- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَٰلُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍۢ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَىْءٍۢ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلْبَعِيدُ
- عربى - نصوص الآيات : مثل الذين كفروا بربهم ۖ أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ۖ لا يقدرون مما كسبوا على شيء ۚ ذلك هو الضلال البعيد
- عربى - التفسير الميسر : صفة أعمال الكفار في الدنيا كالبر وصلة الأرحام كصفة رماد اشتدت به الريح في يوم ذي ريح شديدة، فلم تترك له أثرًا، فكذلك أعمالهم لا يجدون منها ما ينفعهم عند الله، فقد أذهبها الكفر كما أذهبت الريح الرماد، ذلك السعي والعمل على غير أساس، هو الضلال البعيد عن الطريق المستقيم.
- السعدى : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
يخبر تعالى عن أعمال الكفار التي عملوها: إما أن المراد بها الأعمال التي عملوها لله، بأنها في ذهابها وبطلانها واضمحلالها كاضمحلال الرماد، الذي هو أدق الأشياء وأخفها، إذا اشتدت به الريح في يوم عاصف شديد الهبوب، فإنه لا يبقى منه شيئا، ولا يقدر منه على شيء يذهب ويضمحل، فكذلك أعمال الكفار { لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ } ولا على مثقال ذرة منه لأنه مبني على الكفر والتكذيب.
{ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ } حيث بطل سعيهم واضمحل عملهم، وإما أن المراد بذلك أعمال الكفار التي عملوها ليكيدوا بها الحق، فإنهم يسعون ويكدحون في ذلك ومكرهم عائد عليهم ولن يضروا الله ورسله وجنده وما معهم من الحق شيئا.
- الوسيط لطنطاوي : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
ثم ضرب - سبحانه - مثلاً لأعمال الكافرين فى حبوطها وذهابها يوم القيامة ، وساق الأدلة الدالة على قدرته القاهرة ، وصور أحوال الكافرين يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وحكى ما يقوله الضعفاء للمستكبرين وما يقوله الشيطان لأتباعه فى هذا اليوم العصيب ، وما أعده الله للمؤمنين الصادقين فى هذا اليوم فقال - تعالى - :
( مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ . . . ) .
قال الإِمام الرازى : " اعلم أنه - تعالى - لما ذكر أنواع عذابهم فى الآية المتقدمة ، بين فى هذه الآية وهى قوله - تعالى - ( مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ . . . ) أن أعمالهم بأسرها ضائعة باطلة ، لا ينتفعون بشئ منها . وعند هذا يظهر كمال خسرانهم ، لأنهم لا يجدون فى القيامة إلا العقاب الشديد وكل ما عملوه فى الدنيا وجدوه ضائعاً باطلاً " .
والمثل : النظير والشبيه . ثم أطلق على القول السائر المعروف ، لمماثلة مضربه بمورده ، ولا يكون إلا فيما فيه غرابة ، ثم استعير للصفة ، أو الحال ، أو القصة إذا كان لها شأن عجيب ، وفيها غرابة .
والمراد بأعمال الذين كفروا فى الآية الكريمة : ما كانوا يقومون به فى الدنيا من أعمال حسنة كإطعام الطعام ، ومساعدة المحتاجين ، وإكرام الضيف ، إلى غير ذلك من الأعمال الطيبة .
والرماد : ما يتبقى من الشئ بعد احتراق أصله ، كالمتبقى من الخشب أو الحطب بعد احتراقهما .
والعاصف : من العصف وهو اشتداد الريح ، وقوة هبوبها .
قال الجمل : " وقوله : ( مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ . . . ) فيه أوجه للإِعراب : أحدها وهو مذهب سيبويه : أنه مبتدأ محذوف الخبر تقديره : فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا ، وتكون الجملة من قوله ( أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ . . . ) مستأنفة جواب لسؤال مقدر ، كأنه قيل : كيف مثلهم . . ؟ فقيل : كيت وكيت .
والثانى : أن يكون "
مثل " مبتدأ و " أعمالهم " مبتدأ ثان ، و " كرماد " خبر المبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى وخبره خبر المبتدأ الأول . . . "والمعنى : حال أعمال الذين كفروا فى حبوطها وذهابها وعدم انتفاعهم بشئ منها فى الآخرة ، كحال الرماد المكدس الذي أتت عليه الرياح العاصفة ، فمحقته وبددته ، ومزقته تمزيقاً لا يجرى معه اجتماع .
فالآية الكريمة تشبيه بليغ لما يعمله الكافرون فى الدنيا من أعمال البر والخير .
ووجه الشبه : الضياع والتفرق وعدم الانتفاع فى كل ، فكما أن الريح العاصف تجعل الرماد هباء منثورا ، فكذلك أعمال الكافرين فى الآخرة تصير هباء منثوراً ، لأنها أعمال بنيت على غير أساس من الإِيمان وإخلاص العبادة لله - تعالى - .
