- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍۢ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
- عربى - نصوص الآيات : الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ۖ ثم استوى على العرش ۖ وسخر الشمس والقمر ۖ كل يجري لأجل مسمى ۚ يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون
- عربى - التفسير الميسر : الله تعالى هو الذي رفع السموات السبع بقدرته من غير عمد كما ترونها، ثم استوى -أي علا وارتفع- على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته، وذلَّل الشمس والقمر لمنافع العباد، كلٌّ منهما يدور في فلكه إلى يوم القيامة. يدبِّر سبحانه أمور الدنيا والآخرة، يوضح لكم الآيات الدالة على قدرته وأنه لا إله إلا هو؛ لتوقنوا بالله والمعاد إليه، فتصدقوا بوعده ووعيده وتُخْلصوا العبادة له وحده.
- السعدى : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
يخبر تعالى عن انفراده بالخلق والتدبير، والعظمة والسلطان الدال على أنه وحده المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له فقال: { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ } على عظمها واتساعها بقدرته العظيمة، { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } أي: ليس لها عمد من تحتها، فإنه لو كان لها عمد، لرأيتموها { ثُمَّ } بعد ما خلق السماوات والأرض { اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } العظيم الذي هو أعلى المخلوقات، استواء يليق بجلاله ويناسب كماله.
{ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } لمصالح العباد ومصالح مواشيهم وثمارهم، { كُلِّ } من الشمس والقمر { يَجْرِي } بتدبير العزيز العليم، { لأَجَلٍ مُسَمًّى } بسير منتظم، لا يفتران ولا ينيان، حتى يجيء الأجل المسمى وهو طي الله هذا العالم، ونقلهم إلى الدار الآخرة التي هي دار القرار، فعند ذلك يطوي الله السماوات ويبدلها، ويغير الأرض ويبدلها. فتكور الشمس والقمر، ويجمع بينهما فيلقيان في النار، ليرى من عبدهما أنهما غير أهل للعبادة؛ فيتحسر بذلك أشد الحسرة وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين.
وقوله { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ } هذا جمع بين الخلق والأمر، أي: قد استوى الله العظيم على سرير الملك، يدبر الأمور في العالم العلوي والسفلي، فيخلق ويرزق، ويغني ويفقر، ويرفع أقواما ويضع آخرين، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويقيل العثرات، ويفرج الكربات، وينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق بها علمه، وجرى بها قلمه، ويرسل ملائكته الكرام لتدبير ما جعلهم على تدبيره.
وينزل الكتب الإلهية على رسله ويبين ما يحتاج إليه العباد من الشرائع والأوامر والنواهي، ويفصلها غاية التفصيل ببيانها وإيضاحها وتمييزها، { لَعَلَّكُمْ } بسبب ما أخرج لكم من الآيات الأفقية والآيات القرآنية، { بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } فإن كثرة الأدلة وبيانها ووضوحها، من أسباب حصول اليقين في جميع الأمور الإلهية، خصوصا في العقائد الكبار، كالبعث والنشور والإخراج من القبور.
وأيضا فقد علم أن الله تعالى حكيم لا يخلق الخلق سدى، ولا يتركهم عبثا، فكما أنه أرسل رسله وأنزل كتبه لأمر العباد ونهيهم، فلا بد أن ينقلهم إلى دار يحل فيها جزاؤه، فيجازي المحسنين بأحسن الجزاء، ويجازي المسيئين بإساءتهم.
- الوسيط لطنطاوي : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
ثم أقام - سبحانه - الأدلة المتنوعة ، عن طريق المشاهدة - على كمال قدرته ، وعلى وجوب إخلاص العبادة له فقال - تعالى - ( الله الذي رَفَعَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) .
والعمد : جمع عماد ، وهو ما تقام عليه القبة أو البيت .
وجملة ( ترونها ) فى محل نصب حال من السموات .
أى : الله - سبحانه - هو الذى رفع هذه السموات الهائلة فى صنعها وفى ضخامتها ، بغير مستند يسندها ، وبغير أعمدة تعتمد عليها ، وأنتم ترون ذلك بأعينكم بجلاء ووضوح .
والمراد بقوله ( رفع ) أى خلقها مرتفعة منذ البداية ، وليس المراد أنه - سبحانه - رفعها بعد أن كانت منخفضة .
ولا شك أن خلق السموات على هذه الصورة من أكبر الأدلة على أن لهذا الكون خالقاً قادراً حكيماً ، هو المستحق للعبادة والطاعة .
وقوله - سبحانه - ( ثُمَّ استوى عَلَى العرش ) معطوف على ما قبله ، وهو دليل آخر على قدرة الله - تعالى - عن طريق الغائب الهائل الذى تتقاصر دونه المدارك بعد أن أقام الأدلة على ذلك عن طريق الحاضر المشاهد .
وعرش الله - تعالى - مما لا يعلمه البشر إلا بالاسم - كما يقول الراغب - .
وقد ذكر لفظ العرش فى إحدى وعشرين آية ، كما ذكر الاستواء على العرش فى سبع آيات من القرآن الكريم .
والمعنى : ثم استوى على العرش استواء يليق بذاته - تعالى - بلا كيف ولا انحصار ولا تشبيه ولا تمثيل ، لاستحالة اتصافه - سبحانه - بصفات المحدثين .
قال الإِمام مالك - رحمه الله - : " الكيف غير معقول ، والاستواء غير مجهول ، والإِيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة " .
ثم بين - سبحانه - بعض مظاهر نعمه على عباده فقال : ( وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ) . والتسخير : التذليل والخضوع .
أى : أن من مظاهر فضله أنه - سبحانه - سخر ذلك وأخضع لقدتره الشمس والقمر ، بأن جعلهما طائعين لما أراده منهما من السير فى منازل معينة ، ولأجل معين محدد لا يتجاوزانه ولا يتعديانه . بل يقفان عند نهاية المدة التى حددها - سبحانه - لوقوفهما وأفولهما .
قال - تعالى - ( لاَ الشمس يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القمر وَلاَ الليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( يُدَبِّرُ الأمر يُفَصِّلُ الآيات لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) وتدبير الأمرك تصريفه على أحسن الوجوه وأحكمها وأكملها .
والآيات : جمع آية . والمراد بها هنا : ما يشمل الآيات القرآنية ، والبراهين الكونية الداغلة على وحدانيته وقدرته - سبحانه - .
أى : أنه - سبحانه - يقضى ويقدر ويتصرف فى أمر خلقه على أكمل الوجوه وأنه - سبحانه - ينزل آياته القرآنية واضحة مفصلة ، ويسوق الأدلة الدالة على وحدانيته وقدرته بطرق متعددة ، وبوجوه متنوعة .
وقد فعل - سبحانه - ما فعل - من رفعه السماء بلا عمد ، ومن تسخيره للشمس والقمر ، ومن تدبيره لأمور خلقه ، ومن تفصيله للآيات لعكلم عن طريق التأمل والتفكير فيما خلق ، توقنون بلقائه ، وتعتقدون أن من قدر على إيجاد هذه المخلوقات العظيمة ، لا يعجزه أن يعيدكم إلى الحياة بعد موتكم ، لكى يحاسبكم على أعمالكم .
