- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ ٱلْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَاْيْـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ وَعْدُ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ
- عربى - نصوص الآيات : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ۗ بل لله الأمر جميعا ۗ أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ۗ ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله ۚ إن الله لا يخلف الميعاد
- عربى - التفسير الميسر : يردُّ الله -تعالى- على الكافرين الذين طلبوا إنزال معجزات محسوسة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ولو أن ثمة قرآنًا يقرأ، فتزول به الجبال عن أماكنها، أو تتشقق به الأرض أنهارًا، أو يحيا به الموتى وتُكَلَّم -كما طلبوا منك- لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره، ولما آمنوا به. بل لله وحده الأمر كله في المعجزات وغيرها. أفلم يعلم المؤمنون أن الله لو يشاء لآمن أهل الأرض كلهم من غير معجزة؟ ولا يزال الكفار تنزل بهم مصيبة بسبب كفرهم كالقتل والأسر في غزوات المسلمين، أو تنزل تلك المصيبة قريبًا من دارهم، حتى يأتي وعد الله بالنصر عليهم، إن الله لا يخلف الميعاد.
- السعدى : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
يقول تعالى مبينا فضل القرآن الكريم على سائر الكتب المنزلة: { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا } من الكتب الإلهية { سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ } عن أماكنها { أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ } جنانا وأنهارا { أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى } لكان هذا القرآن. { بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا } فيأتي بالآيات التي تقتضيها حكمته، فما بال المكذبين يقترحون من الآيات ما يقترحون؟ فهل لهم أو لغيرهم من الأمر شيء؟.
{ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } فليعلموا أنه قادر على هدايتهم جميعا ولكنه لا يشاء ذلك، بل يهدي من يشاء، ويضل من يشاء { وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا } على كفرهم، لا يعتبرون ولا يتعظون، والله تعالى يوالي عليهم القوارع التي تصيبهم في ديارهم أو تحل قريبا منها، وهم مصرون على كفرهم { حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ } الذي وعدهم به، لنزول العذاب المتصل الذي لا يمكن رفعه، { إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } وهذا تهديد لهم وتخويف من نزول ما وعدهم الله به على كفرهم وعنادهم وظلمهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
ثم أشار - سبحانه - إلى عظمة هذا القرآن الذى أوحاه إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجبال أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الموتى . . . ) .
والمراد بالقرآن هنا : معناه اللغوى ، أى الكلام المقروء .
وجواب لو محذوف لدلالة المقام عليه .
والمعنى : ولو أن كتابا مقروءا من الكتب السماوية ، ( سُيِّرَتْ بِهِ الجبال ) أى : تحركت من أماكنها ، ( أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض ) أى شققت وصارت قطعا ، ( أَوْ كُلِّمَ بِهِ الموتى ) بأن يعودوا إلى الحياة بعد قراءته عليهم .
ولو أن كتابا مقروءا كان من وظيفته أن يفعل ذلك لكان هذا القرآن ، لكونه الغاية القصوى فى الهداية والتذكير ، والنهاية العظمى فى الترغيب والترهيب .
وعلى هذا المعنى يكون الغرض من الآية الكريمة بيان عظم شأن القرآن الكريم ، وإبطال رأى الكافرين الذين طلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - آية كونية سواه .
ويصح أن يكون المعنى : ولو أن كتابا مقروءا من الكتب السماوية نزل عليك يا محمد فسيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ، لما آمن هؤلاء المعاندون .
قال - تعالى - : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله . . . ) وعلى هذا المعنى يكون المقصود من الآية الكريمة ، بيان غلوهم فى العناد والطغيان ، وتماديهم فى الكفر والضلال ، وأن سبب عدم إيمانهم ليس مرده إلى عدم ظهور الدلائل الدالة على صدقه - صلى الله عليه وسلم - وإنما سببه الحسد والعناد والمكابرة .
ووجه تخصيص هذه الأشياء الثلاثة من بين الخوارق التى طلبوها منه - صلى الله عليه وسلم - ما ذكره الإِمام ابن كثير من أن المشركين قالوا للنبى - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد ، لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها ، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيى الموتى لقومه ، فأنزل الله - تعالى - هذه الآية .
وقوله - سبحانه - ( بَل للَّهِ الأمر جَمِيعاً ) إضراب عن مطالبهم المتعنتة إلى بيان أن الأمور كلها بيد الله ، وأن قدرته - سبحانه - لا يعجزها شئ .
أى : إن الله - تعالى - لا يعجزه أن يأتى بالمقترحات التى اقترحوها ، ولكن إرادته - سبحانه - لم تتعلق بما اقترحوه ، لعلمه - سبحانه - بعتوهم ونفورهم عن الحق مهما أوتوا من آيات .
وقوله - سبحانه - : ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهَدَى الناس جَمِيعاً ) تيئيس للمؤمنين من استجابة أولئك الجاحدين للحق ، إلا أن شاء الله لهم الهداية ، والاستفهام للإِنكار ، وأصل اليأسك قطع الطمع فى الشئ والقنوط من حصوله .
وللعلماء فى تفسير هذه الجملة الكريمة اتجاهان :
أحدهما يرى أصحابه أن الفعل ييأس على معناه الحقيقى وهو قطع الطمع فى الشئ ، وعليه يكون المعنى : أفلم ييأس على معناه الحقيقى وهو قطع فى الشئ ، وعليه يكون المعنى : أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان كفار قريش ، ويعلموا أن الله - تعالى - لو يشاء هداية الناس جميعا لاهتدوا ، ولكنه لم يشأ ذلك ، ليتميزا الخبيث من الطيب .
وعلى هذا الاتجاه سار الإِمام ابن كثير فقد قال - رحمه الله - : وقوله - تعالى ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا ) أى : من إيمان جميع الخلق ويعلموا أن يتبينوا ( أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهَدَى الناس جَمِيعاً ) فإنه ليس هناك حجة ولا معجزة أبلغ ولا أنجع فى النفوس والعقول من هذا القرآن ، الذى لو أنزله الله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله .
وثبت فى الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من نبى إلا وقد أوتى ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلى ، فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " .
ويؤيد هذا الاتجاه ما ذكره السيوطى فى تفسيره من أن بعض الصحابة قالوا للرسول - صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ، اطلب لهم - أى للمشركين ، ما اقترحوه عسى أن يؤمنوا .
أما الاتجاه فيرى أصحابه أن الفعل ييأس بمعنى يعلم ، وعليه يكون المعنى : أفلم يعلم المؤمنون أنه - سبحانه - لو شاء هداية الناس جميعا لآمنوا .
وهذا الاتجاه صدر به الآلوسى تفسيره فقال ما ملخصه :
ومعنى قوله - سبحانه - : ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا ) أفلم يعلموا ، وهى كما قال القاسم بن معن لغة هوازن ، وقال الكلبى هى لغة حى من النخع ، وأنشدوا على ذلك قول سيحم بن وئيل الرباحى :
أقول لهم بالشعب إذ يأسروننى ... ألم ييأسوا أنى ابن فارس زهدم
وقول رباح بن عدى :
ألم ييأس الأقوام أنى أنا ابنه ... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
والظاهر أن استعمال اليأس فى ذلك حقيقه .
وقيل مجاز لأنه متضمن للعلم فإن الآيس عن الشئ عالم بأنه لا يكون . .
والفاء للعطف على مقدر . أى : أغفلوا عن كون الأمر جميعه لله - تعالى - فلم يعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا . .
ثم حذر - سبحانه - الكافرين من التمادى فى كفرهم ، وبشر المؤمنين بحسن العاقبة فقال - تعالى - : ( وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حتى يَأْتِيَ وَعْدُ الله إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد ) .
والقارعة : من القرع ، وهو ضرب الئ بشئ آخر بقوة وجمعها قوارع .
والمراد بها : الرزية والمصيبة والكارثة .
أى : ولا يزال الذين كفروا من أهل مكة وغيرهم تصيبهم بسبب ما صنعوه من الكفر والضلال " قارعة " أى مصيبة تفجؤهم وتزعجهم أو تحل تلك المصيبة فى مكان قريب من دارهم ، فيتطاير شرها إليهم ، حتى يأتى وعد الله بهلاكهم وهزيمتهم ونصر المؤمنين عليهم ، إن الله - تعالى - لا يخلف الميعاد ، أى : موعوده لرسله ولعباده المؤمنين .
وأبهم - سبحانه - ما يصيب الكافرين من قوارع ، لتهويله وبيان شدته .
والتعبير بقوله : ( ولا يزال ) يشير إلى أن ما أصابهم من قوارع كان موجودا قبل نزول هذه الآية ، واستمرت إصابته لهم بعد نزولها ، لأن الفعل ( لا يزال ) يدل علىا لإخبار باستمرار شئ واقع .
