- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ۖ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ۖ فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ۖ ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ۖ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ۗ إن الظالمين لهم عذاب أليم
- عربى - التفسير الميسر : وقال الشيطان -بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه، ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ-: إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء، ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء، فأخلفتكم وعدي، وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي، ولا كانت معي حجة، ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، فالذنب ذنبكم، ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله، إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا. إن الظالمين -في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع.
- السعدى : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
أي: { وَقَالَ الشَّيْطَانُ } الذي هو سبب لكل شر يقع ووقع في العالم، مخاطبا لأهل النار ومتبرئا منهم { لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ } ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ } على ألسنة رسله فلم تطيعوه، فلو أطعتموه لأدركتم الفوز العظيم، { وَوَعَدْتُكُمْ } الخير { فَأَخْلَفْتُكُمْ } أي: لم يحصل ولن يحصل لكم ما منيتكم به من الأماني الباطلة.
{ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ } أي: من حجة على تأييد قولي، { إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } أي: هذا نهاية ما عندي أني دعوتكم إلى مرادي وزينته لكم، فاستجبتم لي اتباعا لأهوائكم وشهواتكم، فإذا كانت الحال بهذه الصورة { فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ } فأنتم السبب وعليكم المدار في موجب العقاب، { مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ } أي: بمغيثكم من الشدة التي أنتم بها { وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ } كل له قسط من العذاب.
{ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ } أي: تبرأت من جعلكم لي شريكا مع الله فلست شريكا لله ولا تجب طاعتي، { إِنَّ الظَّالِمِينَ } لأنفسهم بطاعة الشيطان { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } خالدين فيه أبدا.
وهذا من لطف الله بعباده ،أن حذرهم من طاعة الشيطان وأخبر بمداخله التي يدخل منها على الإنسان ومقاصده فيه، وأنه يقصد أن يدخله النيران، وهنا بين لنا أنه إذا دخل النار وحزبه أنه يتبرأ منهم هذه البراءة، ويكفر بشركهم { ولا ينبئك مثل خبير }
واعلم أن الله ذكر في هذه الآية أنه ليس له سلطان، وقال في آية أخرى { إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } فالسلطان الذي نفاه عنه هو سلطان الحجة والدليل، فليس له حجة أصلا على ما يدعو إليه، وإنما نهاية ذلك أن يقيم لهم من الشبه والتزيينات ما به يتجرؤون على المعاصي.
وأما السلطان الذي أثبته فهو التسلط بالإغراء على المعاصي لأوليائه يُؤزّهم إلى المعاصي أزّا، وهم الذين سلطوه على أنفسهم بموالاته والالتحاق بحزبه، ولهذا ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك ما يقوله الشيطان لأتباعه يوم القيامة ، فقال - تعالى - : ( وَقَالَ الشيطان لَمَّا قُضِيَ الأمر إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ . . ) والمراد بالشيطان هنا : إبليس - لعنه الله - .
قال الفخر الرازى : " وأما الشيطان فالمراد به إبليس لأن لفظ الشيطان مفرد فيتناول الواحد ، وإبليس رأس الشياطين ورئيسهم ، فحمل اللفظ عليه أولى . ولا سيما وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا جمع الله الخلق وقضى بينهم ، يقول الكافر : قد وجد المسلمون من يشفع لهم فمن يشفع لنا ، ما هو إلا إبليس ، فهو الذى أضلنا ، فيأتونه ويسألونه فعند ذلك يقول هذا القول . . . " .
والمراد بقوله - سبحانه - ( قُضِيَ الأمر ) أى : حين تم الحساب ، وعرف أهل الجنة ثوابهم ، وعرف أهل النار مصيرهم ، كل فريق فى المكان الذى أعده الله تعالى له .
والمقصود من حكاية ما يقوله الشيطان للكافرين فى هذا اليوم . تحذير المؤمنين من وسوسته وإغوائه ، حتى ينجوا من العذاب الذى سيحل بأتباعه يوم القيامة .
والمراد بالحق فى قوله ( إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق ) : الصدق والوفاء بما وعدكم به على ألسنه رسله .
والمراد بالإخلاف فى قوله ( وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) الكذب والغدر وعدم الوفاء بما مناهم به ، من أمانى باطلة .
قال - تعالى - : ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشيطان إِلاَّ غُرُوراً ) وإضافة الوعد إلى الحق من إضافة الموصوف إلى الصفة أى إن الله - تعالى - وعدكم الوعد الحق الذى لا نقض له ، وهو أن الجزاء حق ، والبعث حق ، والنار حق ، ووعدتكم وعدا باطلا بأنه لا بعث ولا حساب . . فأخلفتكم ما وعدتكم به ، وظهر كذبى فيما قلته لكم . ثم أضاف إلى ذلك قوله - كما حكى القرآن عنه - : ( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي ) . . .
والسلطان : اسم مصدر بمعنى التسلط والقهر والغلبة .
أى : وما كان لى فيما وعدتكم به من تسلط عليكم ، أو إجبار لكم ، لكنى دعوتكم إلى ما دعوتكم إليه من باطل وغواية ، فانقدتم لدعوتى واستجبتم لوسوستى عن طواعية واختيار .
فالاستثناء فى قوله ( إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ ) استثناء منقطع ، لأن ما بعد حرف الاستثناء ليس من جنس ما قبله ، وبعضهم يرى أن الاستثناء متصل .
قال الجمل : "
وفى هذا الاستثناء وجهان : أظهرهما : أنه استثناء منقطع ، لأن دعاءه ليس من جنس السلطان وهو الحجة البينة ، والثانى : أنه متصل لأن القدرة على حمل الإِنسان على الشئ تارة تكون بالقهر ، وتارة تكون بتقوية الداعية فى قلبه بإلقاء الوساوس إليه . فهو نوع من التسليط "وقوله ( فَلاَ تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ ) زيادة فى تأننيبهم وفى حسراتهم على انقيادهم له .
أى : فلا تلومونى بسبب وعودى إياكم . ولوموا أنفسكم ، لأنكم تقبلتم هذه الوعود الكاذبة بدون تفكر أو تأمل ، وأعرضتم عن الحق الواضح الذى جاءكم من عند ربكم ، ومالك أمركم .
ثم ينفض يده منهم ، ويخلى بينهم وبين مصيرهم السئ فيقول : ( مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) أى : ما أنا بمغيثكم ومنقذكم مما أنتم فيه من عذاب ، وما أنتم بمغيثى مما أنا فيه من عذاب - أيضا - فقد انقطعت بيننا الأواصر والصلات . . .
قال القرطى ما ملخصه : "
والصارخ والمستصرخ هو الذى يطلب النصرة والمعاونة ، والمصرخ هو المغيث لغيره . . قال أمية بن أبى الصلت :ولا تجزعا إنى لكم غير مصرخ ... وليس لكم عندى غناء ولا نصر
ويقال : صرخ فلان أى استغاث يصرخ صرخا وصراخا وصرخة . .
ومنه : استصرخنى فلان فأصرخته ، أى استغاث بى فأغثته . .
وجملة ( إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ . . ) مستأنفة ، لإِظهار المزيد من التنصل والتبرى من كل علاقة بينه وبينهم .
و " ما " فى قوله ( بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ ) الظاهر أنها مصدرية . .
قال الآلوسى ما ملخصه : " وأراد بقوله ( إِنِّي كَفَرْتُ ) أى : ِإنى كفرت اليوم ( بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ) .
أى : من قبل هذا اليوم ، يعنى فى الدنيا و " ما " مصدرية و " من قبل " متعلق بأشركتمون .
والمعنى : إنى كفرت بإشراككم إياى الله - تعالى - فى الطاعة ، لأنهم كانوا يطيعون الشيطان فيما يزينه لهم من عبادة غير الله - تعالى - ، ومن أفعال الشر . .
ومراد اللعين : أنه إن كان إشراككم لى فى الله - تعالى - ، هو الذى أطعمكم فى نصرتى لكم . . فإنى متبرئ من هذا الشرك ، لم يبق بينى وبينكم علاقة . . فالكلام محمول على إنشاء التبرى منهم يوم القيامة .
ثم قال : وجوز غير واحد أن تكون " ما " موصولة بمعنى من ، والعائد محذوف ، و " من قبل " متعلق بكفرت . أى : إنى كفرت من قبل - حين أبيت السجود لآدم - بالذى أشركتمونيه . أى : جعلتمونى شريكا له فى الطاعة وهو الله - عز وجل - .
والكلام على هذا إقرار من اللعين بقدم كفره ، وبسبق خطيئته فلا يمكنه لهم عونا أو نصرا . . .
وجملة ( إِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) فى موقع التعليل لما تقدم ، والظاهر أنها ابتداء كلام من جهته - تعالى - : لبيان سوء عاقبة الظالمين .
ويجوز أن تكون من تتمة كلام إبليس - الذى حكاه القرآن عنه - ، ويكون الغرض منها قطع أطماعهم فى الإِغاثة أو النصر ، وتنبيه المؤمنين فى كل زمان ومكان إلى عداوة الشيطان لهم وتحذيرهم من اتباع خطواته .