وقال - سبحانه - ( يدبر ) و ( يفصل ) بصيغة المضارع . وقال قبل ذلك ( رَفَعَ السماوات ) و ( وَسَخَّرَ الشمس والقمر ) بصيغة الماضى . لأن التدبير للأمور ، والتفصيل للآيات ، يتجددان بتجدد تعلق قدرته - سبحانه - بالمقدورات .
وأما رفع السماوات ، وتسخير الشمس والقمر ، فهى أمور قد تمت واستقرت دفعة واحدة .
- البغوى : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ) يعني : السواري ، واحدها عمود ، مثل : أديم وأدم ، وعمد أيضا جمعه ، مثل : رسول ورسل .
ومعناه نفي العمد أصلا وهو الأصح ، يعني : ليس من دونها دعامة تدعمها ولا فوقها علاقة تمسكها .
قال إياس بن معاوية : السماء مقببة على الأرض مثل القبة
وقيل : " ترونها " راجعة إلى العمد ، [ معناه ] لها عمد ولكن لا ترونها
وزعم : أن عمدها جبل قاف ، وهو محيط بالدنيا ، والسماء عليه مثل القبة .
( ثم استوى على العرش ) علا [ عليه ] ( وسخر الشمس والقمر ) ذللهما لمنافع خلقه فهما مقهوران ( كل يجري ) أي : يجريان على ما يريد الله عز وجل ( لأجل مسمى ) أي : إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا . [ وقال ابن عباس ] : أراد بالأجل المسمى درجاتهما ومنازلهما ينتهيان إليها لا يجاوزانها ( يدبر الأمر ) يقضيه وحده ( يفصل الآيات ) يبين الدلالات ( لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) لكي توقنوا بوعده وتصدقوه .
- ابن كثير : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
يخبر الله تعالى عن كمال قدرته وعظيم سلطانه : أنه الذي بإذنه وأمره رفع السماوات بغير عمد ، بل بإذنه وأمره وتسخيره رفعها عن الأرض بعدا لا تنال ولا يدرك مداها ، فالسماء الدنيا محيطة بجميع الأرض وما حولها من الماء والهواء من جميع نواحيها وجهاتها وأرجائها ، مرتفعة عليها من كل جانب على السواء ، وبعد ما بينها وبين الأرض من كل ناحية مسيرة خمسمائة عام ، وسمكها في نفسها مسيرة خمسمائة عام . ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت ، وبينها وبينها من البعد مسيرة خمسمائة عام ، وسمكها خمسمائة عام ، ثم السماء الثالثة محيطة بالثانية ، بما فيها ، وبينها وبينها خمسمائة عام ، وسمكها خمسمائة عام ، وكذا الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ، كما قال [ الله ] تعالى : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) [ الطلاق : 12 ] وفي الحديث : " ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، والكرسي في العرش كتلك الحلقة في تلك الفلاة وفي رواية : " والعرش لا يقدر قدره إلا الله ، عز وجل ، وجاء عن بعض السلف أن بعد ما بين العرش إلى الأرض مسيرة خمسين ألف سنة ، وبعد ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة ، وهو من ياقوتة حمراء .
وقوله : ( بغير عمد ترونها ) روي عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة : أنهم : قالوا : لها عمد ولكن لا ترى .
وقال إياس بن معاوية : السماء على الأرض مثل القبة ، يعني بلا عمد . وكذا روي عن قتادة ، وهذا هو اللائق بالسياق . والظاهر من قوله تعالى : ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ) [ الحج : 65 ] فعلى هذا يكون قوله : ( ترونها ) تأكيدا لنفي ذلك ، أي : هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها . هذا هو الأكمل في القدرة . وفي شعر أمية بن أبي الصلت الذي آمن شعره وكفر قلبه ، كما ورد في الحديث ويروى لزيد بن عمرو بن نفيل ، رحمه الله ورضي عنه :
وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا فقلت له : فاذهب وهارون فادعوا
إلى الله فرعون الذي كان طاغيا وقولا له : هل أنت سويت هذه
بلا [ وتد حتى اطمأنت كما هيا وقولا له : أأنت رفعت هذه
بلا ]
عمد أرفق إذا بك بانيا ؟ وقولا له : هل أنت سويت وسطهامنيرا إذا ما جنك الليل هاديا وقولا له : من يرسل الشمس غدوة
فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا ؟ وقولا له : من ينبت الحب في الثرى
فيصبح منه العشب يهتز رابيا ؟ ويخرج منه حبه في رءوسه
ففي ذاك آيات لمن كان واعيا
وقوله : ( ثم استوى على العرش ) تقدم تفسير ذلك في سورة " الأعراف " وأنه يمرر كما جاء من غير تكييف ، ولا تشبيه ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل ، تعالى الله علوا كبيرا .
وقوله : ( وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) قيل : المراد أنهما يجريان إلى انقطاعهما بقيام الساعة ، كما في قوله تعالى : ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) [ يس : 38 ] .
وقيل : المراد إلى مستقرهما ، وهو تحت العرش مما يلي بطن الأرض من الجانب الآخر ، فإنهما وسائر الكواكب إذا وصلوا هنالك ، يكونون أبعد ما يكون عن العرش; لأنه على الصحيح الذي تقوم عليه الأدلة ، قبة مما يلي العالم من هذا الوجه ، وليس بمحيط كسائر الأفلاك; لأنه له قوائم وحملة يحملونه . ولا يتصور هذا في الفلك المستدير ، وهذا واضح لمن تدبر ما وردت به الآيات والأحاديث الصحيحة ، ولله الحمد والمنة .
وذكر الشمس والقمر; لأنهما أظهر الكواكب السيارة السبعة ، التي هي أشرف وأعظم .
من الثوابت ، فإذا كان قد سخر هذه ، فلأن يدخل في التسخير سائر الكواكب بطريق الأولى والأحرى ، كما نبه بقوله تعالى : ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) [ فصلت : 37 ] مع أنه قد صرح بذلك بقوله ( والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) [ الأعراف : 54 ] .
وقوله : ( يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) أي : يوضح الآيات والدلالات الدالة على أنه لا إله إلا هو ، وأنه يعيد الخلق إذا شاء كما ابتدأ خلقه .
