- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِۦ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
- عربى - نصوص الآيات : أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ۚ والله يحكم لا معقب لحكمه ۚ وهو سريع الحساب
- عربى - التفسير الميسر : أولم يبصر هؤلاء الكفار أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها، وذلك بفتح المسلمين بلاد المشركين وإلحاقها ببلاد المسلمين؟ والله سبحانه يحكم لا معقِّب لحكمه وقضائه، وهو سريع الحساب، فلا يستعجلوا بالعذاب؛ فإن كل آت قريب.
- السعدى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
ثم قال متوعدا للمكذبين { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قيل بإهلاك المكذبين واستئصال الظالمين، وقيل: بفتح بلدان المشركين، ونقصهم في أموالهم وأبدانهم، وقيل غير ذلك من الأقوال.
والظاهر -والله أعلم- أن المراد بذلك أن أراضي هؤلاء المكذبين جعل الله يفتحها ويجتاحها، ويحل القوارع بأطرافها، تنبيها لهم قبل أن يجتاحهم النقص، ويوقع الله بهم من القوارع ما لا يرده أحد، ولهذا قال: { وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } ويدخل في هذا حكمه الشرعي والقدري والجزائي.
فهذه الأحكام التي يحكم الله فيها، توجد في غاية الحكمة والإتقان، لا خلل فيها ولا نقص، بل هي مبنية على القسط والعدل والحمد، فلا يتعقبها أحد ولا سبيل إلى القدح فيها، بخلاف حكم غيره فإنه قد يوافق الصواب وقد لا يوافقه، { وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } أي: فلا يستعجلوا بالعذاب فإن كل ما هو آت، فهو قريب.
- الوسيط لطنطاوي : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
كما سلط عليهم المؤمنين فهزموهم فى غزوة بدر وفى غزوة الفتح وفى غيرهما . ثم وبخ - سبحانه - المشركين لعدم تفكرهم وتدبرهم واتعاظهم بآثار من قبلهم ، فقال - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأرض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا . . . )
والهمزة للاستفهام الإِنكارى ، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام .
والخطاب لمشركى مكة ومن كان على شاكلتهم فى الكفر والضلال .
والمراد بالأرض هنا : أرض الكفرة والظالمين .
والأطراف جمع طرف وهو جانب الشئ .
والمعنى : أعمى هؤلاء الكافرين عن التفكير والاعتبار ، ولم يروا كيف أن قدرة الله القاهرة ، قد أتت على الأمم القوية الغنية - حين كفرت بنعمه - سبحانه - ، فصيرت قوتها ضعفا وغناها فقرا ، وعزها ذلا ، وأمنها خوفا . . وحصرتها فى رقعة ضيقة من الأرض ، بعد أن كانت تملك الأراضى الفسيحة ، والأماكن المترامية الأطراف .
فالآية الكريمة بشارة للمؤمنين ، وإنذار للكافرين .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأرض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ الغالبون ) قال الآلوسى ما ملخصه : " وروى عن ابن عباس أن المراد بانتقاص الأرض : موت أشرافها وكبرائها وذهاب العلماء منها . وعليه يكون المراد بالأرض جنسها وبالأطراف الأشراف والعلماء ، وشاهده قول الفرزدق :
واسأل بنا وبكم ، إذا وردت منى ... أطراف كل قبيلة ، من يتبع؟
يريد أشراف كل قبيلة .
وتقرير الآية عليه : أو لم يروا أنا نحدث فى الدنيا من الاختلافات خرابا بعد عمارة ، وموتا بعد حياة ، وذلا بعد عز . . فما الذى يؤمنهم أن يقلب الله - تعالى - الأمر عليهم فيجعلهم أذلة بعد أن كانوا أعزة . .
ثم قال : وهو كما ترى :
والأول - وهو أن يكون المراد بالأرض : أرض الكفر ، وبالأطراف الجوانب - أوفق بالمقام ، ولا يخفى ما فى التعبير بالإتيان المؤذن بعظيم الاستيلاء من الفخامة ، وجملة "
ننقصها " فى موضع الحال من فاعل نأتى . . " .وقوله - سبحانه - : ( والله يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) بيان لعلو شأن حكمه - تعالى - ونفاذ أمره .
والمعقب : هو الذى يتعقب فعل غيره ، أو قوله فيبطله أو يصححه .
أى : والله - تعالى - يحكم ما يشاء أن يحكم به فى خلقه ، لاراد لحكمه ، ولا دافع لقضائه ، ولا يتعقب أحد ما حكم به بتغيير أو تبديل ، وقد حكم - سبحانه - بعزة الإِسلام ، وعلو شأنه وشأن أتباعه على سائر الأمم والأديان . .
