- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلَٰتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍۢ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
- عربى - نصوص الآيات : ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ۗ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ۖ وإن ربك لشديد العقاب
- عربى - التفسير الميسر : ويستعجلك المكذِّبون بالعقوبة التي لم أعاجلهم بها قبل الإيمان الذي يرجى به الأمان والحسنات، وقد مضت عقوبات المكذبين مِن قبلهم، فكيف لا يعتبرون بهم؟ وإن ربك -أيها الرسول- لَذو مغفرة لذنوبِ مَن تاب مِن ذنوبه من الناس على ظلمهم، يفتح لهم باب المغفرة، ويدعوهم إليها، وهم يظلمون أنفسهم بعصيانهم ربهم، وإن ربك لشديد العقاب على مَن أصرَّ على الكفر والضلال ومعصية الله.
- السعدى : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
يخبر تعالى عن جهل المكذبين لرسوله المشركين به، الذين وعظوا فلم يتعظوا، وأقيمت عليهم الأدلة فلم ينقادوا لها، بل جاهروا بالإنكار، واستدلوا بحلم [الله] الواحد القهار عنهم، وعدم معاجلتهم بذنوبهم أنهم على حق، وجعلوا يستعجلون الرسول بالعذاب، ويقول قائلهم: { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم }
{ و } الحال أنه { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ } أي: وقائع الله وأيامه في الأمم المكذبين، أفلا يتفكرون في حالهم ويتركون جهلهم { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ } أي: لا يزال خيره إليهم وإحسانه وبره وعفوه نازلا إلى العباد، وهم لا يزال شرهم وعصيانهم إليه صاعدًا.
يعصونه فيدعوهم إلى بابه، ويجرمون فلا يحرمهم خيره وإحسانه، فإن تابوا إليه فهو حبيبهم لأنه يحب التوابين، ويحب المتطهرين وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم، يبتليهم بالمصائب، ليطهرهم من المعايب { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ } على من لم يزل مصرا على الذنوب، قد أبى التوبة والاستغفار والالتجاء إلى العزيز الغفار، فليحذر العباد عقوباته بأهل الجرائم، فإن أخذه أليم شديد.
- الوسيط لطنطاوي : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
ثم حكى - سبحانه - لوناً آخر من طغيانهم واستهزائهم برسولهم - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالسيئة قَبْلَ الحسنة وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ المثلات . . . ) .
والمراد بالسيئة : الحالة السيئة كالعقوبات والمصائب التى تسوء من تنزل به .
والمراد بالحسنة : الحالة الحسنة كالعافية والسلامة .
والمثلات : جمع مثلة - بفتح الميم وضم الثاء كسمرة ، وهى العقوبة الشديدة الفاضحة التى تنزل بالإِنسان فتجعله مثالاً لغيره فى الزجر والردع .
والاستعجال : طلب حصول الشئ قبل حلول وقته .
أى أن هؤلاء المشركين بلغ بهم الحال فى الطغيان ، أنهم كانوا إذا هددهم الرسول . - صلى الله عليه وسلم - بعقاب الله إذا ما استمروا فى كفرهم ، سخروا منه ، وتهكمو به وقالوا له على سبيل الاستهزاء : ائتنا بما تعدنا به من عذاب إن كنت من الصادقين .
وشبيه بهذا قوله - تعالى - : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ العذاب وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ . يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين ) وقوله - تعالى - ( وَإِذْ قَالُواْ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) والجملة الكريمة تحكى لوناً عجيباً من ألوان توغلهم فى الجحود والضلال ، حيثي طلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعجيل العقوبة التى توعدهم بها ، بدل أن يطلبوا منه الدعاء لهم بالسلامة والأمان والخير والعافية .
وجملة ( وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ المثلات ) فى موضع الحال ، لزيادة التعجب من جهلهم وطغيانهم ، لأن آثار الأقوام المهلكين بسبب كفرهم ما زالت ماثلة أمام أبصارهم ، وهم يرمون عليها فى أسفارهم ، فكان من الواجب عليهم - لو كانوا يعقلون - أن يعتبروا بها .
وقوله - سبحانه - ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ على ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العقاب ) بيان لرحمة الله - تعالى - بعباده ، ولشدة عقابه للمصرين على الكفر منهم أى : وإن ربك - أيها الرسول الكريم - لذو مغفرة عظيمة للناس مع ظلمهم لأنفسهم ، حيث أطاعوا فى ارتكاب الذنوب والمعاصى .