- القرطبى : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
قوله تعالى : الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون
قوله تعالى : الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها الآية . لما بين تعالى أن القرآن حق ، بين أن من أنزله قادر على الكمال ; فانظروا في مصنوعاته لتعرفوا كمال قدرته ; وقد تقدم هذا المعنى . وفي قوله : بغير عمد ترونها قولان : أحدهما : أنها مرفوعة بغير عمد ترونها ; قاله قتادة وإياس بن معاوية وغيرهما . الثاني : لها عمد ، ولكنا لا نراه ; قال ابن عباس : لها عمد على جبل قاف ; ويمكن أن يقال على هذا القول : العمد قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض ، وهي غير مرئية لنا ; ذكره الزجاج . وقال ابن عباس أيضا : هي توحيد المؤمن . أعمدت السماء حين كادت تنفطر من كفر الكافر ; ذكره الغزنوي . والعمد جمع عمود ; قال النابغة :
وخيس الجن إني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمد
ثم استوى على العرش تقدم الكلام فيه وسخر الشمس والقمر أي ذللهما لمنافع خلقه ومصالح عباده ; وكل مخلوق مذلل للخالق .
كل يجري لأجل مسمى أي إلى وقت معلوم ; وهو فناء الدنيا ، وقيام الساعة التي عندها تكور الشمس ، ويخسف القمر ، وتنكدر النجوم ، وتنتثر الكواكب . وقال ابن عباس : أراد بالأجل المسمى درجاتهما ومنازلهما التي ينتهيان إليها لا يجاوزانها . وقيل : معنى الأجل المسمى أن القمر يقطع فلكه في شهر ، والشمس في سنة .
يدبر الأمر أي يصرفه على ما يريد .
يفصل الآيات أي يبينها أي من قدر على هذه الأشياء يقدر على الإعادة ; ولهذا قال : لعلكم بلقاء ربكم توقنون
- الطبرى : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله، يا محمد، هو الذي رفع السموات السبع بغير عَمَد ترونها, فجعلها للأرض سقْفًا مسموكًا .
* * *
و " العَمَد " جمع " عمود ", وهي السَّواري, وما يعمد به البناء, كما قال النابغة:
وَخَـيِّسِ الجِـنَّ إنِّـي قَـدْ أذِنْـتُ لَهُمْ
يَبْنُــون تَدْمُــرَ بِالصُّفَّـاحِ وَالعَمَـدِ (8)
وجمع " العمود: "" عَمَد," كما جمع الأديم: " أدَم ", ولو جمع بالضم فقيل: " عُمُد " جاز, كما يجمع " الرسول "" رسل ", و " الشَّكور "" شكر " .
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (رفع السماوات بغير عمد ترونها) .
فقال بعضهم: تأويل ذلك: الله الذي رفع السموات بعَمَدٍ لا ترونها .
*ذكر من قال ذلك:
20051- حدثنا أحمد بن هشام قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا عمران بن حدير, عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: إن فلانًا يقول: إنها على عمد يعنى السماء؟ قال: فقال: اقرأها(بغير عمَدٍ ترونها): أي لا ترونها .
20052- حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: حدثنا معاذ بن معاذ, عن عمران بن حدير, عن عكرمة, عن ابن عباس, مثله .
20053- حدثنا الحسن بن محمد قال: ثنا عفان قال: حدثنا حماد قال: حدثنا حميد, عن الحسن بن مسلم, عن مجاهد في قوله: (بغير عمد ترونها) ، قال: بعمد لا ترونها .
20054- حدثني المثنى قال: حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد, عن حميد, عن الحسن بن مسلم, عن مجاهد, في قول الله: (بغير عمد ترونها) قال: هي لا ترونها (9) .
20055- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد (بغير عمد) يقول: عمد [لا ترونها] . (10)
20056- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله .
20057- ...... قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن الحسن وقتادة قوله: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) قال قتادة: قال ابن عباس: بعَمَدٍ ولكن لا ترونها .
20058- حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا شريك, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس, قوله: (رفع السماوات بغير عمد ترونها) قال: ما يدريك؟ لعلها بعمد لا ترونها.
* * *
ومن تأوَّل ذلك كذلك, قصد مذهب تقديم العرب الجحدَ من آخر الكلام إلى أوله, كقول الشاعر (11)
وَلا أرَاهَـــا تَـــزَالُ ظَالِمَـــةً
تُحْــدِثُ لِــي نَكْبَــةً وتَنْكَؤُهَــا (12)
يريد: أراها لا تزال ظالمة, فقدم الجحد عن موضعه من "
تزال ", وكما قال الآخر: (13)إذَا أَعْجَـبَتْكَ الدَّهْـرَ حَـالٌ مِنَ امْرِئٍ
فَدَعْــهُ وَوَاكِــلْ حَالَــهُ وَاللَّيَاليَـا (14)
يَجِـئْنَ عَـلَى مَـا كَـانَ مِنْ صَالحٍ بِهِ
وَإنْ كَـانَ فِيمـا لا يَـرَى النَّـاسُ آلِيَا
يعني: وإن كان فيما يرى الناس لا يألو .
* * *
وقال آخرون، بل هي مرفوعة بغير عمد .
*ذكر من قال ذلك:
20059- حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: أخبرنا آدم قال: حدثنا حماد بن سلمة, عن إياس بن معاوية, في قوله: (رفع السماوات بغير عمد ترونها) قال: السماء مقبّبة على الأرض مثل القبة . (15)
20060- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (بغير عمد ترونها) قال: رفعها بغير عمد .
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال الله تعالى: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) فهي مرفوعة بغير عمد نَراها, كما قال ربنا جل ثناؤه . ولا خبر بغير ذلك, ولا حجة يجب التسليم لها بقول سواه . (16)
* * *
وأما قوله: (ثم استوى على العرش) فإنه يعني: علا عليه .
* * *
وقد بينا معنى الاستواء واختلاف المختلفين فيه، والصحيح من القول فيما قالوا فيه، بشواهده فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . (17)
* * *
وقوله: (وسخر الشمس والقمر) يقول: وأجرى الشمس والقمر في السماء, فسخرهما فيها لمصالح خلقه, وذلَّلَهما لمنافعهم, ليعلموا بجريهما فيها عدد السنين والحساب, ويفصلوا به بين الليل والنهار .
* * *
وقوله: (كل يجري لأجل مسمَّى) يقول جل ثناؤه: كل ذلك يجري في السماء(لأجل مسمى): أي: لوقت معلوم, (18) وذلك إلى فناء الدنيا وقيام القيامة التي عندها تكوَّر الشمس, ويُخْسف القمر، وتنكدر النجوم.
وحذف ذلك من الكلام، لفهم السامعين من أهل لسان من نـزل بلسانه القرآن معناه, وأن (كلّ) لا بدَّ لها من إضافة إلى ما تحيط به . (19)
* * *
وبنحو الذي قلنا في قوله: (لأجل مسمى) قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
20061- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمّى) قال: الدنيا . (20)
* * *
وقوله: (يدبِّر الأمر) يقول تعالى ذكره: يقضي الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها أمورَ الدنيا والآخرة كلها, ويدبِّر ذلك كله وحده, بغير شريك ولا ظهير ولا معين سُبْحانه . (21)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
20062- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد (يدبر الأمر) يقضيه وحده .
20063- ......... قال حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه .
20064- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, بنحوه .