ولعل هذه الآية الكريمة كان نزولها فى خلال سنى الجدب التى حلت بقريش والتى أشار إليها القرآن بقوله : ( فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى الناس هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ . . . ) وعبر - سبحانه - عما أصابهم من بلاء بالقارعة ، للمبالغة فى شدته وقوته ، حتى إنه ليقرع قلوبهم فجأة فيبتهتهم ويزعجهم ، ولذلك سميت القيامة بالقارعة ، لأنها تقرع القلوب بأهوالها .
وقال - سبحانه - : ( أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ ) لبيان أنهم بين أمرين أحلاهما مُرّ لأن القارعة إما أن تصيبهم بما يكرهونه ويتألمون له ، وإما أن تنزل قريبا منهم فتفزعهم ، وتقلق أمنهم ، وهم مستمرون على ذلك حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا .
ولقد قضى الله - تعالى - أمره ، بهزيمتهم فى بدر وفى غيرهم ، وأتم نصره على المؤمنين بفتح مكة . وبدخول الناس فى دين الله أفواجا .
- البغوى : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
قوله عز وجل : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) الآية . نزلت في نفر من مشركي مكة; منهم أبو جهل بن هشام ، وعبد الله بن أبي أمية; جلسوا خلف الكعبة وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم ، فقال له عبد الله بن أبي أمية : إن سرك أن نتبعك فسير جبال مكة بالقرآن فأذهبها عنا حتى تنفسح ، فإنها أرض ضيقة لمزارعنا ، واجعل لنا فيها عيونا وأنهارا لنغرس فيها الأشجار ونزرع ، ونتخذ البساتين ، فلست كما زعمت بأهون على ربك من داود عليه السلام حيث سخر له الجبال تسبح معه ، أو سخر لنا الريح فنركبها إلى الشام لميرتنا وحوائجنا ونرجع في يومنا ، فقد سخرت الريح لسليمان كما زعمت ، ولست بأهون على ربك من سليمان ، وأحي لنا جدك قصيا أو من شئت من آبائنا وموتانا لنسأله عن أمرك أحق ما تقول أم باطل ؟ فإن عيسى كان يحيي الموتى ، ولست بأهون على الله منه فأنزل الله عز وجل : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) فأذهبت عن وجه الأرض ( أو قطعت به الأرض ) أي : شققت فجعلت أنهارا وعيونا ( أو كلم به الموتى ) واختلفوا في جواب " لو " :
فقال قوم : جوابه محذوف ، اكتفى بمعرفة السامعين مراده ، وتقديره : لكان هذا القرآن ، كقول الشاعر :
فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
أراد : لرددناه ، وهذا معنى قول قتادة قال : لو فعل هذا بقرآن قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم .
وقال آخرون : جواب لو مقدم . وتقدير الكلام : وهم يكفرون بالرحمن " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " كأنه قال : لو سيرت به الجبال " أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى " لكفروا بالرحمن ولم يؤمنوا ، لما سبق من علمنا فيهم ، كما قال : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ) ( الأنعام - 111 ) ثم قال :
( بل لله الأمر جميعا ) أي : في هذه الأشياء إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل .
( أفلم ييئس الذين آمنوا ) قال أكثر المفسرين : معناه أفلم يعلم . قال الكلبي : هي لغة النخع .
وقيل : لغة هوازن ، يدل عليه قراءة ابن عباس : " أفلم يتبين الذين آمنوا " .
وأنكر الفراء أن يكون ذلك بمعنى العلم ، وزعم أنه لم يسمع أحدا من العرب يقول : يئست ، بمعنى : علمت ، ولكن معنى العلم فيه مضمر .
وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا هذا من المشركين طمعوا في أن يفعل الله ما سألوا فيؤمنوا فنزل : ( أفلم ييئس الذين آمنوا ) يعني : الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من إيمان هؤلاء ، أي لم ييئسوا علما ، وكل من علم شيئا يئس من خلافه ، يقول : ألم ييئسهم العلم : ( أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) .
( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا ) من كفرهم وأعمالهم الخبيثة ( قارعة ) أي : نازلة وداهية تقرعهم من أنواع البلاء ، أحيانا بالجدب ، وأحيانا بالسلب ، وأحيانا بالقتل والأسر .
وقال ابن عباس : أراد بالقارعة : السرايا التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثهم إليهم .
( أو تحل ) يعني السرية والقارعة ( قريبا من دارهم ) وقيل : أو تحل : أي تنزل أنت يا محمد بنفسك قريبا من ديارهم ( حتى يأتي وعد الله ) قيل : يوم القيامة . وقيل : الفتح والنصر وظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه . ( إن الله لا يخلف الميعاد ) وكان الكفار يسألون هذه الأشياء على سبيل الاستهزاء فأنزل الله تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( ولقد استهزئ برسل من قبلك )
- ابن كثير : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
يقول تعالى مادحا للقرآن الذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - ومفضلا له على سائر الكتب المنزلة قبله : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) أي : لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن أماكنها ، أو تقطع به الأرض وتنشق أو تكلم به الموتى في قبورها ، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره ، أو بطريق الأولى أن يكون كذلك; لما فيه من الإعجاز الذي لا يستطيع الإنس والجن عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله ، ولا بسورة من مثله ، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به ، جاحدون له ، ( بل لله الأمر جميعا ) أي : مرجع الأمور كلها إلى الله ، عز وجل ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ومن يضلل الله فلا هادي له ، ومن يهد الله فلا مضل له .
وقد يطلق اسم القرآن على كل من الكتب المتقدمة; لأنه مشتق من الجميع ، قال الإمام أحمد :
حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " خففت على داود القراءة ، فكان يأمر بدابته أن تسرج ، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته ، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه " . انفرد بإخراجه البخاري .
والمراد بالقرآن هنا الزبور .
وقوله : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) أي : من إيمان جميع الخلق ويعلموا أو يتبينوا ( أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) فإنه ليس ثم حجة ولا معجزة أبلغ ولا أنجع في النفوس والعقول من هذا القرآن ، الذي لو أنزله الله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله . وثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من نبي إلا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " معناه : أن معجزة كل نبي انقرضت بموته ، وهذا القرآن حجة باقية على الآباد ، لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ، هو الفصل ليس بالهزل . من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا منجاب بن الحارث ، أنبأنا بشر بن عمارة ، حدثنا عمر بن حسان ، عن عطية العوفي قال : قلت له : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) الآية ، قالوا لمحمد ، صلى الله عليه وسلم : لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها ، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيي الموتى لقومه فأنزل الله هذه الآية . قال : قلت : هل تروون هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، عن أبي سعيد ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم .
وكذا روي عن ابن عباس ، والشعبي ، وقتادة ، والثوري ، وغير واحد في سبب نزول هذه الآية ، فالله أعلم .
وقال قتادة : لو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم ، فعل بقرآنكم .
وقوله : ( بل لله الأمر جميعا ) قال ابن عباس : [ أي ] لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ، ولم يكن ليفعل ، رواه ابن إسحاق بسنده عنه ، وقاله ابن جرير أيضا .
وقال غير واحد من السلف في قوله : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) أفلم يعلم الذين آمنوا . وقرأ آخرون : " أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا " .
وقال أبو العالية : قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ، ولو يشاء الله لهدى الناس جميعا .
وقوله : ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم ) أي : بسبب تكذيبهم ، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا ، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا ، كما قال تعالى : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف : 27 ] وقال ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ) [ الأنبياء : 44 ] .
قال قتادة ، عن الحسن : ( أو تحل قريبا من دارهم ) أي : القارعة . وهذا هو الظاهر من السياق .
قال أبو داود الطيالسي : حدثنا المسعودي ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ) قال : سرية ، ( أو تحل قريبا من دارهم ) قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، ( حتى يأتي وعد الله ) قال : فتح مكة .
وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، في رواية .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( تصيبهم بما صنعوا قارعة ) قال : عذاب من السماء ينزل عليهم ( أو تحل قريبا من دارهم ) يعني : نزول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم وقتاله إياهم .
وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، وقال عكرمة في رواية عنه ، عن ابن عباس : ( قارعة ) أي : نكبة .
وكلهم قال : ( حتى يأتي وعد الله ) يعني : فتح مكة . وقال الحسن البصري : يوم القيامة .
وقوله : ( إن الله لا يخلف الميعاد ) أي : لا ينقض وعده لرسله بالنصرة لهم ولأتباعهم في الدنيا والآخرة ، ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ) [ إبراهيم : 47 ] .