ومن مظاهر هذه المغفرة أنه - سبحانه - لم يعاجلهم بالعقوبة . بل صبر عليهم ، وأمهلهم ، لعلهم يتوبون إليه ويستغفرونه ، ويقلعون عن ذنوبهم .
قال - تعالى - : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ . . . )
وإن ربك - أيها الرسول الكريم - لشديد العقاب للمصرين على كفرهم وضلالهم ومعاصيهم .
وقدم - سبحانه - مغفرته على عقوبته ، فى مقابل تعجل هؤلاء الكافرين للعذاب ، ليظهر الفارق الضخم بين الخر الذى تريده - سبحانه - لهم ، وبين الشر الذى يريدونه لأنفسهم بسبب انطماس بصائرهم . . .
قال ابن كثير ما ملخصه : قوله - سبحانه - ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ على ظُلْمِهِمْ ) .
أى : إنه ذو عفو وصفح وستر للناس مع أنهم يظلمون ويخطئون بلليل والنهار . ثم قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب ، ليعتدل الرجاء والخوف . كما قال - تعالى - ( فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ القوم المجرمين ) وقال - تعالى - ( نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم . وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العذاب الأليم ) وعن سعيد بن المسيب قال : لما هذه الآية ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ على ظُلْمِهِمْ . . . ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحداً العيش . ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد " .
- البغوى : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
قوله عز وجل : ( ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة ) الاستعجال : طلب تعجيل الأمر قبل مجيء وقته ، والسيئة ها هنا هي : العقوبة ، والحسنة : العافية . وذلك أن مشركي مكة كانوا يطلبون العقوبة بدلا من العافية استهزاء منهم يقولون : " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " ( الأنفال - 32 ) .
( وقد خلت من قبلهم المثلات ) أي : مضت من قبلهم في الأمم التي عصت ربها وكذبت رسلها العقوبات . والمثلات جمع المثلة بفتح الميم وضم الثاء ، مثل : صدقة وصدقات .
( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) .
- ابن كثير : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
يقول تعالى : ( ويستعجلونك ) أي : هؤلاء المكذبون ( بالسيئة قبل الحسنة ) أي : بالعقوبة ، كما أخبر عنهم في قوله : ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ) [ الحجر : 6 - 8 ] وقال تعالى : ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) [ العنكبوت : 53 ، 54 ] وقال : ( سأل سائل بعذاب واقع ) [ المعارج : 1 ] وقال : ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ) [ الشورى : 18 ] ( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) أي : حسابنا وعقابنا ، كما قال مخبرا عنهم : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) [ الأنفال : 32 ] فكانوا يطلبون من الرسول أن يأتيهم بعذاب الله ، وذلك من شدة تكذيبهم وكفرهم وعنادهم .
قال الله تعالى : ( وقد خلت من قبلهم المثلات ) أي : قد أوقعنا نقمتنا بالأمم الخالية وجعلناهم مثلة وعبرة وعظة لمن اتعظ بهم .
ثم أخبر تعالى أنه لولا حلمه وعفوه [ وغفره ] لعاجلهم بالعقوبة ، كما قال تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) [ فاطر : 45 ] .
وقال تعالى في هذه الآية الكريمة : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) أي : إنه ذو عفو وصفح وستر للناس مع أنهم يظلمون ويخطئون بالليل والنهار . ثم قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب ، ليعتدل الرجاء والخوف ، كما قال تعالى : ( فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ) [ الأنعام : 147 ] وقال : ( إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) [ الأعراف : 167 ] وقال : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) [ الحجر : 49 ، 50 ] إلى أمثال ذلك من الآيات التي تجمع الرجاء والخوف .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : لما نزلت هذه الآية : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لولا عفو الله وتجاوزه ، ما هنأ أحدا العيش ولولا وعيده وعقابه ، لاتكل كل أحد " .
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن عثمان أبي حسان الزيادي : أنه رأى رب العزة في النوم - ورسول الله صلى الله عليه وسلم - واقف بين يديه يشفع في رجل من أمته ، فقال له : ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) ؟ قال : ثم انتبهت .
- القرطبى : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
قوله : ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب
قوله تعالى : ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة أي لفرط إنكارهم وتكذيبهم يطلبون العذاب ; قيل هو قولهم : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء . قال قتادة : طلبوا العقوبة قبل العافية ; وقد حكم سبحانه بتأخير العقوبة عن هذه الأمة إلى يوم القيامة . وقيل : قبل الحسنة أي قبل الإيمان الذي يرجى به الأمان والحسنات .