* * *
وقوله: (يفصل الآيات) يقول: يفصل لكم ربُّكم آيات كتابه, فيبينها لكم (22) احتجاجًا بها عليكم، أيها الناس (لعلكم بلقاء ربكم توقنون) يقول: لتوقنوا بلقاء الله, والمعاد إليه, فتصدقوا بوعده ووعيده، (23) وتنـزجروا عن عبادة الآلهة والأوثان, وتخلصوا له العبادة إذا أيقنتم ذلك . (24)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
20065- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (لعلكم بلقاء ربكم توقنون) ، وإن الله تبارك وتعالى إنما أنـزل كتابه وأرسل رسله، لنؤمن بوعده, ونستيقن بلقائه .
-----------------------
الهوامش :
(8) ديوانه : 29 ، ومجاز القرآن 1 : 320 ، وشمس العلوم لنشوان الحميري : 37 ، وغيرها كثير ، من قصيدته المشهورة التي اعتذر فيها للنعمان ، لما قذفوه بأمر المتجردة ، يقول قبله :
ولاَ أَرَى فَـاعلاً فِـي النَّـاسِ يُشْـبِهُهُ
ولاَ أُحَاشِـي مِـنَ الأقْـوامِ مِـنْ أَحَدِ
إلاَّ سُــلَيْمَانَ إذْ قَــالَ الإلــهُ لَـهُ
قُـمْ فِـي البَرِيَّـةِ فَاحْدُدْهَـا عن الفَنَدِ
وقوله :"
وخيس الجن" ، أي : ذللها ورضها . و" الصفاح" ، حجارة رقاق عراض صلاب .و"
تدمر" مدينة بالشام . قال نشوان الحميري في شمس العلوم :" مدينة الشأم مبنية بعظام الصخر ، فيها بناء عجيب ، سميت بتدمر الملكة العمليقية بنت حسان بن أذينة ، لأنها أول من بناها . ثم سكنها سليمان بن داود عليه السلام بعد ذلك . فبنت له فيها الجن بناء عظيمًا ، فنسبت اليهود والعرب بناءها إلى الجن ، لما استعظموه" .وهذا نص جيد من أخبارهم وقصصهم في الجاهلية .
(9) الأثران : 20053 ، 20054 -"
الحسن بن مسلم بن يناق المكي" ، ثقة ، وله أحاديث مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 304 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 36 .(10) ما بين القوسين زيادة لا بد منها ، وليست في المخطوطة .
(11) هو ابن هرمة .
(12) شرح شواهد المغني 277 ، 279 من تسعة أبيات ، ومعاني القرآن للفراء في تفسير الآية ، والأضداد لابن الأنباري : 234 .
وقد زعموا أنه قيل لابن هرمة : إن قريشًا لا تهمز ، فقال : لأقولن قصيدة أهمزها كلها بلسان قريش ، وأولها :
إنَّ سُـــلَيْمي واللـــه يكْلَؤهَـــا
ضَنَّـتْ بِشَـيء مَـا كَـان يَرْزَؤُهـا
وعَـــوَّدَتْنِي فِيمـــا تُعَـــوِّدُني
أَظْمَــاءُ وِرْدٍ مــا كُـنْتُ أجزَؤُهَـا
ولا أرَاهَـــا تَـــزَال ظَالِمـــةً
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(13) لم أعرف قائله .
(14) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية ، والأضداد لابن الأنباري : 234 ، وقوله :"
واكل حاله" ، أي : دع أمره لليالي . من" وكل إليه الأمر" ، أي : صرف أمره إليه . وقوله :" يجئن على ما كان من صالح به" ، أي يقضين على صالح أمره ويذهبنه . و" الآلي" ، المقصر .(15) الأثر : 20059 -"
إياس بن معاوية بن قرة المزني" ،" أبو واثلة" قاضي البصرة ، ثقة ، وكان فقيهًا عفيفًا ، وكان عاقلا فطنًا من الرجال ، يضرب به المثل في الحلم والدهاء . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 442 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 282 ، وابن سعد 7 / 2 / 4 ، 5 .(16) أي احتياط وفقه وعقل وورع ، كان أبو جعفر يستعمل في تفسيره ! .
(17) انظر تفسير"
الاستواء" فيما سلف 1 : 428 - 431 / 12 : 482 ، 483 / 15 : 18 .وتفسير"
العرش" فيما سلف 15 : 245 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .(18) انظر تفسير"
الأجل المسمى" فيما سلف 6 : 43 / 11 : 256 - 259 ، 407 .(19) انظر تفسير"
كل" وأحكامها فيما سلف 15 : 540 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك . وانظر ما قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 321 .(20) قوله"
الدنيا" ، كأنه يعني : فناء الدنيا ، فاقتصر على ذكر" الدنيا" ، لأنه معلوم بضرورة الدين أنها فانية ، وإنما الخلود في الآخرة .(21) انظر تفسير"
التدبير" فيما سلف 15 : 18 ، 19 ، 84 .(22) انظر تفسير"
تفصيل الآيات" فيما سلف 15 : 227 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .(23) انظر تفسير"
الإيقان" فيما سلف 10 : 394 / 11 : 475 .(24) في المطبوعة :"
تيقنتم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو لب الصواب . - ابن عاشور : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
استئناف ابتدائي هو ابتداء المقصود من السورة وما قبله بمنزلة الديباجة من الخطبة ، ولذا تجد الكلام في هذا الغرض قد طال واطّرد .
ومناسبَة هذا الاستئناف لقوله : { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } لأن أصل كفرهم بالقرآن ناشىء عن تمسكهم بالكفر وعن تطبعهم بالاستكبار والإعراض عن دعوة الحق .
والافتتاح باسم الجلالة دون الضمير الذي يعود إلى { ربك } [ الرعد : 1 ] لأنه معيّن به لا يشتبه غيره من آلهتهم ليكون الخبر المقصود جارياً على معيّن لا يحتمل غيره إبلاغاً في قطع شائبة الإشراك .
و { الذي رفع } هو الخبر . وجُعل اسم موصول لكون الصلة معلومة الدلالة على أن من تثبت له هو المتوحد بالربوبية إذ لا يستطيع مثل تلك الصلة غير المتوحد ولأنه مسلم له ذلك { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [ لقمان : 25 ].
والسماوات تقدمت مراراً ، وهي الكواكب السيارة وطبقات الجو التي تسبح فيها .
ورفعها : خلقها مرتفعة ، كما يقال : وَسّعْ طوقَ الجُبة وضيّقْ كمها ، لا تريد وسعه بعد أن كان ضيقاً ولا ضيقه بعد أن كان واسعاً وإنما يراد اجْعَلْه واسعاً واجعله ضيقاً ، فليس المراد أنه رفعها بعد أن كانت منخفضة .
والعَمَد : جمع عماد مثل إهاب وأهَب ، والعماد : ما تقام عليه القبة والبيت . وجملة ترونها } في موضع الحال من { السماوات } ، أي لا شبهة في كونها بغير عمد .
والقول في معنى { ثم استوى على العرش } تقدم في سورة الأعراف وفي سورة يونس .