وقوله ( وَهُوَ سَرِيعُ الحساب ) أى : وهو - سبحانه - سريع المحاسبة والمجازاة ، لأنه لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه غيره من الإِحصاء والعد ، إذ هو - سبحانه - محيط بكل شئ ، فلا تستبطئ . عقابهم - أيها الرسول الكريم - فإن ما وعدناك به واقع لا محالة .
- البغوى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
قوله تعالى ( أولم يروا ) يعني : أهل مكة ، الذين يسألون محمدا صلى الله عليه وسلم الآيات ( أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) أكثر المفسرين على أن المراد منه فتح ديار الشرك ، فإن ما زاد في ديار الإسلام فقد نقص من ديار الشرك ، يقول : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) فنفتحها لمحمد أرضا بعد أرض حوالي أرضهم ، أفلا يعتبرون ؟ هذا قول ابن عباس ، وقتادة ، وجماعة .
وقال قوم : هو خراب الأرض ، معناه : أو لم يروا أنا نأتي الأرض فنخربها ، ونهلك أهلها ، أفلا يخافون أن نفعل بهم ذلك ؟
وقال مجاهد : هو خراب الأرض وقبض أهلها .
وعن عكرمة قال : قبض الناس . وعن الشعبي مثله .
وقال عطاء ، وجماعة : نقصانها موت العلماء ، وذهاب الفقهاء .
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
وقال الحسن : قال عبد الله بن مسعود : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله .
وقال علي رضي الله عنه : إنما مثل الفقهاء كمثل الأكف إذا قطعت كف لم تعد .
وقال سليمان : لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر ، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس .
وقيل لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس ؟ قال : هلاك علمائهم .
( والله يحكم لا معقب لحكمه ) لا راد لقضائه ، ولا ناقض لحكمه ( وهو سريع الحساب ) .
- ابن كثير : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
وقوله : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) قال ابن عباس : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد الأرض بعد الأرض ؟
وقال في رواية : أو لم يروا إلى القرية تخرب ، حتى يكون العمران في ناحية ؟
وقال مجاهد وعكرمة : ( ننقصها من أطرافها ) قال : خرابها .
وقال الحسن والضحاك : هو ظهور المسلمين على المشركين .
وقال العوفي عن ابن عباس : نقصان أهلها وبركتها .
وقال مجاهد : نقصان الأنفس والثمرات وخراب الأرض .
وقال الشعبي : لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك ، ولكن تنقص الأنفس والثمرات . وكذا قال عكرمة : لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكانا تقعد فيه ، ولكن هو الموت .
وقال ابن عباس في رواية : خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها . وكذا قال مجاهد أيضا : هو موت العلماء .
وفي هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز أبي القاسم المصري الواعظ سكن أصبهان ، حدثنا أبو محمد طلحة بن أسد المرئي بدمشق ، أنشدنا أبو بكر الآجرى بمكة قال : أنشدنا أحمد بن غزال لنفسه :
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها
وإن أبى عاد في أكنافها التلف
والقول الأول أولى ، وهو ظهور الإسلام على الشرك قرية بعد قرية ، [ وكفرا بعد كفر ، كما قال تعالى : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ) [ الأحقاف : 27 ] الآية ، وهذا اختيار ابن جرير ، رحمه الله ]
- القرطبى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
قوله تعالى : أولم يروا يعني ، أهل مكة ، أنا نأتي الأرض أي نقصدها . ننقصها من أطرافها اختلف فيه ; فقال ابن عباس ومجاهد : ننقصها من أطرافها موت علمائها وصلحائها قال القشيري : وعلى هذا فالأطراف الأشراف ; وقد قال ابن الأعرابي : الطرف والطرف الرجل الكريم ; ولكن هذا القول بعيد ، لأن مقصود الآية : أنا أريناهم النقصان في أمورهم ، ليعلموا أن تأخير العقاب عنهم ليس عن عجز ; إلا أن يحمل قول ابن عباس على موت أحبار اليهود والنصارى . وقال مجاهد أيضا وقتادة والحسن : هو ما يغلب عليه المسلمون مما في أيدي المشركين ; وروي ذلك عن ابن عباس ، وعنه أيضا هو خراب الأرض حتى يكون العمران في ناحية منها ; وعن مجاهد : نقصانها خرابها وموت أهلها . وذكر وكيع بن الجراح عن طلحة بن عمير عن عطاء بن أبي رباح في قول الله تعالى : أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها قال : ذهاب فقهائها وخيار أهلها . قال أبو عمر بن عبد البر : قول عطاء في تأويل الآية حسن جدا ; تلقاه أهل العلم بالقبول . قلت : وحكاه المهدوي عن مجاهد وابن عمر ، وهذا نص القول الأول نفسه ، روى سفيان عن منصور عن مجاهد ، ننقصها من أطرافها قال : موت الفقهاء والعلماء ; ومعروف في اللغة أن الطرف الكريم من كل شيء ; وهذا خلاف ما ارتضاه أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم من قول ابن عباس . وقال عكرمة والشعبي : هو النقصان وقبض الأنفس . قال أحدهما : ولو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك . وقال الآخر : لضاق عليك حش تتبرز فيه . قيل : المراد به هلاك من هلك من الأمم قبل قريش وهلاك أرضهم بعدهم ; والمعنى : أولم تر قريش هلاك من قبلهم ، وخراب أرضهم بعدهم ؟ ! أفلا يخافون أن يحل بهم مثل ذلك ; وروي ذلك أيضا عن ابن عباس ومجاهد وابن جريج . وعن ابن عباس أيضا أنه نقص بركات الأرض وثمارها وأهلها . وقيل : نقصها بجور ولاتها . قلت : وهذا صحيح معنى ; فإن الجور والظلم يخرب البلاد ، بقتل أهلها وانجلائهم عنها ، وترفع من الأرض البركة ، والله أعلم .