و " المثلات " ; الواحدة مثلة . وروي عن الأعمش أنه قرأ " المثلات " بضم الميم وإسكان الثاء ; وهذا جمع مثلة ، ويجوز " المثلات " تبدل من الضمة فتحة لثقلها ، وقيل : يؤتى بالفتحة عوضا من الهاء . وروي عن الأعمش أنه قرأ " المثلات " بفتح الميم وإسكان الثاء ; فهذا جمع مثلة ، ثم حذف الضمة لثقلها ; ذكره جميعه النحاس - رحمه الله - . وعلى قراءة الجماعة واحده مثلة ، نحو صدقة وصدقة ; وتميم تضم الثاء والميم جميعا ، واحدها على لغتهم مثلة ، بضم الميم وجزم الثاء ; مثل : غرفة وغرفات ، والفعل منه مثلت به أمثل مثلا ، بفتح الميم وسكون الثاء .
وإن ربك لذو مغفرة أي لذو تجاوز عن المشركين إذا آمنوا ، وعن المذنبين إذا تابوا . وقال ابن عباس : أرجى آية في كتاب الله تعالى وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم . " وإن ربك لشديد العقاب " إذا أصروا على الكفر . وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : لما نزلت : وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لولا عفو الله ورحمته وتجاوزه لما هنأ أحدا عيش ولولا عقابه ووعيده وعذابه لاتكل كل أحد .
- الطبرى : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (ويستعجلونك) يا محمد، (1) مشركو قومك بالبلاء والعقوبة قبل الرخاء والعافية, فيقولون: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [سورة الأنفال: 32] وهم يعلمون ما حَلَّ بمن خلا قبلهم من الأمم التي عصت ربها وكذبت رسلها من عقوبات الله وعظيم بلائه, (2) فمن بين أمة مسخت قردة وأخرى خنازير, ومن بين أمّة أهلكت بالرَّجْفة, وأخرى بالخسف, وذلك هو (المثلات) التي قال الله جل ثناؤه .(وقد خلت من قبلهم المثلات) .
و (المثلات)، العقوبات المنكِّلات, والواحدة منها: " مَثُلة " بفتح الميم وضم الثاء, ثم تجمع " مَثُلات "، كما واحدة " الصَّدُقَات "" صَدُقَة ", ثم تجمع " صَدُقَات " . (3) وذكر أن تميمًا من بين العرب تضم الميم والثاء جميعًا من " المُثُلات ", فالواحدة على لغتهم منها: " مُثْلة ", ثم تجمع " مُثُلات ", مثل " غُرْفة " وغُرُفات, والفعل منه: " مَثَلْت به أمْثُلُ مَثْلا " بفتح الميم وتسكين الثاء, فإذا أردت أنك أقصصته من غيره, قلت: " أمثلته من صاحبه أُمْثِلُه إمْثالا وذلك إذا أقصصته منه .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
20130- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وقد خلت من قبلهم المثلات)، وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلكم وقوله: (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة)، وهم مشركو العرب استعجلوا بالشرّ قبل الخير, وقالوا: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، [سورة الأنفال:32].
20131- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) قال: بالعقوبة قبل العافية(وقد خلت من قبلهم المثلات) قال: العقوبات .
20132- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبى نجيح, عن مجاهد, قوله: (المثلات) قال: الأمْثَال .
20133- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد
20134- وحدثني المثنى: قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله .
20135- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (وقد خلت من قبلهم المثلات) قال: (المثلات)، الذي مَثَل الله به الأممَ من العذاب الذي عذَّبهم، (4) تولَّت المثلات من العذاب, قد خلت من قبلهم, وعرفوا ذلك, وانتهى إليهم ما مَثَلَ الله بهم حين عصَوه وعَصوا رُسُله .
20136- حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا سليم قال: سمعت الشعبي يقول في قوله: (وقد خلت من قبلهم المثلات) ، قال: القردة والخنازير هي المثلات .
* * *
وقوله: (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) ، يقول تعالى ذكره: وإن ربك يا محمد لذو سترٍ على ذنوب من تاب من ذنوبه من الناس, فتاركٌ فضيحته بها في موقف القيامة, وصافحٌ له عن عقابه عليها عاجلا وآجلا(على ظلمهم)، يقول: على فعلهم ما فعلوا من ذلك بغير إذني لهم بفعله (5) (وإن ربك لشديد العقاب)، لمن هلك مُصِرًّا على معاصيه في القيامة، إن لم يعجِّل له ذلك في الدنيا, أو يجمعهما له في الدنيا والآخرة .