- القرطبى : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
قوله تعالى : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد
قوله تعالى : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال هذا متصل بقول : لولا أنزل عليه آية من ربه . وذلك أن نفرا من مشركي مكة فيهم أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية المخزوميان جلسوا خلف الكعبة ، ثم أرسلوا إلى رسول الله فأتاهم ; فقال له عبد الله : إن سرك أن نتبعك فسير لنا جبال مكة بالقرآن ، فأذهبها عنا حتى تنفسح ; فإنها أرض ضيقة ، واجعل لنا فيها عيونا وأنهارا ، حتى نغرس ونزرع ; فلست كما زعمت بأهون على ربك من داود حين سخر له الجبال تسير معه ، وسخر لنا الريح فنركبها إلى الشام نقضي عليها ميرتنا وحوائجنا ، ثم نرجع من يومنا ; فقد كان سليمان سخرت له الريح كما زعمت ; فلست بأهون على ربك من سليمان بن داود ، وأحي لنا قصيا جدك ، أو من شئت أنت من موتانا نسأله ; أحق ما تقول أنت أم باطل ؟ فإن عيسى كان يحيي الموتى ، ولست بأهون على الله منه ; فأنزل الله تعالى : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية ; قال معناه الزبير بن العوام ومجاهد وقتادة والضحاك ; والجواب محذوف تقديره : لكان هذا القرآن ، لكن حذف إيجازا ، لما في ظاهر الكلام من الدلالة عليه ; كما قال امرؤ القيس :
فلو أنها نفس تموت جميعة ولكنها نفس تساقط أنفسا
يعني لهان علي ; هذا معنى قول قتادة ; قال : لو فعل هذا قرآن قبل قرآنكم لفعله قرآنكم . وقيل : الجواب متقدم ، وفي الكلام تقديم وتأخير ; أي وهم يكفرون بالرحمن لو أنزلنا القرآن وفعلنا بهم ما اقترحوا . الفراء : يجوز أن يكون الجواب لو فعل بهم هذا لكفروا بالرحمن . الزجاج : ولو أن قرآنا إلى قوله : الموتى لما آمنوا ، والجواب المضمر هنا ما أظهر في قوله : " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة " إلى قوله : " ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله " .
بل لله الأمر جميعا أي هو المالك لجميع الأمور ، الفاعل لما يشاء منها ، فليس ما تلتمسونه مما يكون بالقرآن ، إنما يكون بأمر الله .
قوله تعالى : أفلم ييأس الذين آمنوا قال الفراء قال الكلبي : " ييأس " بمعنى يعلم ، لغة النخع ; وحكاه القشيري عن ابن عباس ; أي أفلم يعلموا ; وقاله الجوهري في الصحاح . وقيل : هو لغة هوازن ; أي أفلم يعلم ; عن ابن عباس ومجاهد والحسن . وقال أبو عبيدة : أفلم يعلموا ويتبينوا ، وأنشد في ذلك أبو عبيدة لمالك بن عوف النصري :
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
ييسرونني من الميسر ، وقد تقدم في " البقرة " ويروى يأسرونني من الأسر . وقال رباح بن عدي :
ألم ييئس الأقوام أني أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
في كتاب الرد " أني أنا ابنه " وكذا ذكره الغزنوي : ألم يعلم ; والمعنى على هذا : أفلم يعلم الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا من غير أن يشاهدوا الآيات . وقيل : هو من اليأس المعروف ; أي أفلم ييئس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الكفار ، لعلمهم أن الله تعالى لو أراد هدايتهم لهداهم ; لأن المؤمنين تمنوا نزول الآيات طمعا في إيمان الكفار . وقرأ علي وابن عباس : " أفلم يتبين الذين آمنوا " من البيان . قال القشيري : وقيل لابن عباس المكتوب " أفلم ييئس " قال : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس ; أي زاد بعض الحروف حتى صار ييئس . قال أبو بكر الأنباري : روي عن عكرمة عن ابن أبي نجيح أنه قرأ - " أفلم يتبين الذين آمنوا " وبها احتج من زعم أنه الصواب في التلاوة ; وهو باطل عن ابن عباس ، لأن مجاهدا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس ، على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس ; ثم إن معناه : أفلم يتبين ; فإن كان مراد الله تحت اللفظة التي خالفوا بها الإجماع فقراءتنا تقع عليها ، وتأتي بتأويلها ، وإن أراد الله المعنى الآخر الذي اليأس فيه ليس من طريق العلم فقد سقط مما أوردوا ; وأما سقوطه يبطل القرآن ، ولزوم أصحابه البهتان . " أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا " " أن " مخففة من الثقيلة ، أي أنه لو يشاء الله " لهدى الناس جميعا " وهو يرد على القدرية وغيرهم .
قوله تعالى : ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أي داهية تفجؤهم بكفرهم وعتوهم ، ويقال : قرعه أمر إذا أصابه ، والجمع قوارع ; والأصل في القرع الضرب ; قال :
أفنى تلادي وما جمعت من نشب قرع القواقيز أفواه الأباريق
أي لا يزال الكافرون تصيبهم داهية مهلكة من صاعقة كما أصاب أربد ، أو من قتل أو من أسر أو جدب ، أو غير ذلك من العذاب والبلاء ; كما نزل بالمستهزئين ، وهم رؤساء المشركين . وقال عكرمة عن ابن عباس : القارعة النكبة . وقال ابن عباس أيضا وعكرمة : القارعة الطلائع والسرايا التي كان ينفذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم . أو تحل أي القارعة . قريبا من دارهم قاله قتادة والحسن . وقال ابن عباس : أو تحل أنت قريبا من دارهم . وقيل : نزلت الآية بالمدينة ; أي لا تزال تصيبهم القوارع فتنزل بساحتهم أو بالقرب منهم كقرى المدينة ومكة .
" حتى يأتي وعد الله " في فتح مكة ; قاله مجاهد وقتادة وقيل : نزلت بمكة ; أي تصيبهم القوارع ، وتخرج عنهم إلى المدينة يا محمد ، فتحل قريبا من دارهم ، أو تحل بهم محاصرا لهم ; وهذه المحاصرة لأهل الطائف ، ولقلاع خيبر ، ويأتي وعد الله بالإذن لك في قتالهم وقهرهم . وقال الحسن : وعد الله يوم القيامة .
- الطبرى : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (ولا يزال) يا محمد(الذين كفروا)، من قومك(تصيبهم بما صنعوا) من كفرهم بالله، وتكذيبهم إياك، وإخراجهم لك من بين أظهرهم(قارعة), وهي ما يقرعهم من البلاء والعذاب والنِّقم, بالقتل أحيانًا, وبالحروب أحيانًا, والقحط أحيانًا(أو تحل) ، أنت يا محمد, يقول: أو تنـزل أنت(قريبًا من دارهم) بجيشك وأصحابك(حتى يأتي وعدُ الله) الذي وعدك فيهم, وذلك ظهورُك عليهم وفتحُك أرضَهمْ، وقهرْك إياهم بالسيف(إن الله لا يخلف الميعاد)، يقول: إن الله منجزك، يا محمد ما وعدك من الظهور عليهم, لأنه لا يخلف وعده .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
20418- [حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا] أبو داود قال: حدثنا المسعوديّ, عن قتادة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, في قوله: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ) قال: سَرِيَّة (أو تحل قريبًا من دارهم) ، قال: محمد(حتى يأتي وعد الله) ، قال: فتح مكة . (47)
20419- حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي, عن المسعودي, عن قتادة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس، بنحوه غير أنه لم يذكر " سريّة " .
20420- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو قطن قال: حدثنا المسعودي, عن قتادة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, تلا هذه الآية: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ) ، قال: " القارعة ": السريّة، (أو تحلّ قريبًا من دارهم) ، قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم(حتى يأتي وعد الله) ، قال: فتح مكة . (48)
20421- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا زهير, أن خصيفًا حدثهم, عن عكرمة, في قوله: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبًا من دارهم) ، قال: نـزلت بالمدينة في سرايَا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم(أو تحل)، أنت يا محمد(قريبًا من دارهم) .
20422- حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي, عن النضر بن عربيّ, عن عكرمة: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، قال: سرية(أو تحلّ قريبًا من دارهم) ، قال: أنت يا محمد .
20423- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، يقول: عذابٌ من السماء ينـزل عليهم(أو تحلّ قريبًا من دارهم) ، يعني: نـزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتالَه إياهم .
20424- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، تصاب منهم سَرِيَّة, أو تصاب منهم مصيبة أو يحل محمد قريبًا من دارهم وقوله: (حتى يأتي وعد الله) قال: الفتح .
20425- حدثني المثنى قال: حدثنا الحجاج قال: حدثنا حماد بن زيد, عن عبد الله بن أبي نجيح: (أو تحل قريبًا من دارهم) ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم .
20426- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد نحو حديث الحسن, عن شبابة .
20427- حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا قيس, عن خصيف, عن عكرمة, عن ابن عباس: قال: (قارعة)، قال: السرايا .
20428- ... قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا عبد الغفار, عن منصور, عن مجاهد: (قارعة) قال: مصيبة من محمد(أو تحلّ قريبًا من دارهم) ، قال: أنت يا محمد(حتى يأتي وعد الله) ، قال: الفتح .
20429- ... قال: حدثنا إسرائيل, عن خصيف, عن مجاهد: (قارعة) ، قال: كتيبةً .
