- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِنًا وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلْأَصْنَامَ
- عربى - نصوص الآيات : وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام
- عربى - التفسير الميسر : واذكر -أيها الرسول- حين قال إبراهيم داعيًا ربه -بعد أن أسكن ابنه إسماعيل وأمه "هاجَر" وادي "مكة" -: رب اجعل "مكة" بلدَ أمنٍ يأمن كل مَن فيها، وأبعِدني وأبنائي عن عبادة الأصنام.
- السعدى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
أي: { و } اذكر إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة الجميلة، إذ قَال: { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ } أي: الحرم { آمِنًا } فاستجاب الله دعاءه شرعا وقدرا، فحرمه الله في الشرع ويسر من أسباب حرمته قدرا ما هو معلوم، حتى إنه لم يرده ظالم بسوء إلا قصمه الله كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم.
ولما دعا له بالأمن دعا له ولبنيه بالأمن فقال: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } أي: اجعلني وإياهم جانبا بعيدا عن عبادتها والإلمام بها، ثم ذكر الموجب لخوفه عليه وعلى بنيه بكثرة من افتتن وابتلي بعبادتها فقال:
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك بعض الدعوات التى تضرع بها إبراهيم - عليه السلام - إلى ربه ، وهى دعوات تدل على شكره لخالقه ، وحسن صلته به ، ورجائه فى فضله . . فقال - تعالى - :
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجعل . . . ) .
هذه بعض الدعوات التى ابتهل بها إبراهيم - عليه السلام - إلى ربه ، وقد تقبلها الله - تعالى - منه قبولا حسنا .
وفى هذه الدعوات تنبيه لمشركى مكة الذين بدلوا نعمة الله كفرا ، والذين جحدوا نعم الله عليهم ، بأن من الواجب عليهم أن يثوبوا إلى رشدهم ، وأن يستجيبوا لدعوة الحق ، وأن يقتدوا بإبراهيم - عليه السلام - فى إيمانه وشكره لخالقه - سبحانه - .
و " إذ " ظرف لما مضى من الزمان ، وهو منصوب على المفعولية لفعل محذوف .
و " رب " منادى بحرف نداء محذوف أى : يا رب .
والمراد بالبلد : مكة المكرمة شرفها الله - تعالى - .
والمعنى : إبراهيم - عليه السلام - فى دعائه نعمة الأمن على غيرها - لأنها أعظم أنواع النعم ، ولأنها إذا فقدها الإِنسان ، اضطرب فكره ، وصعب عليه أن يتفرغ لأمور الدين أو الدنيا بنفس مطمئنة ، وبقلب خال من المنغصات المزعجات .
قال الإِمام الرازى : " سئل بعض العلماء : الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال الأمن أفضل ، والدليل عليه أن شاة لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان ، ولا يمنعها هذا الكسر من الإِقبال على الرعى والأكل والشرب .
ولو أنها ربطت - وهى سليمة - فى موضع ، وربط بالقرب منها ذئب ، فإنها تمسك عن الأكل والشرب ، وقد تستمر على ذلك إلى أن تموت .
وذلك يدل على أن الضرر الحاصل من الخوف ، أشد من الضرر الحاصل من ألم الجسد .
وقال الإِمام ابن كثير ما ملخصه : "
يذكر الله - تعالى - فى هذا المقام - محتجا على مشركى مكة الذين كانوا يزعمون أنهم على ملة إبراهيم قد تبرأ ممن عبد غير الله ، وأنه دعا لمكة بالأمن وقد استجاب الله له فقال - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ الناس مِنْ حَوْلِهِمْ . . ) وقال - تعالى - : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً . . ) وقال صاحب الكشاف : " فإن قلت : أى فرق بين قوله - تعالى - فى سورة البقرة ( رَبِّ اجعل هذا بَلَداً آمِناً . . ) وبين قوله هنا ( رَبِّ اجعل هذا البلد آمِناً . . . ) .قلت : قد سأل فى الأول أن يجعله من جملة البلاد التى يأمن أهلها ولا يخافون ، وسأل فى الثانى أن يخرجه من صفة كان عليها من الخوف إلى ضدها من الأمن ، كأنه قال : هو بلد مخوف فاجعله آمنا . . "
وقوله - سبحانه - ( واجنبني وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأصنام ) حكاية لدعوة أخرى من الدعوات التى تضرع بها إبراهيم - عليه السلام - إلى خالقه - سبحانه - .