* * *
قال أبو جعفر: وهذا الكلام، وإن كان ظاهره ظاهرَ خبرٍ, فإنه وعيدٌ من الله وتهديدٌ للمشركين من قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم, إن هم لم ينيبوا ويتوبوا من كفرهم قبل حُلول نقمة الله بهم .
* * *
20137- حدثني علي بن داود قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: (وإن ربك لذو مغفرة للناس) ، يقول: ولكنّ ربَّك .
-------------------------
الهوامش :
(1) انظر تفسير" الاستعجال" فيما سلف 15 ، 33 ، 101 .
(2) انظر تفسير" خلا" فيما سلف 12 : 415 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
(3) الصدقة" ، مهر المرأة ، وقد مضى آنفًا في سورة النساء ، آية : 4 في 7 : 552 ، ولم يشرحها كل الشرح هناك .
(4) في المطبوعة :"
مثل الله في الأمم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب .(5) في المطبوعة :"
بغير إذن" ، وأثبت ما في المخطوطة . - ابن عاشور : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
جملة { ويستعجلونك } عطفٌ على جملة { وإن تعجب } [ الرعد : 5 ] ، لأن كلتا الجملتين حكاية لغريب أحوالهم في المكابرة والعناد والاستخفاف بالوعيد . فابتدأ بذكر تكذيبهم بوعيد الآخرة لإنكارهم البعث ، ثم عطف عليه تكذيبهم بوعيد الدنيا لتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الاستخفاف بوعيد نزول العذاب وعَدّهم إياه مستحيلاً في حال أنهم شاهدوا آثار العذاب النازل بالأمم قبلهم ، وما ذلك إلا لذهولهم عن قدرة الله تعالى التي سيق الكلام للاستدلال عليها والتفريع عنها ، فهم يستعجلون بنزوله بهم استخفافاً واستهزاء كقولهم : { فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } [ الأنفال : 32 ] ، وقولهم : { أو تُسقِطَ السماءَ كما زعمتَ علينا كِسَفا } [ الإسراء : 93 ].
والباء في بالسيئة } لتعدية الفعل إلى ما لم يكن يتعدى إليه . وتقدم عند قوله تعالى : { ما عندي ما تستعجلون به } في سورة الأنعام ( 57 ).
والسيئة : الحالة السيئة . وهي هنا المصيبة التي تسوء من تحل به . والحسنة ضدها ، أي أنهم سألوا من الآيات ما فيه عذاب بسوء ، كقولهم : { إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِر علينا حجارةً من السماء } [ الأنفال : 32 ] دون أن يسألوا آية من الحسنات .
فهذه الآية نزلت حكاية لبعض أحوال سؤالهم الظّانين أنه تعجيز ، والدالين به على التهكم بالعذاب .
وقبْليّة السيئة قبلية اعتبارية ، أي مختارين السيئة دون الحسنة . وسيأتي تحقيقه عند قوله تعالى : { قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة } في سورة النمل ( 46 ) فانظره .
وجملة وقد خلت من قبلهم المثلات } في موضع الحال . وهو محل زيادة التعجيب لأن ذلك قد يعذرون فيه لو كانوا لم يروا آثار الأمم المعذبة مثل عاد وثمود .
والمَثُلات بفتح الميم وضم المثلثة : جمع مَثُلة بفتح الميم وضم الثاء كسَمُرة ، وبضم الميم وسكون الثاء كعُرْفة : وهي العقوبة الشديدة التي تكون مثالاً تُمثل به العقوبات .
وجملة { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم } عطف على جملة { وقد خلت من قبلهم المثلات }. وهذا كشف لغرورهم بتأخير العذاب عنهم لأنهم لمّا استهزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعرضوا لسؤال حلول العذاب بهم ورأوا أنه لم يعجل لهم حلوله اعترتهم ضراوة بالتكذيب وحسبوا تأخير العذاب عَجْزاً من المتوعد وكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم يجهلون أن الله حليم يُمهل عباده لعلهم يرجعون ، فالمغفرة هنا مستعملة في المغفرة الموقتة ، وهي التجاوز عن ضراوة تكذيبهم وتأخير العذاب إلى أجل ، كما قال تعالى : { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحسبه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } [ سورة النحل : 34 ].
وقرينة ذلك أن الكلام جار على عذاب الدنيا وهو الذي يقبل التأخير كما قال تعالى : { إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون }
[ الدخان : 15 ] ، أي عذاب الدنيا ، وهو الجوع الذي أصيب به قريش بعد أن كان يطعمهم من جوع .