وكذلك الكلام على { سخر الشمس والقمر } في قوله تعالى : { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره في سورة الأعراف ( 54 ).
والجري : السير السريع . وسير الشمس والقمر والنجوم في مسافات شاسعة ، فهو أسرع التنقلات في بابها وذلك سيرها في مداراتها .
واللام للعلة . والأجل : هو المدة التي قدرها الله لدوام سيرها ، وهي مدة بقاء النظام الشمسي الذي إذا اختل انتثرت العوالم وقامت القيامة .
والمسمّى : أصله المعروف باسمه ، وهو هنا كناية عن المعيّن المحدّد إذ التسمية تستلزم التعيين والتمييز عن الاختلاط .
يُدَبَّرُ الامر يُفَصِّلُ الآيات لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }
جملة { يدبر الأمر } في موضع الحال من اسم الجلالة . وجملة { يفصل الآيات } حال ثانية تُرك عطفها على التي قبلها لتكون على أسلوب التعداد والتوقيف وذلك اهتمام باستقلالها . وتقدم القول على { يدبر الأمر } عند قوله : { ومن يدبر الأمر } في سورة يونس ( 3 ).
وتفصيل الآيات تقدم عند قوله : { أحكمت آياته ثم فصلت } في طالعة سورة هود ( 1 ).
ووجه الجمع بينهما هنا أن تدبير الأمر يشمل تقدير الخلق الأول والثاني فهو إشارة إلى التصرف بالتكوين للعقول والعوالم ، وتفصيل الآيات مشير إلى التصرف بإقامة الأدلة والبراهين ، وشأن مجموع الأمرين أن يفيد اهتداء الناس إلى اليقين بأن بعد هذه الحياة حياة أخرى ، لأن النظر بالعقل في المصنوعات وتدبيرها يهدي إلى ذلك ، وتفصيلَ الآيات والأدلة ينبه العقول ويعينها على ذلك الاهتداءِ ويقرّبه .
وهذا قريب من قوله في سورة يونس : { يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذّكرون إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً إنه يبدأُ الخلق ثم يعيده } [ يونس : 3 ]. وهذا من إدماج غرض في أثناء غرض آخر لأن الكلام جار على إثبات الوحدانية . وفي أدلة الوحدانية دلالة على البعث أيضاً .
وصيغ يدبر } و { يفصل } بالمضارع عكس قوله : { الله الذي رفع السماوات } لأن التدبير والتفصيل متجدّد متكرر بتجدد تعلق القدرة بالمقدورات . وأما رفع السماوات وتسخير الشمس والقمر فقد تم واستقرّ دفعة واحدة .
- إعراب القرآن : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
«اللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «الَّذِي» خبر والجملة ابتدائية «رَفَعَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة الموصول «السَّماواتِ» مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم «بِغَيْرِ» متعلقان بحال محذوفة «عَمَدٍ» مضاف إليه «تَرَوْنَها» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة في محل جر صفة لعمد «ثُمَّ» عاطفة «اسْتَوى » ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر «عَلَى الْعَرْشِ» متعلقان باستوى «وَسَخَّرَ» ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة «الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ» الشمس مفعول به والقمر معطوف عليه «كُلٌّ» مبتدأ «يَجْرِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر والجملة خبر وجملة كل إلخ ابتدائية «لِأَجَلٍ» متعلقان بيجري «مُسَمًّى» صفة لأجل «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ» مضارع فاعله مستتر والأمر مفعوله والجملة مستأنفة «يُفَصِّلُ الْآياتِ» مضارع فاعله مستتر والآيات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة مستأنفة «لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها «بِلِقاءِ» متعلقان بتوقنون «رَبِّكُمْ» مضاف إليه والكاف مضاف إليه والجملة تعليلية لا محل لها «تُوقِنُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل و
الجملة خبر لعل.
- English - Sahih International : It is Allah who erected the heavens without pillars that you [can] see; then He established Himself above the Throne and made subject the sun and the moon each running [its course] for a specified term He arranges [each] matter; He details the signs that you may of the meeting with your Lord be certain
- English - Tafheem -Maududi : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ(13:2) It is Allah Who raised up the heavens without such pillars as you could see: *2 then He sat Himself upon the Throne of His Kingdom: *3 He subjected the sun and the moon to a law. *4 Everything in the universe is running its course to its fixed term. *5 And Allah alone is directing the whole affair. He makes His signs plain: *6 perhaps you may be convinced of meeting your Lord. *7
- Français - Hamidullah : Allah est Celui qui a élevé [bien haut] les cieux sans piliers visibles Il S'est établi [istawâ] sur le Trône et a soumis le soleil et la lune chacun poursuivant sa course vers un terme fixé Il règle l'Ordre [de tout] et expose en détail les signes afin que vous ayez la certitude de la rencontre de votre Seigneur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah ist es Der die Himmel ohne Stützen die ihr sehen könnt emporgehoben und Sich hierauf über den Thron erhoben hat Er hat die Sonne und den Mond dienstbar gemacht - jedes läuft auf eine festgesetzte Frist zu Er regelt die Angelegenheit er legt die Zeichen ausführlich dar auf daß ihr von der Begegnung mit eurem Herrn überzeugt seiet
- Spanish - Cortes : Alá es quien elevó los cielos sin pilares visibles Luego se instaló en el Trono y sujetó el sol y la luna prosiguiendo los dos su curso hacia un término fijo Él lo dispone todo Explica detalladamente los signos Quizás así estéis convencidos del encuentro de vuestro Señor
- Português - El Hayek : Foi Deus Quem erigiu os céus sem colunas aparentes; logo assumiu o Trono e submeteu o sol e a lua à Sua vontade; cadaqual prosseguirá o seu curso até um término prefixado Ele rege os assuntos e elucida os versículos para que fiqueispersuadidos do comparecimento ante o vosso Senhor
- Россию - Кулиев : Аллах вознес небеса без опор которые вы могли бы увидеть а затем вознесся на Трон или утвердился на Троне Он подчинил солнце и луну и они движутся к назначенному сроку Он управляет делами и разъясняет знамения - быть может вы будете убеждены во встрече со своим Господом