قال الشيخ الشوكانى - رحمه الله - ما ملخصه : " لقد قام الشيطان للكافرين فى هذا اليوم مقاما يقصهم ظهورهم ، ويقطع قلوبهم ، فأوضح لهم أولا : أن مواعيده التى كان يعدهم بها فى الدنيا باطلة معارضة لوعد الحق من الله - تعالى - وأنه أخلفهم ما وعدهم به .
.
ثم أوضح لهم ثانيا : بأنهم قبلوا قوله بما لا يتفق مع العقل ، لعدم الحجة الى لا بد للعاقل منها فى قبول قول غيره .
ثم أوضح لهم ثانيا : بأنهم قبلوا قوله بما لا يتفق مع العقل ، لعدم الحاجة التى لا بد للعاقل منها فى قبول قول غيره .
ثم أوضح لهم ثالثا : بأنه لم يكن منه إلا مجرد الدعوة العاطلة عن البرهان ، الخالية عن أيسر شئ مما يتمسك به العقلاء .
ثم نعى عليهم رابعا : ما وقعوا فيه ، ودفع لومهم له ، وأمرهم بأن يلوموا أنفسهم ، لأنهم هم الذين قبلوا الباطل البحت الذى لا يلتبس بطلانه على من له أدنى عقل .
ثم أوضح لهم خامسا : بأنه لا نصر عنده ولا إغاثة . . بل هو مثلهم فى الوقوع فى البلية . .
ثم صرح لهم سادسا : بأنه قد كفر بما عتقدوه فيه وأثبتوه له ، وهو إشراكه مع الله - تعالى - تضاعفت عليهم الحسرات ، وتوالت عليهم المصائب .
وإذا كانت جملة ( إِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) من تتمة كلامه - كما ذهب إليه البعض - فهو نوع سابع من كلامه الذى خاطبهم به ، فيكون قد أثبت لهم الظلم ، وذكر لهم جزاءه .
- البغوى : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قوله تعالى : ( وقال الشيطان ) يعني : إبليس ( لما قضي الأمر ) أي : فرغ منه فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .
وقال مقاتل : يوضع له منبر في النار ، فيرقاه فيجتمع عليه الكفار باللائمة فيقول لهم :
( إن الله وعدكم وعد الحق ) فوفى لكم به ( ووعدتكم فأخلفتكم ) وقيل : يقول لهم : قلت لكم لا بعث ولا جنة ولا نار . ( وما كان لي عليكم من سلطان ) ولاية . وقيل : لم آتكم بحجة فيما دعوتكم إليه ( إلا أن دعوتكم ) هذا استثناء منقطع معناه : لكن ( دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) بإجابتي ومتابعتي من غير سلطان ولا برهان ( ما أنا بمصرخكم ) بمغيثكم ( وما أنتم بمصرخي ) بمغيثي .
قرأ الأعمش ، وحمزة " بمصرخي " بكسر الياء ، والآخرون بالنصب لأجل التضعيف ، ومن كسر فلالتقاء الساكنين ، حركت إلى الكسر ، لأن الياء أخت الكسرة ، وأهل النحو لم يرضوه ، وقيل : إنه لغة بني يربوع . والأصل ( بمصرخيني ) فذهبت النون لأجل الإضافة ، وأدغمت ياء الجماعة في ياء الإضافة .
( إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) أي : كفرت بجعلكم إياي شريكا في عبادته وتبرأت من ذلك .
( إن الظالمين ) الكافرين ( لهم عذاب أليم ) .
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا محمد بن أحمد الحارث ، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أنبأنا عبد الله بن محمود ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، أخبرني عبد الرحمن بن زياد ، عن دخين الحجري ، عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ذكر الحديث ثم قال : " يقول عيسى عليه السلام : ذلكم النبي الأمي ، فيأتوني ، فيأذن الله لي أن أقوم ، فيثور من مجلسي من أطيب ريح شمها أحد ، حتى آتي ربي عز وجل فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكفار : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا ؟ فيقولون : ما هو غير إبليس ، هو الذي أضلنا ، فيأتونه فيقولون له : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا ، فإنك أنت أضللتنا . فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد ، ثم تعظم جهنم ، ويقول عند ذلك : ( إن الله وعدكم وعد الحق ) الآية .
- ابن كثير : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
يخبر تعالى عما خطب به إبليس [ لعنه الله ] أتباعه ، بعدما قضى الله بين عباده ، فأدخل المؤمنين الجنات ، وأسكن الكافرين الدركات ، فقام فيهم إبليس - لعنه الله - حينئذ خطيبا ليزيدهم حزنا إلى حزنهم وغبنا إلى غبنهم ، وحسرة إلى حسرتهم ، فقال : ( إن الله وعدكم وعد الحق ) أي : على ألسنة رسله ، ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة ، وكان وعدا حقا ، وخبرا صدقا ، وأما أنا فوعدتكم وأخلفتكم ، كما قال الله تعالى : ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) [ النساء : 120 ] .
ثم قال : ( وما كان لي عليكم من سلطان ) أي : ما كان لي عليكم فيما دعوتكم إليه من دليل ولا حجة على صدق ما وعدتكم به ، ( إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) بمجرد ذلك ، هذا وقد أقامت عليكم الرسل الحجج والأدلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به ، فخالفتموهم فصرتم إلى ما أنتم فيه ، ( فلا تلوموني ) اليوم ، ( ولوموا أنفسكم ) فإن الذنب لكم ، لكونكم خالفتم الحجج واتبعتموني بمجرد ما دعوتكم إلى الباطل ، ( ما أنا بمصرخكم ) أي : بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه ، ( وما أنتم بمصرخي ) أي : بنافعي بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال ، ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل )
قال قتادة : أي بسبب ما أشركتمون من قبل .
وقال ابن جرير : يقول : إني جحدت أن أكون شريكا لله ، عز وجل .
وهذا الذي قاله هو الراجح كما قال تعالى : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) [ الأحقاف : 5 ، 6 ] ، وقال : ( كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ) [ مريم : 82 ] .
وقوله : ( إن الظالمين ) أي : في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل ) لهم عذاب أليم )
والظاهر من سياق الآية : أن هذه الخطبة تكون من إبليس بعد دخولهم النار ، كما قدمنا . ولكن قد ورد في حديث رواه ابن أبي حاتم - وهذا لفظه - وابن جرير من رواية عبد الرحمن بن زياد : حدثني دخين الحجري ، عن عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ، فقضى بينهم ، ففرغ من القضاء ، قال المؤمنون : قد قضى بيننا ربنا ، فمن يشفع لنا ؟ فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم - وذكر نوحا ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى - فيقول عيسى : أدلكم على النبي الأمي . فيأتوني ، فيأذن الله لي أن أقوم إليه فيثور [ من ] مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط ، حتى آتي ربي فيشفعني ، ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكافرون هذا : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فمن يشفع لنا ؟ ما هو إلا إبليس هو الذي أضلنا ، فيأتون إبليس فيقولون : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فقم أنت فاشفع لنا ، فإنك أنت أضللتنا . فيقوم فيثور من مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ، ثم يعظم نحيبهم ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) .
وهذا سياق ابن أبي حاتم ، ورواه ابن المبارك عن رشدين بن سعد ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن دخين عن عقبة ، به مرفوعا .
وقال محمد بن كعب القرظي ، رحمه الله : لما قال أهل النار : ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ) قال لهم إبليس : ( إن الله وعدكم وعد الحق ) الآية ، فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم ، فنودوا : ( لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) [ غافر : 10 ] .
وقال عامر الشعبي : يقوم خطيبان يوم القيامة على رءوس الناس ، يقول الله لعيسى ابن مريم : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) إلى قوله : ( قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) [ المائدة : 116 ، 119 ] ، قال : ويقوم إبليس - لعنه الله - فيقول : ( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) الآية .