وعلى } في قوله : { على ظلمهم } بمعنى { مع }.
وسياق الآية يدل على أن المراد بالمغفرة هنا التجاوز عن المشركين في الدنيا بتأخير العقاب لهم إلى أجل أراده الله أو إلى يوم الحساب ، وأن المراد بالعقاب في قوله : { وإن ربك لشديد العقاب } ضد تلك المغفرة وهو العقاب المؤجل في الدنيا أو عقاب يوم الحساب ، فمحمل الظلم على ما هو المشهور في اصطلاح القرآن من إطلاقه على الشرك .
ويجوز أن يحمل الظلم على ارتكاب الذنوب بقرينة السياق كإطلاقه في قوله تعالى : { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم } [ سورة النساء : 160 ] فلا تعارض أصلاً بين هذا المحمل وبين قوله : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [ النساء : 48 ] كما هو ظاهر .
وفائدة هذه العلاوة إظهار شدة رحمة الله بعباده في الدنيا كما قال : { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } [ فاطر : 45 ].
وجملة وإن ربك لشديد العقاب } احتراس لئلا يحسبوا أن المغفرة المذكورة مغفرة دائمة تعريضاً بأن العقاب حال بهم من بعد .
- إعراب القرآن : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
«وَيَسْتَعْجِلُونَكَ» الواو استئنافية ومضارع وفاعله ومفعوله «بِالسَّيِّئَةِ» متعلقان بما قبلها «قَبْلَ» ظرف زمان «الْحَسَنَةِ» مضاف إليه والجملة استئنافية «وَقَدْ» الواو واو الحال وقد حرف تحقيق «خَلَتْ» ماض والتاء للتأنيث «مِنْ قَبْلِهِمُ» متعلقان بخلت والهاء مضاف إليه «الْمَثُلاتُ» فاعل والجملة حالية «وَإِنَّ رَبَّكَ» الواو استئنافية وإن واسمها والكاف مضاف إليه «لَذُو» اللام المزحلقة وذو خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة «مَغْفِرَةٍ» مضاف إليه «لِلنَّاسِ» متعلقان بمغفرة «عَلى ظُلْمِهِمْ» متعلقان بمحذوف حال «وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ» إن واسمها وخبرها واللام المزحلقة «الْعِقابِ» مضاف إليه والجملة معطوفة بالواو.
- English - Sahih International : They impatiently urge you to bring about evil before good while there has already occurred before them similar punishments [to what they demand] And indeed your Lord is full of forgiveness for the people despite their wrongdoing and indeed your Lord is severe in penalty
- English - Tafheem -Maududi : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ(13:6) hey demand from you the hastening of evil rather than good, *14 though indeed there have been instances of exemplary punishments before them (of the wrath of God on the people who adopted the same attitude.) The fact is that your Lord shows forbearance to the people despite their transgressions, and it is also the fact that your Lord is stern in retribution.
- Français - Hamidullah : Et ils te demandent de hâter [la venue] du malheur plutôt que celle du bonheur Certes il s'est produit avant eux des châtiments exemplaires Ton Seigneur est Détenteur du pardon pour les gens malgré leurs méfaits Et ton Seigneur est assurément dur en punition
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie wünschen von dir ihnen das Schlechte vor dem Guten zu beschleunigen obwohl doch vor ihnen beispielgebende Strafen ergangen sind Dein Herr ist gegen die Menschen wahrlich voll der Vergebung trotz ihres Unrechts Aber dein Herr ist wahrlich auch streng im Bestrafen
- Spanish - Cortes : Te piden que precipites el mal antes que el bien aun habiendo precedido castigos ejemplares Tu Señor es el que perdona a los hombres a pesar de su impiedad Pero también tu Señor es severo en castigar
- Português - El Hayek : Pedemte que lhes seja apressado o mal ao invés do bem quando antes disso houve castigos exemplares embora teuSenhor seja Indulgente para com os humanos apesar das suas iniqüidades; porém teu Senhor é Severíssimo no castigo
- Россию - Кулиев : Они торопят тебя со злом прежде добра но ведь до них уже были примеры поучительного наказания Воистину твой Господь прощает людей несмотря на их несправедливость Воистину твой Господь суров в наказании