20430- ... قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا عمرو بن ثابت, عن أبيه, عن سعيد بن جبير: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، قال: سرية (أو تحل قريبًا من دارهم) ، قال: أنت يا محمد .
20431- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) أي بأعمالهم أعمال السوء وقوله: (أو تحل قريبًا من دارهم) ، أنت يا محمد(حتى يأتي وعد الله) ، ووعدُ الله: فتحُ مكة .
20432- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (قارعة) ، قال: وَقِيعة(أو تحلّ قريبًا من دارهم) ، قال: يعني النبي صلى الله عليه وسلم, يقول: أو تحل أنتَ قريبًا من دارهم .
20433- حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا محمد بن طلحة, عن طلحة, عن مجاهد: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، قال: سريّة . (49)
20434- حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا سفيان, عن ليث, عن مجاهد: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، قال: السرايا، كان يبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم(أو تحل قريبًا من دارهم) ، أنت يا محمد(حتى يأتي وعد الله) ، قال: فتح مكة .
20435-... قال، حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا إسرائيل, عن بعض أصحابه, عن مجاهد: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، قال: كتيبة .
20436- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد, في قوله: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، قال: قارعة من العذاب .
* * *
وقال آخرون: معنى قوله: (أو تحلّ قريبًا من دارهم) ، تحل القارعةُ قريبًا من دارهم .
*ذكر من قال ذلك:
20437- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: قال الحسن: (أو تحل قريبًا من دارهم) ، قال: ( أو تحل القارعة قريبا من دارهم) .
20438- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, عن الحسن قال،: (أو تحل قريبًا من دارهم) ، قال: أو تحل القارعة .
* * *
وقال آخرون في قوله: (حتى يأتي وعد الله) ، هو: يوم القيامة .
*ذكر من قال ذلك:
20439- حدثني المثنى قال: حدثنا مُعلَّى بن أسَد قال: حدثنا إسماعيل بن حكيم, عن رجل قد سماه عن الحسن, في قوله: (حتى يأتي وعد الله) قال: يوم القيامة .
-------------------
الهوامش :
(47) الأثر : 20418 - هذا إسناد لا شك أن قد سقط صدره ، وهو الذي زدته بين القوسين ، استظهارًا بإسناد سابق رقم : 2156 :" حدثنا محمد بن المثنى ، عن أبي داود ، عن المسعودي ..." و" أبو داود" هو الطيالسي الإمام الحافظ :" سليمان بن داود بن الجارود" ،
و" المسعودي" ، هو" عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود" ، مضى مرارًا كثيرة ، آخرها : 17982 .
(48) الأثر : 20420 -" أبو قطن" ، هو" عمرو بن الهيثم البغدادي" ثقة ، سلف برقم : 18674 ، 20091 .
وكان هذا الإسناد مكررًا في المخطوطة ، ثم ختمه بقوله :" عن ابن عباس بنحوه، غير أنه لم يذكر سرية" ، وهذا يناقض رواية الإسناد بعده . والظاهر أنه لما قلب الورقة ليكتب بقية الخبر ، سبق نظره إلى ختام الخبر السالف ، ثم تابع النقل على الصواب ، فكرر الإسناد ثم أتبعه الخبر .
(49) الأثر : 20433 -" محمد بن طلحة بن مصرف اليامي" ، وثقه أحمد ، وضعفه غيره ، ومضى برقم : 5088 ، 5420 .
و" طلحة" أبوه ، وهو" طلحة بن مصرف اليامي" ، ثقة ، روى له الجماعة ، وهو يروي عن مجاهد . مضى برقم : 5431 ، 11145 ، 11146 . وكان في المخطوطة هنا في الهامش علامة تشكك ، وهذا هو تفسير ما تشكك فيه الناسخ .
- ابن عاشور : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
يجوز أن تكون عطفاً على جملة { كذلك أرسلناك في أمة } لأن المقصود من الجملة المعطوف عليها أن رسالته لم تكن إلا مثل رسالة غيره من الرسل عليهم السّلام كما أشار إليه صفة { أمة قد خلت من قبلها أمم } ، فتكون جملة { ولو أن قرآناً } تتمة للجواب عن قولهم : { لولا أنزل عليه آية من ربه }.
ويجوز أن تكون معترضة بين جملة { قل هو ربي } وبين جملة { أفمن هو قائم على كل نفس } [ سورة الرعد : 33 ] كما سيأتي هنالك . ويجوز أن تكون محكية بالقول عطفاً على جملة هو ربي لا إله إلا هو }.
والمعنى : لو أن كتاباً من الكتب السالفة اشتمل على أكثر من الهداية فكانت مصادر لإيجاد العجائب لكان هذا القرآن كذلك ولكن لم يكن قرآنٌ كذلك ، فهذا القرآن لا يتطلب منه الاشتمال على ذلك إذ ليس ذلك من سُنن الكتب الإلهية .
وجواب { لو } محذوف لدلالة المقام عليه . وحذفُ جواب { لو } كثير في القرآن كقوله : { ولو ترى إذ وقفوا على النار } [ سورة الأنعام : 27 ] وقوله : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم } [ سورة السجدة : 12 ].
ويفيد ذلك معنى تعريضياً بالنداء عليهم بنهاية ضلالتهم ، إذ لم يهتدوا بهدي القرآن ودلائله والحال لو أن قرآناً أمَر الجبال أن تسير والأرض أن تتقطع والموتى أن تتكلم لكان هذا القرآن بالغاً ذلك ولكن ذلك ليس من شأن الكتب ، فيكون على حدّ قول أبَيّ بن سُلْمَى من الحماسة:
ولو طَارَ ذو حافر قَبلها ...
لطارتْ ولكنه لم يَطِر ...
ووجه تخصيص هذه الأشياء الثلاثة من بين الخوارق المفروضة ما رواه الواحدي والطبري عن ابن عباس : أن كفار قريش ، أبا جهل وابن أبي أميّة وغيرهما جلسوا خلف الكعبة ثم أرسلوا إلى النبي فقالوا : لو وسّعْت لنا جبال مكّة فسيرتها حتى تتسع أرضنا فنحتَرثهما فإنها ضيقة ، أو قرّب إلينا الشام فإنا نتجر إليها ، أو أخرج قصَياً نكلمه .
وقد يؤيد هذه الرواية أنه تَكرر فرض تكليم الموتى بقوله في سورة الأنعام { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى } [ سورة الأنعام : 111 ] ، فكان في ذكر هذه الأشياء إشارةٌ إلى تهكمهم . وعلى هذا يكون قطعت به الأرض } قطعت مسافات الأسفار كقوله تعالى : { لقد تقطع بينكم } [ سورة الأنعام : 94 ].
وجملة { بل لله الأمر جميعاً } عطف على { ولو أن قرآناً } بحرف الإضراب ، أي ليس ذلك من شأن الكتب بل لله أمر كل محدَث فهو الذي أنزل الكتاب وهو الذي يخلق العجائب إن شاء ، وليس ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند سؤالكم ، فأمر الله نبيئه بأن يقول هذا الكلام إجراء لكلامهم على خلاف مرادهم على طريقة الأسلوب الحكيم ، لأنهم ما أرادوا بما قالوه إلا التهكم ، فحمل كلامهم على خلاف مرادهم تنبيهاً على أن الأولى بهم أن ينظروا هل كان في الكتب السابقة قُرآن يتأتى به مثل ما سألوه .
ومثل ذلك قول الحجاج للقبعثري : لأحملنّك على الأدهم ( يريد القيد ). فأجابه القبعثري بأن قال : مثلُ الأمير يحمل على الأدهم والأشهب ، فصرفه إلى لون فرس .
والأمر هنا : التصرف التكويني ، أي ليس القرآن ولا غيره بمكوّن شيئاً مما سألتم بل الله الذي يكوّن الأشياء .
وقد أفادت الجملتان المعطوفة والمعطوف عليها معنى القصر لأن العطف ب { بل } من طرق القصر ، فاللام في قوله : { الأمر } للاستغراق ، و { جميعاً } تأكيد له . وتقديم المجرور على المبتدأ لمجرد الاهتمام لأن القصر أفيد ب { بل } العاطفة .
وفرع على الجملتين { أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً } استفهاماً إنكارياً إنكاراً لانتفاء يَأسي الذين آمنوا ، أي فهم حقيقون بزوال يأسهم وأن يعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً .
وفي هذا الكلام زيادة تقرير لمضمون جملة { قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب } [ سورة الرعد : 27 ].
وييأس } بمعنى يوقن ويعلم ، ولا يستعمل هذا الفعل إلا مع { أن } المصدرية ، وأصله مشتق من اليَأس الّذي هو تيقّن عدم حصول المطلوب بعد البحث ، فاستعمل في مطلق اليقين على طريقة المجاز المرسل بعلاقة اللزوم لتضمن معنى اليأس معنى العلم وشاع ذلك حتى صار حقيقة ، ومنه قول سُحَيم بن وَثيل الرياحي
: ... أقول لهم بالشّعْب إذ يَيْسَرُونَنِي
ألم تأيسوا أني ابنُ فارس زهدم ... وشواهد أخرى .