ووصف - سبحانه - اليوم بأنه عاصف - مع أن العصف شدة الريح - للمبالغة فى وصف زمانها - وهو اليوم - بذلك : ما يقال : يوم حار ويوم بارد ، مع أن الحر والبرد فيهما وليس منهما .
وقوله - سبحانه - ( لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ على شَيْءٍ ) بيان للمقصود من التشبيه ، وهو أن هؤلاء الكافرين ، لا يقدرون يوم القيامة ، على الانتفاع بشئ مما فعلوه فى الدنيا من أفعال البر والخير ، لأن كفرهم أحبطها فذهب سدى دون أن يستفيدوا منها ثواباً ، أو تخفف عنهم عذاباً .
قال الآلوسى : " وفى الصحيح عن عائشة - رضى الله عنها - أنها قالت :
" يا رسول الله . إن ابن جدعان فى الجاهلية كان يصل الرحم ، ويطعم المسكين ، هل ذلك نافعة؟ قال : " لا ينفعه؛ لأنه لم يقل رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين " " .
وقال الإِمام ابن كثير ما ملخصه : " هذا مثل ضربة الله - تعالى - لأعمال الكفار الذين عبدوا مع الله غيره ، وكذبوا رسله ، وبنوا أعمالهم على غير أساس صحيح ، فانهارت وعدموها وهم أحوج ما كانوا إليها . . .
كما قال - تعالى - ( وَقَدِمْنَآ إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً ) وكما قال تعالى - ( مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هذه الحياة الدنيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظلموا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ) واسم الإِشارة فى قوله ( ذلك هُوَ الضلال البعيد ) يعود إلى ما دل عليه التمثيل من بطلان أعمالهم ، وذهاب أثرها .
أى : ذلك الحبوط لأعمالهم ، وعدم انتفاعهم بشئ منها ، هو الضلال البعيد .
أى : البالغ أقصى نهايته ، والذى ينتهى بصاحبه إلى الهلاك والعذاب المهين .
ووصف - سبحانه - الضلال بالبعد ، لأنه يؤدى إلى خسران لا يمكن تداركه ، ولا يرجى الخلاص منه .
ثم بين - سبحانه - بعد ذلك ، بعض مظاهر قدرته التى لا يعجزها شئ فقال - تعالى - : ( مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هذه الحياة الدنيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظلموا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ) .
واسم الإِشارة فى قوله ( ذلك هُوَ الضلال البعيد ) يعود إلى ما دل عليه التمثيل من بطلان أعمالهم ، وذهاب أثرها .
أى : ذلك الحبوط لأعمالهم ، وعدم انتفاعهم بشئ منها ، هو الضلال البعيد .
أى : البالغ أقصى نهايته ، والذى ينتهى بصاحبه إلى الهلاك والعذاب المهين .
ووصف - سبحانه - الضلال البعيد ، لأنه يؤدى إلى خسران لا يمكن تداركه ، ولا يرجى الخلاص منه .
- البغوى : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم ) يعني : أعمال الذين كفروا بربهم - كقوله تعالى : ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم ) ( الزمر - 60 ) - أي : ترى وجوه الذين كذبوا على الله مسودة ( كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ) وصف اليوم بالعصوف ، والعصوف من صفة الريح لأن الريح تكون فيها ، كما يقال : يوم حار ويوم بارد ، لأن الحر والبرد فيه .
وقيل : معناه : في يوم عاصف الريح ، فحذف الريح لأنها قد ذكرت من قبل . وهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار ، يريد : أنهم لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا لأنهم أشركوا فيها غير الله كالرماد الذي ذرته الريح لا ينتفع به ، فذلك قوله تعالى :
( لا يقدرون ) يعني : الكفار ( مما كسبوا ) في الدنيا ( على شيء ) في الآخرة ( ذلك هو الضلال البعيد ) .
- ابن كثير : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
هذا مثل ضربه الله تعالى لأعمال الكفار الذين عبدوا مع الله غيره ، وكذبوا رسله ، وبنوا أعمالهم على غير أساس صحيح; فانهارت وعدموها أحوج ما كانوا إليها ، فقال تعالى : ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم ) أي : مثل أعمال الذين كفروا يوم القيامة إذا طلبوا ثوابها من الله تعالى; لأنهم كانوا يحسبون أنهم على شيء ، فلم يجدوا شيئا ، ولا ألفوا حاصلا إلا كما يتحصل من الرماد إذا اشتدت به الريح العاصفة ( في يوم عاصف ) أي : ذي ريح عاصفة قوية ، فلا [ يقدرون على شيء من أعمالهم التي كسبوها في الدنيا إلا كما ] يقدرون على جمع هذا الرماد في هذا اليوم ، كما قال تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) [ الفرقان : 23 ] وقال تعالى : ( مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته ) [ آل عمران : 117 ] ، وقال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ) [ البقرة : 264 ] .
وقال في هذه الآية : ( ذلك هو الضلال البعيد ) أي : سعيهم وعملهم على غير أساس ولا استقامة حتى فقدوا ثوابهم أحوج ما هم إليه ، ( ذلك هو الضلال البعيد ) .