- Кулиев -ас-Саади : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
Они торопят тебя со злом прежде добра, но ведь до них уже были примеры поучительного наказания. Воистину, твой Господь прощает людей, несмотря на их несправедливость. Воистину, твой Господь суров в наказании.Всевышний поведал о невежестве неверующих, которые отвергли Божьего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, и предпочли приобщать к Нему сотоварищей. Их увещевали, однако они не извлекли пользы из этих увещеваний. Им доказали истинность пророческих учений, однако они отказались покориться ей. Более того, они громко провозгласили свое неверие и стали оправдывать его терпеливым отношением единственного и Всемогущего Аллаха по отношению к ним. Они решили, что если Аллах не спешит наказать их за грехи, то они исповедуют истину, и осмелились потребовать от Божьего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, ускорить наказание. Они сказали: «О Аллах! Если это является истиной от Тебя, то обрушь на нас камни с неба или же подвергни нас мучительным страданиям» (8:32). А ведь Аллах покарал многие народы, которые жили до них. Почему они не перестали тешиться собственным невежеством и не задумались над их судьбой? Воистину, Аллах прощает Своих рабов и продолжает одарять их благами и щедротами, несмотря на то, что они продолжают приобщать к Нему сотоварищей и отвечать Ему непослушанием. Они ослушаются Аллаха, а Он продолжает призывать их к своим дверям. Они совершают преступления, а Он не лишает их Своего сострадания. Если они покаются, то Он непременно возлюбит их, потому что Ему угодны кающиеся и очищающиеся. Если же они откажутся принести покаяние, то Он подвергнет их испытаниям, дабы очистить их от пороков и недостатков. Всевышний повелел: «Скажи Моим рабам, которые излишествовали во вред самим себе: “Не отчаивайтесь в милости Аллаха. Воистину, Аллах прощает грехи полностью, ибо Он - Прощающий, Милосердный”» (39:53). Но если человек упрямо продолжает совершать грехи и категорически отказывается покаяться, попросить прощения и обратиться за помощью к Могущественному и Всепрощающему Господу, то ему следует остерегаться наказания, которого будут удостоены только злостные преступники. Воистину, это наказание сурово и мучительно.
- Turkish - Diyanet Isleri : Puta tapanlar senden iyilikten önce kötülük isterler oysa onlardan önce nice ibret alınacak cezalar verilmiştir Doğrusu Rabbinin insanların zulümlerine rağmen onlara mağfireti vardır Rabbinin cezalandırması çetindir
- Italiano - Piccardo : E ti chiedono di sollecitare il male prima del bene Eppure prima di loro si produssero castighi esemplari In verità il tuo Signore è disposto al perdono degli uomini nonostante la loro iniquità In verità il tuo Signore è severo nel castigo
- كوردى - برهان محمد أمين : لارو وێری خوانهناسان گهیشتۆته ڕادهیهك که پهلهت لێدهکهن له پێشهاتنی بهڵاو ناخۆشی پێش ئهوهی داوای چاکه و خۆشی بکهن لهکاتێکدا بێگومان له پێشینانهوه نموونهی تیاچوون و ڕیسوا بوونی خوانهناسان تێپهڕ بووه بێگومان پهروهردگاری تۆ ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلمخاوهنی چاوپۆشی و لێخۆشبوونه بۆ خهڵکی سهرهڕای ستهمیان ئهگهر بگهڕێنهوه بۆ لای ئیمان و خواناسی بهڕاستی پهروهردگاری تۆ زۆر تۆڵه سێنهرێکی بههێزه لهو کهسانهی که دژایهتی بهرنامه به نرخهکهی دهکهن
- اردو - جالندربرى : اور یہ لوگ بھلائی سے پہلے تم سے برائی کے جلد خواستگار یعنی طالب عذاب ہیں حالانکہ ان سے پہلے عذاب واقع ہوچکے ہیں اور تمہارا پروردگار لوگوں کو باوجود ان کی بےانصافیوں کے معاف کرنے والا ہے۔ اور بےشک تمہارا پروردگار سخت عذاب دینے والا ہے