وقوله ( واجنبنى ) بمعنى وأبعدنى مأخوذ من قولك جنبت فلانا عن كذا ، إذا أبعدته عنه ، وجعلته فى جانب آخر ، وفعله جنب من باب نصر .
والمراد ببنيه : أولاده من صلبه ، أوهم من تناسل معهم .
والأصنام جمع صنم ، وهو التمثال الذى كان مشركوا العرب يصنعونه من الحجر الحجر ونحوه لكى يعبدوه من دون الله .
والمعنى : أسألك يا ربى أن تجعل مكة بلدا آمنا ، كما أسألك أن تعصمنى وتعصم ذريتى من بعدى من عبادة الأصنام ، وأن تجعل عبادتنا خالصة لوجهك الكريم .
وقد بين - سبحانه - فى آيات أخرى ، أنه قد أجابه فى بعض ذريته دون بعض .
ومن ذلك قوله - تعالى - ( سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ . كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين . وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين . وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وعلى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ) .
- البغوى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
قوله عز وجل : ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ) يعني : الحرم ( آمنا ) ذا أمن يؤمن فيه ( واجنبني ) أبعدني ( وبني أن نعبد الأصنام ) يقال : جنبته الشيء ، وأجنبته جنبا ، وجنبته تجنيبا واجتنبته اجتنابا بمعنى واحد .
فإن قيل : قد كان إبراهيم عليه السلام معصوما من عبادة الأصنام ، فكيف يستقيم السؤال ؟ وقد عبد كثير من بنيه الأصنام فأين الإجابة ؟
قيل : الدعاء في حق إبراهيم عليه السلام لزيادة العصمة والتثبيت ، وأما دعاؤه لبنيه : فأراد بنيه من صلبه ، ولم يعبد منهم أحد الصنم .
وقيل : إن دعاءه لمن كان مؤمنا من بنيه .
- ابن كثير : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
يذكر تعالى في هذا المقام محتجا على مشركي العرب ، بأن البلد الحرام مكة إنما وضعت أول ما وضعت على عبادة الله وحده لا شريك له ، وأن إبراهيم الذي كانت عامرة بسببه آهلة تبرأ ممن عبد غير الله ، وأنه دعا لمكة بالأمن فقال : ( رب اجعل هذا البلد آمنا ) وقد استجاب الله له ، فقال تعالى : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) [ العنكبوت : 67 ] وقال تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ) [ آل عمران : 96 ، 97 ] وقال في هذه القصة : ( رب اجعل هذا البلد آمنا ) فعرفه ، كأنه دعا به بعد بنائها ; ولهذا قال : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) [ إبراهيم : 39 ] ومعلوم أن إسماعيل أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة ، فأما حين ذهب بإسماعيل وأمه وهو رضيع إلى مكان مكة ، فإنه دعا أيضا فقال : ( رب اجعل هذا بلدا آمنا ) [ البقرة : 126 ] كما ذكرناه هنالك في سورة البقرة مستقصى مطولا .
وقال : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) ينبغي لكل داع أن يدعو لنفسه ولوالديه ولذريته .
ثم ذكر أنه افتتن بالأصنام خلائق من الناس وأنه برئ ممن عبدها ، ورد أمرهم إلى الله ، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم كما قال عيسى - عليه السلام - : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ المائدة : 118 ] وليس في هذا أكثر من الرد إلى مشيئة الله تعالى ، لا تجويز وقوع ذلك .
- القرطبى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
قوله تعالى : وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم
قوله تعالى : وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا يعني مكة وقد مضى في " البقرة " .
واجنبني وبني أن نعبد الأصنام أي اجعلني جانبا عن عبادتها ، وأراد بقوله : " بني " بنيه من صلبه وكانوا ثمانية ، فما عبد أحد منهم صنما . وقيل : هو دعاء لمن أراد الله أن يدعو له . وقرأ الجحدري وعيسى " وأجنبني " بقطع الألف والمعنى واحد ; يقال : جنبت ذلك الأمر ، وأجنبته وجنبته إياه فتجانبه واجتنبه أي تركه . وكان إبراهيم التيمي يقول في قصصه : من يأمن البلاء بعد الخليل حين يقول " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " كما عبدها أبي وقومي .