- القرطبى : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
قوله : مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد
قوله تعالى : مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اختلف النحويون في رفع " مثل " فقال سيبويه : ارتفع بالابتداء والخبر مضمر ; التقدير : وفيما يتلى عليكم أو يقص مثل الذين كفروا بربهم ثم ابتدأ فقال : أعمالهم كرماد أي كمثل رماد اشتدت به الريح . وقال الزجاج : أي مثل الذين كفروا فيما يتلى عليكم أعمالهم كرماد ، وهو عند الفراء على إلغاء المثل ، التقدير : الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد . وعنه أيضا أنه على حذف مضاف ; التقدير : مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد ; وذكر الأول عنه المهدوي ، والثاني القشيري والثعلبي ويجوز أن يكون مبتدأ كما يقال : صفة فلان أسمر ; ف " مثل " بمعنى صفة . ويجوز في الكلام جر أعمالهم على بدل الاشتمال من " الذين " واتصل هذا بقوله : وخاب كل جبار عنيد والمعنى : أعمالهم محبطة غير مقبولة . والرماد ما بقي بعد احتراق الشيء ; فضرب الله هذه الآية مثلا لأعمال الكفار في أنه يمحقها كما تمحق الريح الشديدة الرماد في يوم عاصف . والعصف شدة الريح ; وإنما كان ذلك لأنهم أشركوا فيها غير الله تعالى . وفي وصف اليوم بالعصوف ثلاثة أقاويل : أحدها : أن العصوف وإن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به ; لأن الريح تكون فيه ، فجاز أن يقال : يوم عاصف ، كما يقال : يوم حار ويوم بارد ، والبرد والحر فيهما . والثاني : أن يريد في يوم عاصف الريح ; لأنها ذكرت في أول الكلمة ، كما قال الشاعر :
إذا جاء يوم مظلم الشمس كاسف
يريد كاسف الشمس فحذف ; لأنه قد مر ذكره ; ذكرهما الهروي . والثالث : أنه من نعت الريح ; غير أنه لما جاء بعد اليوم أتبع إعرابه كما قيل : جحر ضب خرب ; ذكره الثعلبي والماوردي . وقرأ ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن أبي بكر في يوم عاصف .
لا يقدرون يعني الكفار . مما كسبوا على شيء يريد في الآخرة ; أي من ثواب ما عملوا من البر في الدنيا ، لإحباطه بالكفر .
ذلك هو الضلال البعيد أي الخسران الكبير ; وإنما جعله كبيرا بعيدا لفوات استدراكه بالموت .
- الطبرى : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
قال أبو جعفر : اختلف أهلُ العربية في رافعِ " مَثَلُ" .
فقال بعض نحويي البصرة: إنما هو كأنه قال: ومما نقصّ عليكم مَثَلُ الذين كفروا ، ثم أقبل يفسّر ، كما قال: مَثَلُ الْجَنَّةِ [سورة الرعد : 35 ] ، وهذا كثير. (43)
* * *
وقال بعض نحويي الكوفيين : إنما المثل للأعمال ، ولكن العرب تقدّم الأسماء ، لأنها أعرفُ ، ثم تأتي بالخبر الذي تخبر عنه مع صاحبه. ومعنى الكلام: مَثَلُ أعمال الذين كفروا بربهم كرماد ، كما قيل: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ [سورة الزمر : 60 ] ، ومعنى الكلام: (44) ويوم القيامة ترى وجوه الذين كذبوا على الله مسودة. قال: ولو خفض " الأعمال " جاز ، كما قال: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ الآية [سورة البقرة : 217 ] ، . وقوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [سورة الرعد : 35 ] . قال: فـ" تجري" ، هو في موضع الخبر ، كأنه قال: أن تجري ، وأن يكون كذا وكذا ، فلو أدخل " أن " جاز. قال : ومنه قول الشاعر: (45)
ذَرِينِــي إِنَّ أَمْــرَكِ لَــنْ يُطَاعَـا
وَمَــا أَلْفَيْتِنِــي حِــلْمِي مُضَاعَـا
(46)
قال: فالحلمُ منصوبٌ ب " ألفيتُ" على التكرير ، (47) قال : ولو رفعه كان صوابًا. قال: وهذا مثلٌ ضربه الله لأعمال الكفّار فقال: مَثَلُ أعمال الذين كفروا يوم القيامة ، التي كانوا يعملونها في الدنيا يزعمُون أنهم يريدون الله بها ، مَثَلُ رمادٍ عصفت الريح عليه في يومِ ريح عاصفٍ ، فنسفته وذهبت به ، فكذلك أعمال أهل الكفر به يوم القيامة ، لا يجدون منها شيئًا ينفعهم عند الله فينجيهم من عذابه ، لأنهم لم يكونوا يعملونها لله خالصًا ، بل كانوا يشركون فيها الأوثان والأصنام .