وقد قيل : إن استعمال يَئِس بمعنى عَلِم لغة هَوازن أو لغة بنِي وَهْبيل ( فخذ من النخَع سمي باسم جَد ). وليس هنالك ما يلجىء إلى هذا . هذا إذا جعل { أن لو يشاء الله } مفعولاً ل { ييأس }. ويجوز أن يكون متعلق { ييأسْ } محذوفاً دل عليه المقام . تقديره : مِن إيمان هَؤلاء ، ويكونَ { أن لو يشاء الله } مجروراً بلام تعليل محذوفة . والتقدير : لأنه لو يشاء الله لهدى الناس ، فيكون تعليلاً لإنكار عَدَم يأسهم على تقدير حصوله .
{ وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حتى يَأْتِىَ وَعْدُ الله إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد }.
معطوفة على جملة { ولو أن قرآناً سيرت به الجبال } على بعض الوجوه في تلك الجملة . وهي تهديد بالوعيد على تعنتهم وإصرارهم على عدم الاعتراف بمعجزة القرآن ، وتهكمهم باستعجال العذاب الذي توعدوا به ، فهددوا بما سيحلّ بهم من الخوف بحلول الكتائب والسرايا بهم تنال الذين حلّت فيهم وتخيف من حولهم حتى يأتي وعد الله بيوم بدر أو فتح مكّة .
واستعمال { لا يزال } في أصلها تدل على الإخبار باستمرار شيء واقع ، فإذا كانت هذه الآية مكية تعين أن تكون نزلت عند وقوع بعض الحوادث المؤلمة بقريش من جوع أو مرض ، فتكون هذه الآية تنبيهاً لهم بأن ذلك عقاب من الله تعالى ووعيد بأن ذلك دائم فيهم حتى يأتي وعد لله .
ولعلها نزلت في مدة إصابتهم بالسنين السبع المشار إليها بقوله تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات } [ سورة البقرة : 155 ].
ومن جعلوا هذه السورة مدنية فتأويل الآية عندهم أن القارعة السرية من سرايا المسلمين التي تخرج لتهديد قريش ومن حولهم . وهو لا ملجىء إليه .
والقارعة : في الأصل وصف من القرع ، وهو ضرب جسم بجسم آخر . يقال : قرع الباب إذا ضربه بيده بحلقة . ولما كان القرع يحدث صوتاً مباغتاً يكون مزعجاً لأجل تلك البغتة صار القرع مجازاً للمباغتة والمفاجأة ، ومثله الطّرْق . وصاغوا من هذا الوصف صيغة تأنيث إشارة إلى موصوف مُلتزم الحذف اختصاراً لكثرة الاستعمال ، وهو ما يؤوّل بالحادثة أو الكائنة أو النازلة ، كما قالوا : داهية وكارثة ، أي نازلة موصوفة بالإزعاج فإن بغت المصائب أشد وقعاً على النفس . ومنه تسمية ساعة البعث بالقارعة .
والمراد هنا الحادثة المفجعة بقرينة إسناد الإصابة إليها . وهي مِثل الغارة والكارثة تحلّ فيهم فيصيبهم عذابها ، أو تقع بالقرب منهم فيصيبهم الخوف من تجاوزها إليهم ، فليس المراد بالقارعة الغزو والقتال لأنه لم يتعارف إطلاق اسم القارعة على موقعة القتال ، ولذلك لم يكن في الآية ما يدل على أنها مما نزل بالمدينة .
ومعنى بما صنعوا } بسبب فعلهم وهو كفرهم وسوء معاملتهم نبيئَهم . وأتي في ذلك بالموصول لأنه أشمل لأعمالهم .
وضمير { تحل } عائد إلى { قارعة } فيكون ترديداً لحالهم بين إصابة القوارع إياهم وبين حلول القوارع قريباً من أرضهم فهم في رعب منها وفزع ويجوز أن يكون { تحل } خطاباً للنبيء صلى الله عليه وسلم أي أو تحل أنتَ مع الجيش قريباً من دارهم . والحلول : النزول .
وتحُلّ : بضم الحاء مضارع حَلّ اللازم . وقد التزم فيه الضم . وهذا الفعل مما استدركه بحرق اليمني على ابن مالك في شرح لامية الأفعال ، وهو وجيه .
و { وعد الله } من إطلاق المصدر على المفعول ، أي موعود الله ، وهو ما توعدهم به من العذاب ، كما في قوله : { قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد } [ سورة آل عمران : 12 ] ، فأشارت الآية إلى استئصالهم لأنها ذكرت الغلب ودخول جهنم ، فكان المعنى أنه غلبُ القتل بسيوف المسلمين وهو البطشة الكبرى . ومن ذلك يوم بدر ويوم حنين ويوم الفتح .
وإتيان الوعد : مجاز في وقوعه وحلوله .
وجملة إن الله لا يخلف الميعاد } تذييل لجملة { حتى يأتي وعد الله } إيذاناً بأن إتيان الوعد المغيا به محقق وأن الغاية به غاية بأمر قريب الوقوع . والتأكيد مراعاة لإنكار المشركين .
- إعراب القرآن : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
«وَلَوْ» الواو استئنافية ولو حرف شرط غير جازم «أَنَّ قُرْآناً» أن واسمها والجملة استئنافية «سُيِّرَتْ» ماض مبني للمجهول والتاء للتأنيث «بِهِ» متعلقان بسيرت «الْجِبالُ» نائب فاعل والجملة خبر «أَوْ» عاطفة «قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ» ماض مبني للمجهول والتاء للتأنيث وبه متعلقان بقطعت والأرض نائب فاعل «أَوْ» عاطفة «كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى » ماض مبني للمجهول ونائب فاعله ومتعلقان بكلم والجملتان معطوفتان وجواب لو محذوف «بَلْ» حرف إضراب «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بالخبر المقدم «الْأَمْرُ» مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة «جَمِيعاً» حال «أَفَلَمْ» الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ولم حرف نفي وجزم وقلب «يَيْأَسِ» مضارع مجزوم وحرك بالكسرة لالتقاء الساكنين والجملة مستأنفة «الَّذِينَ» موصول فاعل «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «أَنَّ» مخففة من أن الثقيلة واسمها ضمير الشأن «لَوْ» أداة شرط غير جازمة «يَشاءُ اللَّهُ» مضارع ولفظ الجلالة فاعله والجملة فعل الشرط «لَهَدَى النَّاسَ» اللام واقعة بجواب الشرط وماض ومفعوله وفاعله مستتر وجملتا الشرط خبر أن «جَمِيعاً» حال «وَ لا يَزالُ» فعل ماض ناقص والجملة مستأنفة «الَّذِينَ»
موصول اسم لا يزال «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «تُصِيبُهُمْ» مضارع ومفعوله والجملة خبر لا يزال «بِما» موصول ومتعلقان بتصيبهم «صَنَعُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «قارِعَةٌ» فاعل «أَوْ تَحُلُّ» مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة «قَرِيباً» ظرف مكان منصوب «مِنْ دارِهِمْ» متعلقان بقريبا والهاء مضاف إليه «حَتَّى» حرف غاية وجر «يَأْتِيَ وَعْدُ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وفاعله «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه وحتى وما بعدها من مصدر مؤول متعلقان بتحل «إِنَّ اللَّهَ» إن واسمها والجملة مستأنفة «لا يُخْلِفُ» لا نافية ومضارع مرفوع وفاعله مستتر والجملة خبر «الْمِيعادَ» مفعول به.
- English - Sahih International : And if there was any qur'an by which the mountains would be removed or the earth would be broken apart or the dead would be made to speak [it would be this Qur'an] but to Allah belongs the affair entirely Then have those who believed not accepted that had Allah willed He would have guided the people all of them And those who disbelieve do not cease to be struck for what they have done by calamity - or it will descend near their home - until there comes the promise of Allah Indeed Allah does not fail in [His] promise
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(13:31) And what (do you think) would have been the result, if We had sent a Qur'an that would have caused the mountains to move or cleft the earth asunder or made the dead speak? *47 (It is not difficult at all to show such Signs) for Allah has full power over everything. *48 Have the Believers (still any expectations of a Sign in answer to the demand of the disbelievers and) not given up all hope, (knowing) that Allah could have guided all mankind aright, *49 if He had so desired? As for the disbelievers, because of their misdeeds, one affliction or the other does not cease to visit them every now and then, or come near their home. It will go on like this untill Allah's threat come to pass. Indeed, Allah does not fail to bring about His threat.