- القرطبى : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ
قوله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر قال الحسن : يقف إبليس يوم القيامة خطيبا في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعا . ومعنى : لما قضي الأمر أي حصل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ، على ما يأتي بيانه في " مريم " عليها السلام . إن الله وعدكم وعد الحق يعني البعث والجنة والنار وثواب المطيع وعقاب العاصي فصدقكم وعده ، ووعدتكم أن لا بعث ولا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب فأخلفتكم . وروى ابن المبارك من حديث عقبة بن عامر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الشفاعة قال : فيقول عيسى أدلكم على النبي الأمي ، فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ثم يقول الكافرون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا فيقولون ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا ، فيأتونه فيقولون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فاشفع لنا فإنك أضللتنا فيثور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد ثم يعظم نحيبهم ويقول عند ذلك : إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم الآية . " وعد الحق " هو إضافة الشيء إلى نعته كقولهم : مسجد الجامع ; قال الفراء قال البصريون : وعدكم وعد اليوم الحق أو وعدكم وعد الوعد الحق فصدقكم ; فحذف المصدر لدلالة الحال . وما كان لي عليكم من سلطان أي من حجة وبيان ; أي ما أظهرت لكم حجة على ما وعدتكم وزينته لكم في الدنيا ، إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي أغويتكم فتابعتموني . وقيل : لم أقهركم على ما دعوتكم إليه . إلا أن دعوتكم هو استثناء منقطع ; أي لكن دعوتكم بالوسواس فاستجبتم لي باختياركم ، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم وقيل : وما كان لي عليكم من سلطان أي على قلوبكم وموضع إيمانكم لكن دعوتكم فاستجبتم لي ; وهذا على أنه خطب العاصي المؤمن والكافر الجاحد ; وفيه نظر ; لقوله : لما قضي الأمر فإنه يدل على أنه خطب الكفار دون العاصين الموحدين ; والله أعلم . فلا تلوموني ولوموا أنفسكم إذا جئتموني من غير حجة . ما أنا بمصرخكم أي بمغيثكم . وما أنتم بمصرخي أي بمغيثي . والصارخ والمستصرخ هو الذي يطلب النصرة والمعاونة ، والمصرخ هو المغيث . قال سلامة بن جندل :
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع وكان الصراخ له قرع الظنابيب
وقال أمية بن أبي الصلت :
ولا تجزعوا إني لكم غير مصرخ وليس لكم عندي غناء ولا نصر
. يقال : صرخ فلان أي استغاث يصرخ صرخا وصراخا وصرخة . واصطرخ بمعنى صرخ . والتصرخ تكلف الصراخ . والمصرخ المغيث ، والمستصرخ المستغيث ; تقول منه : استصرخني فأصرخته . والصريخ صوت المستصرخ . والصريخ أيضا الصارخ ، وهو المغيث والمستغيث ، وهو من الأضداد ; قاله الجوهري . وقراءة العامة بمصرخي بفتح الياء . وقرأ الأعمش وحمزة بمصرخي بكسر الياء . والأصل فيها بمصرخيين فذهبت النون للإضافة ، وأدغمت ياء الجماعة في ياء الإضافة ، فمن نصب فلأجل التضعيف ، ولأن ياء الإضافة إذا سكن ما قبلها تعين فيها الفتح مثل : هواي وعصاي ، فإن تحرك ما قبلها جاز الفتح والإسكان ، مثل : غلامي وغلامتي ، ومن كسر فلالتقاء الساكنين حركت إلى الكسر ; لأن الياء أخت الكسرة . وقال الفراء : قراءة حمزة وهم منه ، وقل من سلم منهم عن خطأ . وقال الزجاج : هذه قراءة رديئة ولا وجه لها إلا وجه ضعيف . وقال قطرب : هذه لغة بني يربوع يزيدون على ياء الإضافة ياء . القشيري : والذي يغني عن هذا أن ما يثبت بالتواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يجوز أن يقال فيه هو خطأ أو قبيح أو رديء ، بل هو في القرآن فصيح ، وفيه ما هو أفصح منه ، فلعل هؤلاء أرادوا أن غير هذا الذي قرأ به حمزة أفصح .
إني كفرت بما أشركتموني من قبل أي كفرت بإشراككم إياي مع الله تعالى في الطاعة ; ف " ما " بمعنى المصدر . وقال ابن جريج : إني كفرت اليوم بما كنتم تدعونه في الدنيا من الشرك بالله تعالى . قتادة : إني عصيت الله . الثوري : كفرت بطاعتكم إياي في الدنيا .
إن الظالمين لهم عذاب أليم . وفي هذه الآيات رد على القدرية والمعتزلة والإمامية ومن كان على طريقهم ; انظر إلى قول المتبوعين : لو هدانا الله لهديناكم وقول إبليس : إن الله وعدكم وعد الحق كيف اعترفوا بالحق في صفات الله تعالى وهم في دركات النار ; كما قال في موضع آخر : كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها إلى قول : فاعترفوا بذنبهم واعترافهم في دركات لظى بالحق ليس بنافع ، وإنما ينفع الاعتراف صاحبه في الدنيا ; قال الله - عز وجل - : وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم و " عسى " من الله واجبة .
- الطبرى : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وقال إبليس ، (13) ( لما قُضِي الأمر ) ، يعني لما أدخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهل النار النارَ ، واستقرّ بكل فريق منهم قرارهم ، (14) إن الله وعدكم ، أيها الأتباعُ ، النارَ ، ووعدتكم النُّصْرة ، فأخلفتكم وعدي ، ووفى الله لكم بوعده ( وما كان لي عليكم من سلطان ) ، يقول: وما كان لي عليكم ، فيما وعدتكم من النصرة ، من حجة تثبت لي عليكم بصدق قولي (15) ( إلا أنْ دعوتكم ) . وهذا من الاستثناء المنقطع عن الأول ، كما تقول: " ما ضربْتُه إلا أنه أحمق " ، ومعناه: ولكن (دعوتكم فاستجبتم لي ) . يقول: إلا أن دعوتكم إلى طاعتي ومعصية الله ، فاستجبتم لدعائي (16) ( فلا تلوموني ) ، على إجابتكم إياي ( ولوموا أنفسكم ) ، عليها ( ما أنا بمُصْرِخِكم ) ، يقول: ما أنا بمُغِيثكم ( وما أنتم بمصرخِيَّ ) ، ولا أنتم بمُغيثيَّ من عذاب الله فمُنْجِيَّ منه ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) ، يقول: إني جَحدْت أن أكون شريكًا لله فيما أشركتمون فيه من عبادتكم (من قبل) في الدنيا ( إن الظالمين لهم عذاب أليم ) ، يقول: إن الكافرين بالله لهم عذاب " أليم " ، من الله موجِع . (17)
* * *
يقال: " أصْرَختُ الرجلَ" ، إذا أغثته " إصراخًا " ، و " قد صَرَخ الصَّارخ ، يصرُخ ، ويَصْرَخ ، قليلة ، وهو الصَّرِيخ والصُّراخ ". (18)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
20641 - حدثني محمد بن المثنى قال ، حدثنا عبد الأعلى قال ، حدثنا داود ، عن عامر في هذه الآية: ( ما أنا بمُصْرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) ، قال: خطيبان يقومان يومَ القيامة ، إبليسُ وعيسى ابن مريم . فأما إبليس فيقوم في حزبه فيقول هذا القول . وأما عيسى عليه السلام فيقول: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ،[سورة المائدة : 117 ].
20642 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا ابن علية ، عن داود ، عن الشعبي قال : يقوم خطيبان يوم القيامة ، أحدهما عيسى ، والآخر إبليس . فأما إبليس فيقوم في حزبه فيقول: ( إن الله وعدكم وعد الحق ) ، فتلا داود حتى بلغ: ( بما أشركتموني من قبل ) ، فلا أدري أتمَّ الآية أم لا؟ وأما عيسى عليه السلام فيقال له: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فتلا حتى بلغ: فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة المائدة : 116 - 118 ] .
20643 - حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا علي بن عاصم ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر قال ، يقوم خطيبان يوم القيامة على رءوس الناس ، يقول الله عز وجل: يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ إلى قوله هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ، [سورة المائدة : 116 - 119 ] . قال: ويقوم إبليس فيقول: ( وما كان لِيَ عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ ) ، ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمُغيثيَّ.
20644 - حدثنا الحسين قال ، حدثنا سعيد بن منصور قال ، حدثني خالد ، عن داود ، عن الشعبي ، في قوله: ( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ) ، قال: خطيبان يقومان يوم القيامة ، فأما إبليس فيقول هذا ، وأما عيسى فيقول: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ .
20645 - حدثنا المثنى قال ، حدثنا سويد بن نصر قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن رشدين بن سعد قال ، أخبرني عبد الرحمن بن زياد ، عن دخين الحجري ، عن عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكر الحديث ، قال: يقول عيسى: ذلكم النبيُّ الأميّ. فيأتونني ، فيأذن الله لي أن أقوم ، فيثور من مجلسي من أطيب ريح شَمَّها أحدٌ ، حتى آتي ربي فيشفعني ، ويجعل لي نُورًا إلى نور ، من شَعَر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكافرون: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فقم أنت فاشفع لنا ، فإنكَ أنت أضللتنا . فيقوم ، فيثورُ من مجلسه أنتنُ ريح شَمَّها أحدٌ ، ثم يعظم لجهنّم ، (19) ويقول عند ذلك: (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم) ، الآية. (20)
20646 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الحسن ، في قوله: ( وما كان لي عليكم من سلطانٍ ) ، قال: إذا كان يوم القيامة ، قام إبليس خطيبًا على منبر من نار ، فقال: ( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ) ، إلى قوله: ( وما أنتم بمصرخيّ ) ، قال: بناصريَّ ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) ، قال: بطاعتكم إياي في الدنيا.
20647 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك عمن ذكره قال ، سمعت محمد بن كعب القرظي ، قال في قوله: ( وقال الشيطان لما قُضِيَ الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ) ، قال: قام إبليس يخطبهُم فقال: ( إن الله وعدكم وعد الحق ) ، إلى قوله: ( ما أنا بمصرخكم ) ، يقول: بمغنٍ عنكم شيئًا ( وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) ، قال: فلما سمعوا مقالته مَقَتُوا أنفسهم ، قالا فنودوا: لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ، الآية[سورة غافر : 10 ] .
20648 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سَعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ) ، ما أنا بمغيثكم ، وما أنتم بمغيثي قوله: ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) ، يقول: عصيت الله قبلكم.