- Кулиев -ас-Саади : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
Аллах вознес небеса без опор, которые вы могли бы увидеть, а затем вознесся на Трон (или утвердился на Троне). Он подчинил солнце и луну, и они движутся к назначенному сроку. Он управляет делами и разъясняет знамения, - быть может, вы будете убеждены во встрече со своим Господом.Аллах является единственным Творцом и Правителем, обладающим властью и величием. А это значит, что Он является единственным Богом, который заслуживает поклонения и обожествления. Небеса необъятны и обладают огромными размерами, но благодаря Своему могуществу Всевышний Аллах воздвиг их без каких-либо опор. А если бы небеса держались на опорах, то люди непременно увидели бы их. После сотворения небес и земли Всевышний Аллах вознесся на великий Трон, являющийся кровлей мироздания. Он вознесся так, как это подобает Его величию и совершенству. Он повелел, чтобы солнце и луна служили во благо рабов и приносили пользу домашней скотине и плодам. Повинуясь Могущественному и Всеведущему Аллаху, солнце и луна движутся по своим орбитам, пока не наступит предопределенный Им срок. Когда же он наступит, Аллах свернет земной мир и перенесет творения в Последнюю жизнь, в обитель вечного местопребывания. Он свернет небеса и изменит их облик, а также изменит внешний вид земли. Солнце и луна будут скручены, собраны воедино и брошены в Преисподнюю, дабы всякий, кто поклонялся им, воочию убедился в том, что они совершенно не заслуживали поклонения. И тогда многобожников охватит великая печаль, и они поймут, что были лжецами. Аллах сообщил, что Он управляет делами и разъясняет знамения. Это сообщение равносильно сообщению о том, что Он творит и повелевает. Великий Аллах вознесся на Трон, откуда управляет делами высшего и низшего миров. Он создает творения и одаряет их пропитанием, делая одних богатыми и состоятельными, а других - бедными и нуждающимися. Он делает одни народы великими и правящими, а другие - слабыми и зависимыми. Он одаряет одних рабов могуществом, а других обрекает на унижение. Он осеняет одних ореолом славы, а других ввергает в бесчестие. Он прощает ошибки, избавляет от печали и позволяет предопределению сбываться точно в установленное время. И поэтому во Вселенной происходит только то, о чем Аллаху было изначально известно и что было записано тростью до сотворения мироздания. Аллах отправляет благородных ангелов выполнять повеления, которые вменены им в обязанность. Он ниспосылает Священные Писания Своим посланникам и самым совершенным и доступным образом разъясняет законы, повеления и запреты, в знании которых нуждаются рабы Аллаха. Он вершит это для того, чтобы благодаря кораническим аятам и природным знамениям люди перестали сомневаться во встрече со своим Господом. Воистину, множество ясных и очевидных знамений является одной из причин, благодаря которым человек обретает твердую убежденность. Это касается всех религиозных вопросов, в особенности, веры в воскрешение из могил и других основных исламских воззрений. С другой стороны, нетрудно понять, что Всевышний Аллах является Мудрым Творцом, Который не станет создавать творения понапрасну и оставлять их без присмотра. Он отправил посланников и ниспослал Писания для того, чтобы рабы узнали Его повеления и запреты. А это значит, что Он непременно переместит Свои творения в иной мир, где каждый из них получит соответствующее воздаяние. И тогда добродетельные праведники получат вознаграждение за свои благодеяния, а грешники будут наказаны за свои прегрешения.
- Turkish - Diyanet Isleri : Gökleri gördüğünüz gibi direksiz yükselten sonra arşa hükmeden her biri belli bir süreye kadar hareket edecek olan Güneş ve Ay'ı buyruğu altına alan işleri yürüten ayetleri uzun uzun açıklayan Allah'tır; ola ki Rabbinize kavuşacağınıza kesin olarak inanırsınız
- Italiano - Piccardo : Allah è Colui Che ha innalzato i cieli senza pilastri visibili e quindi Si è innalzato sul Trono Ha sottomesso il sole e la luna ciascuno in corsa verso il suo termine stabilito Ogni cosa dirige ed esplica i segni sì che possiate avere certezza dell'incontro con il vostro Signore
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا ئهو زاتهیه که بهچاوی خۆتان دهبینن چۆن ئاسمانهکانی بهبێ کۆڵهکه و ستوون بهرز کردۆتهوه و ڕایگرتووه لهوهودوا لهسهر تهختی فهرمانڕهوایی وهستاوه ئهڵبهته چونیهتی وهستان و تهختی فهرمانڕهوایی و گهلێ شتی لهو بابهتانه له ڕادهی بۆچوونی ئێمه بهدهره تهفسیری ئهم ئایهتهیان له پێشهوا مهلیك پرسیووه له وهڵامدا وتوویهتی وهستانهکه حهقیقهتی ههیه چونیهتیهکهی شاراوهیه پرسیارکردن دهربارهی بیدعهیه باوهڕ بوون پێی واجبه خۆرو مانگیشی ڕام هێناوه ههر یهکهیان له چهرخ و خۆلی خۆیدا بێ وچان تا ماوهیهکی دیاریکراو دهسوڕێنهوه ههر ئهو زاته کاروباری جیهان ههر ههمووی بهڕێ دهکات و ڕێکی دهخات ههروهها ئایهتهکانی قورئان بهوردی و دوورو درێژی دهخاته بهرچاو بۆ ئهوهی دڵنیابن له به خزمهت گهیشتن و ئاماده بوونی بهردهم دادگای پهروهردگارتان بۆ لێپرسینهوه
- اردو - جالندربرى : خدا وہی تو ہے جس نے ستونوں کے بغیر اسمان جیسا کہ تم دیکھتے ہو اتنے اونچے بنائے۔ پھر عرش پر جا ٹھہرا اور سورج اور چاند کو کام میں لگا دیا۔ ہر ایک ایک میعاد معین تک گردش کر رہا ہے۔ وہی دنیا کے کاموں کا انتظام کرتا ہے اس طرح وہ اپنی ایتیں کھول کھول کر بیان کرتا ہے کہ تم اپنے پروردگار کے روبرو جانے کا یقین کرو
- Bosanski - Korkut : Allah je nebesa vidite ih bez stupova podigao i onda svemirom zavladao i Sunce i Mjesec potčinio svako se kreće do roka određenog; On upravlja svim i potanko izlaže dokaze da biste se uvjerili da ćete pred Gospodara svoga stati