- Français - Hamidullah : S'il y avait un Coran à mettre les montagnes en marche à fendre la terre ou à faire parler les morts ce serait celui-ci C'est plutôt à Allah le commandement tout entier Les croyants ne savent-ils pas que si Allah voulait Il aurait dirigé tous les hommes vers le droit chemin Cependant ceux qui ne croient pas ne manqueront pas pour prix de ce qu'ils font d'être frappés par un cataclysme ou [qu'un cataclysme] s'abattra près de leurs demeures jusqu'à ce que vienne la promesse d'Allah Car Allah ne manque pas à Sa promesse
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn es auch einen Qur'an gäbe mit dem die Berge versetzt oder die Erde in Stücke gerissen oder zu den Toten gesprochen werden könnte würden sie doch nicht glauben Nein Vielmehr steht die Angelegenheit ganz bei Allah Wissen denn nicht diejenigen die glauben daß wenn Allah wollte Er die Menschen wahrlich alle rechtleiten würde Diejenigen die ungläubig sind wird immer wieder ein Verhängnis treffen für das was sie gemacht haben oder es wird in der Nähe ihrer Wohnstätten geschehen bis Allahs Versprechen eintrifft Gewiß Allah bricht nicht was Er versprochen hat
- Spanish - Cortes : Si hubiera un Corán en virtud del cual pudieran ponerse en marcha las montañas agrietarse la tierra hablar los muertos Pero todo está en manos de Alá Los que creen ¿no saben que si Alá hubiera querido habría puesto a todos los hombres en la buena dirección No dejará de alcanzar una calamidad a los infieles en premio a sus obras o bien tendrá lugar cerca de sus casas hasta que se cumpla la promesa de Alá Alá no falta a Su promesa
- Português - El Hayek : E se houvesse um Alcorão mediante o qual movimentarseiam as montanhas ou fenderseia a erra e os mortosfalariam seria este; porém o comando pertence integralmente a Deus Não reparam os fiéis que se Deus quisesse teriaencaminhado todos os humanos Porém a calamidade não cessará de açoitar os incrédulos pelo que tiverem cometido ouentão rondará os seus lares até que se cumpra a promessa de Deus Sabei que Deus não falta à Sua promessa
- Россию - Кулиев : Если бы был Коран благодаря которому сдвинулись бы горы разверзлась бы земля или заговорили бы покойники то им оказался бы этот Коран Но любое решение остается только за Аллахом Разве верующие еще не знают что если бы Аллах захотел то наставил бы всех людей на прямой путь Бедствия не перестанут поражать неверующих за то что они содеяли или будут рядом с их жилищами до тех пор пока не явится обещание Аллаха Воистину Аллах не нарушает Своего обещания
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
Если бы был Коран, благодаря которому сдвинулись бы горы, разверзлась бы земля или заговорили бы покойники, то им оказался бы этот Коран. Но любое решение остается только за Аллахом. Разве верующие еще не знают, что если бы Аллах захотел, то наставил бы всех людей на прямой путь? Бедствия не перестанут поражать неверующих за то, что они содеяли, или будут рядом с их жилищами до тех пор, пока не явится обещание Аллаха. Воистину, Аллах не нарушает Своего обещания.Всевышний поведал о превосходстве славного Корана над остальными Священными Писаниями. Если бы среди Священных Писаний было такое, благодаря которому горы сдвинулись бы со своих мест, земля покрылась бы новыми садами и реками, а покойники заговорили бы с живыми, то этим писанием непременно оказался бы Славный Коран. Однако любое решение остается за Аллахом, Который ниспосылает только такие знамения, которые соответствуют божественной мудрости. Почему же неверующие хотят, чтобы знамения ниспосылались по их прихоти? Разве они или другие творения обладают хотя бы ничтожной властью? Они отказываются уверовать, но пусть правоверные знают, что Всевышний Аллах может наставить на прямой путь всех людей, если пожелает. Однако Ему угодно, чтобы одни следовали прямым путем, а другие сбивались с него. И поэтому всегда будут неверующие, не извлекающие выгоды из Божьих знамений и не прислушивающиеся к проповедям. Они будут настойчиво исповедовать неверие, а Всевышний Аллах будет ниспосылать бедствия, которые будут поражать их жилища или окрестности их поселений. И закончится это лишь тогда, когда исполнится обещание Аллаха, и неверных постигнет наказание, которого им не удастся избежать. Аллах не нарушает Своих обещаний. Однако Он предостерегает неверующих от обещанного воздаяния за неверие, упрямство и несправедливость.
- Turkish - Diyanet Isleri : Eğer Kuran ile dağlar yürütülmüş veya yeryüzü parçalanmış yahut ölüler konuşturulmuş olsaydı kafirler yine de inanmazlardı Oysa bütün işler Allah'a aittir İnananların "Allah dilese bütün insanları doğru yola eriştirebilir" gerçeğini akılları kesmedi mi Allah'ın sözü yerine gelinceye kadar yaptıkları işler sebebiyle inkar edenlere bir belanın dokunması veya evlerinin yakınına inmesi devam eder durur Allah verdiği sözden şüphesiz caymaz
- Italiano - Piccardo : Se ci fosse una recitazione che smuovesse le montagne fendesse la terra e facesse parlare i morti Invero l'ordine di tutte le cose appartiene ad Allah Non vedono i credenti che Allah se volesse potrebbe guidare tutti gli uomini sulla retta via E i miscredenti saranno colpiti da un cataclisma compenso del loro agire o [la disgrazia] sarà prossima alle loro case finché si realizzi la promessa di Allah In verità Allah non manca alla promessa
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر بهڕاستی له جیاتی ئهم قورئانه خوا قورئانێکی ڕهوانه بکردایه که کێوهکان پێی بڕۆشتنایه یان زهوی پێ ههڵکهنرایه و لهت بکرایه یان مردووهکانی پێ بهاتایه قسهو گفتوگۆی لهگهڵدا بکرایه خوانهناسان ههر بڕوایان نهدههێنا بهڵام دڵنیابن که ههموو کارێك و ههموو شتێك بهدهست خوایه باشه ئایا ئهوانهی ئیمانیان هێناوه نائومێد نهبوون له بێ دین و خوانهناسان خۆ هیدایهت به زۆر نیه جا ئهگهر خوا بیوستایه ههموو خهڵکی ناچار دهکرد که هیدایهت وهربگرن خوانهناسان وهنهبێت ژیانی دنیا بهخۆشی بهرنه سهر بهڵکو بهردهوام ئهوانهی که بێ باوهڕ بوون بهڵای سهخت و ناخۆشیان تووش دهبێت بههۆی ئهو کارو پیشهیهوه که ئهنجامیان داوه یاخود ئهو بهڵا سهختانه له نزیك ماڵهکانیانهوه دادهبهزێت و سهرههڵدهدات ههتا بهڵێنی خوا دێته دی بهڕاستی خوا پهیمانی ناشکێنێت و دهیهێنێته دی
- اردو - جالندربرى : اور اگر کوئی قران ایسا ہوتا کہ اس کی تاثیر سے پہاڑ چل پڑتے یا زمین پھٹ جاتی یا مردوں سے کلام کرسکتے۔ تو یہی قران ان اوصاف سے متصف ہوتا مگر بات یہ ہے کہ سب باتیں خدا کے اختیار میں ہیں تو کیا مومنوں کو اس سے اطمینان نہیں ہوا کہ اگر خدا چاہتا تو سب لوگوں کو ہدایت کے رستے پر چلا دیتا۔ اور کافروں پر ہمیشہ ان کے اعمال کے بدلے بلا اتی رہے گی یا ان کے مکانات کے قریب نازل ہوتی رہے گی یہاں تک کہ خدا کا وعدہ اپہنچے۔ بےشک خدا وعدہ خلاف نہیں کرتا
- Bosanski - Korkut : Kad bi se kakvim Kur'anom brda pokrenula ili zemlja iskomadala ili mrtvi dozvali; Allahu pripada sve A zar ne znaju vjernici da bi Allah kad bi samo htio sve ljude na Pravi put uputio A nevjernike će nesreća neprestano pogađati ili će se u blizini mjesta njihova događati zbog onoga što rade – sve dok se Allahova prijetnja ne ispuni Allah će sigurno održati obećanje