قوله تعالى : والله يحكم لا معقب لحكمه أي ليس يتعقب حكمه أحد بنقص ولا تغيير .
وهو سريع الحساب أي الانتقام من الكافرين ، سريع الثواب للمؤمن . وقيل : لا يحتاج في حسابه إلى روية قلب ، ولا عقد بنان ; حسب ما تقدم في " البقرة " بيانه .
- الطبرى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
قال أبو جعفر: اختلف أهلُ التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معناه: أولم ير هؤلاء المشركون مِنْ أهل مكة الذين يسألون محمدًا الآيات, أنا نأتي الأرض فنفتَحُها له أرضًا بعد أرض حَوَالَيْ أرضهم؟ أفلا يخافون أن نفتح لَهُ أرضَهم كما فتحنا له غيرها؟
*ذكر من قال ذلك:
20514- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا هشيم, عن حصين, عن عكرمة, عن ابن عباس في قوله: (أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: أولم يروا أنا نفتح لمحمد الأرض بعد الأرض؟ (54)
20515- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، يعني بذلك: ما فتح الله على محمد. يقول: فذلك نُقْصَانها .
20516- حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي, عن سلمة بن نبيط, عن الضحاك قال: ما تغلَّبتَ عليه من أرضِ العدوّ .
20517- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر قال: كان الحسن يقول في قوله: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، هو ظهور المسلمين على المشركين . (55)
20518- حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ قال: حدثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، يعنى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يُنْتَقَصُ له ما حوله من الأرَضِين, ينظرون إلى ذلك فلا يعتبرون قال الله في" سورة الأنبياء ": نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ [سورة الأنبياء:44]، بل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون .
* * *
وقال آخرون: بل معناه: أولم يروا أنا نأتي الأرض فنخرِّبها, أو لا يَخَافون أن نفعل بهم وبأرضهم مثل ذلك فنهلكهم ونخرِّب أرضهم؟
*ذكر من قال ذلك:
20519- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا علي بن عاصم, عن حصين بن عبد الرحمن, عن عكرمة, عن ابن عباس في قوله: (أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: أولم يروا إلى القرية تخربُ حتى يكون العُمْران في ناحية؟ (56)
20520- ... قال: حدثنا حجاج بن محمد, عن ابن جريج, عن الأعرج, أنه سمع مجاهدًا يقول: (نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: خرابُها .
20521- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن الأعرج, عن مجاهد مثله قال: وقال ابن جريج: خرابُها وهلاك الناس .
20522- حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا إسرائيل, عن أبي جعفر الفرَّاء, عن عكرمة قوله: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: نخرِّب من أطرافها . (57)
* * *
وقال آخرون: بل معناه: ننقص من بَرَكتها وثَمرتها وأهلِها بالموت .
*ذكر من قال ذلك:
20523- حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: (ننقصها من أطرافها) يقول: نقصان أهلِها وبركتها .
20524- حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير, عن ليث, عن مجاهد, في قوله: (ننقصها من أطرافها) ، قال: في الأنفس وفي الثمرات, وفي خراب الأرض .
20525- حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي, عن طلحة القناد, عمن سمع الشعبي قال: لو كانت الأرض تُنْقَص لضَاق عليك حُشَّك, (58) ولكن تُنْقَص الأنفُس والثَّمرات .
* * *
وقال آخرون: معناه: أنا نأتي الأرض ننقصها من أهلها, فنتطرَّفهم بأخذهم بالموت . (59)
*ذكر من قال ذلك:
20526- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (ننقصها من أطرافها) ، قال: موت أهلها .
20527- حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: الموت . (60)
20528- حدثني المثنى قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هارون النحوي قال: حدثنا الزبير بن الخِرِّيت عن عكرمة, في قوله: (ننقصها من أطرافها) ، قال: هو الموت . ثم قال: لو كانت الأرض تنقص لم نجد مكانًا نجلسُ فيه . (61)
20529- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: كان عكرمة يقول: هو قَبْضُ الناس .