- Swedish - Bernström : Det är Gud som har rest himlarna utan synligt stöd och som tronar [över skapelsen] i Sin allmakts härlighet och Han har underordnat solen och månen under [Sina lagar]; var och en löper [sitt kretslopp] till en tidpunkt [som Han har] fastställt Han styr skapelsens ordning [och] framställer budskapen fast och klart för att stärka er tro på mötet med er Herre [på Domens dag]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Allahlah Yang meninggikan langit tanpa tiang sebagaimana yang kamu lihat kemudian Dia bersemayam di atas 'Arasy dan menundukkan matahari dan bulan Masingmasing beredar hingga waktu yang ditentukan Allah mengatur urusan makhlukNya menjelaskan tandatanda kebesaranNya supaya kamu meyakini pertemuanmu dengan Tuhanmu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
(Allahlah yang meninggikan langit tanpa tiang sebagaimana yang kalian lihat) lafal `amad merupakan bentuk jamak dari kata tunggal `imaad, yang artinya ialah tiang penyanggah. Dan memang sebagaimana yang terlihat langit itu tidak mempunyai tiang penyanggah (kemudian Dia berkuasa di atas Arsy) dalam arti kata kekuasaan yang layak bagi keagungan-Nya (dan menundukkan) menjinakkan (matahari dan bulan. Masing-masing) daripada matahari dan bulan itu (beredar) pada garis edarnya (hingga waktu yang ditentukan) yaitu hari kiamat. (Allah mengatur semua urusan) yakni memutuskan semua perkara kerajaan-Nya (menjelaskan) menerangkan (tanda-tanda) yang menunjukkan akan kekuasaan-Nya (supaya kalian) hai penduduk kota Mekah (terhadap hari pertemuan dengan Rabb kalian) melalui hari berbangkit (meyakininya).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ যিনি উর্ধ্বদেশে স্থাপন করেছেন আকাশমন্ডলীকে স্তম্ভ ব্যতীত। তোমরা সেগুলো দেখ। অতঃপর তিনি আরশের উপর অধিষ্ঠিত হয়েছেন। এবং সূর্য ও চন্দ্রকে কর্মে নিয়োজিত করেছেন। প্রত্যেকে নির্দিষ্ট সময় মোতাবেক আবর্তন করে। তিনি সকল বিষয় পরিচালনা করেন নিদর্শনসমূহ প্রকাশ করেন যাতে তোমরা স্বীয় পালনকর্তার সাথে সাক্ষাত সম্বন্ধে নিশ্চিত বিশ্বাসী হও।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவ்வேதத்தை அருளிய அல்லாஹ் எத்தகையவனென்றால் அவன் வானங்களைத் தூணின்றியே உயர்த்தியுள்ளான்; நீங்கள் அவற்றைப் பார்க்கிறீர்கள்; பின்னர் அவன் அர்ஷின்மீது அமைந்தான்; இன்னும் அவனே சூரியனையும் சந்திரனையும் தன் அதிகாரத்திற்குள் வைத்திருக்கின்றான்; இவை அனைத்தும் குறிப்பிட்ட காலத்திட்டப்படியே நடந்து வருகின்றன் அவனே எல்லாக் காரியத்தையும் நிர்வகிக்கின்றான் நீங்கள் உங்கள் இறைவனைச் சந்திப்பதை உறுதி கொள்ளும் பொருட்டு அவன் இவ்வாறு தன் வசனங்களை விளக்குகின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อัลลอฮฺคือผู้ทรงยกชั้นฟ้าทั้งหลายไว้โดยปราศจากเสาค้ำจุน ซึ่งพวกเจ้ามองเห็นมัน แล้วทรงสถิตย์อยู่บนบัลลังก์ และทรงให้ดวงอาทิตย์และดวงจันทร์เป็นประโยชน์ แก่มนุษย์ ทุกสิ่งโคจรไปตามวาระที่ได้กำหนดไว้ ทรงบริหารกิจการทรงจำแนกโองการทั้งหลายให้ชัดแจ้ง เพื่อพวกเจ้าจะได้เชื่อมั่นในการพบพระเจ้าของพวกเจ้า
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ сиз кўриб турган осмонни устунсиз кўтарган сўнгра аршга эга бўлган қуёш ва ойни Ўзига бўйинсундирган зотдир Ҳар бири номланган ажалгача юрадир У ишнинг тадбирини қиладир оятларни муфассал этадир Шоядки Роббингизга мулоқот бўлишга ишонч ҳосил қилсангиз У–Аллоҳ дунёдаги барча ишнинг тадбирини қилади Ҳа нима ҳодиса рўй берса ҳаммаси Аллоҳнинг тадбири биландир жумладан юқорида зикр қилинган ишлар ҳам Ана шундай ишларга қодир Аллоҳ Пайғамбарига ҳақ китобни юбора олмасмиди Ана ўша Роббингизга мулоқот бўлганингизда яъни қиёматда қайта тирилганингизда иймондан жумладан Аллоҳнинг ҳақ китобига бўлган иймондан ҳам сўраласиз
- 中国语文 - Ma Jian : 真主建立诸天,而不用你们所能看见的支柱。随后他端坐在宝座上,制服日月,使其各自运行到一个定期。他处理万事,解释迹象,以便你们确信将与你们的主相会。
- Melayu - Basmeih : Allah jualah yang menjadikan langit terangkat tinggi dengan tiada bertiang sebagaimana yang kamu melihatnya kemudian Ia bersemayam di atas Arasy; dan Ia memudahkan matahari dan bulan untuk faedah makhlukmakhlukNya tiaptiap satu dari keduanya beredar untuk suatu masa yang telah ditetapkan Allah jualah yang mentadbirkan segala urusan; Ia menerangkan tandatanda kekuasaanNya satupersatu supaya kamu yakin kepada pertemuan Tuhan kamu untuk menerima balasan
- Somali - Abduh : Eebe waa kan koryeela Samooyinka Tiir La'aan aad Aragtaan Markaas ku istiwooday Carshiga Sakhirayna Qorraxda iyo Dayaxa Dhammaana waxay ku socdaan Muddo magacaaban Eebaa maamula amarka Caddeeyana aayaadka Inaad la kulanka Eebihiin yaqiinsataan
- Hausa - Gumi : Allah Shi ne wanda Ya ɗaukaka sammai bã da ginshiƙai ba waɗanda kuke ganin su Sa'an nan kuma Ya daidaita a kan Al'arshi kuma Ya hõre rãnã da watã kõwane yanã gudãna zuwa ga ajali ambatacce Yanã shirya al'amari Yanã rarrabe ãyõyi dakidaki mai yiwuwa ne ku yi yaƙĩni da haɗuwa da Ubangijinku
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu aliye ziinua mbingu bila ya nguzo mnazo ziona ametawala kwenye Ufalme wake na amefanya jua na mwezi yamt'ii kila kimoja kinakwenda kwa kiwango maalumu Anayapanga mambo na anazipambanua Ishara ili mpate kuwa na yakini kukutana na Mola wenu Mlezi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia është ai që qiejt i ka ngritur pa shtylla e ju i shihni e ka mbizotëruar Arshin dhe ka nënshtruarn Diellin dhe Hënën Të gjitha këto rrotullohen për kohë të caktuar Ai drejton të gjitha dhe i shpjegon argumentet dhe për t’u bindur ju që do të takoheni me Zotin tuaj
- فارسى - آیتی : اللّه، همان خداوندى است كه آسمانها را بىهيچ ستونى كه آن را ببينيد برافراشت. سپس به عرش پرداخت و آفتاب و ماه را كه هر يك تا زمانى معين در سيرند رام كرد. كارها را مىگرداند و آيات را بيان مىكند، باشد كه به ديدار پروردگارتان يقين كنيد.