يقول الله عز وجل: ( ذلك هو الضلال البعيد ) ، يعني أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا ، التي يشركون فيها مع الله شركاء ، هي أعمالٌ عُملت على غير هُدًى واستقامة ، بل على جَوْر عن الهُدَى بعيد ، وأخذٍ على غير استقامة شديد.
* * *
وقيل: ( في يوم عاصف ) ، فوصف بالعُصوف اليومَ ، (48) وهو من صفة الريح ، لأن الريح تكون فيه ، كما يقال: " يوم بارد ، ويوم حارّ" ، لأن البردَ والحرارة يكونان فيه ، (49) وكما قال الشاعر: (50)
* يَوْمَيْنِ غَيْمَيْنِ وَيَوْمًا شَمْسًا * (51)
فوصف اليومين بالغيمين ، وإنما يكون الغيم فيهما. وقد يجوز أن يكون أريد به: في يوم عاصف الريح ، فحذفت " الريح " ، لأنها قد ذكرت قبل ذلك ، فيكون ذلك نظير قول الشاعر: (52)
* إِذَا جَاءَ يَوْمٌ مُظْلِمُ الشَّمْسِ كَاسِفُ * (53)
يريد: كاسفُ الشمس. وقيل: هو من نعت " الريح " خاصة ، غير أنه لما جاء بعد " اليوم " أُتبع إعرابَهُ ، وذلك أن العرب تتبع الخفضَ الخفضَ في النعوت ، كما قال الشاعر: (54)
تُــرِيكَ سُـنَّةَ وَجْـهٍ غَـيْرِ مُقْرِفَـةٍ
مَلْسَــاءَ لَيْسَ بِهَـا خَـالٌ وَلا نَـدَبُ (55)
فخفض " غير " إتباعًا لإعراب " الوجه " ، وإنما هي من نعت " السنَّة " ، والمعنى: سُنَّةَ وَجْه غَيْرَ مُقْرفة ، وكما قالوا: " هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ".
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
20636 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله: ( كرماد اشتدت به الريح ) ، قال: حملته الريح في يوم عاصف .
20637 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ) ، يقول: الذين كفروا بربهم وعبدوا غيرَه ، فأعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم ، كما لا يُقْدَر على الرماد إذا أُرْسِل في يوم عاصف. (56)
* * *
وقوله: ( ذلك هو الضَّلال البعيد ) ، أي الخطأ البينُ ، البعيدُ عن طريق الحق. (57)
-----------------------------
الهوامش :
(43) انظر ما سلف قريبًا : 469 - 472
(44) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 338 ، وسيبويه 1 : 77 .
(45) هو عدي بن زيد بن العبادي ، ونسبه سيبويه لرجل من بجيله أو خثعم .
(46) سيبويه 1 : 77 ، 78 / والخزانة 2 : 368 ، 369 / والعيني بهامش الخزانة 4 : 192 / وسيأتي في التفسير 24 : 15 ( بولاق ) ، من أبيات عزيزة هذا أولها ، يقول بعده :
ألاَ تِلْــكَ الثَّعَــالِبُ قَــدْ تَعَــاوَتْ
عَــلَيَّ وَحَــالَفَتْ عُرْجًـا ضِبَاعَـا
لِتَــاكُلَنِي , فَمَــرَّ لَهُــنَّ لَحْــمِي
وأَذْرَقَ مِــنْ حِــذَارِي أَوْ أَتَاعَــا
فَــإِنْ لَــمْ تَنْدَمُـوا فَثَكِـلْتُ عَمْـرًا
وَهَــاجَرْتُ المُــرَوَّقَ والسَّــماعَا
وَلاَ وَضَعَــتْ إِلَــيَّ عَـلَى فِـرَاشٍ
حَصَــانٌ يَـــوْمَ خَلْوَتِهَــا قِنَاعَـا
وَلاَ مَلَكَــتْ يَــدَايَ عِنَـانَ طِـرْفٍ
ولا أَبْصَــرْتُ مـن شَـمْسٍ شُـعَاعَا
وخُطَّــةِ مَــاجِدٍ كَــلَّفْتُ نَفْسِــي
إِذَا ضَــاقُوا رَحُــبْتُ بِهَـا ذِرَاعَـا
والبيتان الأول والثاني من هذه الأبيات ، في المعاني الكبير 867 ، واللسان ( مرد ) ( ذرق ) ( فرق ) . ولم أجد لهذه الأبيات خبرًا بعد ، وأتوهمها في أقوام تحالفوا على أذاه ، جعل بعضهم ثعالب لمكرها وخداعها ، وبعضها ضباعًا ، لدناءتها وموقها ، والضباع موصوفة بالحمق ( الحيوان 7 : 38 ) وقول صاحب الخزانة : " أراد بالثعالب ، الذين لاموه على جوده حسدًا ولؤمًا " قول مرغوب عنه . و " الضباع " عرج ، فيها خمع . و " تعاوت " تجمعت ، كما تتعاوى الذئاب فتجتمع . " ومر اللحم " ، و " أمر ، كان مرًا لا يستساغ . و " أذرق ، أي جعلها تذرق ، يقال : " ذرق الطائر ، إذا خذق بسلحه ، أي قذف ، وهو هنا مستعار . إشارة إلى أن ذا بطونهم قد أساله الخوف حتى صار كسلح الطير مائعًا . و " أتاع " حملهم على القيء يعني من الخوف أيضًا " تاع القيء يتيع " خرج . ويرى " فأفرق " وهو مثل " أذرق " في المعنى هنا . و " عمرو " المذكور في شعر عدي ، لا أكاد أشك أنه أخوه " عمرو بن زيد " ، ( الأغاني 2 : 105 ) قال : " كان لعدَي بن زيد أخوان ، أحدهما اسمه عمار ، ولقبه أبي ، والآخر اسمه عمرو ، ولقبه سمي " . و " المروق " ، الخمر ، لأنها تصفى بالراووق . و " السماع " ، الغناء ، يدعو على نفسه أن ينخلع من لذات الدنيا إذا لم يندموا على مغبة كيدهم له .