20530- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قال: سئل عكرمة عن نقص الأرض قال: قبضُ الناس .
20531- حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا جرير بن حازم, عن يعلى بن حكيم, عن عكرمة في قوله: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: لو كان كما يقولون لما وجَد أحدكم جُبًّا يخرَأ فيه .
20532- حدثنا الفضل بن الصباح قال: حدثنا إسماعيل بن علية, عن أبي رجاء قال: سئل عكرمة وأنا أسمع عن هذه الآية: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: الموت .
* * *
وقال آخرون: (ننقُصها من أطرافها) بذهاب فُقَهائها وخِيارها .
*ذكر من قال ذلك:
20533- حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا طلحة بن عمرو, عن عطاء, عن ابن عباس قال: ذهابُ علمائها وفقهائِها وخيار أهلِها . (62)
20534- قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا عبد الوهاب, عن مجاهد قال: موتُ العلماء .
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب قولُ من قال: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها)، بظهور المسلمين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عليها وقَهْرِهم أهلها, أفلا يعتبرون بذلك فيخافون ظُهورَهم على أرْضِهم وقَهْرَهم إياهم؟ وذلك أن الله توعَّد الذين سألوا رسولَه الآيات من مشركي قومه بقوله: وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ، ثم وبَّخهم تعالى ذكره بسوء اعتبارهم ما يعاينون من فعل الله بضُرَبائهم من الكفار, وهم مع ذلك يسألون الآيات, فقال: (أولم يرَوْا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) بقهر أهلها, والغلبة عليها من أطرافها وجوانبها, (63) وهم لا يعتبرون بما يَرَوْن من ذلك .
* * *
وأما قوله: (والله يحكُم لا مُعَقّب لحكمه) ، يقول: والله هو الذي يحكم فيَنْفُذُ حكمُه, ويَقْضي فيَمْضِي قضاؤه, وإذا جاء هؤلاء المشركين بالله من أهل مكة حُكْم الله وقضاؤُه لم يستطيعوا رَدَّهَ . ويعني بقوله: (لا معقّب لحكمه) : لا راد لحكمه,
* * *
" والمعقب " ، في كلام العرب، هو الذي يكرُّ على الشيء. (64)
* * *
وقوله: (وهو سريع الحساب) ، يقول: والله سريع الحساب يُحْصي أعمال هؤلاء المشركين، لا يخفى عليه شيء، وهو من وراءِ جزائهم عليها . (65)
----------------------------------
الهوامش :
(54) الأثر : 20514 -" الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني" ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا ، آخرها قريبًا رقم : 20411 .
و "محمد بن الصباح الدولابي" ، أبو جعفر البزاز البغدادي ، ثقة روى له الجماعة ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 118 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 289 ، وتاريخ بغداد 5 : 365 .
(55) في المطبوعة :" فهو ظهور" .
(56) الأثر : 20519 -" علي بن عاصم بن صهيب الواسطي" ، متكلم فيه لغلطه ثم لجاجه ، مضى برقم : 5427 .
و" حصين بن عبد الرحمن السلمي" ، مضى مرارًا كثيرة ، آخرها رقم : 17237 .
(57) الأثر : 20522 -" أبو جعفر الفراء"، كوفي ، مختلف في اسمه قيل" كسيان" ، وقيل" سلمان" ، وقيل" زيادة" ، ذكره ابن حبان في الثقات . مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 4 / 1 / 234 ، وابن أبي حاتم 3 /2 / 166 ، وابن سعد في طبقاته 6 : 230 ، والكنى والأسماء للدولابي 1 : 134 ، 135 ، وفي التاريخ الكبير ، وفي إحدى نسخ ابن أبي حاتم" القراد" بالقاف والدال ، وهذا مشكل ، والأرجح" الفراء" . وانظر العلل لأحمد 1 : 104 ، 360 ، خبر له هناك . ، وفيه" الفراء" أيضًا .
(58) " الحش" البستان ، والمتوضأ ، حيث يقضي المرء حاجته . وانظر ما سلف 15 : 518 ، تعليق : 2 . ثم انظر الخبر رقم : 20531 .
(59) يعني بقولهم:"نتطرفهم" ، أي نأخذ من أطرافهم ونواحيهم، وهو عربي جيد.
(60) الأثر : 20527 -" يحيى ، هو" يحيى بن سعيد القطان" ، مضى مرارًا .