20649 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) ، قال: هذا قولُ إبليس يوم القيامة ، يقول: ما أنتم بنافعيّ وما أنا بنافعكم (إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) قال: شركته ، عبادته.
20650 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال ، حدثنا الحسين قال: حدثنا ورقاء جميعًا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: ( بمصرخيّ ) ، قال: بمغيثيّ.
20651 - حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا شبابة قال ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله.
20652 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله.
20653 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله.
20654 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس قال : ما أنا بمنجيكم وما أنتم بمنجيَّ.
20655 - حدثنا يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد قال : خطيبُ السَّوْء الصادق إبليس ، (21) أفرأيتم صادقًا لم ينفعه صِدقهُ : ( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان ) ، أقهركم به ( إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) ، قال: أطعتموني ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) ، حين أطعتموني ( ما أنا بمصرخكم ) ، ما أنا بناصركم ولا مغيثكم ( وما أنتم بمصرخيّ ) ، وما أنتم بناصريّ ولا مغيثيّ لما بي ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظالمين لهم عذاب أليم ) .
20656 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، حدثنا ابن المبارك ، عن الحكم ، عن عُمَر بن أبي ليلى أحدِ بني عامر قال : سمعت محمد بن كعب القرظيّ يقول: ( وقال الشيطان لما قضي الأمر ) ، قال: قام إٍبليس عند ذلك ، يعني حين قال أهل جهنم: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ، فخطبهم ، فقال: ( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ) ،إلى قوله: ( ما أنا بمصرخكم ) ، يقول: بمُغْنٍ عنكم شيئًا ( وما أنتم بمصرخيَّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ) . قال: فلما سمعوا مقالته مَقَتُوا أنفسهم ، قال: فنودوا: لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ ،الآية [سورة غافر : 10 ] . (22)
---------------------------
الهوامش :
(13) انظر تفسير " الشيطان " فيما سلف 1 : 111 ، 112 ، 296/ 12 : 51 .
(14) انظر تفسير " القضا " فيما سلف : 107 ، ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(15) انظر تفسير " السلطان " فيما سلف : 537 ، تعليق : 7 ، والمراجع هناك .
(16) انظر تفسير الاستجابة " فيما سلف : 416 . تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(17) انظر تفسير "
الإشراك " و " أليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( شرك ) ( ألم ) .(18) "
يَصْرَخُ " بفتح الراء ، وكذلك هي مضبوطة في المخطوطة ، ومضارع " صرخ " بفتح الراء لم أجد من نص عليه في المعاجم ، فهذا موضع زيادة .(19) في المطبوعة "
يعظم نحيبهم " ، غير ما اتفقت عليه المخطوطة ، والدر المنثور ، وابن كثير . وهو ما أثبت ، وأنا في شك من الكلمة ، وظني أنها " يُقَطِّمُ لجهنَّم " ، من قولهم " قَطَّم الشارب " إذا ذاق الشراب فكرهه ، وزوى وجهه ، وقطب .(20) الأثر : 20645 - "
رشدين بن سعد المصري " ، رجل صالح ، أدركته غفلة الصالحين ، فخلط في الحديث ، فليس يبالي عمن روى ، وهو ضعيف متروك ، عنده معاضيل ومناكير ، مضى مرارًا آخرها رقم : 17729 .و "
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الشعباني الإفريقي " ، رجل صالح ، ولكنه منكر الحديث ، وإن وثقه بعضهم ، قال أبو الحسن بن القطان . كان من أهل العلم والزهد بلا خلاف بين الناس ، ومن الناس من يوثقه ، ويربأ به عن حضيض رد الرواية ، والحق فيه أنه ضعيف ، لكثرة روايته المنكرات ، وهو أمر يعتري الصالحين " ، مضى أيضًا مرارًا آخرها رقم : 14337 .و " دخين الحجري " ، هو " دخين بن عامر الحجري " ، " أبو ليلي المصري " ، روى عن عقبة بن عامر ، وعنه عبد الرحمن بن زياد ، ذكره ابن حبان في الثقات . مترجم في التهذيب ، والكبير 2/1/234 ، وابن أبي حاتم 1/2/442 .
وهذا خبر ضعيف الإسناد ، لا يقوم . وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 : 74 ، وزاد نسبته إلى ابن المبارك في الزهد ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وابن عساكر وقال : أخرجوه بسند ضعيف ، ونقله عن ابن أبي حاتم ، ابن كثير في تفسيره 4 : 557 .
(21) في المطبوعة : " إبليس الصادق " ، أخر وقدم بلا داع مفهوم.
(22) الأثر : 20656 - " الحكم المكي " ، و " عمر بن أبي ليلى " ، انظر ما سلف تعليقًا على الرقم : 20639 ، وهو تتمة ذاك الخبر . وكان في المطبوعة هنا أيضًا " عمرو بن أبي ليلي " .
- ابن عاشور : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
أفضت مجادلة الضعفاء وسادتهم في تغريرهم بالضلالة إلى نطق مصدر الضلالة وهو الشيطان؛ إما لأنهم بعد أن اعتذر إليهم كبراؤهم بالحرمان من الهدى علموا أن سبب إضلالهم هو الشيطان لأن نفي الاهتداء يرادفه الضلال ، وإما لأن المستكبرين انتقلوا من الاعتذار للضعفاء إلى ملامة الشيطان الموسوس لهم ما أوجب ضلالهم ، وكل ذلك بعلم يقع في نفوسهم كالوجدان . على أن قوله : { فلا تلوموني } يظهر منه أنه توجه إليه ملام صريح ، ويحتمل أنه توقّعه فدفعه قبل وقوعه وأنه يتوجه إليه بطريقة التعريض ، فجملة { وقال الشيطان } عطف على جملة { فقال الضعفاء .
والمقصود من وصف هذا الموقف إثارة بغض الشيطان في نفوس أهل الكفر ليأخذوا حذرهم بدفاع وسواسه لأن هذا الخطاب الذي يخاطبهم به الشيطان مليء بإضماره الشر لا لهم فيما وعدهم في الدنيا مما شأنه أن يستفز غضبهم من كيده لهم وسخريته بهم ، فيورثهم ذلك كراهية له وسوء ظنهم بما يتوقعون إتيانه إليهم من قِبَله . وذلك أصل عظيم في الموعظة والتربية .
ومعنى { قضى الأمر }
تُمّم الشأن ، أي إذن الله وحكمه . ومعنى إتمامه : ظهوره ، وهو أمره تعالى بتمييز أهل الضلالة وأهل الهداية ، قال تعالى : { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } [ سورة يس : 59 ] ، وذلك بتوجيه كل فريق إلى مقره الذي استحقه بعمله ، فيتصدى الشيطان للتخفيف عن الملام عن نفسه بتشريك الذين أضلهم معه في تبعة ضلالهم ، وقد أنطقه الله بذلك لإعلان الحق ، وشهادة عليهم بأن لهم كسباً في اختيار الانصياع إلى دعوة الضلال دون دعوة الحق . فهذا شبيه شهادة ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون وقولها لهم : { أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } إظهاراً للحقيقة وتسجيلاً على أهل الضلالة وقمعاً لسفسطتهم .وأخبر الله بها الناس استقصاء في الإبلاغ ليحيط الناس علماً بكل ما سيحل بهم ، وإيقاظاً لهم ليتأملوا الحقائق الخفية فتصبح بينة واضحة . فقول الشيطان { فلا تلوموني ولوموا أنفسكم } إبطال لإفراده باللوم أو لابتداء توجيه الملام إليه في حين أنهم أجدر باللوم أو بابتداء توجيهه .
وأما وقع كلام الشيطان من نفوس الذين خاطبهم فهو موقع الحسرة من نفوسهم زيادة في عذاب النفس .
وإضافة { وعد } إلى { الحق } من إضافة الموصوف إلى الصفة مبالغة في الاتصاف ، أي الوعد الحق الذي لانقض له .
والحق : هنا بمعنى الصدق والوفاء بالموعود به . وضده : الإخلاف ، ولذلك قال : { ووعدتكم فأخلفتكم } [ سورة إبراهيم : 22 ] ، أي كذبتُ موعدي . وشمل وعد الحق جميع ما وعدهم الله بالقرآن على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام . وشمل الخُلْف جميعَ ما كان يعدهم الشيطان على لسان أوليائه وما يعدهم إلا غرورا .
والسلطان : اسم مصدر تسلط عليه ، أي غلبه وقهره ، أي لم أكن مجبراً لكم على اتباعي فيما أمرتكم .
والاستثناء في إلا أن دعوتكم } استثناء منقطع لأن ما بعد حرف الاستثناء ليس من جنس ما قبله . فالمعنى : لكني دعوتكم فاستجبتم لي .
وتفرع على ذلك { فلا تلوموني ولوموا أنفسكم }. والمقصود : لوموا أنفسكم ، أي إذ قبلتم إشارتي ودعوتي . وقد تقدم بيانه صدْرَ الكلام على الآية .
ومجموع الجملتين يفيد معنى القصر ، كأنه قال : فلا تلوموا إلاّ أنفسكم ، وهو في معنى قصر قلب بالنسبة إلى إفراده باللوم وحقهم التشريك فقلب اعتقادهم إفراده دون اعتبار الشركة ، وهذا من نادر معاني القصر الإضافي ، وهو مبني على اعتبار أجدر الطرفين بالرد ، وهو طرف اعتقاد العكس بحيث صار التشريك كالملغى لأن الحظ الأوفر لأحد الشريكين .