- الطبرى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
يقول تعالى ذكره: ( و) اذكر يا محمد (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) يعني الحَرَم ، بلدا آمنا أهله وسكانه (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) يقال منه: جَنَبْته الشرّ فأنا أَجْنُبُه جَنْبا وجَنَّبته الشر ، فأنا أجَنِّبُه تجنيبا ، وأجنبته ذلك فأنا أُجْنِبه إجنابا ، ومن جَنَبْتُ قول الشاعر:
وَتَنْفُــضُ مَهْــدَهُ شَــفَقا عَلَيْــه
وَتَجْنِبُـــهُ قَلائِصَنـــا الصِّعابَــا (1)
ومعنى ذلك: أبعدْني وبنيّ من عبادة الأصنام ، والأصنام: جمع صنم ، والصنم: هو التمثال المصوّر ، كما قال رُؤبة بن العجَّاج في صفة امرأة:
وَهْنانَــةٌ كــالزُّونِ يُجْـلَى صَنَمُـهْ
تَضْحَـكُ عـن أشْـنَبَ عَـذْبٍ مَلْثَمُـهْ (2)
وكذلك كان مجاهد يقول:حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حُذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) قال: فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده ، قال : فلم يعبد أحد من ولده صنما بعد دعوته. والصنم: التمثال المصوّر ، ما لم يكن صنما فهو وثَن ، قال: واستجاب الله له ، وجعل هذا البلد آمنا ، ورزق أهله من الثمرات ، وجعله إماما ، وجعل من ذرّيته من يقيم الصلاة ، وتقبَّل دعاءه ، فأراه مناسِكَة ، وتاب عليه.
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كان إبراهيم التيميّ يقصُّ ويقول في قَصَصه: من يأمن من البلاء بعد خليل الله إبراهيم ، حين يقول: ربّ( اجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) .
وقوله ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ) يقول: يا ربّ إن الأصنام أضللن: يقول: أزلن كثيرا من الناس عن طريق الهُدى وسبيل الحق حتى عبدوهنّ ، وكفروا بك.
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ) يعني الأوثان.
حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة ( إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ) قال: الأصنام.
وقوله ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) يقول: فمن تبعني على ما أنا عليه من الإيمان بك وإخلاص العبادة لك وفراق عبادة الأوثان ، فإنه مني: يقول: فإنه مستنّ بسنَّتِي ، وعامل بمثل عملي ( وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول: ومن خالف أمري فلم يقبل مني ما دعوته إليه ، وأشرك بك ، فإنه غفور لذنوب المذنبين الخَطائين بفضلك ، ورحيم بعبادك تعفو عمن تشاء منهم .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) اسمعوا إلى قول خليل الله إبراهيم لا والله ما كانوا طَعَّانين ولا لعَّانين ، وكان يقال: إنّ من أشرّ عباد الله كلّ طعان لعان ، قال نبيّ الله ابن مريم عليه السلام إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
------------------------
الهوامش:
(1) البيت في ( مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 342 ) قال : جنبت الرجل الأمر ، وهو يجنب أخاه الشر ، وجنبته ( بتشديد النون ) واحد ، وأنشد البيت ، وشدده ذو الرمة فقال :
وشــعر قــد أرقــت لـه بليـل
أجنبـــه المســـاند والمحـــالا
يريد أن المرأة تشفق على طفلها ، فتنفض فراشه خوفا عليه مما يؤذيه ، ولا تركب به النوق الفتية ، وهي القلائص ، لأن نشاطها في السير يؤذيه ، وقال الفراء في معاني القرآن ، ( الورقة 164 ) أهل الحجاز يقولون : جنبني ، خفيفة ، وأهل نجد يقولون : أجنبني شره ، وجنبني شره .
(2) البيت لرؤبة من . أرجوزة له مطلعها : " قلت لزير لم تصله مريمة " ، وقوله " وهنانة " : صفة لأروى في البيت قبله وهو : " إذا حب أروى همه وسدمه ". والزون : الصنم . وملثمة : مقبلة . وقد شبه أروى بالصنم المجلو في البهاء والحسن . والوهنانة كما في اللسان : الكسل عن العمل تنعما . قال أبو عبيدة : الوهنانة التي فيها فترة .