- Swedish - Bernström : Om det fanns en Skrift [vars ord] kunde sätta bergen i rörelse eller bryta jorden i stycken eller förmå de döda att tala [skulle det vara denna Koran men inte ens under som dessa skulle leda förnekarna till tron] Nej allt beror av Guds beslut Har inte de troende misströstat om [att förnekarna skall anta tron De vet ju att] Gud om Han velat skulle ha väglett alla människor Men katastrofer kommer att fortsätta att drabba förnekarna till följd av deras handlingar [drabba dem] eller [trakten] kring deras hem till dess att Guds löfte [om trons seger] har uppfyllts Gud sviker inte Sitt löfte
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sekiranya ada suatu bacaan kitab suci yang dengan bacaan itu gununggunung dapat digoncangkan atau bumi jadi terbelah atau oleh karenanya orangorang yang sudah mati dapat berbicara tentulah Al Quran itulah dia Sebenarnya segala urusan itu adalah kepunyaan Allah Maka tidakkah orangorang yang beriman itu mengetahui bahwa seandainya Allah menghendaki semua manusia beriman tentu Allah memberi petunjuk kepada manusia semuanya Dan orangorang yang kafir senantiasa ditimpa bencana disebabkan perbuatan mereka sendiri atau bencana itu terjadi dekat tempat kediaman mereka sehingga datanglah janji Allah Sesungguhnya Allah tidak menyalahi janji
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
Ayat ini diturunkan ketika orang-orang kafir Mekah berkata kepada Nabi saw., "Jika engkau ini benar-benar seorang nabi, maka lenyapkanlah gunung-gunung Mekah ini daripada kami, kemudian jadikanlah pada tempatnya sungai-sungai dan mata air-mata air supaya kami dapat bercocok tanam, dan bangkitkanlah nenek moyang kami yang telah mati menjadi hidup kembali, untuk berbicara kepada kami." (Dan sekiranya ada suatu bacaan yang dengan bacaan itu gunung-gunung dapat dipindahkan) artinya dapat dipindahkan dari tempatnya yang semula (atau dapat dibelah) dapat dipotong (karenanya bumi, atau oleh karenanya orang-orang yang sudah mati dapat berbicara) seumpamanya mereka dapat dihidupkan kembali karenanya, niscaya mereka tetap tidak akan beriman juga. (Sebenarnya segala urusan itu adalah kepunyaan Allah) bukan kepunyaan yang lain-Nya. Oleh sebab itu maka tiada beriman melainkan orang-orang yang telah dikehendaki oleh Allah untuk beriman, bukannya orang-orang selain mereka sekali pun didatangkan kepada mereka apa yang dipintanya itu. Sedangkan ayat selanjutnya ini diturunkan ketika para sahabat berkehendak untuk menampakkan apa yang mereka minta, karena para sahabat sangat menginginkan mereka mau beriman, yaitu firman-Nya: (Maka tidakkah mengetahui) mengerti (orang-orang yang beriman itu, bahwasanya) huruf an di sini adalah bentuk takhfif daripada anna (seandainya Allah menghendaki tentu Allah memberi petunjuk kepada manusia semuanya) kepada keimanan tanpa melalui mukjizat lagi. (Dan orang-orang yang kafir senantiasa) yakni penduduk Mekah yang kafir (ditimpa bencana disebabkan perbuatan mereka sendiri) yakni oleh sebab kekafiran mereka itu (yaitu berupa malapetaka) yang menimpa mereka dengan berbagai macam cobaan, seperti dibunuh, ditawan, diperangi dan paceklik (atau bencana itu terjadi) hai Muhammad terhadap pasukanmu (dekat tempat kediaman mereka) yaitu kota Mekah (sehingga datanglah janji Allah) yaitu memberikan pertolongan-Nya untuk mengalahkan mereka. (Sesungguhnya Allah tidak menyalahi janji) hal ini telah terjadi di Hudaibiah sehingga tibalah saatnya penaklukan kota Mekah.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যদি কোন কোরআন এমন হত যার সাহায্যে পাহাড় চলমান হয় অথবা যমীন খন্ডিত হয় অথবা মৃতরা কথা বলে তবে কি হত বরং সব কাজ তো আল্লাহর হাতে। ঈমানদাররা কি এ ব্যাপারে নিশ্চিত নয় যে যদি আল্লাহ চাইতেন তবে সব মানুষকে সৎপথে পরিচালিত করতেন কাফেররা তাদের কৃতকর্মের কারণে সব সময় আঘাত পেতে থাকবে অথবা তাদের গৃহের নিকটবর্তী স্থানে আঘাত নেমে আসবে যে পর্যন্ত আল্লাহর ওয়াদা না আসে। নিশ্চয় আল্লাহ ওয়াদার খেলাফ করেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக குர்ஆன் அதனைக் கொண்டு மலைகளை நகரும்படிச் செய்தாலும் அல்லது அதனைக் கொண்டு பூமியைத் துண்டு துண்டாக்கினாலும் அல்லது அதனைக் கொண்டு இறந்தவர்கள் பேசம்படிச் செய்யப்பட்டாலும் காஃபிர்கள் விசவாசங்கொள்ளவே மாட்டார்கள் ஆயினும் எல்லாக்காரியங்களும் அல்லாஹ்வுக்கே உரியன் ஆகவே அல்லாஹ் நாடியிருந்தால் மனிதர்கள் அனைவருக்கும் நேர்வழி காட்டியிருப்பான் என்பதை ஈமான் கொண்டவர்கள் அறியவில்லையா நிராகரிப்போரை அவர்கள் செய்து கொண்டிருக்கும் தீச் செயல்கள் காரணமாக ஏதேனும் ஒரு கேடு வந்தடைந்து கொண்டேயிருக்கும் அல்லது அவர்களுடைய இருப்பிடங்களுக்குச் சமீபமாகவேனும் அக்கேடு சம்பவித்து உங்கள வெற்றி குறித்து அல்லாஹ்வின் வாக்குறுதி நிறைவேறியே தீரும் நிச்சயமாக அல்லாஹ் தன் வாக்குறுதியில் மாறுசெய்யமாட்டான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และมาตรว่าอัลกุรอาน โดยมันนั้นภูเขาถูกทำให้เคลื่อนที่ได้ หรือโดยมันนั้นแผ่นดินถูกทำให้แยกออกจากกันได้ หรือโดยมันนั้นคนตายถูกทำให้พูดได้ แต่ทว่าพระบัญชาทั้งมวลเป็นกรรมสิทธิ์ของอัลลอฮ บรรดาผู้ศรัทธายังมิรู้ดอกหรือว่า มาตรว่าอัลลอฮทรงประสงค์ แน่นอนพระองค์จะทรงชี้แนะทางแก่มนุษย์ทั้งมวลก็ได้ และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธานั้น ความหายนะคงจะประสบแก่พวกเขา เนื่องด้วยพวกเขาได้กระทำไว้ หรือจะเกิดขึ้นใกล้ที่พำนักของพวกเขา จนกระทั่งสัญญาณของอัลลอฮจะมาถึง แท้จริงอัลลอฮมิทรงผิดสัญญา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар Қуръон ила тоғлар жилдириладиган ер парчаланадиган ёки ўликлар тилга киритиладиган бўлганида имкони бор эди Аммо ишнинг барчаси Аллоҳга хосдир Иймон келтирганлар агар Аллоҳ хоҳласа одамларнинг ҳаммасини ҳидоят қила олишини билмадиларми Куфр келтирганларга то Аллоҳнинг ваъдаси келгунча ўз ишлари сабабли мудом ларзага солувчи мусибатлар етар ёки уларнинг диёрлари яқинига тушиб турар Албатта Аллоҳ ваъдага хилоф қилмас Қуръоннинг иши ҳам Аллоҳга хосдир Аллоҳ Қуръонни одамларга хитоб этиш учун уларнинг қалбларига таъсир ўтказиш учун нозил этди Бу билан эса тоғларни жойидан жилдиришдан ерни парчалашдан ёки ўликларни тилга киритишдан кўра улканроқ ишлар қилинди Бутун дунё халқларининг тарихи жойидан жилдирилди қалбларидаги фикрлардаги тошлар музлар парчаланди ва халқларнинг руҳига жон кирди
- 中国语文 - Ma Jian : 假若有一部《古兰经》,可用来移动山岳,或破裂大地,或使死人说话,(他们必不信它)。不然,一切事情只归真主,难道信道的人们不知道吗?假若真主意欲,地必引导全人类。不信道的人们还要因自己的行为而遭受灾殃,或他们住宅的附近遭受灾殃,直到真主的应许到来。真主确是不爽约的。
- Melayu - Basmeih : Dan kalaulah ada manamana Kitab Suci yang dengan sebabnya gunungganang terbongkar bergerak dari tempatnya atau dengan sebabnya bumi dipecahbelah mengeluarkan isi kandungannya atau dengan sebabnya orangorang yang telah mati dapat menjawab katakata yang dihadapkan kepadanya maka AlQuran ialah Kitab Suci yang mengandungi mukjizat Tetapi lahirnya sesuatu mukjizat itu adalah menurut kehendak Allah bahkan segala urusan tertentu bagi Allah Maka tidakkah orangorang yang beriman mengetahui bahawa kalaulah Allah menghendaki tentulah Ia memberi petunjuk kepada umat manusia seluruhnya lalu menjadikan mereka semuanya beriman Dan orangorang yang kafir itu dengan sebab kekufuran mereka sentiasa ditimpa bala bencana ke atas diri atau harta benda mereka; atau pun bala bencana itu turun menimpa tempattempat yang berhampiran dengan tempat tinggal mereka lalu menjadikan mereka gempar kecemasan sehinggalah datang janji Allah hari kiamat dan azabnya; Sesungguhnya Allah tidak memungkiri janjiNya