وجملة { ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي } ، بيان لجملة النهي عن لَومه لأن لومه فيه تعريض بأنهم يتطلبون منه حيلة لنجاتهم ، فنفي ذلك عن نفسه بعد أن نهاهم عن أن يلوموه .
والإصراخ : الإغاثة ، اشتق من الصُراخ لأن المستغيث يصرخ بأعلى صوته ، فقيل : أصرخه ، إذا أجاب صُراخه ، كما قالوا : أعتبه ، إذا قبل استعتابه . وأما عطف { وما أنتم بمصرخي } فالمقصود منه استقصاء عدم غناء أحدهما عن الآخر .
وقرأ الجمهور { بِمُصرِخيَّ } بفتح التحتية مشددةً . وأصله بمصرخِييَ بياءين أولاهما ياء جمع المذكر المجرور ، وثانيتهما ياء المتكلم ، وحقها السكون فلما التقت الياءان ساكنتين وقع التخلص من التقاء الساكنين بالفتحة لخفة الفتحة .
وقرأ حمزة وخلَف «بِمُصرِخيِّ» بكسر الياء تخلصاً من التقاء الساكنين بالكسرة لأن الكسر هو أصل التخلص من التقاء الساكنين . قال الفراء : تحريك الياء بالكسر لأنه الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ، إلا أن كسر ياء المتكلم في مثله نادر . وأنشد في تنظير هذا التخلص بالكسر قول الأغلب العِجْلي
: ... قال لها هل لككِ يا تَا فيَّ
قالت له : ما أنتَ بالمرضيِّ ... أراد هل لككِ فيّ يا هذه . وقال أبو علي الفارسي : زعم قطرب أنها لغة بني يربوع . وعن أبي عمرو بن العلاء أنه أجاز الكسر . واتفق الجميع على أن التخلص بالفتحة في مثله أشهر من التخلص بالكسرة وإن كان التخلص بالكسرة هو القياس ، وقد أثبته سند قراءة حمزة . وقد تحامل عليه الزجاج وتبعه الزمخشري وسبقهما في ذلك أبو عُبيد والأخفش بن سعيد وابن النحاس ولم يطلع الزجاج والزمخشري على نسبة ذلك البيت للأغلب العِجلي .
والذي يظهر لي أن هذه القراءة قرأ بها بنو يَربوع من تميم ، وبنو عِجل بن لُجيم من بكر بن وائل ، فقرأوا بلهجتهم أخذاً بالرخصة للقبائل أن يقرأوا القرآن بلهجاتهم وهي الرخصة التي أشار إليها قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " كما تقدم في المقدمة السادسة من مقدمات هذا التفسير ، ثم نسخت تلك الرخصة بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الأعوام الأخيرة من حياته المباركة ولم يثبت مما ينسخها في هذه الآية .
واستقر الأمر على قبول كل قراءة صح سندها ووافقت وجهاً في العربية ولم تخالف رسم المصحف الإمام . وهذه الشروط متوفرة في قراءة حمزة هذه كما علمت آنفاً فقصارى أمرها أنها تتنزل منزلة ما ينطق به أحد فصحاء العرب على لغة بعض قبائلها بحيث لو قرىء بها في الصلاة لصحت عند مالك وأصحابه .
وجملة { إنى كفرت بما أشركتمون من قبل } استئنافُ تَنَصُّل آخر من تبعات عبادتهم إياه قصد منه دفع زيادة العذاب عنه بإظهار الخضوع لله تعالى . وأراد بقوله : { كفرتُ } شدة التبري من إشراكهم إياه في العبادة فإن أراد من مضي { كفرت } مضي الأزمنة كلها ، أي كنت غير راضضٍ بإشراككم إياي فهو كذب منه أظهر به التذلل؛ وإن كان مراده من المضي إنشاء عدم الرضى بإشراكهم إياه فهو ندامة بمنزلة التوبة حيث لا يقبل متاب . و { من قبل } على التقديرين متعلق ب { أشركتمون }.
والإشراك الذي كفر به إشراكهم إياه في العبادة بأن عبدوه مع الله لأن من المشركين من يعبدون الشياطين والجن ، فهؤلاء يعبدون جنس الشيطان مباشرة ، ومنهم من يعبدون الأصنام فهم يعبدون الشياطين بواسطة عبادة آلهته .
وجملة { إن الظالمين لهم عذاب أليم } من الكلام المحكي عن الشيطان . وهي في موقع التعليل لما تقدم من قوله : { ما أنا بمصرخكم } ، أي لأنه لا يدفع عنكم العذاب دَافع فهو واقع بكم .
- إعراب القرآن : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
«وَقالَ الشَّيْطانُ» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «لَمَّا» ظرف بمعنى حين «قُضِيَ الْأَمْرُ» ماض مبني للمجهول ونائب فاعله والجملة صلة «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها والجملة مقول القول «وَعَدَكُمْ وَعْدَ» ماض فاعله مستتر ووعد مفعوله ومفعول مطلق والجملة خبر «الْحَقِّ» مضاف إليه «وَوَعَدْتُكُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على الخبر «فَأَخْلَفْتُكُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة «وَما» الواو استئنافية وما نافية «كانَ» ماض ناقص «لِي» متعلقان بالخبر المقدم «عَلَيْكُمْ» متعلقان بحال محذوفة «مِنْ» حرف جر زائد «سُلْطانٍ» اسم كان مجرور لفظا مرفوع محلا «إِلَّا» أداة استثناء «أَنْ دَعَوْتُكُمْ» أن مخففة «دَعَوْتُكُمْ» ماض وفاعله ومفعوله وأن وما بعدها في تأويل المصدر في محل نصب على الاستثناء المنقطع «فَاسْتَجَبْتُمْ» ماض وفاعله والجملة معطوفة بالفاء «لِي» متعلقان باستجبتم «فَلا» الفاء الفصيحة ولا ناهية «تَلُومُونِي» مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والياء مفعول به والجملة لا محل لها «وَلُومُوا» أمر وفاعله والجملة معطوفة «أَنْفُسَكُمْ» مفعول به والكاف مضاف إليه «ما أَنَا» ما تعمل عمل ليس وأنا اسمها «بِمُصْرِخِكُمْ» الباء زائدة ومصرخكم مجرور لفظا منصوب محلا خبر والجملة لا محل لها «وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ» إعرابها كسابقتها «إِنِّي» إن والياء اسمها «كَفَرْتُ» ماض وفاعله والجملة خبر إن «بِما» متعلقان بكفرت «أَشْرَكْتُمُونِ» ماض وفاعله والواو للإشباع والنون
للوقاية والياء مفعوله والجملة صلة «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بأشركتموني «إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ» إن واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بعذاب «أَلِيمٌ» صفة والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : And Satan will say when the matter has been concluded "Indeed Allah had promised you the promise of truth And I promised you but I betrayed you But I had no authority over you except that I invited you and you responded to me So do not blame me; but blame yourselves I cannot be called to your aid nor can you be called to my aid Indeed I deny your association of me [with Allah] before Indeed for the wrongdoers is a painful punishment"
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(14:22) And when Our judgment has been passed, Satan will say, "The fact is that the promises Allah had made with you. were all true. I, too, made some promises with you but I failed to keep any of them. *30 Yet I had no power over you; I did nothing but to invite you to my way and you accepted my invitation. *31 So do not now blame me, but blame yourselves. I cannot help you here, nor can you help me. I dissociate myself from your making me a partner with God before this. *32 Such wrong-doers are sure to receive a grievous torment. "
- Français - Hamidullah : Et quand tout sera accompli le Diable dira Certes Allah vous avait fait une promesse de vérité; tandis que moi je vous ai fait une promesse que je n'ai pas tenue Je n'avais aucune autorité sur vous si ce n'est que je vous ai appelés et que vous m'avez répondu Ne me faites donc pas de reproches; mais faites-en à vous-mêmes Je ne vous suis d'aucun secours et vous ne m'êtes d'aucun secours Je vous renie de m'avoir jadis associé [à Allah] Certes un châtiment douloureux attend les injustes [les associateurs]
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und der Satan sagt nachdem die Angelegenheit entschieden ist "Gewiß Allah hat euch ein wahres Versprechen gegeben und ich habe euch etwas versprochen es aber dann gebrochen Und ich hatte keine Macht über euch außer daß ich euch gerufen habe und ihr auf mich gehört habt So tadelt mich nicht sondern tadelt euch selbst Ich kann euch nicht zu Hilfe kommen und ihr könnt mir nicht zu Hilfe kommen Ich weise es ja von mir daß ihr mich zuvor Allah beigesellt habt" Gewiß für die Ungerechten gibt es schmerzhafte Strafe
- Spanish - Cortes : El Demonio dirá cuando se decida la cosa Alá os hizo una promesa de verdad pero yo os hice una que no he cumplido No tenía más poder sobre vosotros que para llamaros y me escuchasteis ¡No me censuréis pues a mí sino censuraos a vosotros mismos Ni yo puedo socorreros ni vosotros podéis socorrerme Niego que me hayáis asociado antes a Alá Los impíos tendrán un castigo doloroso