- ابن عاشور : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
عطف على جملة { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } [ إبراهيم : 28 ] فإنهم كما بدّلوا نعمة الله كفراً أهملوا الشكر على ما بوأهم الله من النعم بإجابة دعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام ، وبدلوا اقتداءهم بسلفهم الصالح اقتداءً بأسلافهم من أهل الضلالة ، وبدلوا دُعاء سلفهم الصالح لهم بالإنعام عليهم كفراً بمفيض تلك النّعَم .
ويجوز أن تكون معطوفة على جملة { الله الذي خلق السموات والأرض } بأن انتقل من ذكر النعم العامة للناس التي يدخل تحت مِنتها أهل مكة بحكم العموم إلى ذكر النعم التي خص الله بها أهل مكة . وغير الأسلوب في الامتنان بها إلى أسلوب الحكاية عن إبراهيم لإدماج التنويه بإبراهيم عليه السلام والتعريض بذريته من المشركين .
( وإذا ) اسم زمان ماض منصوب على المفعولية لفعل محذوف شائع الحذف في أمثاله ، تقديره : واذكر إذ قال إبراهيم ، زيادة في التعجيب من شأن المشركين الذي مر في قوله : { ألم تر إلى الذين بدلّوا نعمة الله كفراً } ، فموقع العبرة من الحالين واحد .
و { رب } منادى محذوف منه حرف النداء . وأصله ( ربي ) ، حذفت ياء المتكلم تخفيفاً ، وهو كثير في المنادى المضاف إلى الياء .
والبلد : المكان المعين من الأرض ، ويطلق على القرية . والتعريف في { البلد } تعريف العهد لأنه معهود الحضور . و { البلد } بدل من اسم الإشارة .
وحكاية دعائه بدون بيان البلد إبهام يرد بعده البيان بقوله : { عند بيتك المحرم } [ سورة إبراهيم : 37 ] ، أو هو حَوالة على ما في علم العرب من أنه مكة . وقد مضى في سورة البقرة تفسير نظيره . والتعريف هنا للعهد ، والتنكير في آية البقرة تنكير النوعية ، فهنا دَعَا للبلد بأن يكون آمنا ، وفي آية سورة البقرة دَعَا لِمشار إليه أن يجعله الله من نوع البلاد الآمنة ، فمآل المفادين متحد .
{ واجنبني } أمر من الثلاثي المجرد ، يقال : جنبه الشيء ، إذا جعله جانباً عنه ، أي باعده عنه ، وهي لغة أهل نجد . وأهلُ الحجاز يقولون : جنبه بالتضعيف أو أجنبه بالهمز . وجاء القرآن هنا بلغة أهل نجد لأنها أخف .
وأراد ببنيه أبناء صلبه ، وهم يومئذٍ إسماعيل وإسحاق ، فهو من استعمال الجمع في التثنية ، أو أراد جميع نسله تعميماً في الخير فاستجيب له في البعض .
والأصنام : جمع صنم ، وهو صورة أو حجارة أو بناء يتخذ معبوداً ويُدعى إلهاً . وأراد إبراهيم عليه السلام مثل ودَ وسواععٍ ويغوثَ ويعوقَ ونَسْرٍ ، أصنام قوم نوح . ومثل الأصنام التي عبدها قوم إبراهيم .
- إعراب القرآن : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
«وَإِذْ» الواو حرف استئناف وإذ ظرف متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر وجملته مستأنفة «قالَ إِبْراهِيمُ» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «رَبِّ» منادى منصوب لأنه مضاف والياء المحذوفة للتخفيف مضاف إليه «اجْعَلْ» فعل دعاء وفاعله مستتر «هَذَا» ذا اسم إشارة في محل نصب مفعول به أول والهاء للتنبيه «الْبَلَدَ» بدل «آمِناً» مفعول به ثان والجملة مقول القول «وَاجْنُبْنِي» فعل دعاء والنون للوقاية والياء في محل نصب مفعول به أول والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما سبق «وَبَنِيَّ» الواو عاطفة وبني معطوف على الياء في اجنبني منصوب مثلها وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والياء مضاف إليه «أَنْ نَعْبُدَ» أن ناصبة ومضارع منصوب وفاعله مستتر وأن وما بعدها في تأويل المصدر في محل نصب مفعول به ثان «الْأَصْنامَ» مفعول به لنعبد.