- Bosanski - Korkut : Oni traže od tebe prije kaznu nego milost a bilo je kazni i prije njih Gospodar tvoj ljudima prašta i uprkos zulumu njihovu ali Gospodar tvoj doista i strahovito kažnjava
- Swedish - Bernström : Och de begär att du skall skynda på det onda [som väntar dem] snarare än det goda fastän [de borde ha tagit varning av] de föredömliga straff som drabbade [onda människor] i gången tid Din Herre har förlåtelse i beredskap för människorna trots den orätt de begår men din Herre straffar med stränghet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka meminta kepadamu supaya disegerakan datangnya siksa sebelum mereka meminta kebaikan padahal telah terjadi bermacammacam contoh siksa sebelum mereka Sesungguhnya Tuhanmu benarbenar mempunyai ampunan yang luas bagi manusia sekalipun mereka zalim dan sesungguhnya Tuhanmu benarbenar sangat keras siksanya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
Ayat ini diturunkan berkenaan dengan permintaan mereka yang menginginkan disegerakannya azab; mereka kemukakan hal ini dengan nada mengejek (Mereka meminta kepadamu supaya disegerakan datangnya keburukan) yakni azab (sebelum mereka meminta kebaikan) rahmat (padahal telah terjadi bermacam-macam contoh siksa sebelum mereka) lafal matsulaat merupakan bentuk jamak dari kata tunggal al-matslah dengan wazan ats-tsamrah; artinya siksaan-siksaan yang telah menimpa orang-orang seperti mereka dari kalangan orang-orang yang mendustakan. Mengapa mereka tidak mengambil pelajaran daripadanya? (Dan sesungguhnya Rabbmu benar-benar mempunyai ampunan yang luas bagi manusia sekali pun) walaupun (mereka zalim) dan jika tidak demikian, niscaya tidak akan tersisa di permukaan bumi ini makhluk yang melata di atasnya. (Dan sesungguhnya Rabbmu benar-benar sangat keras siksaan-Nya) terhadap orang-orang yang durhaka kepada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এরা আপনার কাছে মঙ্গলের পরিবর্তে দ্রুত অমঙ্গল কামনা করে। তাদের পূর্বে অনুরূপ অনেক শাস্তিপ্রাপ্ত জনগোষ্ঠী অতিক্রান্ত হয়েছে। আপনার পালনকর্তা মানুষকে তাদের অন্যায় সত্বেও ক্ষমা করেন এবং আপনার পালনকর্তা কঠিন শাস্তিদাতা ও বটে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நன்மை வருவதற்கு முன்னர் தீமையைக் கொண்டு வருமாறு உம்மை இவர்கள் அவசரப்படுத்துகிறார்கள்; நிச்சயமாக இவர்களுக்கு முன்னரும் வேதனை மிக்க தண்டனைகள் வழங்கப்பட்ட உதாரணமான நிகழ்ச்சிகள் நடந்தேயிருக்கின்றன் நிச்சயமாக உம் இறைவன் மனிதர்களை அவர்களின் பாவங்களுக்காக மன்னிப்பவனாகவும் இருக்கின்றான்; மேலும் உம் இறைவன் நிச்சயமாக வேதனை செய்வதிலும் கடுமையானவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเขาเร่งเร้าเจ้า ขอความชั่ว การลงโทษ ก่อนความดี ความสุข และแน่นอนได้มีหลายตัวอย่างเกิดขึ้นก่อนหน้าพวกเขาแล้ว และแท้จริงพระเจ้าของเจ้าเป็นผู้ทรงอภัยโทษแก่มนุษย์ต่อการอธรรมของพวกเขา และแท้จริงพระเจ้าของเจ้าเป็นผู้ทรงเข้มงวดในการลงโทษ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар сендан яхшиликдан аввал ёмонлик келтиришни талаб қилурлар Ҳолбуки улардан аввал мисоллар ўтмишдир Ва албатта Роббинг одамларнинг зулмига қарамай улар учун мағфиратлидир Ва албатта Роббинг иқоби шиддатлидир Уларга ўхшаган кофир қавмлар кўп ўтган Улар ҳам буларга ўхшаб Пайғамбарларга қарши чиққан ва турли талаблар қўйган эдилар Оқибатда ҳаммалари ҳалок бўлганлар Эндигилар аввал ўтган мисоллардан ибрат олсалар тавба қилсалар яхши бўлар эди
- 中国语文 - Ma Jian : 在恩惠降临之前,他们要求你早日昭示惩罚。许多惩戒处罚在他们之前确已逝去了。众人虽然不义,但你的主对于他们确是饶恕的。你的主的惩罚确是严厉的。