- Português - El Hayek : E quando a questão for decidida Satanás lhes dirá Deus vos fez uma verdadeira promessa; assim eu também vosprometi; porém faltei à minha pois não tive autoridade alguma sobre vós a não ser convocarvos e vós me atendestes Nãome reproveis mas reprovai a vós mesmos Não sou o vosso salvador nem vós sois os meus Renego o fato de que metenhais associado a Deus e os iníquos sofrerão um doloroso castigo
- Россию - Кулиев : Когда дело свершится дьявол скажет Воистину обещание Аллаха было правдиво а я обещал вам но не сдержал данного вам слова У меня не было над вами никакой власти Я звал вас и вы послушались меня Посему не порицайте меня а порицайте самих себя Я не могу помочь вам а вы не можете помочь мне Я не причастен к тому что ранее вы поклонялись мне Воистину беззаконникам уготованы мучительные страдания
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
Когда дело свершится, дьявол скажет: «Воистину, обещание Аллаха было правдиво, а я обещал вам, но не сдержал данного вам слова. У меня не было над вами никакой власти. Я звал вас, и вы послушались меня. Посему не порицайте меня, а порицайте самих себя. Я не могу помочь вам, а вы не можете помочь мне. Я не причастен к тому, что ранее вы поклонялись мне». Воистину, беззаконникам уготованы мучительные страдания.Когда обитатели Рая попадут в Райские сады, а обитатели Ада окажутся в Преисподней, сатана, который является причиной любого зла, происходящего во Вселенной, отречется от мучеников Ада и скажет: «Обещание Аллаха, которое до вас донесли посланники, было правдивым. Но вы не стали повиноваться своему Господу. Если бы вы покорились Ему, то сейчас обрели бы великое вознаграждение. Я тоже обещал одарить вас благами, но этого не произошло. Моим обещаниям вообще не суждено сбыться, потому что они изначально были лживыми. У меня не было над вами никакой власти, потому что мои слова совершенно не опирались на убедительные доводы. Я предлагал вам последовать за мной и приукрашивал ложь, но я не мог сделать ничего больше. Вы послушались меня, потому что хотели потакать своим страстям и низменным желаниям. И поэтому вам не следует порицать меня. Вы должны порицать самих себя, ибо вы сами стали причиной своего несчастья и сами обрекли себя на наказание. Я ничем не могу помочь вам в вашей беде, и вы не сможете прийти мне на помощь. Каждый из нас непременно получит свою долю наказания. Я не причастен к тому, что вы приобщали меня в сотоварищи к Аллаху. Я не являюсь таковым, и никто не должен был повиноваться мне. Но вы были покорны мне и тем самым причинили вред самим себе. Вы сами заслужили вечное наказание в Преисподней». Всевышний предостерег Своих рабов от повиновения сатане и поведал им о дверях, через которые сатана проникает в человеческое сердце, и целях, которые он преследует. Все это свидетельствует о сострадании Аллаха по отношению к творениям. Всевышний сообщил, что сатана стремится ввергнуть человека в Преисподнюю, и разъяснил, что в пламени Преисподней сатана отречется от своих поборников и откажется от их поклонения ему. А кто может сообщить об этом лучше, чем всеведущий Аллах?! Следует отметить, что в этом аяте Всевышний сказал, что сатана не обладает властью над своими поборниками. Однако в другом откровении говорится: «Воистину, он не властен над теми, которые уверовали и уповают только на своего Господа. Ему подвластны только те, которые считают его (дьявола) своим помощником и покровителем и которые приобщают к Нему сотоварищей» (16:99–100). Под властью, которой сатана не обладает, подразумеваются доводы и доказательства. Сатана не имеет никаких доказательств в пользу того, что он проповедует. Однако он вселяет в души людей сомнения и обольщает их настолько искусно, что они осмеливаются ослушаться Аллаха. А под властью, которой Аллах наделил сатану, подразумевается способность дьяволов вводить в заблуждение своих клевретов и подталкивать их к совершению грехов. Такие грешники сами позволяют дьяволам господствовать над ними, когда избирают сатану своим покровителем и присоединяются к его партии. Именно поэтому сатана совершенно не обладает властью над теми, кто уверовал и уповает на своего Господа.
- Turkish - Diyanet Isleri : İş olup bitince şeytan "Doğrusu Allah size gerçeği söz vermişti Ben de size söz verdim ama sonra caydım; esasen sizi zorlayacak bir nüfuzum yoktu; sadece çağırdım siz de geldiniz O halde beni değil kendinizi kınayın Artık ben sizi kurtaramam siz de beni kurtaramazsınız Beni Allah'a ortak koşmanızı daha önce kabul etmemiştim; doğrusu zalimlere can yakan bir azap vardır" der
- Italiano - Piccardo : Quando tutto sarà concluso dirà Satana “Allah vi aveva fatto promessa sincera mentre io vi ho fatto una promessa che non ho mantenuto Qual potere avevo mai su di voi se non quello di chiamarvi E voi mi avete risposto Non rimproverate me; rimproverate voi stessi Io non posso esservi d'aiuto e voi non potete essermi d'aiuto Rifiuto l'atto con cui mi avete associato ad Allah in precedenza” In verità gli iniqui [avranno] doloroso castigo
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێ ههمووشت تهواو دهبێت بهههشتیهکان دهچنه بهههشتهوه و دۆزهخیهکان دهخرێنه دۆزهخهوه شهیتان بهفهرمانی خوا دێته قسهو ڕوو به پهیڕهوانی دهڵێت بهڕاستی خوا بهڵێنی ڕاست و دروستی پێ ڕاگهیاندبوون منیش بهڵێنی درۆو نادروستم پێدان و جا توانیم گومڕاتان بکهم و له ڕێبازی ڕاست و وێڵتان بکهم وهنهبێت من هیچ زۆرو دهسهڵاتێکم بهسهر ئێوهدا ههبووبێت جگه لهوهی بهوهسوه سهوخهتهرهو خهیاڵ بانگم کردن بۆ خوانهناسی و تاوان ئێوهش بهدهممهوه هاتن و بهقسهتان کردم ئیتر سهرزهنشت و لۆمهی من مهکهن بهڵکو سهرزهنشت و لۆمهی خۆتان بکهن که ئاوا گێلانه بێ بیرکردنهوه بهقسهتان کردم ئهمڕۆ من ناتوانم بههاناو هاواری ئێوهوه بێم ئێوهش ناتوانن به هاناو هاواری منهوه بێن بێگومان من باوهڕم نهبوو بهوهی که کاتی خۆی منتان کردبوو بهشهرێك و هاوبهش له پێشدا بهڕاستی ئهمڕۆ ستهمکاران سزای زۆر بهئێش دهدرێن
- اردو - جالندربرى : جب حساب کتاب کا کام فیصلہ ہوچکے گا تو شیطان کہے گا جو وعدہ خدا نے تم سے کیا تھا وہ تو سچا تھا اور جو وعدہ میں نے تم سے کیا تھا وہ جھوٹا تھا۔ اور میرا تم پر کسی طرح کا زور نہیں تھا۔ ہاں میں نے تم کو گمراہی اور باطل کی طرف بلایا تو تم نے جلدی سے اور بےدلیل میرا کہا مان لیا۔ تو اج مجھے ملامت نہ کرو۔ اپنے اپ ہی کو ملامت کرو۔ نہ میں تمہاری فریاد رسی کرسکتا ہوں اور نہ تم میری فریاد رسی کرسکتے ہو۔ میں اس بات سے انکار کرتا ہوں کہ تم پہلے مجھے شریک بناتے تھے۔ بےشک جو ظالم ہیں ان کے لیے درد دینے والا عذاب ہے
- Bosanski - Korkut : I kada bude sve riješeno šejtan će reći "Allah vam je prâvō obećanje dao a ja sam svoja obećanja iznevjerio; ali ja nisam nikakve vlasti nad vama imao samo sam vas pozivao i vi ste mi se odazivali; zato ne korite mene već sami sebe niti ja mogu vama pomoći niti vi možete pomoći meni Ja nemam ništa s tim što ste me prije smatrali Njemu ravnim" Nevjernike sigurno čeka bolna patnja