و"
سفيان" ، هو الثوري ، مضى مرارًا .(61) الأثر : 20528 -"
هارون النحوي" ، هو" هارون بن موسى النحوي" ، سلف مرارا.و "
الزبير بن الخريت" ، سلف قريبًا رقم : 20410 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا وهناك :" الزبير بن الحارث" ، وهو خطأ .(62) الأثر : 20532 - رواه الحاكم في المستدرك 2 : 350 ، من طريق الثوري عن طلحة بن عمرو ، وقال :"
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ، وتعقبه الذهبي ، فقال :" طلحة بن عمرو" ، قال أحمد :" متروك" .(63) انظر تفسير"
الطرف" فيما سلف 7 : 192 .(64) انظر تفسير مادة ( عقب ) فيما سلف من فهارس اللغة . ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 334 .
(65) انظر تفسير"
سريع الحساب" فيما سلف من فهارس اللغة . - ابن عاشور : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
عطف على جملة { وإما نرينك بعض الذي نعدهم } [ الرعد : 40 ] المتعلقة بجملة لكل أجل كتاب }. عقبت بهذه الجملة لإنذار المكذبين بأن ملامح نصر النبي صلى الله عليه وسلم قد لاحت وتباشير ظَفَره قد طلعت ليتدبروا في أمرهم ، فكان تعقيب المعطوف عليها بهذه الجملة للاحتراس من أن يتوهموا أن العقاب بطيء وغيرُ واقع بهم . وهي أيضاً بشارة للنبيء صلى الله عليه وسلم بأن الله مظهر نصره في حياته وقد جاءت أشراطه ، فهي أيضاً احتراس من أن ييأس النبي صلى الله عليه وسلم من رؤية نصره مع علمه بأن الله متم نوره بهذا الدّين .
والاستفهام في { أولم يروا أنا } إنكاري ، والضمير عائد إلى المكذبين العائد إليهم ضمير { نعدهم }. والكلام تهديد لهم بإيقاظهم إلى ما دب إليهم من أشباح الاضمحلال بإنقاص الأرض ، أي سكانها .
والرؤية يجوز أن تكون بصرية . والمراد : رؤية آثار ذلك النقص؛ ويجوز أن تكون علمية ، أي ألم يعملوا ما حل بأرضي الأمم السابقة من نقص .
وتعريف { الأرض } تعريف الجنس ، أي نأتي أية أرض من أرضي الأمم . وأطلقت الأرض هنا على أهلها مجازاً ، كما في قوله تعالى : { واسأل القرية } [ سورة يوسف : 82 ] بقرينة تعلق النقص بها ، لأن النقص لا يكون في ذات الأرض ولا يرى نقص فيها ولكنه يقع فيمن عليها . وهذا من باب قوله تعالى : { أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها } [ سورة محمد : 10 ].
وذهب كثير من المفسرين إلى أن المراد بالأرض } أرض الكافرين من قريش فيكون التعريف للعهد ، وتكون الرؤية بصرية ، ويكون ذلك إيقاظاً لهم لما غلب عليه المسلمون من أرض العدوّ فخرجت من سلطانه فتنقص الأرض التي كانت في تصرفهم وتزيد الأرض الخاضعة لأهل الإسلام . وبنوا على ذلك أن هذه الآية نزلت بالمدينة وهو الذي حمل فريقاً على القول بأن سورة الرعد مدنية فإذا اعتبرت مدنية صح أن تفسر الأطراف بطرفين وهما مكة والمدينة فإنهما طرفا بلاد العرب ، فمكة طرفها من جهة اليَمن ، والمدينة طرف البلاد من جهة الشام ، ولم يزل عدد الكفار في البلدين في انتقاص بإسلام كفارها إلى أن تمحضت المدينة للإسلام ثم تمحضت مكة له بعد يوم الفتح .
وأيّاً ما كان تفسير الآية وسبب نزولها ومكانه فهي للإنذار بأنهم صائرون إلى زوال وأنهم مغلوبون زائلون ، كقوله في الآية الأخرى في سورة الأنبياء : { أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون } [ سورة الأنبياء : 51 ] ، أي ما هم الغالبون . وهذا إمهال لهم وإعذار لعلهم يتداركون أمرهم .
وجملة { والله يحكم لا معقب لحكمه } [ سورة الرعد : 41 ] عطف على جملة أولم يروا أنا } مؤكدة للمقصود منها ، وهو الاستدلال على أن تأخير الوعيد لا يدل على بطلانه ، فاستدل على ذلك بجملة { وإما نرينك بعض الذي نعدهم } ثم بجملة { أولم يروا أنا نأتي الأرض } ثم بجملة { والله يحكم } ، لأن المعنى : أن ما حكم الله به من العقاب لا يبطله أحد وأنه واقع ولو تأخر .
ولذلك فجملة { لا معقب لحكمه } في موضع الحال ، وهي المقيدة للفعل المراد إذ هي مصب الكلام إذ ليس الغرض الإعلام بأن الله يحكم إذ لا يكاد يخفى ، وإنما الغرض التنبيه إلى أنه لا معقب لحكمه . : وأفاد نفي جنس المعقب انتفاء كل ما من شأنه أن يكون معقباً من شريك أو شفيع أو داع أو راغب أو مستعصم أو مفتد .