(47) "
التكرير " ، هو البدل عند البصريين ، ويسميه الكوفيون أيضًا " التبيين " ، انظر ما سلف 529 تعليق : 2 .(48) في المطبوعة حذف "
اليوم " ، اجتراء وتحكمًا .(49) انظر تفسير "
عاصف " فيما سلف 15 : 51 .(50) لم أعرف قائله .
(51) سيأتي في التفسير 24 : 67 ( بولاق ) ، وبعده هناك :
* نَجْـمَيْنِ بِالسَّـعْدِ ونَجْمًـا نَحْسَـا *
(52) هو مسكين الدارمي .
(53) من أبيات خرجتها فيما سلف 7 : 520 ، تعليق : 3 . وانظر الخزانة 2 : 323 وصدر البيت :
* وتَضْحَـكُ عِرْفَانَ الدُّرُوعِ جُلُودُنَا *
(54) هو ذو الرمة .
(55) ديوانه : 4 ، من عقيلته المحجبة بالحسن . وهذا البيت من أبيات في صفة صاحبته مي .
و "
السنة " ، ما أقبل عليك من الوجه وصفحة الحد مصقولا يلوح . و " غير مقرنة " ، لا يشوب معارفها ولا لونها شيء يهجنها ، وذلك من عتقها . و " الندب " ، أثر الجرح إذا لم يرتفع .(56) في المطبوعة : "
إذا أرسل عليه الريح في يوم عاصف " ، زاد ما لا معنى له .(57) من أول : "
وقوله : ذلك هو ... " ، ليس في المخطوطة ، ولست أدري من أين جاء به ناشر المطبوعة ، فتركته على حالة ، حتى أقطع بأنه ليس من كلام أبي جعفر .وانظر تفسير "
الضلال " ، و " البعيد " ، فيما سلف من فهارس اللغة . - ابن عاشور : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
تمثيل لحال ما عمله المشركون من الخيرات حيث لم ينتفعوا بها يوم القيامة . وقد أثار هذا التمثيل ما دلّ عليه الكلام السابق من شدة عذابهم ، فيخطر ببالهم أو ببال من يسمع من المسلمين أن يسأل نفسه أن لهم أعمالاً من الصلة والمعروف من إطعام الفقراء ، ومن عتق رقاب ، وقِرى ضيوف ، وحمالة ديات ، وفداء أسارى ، واعتمار ، ورفادة الحجيج ، فهل يجدون ثواب ذلك؟ وأن المسلمين لما علموا أن ذلك لا ينفع الكافرين تطلبت نفوسهم وجهَ الجمع بين وجود عمل صالح وبين عدم الانتفاع به عند الحاجة إليه ، فضُرب هذا المثل لبيان ما يكشف جميع حتمالات .
والمثل : الحالة العجيبة ، أي حال الذين كفروا العجيبة أن أعمالهم كرماد الخ . فالمعنى : حال أعمالهم ، بقرينة الجملة المخبر عنها لأنه مهما أطلق مَثَل كذا إلا والمراد حال خاصة من أحواله يفسرها الكلام ، فهو من الإيجاز الملتزم في الكلام .
فقوله : { أعمالهم } مبتدأ ثاننٍ ، و { كرماد } خبر عنه ، والجملة خبر عن المبتدإ الأول .
ولما جعل الخبر عن { مثل الذين كفروا } ، { أعمالهم } آل الكلام إلى أن مَثَل أعمال الذين كفروا كرماد .
شبهت أعمالهم المتجمعة العديدة برماد مكدّس فإذا اشتدت الرياح بالرماد انتثر وتفرق تفرقاً لا يُرجى معه اجتماعُه . ووجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من اضمحلال شيء كثير بعد تجمعه ، والهيئة المشبهة معقولة .
ووصف اليوم بالعاطف مجاز عقلي ، أي عاصف ريحُه ، كما يقال : يوم ماطر ، أي سحابه .
والرماد : ما يبقى من احتراق الحطب والفحم . والعاصف تقدم في قوله : { جاءتها ريح عاصف } في سورة يونس ( 22 ).