- Swedish - Bernström : Och när Guds dom har fallit skall Djävulen säga "Gud gav er ett löfte och löftet var sant Jag har också gett er löften men jag har svikit dem Jag hade ingen myndighet över er men jag kunde kalla på er och [när jag kallade på er] besvarade ni min kallelse Klandra då inte mig; klandra er själva Jag kan inte hjälpa er och ni kan inte hjälpa mig Jag tar avstånd från det [ni förr gjorde då] ni gav mig en plats vid Guds sida" Ja de som begår [sådan svår] orätt har ett plågsamt straff att vänta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan berkatalah syaitan tatkala perkara hisab telah diselesaikan "Sesungguhnya Allah telah menjanjikan kepadamu janji yang benar dan akupun telah menjanjikan kepadamu tetapi aku menyalahinya Sekalikali tidak ada kekuasaan bagiku terhadapmu melainkan sekedar aku menyeru kamu lalu kamu mematuhi seruanku oleh sebab itu janganlah kamu mencerca aku akan tetapi cercalah dirimu sendiri Aku sekalikali tidak dapat menolongmu dan kamupun sekalikali tidak dapat menolongku Sesungguhnya aku tidak membenarkan perbuatanmu mempersekutukan aku dengan Allah sejak dahulu" Sesungguhnya orangorang yang zalim itu mendapat siksaan yang pedih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(Dan berkatalah setan) yakni iblis (tatkala perkara hisab telah diselesaikan) kemudian orang-orang yang berhak masuk surga dimasukkan ke dalam surga dan orang-orang yang berhak masuk neraka dimasukkan ke dalam neraka, lalu mereka semuanya mengerumuni iblis ("Sesungguhnya Allah telah menjanjikan kepada kalian janji yang benar) yaitu dengan kebangkitan dari kubur dan pembalasan amal perbuatan lalu Dia telah memenuhi kalian (dan aku pun telah menjanjikan kepada kalian) bahwasanya hal ini tidak ada (tetapi aku menyalahinya. Sekali-kali aku terhadap kalian tidak memiliki) huruf min di sini zaidah (kekuasaan) kekuatan dan kemampuan yang dapat memaksakan kalian untuk mengikutiku (melainkan) kecuali (sekedar aku menyeru kalian, lalu kalian mematuhi seruanku, oleh sebab itu janganlah kalian mencerca aku, akan tetapi cercalah diri kalian sendiri) disebabkan kalian telah mengikuti seruanku itu. (Aku sekali-kali tidak dapat menolong kalian) dapat memberikan pertolongan kepada kalian (dan kalian pun tidak dapat menolongku) dapat dibaca mushrikhiyya dan mushrikhiyyi. (Sesungguhnya aku tidak membenarkan perbuatan kalian mempersekutukan aku) dengan Allah (sebelumnya.") sewaktu di dunia. Lalu Allah berfirman: ("Sesungguhnya orang-orang yang lalim itu mendapat siksaan yang pedih) siksaan yang sangat pedih.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন সব কাজের ফায়সলা হয়ে যাবে তখন শয়তান বলবেঃ নিশ্চয় আল্লাহ তোমাদেরকে সত্য ওয়াদা দিয়েছিলেন এবং আমি তোমাদের সাথে ওয়াদা করেছি অতঃপর তা ভঙ্গ করেছি। তোমাদের উপর তো আমার কোন ক্ষমতা ছিল না কিন্তু এতটুকু যে আমি তোমাদেরকে ডেকেছি অতঃপর তোমরা আমার কথা মেনে নিয়েছ। অতএব তোমরা আমাকে ভৎর্সনা করো না এবং নিজেদেরকেই ভৎর্সনা কর। আমি তোমাদের উদ্ধারে সাহায্যকারী নই। এবং তোমরাও আমার উদ্ধারে সাহায্যকারী নও। ইতোপূর্বে তোমরা আমাকে যে আল্লাহর শরীক করেছিলে আমি তা অস্বীকার করি। নিশ্চয় যারা জালেম তাদের জন্যে রয়েছে যন্ত্রণাদায়ক শাস্তি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மறுமையில் இவர்கள் பற்றித்தீர்ப்புக் கூறப்பெற்றதும் ஷைத்தான் இவர்களை நோக்கி "நிச்சயமாக அல்லாஹ் உங்களுக்கு உண்மையான வாக்குறுதியையே வாக்களித்திருந்தான்; நானும் உங்களுக்கு வாக்களித்திருந்தேன் ஆனால் நான் உங்களுக்குக் கொடுத்த வாக்கில் மாறு செய்து விட்டேன் நான் உங்களை அழைத்தேன்; அப்போது நீங்கள் என் அழைப்பினை ஏற்றுக் கொண்டீர்கள் என்பதைத் தவிர எனக்கு உங்கள் மீது எந்த அதிகாரமுமில்லை ஆகவே நீங்கள் என்னை நிந்திக்காதீர்கள்; உங்களை நான் காப்பாற்றுபவன் இல்லை நீங்களும் என்னைக் காப்பாற்றுகிறவர்களில்லை நீங்கள் முன்னால் என்னை அல்லாஹ்வுக்கு இணையாக்கிக் கொண்டிருந்ததையும் நிச்சயமாக நான் நிராகரித்து விட்டேன் நிச்சயமாக அக்கிரமக்காரர்களுக்கு நோவினை மிக்க வேதனை உண்டு" என்று கூறுவான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และชัยฎอนได้กล่าวเมื่อการงานได้ถูกตัดสินแล้วว่า “แท้จริงอัลลอฮได้ทรงสัญญาพวกท่านซึ่งเป็นสัญญาแห่งความจริง และฉันได้สัญญาพวกท่านแล้วฉันได้บิดพลิ้วพวกท่าน ฉันไม่มีอำนาจใดๆ เหนือพวกท่าน นอกจากฉันได้เรียกร้องพวกท่าน แล้วพวกท่านก็ตอบสนองฉัน ดังนั้นพวกท่านอย่าได้ประณามฉัน แต่ทว่าจงประณามตัวพวกท่านเอง ฉันไม่อาจร้องทุกข์แทนพวกท่านได้ และพวกท่านก็ไม่อาจ ร้องทุกข์แทนฉัน จากการลงโทษของอัลลอฮ ได้ แท้จริงฉันได้ปฏิเสธต่อสิ่งที่พวกท่านตั้งฉันให้เป็นภาคี กับอัลลอฮ แต่ก่อนนี้ แท้จริงบรรดาผู้อธรรมนั้น สำหรับพวกเขาคือการลงโทษอย่างเจ็บปวด”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Иш битиб бўлганда шайтон Албатта Аллоҳ сизга ҳақ ваъдани қилган эди Мен эса сизга ваъда бердиму ваъдамга хилоф қилдим Менинг устингиздан ҳеч қандай ҳукмронлигим йўқ эди Фақат даъват қилсам ўзингиз менга ижобат қилдингиз Бас мени маломат қилманг ўзингизни маломат қилинг Мен сизларни қутқарувчи эмасман сизлар ҳам мени қутқарувчи эмассизлар Энди мен албатта илгари мени шерик қилганингизни инкор қиламан Албатта золимларга ҳа уларга аламли азоб бор деди Бу дунёда ҳар ишнинг бошида турган ҳар қилмишга бошқош бўлган лаънати шайтон у дунёда ҳамма иш битиб ҳукм чиққандан сўнг пайдо бўлади Бирбирини маломат қилиб турган кучлию заиф эргашгану эргаштирган атбоъларига қараб сўз бошлайди
- 中国语文 - Ma Jian : 当事情已被判决的时候,恶魔说:真主确已真实地应许你们,我也曾应许你们,但我对你们爽约了。我对你们本来没有什么权力,不过是我召唤你们,而你们响应我的号召。所以你们不要责备我,应当责备自己,我不能援救你们,你们也不能援救我。我不承认以前你们曾把我配主,不义者必受痛苦的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Dan berkatalah pula Syaitan setelah selesai perkara itu "Sesungguhnya Allah telah menjanjikan kamu dengan janji yang benar dan aku telah menjanjikan kamu lalu aku mungkiri janjiku itu kepada kamu; dan tiadalah bagiku sebarang alasan dan kuasa mempengaruhi kamu selain daripada aku telah mengajak kamu lalu kamu terburuburu menurut ajakanku itu; maka janganlah kamu salahkan daku tetapi salahkan diri kamu sendiri Aku tidak dapat menyelamatkan kamu dan kamu juga tidak dapat menyelamatkan daku Sesungguhnya dari dahulu lagi aku telah kufur ingkarkan perintah Tuhan yang kamu sekutukan daku denganNya" Sesungguhnya orangorang yang zalim yang meletakkan sesuatu pada bukan tempatnya beroleh azab yang tidak terperi sakitnya
- Somali - Abduh : wuxuuna dhahaa shaydaankii marka amarka la xukumo Eebe wuxuu idiin yaboohay yabooh xaq ah anna waan idiin yaboohay waana idinku beeniyey wax xujo ahna idinkuma lahayn oon ahayn inaan idiin yeedhay ood i maqasheen ee hay dagaalina ee dagaala naftiinna anuguna idiinma gargaari karo idinna iima gargaari kartaan anugu waan diiday waxaa ila wadaajiseen horay daalimiintuna waxay mudan cadaab daran
- Hausa - Gumi : Kuma Shaiɗan ya ce a lõkacin da aka ƙãre al'amarin "Lalle ne Allah Ya yi muku wa'adi wa'adin gaskiyã kuma na yi muku wa'adi sa'an nan na sãɓã muku Kuma bãbu wani dalĩli a gare ni a kanku fãce na kirã ku sa'an nan kun karɓã mini Sabõda haka kada ku zarge ni kuma ku zargi kanku Ban zama mai amfaninku ba kuma ba ku zama mãsu amfãnĩna ba Lalle na barranta da abin da kuka haɗã ni da shi gabanin wannan matsayi Lalle azzãlumai sunã da azãba mai raɗaɗi"
- Swahili - Al-Barwani : Na Shet'ani atasema itapo katwa hukumu Hakika Mwenyezi Mungu alikuahidini ahadi ya kweli Nami nalikuahidini; lakini sikukutimizieni Na sikuwa na mamlaka juu yenu isipo kuwa nilikuiteni nanyi mkaniitikia Basi msinilaumu mimi bali jilaumuni wenyewe Mimi siwezi kuwa mtetezi wenu wala nyinyi hamwezi kuwa watetezi wangu Hakika mimi nilikataa tangu zamani kunishirikisha na Mwenyezi Mungu Hakika madhaalimu watakuwa na adhabu chungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe do të thotë djalli kur të merr fund puna “Me të vërtetë Perëndia u ka premtuar juve premtimin e vërtetë Edhe unë ju kam premtuar por ju kam mashtruar Por unë nuk kam pasur kurrfarë pushteti mbi ju përpos që ju kam thirrur e ju më jeni përgjegjur Prandaj mos më qortoni por qortonie veten Unë nuk jam shpëtimtari juaj e as ju nuk jeni shpëtimtari im Unë tani mohoj atë që ju më parë më patët bërë shok me Perëndinë” Me të vërtetë për zullumqarët ka dënim të dhembshëm
- فارسى - آیتی : چون كار به پايان آيد، شيطان گويد: خدا به شما وعده داد و وعده او درست بود و من نيز به شما وعده دادم ولى وعده خود خلاف كردم. و برايتان هيچ دليل و برهانى نياوردم جز آنكه دعوتتان كردم شما نيز دعوت من اجابت كرديد؛ پس مرا ملامت مكنيد، خود را ملامت كنيد. نه من فريادرس شمايم، نه شما فريادرس من. از اينكه مرا پيش از اين شريك خدا كرده بوديد بيزارم. زيرا براى ستمكاران عذابى است دردآور.
