mu aika ba a gabãninka fãce mazãje Munã wahayi zuwa gare su daga mutãnen ƙauyuka Shin fa ba su yi tafiya a cikin ƙasa ba dõmin su dũbayadda ãƙibar waɗanda suka kasance daga gabãninsu ta zama Kuma lalle ne gidan Lãhira shĩ ne mafi alhẽri ga waɗanda suka yi taƙawa Shin fa bã ku hankalta
- Swahili - Al-Barwani : Na hatukuwatuma Mitume kabla yako isipo kuwa wanaume tulio wafunulia wahyi miongoni mwa watu wa mijini Je Hawatembei katika ardhi wakaona jinsi ulivyo kuwa mwisho wa walio kuwa kabla yao Na hakika nyumba ya Akhera ni bora kwa wamchao Mungu Basi hamfahamu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E Na kemi dërguar edhe para teje vetëm burra nga banorët e qyteteve të cilëve ua dërguam Shpalljen E vallë A nuk kanë udhëtuar ata nëpër Botë e të shohin se si ka qenë fundi i atyre që ishin para tyre E bota tjetër është me të vërtetë më e mirë për ata që i druajnë Perëndisë A nuk po mendoni
- فارسى - آیتی : و ما پيش از تو به رسالت نفرستاديم مگر مردانى را از مردم قريهها كه به آنها وحى مىكرديم. آيا در روى زمين نمىگردند تا بنگرند كه پايان كار پيشينيانشان چه بوده است؟ و سراى آخرت پرهيزگاران را بهتر است، چرا نمىانديشيد؟
- tajeki - Оятӣ : Ва Мо пеш аз ту ба пайғамбарӣ нафиристодем магар мардонеро аз мардуми деҳаҳо, ки ба онҳоваҳй мекардем. Оё дар рӯи замин намегарданд, то бингаранд, ки поёни кори пешиниёнашон чӣ будааст? Ва олами охират парҳезгоронро беҳтар аст, чаро намеандешед?
- Uyghur - محمد صالح : بىز سەندىن ئىلگىرى پەقەت شەھەر ئاھالىسىدىن بولغان ئەرلەرنى پەيغەمبەر قىلىپ، ئۇلارغا ۋەھيى قىلدۇق، ئۇلار (يەنى پەيغەمبەرگە چىنپۈتمىگۈچىلەر) يەر يۈزىدە سەير قىلىپ يۈرۈپ ئۆزلىرىدىن ئىلگىرىكىلەرنىڭ ئاقىۋىتىنىڭ قانداق بولغانلىقىنى كۈزەتمىدىمۇ؟ ئاخىرەت يۇرتى تەقۋادارلىق قىلغانلار ئۈچۈن ئەلۋەتتە ياخشىدۇر، سىلەر چۈشەنمەمسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ചില പുരുഷന്മാരെയല്ലാതെ നിനക്കുമുമ്പു നാം ദൂതന്മാരായി നിയോഗിച്ചിട്ടില്ല. നാം അവര്ക്ക് ബോധനം നല്കി. അവര് വിവിധ രാജ്യങ്ങളില് നിന്നുള്ളവരായിരുന്നു. എന്നിട്ടും ഇക്കൂട്ടര് ഭൂമിയില് സഞ്ചരിച്ചുനോക്കുന്നില്ലേ? അങ്ങനെ അവര്ക്കു മുമ്പുണ്ടായിരുന്നവരുടെ ഒടുക്കം എവ്വിധമായിരുന്നുവെന്ന് നോക്കിക്കാണുന്നില്ലേ? ഭക്തി പുലര്ത്തുന്നവര്ക്ക് കൂടുതലുത്തമം പരലോകഭവനമാണ്. ഇതൊന്നും നിങ്ങള് ചിന്തിക്കുന്നില്ലേ?
- عربى - التفسير الميسر : وما ارسلنا من قبلك ايها الرسول للناس الا رجالا منهم ننزل عليهم وحينا وهم من اهل الحاضره فهم اقدر على فهم الدعوه والرساله يصدقهم المهتدون للحق ويكذبهم الضالون عنه افلم يمشوا في الارض فيعاينوا كيف كان مال المكذبين السابقين وما حل بهم من الهلاك ولثواب الدار الاخره افضل من الدنيا وما فيها للذين امنوا وخافوا ربهم افلا تتفكرون فتعتبروا
*79) A very comprehensive subject has been condensed here into a couple of sentences, which may be expanded like this: "O Muhammad !these people do not listen to you because it is not an easy thing for them to believe you to be a Messenger of Allah just because you arc a mere human being who was born in their own city among themselves and brought up like other people. But there is nothing strange in this, for this is not the first instance of its kind. All the Prophets, whom We sent before you, were also human beings and lived in the same habitations to which they were sent. It never happened that a stranger came to a town and declared, "I have been sent as a Messenger to you. On the other hand, all the Prophets-Jesus, Moses, Abraham and Noah (Allah's peace be upon them all)-who were raised for the reform of the people, were human beings who wen born and brought up in their own habitations" . Then it addresses the disbelievers directly, as if to say, "Now it is for you to judge and decide whether you should accept the Messenger or reject him on such ftimcy grounds as these. You have travelled abroad and seen the end of those people who rejected the Message of their Prophets and followed their own lusts. You have seen, on your journeys, the ruined habitations of the people of 'Ad, Thamud, Midian, Lot, and others. Have you not observed these as object lessons, for these warn you that they would meet with far worse consequences in the Hereafter, and that conversely, those who are pious and God-fearing will have a very happy life?"