ومن لطائف هذا التمثيل أن اختير له التشبيه بهيئة الرماد المتجمع ، لأن الرماد أثرٌ لأفضل أعمال الذين كفروا وأشيعِها بينهم وهو قِرى الضيف حتى صارت كثرة الرماد كناية في لسانهم عن الكرم .
وقرأ نافع وأبو جعفر اشتدت به الرياح }. وقرأه البقية { اشتدت به الريح } بالإفراد ، وهما سواء لأن التعريف تعريف الجنس .
وجملة { لا يقدرون مما كسبوا على شيء } بيان لجملة التشبيه ، أي ذهبت أعمالهم سدى فلا يقدرون أن ينتفعوا بشيء منها .
وجملة { ذلك هو الضلال البعيد } تذييل جامع لخلاصة حالهم ، وهي أنها ضلال بعيد .
والمراد بالبعيد البالغ نهاية ما تنتهي إليه ماهيتُه ، أي بعيد في مسافات الضلال ، فهو كقولك : أقصى الضلال أو جِدَّ ضَلال ، وقد تقدم في قوله تعالى : { ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً } في سورة النساء ( 116 ).
- إعراب القرآن : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
«مَثَلُ» مبتدأ «الَّذِينَ» موصول مضاف إليه والجملة مستأنفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «بِرَبِّهِمْ» متعلقان بكفروا «أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ» مبتدأ والهاء مضاف إليه ومتعلقان بالخبر والجملة استئنافية «اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ» ماض والتاء للتأنيث والريح فاعله ومتعلقان باشتدت والجملة صفة لرماد «فِي يَوْمٍ» متعلقان باشتدت «عاصِفٍ» صفة ليوم «لا يَقْدِرُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مستأنفة «مِمَّا» ما موصولية ومتعلقان بمحذوف حال «كَسَبُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «عَلى شَيْ ءٍ» متعلقان بيقدرون «ذلِكَ» ذا اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «هُوَ» مبتدأ ثان «الضَّلالُ» خبر هو والجملة خبر ذلك «الْبَعِيدُ» صفة الضلال.
- English - Sahih International : The example of those who disbelieve in their Lord is [that] their deeds are like ashes which the wind blows forcefully on a stormy day; they are unable [to keep] from what they earned a [single] thing That is what is extreme error
- English - Tafheem -Maududi : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ(14:18) The works of those who disbelieved may be likened, to the ashes which the wind scatters on a stormy day. They shall not be able to gain anything from what they did. *25 This is the extreme deviation.
- Français - Hamidullah : Les œuvres de ceux qui ont mécru en leur Seigneur sont comparables à de la cendre violemment frappée par le vent dans un jour de tempête Ils ne tireront aucun profit de ce qu'ils ont acquis C'est cela l'égarement profond
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Dies ist das Gleichnis derjenigen die ihren Herrn verleugnen Ihre Werke sind wie Asche auf die der Wind an einem stürmischen Tag heftig bläst Sie haben keine Macht über etwas von dem was sie erworben haben Das ist wirklich der tiefe Irrtum
- Spanish - Cortes : Las obras de quienes no creen en su Señor son como cenizas azotadas por el viento en un día de tormenta No pueden esperar nada por lo que han merecido Ése es el profundo extravío
- Português - El Hayek : As obras daqueles que negaram seu Senhor assemelhamse às cinzas esparramadas em um dia tempestuoso Não terãopoder por tudo quanto tiveram acumulado Tal é o profundo erro
- Россию - Кулиев : Деяния тех кто не уверовал в своего Господа подобны пеплу над которым пронесся сильный ветер в ветреный день Они не смогут распоряжаться ничем из того что приобрели Это и есть глубокое заблуждение
- Кулиев -ас-Саади : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
Деяния тех, кто не уверовал в своего Господа, подобны пеплу, над которым пронесся сильный ветер в ветреный день. Они не смогут распоряжаться ничем из того, что приобрели. Это и есть глубокое заблуждение.Всевышний поведал о деяниях, совершенных неверующими. Возможно, речь идет о поступках, которые они совершили искренне ради Аллаха, потому что они станут тщетными и исчезнут, подобно пеплу, который разносится ветром. Воистину, пепел является одним из самых легких творений, и если ураган пронесется над ним в ветреный день, то разнесет его по свету. Человек не сможет сохранить его - он бесследно исчезнет. И неверующие также не смогут распоряжаться своими деяниями, пусть даже самыми маленькими из них, потому что все они зиждились на неверии и отрицании истины. Такие люди являются самыми настоящими заблудшими, поскольку их усердия окажутся тщетными и бесполезными, а их деяния бесследно исчезнут. Согласно другому толкованию, речь идет о кознях, которые неверующие строили для того, чтобы бороться с истиной. Хорошо известно, что неверующие пытаются всеми силами сопротивляться истине, однако их козни всегда обращаются против них самих. Они ничем не могут навредить Аллаху, Его посланнику, Его воинству и той истине, которую они исповедуют.