- Somali - Abduh : haddii Quraan dartiis buuro lala kaxayn ama lala goyn dhulka ama lagula hadli Dadki dhintay Wuxuu noqon lahaa Quraankan amarkase Eebaa dhammaantiis iska leh miyeyanse ogayn kuwa rumeeyey xaqu hadduu Eebe doonoinuu hanuunin lahaa Dadka dhammaan kamana tagaan kuwii gaaloobay Xumaan intay kaga dhacdo Musiibo waxay faleen Darteed ama degto meel ku dhaw guryahooda intuu ka yimaaddo Yaboohii Eebe Illaah Ma baajiyo ballanka
- Hausa - Gumi : Kuma dã lalle an saukar da wani littafi abin karatu wanda ake tafiyar da duwãtsu game da shi kõ kuma aka yanyanke ƙasa da shi ko kuwa aka yi magana da matattu da shi dã ba su yi ĩmãni ba Ã'a ga Allah al'amari yake gabã ɗaya Shin fa waɗanda suka yi ĩmãni ba su yanke tsammãni ba da cẽwa da Allah Yã so dã Yã shiryar da mutãne gabã ɗaya Kuma waɗanda suka yi kãfirci ba zã su gushe ba wata masĩfa tanã samun su sabõda abin da suka aikata kõ kuwa ka saukã kusa da gidãjẽnsu har wa'adin Allah ya zo Kuma lalle ne Allah bã ya sãɓã wa lõkacin alkawari
- Swahili - Al-Barwani : Na kama ingeli kuwako Qur'ani ndiyo inayo endeshewa milima na kupasuliwa ardhi na kusemeshewa wafu basi ingeli kuwa Qur'ani hii Bali mambo yote ni ya Mwenyezi Mungu Je hawajajua walio amini kwamba lau kuwa Mwenyezi Mungu ange penda bila ya shaka angeli waongoa watu wote Wala walio kufuru hawaachi kusibiwa na balaa kwa waliyo yatenda au ikawateremkia karibu na nyumbani kwao mpaka ifike ahadi ya Mwenyezi Mungu Hakika Mwenyezi Mungu havunji miadi yake
- Shqiptar - Efendi Nahi : Sikur me ndonjë Kur’an të lëviznin malet ose me të – të copëtohet toka ose me të – të flisnin të vdekurit të ngjalleshin atëherë edhe me këtë Kur’an do të bëheshin këto Por të gjitha i takojnë Perëndisë Vallë a nuk e dinë ata që besojnë që – sikur të donte Perëndia do t’i kishte udhëzuar të gjithë njerëzit në besim Kurse mohuesit për atë që kanë punuar do të vazhdonte t’i godasë fatkeqësia ose ajo fatkeqësia do të ngjajë pranë shtëpive të tyre përderisa të realizohet premtimi i Perëndisë atëherë zhdukën tërësisht Perëndia me siguri e realizon premtimin
- فارسى - آیتی : اگر قرآنى توانست بود كه كوهها بدان به جنبش آيند يا زمين پارهپاره شود يا مردگان را به سخن آرد، جز اين قرآن نمىبود، كه همه كارها از آن خداست. آيا مؤمنان هنوز ندانستهاند كه اگر خدا مىخواست همه مردم را هدايت مىكرد؟ و كافران را پيوسته به سبب اعمالشان حادثهاى رسد يا آن حادثه در نزديكى خانههايشان فرود آيد تا آنگاه كه وعده خدا فراز آيد، زيرا خدا خلف وعده نمىكند.
- tajeki - Оятӣ : Агар Қуръоне тавонист буд, ки куҳҳо ба он ба ҷунбиш оянд ё замин пора-пора шавад, ё мурдагонро ба сухан орад, ҷуз ин Қуръон намебуд, ки ҳамаи корҳо аз они Худост. Оё мӯъминон ҳанӯз надонистаанд, ки агар Худо мехост, ҳамаи мардумро ҳидоят мекард? Ва кофиронро пайваста ба сабаби амалҳояшон ҳодисае расад ё он ҳодиса дар наздикии хонаҳояшон фурӯд ояд, то он гоҳ, ки ваъдаи Худо ояд, зеро Худо хилофи ваъда намекунад!
- Uyghur - محمد صالح : مۇبادا بىرەر قۇرئان (يەنى كىتاب) بولۇپ، ئۇ (تىلاۋەت قىلىش) بىلەن تاغلار يۆتكىلىدىغان ياكى يەر يېرىلىدىغان ۋە ياكى ئۆلۈكلەر سۆزلەيدىغان بولغان تەقدىردىمۇ (ئۇلار چوقۇم ئىمان ئېيتمايتتى). ھەممە ئىش اﷲ نىڭ ئىلكىدىدۇر، ئەگەر اﷲ خالىسا، ئىنسانلارنىڭ ھەممىسىنى جەزمەن ھىدايەت قىلىدىغانلىقىنى مۆمىنلەر بىلمىدىمۇ؟ (مەككە پەتھى قىلىنىپ ئىسلام دىنىنىڭ غەلىبە قىلىشىدىن ئىبارەت) اﷲ نىڭ ۋەدىسى ئەمەلگە ئاشقانغا قەدەر، كاپىرلار ئۆز قىلمىشلىرى تۈپەيلىدىن ھامان تۈرلۈك بالالارغا دۇچار بولىدۇ، ياكى بالا ئۇلارنىڭ يۇرتىغا يېقىن بىر جايغا چۈشىدۇ، اﷲ ۋەدىسىگە ئەلۋەتتە خىلاپلىق قىلمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പര്വതങ്ങളെ ചലിപ്പിക്കുകയോ ഭൂമിയെ തുണ്ടം തുണ്ടമാക്കി മുറിക്കുകയോ മരിച്ചവരോടു സംസാരിക്കുകയോ ചെയ്യാന് കഴിവുറ്റഒരു ഖുര്ആന് ഉണ്ടായാല്പ്പോലും അവരതില് വിശ്വസിക്കുമായിരുന്നില്ല. എന്നാല് കാര്യങ്ങളൊക്കെ അല്ലാഹുവിന്റെ നിയന്ത്രണത്തിലാണ്. സത്യവിശ്വാസികള് മനസ്സിലാക്കുന്നില്ലേ; അല്ലാഹു ഇച്ഛിച്ചിരുന്നെങ്കില് അവന് മുഴുവന് മനുഷ്യരെയും നേര്വഴിയിലാക്കുമായിരുന്നു. സത്യനിഷേധികള്ക്ക് തങ്ങള് പ്രവര്ത്തിച്ചുകൊണ്ടിരുന്നതിന്റെ ഫലമായി എന്തെങ്കിലും വിപത്ത് ബാധിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കും. അല്ലെങ്കില് അവരുടെ വീടുകള്ക്ക് അടുത്തുതന്നെ ദുരിതം വന്നുപതിക്കും; അല്ലാഹുവിന്റെ വാഗ്ദാനം പുലരുംവരെ. അല്ലാഹു ഒരിക്കലും വാഗ്ദാനം ലംഘിക്കുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : يرد الله تعالى على الكافرين الذين طلبوا انزال معجزات محسوسه على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم ولو ان ثمه قرانا يقرا فتزول به الجبال عن اماكنها او تتشقق به الارض انهارا او يحيا به الموتى وتكلم كما طلبوا منك لكان هذا القران هو المتصف بذلك دون غيره ولما امنوا به بل لله وحده الامر كله في المعجزات وغيرها افلم يعلم المومنون ان الله لو يشاء لامن اهل الارض كلهم من غير معجزه ولا يزال الكفار تنزل بهم مصيبه بسبب كفرهم كالقتل والاسر في غزوات المسلمين او تنزل تلك المصيبه قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله بالنصر عليهم ان الله لا يخلف الميعاد
*47) This verse has been addressed to the Believers who were feeling uneasy that no such Sign was being sent as was demanded by the disbelievers. They thought that such a Sign would convince the disbelievers and they would accept Islam. Therefore when no such Sign was sent, they became alI the more uneasy for the lack of the fulfilment of the demand that gave rise to doubts about the Prophethood of the Messenger. The question posed in this verse is meant to remove that uneasiness of the Muslims. It is like this: "Do you think that they would have embraced Islam if such and such Signs had been shown to them all of a sudden along with a Surah of the Qur'an ? Are you under the delusion that they are quite ready to accept Islam and are waiting only for such a Sign ? Do you think that those people who have failed to see the light of the Truth in the teachings of the Qur'an, in the phenomena of the universe, in the pure and spotless life of the Holy Prophet and in the wonderful change in the lives of his Companions, would see the light of the Truth in the moving of the mountains, in the cleavage of the earth and in the coming out of the dead from the graves?"
*48) "Allah has full power over everything" and can show any Sign if He so desires. He is not showing any Sign for it dces not fit in the scheme laid down for the guidance of Man. As the real object is to show Guidance to mankind through the Prophet and not to compel them to believe in the Prophethood of a Prophet, He desires that the people should gain guidance by thinking and observing wisely and not by seeing Signs.
*49) That is, "If the object had been to make human beings Believers even without consciously understanding it, Allah could have created them Believers by birth. "