والمعقب : الذي يعقب عملاً فيبطله ، مشتق من العَقِب ، وهو استعارة غلبت حتى صارت حقيقة . وتقدم عند قوله تعالى : { له معقبات } [ سورة الرعد : 11 ] في هذه السورة ، كأنه يجيء عقب الذي كان عمل العمل .
وإظهار اسم الجلالة بعد الإضمار الذي في قوله : أنا نأتي الأرض } لتربية المهابة ، وللتذكير بما يحتوي عليه الاسم العظيم من معنى الإلهية والوحدانية المقتضية عدم المنازع ، وأيضاً لتكون الجملة مستقلة بنفسها لأنها بمنزلة الحكمة والمثل .
وجملة { وهو سريع الحساب } يجوز أن تكون عطفاً على جملة { والله يحكم } فتكون دليلاً رابعاً على أن وعده واقع وأن تأخره وإن طال فما هو إلا سريع باعتبار تحقق وقوعه؛ ويجوز أن يكون عطفاً على جملة الحال . والمعنى : يحكم غير منقوص حكمه وسريعاً حسابه . ومآل التقديرين واحد .
والحساب : كناية عن الجزاء والسرعة : العجلة ، وهي في كل شيء بحسبه .
- إعراب القرآن : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
«أَوَلَمْ» الهمزة للاستفهام والواو استئنافية ولم جازمة «يَرَوْا» مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة استئنافية «أَنَّا» أن ونا اسمها وأن وما بعدها سد مسد مفعولي يروا «نَأْتِي الْأَرْضَ» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والأرض مفعوله والجملة خبر «نَنْقُصُها» مضارع ومفعوله وفاعله مستتر «مِنْ أَطْرافِها» متعلقان بننقصها والجملة حالية «وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ والجملة مستأنفة «يَحْكُمُ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر «لا مُعَقِّبَ» لا نافية للجنس واسمها «لِحُكْمِهِ» متعلقان بخبر لا والجملة في محل نصب على الحال «وَهُوَ سَرِيعُ» مبتدأ وخبر والجملة معطوفة «الْحِسابِ» مضاف إليه
- English - Sahih International : Have they not seen that We set upon the land reducing it from its borders And Allah decides; there is no adjuster of His decision And He is swift in account
- English - Tafheem -Maududi : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(13:41) Do these people not see how We are advancing in the land and shrinking its boundaries (for them) on all sides ? *60 Allah rules and there is none to revise His decrees and He is swift at His reckoning.
- Français - Hamidullah : Ne voient-ils pas que Nous frappons la terre et que Nous la réduisons de tous côtés C'est Allah qui juge et personne ne peut s'opposer à Son jugement et Il est prompt à régler les comptes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sehen sie denn nicht daß Wir über das Land kommen und es an seinen Enden kürzen Allah allein richtet und es gibt niemanden der letztendlich Sein Urteil rückgängig machen kann Und Er ist schnell im Abrechnen
- Spanish - Cortes : ¿Es que no ven Nuestra intervención cuando reducimos la superficie de la tierra ¡Alá decide Nadie puede oponerse a Su decisión y es rápido en ajustar cuentas
- Português - El Hayek : Não reparam em como temos reduzido as terras de suas fronteiras remotas Deus julga e ninguém pode revogar a Suasentença Ele é destro em ajustar contas
- Россию - Кулиев : Разве они неверующие не видят как Мы постепенно уменьшаем землю по краям отдаем ее во владение верующим Аллах принимает решения и никто не отменит Его решения Он скор в расчете
- Кулиев -ас-Саади : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
Разве они (неверующие) не видят, как Мы постепенно уменьшаем землю по краям (отдаем ее во владение верующим)? Аллах принимает решения, и никто не отменит Его решения. Он скор в расчете.Всевышний грозно пригрозил неверующим, которые видят, как Аллах уменьшает землю по краям, но отказываются признать истину. Согласно одному толкованию, речь идет о гибели многобожников и искоренении нечестивцев. Согласно другому толкованию, речь идет о завоевании мусульманами стран, в которых господствовали многобожники, и потере многобожниками богатства и жизней. По этому поводу существуют и другие мнения. Но совершенно очевидно, что речь идет о том, как Аллах наказывает неверующих, производя бедствия в окрестностях их поселений и предостерегая их от наказания, которое уже никто не сможет предотвратить. А лучше всего об этом известно Аллаху! Господь сам принимает решения, и никто не способен отменить Его решения. Это относится ко всем законам мусульманской религии, божественному предопределению и законам страшного суда. Решения и законы, которые выносит Всевышний Аллах, отличаются мудростью и совершенством. В них нет изъянов или недостатков. Напротив, они являются в высшей степени справедливыми, беспристрастными и похвальными. Никто не властен отменить эти законы или изобличить их порочность, что отличает их от всех других законов, потому что вымышленные законы могут соответствовать или не соответствовать истине. Затем Всевышний Аллах поведал о том, что Он скор на расплату. А это значит, что людям не следует торопить наказание, ведь все, что непременно сбудется, можно назвать близким.