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rablerini inkar edenlerin işleri fırtınalı bir günde rüzgarın şiddetle savurduğu küle benzer; yaptıklarından hiçbir şey elde edemezler İşte bu uzak sapıklıktır
- Italiano - Piccardo : Questa è la metafora di coloro che rinnegano il loro Signore le loro azioni saranno come cenere sulla quale infuria il vento in un giorno di tempesta Non avranno alcun pro da ciò che hanno fatto Questa è la perdizione totale
- كوردى - برهان محمد أمين : نموونهی ئهوانهی که باوهڕیان نههێناوه بهپهروهردگاریان کردهوهکانیان وهکو خۆڵهمێشێك وایه که له ڕهشهبایهکی سهخت له ڕۆژێکی گهردهلوودا بهتوندی لێی بدات لهو ههوڵ و کۆششهی که داویانه بۆ دنیا هیچیان دهست ناکهوێت ئا ئهوهیه گومڕایهك که له حهق و ڕاستیهوه دووره
- اردو - جالندربرى : جن لوگوں نے اپنے پروردگار سے کفر کیا ان کے اعمال کی مثال راکھ کی سی ہے کہ اندھی کے دن اس پر زور کی ہوا چلے اور اسے اڑا لے جائے اس طرح جو کام وہ کرتے رہے ان پر ان کو کچھ دسترس نہ ہوگی۔ یہی تو پرلے سرے کی گمراہی ہے
- Bosanski - Korkut : Djela nevjernika u Gospodara njihova nalik su na pepeo koji vihor u olujnom danu raznese; neće moći očekivati nikakvu nagradu za djela koja su učinili to će teška propast biti
- Swedish - Bernström : De som förnekar sin Herre deras handlingar kan liknas vid askan som sopas bort av vinden en stormig dag; inte ens [det goda] som de har gjort skall vara dem till nytta [att förneka Gud] är att gå till syndens yttersta gräns
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang yang kafir kepada Tuhannya amalanamalan mereka adalah seperti abu yang ditiup angin dengan keras pada suatu hari yang berangin kencang Mereka tidak dapat mengambil manfaat sedikitpun dari apa yang telah mereka usahakan di dunia Yang demikian itu adalah kesesatan yang jauh
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
(Perumpamaan) gambaran (tentang orang-orang yang ingkar kepada Rabb mereka) kalimat ayat ini berkedudukan menjadi mubtada kemudian dijelaskan oleh badalnya pada firman selanjutnya, yaitu: (amalan-amalan mereka) yang baik, seperti silaturahmi dan sedekah, yaitu dalam hal tiada kemanfaatan (seperti abu yang ditiup angin dengan keras pada suatu hari yang berangin keras) sangat keras tiupannya sehingga angin keras itu menjadikannya debu-debu yang beterbangan yang tiada manfaatnya. Jar dan majrurnya merupakan khabar daripada mubtada (mereka tidak dapat) yakni orang-orang kafir itu (mengambil manfaat dari apa yang telah mereka upayakan itu) dari apa yang telah mereka amalkan sewaktu di dunia (barang sedikit pun) artinya mereka sama sekali tidak menemukan pahala daripada amal-amal mereka karena tidak memenuhi syarat, yaitu tiadanya iman. (Yang demikian itu adalah kesesatan) kebinasaan (yang jauh.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা স্বীয় পালনকর্তার সত্তার অবিশ্বাসী তাদের অবস্থা এই যে তাদের কর্মসমূহ ছাইভস্মের মত যার উপর দিয়ে প্রবল বাতাস বয়ে যায় ধূলিঝড়ের দিন। তাদের উপার্জনের কোন অংশই তাদের করতলগত হবে না। এটাই দুরবর্তী পথভ্রষ্টতা।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவர்கள் தங்களுடைய இறைவனை நிராகரிக்கிறார்களோ அவர்களுக்கு உதாரணமாவது அவர்களுடைய செயல்கள் சாம்பல் போன்றவை புயல் காற்று கடினமாக வீசம் நாளில் அச்சாம்பலைக் காற்று அடித்துக் கொண்டு போய்விட்டது அவ்வாறே தாங்கள் சம்பாதித்த பொருள்களில் எதன் மீதும் அவர்களுக்கு அதிகாரம் இராது இதுவே வெகு தூரமான வழிகேடாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อุปมาบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธา ต่อพระเจ้าของพวกเขา การงานของพวกเขาแสวงหาไว้แต่อย่างใด นั่นคือการหลงทางที่ไกลลิบ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Роббиларига куфр келтирганларнинг амалларининг мисоли худди бўронли кунда шамол учириб кетган кулга ўхшайдир Улар ўз касбларидан бирор нарсага эга бўлмаслар Ана ўша узоқ адашувнинг ўзидир Ҳар қандай амал агар эгасида кофирлик бўлса бехудага айланади Кофирлик ҳар қандай яхши амални худди кулга ўхшатиб кераксиз қилиб қўяди Чўғи йўқ кул бефойда нарсага айланиб уни шамол тўзитиб учириб кетганидек кофирларнинг амаллари ҳам бехуда кетади Улар турли амалларни қилишлари мумкин аммо фойда ола билмайдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 不信主者,他们的善功比如一堆灰,在暴风之日,被狂风吹散,他们对于自己所谋求的,不能获得一点报酬。这确是深深的迷误。