- tajeki - Оятӣ : Оллоҳ — ҳамон Худовандест, ки осмонҳоро бе ҳеҷ сутуне, ки онро бубинед, барафрошт. Сипас ба арш пардохт ва офтобу моҳро, ки ҳар як то замоне муайян дар сайранд, ром кард. Корҳоро мегардонад ва оётро баён мекунад, бошад, ки ба дидори Парвардигоратон яқин кунед!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئاسمانلارنى تۈرۈكسىز بەرپا قىلدى، سىلەر ئۇنى كۆرۈپ تۇرۇۋاتىسىلەر، ئاندىن ئۇ ئەرش ئۈستىدە (ئۆزىگە لايىق رەۋىشتە) قارار ئالدى. كۈن بىلەن ئاينى (بەندىلەرنىڭ مەنپەئىتى ئۈچۈن) بويسۇندۇردى، (ئۇلارنىڭ) ھەربىرى مۇئەييەن مۇددەتكىچە (يەنى دۇنيانىڭ تۈگەيدىغان ۋاقتىقىچە) سەير قىلىدۇ، اﷲ (ئۆز ھېكمىتى ۋە قۇدرىتى بىلەن) مەخلۇقاتنىڭ ئىشلىرىنى باشقۇرۇپ تۇرىدۇ، سىلەرنى پەرۋەردىگارىڭلارغا مۇلاقات بولۇشقا ئىشەنسۇن دەپ، (قۇدرىتىنىڭ) دەلىللىرىنى تەپسىلىي بايان قىلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് കാണുന്ന താങ്ങൊന്നുമില്ലാതെ ആകാശങ്ങളെ ഉയര്ത്തിനിര്ത്തിയവന് അല്ലാഹുവാണ്. പിന്നെ അവന് സിംഹാസനസ്ഥനായി. അവന് സൂര്യ ചന്ദ്രന്മാരെ അധീനപ്പെടുത്തിയിരിക്കുന്നു. എല്ലാം നിശ്ചിത കാലപരിധിയില് ചരിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുകയാണ്. അവന് കാര്യങ്ങളെല്ലാം നിയന്ത്രിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നു. ഈ തെളിവുകളെല്ലാം വിവരിച്ചുതരികയും ചെയ്യുന്നു. നിങ്ങളുടെ നാഥനുമായി സന്ധിക്കുന്നതിനെ സംബന്ധിച്ച് നിങ്ങള് ദൃഢബോധ്യമുള്ളവരാകാന്.
- عربى - التفسير الميسر : الله تعالى هو الذي رفع السموات السبع بقدرته من غير عمد كما ترونها ثم استوى اي علا وارتفع على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته وذلل الشمس والقمر لمنافع العباد كل منهما يدور في فلكه الى يوم القيامه يدبر سبحانه امور الدنيا والاخره يوضح لكم الايات الداله على قدرته وانه لا اله الا هو لتوقنوا بالله والمعاد اليه فتصدقوا بوعده ووعيده وتخلصوا العباده له وحده
*2) In other words, "Allah keeps the myriad's of heavenly bodies in space without any visible and perceptible support." Though there is nothing apparent and visible that is supporting these bodies, yet there is an invariable and imperceptible Power which is not only holding and keeping each and everyone of these huge bodies including the earth we inhabit in their proper places and orbits but also does not let any collision take place between them.
*3) For the fuller details of "He sat Himself on the Throne of His Kingdom," please refer to E.N. 41 of AI-A araf. Here the purpose will be served if it is understood that this thing has been mentioned in the Qur'an at many places in order to bring out clearly the fact that Allah has not only created the earth, but also rules over His Kingdom, and that His universe is a factory that is not working automatically as some ignorant people seem to think nor is it being ruled by many gods as other ignorant people seem to believe. But it is a regular system that is being run and ruled over by its Creator.
*4) It should be noted here that the addressees themselves accepted the truth of alI the claims that have been made in this verse. Therefore no proofs were required of the facts that it is Allah Who raised up the heavens without any visible support and subjected the sun and the moon to a fixed order. These things have been mentioned here only as arguments to prove that Allah is the sole Sovereign and ruler of the whole universe.
Now let us consider this question: How can such an argument as this convince those who do not believe at aII in the existence of God nor acknowledge that He is the Creator of the universe and the Director of all its affairs ? The answer is that the arguments in support of the Doctrine of Tauhid advanced in the Qur'an to convince the mushriks equally apply against the atheists to prove the existence of God. It is like this: The whole of the universe-the earth, the moon, the sun and the countless heavenly bodies-constitute a perfect system which is working, under the same all-powerful Law. This is a proof that such a system must have been designed by some All-Powerful Sovereign, Who possesses wisdom and unerring knowledge. This proves conclusively the existence of that Allah Who has no other equal nor associate nor partner. For there can be no system without an administrator, no law without a ruler, no wisdom without a sage, and no knowledge without the possessor of that knowledge. Above all, no one can ever conceive that there can be any creation without a Creator except the one who is obdurate or has no sense left in him at all.
>*5) This system is not only a standing proof of the fact that an All-Powerful Sovereign is ruling over it, but is also an evidence of the great wisdom underlying it; it also bears witness that there is nothing ever-lasting in it. Everything in it remains for a fixed term after which it comes to an end. This is equally true for each and every component part of it as well as for the whole system. It is quite evident from its physical structure that there is nothing ever-lasting and immortal. There must be some fixed term for the system as a whole, after the expiry of which it shall come to an end. Then there shall be another world: therefore it is most likely that there shall be Resurrection as predicted in the Qur'an: nay, its inevitability is beyond any doubt.
*6) Allah makes plain those Signs which help prove the truth of what the Holy Prophet was informing them. These Signs are spread all over the universe and everyone who observes these with open eyes can perceive that the realities towards which the Qur'an invites the people are testified by these Signs.
*7) The preceding Signs have been cited to prove two things. First, the universe has only one Creator and Administrator. Second, there shall be life in the Hereafter in which everyone shall be judged in the Divine Court and awarded rewards and punishments on merit. As the first thing was quite obvious, it has not been mentioned in the conclusion drawn from the Signs. But the second thing, life in the Hereafter, has been mentioned because that was rather hidden from perception. Therefore it has specifically been stated that these Signs have been made plain in order "to convince you that you shall meet your Lord in the Hereafter and render an account of all your actions in this world. "
Now let us consider how these Signs help prove life in the Hereafter. These make it evident in two ways:
(1) When we consider how big heavenly bodies as the sun and the moon are completely subject to the will of Allah, our hearts feel convinced that Allah Who has created these things and regulated their movements so orderly around their orbits, has undoubtedly the power to bring to life the whole human race after its death.
(2) The terrestrial system also proves that its Creator is All-Wise. Therefore it can never be imagined that the All-Wise Creator could have created man and endowed him with wisdom and intelligence and invested him with power and authority, and then left him free to do what he liked with these, without being responsible and accountable for their use or abuse. For His Wisdom demands that He should take full account of alI the acts and deeds of man in this world. It requires that. He should take to task those who committed aggressions and compensate their victims and He should give rewards to those who practised virtue and punishments to those who did wicked deeds. In short, His Wisdom requires that He should call to account every human being and demand: "How did you carry out the trust that was placed in your hands in the shape of your wonderful body with its wonderful faculties and the numerous resources of the earth?" It may be that a foolish and unjust ruler of this world might entrust the affairs of his kingdom in the hands of his agents and then forget to call them to account, but such a thing can never be expected from the All-Wise and All-Knowing Allah.
It is this way of observing and considering the heavenly bodies that can convince us that life in the Hereafter is both possible and inevitable.