- Turkish - Diyanet Isleri : Görmüyorlar mı ki Biz yeryüzünü etrafından gitgide eksiltmekteyiz Hüküm Allah'ındır O'nun hükmünü takip edip bozacak yoktur O hesabı çabuk görür
- Italiano - Piccardo : Non vedono forse che restringiamo i loro confini esterni Allah giudica e nessuno può opporsi al Suo giudizio ed Egli è rapido al conto
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا خوا نهناسان نهیانبینیوه ئێمه چۆن ئهم لاو ئهو لای زهوی کهم دهکهینهوه دهسهڵاتی خوانهناسان ناهێڵین له ڕۆژههڵات و ڕۆژئاوای زهویدا سهرئهنجام بهرنامه و ئوممهتی میانهڕه و سهر دهخهین خوا خۆی داوهریی دهکات و گۆڕانکاریهکان تاوتۆی دهکات کهس ناتوانێت موحاسهبهی بکات و کۆسپ و تهگهره بهێنێته ڕێی وئهوزاته زۆر بهخێراییههموو شتێك تاوتۆی دهکات و له ههمووان دهپرسێتهوه
- اردو - جالندربرى : کیا انہوں نے نہیں دیکھا کہ ہم زمین کو اس کے کناروں سے گھٹاتے چلے اتے ہیں۔ اور خدا جیسا چاہتا ہے حکم کرتا ہے کوئی اس کے حکم کا رد کرنے والا نہیں۔ اور وہ جلد حساب لینے والا ہے
- Bosanski - Korkut : Zar oni ne vide da im Mi Zemlju sužavamo umanjujući joj pogranične oblasti A Allah sudi Niko ne može presudu Njegovu pobiti i On brzo račun svidi
- Swedish - Bernström : Har [förnekarna] då inte sett hur Vi slår mot [deras] land och skär bort dess utmarker [undan för undan och låter dem falla i de troendes händer] Gud ensam dömer och ingen kan tillfoga något till Hans beslut; Han är snar att kalla till räkenskap
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apakah mereka tidak melihat bahwa sesungguhnya Kami mendatangi daerahdaerah orangorang kafir lalu Kami kurangi daerahdaerah itu sedikit demi sedikit dari tepitepinya Dan Allah menetapkan hukum menurut kehendakNya tidak ada yang dapat menolak ketetapanNya; dan Dialah Yang Maha cepat hisabNya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
(Dan apakah mereka tidak melihat) yang dimaksud adalah penduduk Mekah (bahwa sesungguhnya Kami mendatangkan daerah-daerah) orang-orang kafir (lalu Kami kurangi daerah-daerah itu dari tepi-tepinya?) yaitu melalui pembukaan/penaklukan yang dilakukan oleh Nabi saw. (Dan Allah menetapkan hukum) atas makhluk-Nya menurut kehendak-Nya (tidak ada yang dapat menolak) tiada seorang pun yang dapat menolak (ketetapan-Nya; dan Dialah Yang Maha Cepat hisab-Nya.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা কি দেখে না যে আমি তাদের দেশকে চতুর্দিক থেকে সমানে সঙ্কুচিত করে আসছি আল্লাহ নির্দেশ দেন। তাঁর নির্দেশকে পশ্চাতে নিক্ষেপকারী কেউ নেই। তিনি দ্রুত হিসাব গ্রহণ করেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பூமி யில் அவர்களின் பிடி யை அதன் எல்லையோரங்களிலிருந்து நாம் படிப்படியாகக் குறைத்து வருகிறோம் என்பதை அவர்கள் பார்க்கவில்லையா மேலும் அல்லாஹ்வே தீர்ப்பளிப்பவன்; அவன் தீர்ப்பை மாற்றுபவன் எவனுமில்லை மேலும் அவன் கேள்விகணக்குக் கேட்பதில் விரைவானவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขาไม่เห็นดอกหรือว่า แท้จริงเขาขยายพื้นที่ แล้วเราให้มันลดน้อยลงจากอาณาเขตของมัน และอัลลอฮทรงตัดสิน ไม่มีผู้ใดเปลี่ยนแปลงการตัดสินของพระองค์ และพระองค์เป็นผู้ทรงฉับพลันในการคิดบัญชี
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз ерга келиб унинг атрофидан қисқартириб бораётганимизни кўрмайдиларми Ҳукмни Аллоҳ қиладир Унинг ҳукмини таъқиб қилгувчи йўқ У ҳисоби тез зотдир Кофирлар вақт ўтиши билан ердаги ҳайротлар камайиб бораётганини кўрмайдиларми Бойбадавлат ҳайротларга тўла юртлар аҳолисининг кофирлиги туфайли бойлиги давлати ва ҳайротларидан жудо бўлаётганларини кўрмайдиларми Уни биз қилмоқдамиз Аллоҳдан ўзга ҳеч ким ҳукм қила олмайди Агар У бирор юртни таназзулга учрашига ҳукм қилса ўша бўлади Агар ишонмайдиган бўлсалар тарихга бир назар солсинлар