- Melayu - Basmeih : Bandingan segala kebaikan amal dan usaha orangorang yang kufur ingkar terhadap Tuhannya ialah seperti abu yang diterbangkan angin pada hari ribut yang kencang; mereka tidak memperoleh sesuatu faedah pun dari apa yang mereka telah usahakan itu Siasianya amalan itu ialah kesan kesesatan yang jauh dari dasar kebenaran
- Somali - Abduh : kuwa ka gaaloobay Eebahood wuxuu la midyahay camlakoodu dambas ku darraatay ku dhacday dabayli maalin dabayl dhabasho daran kama karaan helaan waxay Kasbadeen waxba kaasina waa baadida fog uun
- Hausa - Gumi : Misãlin waɗanda suka kãfirta da Ubangijinsu ayyukansu sun yi kama da tõka wadda iska ta yi tsananin bugãwa da ita a cikin yini mai gũguwa Ba su iya amfãni daga abin da suka yi tsirfa a kan kõme Wancan ita ce ɓata mai nĩsa
- Swahili - Al-Barwani : Mfano wa walio mkufuru Mola wao Mlezi vitendo vyao ni kama jivu linalo peperushwa kwa nguvu za upepo katika siku ya mdharba Hawawezi kupata chochote katika waliyo yafanya Huko ndiko kupotelea mbali
- Shqiptar - Efendi Nahi : Vepra e atyre që nuk besojnë Zotin e tyre i shembëllen hirit që në ditën e stuhishme bartet nga era Nuk do të kenë asnjë dobi nga veprat që kanë punuar Kjo është humbje e madhe
- فارسى - آیتی : مثَل اعمال كسانى كه به خدا كافر شدهاند چون خاكسترى است كه در روزى طوفانى بادى سخت بر آن بوزد. توان نگهداشتن آنچه را كه به دست آوردهاند ندارند. اين است گمراهى بىانتها.
- tajeki - Оятӣ : Мисоли аъмоли касоне, ки ба Худо кофир шудаанд, чун хокистарест, ки дар рӯзе тӯфонӣ боде сахт бар он бивазад. Тавони нигоҳ доштани он чиро, ки ба даст оварданд, надоранд. Ин аст гӯмроҳии беохир!
- Uyghur - محمد صالح : پەرۋەردىگارنى ئىنكار قىلغانلارنىڭ قىلغان (ياخشى) ئەمەللىرى بورانلىق كۈندە شامال ئۇچۇرۇپ كەتكەن بىر دۆۋە كۈلگە ئوخشىمايدۇ، كاپىرلار (بۇ دۇنيادا) قىلغان ياخشى ئەمەللىرى ئۈچۈن ئازراقمۇ شاۋابقا ئېرىشەلمەيدۇ، بۇ چۇڭقۇر ئېزىشتۇر (يەنى چوڭ زىياندۇر)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തങ്ങളുടെ നാഥനെ കള്ളമാക്കിത്തള്ളിയവരുടെ ഉദാഹരണമിതാ: അവരുടെ പ്രവര്ത്തനങ്ങള്, കൊടുങ്കാറ്റുള്ള നാളില് കാറ്റടിച്ചു പാറിപ്പോയ വെണ്ണീറുപോലെയാണ്. അവര് നേടിയതൊന്നും അവര്ക്ക് ഉപകരിക്കുകയില്ല. ഇതുതന്നെയാണ് അതിരുകളില്ലാത്ത മാര്ഗഭ്രംശം.
- عربى - التفسير الميسر : صفه اعمال الكفار في الدنيا كالبر وصله الارحام كصفه رماد اشتدت به الريح في يوم ذي ريح شديده فلم تترك له اثرا فكذلك اعمالهم لا يجدون منها ما ينفعهم عند الله فقد اذهبها الكفر كما اذهبت الريح الرماد ذلك السعي والعمل على غير اساس هو الضلال البعيد عن الطريق المستقيم
*25) That is, "Those who were perfidious, faithless, and disobedient to the Divine Message, and refused to adopt that Way to which the Messengers invited, will find in the end that all the deeds and earnings of their lives were as worthless as a heap of ashes. Just as each and every particle of a high mound of ashes formed during a long course of years is scattered by the wind on a stormy day, likewise all their grand works will prove on the stormy Doomsday to be no more than a mound of ashes. Their dazzling culture, their grand civilization, their wonderful kingdoms and states, their magnificent universities, their sciences and their literatures, nay, even their hypocritical worship, and so-called virtuous deeds, their charitable and reformative works of which they were very proud in the worldly lift, shall prove to be as worthless as a heap of ashes, and will be scattered by the "Storm" of the Day of Resurrection. So much so that there shall not remain a single particle of their works worthy of being placed in the Divine scale on that Day in their favour.