- English - Sahih International : And [mention O Muhammad] when Abraham said "My Lord make this city [Makkah] secure and keep me and my sons away from worshipping idols
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ(14:35) Recall the time, when Abraham prayed, *46 saying, "Lord ! make this city *47 a city of peace, and protect me and my descendants from the worship of idols.
- Français - Hamidullah : Et rappelle-toi quand Abraham dit O mon Seigneur fais de cette cité un lieu sûr et préserve-moi ainsi que mes enfants de l'adoration des idoles
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und als Ibrahim sagte "Mein Herr mache diese Ortschaft sicher und lasse mich und meine Kinder es meiden Götzen zu dienen
- Spanish - Cortes : Y cuando Abraham dijo ¡Señor ¡Que esté segura esta ciudad ¡Y evita que yo y mis hijos sirvamos a los ídolos
- Português - El Hayek : E recordate de quando Abraão disse Ó Senhor meu pacifica esta Metrópole e preserva a mim e aos meus filhos daadoração dos ídolos
- Россию - Кулиев : Вот Ибрахим Авраам сказал Господи Сделай этот город безопасным и убереги меня и моих сыновей от поклонения идолам
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
Вот Ибрахим (Авраам) сказал: «Господи! Сделай этот город безопасным и убереги меня и моих сыновей от поклонения идолам.О Мухаммад! Помни о прекрасном поступке Ибрахима, который попросил Аллаха сделать заповедную мекканскую землю безопасной. Он ниспослал религиозные законы, согласно которым Мекка считается заповедным городом, и сделал так, чтобы люди почитали этот город по известным причинам. Если же нечестивцы отправлялись в Мекку с дурными намерениями, то Аллах уничтожал их, как это произошло с войском Слона и многими другими. Затем пророк Ибрахим попросил Господа одарить правой верой его и его сыновей. Он попросил сделать так, чтобы они были далеки от идолопоклонства и даже не встречались с ним. А затем он разъяснил, что опасается за себя и своих сыновей, потому что многие люди, поддавшись искушению, обратились в идолопоклонство. Он сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : İbrahim şöyle demişti "Rabbim Bu şehri güvenli kıl; beni ve oğullarımı putlara tapmaktan uzak tut"
- Italiano - Piccardo : E [ricorda] quando Abramo disse “O mio Signore rendi sicura questa contrada e preserva me e i miei figli dall'adorazione degli idoli
- كوردى - برهان محمد أمين : بهیاد بێنه کاتێك ئیبراهیم نزای کردو وتی پهروهردگارا باڵی هێمنی و ئاسایش بکێشه بهسهر ئهم شارو وڵاتهداو خۆم و نهوهکانیشم بپارێزه لهوهی که بتهکان بپهرهستین
- اردو - جالندربرى : اور جب ابراہیم نے دعا کی کہ میرے پروردگار اس شہر کو لوگوں کے لیے امن کی جگہ بنا دے۔ اور مجھے اور میری اولاد کو اس بات سے کہ بتوں کی پرستش کرنے لگیں بچائے رکھ
- Bosanski - Korkut : A kada Ibrahim reče "Gospodaru moj učini ovaj grad sigurnim i sačuvaj mene i sinove moje da se klanjamo kumirima
- Swedish - Bernström : OCH SE Abraham [bad till Gud och] sade "Herre Gör detta land till en trygg tillflykt och bevara mig och mina söner från att återfalla i avgudadyrkan
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah ketika Ibrahim berkata "Ya Tuhanku jadikanlah negeri ini Mekah negeri yang aman dan jauhkanlah aku beserta anak cucuku daripada menyembah berhalaberhala
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ
(Dan) ingatlah (ketika Ibrahim berkata, "Ya Rabbku! Jadikanlah negeri ini) yakni kota Mekah (negeri yang aman) memiliki keamanan dan ternyata Allah telah memperkenankan doanya, maka Dia menjadikan Mekah sebagai kota yang suci; dilarang di dalamnya mengalirkan darah manusia, menganiaya seseorang, berburu binatang buruannya dan menebang pepohonannya (dan jauhkanlah aku) hindarkanlah aku (beserta anak cucuku) daripada (menyembah berhala-berhala.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন ইব্রাহীম বললেনঃ হে পালনকর্তা এ শহরকে শান্তিময় করে দিন এবং আমাকে ও আমার সন্তান সন্ততিকে মূর্তি পূজা থেকে দূরে রাখুন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நினைவு கூறுங்கள் "என் இறைவனே இந்த ஊரை மக்காவை சமாதானமுள்ளதாய் அச்சந்தீர்ந்ததாய் ஆக்குவாயாக என்னையும் என் மக்களையும் சிலைகளை நாங்கள் வணங்குவதிலிருந்து காப்பாற்றுவாயாக" என்று இப்ராஹீம் கூறியதை நபியே நீர் அவர்களுக்கு நினைவு கூறும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงรำลึกเมื่ออิบรอฮีมกล่าวว่า “โอ้ พระเจ้าของข้าพระองค์ ขอพระองค์ทรงให้เมืองนี้ มักกะฮ ปลอดภัยและทรงให้ข้าพระองค์และลูกหลานของข้าพระองค์พ้นจากการบูชาเจว็ด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эсла Иброҳим демишди Эй Роббим бу юртни омонлик юрти қилгин мени ва болаларимни санамларга ибодат қилишимиздан четда қилгин
- 中国语文 - Ma Jian : 当时易卜拉欣说:我的主啊!求你使这个地方变成安全的,求你使我和我的子孙,远离偶像崇拜。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah ketika Nabi Ibrahim berdoa dengan berkata "Wahai Tuhanku jadikanlah negeri Makkah ini negeri yang aman dan jauhkanlah daku dan anakanakku dari perbuatan menyembah berhala
- Somali - Abduh : zusuusta markuu Nabi Ibraahim yidhi Eebow ka yeel baladkan Maka Aamin igana dheeree ani iyo caruurtayda inaan caabudno Sanamyada
- Hausa - Gumi : Kuma a lõkacin da Ibrãhĩm ya ce "Yã Ubangijina Ka sanyã wannan gari amintacce kuma Ka nĩsanta ni nĩ da ɗiyãna daga bauta wa gumãka
- Swahili - Al-Barwani : Na Ibrahim alipo sema Ewe Mola wangu Mlezi Ujaalie mji huu uwe wa amani na uniepushe mimi na wanangu na kuabudu masanamu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtoje kur Ibrahimi tha “O Zoti im bëne të sigurt këtë qytet dhe më largo mua dhe bijtë e mi nga të adhuruarit e statujave
- فارسى - آیتی : و ابراهيم گفت: اى پروردگار من، اين سرزمين را ايمن گردان و مرا و فرزندانم را از پرستش بتان دور بدار.
- tajeki - Оятӣ : Ва Иброҳим гуфт: «Эй Парвардигори ман, ин сарзаминро тинҷ гардон ва марову фарзандонамро аз парастиши бутон дур бидор.
- Uyghur - محمد صالح : ئۆز ۋاقتىدا ئىبراھىم ئېيتتى: «پەرۋەردىگارىم! بۇ جاينى (يەنى مەككىنى) تىنچ (جاي) قىلىپ بەرگىن، مېنى ۋە مېنىڭ ئەۋلادلىرىمنى بۇتلارغا چوقۇنۇشتىن يىراق قىلغىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇബ്റാഹീം പറഞ്ഞ സന്ദര്ഭം: "എന്റെ നാഥാ! നീ ഈ നാടിനെ നിര്ഭയത്വമുള്ളതാക്കേണമേ. എന്നെയും എന്റെ മക്കളെയും വിഗ്രഹപൂജയില് നിന്നകറ്റി നിര്ത്തേണമേ.
- عربى - التفسير الميسر : واذكر ايها الرسول حين قال ابراهيم داعيا ربه بعد ان اسكن ابنه اسماعيل وامه "هاجر" وادي "مكه" رب اجعل "مكه" بلد امن يامن كل من فيها وابعدني وابنائي عن عباده الاصنام
*46) In the preceding verses (32-35), an appeal was made to the Quraish to be grateful to that Allah Who has bestowed so many bounties on mankind in general. But in this passage the same appeal is being made on the plea that Allah had bestowed His special bounties on the Quraish in particular. They have been asked to remember that Prophet Abraham had settled their forefathers near the Ka'abah and made their city, Makkah, a "City of Peace" and AIlah showered His blessings on the Quraish in answer to the prayer of Prophet Abraham. They have been admonished to remember those "bounties" and mend their ways.
*47) Makkah.