- tajeki - Оятӣ : Чун кор ба поён ояд, шайтон гӯяд: «Худо ба шумо ваъда дод ва ваъдаи Ӯ дуруст буд ва ман низ ба шумо ваъда додам, вале ваъдаи худ хилоф кардам. Ва бароятон ҳеҷ далелу бурҳоне наёвардам, фақат ки даъвататон кардам, шумо низ даъвати ман иҷобат кардед, пас маро маломат макунед, худро маломат кунед. На ман фарёдраси шумоям, на шумо фарёдраси ман. Аз ин ки маро пеш аз ин шарики Худо карда будед, безорам». Зеро барои ситамкорон азобест дардовар!
- Uyghur - محمد صالح : ئىش پۈتكەندە (يەنى ھېساب تۈگەپ، جەننەتىلەر بىلەن دوزىخىلار ئايرىلىپ بولغاندا)، شەيتان: «اﷲ ھەقىقەتەن سىلەرگە (ئىتائەت قىلغۇچىنى مۇكاپاتلاش، ئاسىيلىق قىلغۇچىنى جازالاشتىن ئىبارەت) راست ۋەدىنى قىلغان ئىدى، (ۋەدىسىگە ۋاپا قىلدى). مەن سىلەرگە (ئۆلگەندىن كېيىن تىرىلىش ساۋاب، جازا دېگەنلەر يوق، دەپ يالغان) ۋەدە قىلغان ئىدىم، (ۋەدەمگە) خىلاپلىق قىلدىم، سىلەرگە مېنىڭ (كۇفرىغا، گۇناھقا زورلىغۇدەك) ھۆكۈمرانلىقىم بولغىنى يوق، مەن سىلەرنى پەقەت (گۇمراھلىققا) دەۋەت قىلدىم، سىلەر (دەۋىتىمنى) قوبۇل قىلدىڭلار، شۇنىڭ ئۈچۈن مېنى ئەيىبلىمەڭلار، ئۆزۈڭلارنى ئەيىبلەڭلار، مەن سىلەرگە ياردەم بېرىپ سىلەرنى قۇتقۇزالمايمەن، سىلەرمۇ ماڭا ياردەم بېرىپ مېنى قۇتقۇزالمايسىلەر، مەن سىلەرنىڭ بۇرۇن مېنى اﷲ قا (ئىبادەتتە) شېرىك قىلغانلىقىڭلارنى ئېتىراپ قىلمايمەن، شۈبھىسىزكى، زالىملار چوقۇم قاتتىق ئازابقا دۇچار بولىدۇ» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിധി തീര്പ്പുണ്ടായിക്കഴിഞ്ഞാല് പിശാച് പറയും: "അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്ക് സത്യമായ വാഗ്ദാനമാണ് നല്കിയത്. ഞാനും നിങ്ങള്ക്ക് വാഗ്ദാനം നല്കിയിരുന്നു. പക്ഷേ, ഞാനത് ലംഘിച്ചു. എനിക്ക് നിങ്ങളുടെമേല് ഒരധികാരവുമുണ്ടായിരുന്നില്ല. ഞാന് നിങ്ങളെ ക്ഷണിച്ചുവെന്നുമാത്രം. അപ്പോള് നിങ്ങളെനിക്ക് ഉത്തരം നല്കി. അതിനാല് നിങ്ങള് എന്നെ കുറ്റപ്പെടുത്തേണ്ട. നിങ്ങളെത്തന്നെ കുറ്റപ്പെടുത്തിയാല് മതി. എനിക്കു നിങ്ങളെ രക്ഷിക്കാനാവില്ല. നിങ്ങള്ക്ക് എന്നെയും രക്ഷിക്കാനാവില്ല. നേരത്തെ നിങ്ങളെന്നെ അല്ലാഹുവിന് പങ്കാളിയാക്കിയിരുന്നതിനെ ഞാനിതാ നിഷേധിക്കുന്നു.” തീര്ച്ചയായും അക്രമികള്ക്ക് നോവേറിയ ശിക്ഷയുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : وقال الشيطان بعد ان قضى الله الامر وحاسب خلقه ودخل اهل الجنه الجنه واهل النار النار ان الله وعدكم وعدا حقا بالبعث والجزاء ووعدتكم وعدا باطلا انه لا بعث ولا جزاء فاخلفتكم وعدي وما كان لي عليكم من قوه اقهركم بها على اتباعي ولا كانت معي حجه ولكن دعوتكم الى الكفر والضلال فاتبعتموني فلا تلوموني ولوموا انفسكم فالذنب ذنبكم ما انا بمغيثكم ولا انتم بمغيثي من عذاب الله اني تبرات من جعلكم لي شريكا مع الله في طاعته في الدنيا ان الظالمين في اعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل لهم عذاب مولم موجع
*30) When the criminals will charge Satan with leading them astray, he will plead guilty, as if to say, "You yourselves see now that aII the promises and warnings made by AIIah have come out true and aII the promises which I made have proved to be false. I also confess that it was aII deception that I gave you false assurances of prosperity, beguiled you by greed and enticed you in the snare of great expectations. I assured you that in the first instance there will be no life in the Hereafter, and that, if there be any you will go scot-free by the intercession of such and such a saint. The only thing you have to do is to make offerings before him: then you may do whatever you please, for he will deliver you from alI the consequences. I repeat that I said all these things and asked my agents to say the same. "
*31) That is, "You cannot say and prove that it was I who forced you to follow the wrong way, whereas you wanted to follow the Right Way. You will yourselves admit that it is not so. I did no more than this that I invited you to falsehood in opposition to the invitation to the Truth and tempted you to vice instead of virtue. But I had no power to force you to the wrong way, if you desired to follow the Right Way. when you had the power and the option to follow either of the ways. Now I am ready to bear the burden of the wicked invitation Iextended to you, but you are not justified in any way to throw on me the burden of accepting my invitation for you did it on your own responsibility. You should, therefore, yourselves bear all its consequences. "
*32) This is a clear proof of shirk in practice, as apart from shirk in creed. As Satan will charge his followers with making him a partner with God, it is obvious that as far as creed is concerned there is no one who makes Satan a partner with God in His Godhead or His worship: nay, every one curses him for his evil ways. Nevertheless, people obey and submit to him and follow him blindly, as if he were their "god" and that is what has been termed shirk.
Let us now consider this thesis from the opposite point of view. Some one might say that this does not hold good, for this is based on a mere saying of Satan which has been cited here. First, this objection is not sound because Allah Himself would have refuted it, had it been baseless. Secondly, this is not the only instance of shirk in practice in the Qur'an. Here are a few more instances of this:
(a) It charges the Jews and Christians with shirk because they set up their priests and monks as their "Lords" besides AIIah. (IX: 31).
(b) Those who follow the superstitious customs have been called mushriks. (VI: 136-139).
(c) Those who follow their lusts have been charged with making their "selves" their "god". (XXV: 43).
(d) Those who are disobedient to Allah have been accused of worshipping "Satan". (XXXVI: 60).
(e) Those who follow man-made laws without Allah's sanction have been reproved for setting up the makers of the laws without Allah's sanction as partners with God. (XLI: 21).
All the above instances are clear proofs of the fact that shirk is not confined to this creed alone that one might set up a partner with Allah in His Godhead as an article of faith. But it is also shirk that one should follow and surrender to some one other than Allah without any Divine sanction or in spite of a Divine prohibition. Such a one shall be guilty of shirk even though the follower might be at the same time cursing the one whom he follows and obeys. The only difference between the two kinds of shirk may be the extent of the crime and not its nature.