- 中国语文 - Ma Jian : 难道他们不知道吗?我到他们的地方来缩小他们的边境。真主自由判决,任何人不能反抗其判决。他是清算神速的。
- Melayu - Basmeih : Mengapa mereka yang kafir itu masih berdegil dan tidak mahu memerhatikan bahawa kekuasaan kami sentiasa menakluk bumi yang mereka diami dengan menjadikan dia kurang sedikit demi sedikit dari kebaikannya dan kemuliaannya Dan ingatlah Allah menghukum menurut apa yang dikehendakiNya; tiada sesiapapun yang dapat menghalang hukumNya dan dia lah juga yang amat cepat hitungan hisabNya
- Somali - Abduh : miyeyna arkayn inaannu uga imaan dhulka darfaha anagoo nusqaamin furid ama Abaar Eebana wuu xukumi wax burinna ma jiro xukunkiisa waana midkay deg deg tahay xisaabtiisu
- Hausa - Gumi : Shin kuma ba su gani ba cẽwa lalle ne Muna jẽ wa ƙasar su Munã rage ta daga gẽfunanta Kuma Allah ne Yake yin hukuncinsa Babu mai bincike ga hukuncinsa Kuma shĩ ne Mai gaggãwar sakamako
- Swahili - Al-Barwani : Je Hawakuona kwamba tunaifikia ardhi tukiipunguza nchani mwake Na Mwenyezi Mungu huhukumu na hapana wa kupinga hukumu yake naye ni Mwepesi wa kuhisabu
- Shqiptar - Efendi Nahi : A nuk po shohin ata që Ne po ua shkatërrojmë tokën mohuesve duke i zvogluar skajet e saj Perëndia gjykon dhe s’ka askush që mund ta thyejë gjykimin e Tij dhe Ai është llogaritës i shpejtë
- فارسى - آیتی : آيا هنوز ندانستهاند كه ما از اطراف اين سرزمين مىكاهيم، و خدا حكم مىكند و هيچ چيز حكم او را فسخ نمىكند و او سريعاً به حساب همه مىرسد؟
- tajeki - Оятӣ : Оё ҳанӯз надонистаанд, ки мо аз атрофи ин сарзамин кам мекунем ва Худо ҳукм мекунад ва ҳеҷ чиз ҳукми Ӯро рад намекунад ва Ӯ зуд ба ҳисоби ҳама мерасад?
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ يېرىنى چۆرىسىدىن تارايتىپ بېرىۋاتقانلىقىمىز (يەنى كۇففارلارنىڭ زېمىنىنى قەدەممۇ قەدەم پەتھى قىلىپ، ئىسلام يۇرتىغا قوشۇۋاتقانلىقىمىز) نى ئۇلار (يەنى مۇشرىكلار) كۆرمەيۋاتامدۇ؟ اﷲ (خالىغانچە) ھۆكۈم قىلىدۇ، اﷲ نىڭ ھۆكمىگە ھېچ كىشى قارشى تۇرالمايدۇ. اﷲ تېز ھېساب ئالغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം ഈ ഭൂമിയെ അതിന്റെ നാനാഭാഗത്തുനിന്നും ചുരുക്കിക്കൊണ്ടുവരുന്നത് അവര് കാണുന്നില്ലേ? അല്ലാഹു എല്ലാം തീരുമാനിക്കുന്നു. അവന്റെ തീരുമാനം മാറ്റിമറിക്കാനാരുമില്ല. അവന് അതിവേഗം കണക്കുനോക്കുന്നവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : اولم يبصر هولاء الكفار انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها وذلك بفتح المسلمين بلاد المشركين والحاقها ببلاد المسلمين والله سبحانه يحكم لا معقب لحكمه وقضائه وهو سريع الحساب فلا يستعجلوا بالعذاب فان كل ات قريب
*60) " ......We are advancing in the land ...........": this is a very subtle way of warning the opponents of the Truth: "The fact that Our Message is spreading fast in Arabia does, in fact, mean that We Ourselves are advancing very fast in the country against you for We are with those who are carrying Our Message."
"...........We are shrinking its boundaries for them...........": "We are causing the influence of Islam to spread fast in the land and are thus reducing the boundaries of the influence of its opponents. Are not these things the portents of their coming disaster?"