- Melayu - Basmeih : Dan mereka meminta kepadamu menyegerakan kedatangan perkara buruk azab yang dijanjikan sebelum mereka memohon kebaikan; padahal sesungguhnya telah berlaku sebelum mereka peristiwaperistiwa azab yang telah menimpa orangorang yang kafir seperti mereka dan ingatlah sesungguhnya Tuhanmu Amat melimpah keampunanNya bagi manusia yang bertaubat terhadap kezaliman mereka dan sesungguhnya Tuhanmu juga amatlah keras balasan azabNya terhadap golongan yang tetap ingkar
- Somali - Abduh : Waxayna kaa Dedejisan Xumaan wanaag ka hor Iyadooy Tagtay Hortood tusaalayaal Ciqaabeed Eebahaana waa u danbi Dhaafaha dadka iyagoo Dulmi ku sugan Eebahaana waa Ciqaab darane
- Hausa - Gumi : Kuma sunã nẽman ka da gaggãwa da azãba a gabãnin rahama alhãli kuwa abũbuwan misãli sun gabãta a gabãninsu Kuma lalle ne Ubangijinka haƙĩƙa Ma'abũcin gãfara ne ga mutãne a kan zãluncinsu kuma lalle ne Ubangijinka haƙĩƙa Mai tsananin uƙũba ne
- Swahili - Al-Barwani : Na wanakuhimiza ulete maovu kabla ya mema hali ya kuwa zimekwisha pita kabla yao adhabu za kupigiwa mfano Na hakika Mola wako Mlezi ni Mwenye msamaha kwa watu juu ya udhalimu wao Na hakika Mola wako Mlezi ni Mkali wa kuadhibu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata e kërkojnë me nguti prej teje të keqen para të mirës e para tyre ka pasur shumë dënime Zoti yt është falës për njerëzit përkundër zullumeve të tyre por Zoti yt me të vërtetë është edhe dënues i ashpër
- فارسى - آیتی : به شتاب از تو پيش از خير و آمرزش، عذاب مىطلبند. پيش از آنها عذابهايى بوده است و پروردگار تو مردم را با آنكه ستم كردهاند مىآمرزد و نيز پروردگار تو به سختى عقوبت مىكند.
- tajeki - Оятӣ : Ба шитоб аз ту пеш аз хайру бахшоиш азоб металабанд. Пеш аз онҳо азобҳое будааст ва Парвардигори ту мардумро, бо он ки ситам кардаанд, мебахшад ва низ Парвардигори ту ба сахтӣ уқубат мекунад.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار سەندىن (اﷲ نىڭ) ئېھسانىدىن ئىلگىرى ئازابنىڭ چاپسانراق چۈشۈشىنى تەلەپ قىلىدۇ، ئۇلاردىن بۇرۇن اﷲ نىڭ ئازابىغا دۇچار بولغان ئۈممەتلەر ئۆتكەن، ئىنسانلار زۇلۇم قىلسىمۇ، پەرۋەردىگارىڭ ھەقىقەتەن ئۇلارنى مەغپىرەت قىلىدۇ. پەرۋەردىگارىڭ (گۇناھلارغا چۆمۈپ تەۋبە قىلمىغانلارنى) شەك شۈبھىسىز قاتتىق جازالايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇക്കൂട്ടര് നിന്നോട് നന്മക്കു മുമ്പെ തിന്മക്കായി തിടുക്കം കൂട്ടുന്നു. എന്നാല് ഇവര്ക്കു മുമ്പ് ഗുണപാഠമുള്ക്കൊള്ളുന്ന ശിക്ഷകള് എത്രയോ കഴിഞ്ഞുപോയിട്ടുണ്ട്. ജനം അതിക്രമം കാണിച്ചിട്ടും നിന്റെ നാഥന് അവര്ക്ക് ഏറെ മാപ്പേകിയിട്ടുമുണ്ട്. നിന്റെ നാഥന് കഠിനമായി ശിക്ഷിക്കുന്നവനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ويستعجلك المكذبون بالعقوبه التي لم اعاجلهم بها قبل الايمان الذي يرجى به الامان والحسنات وقد مضت عقوبات المكذبين من قبلهم فكيف لا يعتبرون بهم وان ربك ايها الرسول لذو مغفره لذنوب من تاب من ذنوبه من الناس على ظلمهم يفتح لهم باب المغفره ويدعوهم اليها وهم يظلمون انفسهم بعصيانهم ربهم وان ربك لشديد العقاب على من اصر على الكفر والضلال ومعصيه الله
*14) This refers to the demand of the Quraish from the Holy Prophet "If you are a true Prophet of God, why don't you hasten to bring that scourge of God on us of which you have been threatening us, when we are flouting and denying you ?" They did this in different ways. Sometimes they would invoke God mockingly and say, "O Lord, settle our accounts now and do not postpone these to the Day of Resurrection" . At another time, they would say, "Our Lord, if what Muhammad says be true, and be from Thee, then stone us from the sky or send down some other scourge upon us from the sky or send down some other painful torment upon us." In this verse an answer has been given to such impudent demands of the disbelievers. They have been admonished to refrain from such foolish demands and avail of the respite that was being given to them and mend their ways, for they were incurring the wrath of God by adopting the attitude of rebellion.